التصلُّب الأنسجة المتعدد أوالتصلب اللويحي Multiple sclerosis هوسقم يصيب الجهاز العصبي، وقد يستمر سنوات عديدة ويتسبب في نهاية الأمر في الإصابة بعاهات خطيرة، تضم شللاً في الأرجل وفقداناً جزئياً في البصر. ويصيب هذا السقم النساء أكثر من الرجال، ويظهر بصورة رئيسية في المناطق الباردة. وتظهر أعراضه على أغلب السقمى من سن 20 إلى 45 سنة. ولا يمكن علاج هذا السقم. يتم تصلُّب الأنسجة المتعدد بالتفكك التدريجي للغُمد النخاعي الذي يحيط بالأعصاب في الدماغ والحبل الشوكي. تظهر عدة مناطق صغيرة متصلبة تسمى اللويحات (البلاك) بصورة متفرقة على الغُمد النخاعي، وتعرقل الوظائف الطبيعية لمسارات الأعصاب.

إن مخ الإنسان مثل جهاز الكمبيوتر الذي يرسل الأوامر إلى باقي الجسم ، للقيام بمهامه والحبل الشوكي متصل بالمخ مثل السلك الكهربائي حيث تنتقل الأوامر من المخ عبر الحبل الشوكي إلى الأطراف .ويتكون الجهاز العصبي من ملايين الخلايا الصغيرة والتي نسميها الخلايا العصبية وهذه الخلايا تترابط مع بعضها عبر قوائم صغيرة وأطراف دقيقة جداً تنقل الشحنات الكهربائية فيما بين ملايين الملايين من الخلايا .هذه الأطراف تكون مغطاة بمادة عازلة مثل المادة التي تغطي أسلاك الكهرباء وتعزلها تسمى ( مايلين ) عندما يحدث الالتهاب في سقم التصلب المتكرر فإن مادة المايلين لا تعمل جيدا وهذا يؤثر على كمية إرسال الشحنات الكهربائية. وإذا تكررت الالتهابات في هذه الأطراف وفقدت مادة المايلين فإن هذا العجز في نقل الشحنات الكهربائية قد يبقى مستمراً. والتصلب المتعدد، هوسقم غير معدي، وغير وراثي، ولا يؤثر على أعضاء الجسم الأخرى خارج الجهاز العصبي.

التسمية

هذا السقم لم يكن له اسم معروف في الطب العربي القديم أوالطب الشعبي لأنه لم يكتشف إلا بعد تطور الفهم وحدثة (MULTIPLE SCLEROSIS) وهي تختصر بحرف (MS) هي حدثة لاتينية وحتى بعض سقمى الغربيين لا يعهدون ترجمتها الحرفية وتختلف الترجمة الحرفية فبعضهم يسميها ( التصلب المتعدد ) وبعضهم يسميها ( الالتهاب المتكرر).

التشخيص

الأعراض

وتختلف أعراض التصلب المتعدد وفقًا للمناطق المصابة من الدماغ والحبل الشوكي. وبمرور الزمن يتزايد تكوّن اللويحات في الغمد النخاعي للمريض، مما يتسبب في ظهور أعراض جديدة. ويشخِّص الأطباء التصلب المتعدد بصفة رئيسية بناء على الأعراض، وهناك تقنية تسمى التصوير بالرنين المغنطيسي النووي يمكن حتى يساعد في التشخيص، وذلك بإعطاء صور اللويحات داخل الدماغ.

وعادة ما تظهر الأعراض الأولية فجأة، ولكن بعض الحالات تبدأ ببطء، ثمَّ تزداد الحالة سوءًا بالتدريج. وقد يصاب المريض بازدواج الرؤية وسير غير ثابت الخطى، وفقدان التوازن، وضعف في الذراعين أوالساقين. وقد تُصاب الأصابع بالخدَر أوالوخز الخفيف، بالإضافة إلى حركات تشنجية للذراعين أوالساقين أوالرأس. وبعد عدة أسابيع تقل حدَّة هذه الأعراض أوتختفي تمامًا.

