دراسة ( التفكيكية فى الادب ) - بقلم المفكر / طارق فايز العجاوى واخرون

عودة للموسوعة

دراسة ( التفكيكية فى الادب ) - بقلم المفكر / طارق فايز العجاوى واخرون

دراسة ( التفكيكية في الادب ) - بقلم الباحث / طارق فايز العجاوى

هى من المذاهب النقدية الجامحة والمتطرفة المعاصرة وهدفها التشكيك في انقد يكون للنص الادبى معنى ثابت ولقد اسس هذا الممضى ( جاك دريدا ) الذى حاول ان يبرهن ان هناك عناصر كافية في النص الادبى تمنع تمركزه اواستقراره حول معنى محدد وبذلكقد يكون قد تحدى البنيوية المعهودة والثابت ان الرأى عند ( دريدا ) ان تفسير النص يعرض لما هومكبوت فيه من احتمالات لا متناهية ومن لعبة المعانى التى تضيع عبر مصادر النص اوما اصطلح على تسميته ( بالتناصية ) على جميع الاحوال يرى هذا الممضى ان سيكولوجية الانسان تعيش تحت رحمة الجزء اللاواعى من شخصيته والتى يصعب ضبطه اوتحديده بشكل دقيق ومن وجهة اخرى فان القيم الانسانية غير ثابتة وهى عرضة للتغيير حسب الظروف المحيطة بها صغيرها وكبيرها ومن جهة ثالثة فان اللغة التى نستخدمها تتطور باستمرار حسب السياق والموقف والنواحى البراغماتية التى تلف النص وتحيط به وهى اعتباطية كما اكد اللغوى الشهير ( سوسير ) ولا يوجد علاقة حتمية اومنطقية بين المعنى واللفظ وبناءا على ذلك فان عملية الترميز تتغير لا اللغة بطبيعتها بلاغية وهذه المدرسة تمضى الى ان هناك ذاتية خاصة بين القارىء والمحرر يصعب ايضا تحديدها وهى من انصار - اقصد المدرسة - القراءات المتعددة للنص الواحد

ومن وراء هذه النزعة التفكيكية ليس غريبا باعتقادى تصور مفهوم عبثية الحياة في جميع شىء وهنا تكمن بعض صور الخطورة فاذا كانت حياتنا بلا معنى فيصعب تحديد اى هدف ضمنها وعليه لا يخفى على احد ان نادىة هذه المدرسة اسسوا ممضىهم كردة عمل ضد ( البنيويين ) الذين يصرون على ان للنص الادبى بنية متراصة ومتكاملة دون الاعتماد على اى عنصر خارجى وبدورنا نسأل كيف من الممكن أن يتصدى ادبنا العربى لهذه التيارات النقدية الحديثة المستوردة من الحضارة الغربية والتى بلغت حد الترف الفنى باصرارها على اثارة تساؤلات قد تبدوغريبة علينا وعلى العالم الشرقى بشكل عام ؟ ! والثابت ايها السادة انه في ادبنا العربى نوع من الثقة والايمان بان السليم سليم والخطأ خطأ وان الدين من عند الله جلت قدرته مصدر القيم الثابتة والمطلقة

اعتقادى ان كتابنا يعتقدون بغائية الحياة وعلى الرغم من وجود اصوات تشكيكية هنا وهناك فانهم على العموم يؤمنون بثبات المبادىء التقليدية من نكران للذات وتضحية وكرم ....... الخ التى تعد قيم مطلقة على سبيل المثال أيعقل ان نأخذ قصيدة للامام الشافعى ونحاول البرهنة من خلال ايحاءات معينة قد نتصور انها تعنى اشياء واشياء لم تخطر ببال الرجل ،يا ترى؟ وبمعنى اخر اذا كانت اللغة بطبيعتها غير مستقرة كما يرى التفكيكيون فكيف لنا ان نتصور ان امرؤ القيس عنى هذا ولم يتناول ذاك ؟ باعتقادى ان هناك خطر داهم على ادبنا العربى عند محاولتنا اعادة تفسيره اونهجره عرضة للزمن كما حصل مثلا في التفسير الجديد ل ( هاملت ) رائعة شكسبير المعروفة من خلال اصرار النقاد المحدثين على ان عقدة اوديب هى المعيق الرئيس للبطل في الثأر لابيه

