محمد شوقي الفنجري

عودة للموسوعة

محمد شوقي الفنجري

محمد شوقي الفنجري (و. 12 سبتمبر 1926 - ت.ثمانية يوليو2010)، هومستشار وعالم إسلامي مصري.

حياته

ولد المستشار الدكتور محمد شوقي الفنجري بمدينة منيا القمح ـ محافظة الشرقية في 12 من سبتمبر 1926.

شغل الفنجري عددا من المراكز الفهمية حتي وفاته، أهمها: عضومجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف، عضوالمجالس القومية المتخصصة (المجلس القومي للخدمات والتنمية الاجتماعية)، عضوالمجلس الأعلي للشئون الإسلامية (لجنة الدراسات الفقهية المقارنة )، عضومجلس إدارة بعض مراكز البحوث بجامعتي الأزهر والقاهرة، رئيس مجلس إدارة الجمعية الخيرية الإسلامية.

قدم الفنجري في مجال الفهم أجل الخدمات وقضي عمره في سبيل الأعمال والمشروعات الخيرية، فعند بلوغه سن الستين آثر التفرغ كلية للمزيد من النشاطين الفهمي والخيري، وتمثل نشاطه الخيري في إصداره عدة وقفيات خيرية منذ أكثر من ثلاثين عاما، ويصرف من خلالها معونات مالية شهرية لنحو300 طالب بجامعة القاهرة، فضلا عن عشرات المنح للطلبة الأجانب الوافدين للدراسة بالأزهر، ووقفية مسابقة خدمة الدعوة والفقه الإسلامي، يصرف من خلالها سنويا جوائز للباحثين الفائزين، بالإضافة إلى وقفية الأجهزة التعويضية للطلاب المحتاجين بالمعاهد الأزهرية، ووقفية لصالح بحوث الإعجاز الفهمي للقرآن الكريم، وأخيرا وقفية لصالح الجمعية الخيرية الإسلامية.

أثري الدكتور محمد شوقي الفنجري المخطة الإسلامية بالكثير من المؤلفات والبحوث القيمة التي عالجت كثيرا من المشكلات ووضعت الحلول للكثير من المعضلات.

ويعد أول مؤلف للدكتور الفنجري "مدخل إلي الاقتصاد الإسلامي " الصادر عام 1972 أول كتاب جامعي في العالم العربي يصدر في الاقتصاد الإسلامي، ثم أعقبه بسلسلة الاقتصاد الإسلامي في أحد عشر مؤلفا أعيدت طباعتها عدة مرات، فقد مثل المستشار الدكتور محمد شوقي الفنجري ريادة حقيقية للمشتغلين بالاقتصاد الإسلامي، وتعددت مظاهر هذه الريادة في البحث وفي التدريس وفي الإشراف علي الرسائل، بل وفي هذه الحركة الدءوب والنشطة في جميع ما يتعلق بالاقتصاد الإسلامي.

وكثيرا ما كان يذكر الدكتور الفنجري حتى الإسلام منذ ظهوره منذ قرون طويلة أهدي للإنسانية مؤسستين أساسيتين، هما: مؤسسة الزكاة ومؤسسة الوقف، وكان يري دائما حتى من أبرز مسببات تخلف العالم الإسلامي المعاصر أنه "عطل أوغيب"، هاتين المؤسستين عن دورهما الكبير في خدمة المجتمع وتحقيق المصلحة العامة لأفراده.

يعد الدكتور محمد شوقي الفنجري واحدا من قمم الفكر الإسلامي المعاصر، فقد قام بجهود عظيمة في مجال الدعوة الإسلامية، والأعمال الخيرية لما له من تأثير فعال وثقل فكري كبير في مجال الفكر الإسلامي المعاصر.

وكان يؤمن بمبدأ عظيم، وهوأنه من العبث التفكير في حتى خدمة الإسلام وقضايا المسلمين تكون بالنصح والإرشاد المجرد والمشاعر المفتعلة والهتافات المدوية.

