تاريخ روما

عودة للموسوعة

تاريخ روما

القرن 18

في جنوبي نهر بو، وعلى طول الأدرياتيك وعبر الأبنين، كانت تقوم ولايات الكنيسة-فيرارا وبولونيا وفورلي ورافنا وبروجه وبتفنتووروما-فتكون بهذا القسم الأوسط والأكبر من الحذاء السحري.

أما فيرارا فحين أدمجت في الولايات البابوية (1598) جعل الدوق آل استنسي مودينا مقراً لهم، وجمعوا فيها محفوظاتهم وخطهم وفنونهم. وفي 1700 أصبح لودفيكوموراتوري القسيس والباحث وفقيه القوانين أميناً على هذه الكنوز. واستطاع خلال خمسة عشر عاماً من العمل الدءوب، ومن ثماني وعشرين مجلداً، حتى يصنف "كتاب الشؤون الإيطالية" (1723-38)، وأضاف بعد ذلك عشرة مجلدات للآثار والنقوش الإيطالية. وكان أثرياً أكثر منه مؤرخاً، وما لبث كتابه "الحوليات الإيطالية" الذي أصدره في اثني عشر مجلداً حتى تقادم، ولكن أبحاثه في الوثائق والنقوش جعلته الأب والمصدر للتأليف التاريخي الحديث في إيطاليا.

وكانت بولونيا أكثر هذه الولايات ازدهاراً باستثناء روما. وظلت مدرسة تصوريها الشهيرة حية في عهد جوزيبي كرسبي (الأسباني)، وكانت جامعتها لا تزال من خير الجامعات الأوربية. وكان قصر بفيلاكو(1749) من أعظم أبنية القرن أناقة. وسمت أسرة ممتازة هجرزت في بولونيا بالعمارة والمسرحية ورسم المناظر المسرحية إلى ذرى الإتقان في العصور الحديثة. فبنى فرديناندوجاللي داببيينا (التياتروريالي) في مانتوا (1731) وخط نصوصاً شهيرة عن فنه، وأنجب ثلاثة أبناء واصلوا مهارته في الزخرفة الخداعة الفاخرة. وصمم أخوه فرانشسكوالمسارح في فيينا ونانسي وروما، والتياتروفيلارمونيكا بفيرونا-الذي كثيراً ما يعتبر أجمل مسرح في إيطاليا. وأصبح الساندروبن فرديناندوكبير معماريي ناخب البلاتينات. وصمم ابن ثان يدعى جوزيبي مدخل دار الأوبرا في بايرويت (1748)-أجمل بناء موجود من نوعه. ورسم أنطونيوالابن الثالث تصميمات "التياتروكومونالي" في بولونيا.

وقد ترددت في ذلك المسرح وفي كنيسة سان بترونيوالقديمة الضخمة أفضل الموسيقى الآلية التي عزفت في إيطاليا، لأن بولونيا كانت المركز الإيطالي الرئيسي للتعليم والنظرية الموسيقيين. فهناك كان بادري جوفاني باتستا مارتيني يعقد مجلسه المتواضع الصارم كأجل مفهم للموسيقى في أوربا. وكان يقتني مخطة موسيقية تضم سبعة عشر ألف مجلد، وقد ألف نصوصاً ممتازة من الكونترابنت وتاريخ الموسيقى، وأوفد عشرات من مشاهير الرجال في أكثر من عشر دول. وكان وسام الأكاديمية فيلارومونيكا التي ترأسها سنين كثيرة مشتهى جميع الموسيقيين. فإلى هنا سيأتي الصبي موتسارت 1770 ليقابل الاختبارات المقررة، وهنا سيفهم روسيني ودونيتستي. وكان المهرجان السنوي للمؤلفات الموسيقية الجديدة، التي يؤديها أوركسترا الأكاديمية ذوالمئة عازف، في نظر إيطاليا الحدث الأعظم للسنة الموسيقية.

