تاريخ عدن

عودة للموسوعة

تاريخ عدن

تاريخ عدن.

اكتسبت عدن شهرتها التاريخية من أهمية مسقط مينائها التجاري الذي يعد أحد أبرز المنافذ البحرية لليمن منذ أزمنة موغلة في القدم من خلال خليج السويس غرباً إلى رأس الخليج العربي شرقاً ، وكان ذلك المدخل بمثابة حلقة وصل بين قارات العالم القديم مهد حضارة الإنسان ( أسيا شرقاً وأفريقيا غرباً وأوروبا شمالاً ) ، ومن خلال ميناء عدن قام اليمنيون القدماء بدور التاجر والوسيط التجاري بين إقليم البحر الأبيض المتوسط وجنوب شرق آسيا وشرق أفريقيا والعكس ؛ وبذلك صارت عدن بمثابة القلب النابض لتنشيط حركة التجارة العالمية قديماً ، وتردد ذكرها في الخط المقدسة مثل التوراة والمصادر التاريخية الكلاسيكية عند الرومان واليونان القدماء .

وأدركت مملكة أوسان مبكراً أهمية ميناء عدن واستطاعت حتى تحتكر حركة التجارة البحرية فامتد نشاطها التجاري حتى وصل إلى سواحل أفريقيا ، وغدت تشكل بتوسعها خطراً ليس فقط على جارتيها ( مملكة حضرموت ) و( مملكة قتبان ) وإنما على دولة سبأ أيضاً ، فتحالفت جميعها على إيقاف طموح الأوسانيين ، فقام المكرب السبئي ( كرب إل وتر وابن ذمار علي ) باجتياح الأراضي الأوسانية ، وأمعن في هدم الأسوار وإحراق المدن وسلب الممتلكات في القرن السابع قبل الميلاد كما جــاء فـي النقش الموسـوم بـ ( RES 3945 ) ، ولم يدم التحالف بين سبأ وقتبان ، ودبت الصراعات وتمكنت قتبان من حسمها لصالحها ولقب ملوكها أنفسهم بـ ( ملوك قتبان وكل أولاد عم أوسان ، وكحد ، ودهسم ، وتبنو) ، ومن هذا اللقب يتضح حتى جميع أراضى أوسان التي إليها وصل الامتداد الحضاري الأوساني طيلة تلك الفترة .

1951 stamp depicting Steamer Point with the outside of the volcanic rim of Crater in the background

وتكاد النقوش اليمنية القديمة حتى تحجم عن ذكر عدن نظراً لعدم توفر إمكانيات التنقيب الأثري بصورة شاملة ضمن خطة متكاملة للكشف عن رموز وأسرار مدينة عدن التاريخية فيما عدا ما أشار إليه المؤرخ عبد الله محيرز عن وجود أحد النقوش المودعة في متحف اللوفر ( باريس ) الذي ذكر عدن مقرونا بالصهاريج ، أونقش المعسال الذي عثر عليه ، وذكر ميناء عدن بالصيغة ( ح ي ق ن / ذ ع د ن م ) بمعنى ( ميناء عدن ) ، يعود تاريخ هذا النقش إلى عهد ياسر يهنعم ملك سبأ وذي ريدان (250-274م ) ، ويذكر هذا النقش حادثة تاريخية مشهورة وهي مطاردة هذا الملك للأحباش في ميناء عَدَن حيث كلف أشهر أقياله في حينه ( حظين أوكن بن معاهر وذي خولان ) ، بالاتجاه إلى عَدَن يوم حتى خشي حتى تطوق الميناء قوات الأحباش وتسيطر عليه، ويقول ذلك القيل كما اتى في النقش : " أنه اتجه إلى الميناء ( عَدَن) هووشعبه ( قبيلته ) وقاموا بالدفاع عن الميناء وأمضوا مهمتهم بوفاء ، وعندما أثارتهم إحدى مراكب الأحباش وبرزت للقتال التحموا بها ومزقوهم شمالاً ويميناً حيث وجهوا إليهم أفضل المقاتلين ليجالدوهم ويسقطون بهم فكان حتى غلبوهم وقتلوهم وأنتصروا عليهم كلهم ومن بقي منهم فقد طوردوا حتى اضطروا إلى دخول البحر البهيم وفيه قتلوا جميعاً وعاد القيل وشعبه بعد هذه المعركة بما حمله من غنائم من ومواشي " .