بل إنه كان يؤمن بأن خدمة الإسلام بحق تكون من خلال العمل علي تنقية الأمة الإسلامية من ثالوث: الفقر والجهل والسقم، حيث كان يري حتى هذه الآفات الثلاث أضاعت المعني الحقيقي للإيمان في نفوس الأمة وأنه من أبرز السبل لاستعادة هيبة الإسلام ورد اعتباره إقامة صروح اقتصادية إسلامية تخدم المسلمين وتلعب دورها الفعال علي المستويين الوطني والعالمي، وقد كان ملخص الأديان في نظره أنها جميعا دعوة إلي الإيمان بالله تعالي، وأنه ليس لهذا الإيمان من صورة أوتعبير حقيقي إلا في عمل الخير ومد يد العون إلي جميع محتاج.

ويذكر الدكتور الفنجري في منطقاته حتى حقيقة الحياة وسر سعادتها في كونها جهادا دءوبا من أجل المزيد من الفهم النافع والعمل الصالح وتنمية الحياة وتعمير الدنيا.

يدرك الدكتور محمد شوقى الفنجرى استاذ الاقتصاد الاسلامى بالقاهرة وصاحب الباع الطويل في العمل الخيرى ان المنهج الاسلامى في الحياة يركز على جانب المعاملات بين البشر بنفس هجريزه على جانب العبادات بين العبد وربه لهذا يدرك الرجل ان المسلم القادر عليه التطوع لاعانة من لايقدر سواء كانت عدم القدرة مالية اوماشابه ذلك فالعمل التطوعى في نظره لابد ان يتناغم وينسجم مع تفاعلات المجتمع وأزماته ليتحقق الحراك الاجتماعى الممنهج وفق روح الاسلام فمن خلال رئاسته للجمعية الخيرية الإسلامية بالقاهرة التى تعد من اقدم الجمعيات الاهلية في مصر قدم مساهمات مالية كبيرة لدعم العمل الخيرى كالمساهمة في مجالات مكافحة الأمية، وتطوير أنشطة التعليم والتثقيف وخاصة بين الفتيات ،والمساهمة في خلق فرص العمل من خلال تشجيع ومساندة المشروعات الصغيرة وأنشطة التشغيل الذاتي، وتعد رعاية المسنين وذوي الاحتياجات الخاصة أحد أبرز المجالات التي تتميز بها الجمعية الخيرية الاسلامية ، وتعبر بصدق عن قيم الخير والتكافل والتماسك الاجتماعي في الاسلام ، وللرجل كونه استاذ للاقتصاد الاسلامى ومستشار قضائى سابق له اعمال تطوعية عديدة في مجالات حمل مستوى الوعي البيئي لدى أفراد المجتمع والرقابة على الممارسات التي من شأنها الاضرار بالبيئة وفي أخذ مبادرات مختلفة لتحسين الأوضاع البيئية ، كما له وقف شهير يخصص ريعه في جوائز قيمة للابحاث التى تخدم جانب المعاملات في الاسلام


المنح الأعمال الخيرية

وخصص الدكتور الفنجرى جزءا كبيرا من ثروته كوقف الخيري للطلاب والدارسين الفقراء ، وبموجب حجة وقف المستشار الدكتور / محمد شوقي الفنجري لصالح جائزة خدمة الدعوة والفقه الإسلامي قررت اللجنة بجلستها المنعقدة مطلع العام الجارى عنوانين مسابقة عام 2009 حيث تم تخصيص مبلغ 40000 جم ( أربعون ألف جنية ) جوائز أصلية لأحسن البحوث في احد موضوعات ' الإسلام في الحاضر والمستقبل وطرق الدعوة إليه' ، و'البدعة مفهومها وبيانها وآثارها ' ، بحد ادني قدره 2000جم ( ألفي جنية ) لكل فائز ثم تخصيص مبلغ 20000 جم ( عشرون ألف جنية ) جوائز تشجيعية للبحوث الجيدة غير الفائزة بالجوائز الأصلية في احد الموضوعين سالفي الذكر . وذلك في حدود مبلغ 1000 جم ( ألف جنية ) كحد ادني لكل فائز .

