عريان يوسف سعد

عودة للموسوعة

عريان يوسف سعد

عريان يوسف سعد

عريان يوسف سعد (25 مايو1899 في ميت غمر - ) وفدي قبطي، حاول اغتيال يوسف باشا وهبة، رئيس حكومة الموظفين عام 1919، ضمن ثورة 1919.

فى خضم أحداث متلاطمة هزت القاهرة عام ١٩١٩، كان «عريان يوسف سعد»، الطالب الثورى الجامح للتمرد، يختم عامه الـ ١٩. ويحلولبعض المؤرخين تقديم ثورة ١٩١٩ باعتبارها «سلمية»، إلا أنها في واقع الأمر لم تكن سلمية لدرجة يمكن وصفها بـ «المخملية»، فقد كان لها وجهها العنيف، الذى اضطر الثوار إلى الكشف عنه في لقاءة رصاص القوات البريطانية المتطاير في وجوه المظاهرات الشعبية.

ولأن ثورة ١٩ لم تخل من الشهداء الذين تساقطوا، فقد حفزت دماؤهم الثوار على تدبير الاغتيالات ضد من اعتبروهم أعوانا للاستعمار، ومناهضين للحركة الوطنية. وفى بلد رازح تحت نير الاحتلال، كان الشعب يطرب لأصوات القنابل التى يستهدف بها الفدائيون «وزراء الاستعمار». كانت تلك العمليات «هى الشهب التى تضىء ظلام الحكم الحديدى»، منذ ١٩١٩ وحتى إعلان الدستور سنة ١٩٢٣، «ذلك المخدر الذى تراخت تحت تأثيره عضلات الثوار.. إلى حتى فتحت (مصر) عينيها وهى بين يدى ثوار الجيش سنة ١٩٥٢».

صورة غلاف "مذكرات عريان يوسف سعد".

هكذا تحدث «عريان يوسف سعد» في مذكراته الخاصة.. استفاض في سرد وقائع حيوية ترنولدرجة التوثيق، وفاض مداد قلمه في سرد مشاعره، قائلا: «فى ذلك الجوالخانق، جوثورة شعب أعزل يقابل جيشا مدججا بالسلاح، كنت أعيش شابا يختم عامه الـتاسع عشر».

ولد «عريان» في 25 مايو1899 في ميت غمر لأسرة أرستقراطية، حصل على البكوية عام ١٩٥١، وتوفى عام ١٩٧٤. ومن بين إخوته الـ ١١، دوّن تاريخ النضال الوطنى اسم عريان، الذى انتقل مع أسرته من عزبتها التى نشأت بها في ميت محسن إلى القاهرة، ليتلقى تعليمه الثانوى في المدرسة التوفيقية، قبل حتى يلتحق بكلية الطب – جامعة فؤاد الأول.

ويلخص «عريان» تجربته وهوفي عنفوان شبابه، بأن «موجات الفتوة كانت تتدافع في جسده وتغمر رأسه قصص كفاح قرأها، وهوفي أولى مراحل الحياة.. فلا عجب حتى يبحث في ظلال الثورة عن المغامرة، ولا عجب حتى يجدها ويحياها».

دخل عريان حلبة السياسة على مراحل، وكان استعداده لها قويا منذ البداية، أما أول خطوة له فاتىت عن طريق المصادفة بدعوة من زميل له في مدرسة الطب ليمضى معه إلى مخط شقيقه المحامى في القاهرة لتوقيع عريضة توكيل للوفد المصرى. وما هى إلا ساعات وكان «عريان» يمسك بالعريضة والقلم، مقرا فيها بأنه يوكل «سعد زغلول ومن معه للسعى في المطالبة باستقلال مصر، ما عثر إلى السعى سبيلا». أما الإمضاء فكان: عريان يوسف سعد - طالب طب.

مثلت هذه الوثيقة نقطة تحول لـ«السعديين»، وأصبح سعد زغلول، وكيل الأمة، وحامل الراية التى حملها من قبله أحمد عرابى ثم مصطفى تام ثم محمد فريد، وبها اعتبر سعد عريان نفسه «صاحب قضية»، استقلال الوطن، بل وكل لها محاميا، هوسعد زغلول.. «إذن فقد حق لى حتى أتتبع خطوات ذلك المحامى.. وهل يقوم على الوكالة الخطيرة.. أم أنه تصدى لها لحاجة في نفسه؟!».