وما ذكره النقش عن معركة بحرية من الممكن الأولى من نوعها التي تصفها النقوش حتى الآن ، ويدل خوف الملك ياسر يهنعم ملك سبأ وذي ريدان على الأهمية الكبيرة التي كان يحتلها ميناء عدن بالنسبة لدولته ؛ لذلك كلف أشهر وأقوى أقياله للذود عن المدينة .

أن هذه الخلفية التاريخية لمدينة عدن العريقة تسطر لنا الوقائع اليومية قرب استعادة هذه المدينة لمكانتها التاريخية كمحور للتجارة الدولية وميناء حديث يربط الشمال والجنوب والشرق والغرب .

وبعد ظهور الدعوة الإسلامية تحولت عدن من مركز تجاري دوره كدور أسواق العرب الشهيرة قبل الإسلام إلى أحد المصادر الحضارية الإسلامية في مرحلتها المبكرة باعتبارها ميناءاً هاماً ، وازدياد توسع حركة سوقها التجارية ساعد على سرعة انتشار مبادئ وقيم الإسلام ، وينعكس جميع ذلك في بناء المساجد وانتشار المرشدين لتدريس علوم الدين الإسلامي .

Aden is known for its boat-oriented stamps. Mukalla is on the Hadhramaut coast, about 500 km east of Aden, in what was then the Aden Protectorate.
Kathiri state of Seiyun, 1942. Seiyun is about 160 km inland from Mukalla.