قدر جيبون سكان روما في 1740 بنحو156.000 نسمة. وحين تذكر زهوة ماضيها الإمبراطوري وتناسى فقراء هذا الماضي وأرقاءه، عثر حتى سخر العاصمة الكاثوليكية يجافي ذوقهم:

"في داخل الأسواق الأوريلية الفسيحة تغشي القسم الأكبر من التلال السبعة الكروم والأطلال. ولعل جمال المدينة الحديثة وبهاءها راجع إلى مفاسد الحكومة وتأثر الخرافة. فقد تميز جميع حكم (إلا فيما ندر) بصعود أسرة جديدة صعوداً سريعاً، أثرت بفضل الخير الذي لا عقب له على حساب الكنيسة والدولة. وقصور أبناء الأخوة والأخوات المحظوظين هؤلاء هي أغلى صروح الأناقة العبودية، فقد سخرت لها أسمى فنون المعمار والتصوير والنحت، وأبهاؤها وحدائقها تزينها أنفس الآثار القديمة التي جمعوها تذوقاً أوغروراً".

وقد تميز باباوات هذا العهد بسموالخلق، وكانت فضائلهم تسموحدثا هبط سلطانها. وكانوا كلها إيطاليين، لأن أحداً من الملوك الكاثوليك أبى حتى يسمح لأي من الآخرين حتى يقتضي البابوية. وقد برر حدثن الحادي عشر (حكم 1700-21) اسمه (ومعناه الرحيم) بإصلاحه سجون روما أما إنوسنت الثالث عشر (1721-24) فهوفي رأي رانكي البروتستانتي:

"كان يملك مؤهلات رائعة للحكم الروحي والزمني معناً، ولكن صحته كانت هشة جدة..وقد وجدت الأسر الرومانية المتصلة به بصلة القرابة، والتي راودها الأمل في حتى يحمل من شانها، أنها واهمة جميع الوهم: لا بل إذا ابن أخيه لم يستطع الظفر بالأثنتي عشر ألف دوقاتية جميع عام (التي أصبحت الآن الدخل العادي لابن الأخ) دون مشقة".

أما بندكت الثالث عشر (1724-30) فكان "رجلاً ذا تقوى شخصية عظيمة". ولكنه (كما نطق مؤرخ كاثوليكي) جاز بقدر كبير جداً من السلطة لمحاسيب غير جديرين بعطفه". وأغرق حدثنت الثالث عشر (1730-40) روما بأصدقائه الفلورنسيين، وسمح لنفسه حين شاخ وكف بصره حتى ينقاد لأبناء أخيه الذين زاد تعصبهم الصراع بين اليسوعيين والجانسنيين في فرنسا مرارة فوق مرارة.

وفي رأي ماكولي حتى بندكت الرابع عشر (1740-58) "كان أفضل وأحكم خلفاء القديس بطرس المائتين والخمسين" وهوحكم فضفاضي، ولكن البروتستانت والكاثوليك وغير المؤمنين على السواء مجمعون على الثناء على بندكت لأنه كان رجلاً واسع الفهم، ذا شخصية محببة ونزاهة خلقية. ولم يرَ وهورئيس لأساقفة بولونيا أي تناقض بين الاختلاف إلى دار الأوبرا ثلاث مرات في الأسبوع والاهتمام الصارم بواجبات الأسقفية، وقد وفق أثناء ولايته منصب البابوية بين حياته الشخصية ومرح الطبع وتحرر الحديث وتذوق الأدب والفن تذوقاً يكادقد يكون وثنياً. وقد أضاف تمثالاً لفينوس عارية إلى مجموعته، ونطق للكردينال دتنسان حتى أمير وأميرة فورتمبرج خطا أسميهما على جزء من التشريح جميل الاستدارة لا يذكر كثيراً في المراسلات البابوية. وكاد يشبه فولتير في حدة الذكاء والظرف، ولكن هذا لم يمنعه من حتىقد يكون إدارياً حازماً ودبلوماسياً بعيد النظر.