وتتحسن صحة المريض فترات محدودة، تتبعها أعراض غير متوقَّعة تسوء بصفة مستمرة. ويصاب حوالي ثلث سقمى التصلب المتعدد بعاهات خطيرة، ولكن القليل منهم يموت بسببه.ولايعهد الأطباء سبب الإصابة بهذا السقم. ويعتقد بعض الباحثين حتى سببه فيروس يصيب الأطفال قبل سن الخامسة عشرة. وقد يسبب الفيروس رد عملٍ شاذًا في جهاز المناعة. وعادة ما يحمي الجسم نفسه من الأمراض بإنتاج مواد تُسمَّى الأجسام المضادة تقاوم العدوى. ولكنْ في حالة التصلب المتعدد، قد يسمح وجود عيب في جهاز المناعة لخلايا الدم البيضاء بتدمير الغمد النخاعي.

والأعراض الرئيسية للسقم هي:

• ضعف النظر المؤقت في إحدى العينين.
• اختلال التوازن سواء في المشي أوفي حركة اليدين.
• اختلال النطق.
• اختلال التحكم في السبيلين.
• ضعف مؤقت في أحد الأطراف.

تطور السقم

لا يوجد محددات لتطور السقم، وأغلب السقمى في بدايات السنوات الأولى من السقم تكون نوبات من النوع البسيط وتزول في غضون أيام أوأسابيع قليلة ثم مع مضي السنين قد تزداد حدة النوبات وقد تؤدي ببعض السقمى إلى التدهور في القدرات الحركية والقوة العملية هناك تفاوت كبير في تطور الأعراض بين إنسان وآخر .الدراسات أثبتت حتى حوالي 70 % من السقمى تستمر حياتهم بطريقه جيده في اعمالهم وحياتهم العائلية .

انتشار السقم

أن هذا السقم رائج جداً في جميع أنحاء العالم وخصوصاً في الدول التي تقع شمال الكرة الأرضية فلونظرنا إلى بلد مثل كندا والذي يقدر سكانه بـ 30 مليون فإنه يوجد في حوالي 50 ألف إنسان مصاب بهذا السقم وكان معتقد في السابق حتى هذا السقم قليل في دول الشرق الأوسط ولكن نرى نحن أطباء المخ والأعصاب حتى هناك انتشاراً كبير لهذا السقم وخصوصاً في سن الشباب ولا يعهد السبب وراء الزيادة إلى هذا الوقت .

إن العلاقة بين الطبيب والمريض مهمة خصوصاً هذا السقم لذلك من الأفضل حتى يلتزم بالمتابعة مع طبيب واحد وفي مستشفى واحد حتى تكون العلاقة وثيقة ويتم التعهد على المصاعب التي يقابلها المريض وسوف يبذل طبيب المخ والأعصاب جهده لمساعدة المريض من جميع النواحي بقدر المستطاع . إذا التنقل بين المستشفيات قد لا يجر وراءه إلا التعب على المريض وعائلته .

الأسباب

السبب لا يعهد إلى هذا الوقت ولكن الأبحاث التي يصرف عليها ملايين الملايين من الدولارات قد تؤدي إلى اكتشاف السبب في السنوات القادمة . حتى هذا السقم نتيجة خلل في المناعة بحيث حتى المسبب يتلاعب بمناعة الجسم ويجعلها تهاجم جسم بعض الخلايا الطبيعية في مخ الإنسان وحبله الشوكي . أحد النظريات ان المسبب فيروس ولكن لم يتم اثبات هذا .النظريه الاخرى ان هناك عوامل بيئية قد تسببه في الأغلبية يصيب هذا السقم الشباب والشابات ما بين سن العشرين والأربعين . ولكن هناك حالات نادرة قد يصيب بها الأطفال وقد يصيب كبار السن . بصورة عامة فإن النساء يصبن بهذا السقم أكثر من الرجال بحوالي الضعف .

لسقم التصلب المتكرر لا يقتل الإنسان بصورة عامة . أكثر السقمى المصابون بهذا السقم يعيشون بنفس العمر تقريباً الذي يعيشه الإنسان الغير مصاب بهذا السقم . الفحص السريري هوالأساس وفي العصر الحاضر أصبح أبرز فحص يثبت التشخيص بالإضافة للفحص السريري هوالتصوير بالأشعة المغناطيسية ((MRI إذا الأشعة المغناطيسية تعطي صورة دقيقة للمخ والحبل الشوكي وتبين الأماكن التي أصيبت بالالتهابات بحيث يراها الطبيب كنقط بيضاء على الأشعة . وفي أحيان معينة قد يحتاج المريض إلى عمل فحص للعينين أوأخذ وخزة يعني إبرة من السائل السحائي من ظهر المريض لفحص بعض المواد.