عايش «عريان» بعد ذلك مظاهرات الطلبة التى خرجت هادرة بعدما قبض الإنجليز على سعد زغلول هاتفين: «تحيا مصر حرة!» و«يحيا سعد» و«تسقط الحماية». وعايش طالب الطب المتمرد تلك اللحظات التى وقف لها شعر رأس الطلبة وغلى الدم في عروقهم «كأنه سيل من نار».

جاب مع مسيرات الطلبة الحاشدة الملتهبة بنار الوطنية شارع قصر العينى، قاصدة كلية التجارة العليا في شارع المبتديان، بالقرب من سكة حديد حلوان، الذى أغلقته «سواري» و«بيادة» البوليس (المجندين) بأكمله في وجه الطلبة، ملوحين بالعصى الغليظة. سقطت اشتباكات أسفرت عن اقتياد ما لا يقل عن ١٥٠ طالبا – بينهم «عريان» – إلى قسم شرطة السيدة زينب.

يستدعى عريان في مذكراته لحظات خروجه وزملائه الـ ١٥٠ من القسم محاطين بجنود البوليس من الجانبين، وهم لايزالون يهتفون: «تحيا مصر» في مشهد «لا عهد للقاهرة بمثله». وكان البوليس يقتاد الطلاب المتظاهرين من قسم السيدة إلى مبنى المحافظة في باب الخلق، فساروا في الشوارع لتطل عليهم وجوه النساء من شرفات منازلهن التى «ما كانت تظهر لأحد غير أهلها».

يقول عنهن عريان: «اخترقت زغاريد النساء هتاف الطلبة، عملت عليه، وكأنها أصوات الملائكة نزلت من السماء لتشارك شباب مصر في هتافه مطالبا بحقه وحق بلاده في الحرية»، «حدثا بترنا جزءا من الطريق.. ارتفعت من المساكن التى نمر بها على الجانبين زغاريد كأجراس الفضة تبعث في نفوس الشباب روح المغامرة، واستصغار المخاطر». ومن باب الخلق إلى معتقل القلعة، شقت لوريات الجيش الإنجليزى، محملة بالطلبة، ظلام الليل الدامس.

ينتقل عريان بنعومة عبر الزمان والمكان، فنروح معه ونغدوفي رحلة داخل الثورىّ الإنسان.. ومن شارع قصر العينى إلى مسقط رأسه ميت غمر، يقول بروح مفعمة بالوطنية البعيدة عن الممضىية: «كانت ميت غمر قد أعربت استقلالها، وتألفت فيها وزارة من الأعيان وقام الطلبة والعمال بحفظ الأمن»، هذا الاستقلال الذى سرعان ما أجهضه الجنود البريطانيون.

ومضى يقول في مذكراته إذا أول مظاهرة نشبت فيها «كان يقودها محمود حسني وأندراوس رزق وسعد يوسف سعد وكانت نار الخلاف بين المسلمين والأقباط لاتزال جذوتها تحت الرماد منذ مؤتمر الأقباط الذى انعقد في أسيوط ١٩١٠ والمؤتمر الإسلامى الذى انعقد في هليوبوليس والموضوعات النارية التى كان يخطها الشيخ عبدالعزيز جاويش والردود القاسية التى كانت تنشرها جريدتا الطائفة القبطية (الوطن لصاحبها جندى إبراهيم ومصر لصاحبها تادرس شنودة المنقبادى)» وبموضوعية بعيدة عن أى انحياز دينى يضيف: «كانت جمرات الحقد بين العنصرين لاتزال تحت رماد النسيان، أطفأها سعد زغلول في قلوب المثقفين وعقولهم، ولكنها بقيت بين كثيرين من قليلى الحظ من الثقافة وكانوا كثرة في البلاد».

