كارل بروكلمان

عودة للموسوعة

كارل بروحدثان

كارل بروحدثان
Carl Brockelmann
كارل بروحدثان.
وُلـِد 17 سبتمبر 1868
Rostock
توفي 6 مايو1956
Halle an der Saale
المهنة مؤلف، أستاذ في جامعة ڤروتسواف

كارل بروحدثان (بالألمانية: Carl Brockelmann) (و. 17 سبتمبر 1868 - ت.ستة مايو1956) أكبر باحث عهدته الجامعات الاوروبية في النصف الأول من القرن العشرين في مجالات الدراسات السامية وتاريخ التراث العربي.

ولد بروحدثان في مدينة روستوك. حصل على الدكتوراه من جامعة ستراسبورگ عام 1890.

عمل أستاذاً في جامعات برسلاووبرلين. نشر كتاب تاريخ الأدب العربي (1898-1902) ثم "نحوالسريانية وآدابها" (1899)، المعجم السرياني (1928)، النحوالعربي (تحت اسمه عام 1941، إلا أنها كانت النسخة الحادية عشر من نحوألبرت سوسين Albert Socin, والذي تجاوز لبروحدثان تعديله عدة مرات).

كارل بروحدثان تتلمذ على أيدي فيشر ونولدكه. ويعتبر أبرز المستشرقين الألمان بسبب عمله العظيم «تاريخ الأدب العربي»، وهوتاريخ للكتابة العربية عبر العصور، وفي شتى الفنون، ومن القرن الثالث وحتى الثالث عشر هجري. قسّم بروحدثان الكتابة العربية إلى حقب وعصور، وتأتي تحت جميع عصر الدول والنواحي والبلدان والفنون التأليفية المتنوعة، ثم تليها تراجم المؤلفين في جميع فن، وعناوين ما ألفوه، وذكر لأماكن المخطوطات الباقية من تلك المؤلفات. وقد أفاد بروحدثان من الأدبيات التي كان الألمان نشروها مثل «الفهرست» لابن النديم و»كشف الظنون» لحاجي خليفة.

السيرة

نموذج خط بروحدثان بالعربية وتوقيعه

ولد كارل بروحدثن في 17 سبتمبر 1868م في مدينة روستوك، وكان أبوه ( ولد في 13/10/1826، وتوفي في 31 مارس 1897) تاجراً يتجر فيما يسمى سلع المستعمرات Kolonialwaren. وكانت أمه، كما نطق عنها في ترجمته الذاتية " سيدة موهوبة روحياً، ومنها ورثت ميولي الفهمية" ( مجلة Oriens جـ 27- 28، صـ 12، ليدن 1981)، وهي التي فتحت لابنها آفاق الأدب الألماني. لكن ساءت الأحوال المالية لأبيه فعاشت الأسرة في ضيق.

ظهر ميل كارل إلى التعمق في الدراسات الشرقية قبل حتى ينهي دراسته الثانوية في بلدته، فانتمى إلى جمعية يقوم أفرادها بقراءة بعض المجلات الفهميّة الجغرافيّة، تجتمع مرتين في الأسبوع: في يوم الأربعاء كنا نقرأ مجلة " الجلوبس" ("الكرة الأرضية")؛ وفي يوم السبت نقرأ مجلة " العالم الخارجي " Ausland، وهاتان المجلتان كانتا أبرز المجلات الجغرافية: وكان ذلك الوقت هووقت الاكتشافات الجغرافية العظيمة في آسيا وإفريقيا. وعن هذا الطريق ارتبط خيالي بالمشرق، وكنت أهتم في المقام الأول بما يرد فيهما من أخبار عن اللغات. ولهذا، فإنني وأنا لا أزال تلميذاً في المدرسة الثانوية وضعت مشروعاً لكتاب نحولهجة البانتوالتي كان يتحدث بها في المستعمرة البرتغالية : أنجولا، وقد احتفظت بهذا المخطط وقتاً قليلاً. وكانت أشد أمانيّ إلحاحاً عليّ حتى أعيش فيما وراء البحار، وشجع على هذه الأمنية الأحوال السائدة آنذاك في رستوك . ذلك أنه بسبب انحدار حياة الأعمال في رستوك، فقد سعى الكثيرون من التجار إلى العمل فيما وراء البحار". ( ترجمته الذاتية، الموضع المذكور، ص20).

وكان أمله حتى يعمل فيما وراء البحار طبيباً على ظهر سفينة، أوترجماناً، أومبشراً دينياً، ولهذا السبب كان يحضر دروس الأستاذ نرجر Nerger معلّم اللغة العربية في تلك المدرسة الثانوية، ويقول أنه اتقن العبريةَ إلى درجة أنه استطاع حتى يترجم في امتحان العبرية في البكالوريا، نصاً عبرياً من سفر " عموص" غير مشكول ترجمة تلقائية شفوية. كذلك بدأ يفهم اللغة الآرامية الكتابية واللغة السريانية وهولا يزال طالباً في الثانوي.

تاريخ الشعوب الإسلامية. لتحميل الكتاب، اضغط على الصورة، ولقراءة نص الكتاب، لقراءة نقد الكتاب، في 2015، اضغط هـنا