لا افهم وهذه حقيقة الى اى مدى سينتهى بنا هذا الشطط الفكرى اذا جاز التعبير وانا ارى حتى مسلمة ديكارت التى يفهمها الجميع التى فحواها ( أنا أفكر اذن انا موجود ) حقيقة تعجز ان تحيط بابعاد المشكلة وذيولها فما هوالتفكير وما هوالوجود ومن يستطيع ان يحدد معناهما على اساس مطلق ؟ ! وبعد هل نقحم ادبنا العربى الاصيل في هذا الخضم الجارف اوقد يكون الحل الوسط هوالاسلم في مثل هذه الشطحات اونثير اونقبل بعض التساؤلات الغريبة على نصوصنا الادبية سواء منها القديم ام الحديث ثم نركن الى ما ظاهر اوما اقرب الى الوضوح ؟ !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! الاسلم والاصح ايها السادة ان نرحب بكل ما حديث في عالم النقد وصدرنا مفتوح للتفكيكية وغيرها من المستجدات على هذه الساحة وفى هذا المنحى (( شريطة )) ان يفسر النص على اسس معقولة ولا ضير ان يتأثر أدبنا العربى بهذه المذاهب طالما توفر لنا الدليل المقنع على اتباع نهج بعينه وانا ارى ان مبدأ الشك للشك مرفوض جملة وتفصيلا من اساسه وارى ايضا ان معالجة النص الادبى يجب ان تكون ضمن اطر لغوية وبلاغية محددة ولكن البعض قد يقول انه يصعب ان نحد المعنى في النص الادبى موطن الابداع والخلق والخيال والسحر نقول لهؤلاء ان العمل الادبى باشكاله المتنوعة من شعر ونثر ......... الخ هووحدة متكاملة تفسر ضمن سياقات محددة معينة وطالما كان هذا التفسير منسجما ومتجانسا مع وحدة النص فنحن معه قلبا ونطقبا اما ان نتعب انفسنا في التقصى عن عناصر قد تبدولنا انها مشروعة لتفكيك وهدم وحدة النص فهذا مرفوض بكل ابعاد هذه الحدثة

والقادم ايها السادة اخطر وهوما وراء التفكيكية وقد يحدث الشك في الشك ذاته والاكمة تخفى ما تخفى عملينا الحذر وتجاوز اثار جميع ما دخيل قد يقصينا عن الحق والصواب فيما يخص ارثنا الادبى العظيم

                                  • ولله الامر من قبل ومن بعد

المحرر // طارق فايز العجاوى

                • وهذا رد الدكتور ((((((( جمال الاحمر ))))))))


وضع "جاك دريدا" جميع مسلَّمات الفلسفة الغربية -منذ عهد أفلاطون- موضعَ سؤالٍ وشك؛ حيث بيَّن من خلال بحثه: "البنية، والعلامة، واللعب في خطاب العلوم الإنسانية" - الذي قدَّمه عام 1966 في ندوة بجامعة جون هوبكنز، بالولايات المتحدة - حتى جميع فكرة للبنية افترضت معها وجود مركز للمعنى يحكمها، وأن البشر راغبون في مركزٍ ما، يؤسِّس حضورهم، ويضمن لهم وجودهم، وقد تجسَّدت المبادئ المركزية في عدد من الألفاظ المنتجة من طرف الفكر الغربي؛ مثل: الوجود، والماهية، والحقيقة، والجوهر، والنهاية، والبداية، والإنسان، والوعي....

ويجد "دريدا" حتى محاولة التفكيك خارج حدود هذه المصطلحات، ومحاولةَ إبطال مفاهيمها - قد يؤدِّي إلى الوقوع في فخ المصطلحات المعتمد عليها، "فإذا حاولنا - على سبيل المثال - إبطال المفهوم المركزي للوعي بتأكيد القوة المدمرة للاوعي؛ فإننا نقابل عندئذٍ خطرَ استحداث مركز جديد؛ لأننا لا نملك سوى الدخول في النسق المفهومي (شعور/ لا شعور) الذي نحاول إبطاله، وكل ما نستطيع هورفض السماح لأيٍّ من القطبين في نسقٍ ما (جسد/ روح، خير/ شر، جاد/ هازل) بأنقد يكون هوالمركز، وضمان الحضور"[1]؛ لذا لا بد علينا حتى نحاول التخلص من مأزق المركزية.

يجد "دريدا" حتى الفكر الغربي يحتفي بمركزية "اللوغوس" أوالحدثة، ويكشف في كتابه: "دراسة الكتابة" حتى مركزية الصوت تفترض تغييبًا للكتابة، على أساس أنها تمثل شكلاً غير صافٍ من الكلام، وأن الأخير هوالأقرب إلى تجسيد الفكر الخالص، على اعتبار أنه حضور يفترض وجود الذات المتحدثة، ومن هذا المنطلق دعمت الفلسفة الغربية هذه المكانة التراتبية، حيث أَوْلَت عناية بالكلام، وتمركزت عليه، في حين همشت الكتابة.

حاول "دريدا" حتى يقوض هذه الفكرة بطرحه العَلاقة التبادلية، التي يصير معها المركز هامشًا والهامش مركزًا، وذلك باستخدامه مصطلح "التكملة"، والتي تعني الإضافة والاستبدال؛ حيث تحل الكتابة محل الكلام، باعتبار حتى الأخير مكتوب دائمًا، ومن هنا يرى "دريدا" حتى "الكتابة هي أصل اللغة، أما الصوت الذي ينقل الحدثة المنطوقة - اللوغوس - فهوليس الأصل، ويرى حتى الصمت، واللاوعي، وعمليات الكتابة الاختلافية، قد تعرَّضت للقمع والرقابة في زمن التمركز؛ مما أخفى أوجه الغياب، والاختلاف، والمسافات الخلاقة"[2].