كان عريان طالبا في مدرسة الطب.. رأي بعينيه كفاح المصريين ضد الإنجليز.. رأي كيف من الممكن أن يستهينون بأرواحهم في سبيل تحرير البلد من الاستعمار.. تحول المصريون جميعهم إلي أبطال.. الفدائيون حدثا ألقوا بقنبلة علي وزير من وزراء الاستعمار، ادخلوا السعادة في قلوب الناس حتي لولم يصب هذا الوزير.. المواطنون يرفضون حتى يرشدوا عن الفدائيين رغم الاغراءات المادية.. العمليات الفدائية كانت سببا في كسر شوكة الإنجليز وأخضعتهم للتفاوض وأجبرتهم في سنة 1922 علي انهاء الحماية علي مصر وإعلانها دولة مستقلة ذات سيادة.. كانت وطنية المصريين في قمتها وعريان يوسف سعد يكمل عامه العشرين.. تتدافع في جسده فتونة الشباب.. وتغمر رأسه قصص كفاح قرأها وسمعها من شعراء الريف في بلده «ميت غمر».. أول خطوة له في طريق السياسة بدأها عندما طلب منه زميله بمدرسة الطب حتى يعمل توكيلا لـ«سعد زغلول» حتي يمكنه التفاوض باسم الأمة.. في هذه اللحظة شعر بأنه صاحب قضية وكَّل فيها محاميا.. القضية قضية استقلال الوطن والوكيل هوالزعيم سعد زغلول. الإنجليز لم يهجروا سعد زغلول ورجال الوفد في حالهم.. أصدر الحاكم العسكري العام البريطاني أمرا باعتنطقهم.. قبضوا علي سعد زغلول.. لينهض الشعب ويقرر طلبة الحقوق الإضراب عن الدراسة وتنتقل العدوي إلي بقية المدارس الزراعة والمهندسخانة خرجوا في مشهد رهيب أهجركم مع عريان يوسف سعد ليصفه كما اتى في مذكراته التي نشرتها دار الشروق :«يدوي في الآذان صوت لا عهد للآذان به.. صوت ينطلق من مئات الحناجر الفتية القوية لتحيا مصر حرة.. ليحيا الاستقلال.. ليحيا الوطن.. ليحيا سعد! ويقف شعر الرأس ويغلي الدم فإذا هوداخل الجسم كأنه سيل من نار.. وقف الطلاب أمام مدرسة الطب هتفوا لهم: يحيا الاستقلال.. يحيا طلبة الطب.. لكن الوقفة طالت ولم يخرج طلاب الطب لأن مدير المدارس الطبية منعهم من الخروج فهتف الطلاب من الخارج: يسقط طلبة الطب! فيقوم واحد من طلاب الطب بقذف المدير بحافظة خطه في وجهه ويدفعه فيسقط الرجل علي السلم ويندفع الطلاب للخارج فينضمون إلي زملائهم من المدارس الأخري فيهتفون لهم: يحيا طلبة الطب ثم يهتف الجميع: تحيا مصر حرة.. يحيا سعد.. يسقط الاستعمار تسقط الحماية!

سار الحشد الملتهب بنار الوطنية والشباب في شارع قصر العيني في اتجاه مدرسة التجارة العليا فوجدوا البوليس في انتظارهم واشتبك مع الطلاب.. لم يحاول رجال البوليس إيذاء الطلبة لأن الوطنية كانت تقع في صدورهم أيضا واكتفوا بالتلويح بالعصي الغليظة اللهم إلا بعض ضباط الإنجليز الذين هاجموا الطلاب بهدف التفريق.. لم تفلح المحاولات.. وسار الطلاب في طريقهم وأغلق أصحاب المحلات محلاتهم وانضموا بعمالهم إلي المسيرة.. اقتاد البوليس الطلاب إلي قسم السيدة زينب.. كانوا أكثر من 500 طالب.. ضاق بهم القسم ورفضوا نصائح المأمور بالانصراف ردوا عليه بالهتاف لسعد والاستقلال وسقوط الحماية.. اتى مدد من الجنود لاصطحاب الطلاب إلي مبني المحافظة.. في الطريق كانت زغاريد النساء تخترق هتاف الطلبة وكأنها أصوات ملائكة نزلت من السماء لتشارك شباب مصر في المطالبة بحق بلاده بالحرية.. في مبني المحافظة ولج 150 طالبا التقط منهم أحد الضباط 40 طالبا كان من بينهم عريان يوسف سعد ووضعوهم في التخشيبة.. ضاقت التخشيبة بهم فمضىوا بهم إلي القلعة.. ناموا في العراء فالمسجد كان معظم سقفه منزوعا.. 24 ساعة دون أكل وشرب حتي أغمي علي واحد منهم وكاد يموت..عشرة أيام اعتنطق بنفس الملابس وأهالي الطلبة لا يعهدون عنهم شيئا.. فالأخبار انبترت تماما بين القاهرة والمحافظات فقد تم بتر السكك الحديدية وكانت وسيلة الانتنطق الوحيدة.. الأخبار كان يعهدها طلاب مع ورود معتقلين جدد.. خليط من الأزهريين والعمال وأصحاب المهن كالنجار والجزار والحداد فقد أصبح الشعب كله يدا واحدة للافراج عن سعد والافراج عن الطلبة.. كانوا يقولون لهم إذا جميع يوم تخرج مظاهرة ضخمة من الأزهر قلب ثورة 19 النابض ومصدر المظاهرات ومكان الاجتماعات السياسية.. كان يقف علي منبره القسيس بعمامته السوداء والطالب والشيخ والشاعر والزجال.. جميع منهم يلقي في أتون الثورة بما يجيش في صدره من عوامل إشعالها وزيادتها.. تم اعتنطق الطلاب فيتسعة مارس وأفرج عنهم يوم 21 مارس.. بعد الافراج وضع عريان سعد وزملاؤه خطة للهروب من القاهرة إلي ميت غمر فالسلطة العسكرية منعت وقتها الانتنطق من القاهرة وإليها.. وهربوا في قارب شراعي ووصلوا إلي ميت غمر فوجدوا حتى ميت غمر أعربت استقلالها ونصبت أحمد بك عبده سلطانا عليها وكان طلبة المدارس العليا والعمال يقومون بدور الحرس الوطني أما مأمور المركز وموظفوه فلزموا منازلهم.. لم يقع بالمدينة حادث اعتداء واحد أوحادث سرقة خلال فترة الاستقلال التي دامت أسبوعين وانتهت بوصول قوة السواري النيوزيلنديين، ففور وصولهم عاد المأمور إلي مخطه واختفي الحرس الوطني.

