صالح بن عبدالله بن فريج الناصري التميمي
صالح بن عبدالله بن فريج الناصري التميمي
هوالعالم الجليل ، الفقيه المتواضع ، الورع الزاهد الشيخ صالح بن عبدالله بن عبدالرحمن بن عبدالله بن ناصر الناصري التميمي ولد في ثرمدا عام (١٣٤١هـ/ ١٩٢٣م )
جده عبدالرحمن اشتهر بـ (فريج) لدى اهل الوشم لشجاعته وبتره للفرجه فصارت الأسرة تنسب لهذا الجد وهم من آل بخيتان من النواصر من بني الحارث من بني عمرومن تميم.
نشأته في الصغر
نشأ لدى جدته لامه هيله بنت عبدالعزيز ابن شاهين من بني خالد - رحمها الله في ثرمدا حيث كان والديه في مكه لاعمال والده وآثرت والدته بقائه في ثرمدا لتحفيز عودة ابيه الى بلده ثرمدا
ولكن لم يعد حيث توفي ودفن في مكه رحمه الله ، انتقلت بعدها والدته - حصه بنت محمد بن عبدالعزيز ابن حجي من قبيلة هذيل رحمها الله وجدها هوالشيخ عبدالعزيز ابن حجي امام
جامع الزرقاء بثرمداء سابقاً - الى الخرمه لدى احد اعمامها وطلبت ابنها إليها من ثرمدا وكان حينها فيما يقارب سن السابعه بعد ان امضى لدى جدته قراءة القران على زوج خالته
سعد ابن عبدالله ابن حجي - رحمه الله.
نشأته الفهميه
بعد انتنطقه الى الخرمه وقد كانت زاخره بالفهم آنذاك واصل في تفهم القران على الشيخ ابراهيم ابن عبدالعزيز ابن سيار - رحمه الله ، في مدرسه للقرآن بالمسجد وبعد وفاته تفهم على الشيخ
يوسف بن صالح بن عساف - رحمه الله ، وكما يروى عن الشيخ قوله (في غرفة طين مليانه خنافس وعقارب وجحاره ) ، وفي اثناء حفظه للقرآن وقراءته تفهم الخط والكتابه والحساب واجادها جميعاً فحفظ القران الكريم واتقنه في سن مبكره .
بعد ذلك شرع في طلب الفهم وحثته والدته - رحمها الله ، عليه فبدأ بالقراءه على عدة فهماء أجلاء ، ومشايخ فضلاء - رحمهم الله جميعاً.
- في عام ١٣٥١هـ تفهم على الشيخ محمد ابن عبدالعزيز ابن رشيد - رحمه الله ، علوم القران والسنه وبقي معه سنه .
- في عام ١٣٥٥هـ تفهم على الشيخ العالم فيصل ابن عبدالعزيز آل مبارك - رحمه الله ، حينما تولى القضاء في الخرمه التفسير وشرح التوحيد وبعض المتون والخط الفهميه حتى عام ١٣٥٧هـ .
- في عام ١٣٥٧هـ تفهم على الشيخ العلامه إبراهيم بن سليمان الراشد - رحمه الله ،حينما تولى القضاء في الخرمه واصل عليه الطلب والدراسه في فنون الفهم والتفسير والحديث والتوحيد والفقه والفرائض والعربيه الى عام ١٣٦٤هـ وهواكثر من قرأ عليه من مشائخه رحم الله الجميع .
- في عام ١٣٦٤هـ تفهم على الشيخ عبداللطيف ابن ابراهيم العبداللطيف - رحمه الله ،حينما تولى القضاء في الخرمه التفسير والحديث والفقه والعربيه والفرائض واجازه لتدريس الطلبه في فهم الفرائض والنحوونحوذلك والبحث مع الطلبه في ذلك حتى عام ١٣٦٧هـ .