وهذا ما يحتِّم هدم الميتافيزيقيا، والتي تعني: جميع فكرة ثابتة مقتطعة من شروطها التاريخية، ساعدت على نشوء الثنائيات المتعارضة، ثم التحيز لأحد طرفيها، ويحتم خلخلة المثالية الدينية، التي تمثلت في مركزية "اللوغوس" أوالحدثة في الكتاب المقدَّس، تأسيسًا لوعي حديث يتعارض مع الوعي اللاهوتي، الذي حاول توحيد العالم حول مركز عقائدي واحد، تتجسَّد فيه معنى الحقيقة الموحدة التي لا تناقَش.

إن التفكيك بتأكيده على التعدد، والاختلاف، وإلغاء الحضور، والتعالي - يهدف إلى تقويض نماذج الحضارة الغربية، وهذا يسمح بظهور بدائل حضارية، وفكرية، وفلسفية، تتغاير في نظمها وأهدافها عما أَرْسَته الميتافيزيقيا الغربية[3]؛ مما يجعله مشروعًا يَهدف إلى تجاوز الأطروحات المنهجية السابقة.

إن التفكيكية قراءة تقدِّم احتمالات المعنى المناقِض بطريقة لا نهائية؛ حيث إذا "النص الذي يتيح القراءة، يستدعي أكثر من قراءة؛ إذ قراءاته تتعدَّد بتعدد مستوياته، وتختلف باختلاف قرَّائه"[4].

ومن هنا تسعى للوقوف على ذلك الشرخ الموجود بين النص في دلالته الصريحة، وما يخفيه من الْتباسات مسكوت عنها، ومن ثمة قلب السائد والمتعارف عليه؛ من أجل الكشف عن التحيزات التي يمارسها الخطاب بطريقة غير مصرح بها، والتي تشكِّل تناقضات حتمية.

"إن غاية "دريدا"، هي تأسيس ممارسة - فلسفية أكثر منها نقدية - تتحدى تلك النصوصَ التي تبدووكأنها مرتبطة بمدلول محدد ونهائي وصريح، إنه لا يريد تحدي معنى النص فحسب، بل يطمح إلى تحدي ميتافيزيقا الحضور الوثيقة الصلة بمفهوم التأويل، القائم على وجود مدلول نهائي"[5].

وفي هذا الصدد يجد عبدالله إبراهيم حتى التفكيك يؤسِّس "موقفه تجاه الخطاب، هادفًا تحرير عمل المخيلة من ناحية، وافتضاض آفاق جديدة للعملية الإبداعية من ناحية أخرى"[6].

يجد "دريدا" حتى الفكر الغربي "ما ورائي ميتافيزيقي" قائم على ثنائيات ضدية مختلفة، هذه الثنائيات تسعى لخلق تراتبات وجودية، تحتم على الطرف الأول التموضعَ في شكل من الامتياز والفوقية، وتحتم على الطرف الثاني التموضعَ داخل التغييب والدونية والتهميش، وهذا ما يجعل الطرف الأول يمارس القمع والاستبداد ضد الآخر، بانادىئه الحقيقة المطلقة.

إن ما يَلفِت إليه "دريدا" انتباهَنا هوحتى وجود الطرف الأول وأهميته مقرونةٌ بوجود هذا الهامش، وذلك ما ينفي صحة التفضيل والتراتب المنشأ من طرف العقل الغربي، والذي حبسه في دائرة الميتافيزيقيا مدة طويلة من الزمن؛ حيث تحوَّلت معه بعض المدلولات إلى مسلَّمات بعيدة عن أوجه النقد والمساءلة، ومن ثمة تصير "الازدواجات" (مركز/ هامش، مسيطَر/ مسيطِر، مادة/ فكر...) هي ثنائيات أسطورية، تتجاوزها حلقات الاختلاف التي تناهض حلقة التطابق أوالتماهي، فبينما كانت حلقة المطابقة تزعم وجود مركز: "لوغوس، حضور، نظام، كوجيتو...": يقضي الهامش: "الخرافة، الجنون، اللاشعور، الغياب، التبعثر..."؛ فإنه بجعل الهامش مركزًا، سيرتدُّ المركز إلى هامش، فهومركز ولا مركز؛ لأنه هامش، وهوهامش ولا هامش؛ لأنه مركز، فهوفي آنٍ واحد مركز وهامش، وفي اللحظة ذاتها لا مركز ولا هامش"[7].

إذًا فالتفكيكية مشروعٌ صاحَبَ التحولاتِ الأدبيةَ المحدَثة؛ حيث سعى لتخريب المعنى الثابت، وبالتالي جميع منتجات الحداثة الغربية؛ لينزع عنها صفة القداسة، ومن ثمة ليفتح مجالاً لتبادل الأدوار والمراكز بين الأنا والآخر.

كان عمل "دريدا" امتدادًا لما بدأه الفيلسوف الألماني "مارتن هايدغر"، حينما نقض فكرة الوجود والزمن، واعتبر حتى الحاضر هوالأساس الذي تقوم عليه الفلسفة الغربية، هذا الحاضر هوما سماه "دريدا" فيما بعد باسم الظاهر، أوالواقع، أوالمباشر؛ حيث وضَّح حتى لا وجود لنص نهائي أومعنى تام، بل إذا المعنى خاضع للتعدد والتنوع، بعدد قارئيه إلى حد التناقض أحيانًا، ومن ثمة يُصبِح التفكيك ممارسة تَهدف للكشف عن الدلالات الخفية؛ مما يعني إنشاء نص محايد.