والتحق بجامعة رستوك في ربيع 1886، لكنه كما نطق: "درست ـ إلى جانب الشرقيات ـ الفيلولوجيا الكلاسيكية (اليونانية واللاتينية ) والتاريخ، حتى أستطيع التقدم لامتحان التدريس العالي، لأن الشرق بدا لي أنه لا يؤمن لي مستقبلاً. وكان أستاذ الفيلولوجيا الكلاسيكية هناك هوالأستاذ ليوLeo المتخصص في اللاتينية. وهنا تفهم العربية والحبشية على الأستاذ فلبي Philippi. وقد نصحه فلبي بالانتنطق إلى جامعة برسلاولحضور دروس الأستاذ بريتوريوسPraetorius. فسافر بروحدثن إلى بروسلاوفي ربيع 1887. وحضر دروس بريتوريوس في العلوم الشرقية طوال فصلين دراسيين، وكذلك جاء دروس فرينكل Fraenkel في اللغات الشرقية، ودروس هلبرنت Hillebrant في اللغات الهندية الجرمانية. وبناء على نصيحتي فلبي وبريتوريوس انتقل بروحدثن في ربيع 1888 إلى جامعة ستراسبورگ لحضور دروس نولدكه، " وعنده درست الكثير جداً " كما نطق ( المرجع نفسه ص23). وفي الفصل الدراسي الأول جاء ـ إلى جانب دروس نولدكه في الشرقيات ـ دروس هوبشمن Hubschmann في اللغة السنسكريتية واللغة الآرمنية، ودروس دومشن Dumischen .J في اللغة المصرية القديمة . " وكان الثلاثة يلقون دروسهم في منازلهم الخاصة. وعند هوبشمن كان معي زميل متخصص في الفليولوجيا الكلاسكية ما لبث حتى هجر الدراسة، ومع راهبين أرمنيين أرادا الحصول على الدكتوراة مع هوبشمن، وعند دومشن كان يلزامني يهودي غنيّ يدعي اشبيجلبرج Spieegelberg، حصل بعد ذلك على الدكتوراه من جامعة اشتراسبورج. لكني لاحظت مع الأسف حتى دومشن كان لا يفهم من اللغة المصرية القديمة إلا القليل جداً، مع حتى هذه اللغة هي السبب في حضوري عنده، ذلك أنه كان عالم آثار فقط. ولهذا هجرت محاضراته بعد فصلين دراسيين . وعلى العكس من ذلك كان هوبشمن جذاباً ومثيراً. حتى إنني فكرت فترة من الزمن، في حتى أتخصص في الدراسات الهندية الجرمانية، لكنه صرفني عن ذلك، لأن جميع الكراسي في الجامعات كانت مشغولة آنذاك بأساتذة شباب، ولهذا فإن هذا المجال لم يكن يفتح على أفق واسع ".

وفي اشتراسبورج تعهد إلى مدير القسم الشرقي في المخطة، وهوأويتنگ Euting، ولم يكن أوتينج ـ فيما يقول بروحدثن ـ عالماً كبيراً، ولكنه استطاع القيام بمغامرة كادت تودي بحياته، في شبه الجزيرة العربية بحثاً عن نقوش عربية. وكان يلقي في بيته دروساً عن النقوش العربية والخط العربي. ويقول بروحدثن إنه يدين له بكونه يخط خطاً جميلاً جداً.

ونال بعدها شهادة الدكتوراه من جامعة ستراسبورغ. وبعد ذلك بعام كلفه أستاذه نولدكه دراسة العلاقة بين كتاب «الكامل في التاريخ» لابن الأثير، وكتاب «أخبار الرسل والملوك» للطبري. وقد نالت رسالته هذه جائزة تقديرية وطبعت في ستراسبورغ عام 1890م. فعين بروحدثان، إثر ذلك مدرساً متمرناً في المدرسة الثانوية البروتستنتية في تلك المدينة.