عندما أعرب موظفوالحكومة والمحامون الاضراب.. أضرب الموظفون في ميت غمر لكن الوحيد الذي لم يضرب هوسكرتير النيابة.. هنا اتفق عريان يوسف سعد مع زميلين له علي تأليف جمعية سرية كجمعية اليد السوداء.. الجمعية التي كان هدفها اغتيال ضباط الاحتلال الإنجليزي والمتعاونين معهم من المصريين لإرهاب سكرتير النيابة وإجباره علي الانضمام إلي المصريين.. تربص الثلاثة له في الظلام وكان مع أحدهم مسدس قديم الطراز من نوع كان معروفا بـ«الجيل الأسود» وضعه في صدره ونطقوا له «إننا لا نحب حتىقد يكون أول دم يراق في ميت غمر دم مصر وهذا إنذار لك إذا لم تتضامن مع زملائك قدمك علي رأسك».. انتشر خبر الواقعة وشاع في البلد حتى لمنظمة «اليد السوداء» فرعا في ميت غمر.. سعي الثلاثة للاتصال بالمنظمة خوفا من حتى يعهد أهالي البلد أنهم لا ينتمون إلي المنظمة وأن سلاحهم مجرد طبنجة يعلوها الصدأ فيسخرون من المنظمة ويقللون من شأنها.. سافر أحدهم إلي القاهرة وعاد بدون سلاح علي وعد حتى يوصلهم صديق من طلبة الحقوق بالمنظمة لكن لم يحدث شيء.