عَدَن خلال حكم الدول الإسلامية

  • دولة بني زياد (204هـ /819م ) – (412هـ / 1021م ) : وعهدهم بإدارة حكم ميناء عَدَن إلى ولاة من بني معن ، وتختلف الرواة والمصادر التاريخية حول نسبهم ، فمنهم من ينسبهم إلى الأبناء ( بقايا الفرس في اليمن ) ، ومنهم من ينسبهم إلى الأمير معن بن زائدة الشيباني الذي عاصر أواخر الدولة الأموية ، وبداية الدولة العباسية ، وتوفي (151هـ / 768م ) ، وفي عهد الوزير الحسين بن سلامة بلغت الدولة الزيادية شأناً كيراً ، وتعيد المصادر إليه تجديد جامع المنارة وإدخال إضافات إليه في الجهة الغربية ، هذا الجامع ينسب بناؤه إلى الخليفة عمر بن عبد العزيز بن مروان الأموي (61هـ / 681م ) (101هـ - 720م ) ، وقد كان بنومعن يؤدون خراج عَدَن إلى أمراء الدولة الزيادية .
  • دولة بني نجاح (412هـ / 1021م ) (554هـ / 1159م ) استمر بنومعن في أداء وظيفتهم كولاة على عَدَن يؤدون الخراج كما كانوا خلال فترة دولة بني زياد .
  • الصليحيون ( 439هـ / 1047م) (532هـ / 1137م ) : استمر بنومعن كولاة للصليحيين في بداية الأمر حتى انتزعها منهم المكرم الصليحي .
  • بنوزريع (470هـ / 1077م ) (569هـ / 1173م ) : ينتهي نسب بنى زريع إلى المكرم اليامي الهمداني أحد حلفاء الصليحيين ، وقد قاموا بتنصيب ولدي المكرم العباس والمسعود على حصني جبل التعكر وجبل الخضراء على التوالي لكل منهم على حتى يؤدوا خــراج عَدَن( مائة ألف دينار) للحرة السيدة أروى بنت أحمد الصليحي حيث إذا الملك علي بن محمد الصليحي جعل الخراج مهراً لها بزقابلا من ابنه المكرم أحمد بن علي الصليحي ، وقد انتعشت عَدَن في عهد بنى زريع الذي يعد من أزهى عصور ازدهارها حيث نشطت حركة التجارة ، شيد بنوزريع الحصون والدورَ وهم أول من أحاط عَدَن بسور ، وقد اشتغل بنوزريع بحكم عَدَن وما جاورها ؛ في أواخر عهد الدولة الصليحية في السنوات الأخيرة لحكم الحرة السيدة أروى بنت أحمد الصليحي دار صراع بين صاحبي الحصنين آنذاك سبأ بن أبي السعود وابن عمه علي بن أبي الغارات انتهى بفوز الأول ، وتمكن بعدها بنوزريع من حكم المناطق المجاورة لعَدَن ، وتطور العمران خلال فترة حكم الداعي عمران بن محمد بن سبأ بن أبي السعود الذي بنى دار المنظر ، وكان الازدهار شاملاً في عهده بكافة جوانب الحياة السياسية والاقتصادية والأدبية حيث ضم بلاطه نخبة من الفهماء والفقهاء والأدباء مثل الشاعر الأديب أبوبكر العدني ، والشاعر الأديب المعروف عمارة اليمني ، كما قام الداعي عمران ببناء منبر جامع المنارة ، وتواصل بنوزريع مع الدولة الفاطمية في مصر بعد زوال الدولة الصليحية ، وكانوا يؤدون الخراج لها واستمر التواصل معها إلى حتى تم القضاء على الدولة الفاطمية من قبل الأيوبيين .
  • الدولة الأيوبية في اليمن ( 569هـ / 1173م ) ( 625هـ / 1228م ) : بعد القضاء على الدولة الفاطمية في مصر اتجهت أنظار الأيوبيين إلى جنوب الجزيرة العربية بهدف التوسع والقضاء على الدولة المهدية ، وكان لهم ذلك إذ تمكن توران شاه الأيوبي شقيق صلاح الدين من السيطرة على أجزاء من اليمن منها عَدَن.

نشط ولاة الأيوبيين وخاصة أبا عمرووعثمان بن علي الزنجبيلي التكريتي حيث تم إعادة بناء وتجديد سور عَدَن ، كما شيدوا أسوار جبل المنصوري وجبل حقات وسور الميناء ، كما بنى الزنجبيلي الفرضـــة ( الميناء ) ، وبنى الأسواق وتكاثر الناس في عهد بني أيوب في عَدَن بسبب اتساع نشاط الحياة فيها كما تم حفر الآبار وشيدت المساجد ، كما ساهم الزنجبيلي - أيضاً - في إعادة وتجديدقلعة صيرة وسورها .

بعد ذلك اتى سيف الإسلام طغتكين بن أيوب " شقيق آخر لصلاح الدين الأيوبي " وشيد بها دار السعادة لقاء ( الفرضة ) باتجاه منطقة حقات .

