وجع المصريين (كتاب)
المؤلف | |
---|---|
البلد | مصر |
اللغة | عربية |
الموضوع | حياة مصرية |
الناشر | منشورات خليل فاضل |
الإصدار | 2008 |
عدد الصفحات | 312 |
وجع المصريين هوكتاب إجتماعي من تأليف الدكتور خليل فاضل ، يتناول فيه الحياة الإجتماعية المصرية والمشكلات التي طرأت على المجتمع وما وراءها من مسببات وإمكانية حلها والسيطرة عليها.
فكرة الكتاب
هذا ليس نصاً أدبياً ، وليس نصاً نفسياً اجتماعياً خالصاً، إنه نص له خصوصيته الشديدة، وله عموميته الرحبة المتسعة الضامة الملمة.. في هذا الكتاب خط المؤلف عن عوالم بشرية تبدأ من الواقع تضيف إليه وتسرق منه. في هذا الكتاب يدعونا خليل فاضل للبحث عن الشمبانزى الاجتماعى الموجود فينا ومعنا، ذلك الذى يملك شبكة علاقات اجتماعية مع الناس في العشوائيات، القرى، الشركات، قاع المدينة، والهضاب المحيطة بالعاصمة، يسكن كالحيات في خبايا القرى الساحلية الشمالية، شمبانزى كون كياناً مستقلاً يمكن الاصطلاح عليه بالكيان المبهظظ..
اصطلاح مناسب لثقافة سار حالك البهظظة، الشرعشة والطعطعة. هكذا نحن المصريون نتطبع مع الواقع المر المعاش تدريجياً حتى نعتاده مثل الذى اعتاد رائحة العفن فزكمت أنفه ولم يعد قادراً على الشم.. إذا قلم المؤلف قد انغمس بالعمل في جروح المجتمع وأوجاعه، سبر أغوار الحياة اليومية للمصريين، حتى يخيل لك وكأنك تعيش في بيوتهم مع زفراتهم وتنهداتهم وفى عمق المسكوت عنه في علاقاتهم في الشارع لنا، يتعرض الكتاب لأطفال الشوارع، الفساد الأخلاقي، الخوف من الحميمية، التربص بالآخر،
وفى الأسرة وأحوالها يناقش معضلة الأب الحاضر الغائب.. اكتئاب المرأة المصرية.. المراهقة والمراهقون.. عواصف السنة الأولى زواج، قلة ممارسة الجنس وراء الخلافات الزوجية.. ولماذا تخلع بعض النسوة أزقابلن؟.. كيف من الممكن أن نخبر أطفالنا بالطلاق ، الزواج العهدي.. طلاق الأقباط والعنوسة.. وفى التعليم والتربية يناقش العنف المدرسى.. بعبع الثانوية العامة.. الآثار النفسية للمدارس الأمريكية.. وفى الصحة والعلاج يتعرض إلى أوجاع أجساد المصريين.. انتشار أمراض القلب.. مفهوم «الجسدنة» و«النفسنة» احتياجنا إلى مفهمين لفن الحياة أكثر من احتياجنا إلى أطباء.. أزمة التأمين الصحى.. بارونات الدواء.. الجنس ومشكلاته.. وفى صحتنا النفسية من الجنون إلى الانتحار.. نفسيتنا قضية أمن قومى.. معنى الجنون الاجتماعي.. لما ينتحر المصريون.. والمصريون والاكتئاب.. أما في إدمان المخدرات ، فيناقش الكتاب الإدمان والناس في بر مصر، المخدرات، تجارتها.. العلاقة بين الخلل الأسرى، والسلوك الإدمانى، ولماذا ينتكس المدمنون.. وبسرعة؟
ويعتبر فاضل حتى الأسرة هي المحور الذي يدور حوله «وجع المصريين»، فهي المنظومة المصرية التي خدشت وصدمت وجرحت في شكل غير مسبوق منذ منتصف سبعينات القرن الماضي. يقول: «أصبحت الأسرة المصرية نرجسية للغاية لخوفها الشديد على نفسها وأولادها، فعقمتهم ولفتهم في ورق «سيلوفان» وأقامت سوراً حديدياً على باب الشقة».
جروح عدة يضع فاضل يده عليها: اعتبار المراهقين قنابل موقوتة، سعي لا يتوقف وراء لقمة العيش، أولاد وبنات تعدوا الـ30 ومازالوا يعيشون مع «ماما» و»بابا» في البيت. أما الأب فهوحبة لقاح، في حين تعيش المرأة المصرية حالة اكتئاب متواصل مع تواري أنوثتها مع النكد وعدم الإنصاف الاقتصادي والاجتماعي.
ويبتكر فاضل نظرية جديدة في فهم التنشئة من واقع المجتمع، وهي «تربية الخمس دقائق»، إذ لم يعد وقت الأب والأم يتسع لتربية الأبناء لأكثر من ذلك. والطريف حتى وقت الأبناء كذلك لم يعد يتسع لأكثر من ذلك للتربية، فـ «التعليم» – إذا صح التعبير – يستغرق الوقت كله. يقول فاضل: «إن موت النظام التعليمي في مصر هومحصلة حتمية لحال المجتمع. الجميع يسعى إلى إصابة الهدف بقليل من الجهد وكثير من الغش، ومن ثم يتولد لدى الجميع الاستعداد للقفز فوق الأسوار وفوق الآخرين».
وكان من الطبيعي حتى ينتج عن ذلك الاهتراء التعليمي ما يسمى بـ «عرض الثانوية العامة» الذي جعل عيادات العلاج النفسي متخمة بطلاب قبل ملاقاة «بعبع الثانوية» وبعدها، بالإضافة إلى وسواس الامتحانات القهري وغيرها من الأوجاع التي تنقل المؤلف إلى فصل بالغ الخطورة والطرافة في آن، وهو«أوجاع أجساد المصريين». ويمكن لأي مراقب حتى يعهد ويتأكد إذا حياة غالبية المصريين تتمحور حول الصحة والسقم، والطبيب والأدوية. وهي دائرة يرى فاضل إنها مقصودة إلى حد كبير، إذ يجد البعض في السقم «ونساً» له حيث يلتف حوله الأهل والأصدقاء.
ويعتبر فاضل صحة المصريين النفسية قضية أمن قومي، خصوصاً ان الواقع المصري الحالي يدفع إلى الجنون، ما يعني ان «الوطن في حاجة إلى علاج نفسي حقيقي حتى يصحّ المواطنون».
وفي ختام الكتاب، يشير فاضل إلى المواطن المصري جمال الدولى الذي لقب قبل سنوات بـ «مختل الإسكندرية»، والذي ملأ جدران مدينة الإسكندرية كتابات وشعارات منها «هومتر الوطن بكام؟!». ويعلق فاضل قائلاً: «يااه شوف المجنون عندنا لما اتحدث نطق إيه؟!».
الكتاب أهداه فاضل إلى «الغرقى في قاع البحر والنهر، إلى المحترقين داخل القطارات والمسارح، إلى الموتى على شواطئ الهجرة، إلى جميع الموتى على قيد الحياة». أخيراً، حتى وإن لم يتمكن فاضل من التوصل إلى الملامح والمعالم الدقيقة لهذا الكيان «المبهظظ» الذي يسكن المجتمع المصري، فقد تمكن على الأقل من لفت الانتباه إلى قدرة المصريين المذهلة على التعايش تدريجياً مع ظروفهم مهما كانت مبهظظة.
المصادر
- ^ وجهات نظر