وأمضى صيف 1890مدرساً خصوصياً في بيت العالم الفسيولوجي جلوتس Glots في منزله الريفي في نويدورفNeudorf. وفي أول أكتوبر 1890عُيّن مدرساً في المدرسة البروتسنتية في اشتراسبورج أولاً تحت التمرينProbandes وبعد ذلك مدرساً مساعداً. وفي نفس الوقت واصل دراساته العربية. وبدعوة من نولدكه ـ وكان قد قرأ معه في شتاء 1888/9 القسم الأول من "ديوان لبيد" الذي نشره الخالدي في فيينا ـ نشر الترجمة الألمانية التي قام بها أنطون هوبر Anton Huber الذي توفي مبكراً، وبعد ذلك نشر القسم الثاني من هذا الديوان وما تظل للبيد من شذرات وترجمه إلى الألمانية، مستنداً إلى دراسات تمهيدية أعدها هوبر، وهينرش توربكه، وصدر ذلك كله في 1891. ولكنه ما لبث حتى تبين له حتى لا مستقبل له في هذه المدرسة الثانوية البروتستنتية. ولهذا قرر " حتى يبحر على البحر غير المأمون لوظيفة مدرس مساعد Privatdozentur" ـ أي حتى يعد نفسه للانخراط في التدريس الجامعي. ومن أجل هذا انتقل في نوفمبر 1892 إلى برسلاووحصل على دكتوراه التأهيل للتدريس Habil.D.r. في 28يناير 1893برسالة عنوانها: " عبد الرحمن أبوالفرج ابن الجوزي: تلقيح فهوم أهل الآثار في مختصر السير والأخبار ـ درس ( في هذا الكتاب ) وفقاً لمخطوط برلين" ( رسالة دكتوراه التأهيل Habilitationisschrift، برسلاو، 1983). وفي تلك الأثناء أيضاً كان بروحدثن مشغولاً بجمع مواد لـ " معجم سرياني"، لأن الحاجة كانت تدعوآنذاك إلى وضع معجم سرياني Lexicon Syriacum الذي صنفه كستلوس Castellus ( وطبع 1788) كان قد نفد منذ وقت طويل، كما حتى تقدم الدراسات في النصوص السريانية كان يدعوإلى تجديده وإضافة الكثير من المواد إليه؛ ومن ناحية أخرى كان " كنز اللغة السريانية " Thesaurus Syriacus الذي أصدره R.Payne Smith (ولا يزال حتى اليوم خير معجم لهذه اللغة ) في 1868 حافلاً بالكثير من المواد التي يمكن الاستغناء عنها؛ لهذا أقبل بروحدثن على وضع معجم حديث للغة السريانية فاستقرأ ألفاظ الترجمة السريانية للكتاب المقدس Peschitta والأفرات ومواعظ مار أفرام السرياني، وكثير من النصوص السريانية الأخرى، وفي خلال ثلاثة أعوام وضع معجمه، وفيه زود جميع مادة بشواهد من النصوص جعلت المعجم وثيق الأساس. وألحق المعجم ثبتاً لاتينياً سريانياً، مما جعله يتفوق على المعجم السرياني اللاتيني الذي أصدره J.Bruns اليسوعي في بيروت في نفس الوقت. وصدر المعجم السرياني Lexicon Syriacum لبروحدثن في فبراير 1895. وكان أدورد سخاوSachau قد نادىه للاشتراك في إعداد نشرة نقدية محققة لـ " طبقات ابن سعد "، والسفر إلى لندن واستنامبول للاطلاع على مخطوطات هذا الكتاب. فسافر بروحدثن في أغسطس 1895 إلى لندن، وفي سبتمبر سافر إلى استنابول، حيث أمضى شتاء عام1895/96. ولم يكتف بأداء المهمة الموكولة إليه الخاصة بطبقات ابن سعد، بل انتهز الفرصة فنسخ نسخة من " عيون الأخبار" لابن قتيبة. وفي فيراير 1896عاد إلى برسلاو. وكان بروحدثن مكلفاً تحقيق الجزء الثامن من " طبقات ابن سعد"، وظهر هذا المجلد بتحقيقه في برلين 1904، وقد طبع بعناية أكاديمية برلين التي تولت الإنفاق على الكتاب بكل أجزائه. أما فيما يتصل بنشر " عيون الأخبار"، فقد تولى أمره بنفسه ووجد في E.Felber في فيمار ناشراً مستعداً لتحمل نفقات الطبع بشرط حتى يقدم إليه بروحدثن في نفس الوقت كتاباً آخر أوفر حظاً من الرواج، لأن النص العربي " لعيون الأخبار" لا يهم إلا القليل من المتخصصين في المخطات العامة. وكان هذا الشرط، أوالاقتراح الشرط، هوالذي دفع بروحدثن إلى تصنيف كتابه العظيم : " تاريخ الأدب العربي " Geschichte der Arabischen Litteratur(Gal) ويحدثنا بروحدثن في ترجمته الذاتية ( المرجع نفسه ص33) عن تاريخ تأليفه لهذا الكتاب، فيقول: أنه فكر في مشروعه هذا منذ مدة، وأشار إلى خطته في المحاضرة التي ألقاها لدى مناقشة رسالة للدكتوراه الثانية في يناير 1893. وكان فلبر E.Felber ينشر " مجلة الأشوريات" التي كان يصدرها بتسولد في هيدلبرج، وإلى جانبها يصدر كراسات تحتوي على أبحاث طويلة نسبياً. ولما لجأ إليه بروحدثن لنشر " عيون الأخبار "، واقترح عليه الشرط المذكور، عرض عليه بروحدثن حتى يصدر تاريخاً للأدب العربي". فوافق الناشر وعرض مبلغاً سخياً مكافأة لبروحدثن، رحّب به ليضاف إلى الراتب الزهيد ( مائة مارك شهرياً ) الذي كان يتقاضاه بوصفه مدرساً حراً Privatdozent في جامعة برسلاو. لكن ما لبث حتى تبين لبروحدثن حتى هذا الناشر نصاب، وقد نصب ـ من بين من نصب عليهم ـ على عدد أساتذة اللغة الإنجليزية وآدابها.

لقد أنجز طبع الكراسة الأولى من النّص، لكنه فيما يتصل بالكراسات التالية كان عليّ أنا حتى أسهم في نفقات الطبع. سليم أنه كان يدفع مكافآت عن الكتاب ـ وقد امتد طبعه من 1898 إلى 1900ـ بانتظام في أول الـأمر. لكنه 1900اختفى من برلين، وكان قد انتقل إليها من ( فيمار ) بمساعدة أخيه. وكان عليَّ حتى أقدم شكوى ضده . لكنني لم أظفر بشيء، في هذه الظروف أمام القضاء. لكن ظهر بعد ذلك من حديث وحاول استرضائي، وعرض عليّ ـ لقاء باقي حقوقي ـ آلة محررة كان عليّ حتى أقبلها حتى أحصل على شيء. إلى غير ذلك ظهر الكتاب في أربعة أجزاء، بدلاً من عشرة كما كان مقرراً له. كما تبين لي بعد ذلك حتى الناشر طبع ثلاثة آلاف نسخة بدلاً من ألف نسخة كما هومقرر في العقد المبرم بيننا, إلى غير ذلك سرق مني حقوق طبعتين أخريين. وقد استأت لهذا الأمر استياءاً شديداً، إلى حتى تولى الناشر بريل Brill في ليدن نشر الكتاب بعد وفاة فلبر " ( المرجع نفسه ص33).