وقد عثر مالية البابوية تشكوالفوضى: فنصف الإيرادات يضيع في الانتنطق من بلد إلى بلد وثلث سكان روما كنسيون يفوق عددهم كثيراً ما بحاجة إليه شؤون الكنيسة، ويكلفونها من النفقة ما لا تطيقه. فأنقص بندكت موظفيه الشخصيين، وطرد أكثر جنود الجيوش البابوية، وأنهى محسوبية الأقارب، وخفض الضرائب، وأدخل الإصلاحات الزراعية، وشجع المشروعات الصناعية، ولم يمر طويل وقت حتى أثمرت أمانته واقتصاده وكفاءته فائضاً للخزانة البابوية. أما سياسته الخارجية فقد قدمت تنازلات ودية للملوك المشاغبين، فسقط مع سردينيا والبرتغال ونابلي وأسبانيا اتفاقات سمحت لحكامها الكاثوليك بالترشيح لكراسي الأسقفية. وجاهد ليهدئ الضجة العقائدية في فرنسا، بالتراخي في تطبيق الأمر البابوي Unigenitus (الوحيد الجنس) الصادر ضد الجانسنيين، "ماد الإلحاد يزداد جميع يوم عملينا حتى نسأل إذا كان الناس يؤمنون بالله لا إذا كانوا يقبلون الأمر البابوي".

وبذل جهوداً شجاعة ليعثر على حل وسط مؤقت Modus Vivendi مع حركة التبرير. وقد لاحظنا تقبله الودي لإهداء فولتير مسرحية (محمد) إليه رغم حتى المسرحية كانت تسلط عليها نيران الكنيسة في باريس (1746). وعين لجنة لمراجعة كتاب الصلوات اليومية ولتخليصه من بعض الأساطير الأبعد تصديقاً، على حتى توصيات اللجنة لم تنفذ. واستطاع بنشاطه الشخصي حتى يحقق انتخاب دالمبير بمجمع بولونيا. وكان يثبط التحريم المتعجل للخط. فلما أشار بعض مساعديه عليه بشجب كتاب لامتري "الإنسان الآلة" أجاب أليس من واجبكم حتى تكفوا عن إبلاغي بوقاحات الحمقى،يا ترى؟ "افهموا حتى للبابا يداً مطلقة ليمنح البركات فقط" وقد تخلت قائمة الخط المحرمة التي أصدرها في 1758 عن جميع محاولات تعقب المؤلفات غير الكاثوليكية. واقتصرت-فيما عدا استثناءات قليلة-على خطأ بعض الخط التي ألفها كتاب كاثوليك. وأمر بألا يدان كتاب قبل حتى يعطى مؤلفه إذا عثر فرصة للدفاع عن نفسه، ولا يدان كتاب في موضوع فهمي إلا بعد استشارة الخبراء. وينبغي حتى يؤذن لرجال الفهم أوالدرس دون إبطاء بقراءة الخط المحرمة. واتبعت هذه القواعد في طبعات القائمة الثالثة، وأكدها ليوالثالث عشر في 1900.

وقد ألفى الباباوات حكم روما عسيراً عسر يقرب من عسر حكم العامل الكاثوليكي. ولعل جمهور المدينة كان أشد الجماهير فظاظة وعنفاً في إيطاليا وربما في أوربا. فأي سبب يمكن حتى يفضي إلى مبارزة بين النبلاء أوإلى صراع دامٍ بين الزمر المتحزبة التي قسمت المدينة المقدسة. وأما في المسرح فإن حكم النظارة كان يمكن حتىقد يكون قاسياً لا رحمة فيه خصوصاً إذا أخطأ، وسنرى مثالاً عليه في حالة برجوليزي. وجاهدت الكنيسة لتهدئ الشعب بالأعياد والمواكب والغفرانات والكرنفال، وسمحت للناس في الأيام الثمانية السابقة للصوم الكبير بأن يرتدوا ملابس تنكرية مرحة غريبة الأشكال، وأن يسرحوا ويمرحوا على (الكورسو) والتمس النبلاء رضى الجماهير باستعراضاتهم على الخيل أوالعربات تحمل راكبين مهرة أونساء حساناً في أبها زينة، وعرضت البغايا بضاعتهم لقاء أجور حملتها مؤقتاً، وخففت المغازلات المقنعة من ثقل الزواج الأحادي بضع ساعات. فإذا انقضى الكرنفال عاودت روما مسيرتها المتناقضة من التقوى والإجرام.