  • دولة بني رسول (625هـ /1228م ) (857هـ /1453م ) : استقل عمر بن علي بن رسول أحد ولاة الأيوبيين بحكم اليمن بعد آخر ملوك الأيوبيين المسعود بن الكامل ، وضرب السكة لنفسه ، ونادى للخليفة العباسي مباشرة ، وفي عهد بني رسول ازدهرت اليمن قاطبة ، وشهدت انتعاشاً في كافة الميادين وخاصة ما يتعلق بالجانب الفهمي ، وبناء المدارس وشيد حكام وملوك بني رسول الكثير منها في مدينة تعز ( ذي عدينة ) وزبيد وعَدَن ومناطق أخرى ، ما يخص عَدَن منها المدرسة المنصورية والتي بناها ولده الملك المظفر يوسف بن عمر بن علي الرسولي والمدرسة الياقوتية والتي بنتها ( جهة الطواشي ) اختيار الدين زوج الملك الظاهر يحيى بن الملك المجاهد الرسولي ، وقد تم بناء الكثير من القلاع والحصون والآبار ، كما قام الملك الرسولي بتوسعة دار السعادة ، ومما يؤسف له حتى الكثير من تلك المآثر التي بنيت في عهد بني رسول وخاصة المدارس وغيرها لم تعد قائمة ، وتهدمت من جراء ما تعرضت له عَدَن من الهجمات أوبعمل الصراع الداخلي بين الدويلات القائمة في القرون الماضية للسيطرة على عَدَن.
  • دولة بني طاهر (857هـ /1453م) ( 945هـ / 1538م ) : انتعشت عَدَن في عهد بني طاهر الذين خلفوا بني رسول وكلفوا ولاة لهم على بعض المناطق والمدن ومنها عَدَن ، وقد اهتم بنوطاهر كأسلافهم بني رسول بنشاطات عدة وخاصة ما يتعلق بجانب العمران والفهم ، ومن مآثرهم التوسعات في دار السعادة باتجاه حقات والتي قام بها السلطان عامر بن طاهر ودار البندر قام ببنائه الشيخ عبد الوهاب بن داود ، وفي عهد السلطان صلاح الدين عامر بن عبد الوهاب أشهر حكام بني طاهر ( ويعده بعض المؤرخين من أبرز من حكموا اليمن عبر العصور ) ، ومن مآثره في عَدَن بناء صهريج للمياه خارج نطاق صهاريج الطويلة ومد القنوات بغرض توفير مياه الشرب للمدينة كما أقام بأعمار منشآت أخرى ومساجد وتنسب له بعض المصادر إعادة بناء جامع المنارة وبنهاية دولة بني طاهر على يد الأتراك العثمانيين عام (945هـ / 1538م ) قاموا ببناء بعض الاستحكامات العسكرية والحصون والقلاع أوتجديدها نظراً لصراعهم مع البرتغاليين آنذاك .
مشهد شارع في المدينة القديمة 1999


عَدَن في العصر الحديث

استمرت تحت سيطرة الأتراك من عام 1538م ، وقد نازعتهم أطرافاً محلية لفترات قصيرة السيطرة على عَدَن لكن الأتراك استعادوا السيطرة عليها بعد قضائهم على الأمير عبد القادر اليافعي الخنفري حاكم خنفر وأبين عام ( 1036هـ /1627م ) ، ثم سيطر عليها الأئمة عام ( 1055هـ / 1645م ) ثم خضعت لسيطرة السلطنة العبدلية اللحجية ابتداء من ( 1144هـ /1732م ) حتى خضوعها للاحتلال الإنجليزي عام ( 1255هـ /1839م ) ، وقد نمت خلال فترة الاحتلال الإنجليزي بسبب مسقطها الاستراتيجي الهام الواقع كنقطة اتصال بين المستعمرات البريطانية ومركز تموين وانطلاق للسفن التي تفد من قارة آسيا خاصة الهند والصين إلى إنجلترا وأوروبا .

وفي مطلع الخمسينات من القرن العشرين مع بدايات تأسيس شركة مصافي عَدَن كانت ترسوفي ميناء عَدَن للتزود بالوقود سنوياً قرابة خمسة آلاف سفينة ، وبعد حوالي عشر سنوات من الاحتلال تم الانتنطق من الميناء القديم في صيرة إلى ميناء التواهي في حوالي 1850م ، وفي نفس العام تم إعلان عَدَن كمنطقة حرة ، كما تم بناء ميناء آخر حديث في المعلا ( معلا دكة ) في عام 1855م ، حيث يمتلك هذا الميناء مزايا منها ما يتعلق بحجمه الكبير وقدرته الاستيعابية وقدرته على استقبال السفن في مختلف مواسم السنة وتجهيز أرصفته الواسعة بالآلات والمعدات الحديثة مثل الروافع والأحواض العائمة لصيانة السفن ، وبذلك باتت موانئ عَدَن من أبرز الموانئ في المنطقة العربية آنذاك .

