زحف النمل (رواية)
المؤلف | أمير تاج السر |
---|---|
البلد | مصر |
اللغة | العربية |
الناشر | دار العين للنشر |
الإصدار | 2010 |
زحف النمل هي رواية من تأليف أمير تاج السر، نشرتها دار العين للنشر في 2010.
إستعراض الرواية
المتداخل ودون تعقيد لتأخذنا داخل مملكة الغناء، بحبكة روائية ودراما مشوقة نتابع من خلالها رحلة صعود مطرب في المجهول إلى قمة المجد والشهرة، ثم انحداره الذي اتى على يد متبرع بكلية غرست في خاصرته وأحالت حياته إلى جحيم. يعلن المتبرع في بداية الأمر رفض اللقاء المادي لكليته، ولكن سرعان ما نكتشف لاحقاً حتى الثمن الذي يريده هوحياة المطرب ذاتها، وليس أقل من ذلك. وعبر لقطة أولى في الرواية وبتقنية الفلاش باك يأسر أمير "تاج السر" قارئ روايته "زحف النمل" بمتابعة ممتعة يرافق معها أحلام مغنيه القادم من الريف حالماً باحتلال "حنجرة الشعب".. وما بين المستشفى الأمر الذي يُحمل إليه "أحمد مضى" بطل الرواية، ساقطاً على مسرحه إثر فشل كلوي، بسبب التداعيات المتقدمة لسقم السكري، والمستشفى الأول محطة "مضى" لعلاج ساقه المكسورة في رحلة بحثه الأثيرية عن احتلال حنجرة الشعب، يرصد تاج السر ملامح سيرة لـ "مغنٍّ" (مثقف) ينجح في إيقاف زحف النمل في دمه ولكنه يعجز في الوقت نفسه عن إيقاف زحفه إلى حنجرته. وفي هذا العمل يضفي تاج السر على بطل روايته صفة المثقف المراوغ الحالم والذي يتخفف من حمولة الأيديولوجيا ببعدها العملي والنظري، ويمارسها حلماً. وهوالحلم الذي داعبه وهويدلف ليل المدينة يقول: "ألقيت ببصر الريف على ليل العاصمة المضاء بالكهرباء... وتخيلت شعباً متحضراً يحملني في نبضه حين أصدح بالأغنيات التي تمجده". ولا ينسى المؤلف حتى يضمّن نصه الروائي بخليط فني شعري وأدبي غارق في الإيحاءات، والقدرات المعهدية التي أحالها "تاج السر" إلى مفاهيم تقترب من الأيديولوجيا الاشتراكية، وذلك عندما يلتقي "أحمد مضى" المغني، حبيبته "حياة الحسن" – زوجته فيما بعد – والتي تداعبها أحلام الاشتراكيين وتنخرط بعفوية في مناصرة الأطفال المشردين، في لفتة من المؤلف إلى التفاوتات الطبقية لمجتمعه وانقسام الفئات الطبقية إلى سيد ومشرد، يقول: "صعدت إلى مسرح الغناء في نشاط، كان يحيط بي عدد من أكثر صبية الشوارع قذارة واتساخاً، التقطناهم أنا و"دودة القز" هكذا، وأبقيناهم هكذا إمعاناً في ضخ التراجيديا، وتطلعاً إلى حلب المساعدات من جيوب الحاضرين. والأهم من ذلك إثبات قدرتنا على النزول إلى الطبقات المهمشة. والتفاعل معها...".
رواية ممتعة تجسد هذه الرؤية الواقعية المشوبة باحتمالات الوجدان الرومانسي وأبعاد الحس المأساوي، فهي بقدر ما تعكس من مظاهر البؤس والضياع، بقدر ما تحيل على الوجه الآخر للمفارقة متمثلاً بذلك المشهد العاطفي الذي يتدافع فيه الأمل واليأس، وفورة الحب الرومانسي في أسمى وأرق صوره.
المصادر
- دار العين للنشر
- ^ زحف النمل، نيل وفرات