لكن التساؤل المطروح: هل جميع نص بالضرورة متعدِّد المعاني، وله القدرة على الخضوع لعملية التفكيك؟

ألا يوجد نصوص سطحية يمكن اعتبارُ ممارسةِ التأويل عليها ممارسةً ضاغطة تقوِّله ما لا يستطيع احتماله؛ حتى تغدوعملية التوليد فاقدةً للدقة والمعقولية؛ مما يدخل النصوصَ إلى متاريس الفوضى واللامعنى؟

وإذا كانت التفكيكية هي محاولةً للقضاء على جميع سلطة ويقين ادَّعته النظريات السابقة والفكر السابق، ألاَ تكون - بممارستها لعمل التشكيك في جميع أمر - قد سقطت فيما أرادت تحطيمه، حينما ادَّعت امتلاكها لسلطة الإلغاء والرفض لباقي النظريات، وهذا ما جعلها تسقط في تناقض كبير مع ما نادت به؟

يرى "نبيل راغب" أنه رغم فاعلية التقويض، إلا أنه في نهايته محير، فـ"دريدا" لم يقدِّم بديلاً عن مسلَّمات الميتافيزيقا الغربية بعد حتى قوضها، بل إذا البديل نفسه - كما يرى "دريدا" - سيتَّسم بسمات الميتافيزيقا لا محالة؛ ولذلك اكتفى "دريدا" بممارسة التقويض فقط[8]، إضافة إلى حتى النقاد والفلاسفة بيَّنوا حتى "دريدا" يَدِين في تفكيكيته - سواء من ناحية المسلَّمات، أومن ناحية المنهجية - لأساليب التفسير التَّوْرَاتي، وأن إضافته تمثَّلت فقط في نقل الممارسات التأويلية لهذه النصوص اللاهوتية المقدَّسة عند اليهود، وتطبيقها على الخطابات الفلسفية.

ويقول "نبيل راغب" في هذا الصدد: "وبذلك فإن "دريدا" في نقده للميتافيزيقا الغربية التي يرى أنها تتسم بالطلاسم الماورائية، هونفسه يُرسِي نادىئم طلاسم ما ورائية لاهوتية مألوفة"[9]، وذلك بافتعاله لتأويلات مختلفة.

وفي الصدد ذاته يرى عبدالوهاب المسيري حتى أسلوب "دريدا" يتَّسم بالغموض، ويبرِّر ذلك بقوله: إنه من خلال فلسفته "يبذل أقصى جهده؛ ليحطم حدود الحدثات، والجمل، والمعاني، ليفرض عليها معاني جديدة، ويحبِّذ الانزلاق بين الدوال، ويُجِيد اللعب بها؛ مما يجعل قارئه كمَن يسير على سطح أَمْلَس، فيركز على الاحتفاظ بتوازنه حتى لا يسقط"[10]، بدلاً من حتى يكشف التناقضات، ويلحظ سطحية الأفكار التي تخفيها الألعاب اللغوية.

في فكرِ ما بعد البنيوية وُجِد اتجاه مغاير، اعتبر حتى هناك عَلاقة وثيقة بين الخطاب والقوة، أوما اصطُلح عليه باسم السلطة، واعتمد أصحابُ هذا الاتجاه على فكر الفيلسوف الألماني "تخصصه"، الذي بيَّن حتى الحقائق المبنية - أوما اعتبر حقيقة - ما هي إلا رسم من حدود الذات التي تخضعها لأهدافها، ومن ثمة فكل فهم هي تعبير عن إرادة القوة، وهذا ما ينفي وجود الحقائق المطلقة؛ لأن الناس لا يؤمنون بصدقِ أيِّ اتجاهٍ فهمي أوفلسفي إلا إذا تطابق مع الحقيقة، ومع الصدق، لا كما هما موجودان، بل "كما تحدِّدها السلطات الفكرية أوالسياسية السائدة في فترة من المراحل، أوكما يحدِّدها أعضاء الصفوة الحاكمة، أومنظِّروالفهم الموجودة في ذلك المجتمع"[11].

عدَّ "ميشيل فوكو" الخطاب نشاطًا إنسانيًّا مركزيًّا، وعلى هذا الأساس لا يعتدُّ بأي فهم، إلا إذا وافقت أوسايرت توجهاتِ القوة كما هي منتج مؤسساتي سلطوي، ولا تصبح الحقيقة إلا تعبيرًا عنها؛ حيث يقول في هذا الصدد: "إننا نعيش في مجتمع ينتج وينشر خطابًا همه هوالحقيقة - أويعتبره الناس كذلك - وله من جراء ذلك سلط خاصة، إذا إقامة خطابات حقيقية - وهي خطابات تتغير، فوق ذلك، على الدوام - لمن مشكلات الغرب الأساسية، يجب الشروع في التأريخ لـ "الحقيقة"، أولتلك السلطة التي تحظى بها الخطابات المقبولة على أساس أنها حقيقية"[12]، كما عثر أثناء دراسته للجنون حتى الممارسات الخطابية تتحكَّم في الأفراد، وتجعلهم مُذعِنين لها في تفكيرهم وكلامهم، ومَن خرج عنها اتُّهم بالجنون، وأرغم على الصمت واستبعد، إذا القوة عند "فوكو" "يتم الوصول إليها بواسطة الخطاب، سواء في السياسة، أوالفن، أوالفهم، والخطاب هوعنفٌ نمارسه على الأمور، أما نادىوى الموضوعية التي تنطق لحساب خطابات معينة، فهي نادىوى زائفة دائمًا؛ إذ ليس هناك خطابات صادقة بالمعنى المطلق، بل إذا جميع ما هنالك خطابات قوية بدرجة أوبأخرى"[13].