وعنوان الطبعة التي نشرها فلبر هو: Geschichte der Arabischen Litteratur,1-2,.Weimare- Berline,1998-1902. وقد ظهر النصف الأول من الجزء الأول في 1897، والنصف الثاني في 1898، والجزء الثاني في 1902. أما عنوان الطبعة التي نشرها بريل فهو: Geschichte der Arabischen Litteratur.Supple-ment-band,1-3,Leiden1937-1942. ثم أعاد بروحدثن طبع الطبعة الأولى في مجلدين مع توسعات كثيرة، وجعلها متمشية مع طبعة الملحق هذه، في ليدن، 1943- 1949. إلى غير ذلك أصبح الكتاب في وضعه النهائي مؤلفاً من خمسة مجلدات: المجلدان الأول والثاني: هما الأصل. والمجلدات الثلاثة الباقية هي ملاحق. والأصل والملاحق يشير كلاهما إلى الآخر ولابد من الرجوع إليها معاً في جميع حالة . أما الفكرة التي قام عليها هذا الكتاب فهي حتى بروحدثن كان بطبعه يكره العرض الكامل، ويميل إلى التفاصيل الدقيقة. كما أنه رأى حتى الوقت لم يحن لتصنيف تاريخ تام للأدب العربي ( بالمعنى الأوسع: أي جميع الإنتاج في جميع فروع الفهم، وهذا أمر ينبغي التنبيه إليه، فحدثة " أدب " في عنوان الكتاب تعني: مجموع ما خط باللغة العربية في جميع فروع الفهم) لأن ما طبع منه قليل جداً بالنسبة إلى ما لا يزال مخطوطاً، كما حتى القليل من هذا المطبوع هوالذي نشر نشراً فهمياً نقدياً محققاً. ومن هنا استوعب حتى جميع درس في تاريخ الإنتاج الأدبي والفهمي عند العرب يجب حتى يسبقه، أداة له، كتاب تام يسرد عنوانات ما بقى من هذا التراث، وما طبع منه، مع استشناء الخط المجهولة أسماء مؤلفيها وما لا يمكن فهم تاريخ كتابتها منها. وعلى رأس السرد المطبوع والمخطوط من مؤلفات جميع مؤلف، تخط نبذة قصيرة تتناول الوقائع المادية في حياة المؤلف، ويتلوها بيان بمكان ما ورد عنه من أخبار. وكان من الطبيعي حتى يقع مثل هذا العمل الجبار أخطاء في أرقام المخطوطات، وفي التورايخ، فضلاً عن الأخطاء الناجمة عن المصادر التي استعان بها، وخصوصاً فهارس المخطوطات, ونحن نفهم بالممارسة أنه لابد من وقوع أخطاء ـ وربما عديدة ـ فيها، وخصوصاً في تحقيق هوية المؤلفين، لأن الكثير من المخطوطات لا يحمل أسماء مؤلفيها. ولهذا فإن الجهال والمتطفلين والعاجزين هم وحدهم الذين يتباهون بإبراز غلطة هنا أوغلطة هناك في عمل بروحدثن العظيم هذا. وينبغي حتى ينطق لهم ما نطقه الحطيئة : أقلوا عليهم ـ لا أبا لأبيكم ـ * * * * * من اللوم، أوسُدّوا المكان الذي سدّوا وهم طبعاً لم يسدوا أي مكان، ولا واحداً من ألف ( أومن مليون) مما يسده بروحدثن بكتابه هذا. وقد أثبت بروحدثن في نسخته الخاصة بعض التسليمات، ولا تزال هذه التسليمات موجودة في هله تنتظر من ينشره. وفي ربيع 1900 نادىه سخاوليكون مدرساً للغة العربية في " معهد اللغات الشرقية" في برلين، في المكان الذي خلا بانتنطق أوجست فشر إلى جامعة ليبتسك. وفي الصيف خلا منصبان: أحدهما منصب مساعد في جامعة إيرلنجن Erlangen خلا بوفاة لودفج أبل Abel، والثاني منصب أستاذ مساعد في جامعة بروسلاوخلا بانتنطق هـ. اتسمّرن H.Zimmern إلى ليبتسك. وعرض المنصبان على بروحدثن، لكنه آثر برسلاو. وصدرت سلسة عن " تاريخ الآداب في الشرق" ابتداءً من 1901، فشارك بروحدثن فيها بتاريخ موجز للأدب العربي، وأعيد طبعه مرة ثانية في 1909. كما خط كتاباً آخر في هذه السلسة بعنوان: " تاريخ الآداب المسيحية في الشرق"، وفيه تناول تاريخ الأدب السرياني، وتاريخ الأدب العربي المسيحي. وقام بفهرسة مجموعة صغيرة من المخطوطات الشرقية في مخطة البلدية في برسلاوو( 1903) كما قام في السنوات التالية بفهرسة مجموعة ممتازة من المخطوطات الشرقية في مخطة بلدية همبورج. وفي ربيع 1903 دعي بروحدثن ليكون أستاذاً ذا كرسي في جامعة كينجزبرج في المكان الذي خلا بتقاعج جوستاف يان Jahn. وبقى في هذا المنصب من 1903 إلى 1910. وهنا ألف أكبر خطه أصالة وأحبها إلى نفسه، وهوبعنوان : " موجز النحوالمقارن للغات السامية" ( في مجلدين، 1907- 1913) Grundriss der Vergleichenden Grammatik der Semitischen Sprachen وكانت معضلة اللغات الهندية الأوربية وعلاقتها باللغات السامية وسائر اللغات حامية الوطيس في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، خصوصاً في أبحاث بول دي لاجارد P.de Lagarde وي. بارت J.Barth وأرنست رينان Renan. ومضى البعض إلى القول بلغة أصلية واحدة، عنها تشعبت سائر المجموعات اللغوية التي تفرعت بدورها إلى عدة لغات أصلية ما لبثت حتى تعارفت إلى لهجات إلى غير ذلك. وثار الجدل شديد حول وطن هذه اللغة الواحدة الأولى المزعومة. فأشاح بروحدثن عن جميع هذه النظريات، واهتم فقط بتطور اللغات المعروفة في التاريخ، ورأى حتى الغرض من المقارنة بينها هوفقط الاستعانة بالمقارنة في إيضاح تطور جميع لغةٍ، لأن قوانين تطورها متشابهة، كما حتى اللغة الواحدة لم تعش وتتطور في عزلة تامة واستقلال عن اللغات المجاورة أوالتي اتصلت شعوبها بعضها ببعض. وفي نفس المجال أصدر موجزاً صغيراً في النحوالمقارن للغات السامية، وهوالمجلد رقم21من مجموعة " باب اللغات الشرقية " Porta Linguarum Orientalium، وذلك في 1908. وكان قبل ذلك، في 1906، قد أصدر في مجموعة Goschen المشهورة كتيباً صغيراً بعنوان: " فهم اللغات السامية" وقد طبع مرة ثانية في 1916، وترجمه إلى الفرنسية وليم مرسيه W.Marcais ومارسل كوهين Marcel Cohen1910 ( مع تعديلات تتفق مع اللغة الفرنسية). وتوفى فرينكل Fraenckel في يونيه 1909 في برسلاو، فخلفه بريتوريس. وبهذا خلا منصب الأخير في هلّه Halle، فدعي برحدثن إلى شغل مكانه أستاذاً في جامعة هلّه، حيث قضى بها من 1910 إلى 1922. ويقول ( المرجع نفسه صـ45) إنه كان أسعد بالحياة في هلّه منه في كنجزبرج لأن تلاميذه هنا كانوا أوفر مواهب واهتماماً. كما أنه كان قد تزوج في 1909 ولم يكن جوكنجزبرج مناسباً لصحة زوجته. وفي أثناء مقامه في هلّه أتم كتابه " موجز النحوالمقارن للغات السامية "، فظهر الجزء الثاني منه ـ وهوالمخصص لنظم هذه اللغات Syntax، في 1911- 1913. وفي نفس الوقت أخذ في إعداد الطبعة الثانية من " المعجم السرياني ". لكن قيام الحرب العالمية الأولى ( 1914- 1918) عاقه عن الاستمرار في العمل، لأن كثيراً من النصوص السريانية التي نشرت في تلك الفترة خارج ألمانيا لم تكن تصل إلى ألمانيا. لكنه بدأ في طبعه 1918، وظهرت الكراسة الأولى منه 1932، لكن لم يتم طبعه بكامله إلا في 1928. وكان حجم هذه الطبعة الجديدة حوالي مثلين من الطبعة الأولى، إذ أضاف إليها الكثير من الشواهد، ومن معاني الألفاظ؛ وتوسع في الاشتقاق، إلى درجة أنه صار صالحاً ليكون أداة للمزيد من البحث في المقارنة بين اللغات السامية من حيث الاشتقاق والصلات. وإلى جانب اللغات السامية عنى بروحدثن باللغة الهجرية, وكان كتاب " ديوان الهجر لمحمود بن الحسين الكاشغري قد نشر إبان الحرب الأولى في استنابول، وهوحافل بالمعلومات عن لهجات الشعوب الهجرية في آسيا الوسطى إبان العصر الوسيط, فاستخرج منه بروحدثن عرضاً لأبنية العمل في اللغة الهجرية ( نشره في المجلد الثامن عشر من مجلة Keleti Szemle)، واستخرج بقايا الشعر الشعبي الهجري القديم والحكم الشعبية الواردة في هذا الديوان . وإلى جانب هذا قام برسم جميع الحدثات الهجرية الواردة فيه ـ رسمها بالحروف اللاتينية بدلاً من الحروف العربية المكتوب بها الديوان، حتى يمكن النطق بها نطقاً سليماً، وزود جميع لفظ بعدد من الشواهد وبملاحظات تتعلق بتاريخ اللفظ واشتقاقه . ومن هذا كله تكون كتاب " كنز اللغة الهجرية الوسطى تبعاً لديوان لغات الهجر لمحمود الكاشغري"؛ وقد طبع هذا الكتاب، بمعونة الأكاديمية الهنغارية للعلوم، مجلد أول في سلسلة تدعى: " المخطة الشرقية الهنجارية " Bibliotheca Orientalis Hungarica.