الجمعية الخيرية الإسلامية

وتعود نشأة الجمعية الخيرية الإسلامية التر يرأسها الدكتور الفنجرى الى عام 1892 ميلادية وهى من اقدم الجمعيات الخيرية في العالم العربى ، وتسير حاليا على نفس الهدف الذى انشئت من اجله وهوالنهوض بالشعب المصري تعليميًّا واجتماعيًّا وصحيًّا، إيمانًا من المؤسسين بأنه لولا ضياع الشعب وتخلفه ما تمكن منه المستعمر،ومن هنا كانت أولى توجيهات الجمعية الخيرية الإسلامية هوإنشاء مدارس مجانية بمختلف مديريات مصر، ذات برامج إسلامية وحرفية لتخريج جيل يعهد دينه وله حرفته. إلى غير ذلك قامت الجمعية الخيرية الإسلامية بعبء التعليم المجاني ذي الصبغة الإسلامية والحرفية،وإلى جانب رسالة الجمعية في المجال التعليمي، أقامت الجمعية العيادات الطبية المجانية والمستوصفات والمستشفيات الخيرية والتي على رأسها مستشفى الجمعية الخيرية الإسلامية بالعجوزة وسط القاهرة والتي كانت وقتها من أكبر المستشفيات ليس في مصر فحسب وإنما في الشرق الأوسط، وأصبحت ملكًا للشعب بعد التأميم، لكنها ما زالت تحمل اسم مستشفى الجمعية الخيرية الإسلامية.

ويشرف الدكتور الفنجرى من خلال الجمعية على مساعدة أكثر من سبعمائة أسرة فقيرة وتتكفل بمساعدة الجمعية نحوأربعمائة طالب بجامعات الأزهر والقاهرة وحلوان والمنيا، براتب شهرى لكل طالب متى توافر فيه شرط الاحتياج المالي مع النجاح الدراسي،ولاتقتصر انشطة الجمعية على الطلاب والسقمى فقط، بل تتعدد نشاطات الجمعية اليوم ما بين دور للمسنين، واليتامى، وأطفال الحضانة، والمغتربات. بالإضافة إلى مراكز محوالأمية، وتحفيظ القرآن الكريم، والأسر المنتجة، والكمبيوتر والعلاج الطبيعي، والجمعية حاضرة في اقامة مشروعات كبيرة تكلفها الملايين من الجنيهات، وذلك بأرض الجمعية بمدينة السادس من أكتوبر لليتامى والمسنين، وبأرضها بحلوان للتدريب الحرفي ومدرسة الصناعات للبنات، وبأرضها بالمنصورية بالجيزة لإقامة عمارات سكنية للشباب بأسعار مدعومة من الجمعية.

ويعتمد الدكتور الفنجرى في تمويل الانشطة الخيرية للجمعية على عدة مصادر تمويل منها الزكاة التى يقدمها بعض الموسرين وتبرعات الخيرين بالإضافة إلى الأوقاف الخيرية ممثلة في عمارات، وأطيان زراعية، وشهادات استثمار، موقوفة لصالحها وتدرّ في مجموعها عائدًا سنويًّا منتظمًا، وهوما مكّن الجمعية من الاستمرار في مباشرة أنشطتها الخيرية من أكثر من قرن وحتى اليوم ، وكما وهب الدكتور الفنجرى وقفا خيريا لصالح الطلاب ، فهويؤمن ان الوقف ليس أمرًا فريدًا أوجديدًا، فقد تجاوز إليه عدد كبير من كبار الأغنياء في مصر، وان الدول الاوروبية تطبق ذلك المنهج الاسلامى في التكافل والتطوع من منطلقات انسانية حيث لا توجد أسرة أوروبية أوأمريكية إلا وتخصص نحو2% من دخلها لصالح الجمعيات الخيرية والمنظمات غير الحكومية، وهوما يقابل الزكاة في الاسلام كما أنه ما من رجل أعمال إلا ويرصد بعض ماله لصالح المشروعات الخيرية والمرافق العامة، وهوما يقابل الأوقاف في الحضارة الاسلامية .