- في عام ١٣٦٧هـ واصل الدراسه على شيخه الاول محمد ابن عبدالعزيز ابن رشيد - رحمه الله، بعد ان تم تعيينه قاضياً في الخرمه في التفسير والحديث والفقه والفرائض والعربيه حتى فهم ١٣٧٠ هـ .
- في عام ١٣٧٠ هـ تفهم على الشيخ حمد بن إبراهيم الحقيل - رحمه الله ، عندما تولى القضاء في الخرمه حتى عام ١٣٧٢ هـ .
ويذكر عن الشيخ صالح - حفظه الله ، قوله المتواضع عن دراسته ( إذا بضاعتي مزجاة ) حيث لم تكن متواصله بل تخللها فترات انقطاع وذلك لضروريات الحياة .
اعماله ومناصبه
- في اوائل عام ١٣٧٢ هـ بعث الشيخ عبدالله بن حسن ال الشيخ - رحمه الله وكان رئيس القضاة بالحجاز برقيه للشيخ صالح - حفظه الله تفيد انه صدر تعيينه قاضياً بمحكمة ظلم ، وقدم الشيخ له اعتذاره عن القضاء.
- في اواخر عام ١٣٧٢ هـ تم تعيين الشيخ عضواً في لجنة الدعوه المنتدبه الى بلاد غامد وزهران وذلك بناءً على قرار رسمي من العلامه الشيخ محمد بن ابراهيم ال الشيخ - رحمه الله مفتي الديار السعوديه سابقاً.
- في غرة عام ١٣٧٣ هـ توجه الشيخ بصحبة الشيوخ الثلاثه ومرافيقهم الى مناطق الجنوب في مهمة الدعوه والوعظ والتعليم وكانت مدتها اربعة اشهر.
- بعد عودة الشيخ من مهمته الى الرياض في رجب عام ١٣٧٣هـ اتضح ان الشيخ محمد ابن ابراهيم - رحمه الله ، قد اختاره للقضاء واصدر امرا بتعيينه قاضياً في ظلم اعتذر مجدداً عن القضاء ولكن لم يقبل اي عذر في ذلك.
- في عام ١٣٧٧ هـ تم تعيين الشيخ قاضياً في محكمة الدفينه وبقيت محكمة ظلم تابعه له في العمل.
- في عام ١٣٨٢ هـ كثرت القضايا في المناطق القريبه من الدفينه وخاصه بين الباديه فامر الشيخ محمد ابن ابراهيم - رحمه الله ان يجتمع القضاة عند الشيخ صالح بقضايهم وهم :
- قاضي المويه آنذاك الشيخ عبدالعزيز بن منيف ومعه امير المويه سعد بن سالم.
- امير الخاصره ومعه القضايا التي عندهم ولم يكن لديهم قاضي .
- قاضي محكمة عفيف الشيخ سلطان السلطان ومعه امير عفيف آنذاك سويلم الشعلان ومعهم قضاياهم.
يجتمعون لدى الشيخ صالح - حفظه الله فقد كان قاضي قضاة حينها ورئيس تلك المحاكم.
- في عام ١٣٩٠ هـ تم تعيين الشيخ قاضياً في محكمة نفي بقي فيها مايقارب السنه .
- في عام ١٣٩١ هـ تم تعيينه قاضياً في محكمة الحنابج .
- في عام ١٣٩٤ هـ تم تعيينه قاضيا في محكمة الدفيينه والمويه معاً.
- في نهاية عام ١٣٩٤ هـ تمت الموافقه على طلبه ورغبته باحالته للتقاعد وذلك بعد عدة طلبات تقدم بها لاعفائه من القضاء ، وكان كما عهد عنه - حفظه الله مسدداً في اقضيته نزيهاً في معاملته حازماً في جميع شؤونه حليماً ذا عقل راجح وذا اناة وتأمل ويحب اصلاح البين .