وواصل هذه الدراسات الهجرية بالتخطيط لمؤلف في تاريخ اللغات الهجرية المكتوبة، أنجز منه مجلداً صدر 1951- 1954 بعنوان : " نحواللغة الهجرية الشرقية الوارد في اللغات المكتوبة الإسلامية في آسيا الوسطى" . وفيه تناول تاريخ النطق وصرف ونظم اللهجات التي استخدمتها الشعوب الهجرية في وسط آسيا منذ اعتناقها للإسلام في القرن العاشر حتى فقدانها لاستقلالها. وحدث آنذاك حتى شغر الكرسي الذي يشغله إدوارد سخاوفي برلين، كما شغر كرسي الدراسات الشرقية في جامعة بون 1921؛ فعُرِضَ كلا الكرسيين على بروحدثن، لكنه فضل كرسيّ برلين لأنه رجا حتى يجد في برلين أنسب الظروف والإمكانات لمواصلة عمله. لكن لم تتحقق آماله، ولم يستطع الانتنطق للإقامة في برلين لمدة يومين في الأسبوع طوال فصلين دراسيين. ولهذا تخلى عن منصبه في برلين لمدة عام من تعيينه، وعاد إلى جامعة برسلاوخلفاً لأستاذه بريتوريس. وفي صيف 1932انتُخِبَ مديراً لجامعة برسلاو. لكنه وقع في أثناء دراسته حتى قام الطلاب النازيون بمظاهرات ضد تعيين الأستاذ Cohn ـ وهويهودي ـ مما أدى إلى إغلاق الجامعة طوال ثلاثة أيام. ولما كان بروحدثن قد حاول الدفاع عن حرية الجامعة في اختيار الأساتذة، أياً كانت ديانتهم، فإنه اضطر إلى الاستنطقة من منصبه مديراً للجامعة في شهر مارس 1933 بعد حتى استولى النازي على السلطة 30 يناير 1933، لكنه احتفظ بكرسي الأستاذية في الجامعة. وفي خريف 1935 تقاعد. وانتقل في ربيع 1937 إلى مدينة هلّه Halle لأنه أراد الاستفادة من مخطة " الجمعية الشرقية الألمانية" DMGـ ومقرها هلّه ـ لمواصلة العمل في كتابه الرئيسي " تاريخ الأدب العربي" GAL وكان بروحدثن منذ ظهور الطبعة الأولى منه 1898ـ 1902 يخط التسليمات والإضافات على نسخته الخاصة. واستمر في هذا التسليم والاستدراك والإكمال طوال أربعين سنة، وكرّس لهذا مجلدين ضخمين ظهر أولهما في 1937، والثاني في 1938 عند الناشر المشهور بريل E.J.Brill في ليدن ( هولندا ) كما أشرنا إلى هذا من قبل. وقد أصدرهما على أنهما مجلدان ملحقان Supplementbande؛ وكان الأفضل حتى يعيد كتابة الكتاب كله ويدخل فيه جميع التسليمات والإضافات؛ لكن ورثة الناشر فلبرFelber اشترطوا شروطاً استحال عليه قبولها. ومن هنا صدر هذان الملحقان، مما جعل من الصعب على القارئ الاستفادة من الكتاب. وفي 1942 أصدر مجلداً ملحقاً ثالثاً ـ لا يناظره شيء في الطبعة الأولى ـ تناول فيه تاريخ الأدب العربي الحديث ابتداءً من 1882- وهي سنة احتلال انجلترا لمصر ـ حتى العصر الحاضر . ويختلف هذا المجلد الثالث عن المجلدين الأولين بملاحقهما في أنه هنا لم يقتصر على سرد عنوانات الخط بل فصل القول في مضمونها، وأبدى أحكاماً عليها . وكان بروحدثن في الفترة من 1895 حتى 1914 يتناول بالتعليق ما يصدر عن تاريخ الإسلام من مؤلفات، كما أنه خط الفصل الخاص بتاريخ الإسلام في كتاب " تاريخ العالم" الذي كان يشرف عليه Julius Von Pflugk-Hartung ( في المجلد الثالث ص131ـ 319) وذلك في 1910، وقد قدم فيه عرضاً سريعاً لتاريخ الإسلام منذ البداية حتى العصر الحاضر, وها هوذا يعود بعد ذلك بخمس وعشرين سنة إلى هذا الفصل فيعيد كتابته ويتوسع فيه، ويضيف إليه فصلاً طويلاً عن " الأوضاع الجديدة للدول الإسلامية بعد الحرب العالمية ( الأولى ) " وقد واصل فيه العرض حتى بداية 1939. وأصدر هذا كله في مجلد كبير بعنوان : "تاريخ الشعوب والدول الإسلامية ". Geschichte der Volk und Staaen.. وقد ظهر 1939 بوصفه المجلد الأول من مجموعة في تاريخ الدول يصدرها الناشر R.Oldenbourg. وهذا الكتاب يعطي صورة شاملة لتاريخ الشعوب الإسلامية كلها منذ بداية الإسلام حتى 1939، دون مناقشات للمشاكل الكثيرة المتصلة بهذا التاريخ، معتمداً على يوليوس فلوزان وليني كيتاني فيما يتعلق بتاريخ صدر الإسلام والدولة الأموية، وعلى بارتولد ومينورسكي فيما يتصل بتاريخ آسيا الوسطى، وعلى P.Witek فيما يتعلق بالدولة العثمانية. وقد أعيد طبعه 1943. وبدون فهم بروحدثن تُرجم الكتاب إلى الإنجليزية إبان الحرب العالمية الثانية، ونشر في 1947مع فصل عن الحوادث من 1939 إلى 1947 خطه يهودي متعصب يدعى M.Perlmann شوّه فيه القضية الفلسطينية " وأبدى فيها رأياً يخالف تمام المخالفة رأي بروحدثن" كما نطق يوهان فوك Johann Fuck في منطقى عن بروحدثن ( في ZDMG جـ 108، 1958،ص12) : " M.perlmnn in der Palastinafarage einen andern Standpunkt einnahm als Brocklmann". لكن هذه عادة جميع الكُتَّاب اليهود في هذا الشأن ! وقد ترجم الكتاب أيضاً إلى الفرنسية ( عند الناشر Payot )، والعربية ( ترجمة الأستاذ منير بعلبكي ونبيه فارس، دار الفهم للملايين، بيروت 1949، وما يليها)، والهجرية، والهولندية. وكان على بروحدثن في 1945، بوصفه متقاعداً من جامعة برسلاوحتى يعمل مؤقتاً في منصب محافظ لمخطة " الجمعية الشرقية الألمانية"DMG، فصرف جميع همّه لإعادة تنظيمها واستعادة ما نقل من خطها ومخطوطاتها. وفي صيف 1947 عين أستاذاً شرفياً، وألقى دروساً ومحاضرات ـ بناء على رغبته ـ في الهجريات. فدرّس لطلابه اللغة الهجرية الحديثة، وقرأ معهم خط التاريخ العثماني القديمة، وفسّر وثائق هجرية، وألقى محاضرات في تاريخ الدولة العثمانية. كما ألقى، في الوقت نفسه، دروساً في اللغات السريانية، والأكدّية ( الآشورية والبابلية)، والحبشية، والقبطية، وشرح مصادر مكتوبة بالسريانية تتعلق بتاريخ الإسلام، ونصوصاً يهودية آرامية، ونقوشاً سامية شمالية، ورسائل من مجموعة تل العمارنة، ونصوصاً في التاريخ والأساطير الأكّدية، ونصوصاً قبطية في المانوية وخطاً يهودية مكتشفة من الكهوف. وكل هذا بالإضافة إلى دروس في الفارسية الحديثة والفارسية والوسطى، والآرمنية! إلى غير ذلك كان بروحدثن يتقن إحدى عشرة لغة شرقية هي: العربية، السريانية، العبرية، الأشورية، البابلية، الحبشية، الفارسية الوسطى، الفارسية الحديثة، الأرمنية، الهجرية، القبطية، إلى جانب اتقانه لليونانية واللاتينية والفرنسية والإيطالية والإنجليزية والإسبانية وما لا أفهم أيضاً! إلى غير ذلك ينبغي حتىقد يكون العالم الحقيقي بالدراسات الشرقية.