الفن

أما الفن فلم يزدهر وسط العائدات المتناقضة التي يغلها إيمان مضمحل. لقد أسهمت العمارة ببعض الإسهامات الصغيرة: مثال ذلك حتى ألساندروجاليلي أضاف لكنيسة جان جوفاني القديمة في اللاتيرانوقابلة فخمة، وخلع فرديناند وفوجا على كنيسة سانتا ماريا مادجوري وجهاً جديداً، وشيد فرانشسكودي سانكتيس "السكالا دي سبانيا الفسيحة المهيبة من ميدان أسبانيا إلى مزار "الثالوث الأقدس" في مونتني. وأضاف النحت أثراً مشهوراً هو"الفونتانا دي تريفي"-حيث يلقى السائح المسرور بترة نقود من وراء كتفه في الماء ليضمن عودته لزيارة روما ثانية. وكان لنافورة المخارج الثلاثة تاريخ طويل. ولعل برتيتي هجر رسماً تخطيطياً لها، وافتتح حدثنت الثاني عشر مسابقة لإنشائها، وقدم التصميمات لها أدمي بوشاردان الباريسي ولامبير سجبير آدم النانسي، واختير جوفاني مايني ليصممها، ونحت بييتروبراتشي مجموعة نبتون وفريقه الوسطي (1732)، ونحت فليبوديللافاللي تمثل الخصوبة والشفاء، وقد نيكولوسالفي الخلفية المعمارية، وأكمل جوزيبي يانيني العمل في 1762، وربما أوحت مشاركة العقول والأيدي الكثيرة على هذا النحوخلال ثلاثين سنة بأنه هناك شيء من التخاذل في الإرادة أوالفقر في الموارد، ولكنها تدحض أي فكرة بأن الفن في روما كان ميتاً. وأضاف براتشي إلى مآثره مقبرة (هي الآن في كاتدرائية القديس بطرس) لماريا حدثنتينا سوبيسكا، الزوجة التعسة لجيمس الثالث المطالب الاستيوراني بالعرش، وخلف دللافاللي في كنيسة القديس أغناطويس نقشاً بارزاً رقيقاً يمثل البشارة، جديراً بالنهضة الأوربية في أوجها.

أما التصوير فلم يتمخض عن عجائب في روما في هذا العصر، ولكن جوفافي باتستا بيرانيزي جعل الحفر فناً من الفنون الكبرى. ولد لبناء بالحجر قرب البندقية، وقرأ باللاديووحلم بالقصور وأضرحة القديسين. على حتى البندقية كانت تحوي من الفنانين أكثر مما تحوي من المال، أما روما فكان فيها مال أكثر من الفنانين، ومن ثم نزح جوفاني إلى روما وبدأ عمله معمارياً. غير أتن الكلب على المباني كان ضعيفاً. ولكنه صمم المباني على أي حال، أوعلى أصح رسم مباني غريبة الأشكال تبدوكأن "السلالم الأسبانية" سقطت فوق "حمامات دقلديانوس". ونشر هذه الرسوم في 1750 باسم "رسوم مختلفة" و"كارتشيري" (المسجون)، واشتراها الناس كأنهم يشترون الألغاز أوالأسرار الغامضة. ولكن بيرانيزي وجه مهارته في حالاته النفسية الأنبل إلى حفر رسومه التخطيطية للآثار القديمة. فقد عشقها كما عشقها بوسان وروبير، وأحزنه حتى يرى هذه الأطلال الرائعة تزداد تحللاً يوماً بعد يوم بعمل النهب أوالإهمال، وظل طوال خمسة وعشون عاماً، في جميع يوم تقريباً، يخرج ليرسمها، وفوته أحياناً تناول وجباته من الطعام، بل أنه حتى وهويموت من السلطان واصل الرسم والنقش والحفر. وقد ذاع مؤلفاه "الآثار الرومانية" و"مناظر روما" في شكل نسخ مطبوعة في أوربا كلها وشاركت في الإحياء المعماري للأساليب الكلاسيكية.