كما بيَّن حتى مختلف المفاهيم كالتاريخ وغيرها، "ليست مفاهيمَ مطلقةً تتداولها العصور والأنساق الفكرية، والنظرية، والمذاهب الفلسفية بالرؤية نفسها، وبالدلالة ذاتها؛ وإنما هي مجرد نسيج من الاستعارات والاصطلاحات، يتلوَّن بتلون الفترة التي يوجد فيها"[14]، وأن استعمالها وتوظيفها خاضع لإجراءات سلطوية، ومخانادىت كثيرة مموهة؛ ومن هنا يتضح حتى للحقيقة تاريخًا خاصًّا، هوتاريخ خطاب، أومؤسسة تصارع من أجل التمركز عن طريق ممارسات الإقصاء والتمويه؛ إذ "الحقيقة مرتبطة دائمًا بأنساق السلطة التي تنتجها وتدعمها، وبالآثار التي تولدها، والتي تَسُوسها، وهوما يدعى نظام الحقيقة"[15]، من هنا كان الهدف هومحاولة تغيير النظام السياسي، والمؤسسي، والاقتصادي لإنتاج الحقيقة، "فكل ما ظل يدعى حقيقة حتى الآن قد تم الكشف عنه كأكبر أشكال الكذب ضررًا، وأكثرها مكرًا وتسترًا..."[16]، حسب ما يرى ذلك "تخصصه".

[1] رامان سلدن: النظرية الأدبية المعاصرة، ص135. [2] عز الدين مناصرة: فهم الشعريات، دار مجدلاوي للنشر والتوزيع، عمان - الأردن، ط1، 2007، ص554. [3] عبدالله إبراهيم سعيد الغانمي عواد علي: فهم الآخر، المركز الثقافي العربي، المغرب - لبنان، ط2، 1996، ص142. [4] علي حرب: نقد النص، المركز الثقافي العربي، المغرب - لبنان، ط4، 2005، ص20. [5] أومبرتوايكو: التأويل، ترجمة: سعيد بنكراد، المركز الثقافي العربي، المغرب - لبنان، ط2، 2004، ص124. [6] عبدالله إبراهيم: دريدا ونقد الميتافيزيقا الغربية، جريدة إيلاف الإلكترونية، Elaph - ط¥ظٹظ„ط§ظپ [7] محمد شوقي الزين: تأويلات وتفكيكات، المركز الثقافي العربي، المغرب - لبنان، ط1، 2002، ص190. [8] ميجان الرويلي سعد الغامدي: مرشد الناقد الأدبي، ص111. [9] المرجع نفسه، ص111. [10] عبدالوهاب المسيري: الحداثة وما بعد الحداثة، دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع، دمشق - سوريا، ط1، 2003، ص113. [11] رامان سلدن: النظرية الأدبية المعاصرة، ص152. [12] ميشيل فوكو: هم الحقيقة، ترجمة: مصطفى المسناوي مصطفى تام محمد بولعيش، منشورات الاختلاف، الجزائر، ط1، 2006، ص41. [13] رامان سلدن: المرجع السابق، ص156. [14] محمد شوقي الزين: تأويلات وتفكيكات، ص126. [15] ميشيل فوكو: نظام الخطاب، ترجمة: محمد سبيلا، دار التنوير للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت - لبنان، د.ت، ص95. [16] فريديريش تخصصه: هذا هوالإنسان، ترجمة: علي مصباح، منشورات الجمل، بغداد - العراق، ط2، 2006، ص1 شكرا للمحرر طارق واضيف هذه العلومات حول الموضوع ذاته من اجل توسعة مدارك القاري والموضوع

هوكما يلي بخط محرره :