- يذكر لنا احد اعيان عالية نجد وهومحمد بن منصور العواجي انه كان حاضراً في احدى مجالس الملك فيصل - رحمه الله ، وانه بعد مغادرة الشيخ صالح المجلس في احدى محاولته حفظه الله لطلب الاعفاء من القضاء قول الملك ( كلٍ يجيني يبي دنيا الا هالرجال - ويشير بيده الي الشيخ صالح وهومغادر - يقول فكوني منها الله يجزاه عني وعن الاسلام والمسلمين خير ) .
- في عام ١٣٩٥ هـ وصل اليه طلب من الشيخ عبدالعزيز ابن صالح - رحمه الله لمباشره الامامه في المسجد النبوي بالمدينه وكان طلباً محببا للشيخ صالح لسكنى المدينه المنوره ولكن بعد رؤيته لحال عفيف والقرى التي عمل بها وهم في امس الحاجه الى التوجيه والارشاد وتفقيههم في الدين تردد في قبول الطلب ورجح عنده احتساب الاجر للنفع باهالي تلك المناطق .
- في عام ١٣٩٧ هـ وصل اليه من الشيخ عبدالله بن حميد - رحمه الله طلب لامامة صلاة الفجر في المسجد الحرام بمكة المكرمه واعتذر عنه الشيخ ايضا .
- اعتذر الشيخ بعد تقاعده من القضاء عن اي مناصب واعمال رسميه .
مسيرته ومنهجه في التدريس
- سعى الشيخ حفظه الله بعد ذلك في بناء جامع كبير وكان اماماً وخطيباً به وايضاً تولى امامة وخطابة العيدين والاستسقاء وتجرد لعبادة ربه ولازم المسجد حتى صار من اعمدته كثير التنفل من العباده والصيام واللهج بالذكر والنادىء يشغل جل وقته بتلاوة القرآن حتى قيل ان هذا الشيخ قرآن يمشي على الارض مما يُرى من حرصه عليه.
- نفع الله به اهل عفيف وقراها وماجاورها من باديه وحاضره حتى صار فهماً يشار اليه ونور يستضاء به واحبه الناس جميعاً فكانت له المكانه المرموقه والحدثه المسموعه عندهم واصبح مرجعاً هام في الراي والمشوره والفتوى وحل المشكلات وتقسيم المواريث والهجرات وكان له باعا طويلاً في فهم الفرائض والمواريث.
- قام حفظه الله بالتدريس في دورات للائمه والخطباء والمؤذنين يوجههم ويرشدهم ويفهمهم احكام الامامه والخطابه والآذان ويدرسهم القرآن ويفسر لهم الايات ويصحح قرائتهم واعتمدت ادارة الاوقاف توقيعه في
تعيينهم .
- للشيخ - حفظه الله مجلس في وقت الضحى من جميع يوم في منزله يستقبل فيه من يأتيه يسأله عن مسأله اويقرا كتاب اويطلب شفاعه في خطاب ونحوه اويطرح بعض المشكلات اوشي من حوائج الدنيا .
- جعل مابين المغرب والعشاء غالباً من جميع ليله للرد على الاسئله والاستفسارات التي ترد على الهاتف.
- كان له حفظه الله ايضاً تفهم بين الاذان والاقامه لصلاة العشاء في بعض الخط الفهميه مثل كتاب اتحاف المسلمين بما تيسر من احكام الدين للشيخ عبدالعزيز السلمان - رحمه الله ، فكان يقرؤه ويشرحه ويعلق على مايحتاج الى توضيح وتعليق .
- ودرس بعد صلاة العصر يومياً في كتاب من خط اهل الفهم كالاصول الثلاثه وكتاب التوحيد وغيرها يقرا ويعلق ويشرح - حفظه الله .