وقد عثر ذلك الأحياء حافزاً قوياً من الحفائر التي أجريت في هركولانيوم وبومببي وهما أغرقهما ثوران فيزوف في 79م ففي 1719 أبلغ بعض الفلاحين أنهم وجدوا تماثيل مدفونة في التراب في هركولانيوم. وأقضت تسعة عشر عاماً قبل حتى يمكن الحصول على المال اللازم لارتياد المسقط على نحونسقي. وفي 1748 بدأت حفائر مماثلة تكشف عن عجائب بومبيي الوثنية، وفي 1752 كشف عن معابد بايستوم الضخمة الجليلة بعد اجتثاث الأجمة التي غطتها. وأقبل الأثريون من شتى البلاد ليدرسوا الكشوف ويصفوها، وأثارت رسوم هذه الآثار اهتمام الفنانين والمؤرخين جميعاً، وسرعان ما غزا المتحمسون للفن الكلاسكي روما ونابلي، وقدموا على الأخص من ألمانيا. فأتى منجز في 1740، وفنحدثان في 1755. وهفت نفس لسنج للذهاب إلى روما، "لأمكث هناك على الأقل سنة، وإلى الأبد حتى أمكن"(92). ثم جوته-ولكن لنرجي هذه السيرة الآن.

إما أنطون رفائيل منجز فمن العسير حتى نضعه في مكان واحد، لأنه ولد في بوهيميا (1728)، وخص بجهوده إيطاليا وأسبانيا، واختار روما موطناً له. وسماه باسم كوريدجوورفائيل، وكان رساماً للنمنمات في درسدن، ونذره للفن، وظهرت على الصبي مخايل النجابة فأخذه أبوه وهوفي الثانية عشرة إلى روما. ويروى أنه حبسه هناك في الفاتيكان يوماً بعد يوم ولا غداء له إلا النبيذ والخبز، وأبلغه حتى أراد مزيداً حتى يطعم على آثار رفائيل وميكل أنجيلووالعالم الكلاسيكي. وبعد حتى أقام أنطون برهة قصيرة في درسدن عاد إلى روما واسترعى الأنظار بلوحة رسمها للعائلة المقدسة، وكانت نموذجه فيها مارجاريتا جواتسي "عذراء فقيرة فاضلة جميلة" وتزوجها في 1749، وفي المناسبة ذاتها ولج في الممضى الكاثوليكي الروماني. وعاد ثانية إلى درسدن، وعين مصوراً لبلاد أوغسطس الثالث براتب قدره ألف طالر في العام. ووافق على حتى يرسم لوحتين لكنيسة بدرسدن، ولكنه أقنع الملك الغاضب بأنه يسمح له برسمها في روما، وفي 1752 استقر هناك وهوبعد في الرابعة والعشرين. ولما بلغ السادسة والعشرين عين مديراً لمدرسة الفاتيكان للتصوير. وفي 1755 التقى بفنحدثان، واتفق معه على حتى الباروك غلطة؛ وأن الفن يجب حتى يطهر نفسه ويهذبها بأشكال الكلاسيكية الجديدة. ولعله في هذه الفترة أونحوها رسم بالباستل صورته الذاتية الموجودة الآن في متحف فن درسدن-وجه فتاة وشعرها، ولكن العينين تلمعان بكبرياء رجل واثق من حتى في استطاعته حتى يهز العالم.