عدن 1960

أثناء الإحتلال البريطاني

خضعت عدن للاحتلال البريطاني في الفترة 1839-1967، وقد كانت مركز السيطرة بالنسبة للاحتلال البريطاني الذي كان ايضاً يحتل معظم المناطق المحاذية للساحل الجنوبي لليمن. خلال فترة الاحتلال تحولت عدن لمركز تجاري اقليمي ودولي، حيث مثلت نقطة لتبادل البضائع بين الشرق والغرب، وكانت من أشهر الموانئ العالمية. في عام 1967 ، وبعد نجاح الثورة ضد الانجليز ، سيطرت الجبهة القومية على الحكم، ونشأت جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية وعاصمتها عدن. الجمهورية الوليدة خضعت للحكم الاشتراكي حتى 1990، حيث تم أعادة توحيد شطري اليمن. خلال فترة الحكم الاشتراكي فقدت عدن مركزها كمركز تجاري، وتحولت تدريجياً لمدينة مغلقة، وقد استمر الوضع حتى قيام الجمهورية اليمنية ، حيث تحولت عدن رسمياً إلى منطقة حرة، ولكنها لم تنجح حتى الآن في استعادة مسقطها التجاري العالمي.

عدن 1942

حوالي عام 1942، قامت على ما يظهر محاولة فاشلة للإطاحة بالإمام يحيى، اتهم بها مجموعة اصلاحية عهدت فيما بعد " بالاحرار " ومنهم كان شاعر اليمن الكبير "محمد محمود الزبيري" وصاحبه أحمد محمد نعمان. خوفا من الاعتنطق لجأ " الاحرار " إلى عدن ، وهي تحت الاستعمار البريطاني انذاك . عثر اللاجئون الاحرار بيئة ثقافية ومدنية ( نقابات واحدادات وجمعيات ) واعلامية ( صحف ومجلات ) نشطة ، واستغلوها منبهرين ، لينشطوا بالكتابات والمطبوعات والمنشورات المعارضة ضد الامام يحيى وسلطتة الامامية ، وكانوا يبعثون بها ويهربونها إلى صنعاء وباستخدام الدواب ( تسمى في اليمن : القارشة—البغال اوالحمير ) ؛ لاحظ انه في صنعاء في اللقاء وفي ذلك الوقت تحديدا ، لا يوجد طرق مسفلته ولا انارة ولا مستشفيات( يوجد طبيب ايطالي على ما يظهر في تعز يعمل لصالح الامام نفسه و/ اوالعائلة) ولا صحف ( يظهر كانت هناك مجلة واحدة هي مجلة الحكمة ) ولا اعلام ولا مدارس ( كانت هناك على ما يظهر مدررسة واحدة هي المدرسة الفهمية )! فضلا عن بقية مدن وقرى الشمال طبعا . بدأ ينزعج الامام من ذلك النشاط ، في اللقاء ، واثناء احتدام وتوسع الحرب العالمية الثانية ، خافت بريطانيا من دول المحور عن طريق الايطاليين من السيطرة على باب المندب ، وهم اصلا في الحبشة وجيبوتي ، من خلال تحالف محتمل بين الايطاليين ( كان هناك طبيب ايطالي) من جهة واليمن (الامام يحيى) من جهة اخرى . التقت مصالح بريطانيا والامام يحى ، فدعي الاخير لزيارة عدن للتباحث . كان شرط الامام يحى هواسكات اوتسليم المعارضة ، وكانت بريطانيا ترغب تعهد من الامام يحى بعدم الدخول في تحالف مع المحور. عندما قدم الامام يحى وقبيل بداية المفاوضات ، اتصل السامي البريطاني في عدن على مجموعة " الاحرار " وابلغهم بعدم السماح بمزاولة النشاط وتم قفل مقر نشاطهم . عندما قدم الامام يحى انبهر بالحياة في عدن ، وخاصة الطرق المسفلته والسيارات والكهرباء... الخ. لم تنجح المبحادثات بين الامام يحى وبريطانيا في الوصول إلى اتفاق. بعيده ومع سفر الامام يحيى، استدعى السامي البريطاني مجموعة " الاحرار"، تأسف لهم وأنه وقع سوء فهم! وأن بإمكانهم معاودة نشاطهم. المعارضة اليمنية " الاحرار "، كانت على فهم بالزيارة والهدف منها وبعلاقتها بالموضوع .(المعلومات اعلاه مستقاة مسترجعة من قراءة لي تمت قبل حوالي خمسة عشر عاما لكتاب أحمد محمد الشامي، رياح التغير في اليمن ، ط 1984)