التأثيرات على الحياة اليومية

هذا السقم لا يؤدي إلى الإعاقة في أكثر السقمى . سليم أنه يجب على المريض حتى يتسقط حتى حياته يفترض أن تتأثر بصورة أوبأخرى لكن بصورة عامة كثير من السقمى يعيشون حياة طيبة ويتزوجون وينجبون ويمارسون حياتهم الاجتماعية والدينية بطريقة مقبولة وسعيدة لذلك فإن التفهم من قبل العائلة والأصدقاء هوأبرز شيء . هناك أنواع يجب على المريض حتى يعهد إلى أي نوع ينتمي حتى يستطيع مناقشة طبيبه والتنبؤ بالنوع لا يمكن حتىقد يكون في بداية التشخيص ولكن بعد مضي سنة أوسنتين وهذه الأنواع هي

• النوع المتكرر : الذي يمضى ويأتي وهوالشائع في 70 % من السقمى وهذا النوع يتكون من نوبات تأتي وتؤثر على أحد الوظائف والأعراض ثم تختفي ليعود الإنسان تقريباً لحالته الطبيعية ثم تعاوده النوبات إلى غير ذلك ولا يمكن التنبؤ بعدد النوبات ولكن أكثر السقمى يأتيه من نوبتين إلى ثلاث نوبات خلال السنة الواحدة .

• النوع المتزايد من البداية : وهؤلاء نسبتهمعشرة – 15 % . في هذا النوع لاقد يكون هناك نوبات بل هناك تدهور مستمر من البداية من غير حتىقد يكون هناك فترات نقاهة وتحسب بينهم فيبدأ المريض بإصابة ثم بإصابة ثانية ثم ثالثة من غير حتىقد يكون هناك عودة إلى حالته المستقرة بين هذه النوبات .

• النوع المتدهور بعد المستقر : في هذا النوعقد يكون المريض غالباً قد مضى عليه عدة سنوات كثيرة وهوفي حالة مستقرة بحيث لا يوجد إلا نوبات قليلة جميع سنة ثم يعود إلى حالته الطبيعية ولكن بعد مضي عشر أوأكثر من السنوات تبدأ زيادة في النوبات من غير حتى تتحسن الحالة بينهما .

• النوع البسيط : وهذا يحدث في حوالي 15% بحيثقد يكون هناك نوبات قليلة ويكون بينها سنوات كثيرة من الشفاء والنقاهة وهؤلاء السقمى هم أسعد السقمى حالاً مقارنة بالباقين

العلاج

لا يوجد حتى الآن شفاء لهذا السقم وإن كانت الأبحاث في جميع دول العالم وخصوصاً الدول المتقدمة تبذل الملايين لاكتشاف علاج هذا السقم . إما إذا كان المقصود هوعلاج الأعراض وتقليل النوبات فنعم يوجد هناك علاجات جديدة لم تظهر إلا من عام 1995م حيث يوجد الآن أربع أنواع أثبتت هذه العلاجات فعاليتها في تقليل احتمالية النوبات بحوالي 30 % بمعنى آخر أنها تقلل من إصابة النوبات بالثلث تقريباً .

من المهم حتى يعهد المريض حتى هذه الأدوية لا تمنع حدوث النوبات ولكنها تقلل من احتماليتها كما أنه لم يثبت إلى الآن حتى هذه العلاجات يفترض أن تقلل من تدهور المريض في المستقبل . حتى الذي يأخذ هذه الأدوية تقل لديه نقاط الالتهاب كما نراها في الأشعة بدرجة كبيرة أكبر مما نراه في واقع المريض ، بمعنى آخر عندما ننظر إلى الأشعة نجد حتى نسبة الالتهابات قد قلت في المخ والحبل الشوكي وإن كان المريض لا يحس بأي فارق أوبفارق قليل . هذه العلاجات عندما يأخذها المريض يجب حتى يلتزم بأخذها لسنوات طويلة لذلك فإن اتخاذ القرار بالموافقة على أخذ العلاج يجب حتىقد يكون عن دراسة ومناقشة كاملة مع طبيب المخ والأعصاب حول الفوائد والسلبيات . إن التزام المريض بأخذ العلاج يعني أنه مستعد لأخذ حقن تحت الجلد حوالي ثلاث مرات في الأسبوع بدون توقف .