ورغم ظروفه الصحية وامراض الشيخوخة الا ان الدكتور الفنجرى يتابع بنفسه اعمال اللجان التطوعية بالجمعية حيث تنقسم الجمعية لعدد من اللجان ويمكن للمتطوعين الانضمام للجان التي يريدونها، أوحتى مجرد الاشتراك في الأنشطة وفق لجنة دراسة الحالات التى تقوم بدراسة الحالات التي ترد للجمعية وتحديد ما تحتاجه جميع حالة من معونات، واللجنة الطبية المختصة بتوفير العلاج والكشف الطبي على الحالات المستحقة، كما تقوم بعمل قوافل طبية دوريًّا في المناطق الفقيرة ، وايضا لجنة الزيارات التى تقوم بتنظيم زيارات للملاجئ ودور المسنين، كما تقوم بعمل مسح لهذه الدور لفهم احتياجاتهم وعدد المقيمين بكل دار ولجنة تزويج الفتيات اليتيمات وغير القادرات، حيث تقوم اللجنة بتيسير تزويج الفتيات اليتيمات وغير القادرات عن طريق شراء ما يلزمهن لإتمام الزواج. كما تقبل اللجنة التبرعات المادية والعينية مثل الأطقم (الجديدة أوالمستعملة)، وتقوم بتجديد ما يلزم قبل التبرع به للعرائس. وقد قامت اللجنة بفضل الله بتزويج مئات العرائس في الفترة الماضية ، ولجنة الحملات والمعارض وتقوم بفرز الملابس التي ترد للجمعية وتنظيم معارض خيرية في المناطق الفقيرة، حيث تباع الملابس بأسعار رمزية للأهالي. كما تقوم هذه اللجنة بتنظيم الأنشطة الموسمية، مثل حقائب تموين رمضان ولحوم عيد الأضحى وبطاطين فصل الشتاء. تقوم اللجنة أيضًا بمشروع إعادة تدوير المخلفات حيث نستقبل الورق والكارتون والبلاستيك من المتبرعين ونقوم ببيعه للمصانع وصرف العائد على تزويج الفتيات اليتيمات .

ويعد الدكتور الفنجرى اكاديميا عمليا من الطراز الاول فهوصاحب نظرية علاج معضلة الفقر في المجتمعات الاسلامية عن طريق الزكاة حيث يؤكد لطلابه ومريديه ان الإسلام لم يشجع أبدا على الكسل بل حث على الإنتاج، ويؤكد ان للمال ثلاثة حقوقفكل ثرى حتى لوأدى الزكاة، فهوآثم إذا عثر بين المسلمين من لم يصل لحدالكفايةفالإسلام إذا كان قد حمى الملكية الخاصة للإنسان وأوجب بتر يدالسارق، ففي اللقاء أوجب عليه ثلاثة التزامات هي، الزكاة، والضرائب، والإنفاق فيسبيل الله، وهذه الالتزامات جميع منها مستقل عن الآخر لقوله تعالى: 'ليس البر أنتولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين وآتى المال على حبه ذوى القربى واليتامى والمساكين وابن السبيلوالسائلين وفى الرقاب وأقام الصلاة وآتى الزكاة' وهذا الفصل في الآية الكريمة بين الإنفاق والزكاة والصلاة، مرشد على الاختلاف بين الإنفاق والزكاة ، ما روي عنالرسول عليه الصلاة والسلام في الحديث الذي أخرجه الترمذي أنه نطق: 'إن في المال حقا سوى الزكاة'. حيث عبر عن هذا المعنى السامى الصحابيأبوذر الغفاري بمقولته الشهيرة 'عجبت لمن لا يجد القوت في بيته كيف من الممكن أن لا يخرج علىالناس شاهرا سيفه'. وأكد هذا المعنى الإمام ابن حزم في كتابه المحلى بقوله: 'إذا توفي رجل جوعا في بلد اعتبر أهله قتلة وأخذت منهم دية القتيل'، ويضيف ابن حزم: 'للجائع عند الضرورة حتى يُقاتل في سبيل حقه في الطعام الزائد عند غيره، فإن قتلالجائع المانع فليس عليه قصاص، وإن اغتال المانع الجائع وجب القصاص منه.