التفكيك.. هل هومدرسة نقدية؟


.. المحرر : مجدي ممدوح

برغم تصريحات عرّاب التفكيك جاك دريدا المتكررة حتى التفكيك ليس ، بالضرورة ، ممضىاً في النقد الأدبي بل هوممضى فلسفي ، وأنه ليس متأكداً من صلاحية التفكيك بوصفه ممارسة نقدية في الأدب ، إلا حتى التفكيك منذ انطلاقته الأولى تبلور بوصفه استراتيجية جديدة في مقاربة النصوص الأدبية ، وهنا لا بد من الهجريز على مصطلح "الاستراتيجية" المقترنة بالتفكيك لأن دريدا وأقطاب التفكيك جميعاً يرفضون نعت التفكيك بالممضى أوالمدرسة: لأنهم ـ ببساطة ـ يرفضون جميع المذاهب والمدارس ويميلون إلى تحطيم جميع القواعد والأسس التي اعتادها النقاد في مقارباتهم النصوص الإبداعية. ويجب حتى ننتبه إلى حتى التفكيك لا يقدم بديلاً لكل المذاهب التي سعى إلى تدميرها. وبرغم حتى مصطلح "الاستراتيجية" مصطلح عائم بعض الشيء إلا أنه يوحي ، بكل الأحوال ، بأن الممارسة التفكيكية تمتاز بالمرونة، وأن جميع نص إبداعي هوالذي يفرز بالضرورة الشروط والأسس التي يقوم عليها النص النقدي اللقاء، بالإضافة إلى ذلك ظهر إلى الوجود جنس أدبي نقدي حديث هو"الميتانقد" وهوتعبير عن مقاربة أونقد للنص النقدي ، ويستعمل لغة نقدية جديدة (ميتالغة) ، ومن المرجح حتى محرر نص 'الميتانقد' لم يقرأ النص الإبداعي الأصلي ، ما يؤدي بالضرورة إلى ازدياد الفجوة التي تفصل النص الإبداعي عن النص النقدي ، أوالميتانقدي بشكل أكبر ، والحقيقة أنني لم أطلع علي أي نماذج عربية لما يدعى بنقد النقد (الميتانقد) حتى تلك النماذج التي وصفها أصحابها بالميتانقد فهي أبعد ما تكون عن ذلك من حيث اللغة ومن حيث التقنيات المتبعة ، والحقيقة حتى النص النقدي التفكيكي لم يظهر بشكل واضح ، لغاية الآن ، في ثقافتنا العربية ، فالنقد ما زال في أدبنا العربي ينحومنحى الدراسة ولم يستطع حتى يطرح نفسه نصاً مستقلاً له كينونته.


لقد تجاوز النقد التفكيكي الدراسة النقدية التقليدية وطرح ما يسمى بالنص النقدي الذي أصبح له كينونته المستقلة عن النص الإبداعي ، في بعض الأحيان من الممكن يلجأ الناقد التفكيكي إلى تأسيس نص شعري ، مثلاً ، لمقاربة نص شعري آخر من دون حتى يشير ، لا من قريب ولا من بعيد ، إلى النص الشعري الأصلي ، ولكن بعد قراءة النص النقدي الشعري سيتضح أنه كان سانداً ومفسراً للنص ، ومساعداً على إنارته. ولقد قمت شخصياً بتجربة من هذا القبيل ، ففي معرض قراءتي لقصيدة "أوراد الدمعة" للشاعرة الجزائرية رشيدة محمدي كنت مضطراً لإنشاء نص شعري آخر بعنوان "أوراد الآهة" حيث إذا الآهة هنا كانت مكمّله للدمعة واستطاعت حتى تقول جميع ما لم تستطع الدمعة حتى تقوله ، واستطاعت حتى تعطي الدمعة بعداً أنطولوجيا كانت تفتقده عندما بقيت معلقة في عالم الإمكان ، ونلاحظ حتى التفكيكيين استبدلوا مفهوم الدراسة النقدية بمفهوم حديث هومفهوم النص النقدي ، ما يعني بالضرورة حتى النص النقدي يمتلك جميع مقومات النص ويطرح نفسه نصاً يقف على قدم المساواة مع النص الإبداعي ، ولم يعد دراسة ملحقة أوتابعة للنص الأصلي ، بل إنه يمتلك مقومات الحياة بوصفه نصاً له استقلاله وعدم اعتماده على النص الإبداعي ، فالنص النقدي يمكن للمتلقي حتى يقرأه من دون الحاجة إلى الإحالة المستمرة على النص الإبداعي ، كما يحصل في الدراسات النقدية الكلاسيكية ، وهذا من طبيعة الحال من الممكن يثير القلق لدى مبدع النص الذي يتخوف دائماً من توجه النص النقدي إلى تجاوز نصه والعبث به في ظل غياب القواعد والأسس الواضحة في الممارسة التفكيكية ، والواقع حتى هذا سليم إلى حد ما ، فالممارسة التفكيكية قد مضىت بعيداً في تجاوز النصوص الإبداعية حتى أصبح من العسير على المبدع حتى يتعهد على نصه الإبداعي داخل النص النقدي ، وكأن النص النقدي يتحدث عن نص آخر لا علاقة له بنصه. والواقع حتى هذا نابع ، بالدرجة الأولى ، من فعالية التقنيات الجديدة التي وضعها التفكيك تحت تصرف الناقد بحيث أصبح بمقدور الناقد ، وبجرعة عالية من التفكيك ، حتى يدمر بوصلة النصوص الإبداعية ، ومن هنا لا بد من التأكيد حتى النقد التفكيكي هومسؤولية وربما مسؤولية أخلاقية تجاه الإبداع ، ففي ظل غياب القواعد النقدية الصارمة واستبدالها "باللعب الحر" لم يبق هناك سوى المسؤولية الأخلاقية تجاه النصوص الإبداعية. إذا المداترس النقدية كافة ، التي تتبنى التفكيك ، دعت إلى تقييد حرية الناقد وعدم إعطائه الحرية المطلقة ، حيث إنه ما يزال هناك بعض القواعد التي يجب الالتزام بها أثناء تمثل النص الإبداعي ، فالتفكيك يعطي حرية باعتدال ، ونلاحظ ، أيضاً ، هذا التوجه لدى قطب مهم هوأمبرتوإيكوالذي يميل إلى التأويل المعتدل في مقاربة النصوص. ولكن هذه القواعد ـ كما أسلفتُ ـ لم تكن ملزمة أوصارمة في ظل وجود تقنيات التفكيك المدمرة المتحررة من جميع القيود ، والتوجه نحو"اللعب الحر" على اعتباره بديلاً عن المذاهب ، والواقع أنه قد أسيء استخدام التفكيك "واللعب الحر" للعبث بالنصوص الإبداعية وتقويلها ما لم تقله ، وقد لجأ كثير من النقاد إلى تعذيب النصوص وجعلها تنطق بما ليس فيها ، وأنا ـ شخصياً ـ أمارس التفكيك في مقاربة النصوص ، ولكن بمسؤولية واعتدال ، ففي الوقت الذي أقوم فيه بملء الفراغات والصوامت والفجوات الموجودة في النص ، ومساعدة المبدع على قول الأمور التي لم يستطع قولها ، فإنني ـ باللقاء ـ أضع بوصلة تقود عملية النقد دائماً ولا أخفي سراً حتى هذه البوصلة هي في الأغلب العنصر المهيمن الذي لا زلت أعتبره مهماً وأساسيا في أي نص نقدي ، سواء كان كلاسيكيا أم حداثياً أم تفكيكياً ، وهوالكفيل بالحفاظ على روح النص الإبداعي أثناء عملية التمثل. من طبيعة الحال أنا مقتنع تماماً بتعدد القراءات ، بل بلانهائية القراءات ، بشرط حتىقد يكون مرجعها جميعاً النص الإبداعي نفسه ، أما حتى يتحرر الناقد من سلطة النص الأصلي بالكامل فهذا يقود إلى الشطط وتدمير النصوص. لقد قمت بقراءة الكثير من النصوص الإبداعية قراءات متعددة ، وكانت جميع قراءة من هذه القراءات تضيء جانباً معيناً من جوانب النص ، وتقوم بإنطاق الصوامت والبوح باللامفكر فيه والمسكوت عنه ، ولكن ذلك كله كان على اعتبار النص مرجعاً نهائياً في أي مقاربة ، فلا يعقل ، مثلا ، الحديث عن واقعية نص تجريدي أوتجريد نص واقعي ، علينا ـ دائماً ـ اللعب في ساحة النص وليس في ساحة أخرى ، هكذا يصبح التفكيك أداة فعالة في إنارة النصوص ، وفي إغناء النصوص.