وفي صيف 1953 تقاعد بروحدثن للمرة الثانية، لكنه واصل التدريس مع ذلك. وفي أثناء قداس ليلة عيد الميلاد في ديسمبر 1954أصيب بنزلة برد كانت عاقبتها وخيمة على صحته. بيد أنه استمر في عمله، ترعاه زوجته الثانية. واستعان بواحد من أواخر تلاميذه هود. كونرد فون رابناوRabenau، فاستطاع حتى يتم كتابه الأخير في " نظم اللغة العبرية" Hebraische Syntax، وقد ظهر الكتاب بعد وفاته.


ثبت مؤلفاته

بمناسبة بلوغ بروحدثن سن السبعين صنف أوتواشيبس Otto Spies في 1938 ثبتاً بمؤلفات بروحدثن. وكان هذا الثبت الأساس في ثبت أوفى بمؤلفات بروحدثن، يضم على 555 رقماً، نشر في مجلة Wissenshftliche Zeitschrift der Martin- Luther- Universitat Halle- Wittenberg, Gesel Ischaftswissenschaftliche Reihe, Jahrgang V11, Helft4. ترجمته الذاتية وقد هجر بروحدثن ترجمة ذاتية مخطوطة موجهة إلى ابنه الذي اشهجر في معركة استالينجراد ( وقد تم تسليم الجيش الألماني بقيادة الجنرال باولس للجيش الروسي في 2/2/1943) وعُدَّ من المفقودين. لكنه عاد من الأسر في روسيا بعد فترة من القلق والأمل طويلة. وقد خط بروحدثن هذه الترجمة لنفسه في منزله في هلّه ( 15 شارع فتنر Wettiner الذي سمي بعد ذلك باسم : شارع كارل ليبكنشت الثائر الشيوعي في برلين عند نهاية الحرب العالمية الأولى)، وقد فرغ منها في 14 سبتمبر 1940 أي قبل ثلاثة أيام من بلوغه سن التاسعة والسبعين. وقد نشر هذه الترجمة الذاتية رودلف زلهيم Rudolf Sellheim الأستاذ في جامعة فرنكفورت ( على نهر المارين) والمشرف على مجلة Oriens، وذلك في هذه المجلة، المجلد 27ـ 28، ليدن 1981( من ص1- ص65 تحت عنوان: " تخطيطات في السيرة الذاتية وذكريات لكارل بروحدثن ".


صيته

ذاعت شهرة بروحدثان في فقه اللغات الغربية منها والشرقية، قراءة وكتابة، كما اشتهر خاصة في أبحاثه وتأليفه وتعمّقه في التاريخ الإسلامي وتاريخ الأدب العربي، حتى عُدّ فهماً من أعلامها. فعين أستاذاً للغات الشرقية في جامعات برسلاووكونغسبورغ وهاله وبرلين. ثم عاد إلى برسلاوواستقر أخيراً في هاله.

اشتهر بروحدثان بنشاطه الفهمي وإنتاجه الغزير، الذي اتصف بالموضوعية والعمق والشمول، والجدّة. مما جعله مرجعاً للمصنفين في التاريخ الإسلامي والأدب العربي. وقد انتخب عضواً في مجامع: برلين، لايبزغ، بودابست، برن، دمشق، إضافة إلى عدة جمعيات فهمية آسيوية. عُني بروحدثان، إلى جانب دراسة اللغات السامية، باللغة الهجرية، فخط موضوعاً عن أبنية العمل فيها، كما خط عن الشعر الهجري القديم والحكم والأمثال الشعبية التي استخلصها من كتاب «ديوان لغات الهجر» لمؤلفه محمود الكشغري. وقام إلى جانب ذلك برسم جميع الحدثات الهجرية الواردة في ذلك الكتاب بالحروف اللاتينية بدلاً من الحروف العربية.

خطه

إضافة إلى الرسالتين اللتين قدمهما بروحدثان بين عامي 1890 و1893، للحصول على الدكتوراه من جامعة ستراسبورغ، والأستاذية من جامعة برسلاو، ترجم ديوان الشاعر لبيد إلى اللغة الألمانية، وذيله بالحواشي وجعله في جزأين ونشره سنة 1891 في ليدن.

  • حقق كتاب «الوفا في فضائل المصطفى» لابن الجوزي، عن مخطوط ليدن، ونشره في لايبزغ سنة 1895.
  • حقق «رسالة في لحن العامة» للكسائي، مذيّلة بشروح وفوائد، نُشرت في المجلة الآشورية سنة 1898.
  • ألّف كتاب «تاريخ الأدب العربي» في مجلدين، نُشر أول مرة في مدينة فايمار بين عامي 1898و1902.
  • ألّف كتاباً في «فهم اللغات السامية» وأتبعه بموجز «النحوالمقارن للغات السامية» في مجلدين نشر الأول عام 1907 والثاني عام 1913.
  • أضاف إلى كتابه «تاريخ الأدب العربي» تكملة في ثلاثة أجزاء، نشرت في ليدن إبان السنوات 1937- 1938- 1942.

ترجم الأجزاء الثلاثة من كتاب بروحدثان «تاريخ الأدب العربي» عبد الحليم النجار، ونشرت أول مرة بين عامي 1959 و1962. ثم اشهجر في ترجمة الأجزاء الثلاثة الباقية رمضان عبد التواب ويعقوب بكر.