آراؤه

ويتبنى الفنجرى من زمن بعيد حتى تكون هناك وزارة أومؤسسة مستقلة للزكاة، في جميع دولة اسلامية بحيث تتولىمسئوليتها تحصيلا وتوزيعا، وتكون ميزانيتها مستقلة عن ميزانية الدولة العادية،وبالتالي سيحمل ذلك عن الدولة عبء القضاء على الفقر، وضمان حد الكفاية لكل مواطن،لكي تتفرغ الدولة لمهمة التنمية الاقتصادية لان الزكاة الأصل فيها حتى تكون مسئولية الدولة من خلال ما كان يعهد ببيت المال أووزارة الزكاة ، ويبدى الرجل دوما اسفه لتراجع دور الوقف في العمل الخيري،بعد حتى آلت مسئوليته لوزارة الأوقاف التي استولت عليه ومنعت الناس خيره، ويقول : لولا أنىرجل قانون في الأساس لمضىت الكثير من الوقفيات التي أوقفتها لعمل الخير للوزارة،فلك حتى تتخيل -مثلا- حتى وزارة الأوقاف كانت ترغب الاستيلاء على الوقف الخيري الذي أوقفته لطلاب جامعة القاهرة من المحتاجين لتتولى هي أمره، وكأنها أفهم من جامعةالقاهرة بأمر الطلاب، وخاض الرجل معركة حتى تئول نظارة الوقف إلى رئيس جامعة القاهرةلا وزارة الأوقاف ، وقابل الفنجرى في رئاسة الجمعية الخيرية الاسلامية الكثير لاسترداد الأوقاف التي أخذتها الوزارة، واستعان بكبار رجال القانون لمنع تأميم مشروعاته الخيرية .

وعلى طول الخط يرى الدكتور الفنجري حتى مهمة الاقتصاد الإسلامي حفظ التوازن بين مصلحة الفرد ومصلحة الجماعة، وأن الحلول الاقتصادية الإسلامية تتميز عن غيرها من الحلول بأنها ثمرة التوفيق بين مصلحة الفرد ومصلحة الجماعة، ويؤكد دوما أهمية تطبيق الاقتصاد الإسلامي في العالم الإسلامي بوصفه المنهج الاقتصادي الذي يرتبط به عقائديا وحضاريا هذا العالم ويتوافر له التجاوب والاطمئنان النفسي، فالإسلام يقر التناقضات الاجتماعية الموجودة في الحياة، إلا حتى نقطة الخلاف الأساسية بين الإسلام وكافة المذاهب والنظم الوضعية السائدة تتمثل في حتى هذه المتناقضات الاجتماعية تعتبر في نظر الإسلام كالسالب والموجب للتعاون والتكافل لا للتصارع والاقتتال فقوام الاقتصاد الاسلامي هوحفظ التوازن بين مصلحة الفرد ومصلحة الجماعة. وهذا ما عبرت عنه الآية الكريمة بقوله تعالى: {لا تظلمون ولا تظلمون وقول الرسول عليه السلام «لا ضرر ولا ضرار» حيث اعطى الرسول صلى الله عليه وسلم صورة بسيطة ولكنها عميقة المعنى في التوفيق بين المصلحتين الخاصة والعامة حيث يقول ما معناه «ان قوماً ركبوا سفينة فاقتسموا، فصار لكل منهم موضع، فنقر رجل منهم موضعه بفأسه، فنطقوا له ماذا تصنع، نطق هذا مكاني أصنع فيه ما أشاء فإن أخذوا على يده نجا ونجوا وان هجروه هلك وهلكوا».وتطبيقا لذلك فإن الحلول الاقتصادية الإسلامية تتميز عن غيرها من الحلول الرأسمالية أوالاشتراكية، بأنها ثمرة التوفيق بين مصلحة الفرد ومصلحة الجماعة. وتبين ذلك باختصار في مجالات رئيسية وهي مجال الحرية الاقتصادية وتدخل الدولة في النشاط الاقتصادي، ومجال الملكية، ومجال التوزيع. _ ويثبت اكاديميا ان العامل المميز في الاقتصاد الإسلامي هوان المادة وإن كانت مطلوبة، إلا أنها ليست مقصودة لذاتها، كما حتى الهدف من النشاط الاقتصادي هوتعمير الدنيا واحياؤها وان ينعم الجميع بخيراتها. وليس هوالتحكم أوالسيطرة الاقتصادية أواستئثار فئة أودول معينة بخيرات الدنيا كما هوالشأن في كافة الاقتصاديات الوطنية السائدة رأسمالية كانت أواشتراكية مما ينبغى تطبيقه في العالم الإسلامي، بوصفه المنهج الاقتصادي الذي يرتبط به عقائدياً وحضارياً ويتوافر له التجاوب والاطمئنان النفسي، فالإيمان في الإسلام ليس إيماناً مجرداً أوميتافيزيقيا (غيبياً) وإنما هوإيمان محدد مرتبط بالعمل والانتاج: {إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية ومرتبط بالعدل وحسن التوزيع {اعدلوا هوأقرب للتقوى

