تاريخ القراءة
القراءة ضرورية للحياة كالتنفّس»، يقول ألبرتومانگوِل. قام هذا الرجل، الذي يتحدّث ويخط بلغات عديدة، باقتفاء آثار «النصوص المكتوبة والمقروءة والمطبوعة» عَبْر مختلف العصور التاريخية: بَحَث عنها في الكثير من مخطات العالم، لكنه درس عنها داخل نفسه أيضاً. مثل كورس شكسبيري يقدّم لنا مانغويل «مفتاح فهم العالم». إنّه يتذكّر الحدثة الأولى التي قرأها، ويتحدّث عن شغفه الكبير بالقراءة منذ نعومة أظفاره، ويروي قصّة علاقته بالمحرر الكبير الكفيف خورخه لويس بورخيس الذي كان يقرأ عليه في بوينس آيرس مدّة عامين كاملين يوماً بعد يوم. ثم ينتقل إلى بدايات الكتابة وإلى فنّ طباعة الخط والأدب وشكل الكتاب، وإلى عمل القراءة وسلطانها.
يقدّم مانغويل نخبة من عظماء العالم الذين كانوا يخطون ويحبون القراءة مثل أرسطو، ولوفكرافت، وابن الهيثم، وأوليفر ساك، وماريا المجدلية، والقديس أوغسطين، وريلكه. ويحدّثنا عن قصّة الأمير الفارسي الذي كان يصطحب مخطته المؤلّفة من 117000 كتاب على ظهر قافلة من الجمال مصنّفة بحسب الأحرف الأبجدية. ولا ينسى أيضاً حكاية أكبر سارق للخط في العالم، الدوق ليبري، أوقصّة عمال التبغ في كوبا الذين كانوا يحبون الاستماع إلى قراءة الخط مما جعلهم يطلقون أسماء أبطال الروايات الأدبية على أنواع سيجارهم.
مانگويل يتحدّث عن القراءة بهيام عظيم كالذي نشعر به نحن معشر القُراء في جميع أراتى العالم. هذا الكتاب حكاية حب كبير، إنه جدير بالقراءة.