وحده سعي عريان سعد للانضمام إلي المنظمة.. في مدرسة الطب كانت هناك جمعية الأنس.. انتهز إحدي اجتماعاتها لمناقشة الأحداث السياسية فوقف عريان وعرض عليهم اللجوء إلي أعمال العنف فوجد معارضة شديدة منهم بعد الاجتماع التقطه أحد الزملاء وعهد منه أنه اتى فيما نطقه فعرض عليه الانضمام إلي جماعة اليد السوداء ووعده بأنه يأتيه بطلب انضمام ونفذ وعده.. في أكتوبر 1919 تم الإعلان عن قدوم لجنة إنجليزية برئاسة اللورد ملنر وزير المستعمرات البريطانية لبحث مطالب البلاد في مصر وأعرب سعد زغلول من باريس مقاطعتها وهبت الأمة إلي المقاطعة كرجل واحد.. وأعرب محمد سعيد باشا رئيس الوزراء وقتها أنه سيستقيل إذا اتىت لجنة «ملنر».. واتى خبر بأن اللجنة في طريقها إلي مصر واستنطق سعيد باشا.. وتم تكليف يوسف وهبة باشا ـ الوزير القبطي في حكومة سعيد ـ بتشكيل الوزارة فاعترض الأقباط وأوفد بطريرك الأقباط الأرثوذكس الأنبا كيرلس الخامس وفدا من أعيان الأقباط يرجوه ألا يقبل الوزارة في ذلك الظرف العصيب حتي لا يساء الظن بالأقباط وايقاع الفرقة بين العنصرين ورفض يوسف وهبة لقاء الوفد وقام بتأليف الوزارة ووصلت لجنة ملنر وهاجت البلاد من حديث وقامت مظاهرات الاحتجاج وعقدت اجتماعات في الأزهر والكنيسة الكبري في الدرب الواسع واستشهد خطيب بآية قرآنية: «اقتلوا يوسف أواطرحوه أرضا يخل لكم وجه أبيكم وتكونوا من بعده قوما صالحين».. وخاف الناس حتى يتم الاعتداء علي يوسف وهبة مثلما اعتدي علي محمد سعيد باشا فينطق إذا المعتدي عليه مسلم إذا لم يقبض عليه وأن دافعه للاعتداء ديني ومن ثم تشوه الحركة الوطنية وتظهر مسألة الأقلية والأكثرية وهوما يتمناه الاستعمار حتي يجد مبررا لبقائه.. هنا استوعب عريان يوسف الخطورة.. فالخلاف بين المسلمين والأقباط لم يهدأ بعد منذ مؤتمر الأقباط الذي عقد في أسيوط سنة 1910 والمؤتمر الإسلامي الذي عقد في هليوبوليس والموضوعات النارية التي كان يخطها الشيخ عبدالعزيز جاويش والردود القاسية التي كانت تنشرها جريدتا الطائفية القبطية.. قرر عريان حتى يضحي بنفسه.. حتى يوهب روحه للوطن بدلا من حتى تشتعل فتنة مدمرة لن يكسب أحد منها سوي الاستعمار.. عرض حتى يقوم هوبعملية الاغتيال حتي لا يدان المسلمون وتشوه الحركة الوطنية.. «لقد اتى وقتك».. نطقها لنفسه ثم مضي يتدبر الأمر مع المنظمة.. نطق لنفسه أيضا إنه سينفذ العملية ويسلم نفسه حتي يفهم العالم حتى المعتدي ليس من المسلمين.. نطق لصاحبه: أنا ميت علي جميع حال إذا لم أمت اليوم فأنا ميت حين تدركني الشيخوخة لكن الوطن حي لن يموت.. لا يحق لنا حتى نهجر الوطن يخلد في القيود لكي نحتفظ بأرواحنا إلي حين.. اتفق مع صاحبه حتى يأتيه بمسدسين وقنبلتين لتطبيق العملية واختار ميدان سليمان باشا مكانا لها وكافيه رمسيس نقطة انطلاق.. جلس في المقهي يراقب الميدان حتي حانت الساعة واتىت سيارة رئيس الوزراء ووراءها جنديان علي موتوسيكلين من شارع قصر النيل.. وقف في وجهها.. أخذ قنبلة من جيبه ورمي بها تجاه السيارة..كان السائق يقظا استدار بالسيارة فانفجرت القنبلة بجانب العجلة الخلفية.. وأمسك بالقنبلة الثانية ورمي بها لتنفجر فوق السيارة.. أمسك الجنديان بعريان يوسف سعد ومضىوا به إلي رئيس الوزراء في مخطه ودار محادثة بينهما اغتال فيه عريان يوسف سعد بكلامه رئيس الوزراء عندما نطق: أنا قبطي أردت حتى أغسل بدمي ودمك ما وصمت به الأقباط بقبولك تأليف الوزارة.

أمر بعدها رئيس الوزراء رجاله بأن يأخذوه عبره.. أخذوه ومضىوا به إلي قسم عابدين وهناك جري معه التحقيق.. اعترف عريان بما قام به وأنكر حتىقد يكون أحد قد ساعده في العملية وأنه اشتري القنبلتين من رجل أجنبي لا يعهد ملامحه ولا اسمه.. طوال التحقيقات تمسك عريان باعترافاته وتعاطف معه الجميع النائب العام والسجان والباشسجان.. أحبوا فيه شجاعته ووطنيته.. لم يضايقوه وعملوا علي راحته حتي اتى يوم المحاكمة في يناير 1920 أمام المحكمة العسكرية البريطانية فعرض عليه شقيقه حتى يترافع عنه محام إنجليزي ومعه محام قبطي فرفض في بداية الأمر لأن محاميه إنجليزي إلا حتى شقيقه أقنعه في النهاية.. واستطاع المحامي وبصعوبة حتى يعدل اعتراف عريان من تعمد القتل إلي ارهاب رئيس الوزراء لتخفيف الحكم.. انتهت المحاكمة وتم ترحيل عريان إلي السجن مرة أخري وفي طريقه التف آلاف الشباب حول السيارة يهتفون يحيا الوطن.. تحيا البطولة.. تحيا التضحية.. بعد أربعة أيام صدر الحكمعشرة سنوات أشغالاً شاقة لكنه لم يقضها كاملة فقد أفرج عنه بعد أربعة سنوات ضمن من ضمهم العفوفي وزارة سعد زغلول.