عدن 2009

كانت حياة عدن في عام 1942م مزدهرة على نحوكبير مقارنة ب صنعاء شبه الميته انذاك. لكن عدن 2009 كان يمكن لها حتى تكون أكثر تطورا عما كانت عليه 1942. عدن كان من المفترض حتى تكون الاكثر ازدهار وحيوية كمدينة يمنية وعربية في جنوب الجزيرة العربية، بل كأهم وأكبر ميناء يمني وعربي في هذه المنطقة من العالم. عدن كان يمكن حتى تكون أكبر ميناء مزدهر للتجارة البحرية في بحر العرب، وكانت يمكن حتى تكون المركز الرئيس لقوة عربية بحرية ، في مكافحة القرصنة ، التي اخذت تضرب المنطقة ، لا حتى تتولاها الدول والقوى من جميع حدب وصوب . عدن 2009 تتجه لأن تكون صنعاء القديمة، لا اقول 1942 وإنما حالة متخلفة في جميع النواحي. هذه حال عدن في 2009، فما بال قرى ومدن المحافظات الجنوبية. عندما ضربت القوات اليمنية وبمشاركة أمريكية، يوم أمس ( 17-12-2009م) ما قيل أنه مراكز للقاعدة، ظهرت لنا صور مروعة من التخلف في المنازل المكوّنة من الصفيح، كما كشفت الحرب في صعدة حال تخلفها وما جاورها، وليست الاطراف والقرى الاخرى من تلك الحالات ببعيد. الخلل يكمن فيما تجاوز حتى قلناه.

الهامش

  1. ^ متروك الفالح (2009-12-19). "اليمن من الاحتضار إلى الحياة - دولة اتحادية(فدرالية) وعضوية كاملة في مجلس التعاون الخليجي". جامعة الملك سعود.
تاريخ النشر: 2020-06-04 16:28:21
التصنيفات: عدن, تاريخ اليمن

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

محافظ الأحمر يحذر التجار من محاولة التلاعب في الأسعار

المصدر: الرئيس نيوز - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-03-11 18:25:36
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 63%

قسنطينة: سقوط عجوز من علو 20 متر بجسر سيدي راشد

المصدر: آخر ساعة - الجزائر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-03-11 18:23:52
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 64%

فوز عبد السند يمامة برئاسة حزب "الوفد"

المصدر: الرئيس نيوز - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-03-11 18:25:37
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 55%

استرجاع 95 متر من الكوابل الكهربائية المسروقة

المصدر: آخر ساعة - الجزائر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-03-11 18:23:48
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 68%

القبض على عصابة لترويج العملة المزورة بسكيكدة

المصدر: آخر ساعة - الجزائر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-03-11 18:23:54
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 57%

توقيف مسبوقين قضائيا قاموا بالسرقة من داخل مؤسسة تربوية بباتنة

المصدر: آخر ساعة - الجزائر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-03-11 18:23:50
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 51%

 03 قتلى في حادثي مرور في أقل من 24 ساعة بولاية خنشلة

المصدر: آخر ساعة - الجزائر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-03-11 18:23:43
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 57%

تحميل تطبيق المنصة العربية