مرسوم سان-جرمان
مرسوم سان-جرمان ، ويُعهد أيضاً بإسم "مرسوم يناير" كان مرسوم تسامح أصدرته الوصية على العرش، كاترين دى مديتشي، في يناير 1561. وقد نص المرسوم على تسامحاً محدوداً تجاه الپروتستانتية في مُلكها الكاثوليكي، خصوصاً فيما يتعلق بالهيوگنوالفرنسيين.
خلفية
أستأنف مجلس الطبقات جلساته في أول أغسطس 1561 متخذاً بونتواز مقراً له هذه المرة. وقد المال للحكومة مشترطاً ضرورة موافقته بعد ذلك على أي فرض للضرائب الجديدة أوإعلان للحرب. أما الطبقة الثالثة، التي أصبحت الآن المورد الأكبر للمال، فقد أضافت طلباً جريئاً-هوتأميم جميع أملاك الكنيسة الكاثوليكية في فرنسا، وأن تدفع الدولة رواتب الأكليروس، وأن تخصص 42.000.000 جنيه من الفائض الحاصل بهذه الطريقة وقدره 72.000.000 جنيه لاستهلاك الدين الأهلي. وسارع رجال الدين الكاثوليك المروعين إلى مصالحة كاترين بأن عرضوا عليها 16.600.000 جنيه تدفع لها في حذر على عشرة أقساط سنوياً. فقبلت، وحل مجلس الطبقات.
في هذه الأثناء كان لوپيتال- بموافقة كاترين وبرغم احتجاج البابا- قد نادى رجال الدين الكاثوليك والبروتستانت للاجتماع وإيجاد صيغة لتهدئة الخواطر. واجتمع في پواسي، على أحد عشر ميلاً غربي باريس، ستة كرادلة، وأربعون أسقفاً، وإثنا عشر لاهوتيا من السوربون، وإثنا عشر من كهنة الكاتدرائيات، وعشرة قساوسة بروتستنت من فرنسا، وواحد من إنجلترا، وتيودور دبيز من جنيف، وعشرون فهمانياً بروتستانتياً، في »ندوة پواسي« المشهورة (9 سبتمبر 1561). جاء الندوة الملك، والملكة الأم، وأمراء البيت المالك، ومجلس الدولة، بكل مظاهر الجلال والكرامة. واستقبل بيز، ممثل كالفن الشيخ، بحفاوة تقرب من حفاوة الملوك، وقام بخدمة دينية بروتستنتية ووعظ في قصر كاترين. بدأ عظته معتدلاً، وسحر السامعين جميعاً بفرنسيته الرائعة، ولكنه حين نطق إذا »جسد المسيح في القربان بعيد عن الخبز المكرس بعد السماء عن الأراضي«، صاح المندوبون الكاثوليك احتجاجاً، وتلا ذلك هياج كبير، والح الأساقفة في نفي جميع الوعاظ الذين يتشككون في »الوجود الحقيقي«(36)، وارتضت الندوة والصراع على العقائد أشد مرارة وأبعد ماقد يكون عن الهدوء.
كان الهيجونوت يطربون حين يعقدون اجتماعاتهم في ميدان عام لقاء لكنيسة ويشوشون على القداس بترتيل صاخب لمزاميرهم، أما الكاثوليك فكانوا يدقون جرس الكنيسة ليغرقوا صوت الترتيل. وفي باريس استحال استمرار اجتماع بروتستنتي تجاه كنيسة سان ميدار بسبب قرع عنيف صادر من برج الأجراس، وقتل بروتستنتي داخل الكنيسة للاحتجاج، فثارت ثائرة البروتستنت ونهبوا المبنى وحطوا التماثيل والصليب. وجرح ثمانون من المصلين في المعركة التي تلت ذلك (27 ديسمبر 1561).
المرسوم
ورأت كاترين حتى تهدئ خواطر الكاثوليك بإصدار »مرسوم يناير« (1562)، الذي ألزم الهيجونت بتسليم جميع المباني الكنسية لأصحابها السابقين وبعقد اجتماعاتهم خارج أسوار المدن فقط. ووافق زعماء الكاثوليك بيز على حتى هذا مرسوم تسامح في حقيقته، اعترف بالبروتستانتية دينا شرعيا في فرنسا؛ ونطق زعماء البرلمان لكاترين صراحة إنهم يؤثرون الموت على تسجيل هذا المرسوم. فلما أدان مونمورنسي وسانت أندريه سياستها. طردتهما من البلاط؛ ولما انفجر غضب الكردينال دتورنون عليها ألزمته عقر أسقفية. ورماها الوعاظ الكاثوليك بالفسق (مثل إيزابيل Jezebel امرأة آخاب)- وهونفس النعت الذي كان يستعمله جون نوكس البروتستانتي تنديداً بماري، ملكة اسكتلندة الكاثوليكية.
انظر أيضاً
- حروب الدين الفرنسية
- قائمة المعاهدات
- كاترين دى مديتشي
الهامش
المصادر
ول ديورانت. سيرة الحضارة. ترجمة بقيادة زكي نجيب محمود. Unknown parameter |coauthors=
ignored (|author=
suggested) (help)
المراجع
- : Chapter 1