وحين طارد فردريك الأكبر أوغسطس من سكسونيا (1756) توقف راتب منجز الملكي، وكان عليه حتى يعيش على الأجور المتواضعة المعروضة عليه في إيطاليا. وجرب العمل في نابلي، ولكن الفنانين المحليين هددوا حياته باعتباره دخيلاً، وذلك عملاً بتقليد نايولتاني قديم، فقفل منجز إلى روما سريعاً. وزين فيللا ألباني بصورة جصية حظيت بالشهرة ذات يوم،وما زالت ترى هناك لوحته "برناس" (1761) الممتازة فنياً، الكلاسيكية هدوءاً، الميتة عاطفياً. ومع ذلك أحس الوزير الأسباني في روما حتى هذا هوالرجل الذي يصلح لرسم صور يزدان بها القصر الملكي في مدريد. وأوفد شارل الثالث في طلب منجز ووعده بألفي دبلون في العام مضافاً إليها مسكن ومركبة ورحلة مجانية على بارجة أسبانية موشكة على الإقلاع من نابلي. وفي سبتمبر 1761 وصل منجز إلى مدريد.

المصادر

تاريخ النشر: 2020-06-04 16:57:36
التصنيفات: روما, تاريخ إيطاليا

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

صدور عدد جديد من مجلة القوات المسلحة الملكية - Culturedumaroc

المصدر: Culturedumaroc - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-08-27 18:24:43
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 61%

هل تنقذ مبادرة التيار الصدري العراق من الفوضى؟ - أخبار السعودية

المصدر: صحيفة عكاظ - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-08-27 18:24:55
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 59%

باشاغا رداً على حكومة الدبيبة: لم نرفض المفاوضات

المصدر: ألشرق الأوسط - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-08-27 18:24:42
مستوى الصحة: 93% الأهمية: 86%

سكيكدة: اختفاء أستاذة متقاعدة لأكثر من 3أشهر

المصدر: آخر ساعة - الجزائر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-08-27 18:24:23
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 51%

الداخلية تكرم مواطنا أنقذ عائلتين في وادي تربة السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2022-08-27 18:25:06
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 63%

الميليشيات... ورقة مُرجِّحة لكفة الراغبين في السيطرة على طرابلس

المصدر: ألشرق الأوسط - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-08-27 18:24:42
مستوى الصحة: 93% الأهمية: 94%

مناهج جديدة في المدارس السعودية وتوجه لعدم طباعة بعض المقررات السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2022-08-27 18:25:05
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 63%

حبات البرد تأتي على ثمار التفاح في كيمل بباتنة

المصدر: آخر ساعة - الجزائر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-08-27 18:24:29
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 53%

تنفيذا لتوجيه وزير الداخلية.. مكافأة مالية للبقمي - أخبار السعودية

المصدر: صحيفة عكاظ - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-08-27 18:24:54
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 56%

قيس سعيد.. دمية يغامر بتاريخ تونس لإرضاء الكابرانات

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-08-27 18:24:53
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 51%

«النووي الإيراني».. خلافات جديدة بين واشنطن وطهران - أخبار السعودية

المصدر: صحيفة عكاظ - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-08-27 18:25:02
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 70%

الحكومة المصرية على خط مواجهة الغلاء

المصدر: ألشرق الأوسط - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-08-27 18:24:37
مستوى الصحة: 90% الأهمية: 85%

التعليم: كافة المناهج والكتب الدراسية متاحة رقميا السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2022-08-27 18:25:04
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 53%

اشتباكات عنيفة بطرابلس... والدبيبة وباشاغا يتبادلان الاتهامات

المصدر: ألشرق الأوسط - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-08-27 18:24:41
مستوى الصحة: 91% الأهمية: 92%

عنابة: العثــور على عجلات مطـاطية بغــابة الصوالح بواد العنب  

المصدر: آخر ساعة - الجزائر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-08-27 18:24:26
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 56%

عام تاريخي لطلاب وطالبات جامعة الملك خالد السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2022-08-27 18:25:03
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 64%

احباط عملية نقل 7500 علبة سجائر أجنبية دون وثائق بباتنة

المصدر: آخر ساعة - الجزائر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-08-27 18:24:20
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 58%

تجدد المواجهات في العاصمة الليبية - أخبار السعودية

المصدر: صحيفة عكاظ - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-08-27 18:24:55
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 61%

رئيس غينيا بيساو يغادر قمة تونس احتجاجا على مشاركة “البوليساريو”

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-08-27 18:24:59
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 65%

تحميل تطبيق المنصة العربية