ومن الملاحظ حتى النقد التفكيكي استطاع حتى ينتج عدداً لانهائياً من الدلالات للنص الإبداعي ، وهنا تكمن أهمية التفكيك بوصفه ممارسة نقدية: لأن شبح انهيار المشروع النقدي البنيوي لا زال ماثلاً أمامنا ، فبرغم حتى البنيوية حققت نجاحاً على صعيد التحليل اللغوي للنص الأدبي ، واستطاعت تحليل النص إلى البنى اللغوية التي يتكون منها ، ابتداء بالأكبر ثم الأصغر ، وانتهاءً بالفونيم ، إلا أنها فشلت فشلاً مؤكداً في توضيح الآلية التي ينبثق المعنى على وفقها من هذه البنية اللغوية ، إلى غير ذلك اتىت التفكيكية لكي تنتج عدداً لانهائياً من الدلالات ، وليصبح التفكيك متسيداً الساحة النقدية على أنقاض البنيوية ، منذ محاضرة دريدا في جامعة جون هوبكنز عام ,1966

عود على بدء نلاحظ حتى التفكيكيكية استخدمت بنجاح في مقاربة النصوص ، والتفكيكية برغم كونها إبستومولوجيا جديدة وفلسفة في اللغة إلا حتى أقطاب التفكيك ، جميعاً ، قد استخدموها في الممارسة النقدية ، من مثل: بلوم ، ودي مان ، وجوليا كريستيفا ، وحتى دريدا نفسه.

إن فلسفة التفكيك هي ، من طبيعة الحال ، أوسع من حتى نحصرها في الممارسة النقدية للنصوص الأدبية ، فالإفرازات المهمة ، بل الأكثر أهمية ، للفلسفة التفكيكية كانت على الصعيد الأونطولوجي. لقد غير دريدا بالكامل نظرتنا إلى الوجود عندما أوضح كم حتى الفكر البشري هوفكر متمركز حول اللوغوس ، إننا نعطي الحدثة بمفهومها الأقنومي معنى ميتافيزيقياً حين نحدث نوعاً من التماهي بين الحدثة والوجود الذي تحيل إليه لتتحول ، بالتالي ، إلى لوغوس وتصبح هذه الحدثة تعبير عن أقنوم غير قابل للتجزئة أوالتفكيك ، ولقد عمدت فلسفة دريدا إلى تفكيك أكثر المفاهيم بداهة ، أوالمفاهيم التي تخيلنا أنها بديهية ، من مثل العقل الذي تحيله التفكيكية إلى سيرورة تاريخية ، وتقوم بتفكيكه إلى شروط كينونته لنكتشف حتى هذا الوجود الذي هوالعقل ليس الأقنوم الذي نظنه ، وأنه قابل لتفكيك إلى أقانيم أصغر وأصغر.