في مقدمة الجزء الأول من «تاريخ الأدب العربي» يقول عبد الحليم النجار: «لم يكتف بروحدثان بعدِّ أسماء الأدباء من كتاب وشعراء وفهماء وفلاسفة، على نمط خط الطبقات أوالتراجم، ولا بسرد أسماء المصنفات والمؤلفات العربية في مختلف فروع الفهم والمعارف والآداب، على أسلوب «الفهرست» للنديم و«كشف الظنون». لكنه ألقى نظرة الفاحص الخبير على الأدب العربي في مختلف أزمنته وأمكنته وفنونه، منذ نشأته إلى هذا العصر. وبدأ بالكلام عن أصل الأمة العربية ووصف شعوبها وأجناسها وبيئتها وأسلوب حياتها. ثم وصف اللغة العربية وخصائصها ومكانة الشعر والأدب والعلوم فيها». ومن مؤلفات بروحدثان المشهورة كتاب «تاريخ الشعوب الإسلامية»، نشره عام 1939، ثم نقله إلى العربية نبيه أمين فارس ومنير البعلبكي عام 1948، وقد أُعيد طبعه مراراً. يمتاز هذا الكتاب بذكر الأحداث التي تعرضت لها الشعوب الإسلامية إبان حقبة لا تقل عن خمسة عشر قرناً. وكان المؤلف حريصاً على ذكر تواريخ تلك الأحداث. ووصف ما جرى فيها، مع ذكر الروايات المتنوعة التي وردت في المراجع العربية والأجنبية الرئيسة.

  • 1895: Lexicon Syriacum. Berlin: Reuther & Reichard; Edinburgh: T. & T. Clark. [1995 edition: ISBN 3-487-01181-6]
  • 1908-1913: Grundriss der vergleichenden Grammatik der semitischen Sprachen. 2 vols. Berlin: Reuther and Reichard.
  • 1950: Abessinsche Studien. Berlin: Akademie Verlag.
  • Geschichte der arabischen Litteratur, 1898-1942
  • Grundriss der vergleichenden Grammatik der semitischen Sprachen, Bd. 1-2, 1908/1913
  • Semitische Sprachwissenschaft, 2. Aufl. 1916
  • Lexicon Syriacum, 2. Aufl. Halle 1928
  • Syrische Grammatik, Leipzig 1938
  • Geschichte der islamischen Völker und Staaten
  • Osttürkische Grammatik der islamischen Litteratur-Sprachen Mittelasiens, Leiden 1954
  • Hebräische Syntax, 1956
  • Arabische Grammatik, Leipzig 1960 (zahlreiche Neuauflagen)

المصادر

  • مقدمة الترجمة العربية لكتاب بروحدثان "تاريخ الأدب العربي" ترجمة: محمود فهمي حجازي. القاهرة: الهيئة المصرية العامة للكتاب, 1993.
  • -Johann Fuck: " Carl Brockelmann",ZDMG,Bd.108,1958,PP.1-13
  • عبد الرحمن بدوي، موسوعة المستشرقين، من صـ 94ـ 105.


الهامش

  1. ^ أبوالفداء أحمد بن طراد. "تاريخ آداب اللغة العربية (ج، ش، ص، ك، ز، ف، ن) - بروحدثن (كارل)". مسقط المخطة. Retrieved 2010-09-23.
  2. ^ زهير البابا. "بروحدثان (كارل ـ)". الموسوعة العربية. Retrieved 2009-04-05.
  • (Portrait gallery) Carl Brockelmann (1868-1956) at Universiteit Leiden
تاريخ النشر: 2020-06-04 16:25:53
التصنيفات: Articles with hCards, Articles with links needing disambiguation, مواليد 1868, وفيات 1956, علماء دراسات سريانية, لغويون ألمان, مستشرقون ألمان, مستعربون ألمان

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

طقس السبت.. قطرات متفرقة وكتل ضبابية بعدد من مناطق المملكة

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-11-25 09:11:50
مستوى الصحة: 68% الأهمية: 80%

بارد نسبيا.. توقعات أحوال الطقس اليوم السبت

المصدر: تيل كيل عربي - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-11-25 09:13:24
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 60%

الجيش الإسرائيلي يعلن إسقاط صاروخ أرض جو أطلق من لبنان

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-11-25 09:07:59
مستوى الصحة: 85% الأهمية: 85%

وسائل إعلام أوكرانية: سلسلة انفجارات في كييف

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-11-25 09:07:57
مستوى الصحة: 77% الأهمية: 85%

الشرطي المدان بقتل فلويد يتعرض للطعن في السجن على يد معتقل آخر

المصدر: فرانس 24 - فرنسا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-11-25 09:07:39
مستوى الصحة: 94% الأهمية: 89%

إعفاء 5 سنوات من تاريخ قيد المشروعات الصغيرة فى السجل التجارى

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-11-25 06:22:34
مستوى الصحة: 35% الأهمية: 42%

5 معلومات عن مباراة الأهلى وميدياما الغانى اليوم السبت بدورى الأبطال

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-11-25 06:22:31
مستوى الصحة: 34% الأهمية: 42%

تعمير أرض الفيروز.. 6.5 مليار جنيه استثمارات حكومية لتنمية شمال سيناء

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-11-25 06:22:29
مستوى الصحة: 41% الأهمية: 41%

حياة كريمة .. إنهاء 90% من مشروع صرف صحى الحسامدة فى طما بسوهاج

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-11-25 06:22:43
مستوى الصحة: 31% الأهمية: 40%

"الخنازير الخارقة" تهدد بغزو الولايات المتحدة

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-11-25 09:08:06
مستوى الصحة: 91% الأهمية: 95%

تعرض للطعن في سجنه... قاتل جورج فلويد يعود إلى الواجهة من جديد

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-11-25 09:07:56
مستوى الصحة: 80% الأهمية: 89%

مواعيد قطارات السكة الحديد فى الوجهين البحرى والقبلى

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-11-25 06:22:37
مستوى الصحة: 32% الأهمية: 50%

أطعمة ومشروبات دمجها مع الموز يسبب ضررا.. أبرزها الحليب

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-11-25 06:22:41
مستوى الصحة: 31% الأهمية: 48%

تحميل تطبيق المنصة العربية