يوجد آثار جانبية ولكنها خفيفة وتمضى مع الوقت وهذه الآثار الجانبية تضم بعض الآلام في منطقة أخذ الإبر أوبعض انتفاخات مؤقتة كذلك بعض الإحساس بالصداع والإرهاق ولكن هذه تستجيب للعلاج بالمسكنات كالفيفادول. يوجد علاجات مساعدة عندماقد يكون هناك أعراض معينة فمثلاً بعض السقمى يشتكي من صعوبة في التحكم في البول وهذه لها علاجات مساعدة. إذا كان المريض يشعر ببعض الأعراض النفسية مثل الاكتئاب أوالقلق .

عقاقير الاكتئاب وأمراض القلب

في 1 أبريل 2015، أعربت جامعات بريطانية عن عزمها إجراء اختبار على عقاقير الاكتئاب وأمراض القلب المتوفرة بهدف إيجاد علاجات لسقم التصلب المتعدد من بين أدوية موجودة بالعمل. ويأمل الأطباء حتى تكون الأدوية اللازمة لعلاج هذا السقم موجودة بالعمل، لكن لم تختبر من قبل على التصلب المتعدد. وسيشارك أكثر من 400 إنسان في هذه التجربة بجامعة لندن وجامعة أدنبرة.

ستعمل هذه التجربة على اختبار سلامة وفعالية ثلاثة عقاقير تستخدم في حالات أخرى:

• أميلوريد – مرخص لعلاج أمراض القلب
• فلوكستين – يستخدم في حالات الاكتئاب
• ريلوزول – يستخدم لعلاج الأمراض العصبية الحركية

وجرى تحديد هذه العقاقير بعد مراجعة درس نشر سابقا حول العقاقير التي قد تعمل على حماية الأعصاب من التلف. ويعتقد باحثون حتى هذه العقاقير يمكن حتى تبطئ تطور سقم التصلب العصبي، وستكون هذه التجربة هي الأولى من نوعها، من حيث إجراء الاختبار على مثل هذا العدد الكبير من السقمى.

ظهور اعراض جديدة

إذا كانت الأعراض جديدة على المريض أي لم تحصل من قبل وكانت قوية مثل ضعف حاد في أحد الأطراف فيفضل دخول المريض للمستشفى لأخذ حقنة الكورتيزون لعدة أيام فهما ان حقن الكورتيزون لا تعالج السقم ولا تغير مساره - مجرد أنها تقلل من طول فترة الأزمة. إذا كانت الأزمة خفيفة إلى متوسطة أوحتى التغير يحصل ببطء فلا ننصح بالذهاب للطواريء بل مراجعة العيادة حتى لوتأخر الموعد لأنه للأسف لا يوجد علاج لمثل هذه الانتكاسات.

أشياء يجب تجنبها

تجنب التعرض الطويل للحرارة سواء من الشمس اوالماء اوغيرها, اما من ناحية الطعام والنشاط الجسمي فليس هناك أي محذور.

التاريخ

كتشف الباحثون خلال السبعينيات، حتى مورِّثات (جينات) معينة ترتبط بحدوث التصلُّب المتعدد. والمورثَات (الجينات) وحدات وراثية دقيقة تتحكم في أنشطة الخلية. وتتحكم المورثات المرتبطة بالتصلب المتعدد في جهاز مناعة الجسم. ويظن بعض الفهماء حتى هذه المورثات تتفاعل مع عامل بيئي ـ لم يتم تحديده بعد ـ لإحداث حالة يمكن حتى تقود إلى الإصابة بهذا السقم. وقد أظهر استخدام بعض العقاقير أملاً في علاج التصلب المتعدد لدى بعض السقمى. وأكثر العقاقير المستخدمة في العلاج هوالهورمون موجه قشرة الكظر.

أنظر أيضاً

• قائم منظمات التصلب المتعدد

المصادر

• الموسوعة المعهدية الكاملة

قراءات أخرى

• Langgartner M, Langgartner I, Drlicek M (2005). "The patient's journey: multiple sclerosis". BMJ. 330 (7496): 885–8. doi:10.1136/bmj.330.7496.885. PMC 556161. PMID 15831874. Unknown parameter |month= ignored (help)CS1 maint: multiple names: authors list (link)

وصلات خارجية

• التصلب المتعدد at the Open Directory Project
• Database for analysis and comparison of global data on the epidemiology of MS
• NIH listing of clinical trials related to MS
• Abstract index of the Cochrane Library
• GeneReview/NCBI/NIH/UW entry on Multiple Sclerosis Overview