ولقد جاهد دريدا في إعطاء الحدثة المكتوبة أولية على الحدثة المنطوقة: لأن التمركز حول اللوغوس كان ، دائماً ، مرتبطاً بالملفوظ الصوتي للحدثة ، فعندما ننطق بحدثة 'عقل' ، مثلاً ، يحضر فوراً الأقنوم الذي يتماهى مع هذه الحدثة ، ومن أجل كسر هذا التماهي يلجأ دريدا إلى شيء من التجريد في توجهه نحوالحدثة المكتوبة لكي يدمر هذا الترابط الحسي بين الألفاظ والأقنوم. - الدستور

ملاحظة هامة هناك اضافة للموضوع من

      • الدكتور جمال الاحمر

هذه المدارس النقدية نشأت في تربة غير تربتنا وسقيت بماء غير مائنا ، وتطوراتها اتىت وفق مقتضيات وحاجات كانوا هم بحاجة إليها ولسنا نحن .. مشكلة العقل العربي أنه بات كالجسد العربي يستورد جميع شيء دون حتى يتحقق من صلاحية ما يستورده ومدى فائدته ..

التفكيكية أوالفوضوية من تلك المدارس التي ترغب ضرب الثوابت وإحالة جميع شيء إلى الشك واللا يقين ، وذلك بانادىء استحالة الوصول إلى معنى للنص ، فكل قراءة عندهم هي إساءة قراءة ، وهي مدرسة كالبنيوية لها جذور فلسفية تضرب في عمق الفكر الغربي ..

والتفكيكية انتشرت في أمريكا لأنها وافقت المزاج الأمريكي الذي يميل إلى تقديس الذات والحياة الفردية والحرية ..

فلنتأمل إذا أخذنا بالتفكيكية في قراءة القرآن الكريم أوالسنة النبوية ماذا سيحدث ؟ سوف ( تصبح المعاني القرآنية المستقرة ، والأصول الثابتة ، والأفهام السلفية الراسخة والمعلومة من الدين بالضرورة والمجمَع عليها أفهاماً تاريخية خاضعة للتجديد والتغيير والمعاصَرة ، لتحِل محلَّها معاني أكثر تطوراً وأكثر رضوخاً للعصر والواقع ) . القرآن الكريم والتأويلية الفهمانية أو" النص واللعب الحر " للدكتور أحمد إدريس الطعان .

وهذا ما يريدونه ..

إنهم يريدون تجريد النص من المعنى وإفراغ محتواه ، فلا شيء بعد يبقى مقدساً ولا شيء بعد يبقى ثابتاً ، بل جميع شيء يصبح قابلاً للتغيير والتبديل بقراءة جديدة .. حتى العقائد والثوابت .. يقول الدكتور عبدالعزيز حمودة في كتابه ( المرآيا المحدبة ) : ( فالبنيويون فشلوا في تحقيق المعنى والتفكيكيون نجحوا في تحقيق اللا معنى . لقد رفضوا جميع شيء ولم يقدموا بديلاً أوبدائل مقنعة ) . ص8 .


الأستاذ طارق فايز العجاوى موضوع ماتع

تقبل مروري وخالص تحياتي ..


الاستاذ بهجت الرشيد / نائب رئيس لجنة الفكر والفهم - اديب ومفكر - رابطة الواحة الثقافية

تاريخ النشر: 2020-06-04 16:02:06
التصنيفات:

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

الخارجية تعلن إجلاء 436 مواطنا مصريا من السودان

المصدر: صوت الأمة - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-04-24 00:20:42
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 51%

الدولي المغربي النصيري يقود إشبيلية الإسباني لفوز قاتل

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-04-24 00:20:07
مستوى الصحة: 74% الأهمية: 79%

125 ألف زائر لحديقة حيوان الجيزة في ثالث أيام عيد الفطر

المصدر: بوابة أخبار اليوم - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-04-24 00:20:01
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 53%

حجازي يُهدي الهلال بطاقة التأهل لنهائي كأس خادم الحرمين

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-04-24 00:21:05
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 57%

نابولي يفوز على يوفنتوس ويعزز صدارته للدوري الإيطالي

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-04-24 00:21:15
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 51%

السيسى يبحث مع رئيس وزراء بريطانيا تطورات الأزمة السودانية

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-04-24 00:21:08
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 56%

أحد سائقي النقل يكشف تفاصيل عودته من الخرطوم وسط الاشتباكات (فيديو)

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-04-24 00:21:06
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 69%

"الجبلاية" تستطلع رأى فيتوريا في تشكيلة مدربي المنتخبات

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-04-24 00:21:13
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 66%

الحرية المصرى: توجيهات رفع الدعم يعكس حرص القيادة السياسية

المصدر: بوابة أخبار اليوم - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-04-24 00:20:03
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 69%

فيتوريا يؤازر حجازي بعد وداع كأس خادم الحرمين بخطأ فردى

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-04-24 00:21:03
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 67%

وجدة.. سائق متهور يدهس أربعة طلبة ويرسلهم إلى قسم الإنعاش

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-04-24 00:20:13
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 82%

تحميل تطبيق المنصة العربية