بعد خروجه من السجن لم يتمكن عريان سعد من العودة إلي الجامعة لاستئناف تعليمه بسبب نشاطه السياسي وعين بمجلس الشيوخ الذي ظل يعمل به حتي الخمسينيات عندما افتتحت جامعة الدول العربية أول مخط لمقاطعة إسرائيل في دمشق فانتقل للعمل هناك حتي سنة 1957 وعاد إلي القاهرة ثم ولج في مشروع تجاري لإنتاج الورق. مذكرات عريان يوسف سعد تستحق القراءة لكنك ستشعر بالخجل بعد حتى تنتهي منها فالرجل ضحي بحياته من أجل الوطن.. رمي ثراءه خلف ظهره وودع عيشته الهنية ليأتي ومعه مصريون للبلد بحرية تم سلبها.

الهامش

تاريخ النشر: 2020-06-04 16:07:08
التصنيفات: مواليد 1899, أشخاص من ميت غمر، الدقهلية, مصريون, أقباط, محاولات اغتيال, منظمة اليد السوداء, ثورة 1919

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

منهم ياسر جلال فى «الاختيار 3».. فنانون بين الأصل والتقليد (فيديو)

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-05-05 06:20:59
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 66%

محمد أبوتريكة يعلق على استفزاز محمد صلاح لجماهير ريال مدريد

المصدر: المصري اليوم - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-05-05 06:21:49
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 58%

روسيا تجري محاكاة لإطلاق صواريخ ذات قدرة نووية

المصدر: ألشرق الأوسط - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-05-05 06:23:24
مستوى الصحة: 90% الأهمية: 93%

نيويورك تايمز: المخابرات الأميركية ساعدت أوكرانيا في قتل جنرالات روس

المصدر: ألشرق الأوسط - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-05-05 06:23:21
مستوى الصحة: 89% الأهمية: 96%

الحلقة الأخيرة من «Moon Knight» تتصدر تريند «تويتر» بعد ظهور ضابط مصرى

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-05-05 06:21:16
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 60%

الصحة: لقاح كورونا الخطوة الأولى للوقاية من فيروس كورونا

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-05-05 06:22:04
مستوى الصحة: 42% الأهمية: 42%

استقبال جماهيرى حافل لـ شيرين عبد الوهاب فى حفلها بالإمارات (صور)

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-05-05 06:21:19
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 52%

صلاح بعد تأكد مواجهة ريال مدريد في نهائي الأبطال: لدينا ثأر لتسويته

المصدر: ألشرق الأوسط - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-05-05 06:23:22
مستوى الصحة: 77% الأهمية: 88%

أسعار السلع التموينية لشهر مايو 2022

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-05-05 06:21:01
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 68%

شقيق صلاح يسخر من جوارديولا: «هيموت على الدورى»

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-05-05 06:20:58
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 62%

لو هتاكل فسيخ ورنجة.. تعرف على علامات فسادهما لتجنب الإصابة بالتسمم

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-05-05 06:22:07
مستوى الصحة: 44% الأهمية: 43%

مقتل 310 من المقاتلين الأوكرانيين فى77 هجوم جوى من روسيا على أوكرانيا

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-05-05 06:21:24
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 52%

نتنياهو: انهيار الحكومة الإسرائيلية الحالية مسألة وقت

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-05-05 06:21:26
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 50%

سفيرة أوكرانيا فى كندا تطالب بالمزيد من المساعدات العسكرية لبلادها

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-05-05 06:20:56
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 62%

بالأسماء.. مصرع 4 أشخاص أثناء التسابق بطريق بحيرة قارون بالفيوم

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-05-05 06:21:10
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 52%

«المجتمعات العمرانية»: 198 مليون جنيه عائد بيع قطعتى أرض بالشيخ زايد

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-05-05 06:20:57
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 61%

اليوم.. الذكرى الثانية لرحيل "الطبلاوى" آخر حبة فى مسبحة دولة التلاوة

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-05-05 06:22:06
مستوى الصحة: 31% الأهمية: 45%

رحمة أحمد: «كنت من متابعى الكبير ولم أكن أتخيل أن أصبح جزءً منه»

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-05-05 06:20:57
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 68%

تحميل تطبيق المنصة العربية