ويؤكد الفنجرى حتى السياسة الاقتصادية في الإسلام هي سياسة شاملة منضبطة تنظر إلى جميع الجوانب الإنسانية وتدخل في اعتبارها كافة الحاجات البشرية، وتوفق بينها جميعا باسلوب يقر التناقضات الاجتماعية الموجودة في الحياة، الثبات والتطور، مصلحة الفرد ومصلحة الجماعة، المصالح المادية والحاجات الروحية إلا حتى نقطة الخلاف الأساسية بين الإسلام وكافة المذاهب والنظم الوضعية السائدة، تتمثل في حتى هذه المتناقضات الاجتماعية تعتبر في نظر الإسلام كالسالب والموجب، للتعاون والتكامل لا للتصارع والاقتتال ومن ثم فهوعلى خلاف كافة المذاهب والنظم الوضعية السائدة، يعمل على الإبقاء على تلك التناقضات والتوفيق بينها، لا على جحد أونفي أحدهما لحساب الآخر على انه في بعض الحالات الخاصة قد يغلب أحدهما على الآخر، ولـكن بصفة مؤقتة وبقدر الضرورة، وذلك لإعادة التوازن وتحقيق التعاون الذي هومبتغاه. وإذا كانت السياسة الاقتصادية الإسلامية ـ توفق بين كافة المصالح المتعارضة بما يحقق الصالح العام، وتقدم الحل العملي للمشكلة الاقتصادية وبالتالي لمشكلة الحرب والسلام، فإنه من الخير ان تدلي هذه السياسة بدلوها وان يسهم الاقتصاد الإسلامي في حل مشاكل العالم.

ومن هنا تبرز أهمية الاقتصاد الإسلامي، ودوره بالنسبة للعالم أجمع، وإذا كان هذا الدور لم يتحقق حتى الآن فمرده إلى قصور فهماء المسلمين في بيان معالم الاقتصاد الإسلامي وإبراز ذاتية سياسته وتفوقها.

تاريخ النشر: 2020-06-04 15:55:15
التصنيفات: مواليد 1929, وفيات 2010, أزهريون, أشخاص من منيا القمح، الشرقية

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

تشكيلة الفتح أمام الوداد.. مصدق أساسي وهنوري يقود الخط الهجومي

المصدر: البطولة - المغرب التصنيف: رياضة
تاريخ الخبر: 2023-01-29 18:16:30
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 50%

مجلس “العدوي” يحط الرحال بجامعة الحسن الأول بسطات

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-01-29 18:15:28
مستوى الصحة: 36% الأهمية: 40%

الشروع في توزيع مواد غذائية وأغطية على المتضررين من موجة البرد

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-01-29 18:15:29
مستوى الصحة: 30% الأهمية: 40%

اتحاد كتاب المغرب يرفض مواقف البرلمان الأوروبي

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-01-29 18:15:25
مستوى الصحة: 34% الأهمية: 41%

بحضور عامل اقليم الحوز.. مسجد تينمل يحظى باهتمام حكومي

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-01-29 18:15:23
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 41%

إحتجاج المئات في شوارع نيويورك بعد مقتل أمريكي من أصل إفريقي

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-01-29 18:15:27
مستوى الصحة: 41% الأهمية: 49%

تحميل تطبيق المنصة العربية