- بعد صلاة الفجر كان حفظه الله يجلس في المسجد يفهم القرآن وتفسيره ويجتمع عليه الكثير من الطلبه والمحبين يقرأون القرآن حفظاً ونظراً فيصحح لهذا ويوضح لهذا بعض الحدثات ويفسر بعض الآيات ويستمر ذلك الى مابعد طلوع الشمس وارتفاعها .
- قام حفظه الله بمحاضرات قيمه ومواعظ بليغه في مسجده وغيره من المساجد وفي بعض المناطق والمدن الاخرى .
- له حفظه الله مجال في الدعوه في الكتابه في بعض المواضيع المهمه فيخط في ذلك منطقاً في نشره اوفتوى في ورقه اونصيحة في مطويه اورداً على بعض الموضوعات التي تنشر في الصحف ونحوذلك.
- وله ايضاً تعاون مع جمعيات تحفيظ القران وجمعيات البر الخيريه له معهم جهود مباركه من دعم مالي وتوجيه وارشاد واقتراح ووصايا .
- من منهجه حفظه الله في التدريس انه لايفرض رأيه على طلابه حتى في اختيار الكتاب الذي يدرسه اوتحديد وقت الدرس بل انه احيانا كان يقدم راي الطالب على رأيه .
- من سمات دروسه حفظه الله انه يعتني بعلوم الشريعه من العقيده والتفسير والحديث والفقه والفرائض وغيرها عنايه عظيمه وكذلك المتون الفهميه وشرحها وتوضيحها للطلاب وكثيراً مايذكر حفظه الله: انما هي الاصول والمتون للفهم ،من حرمها حرم الوصول.
- حريص في دروسه على استغلال الوقت وعدم تضييعه فيما لاينفع ويحث الطلبه على الفهم ويحترم الطالب كبيراً كان ام صغيراً .
- ومن سمات دروسه ايضاً عدم تنفيره للطلبه والتعسير عليهم بل كثيراً ماييسر طرق التفهم والتلقي ومن ذلك لايحرج الطلبه الذين يخطئون في تلاوة القرآن اولايتقنون الحفظ .
- من الخط التي درسها حفظه الله : القرآن الكريم والاصول الثلاثه وكتاب التوحيد والاربعين النوويه والرحبيه في فهم الفرائض والاجروميه في فهم النحووبلوغ المرام في الحديث وزاد المستقنع في الفقه وزاد المعاد وفي التفسير وغيرها الكثير من الخط الفهميه الاخرى .
- بعد ان مرت السنوات التي قضاها الشيخ في البذل والعطاء واحتساب الاجر والمثوبه قرر العوده للرياض لجمع ضمه بابناءه واحفاده وكان له قبل ان يقل نشاطه الصحي -حفظه الله تفهم يومي في جامع الشيخ عبدالرزاق عفيفي - رحمه الله بين الاذان والاقامه لصلاة العشاء.
- ومن المعروف عن الشيخ حفظه الله انه لايحب المديح ولا الشهره لطيف المعاشره طيب السريره كثير التودد مع من يعهد ومن لايعهد بشوشاً متواضعاً لاتراه الا منشرح الصدر تحيط به هاله من الورع والتقوى والخشوع والهيبه متهلل الوجه يسلم على الصغير والكبير ويجيب الدعوه ويزور السقمى يحب البذل والسخاء واكرام الضيف يحب الفقراء والمساكين والضعفاء حتى من العمال الوافدين والغرباء القادمين يكرمهم ويستضيفهم ويجالسهم محباً للخير فعالاً له يحب مساعدة المسلمين ونفعهم ولايتوقف - حفظه الله عن بذل الشفاعه لمحتاجيها فيبذل جاهه في قضاء حوائج الناس ويبذل قصارى جهده في تحقيق المصالح العامه التي تدعوحاجة الناس إليها .
- من صفاته الخلقيه - حفظه الله مربوع القامه قمحي اللون مشرب بحمره كثيف الشعر خفيف الجسم وسيع العينين سمحاً طلق الوجه .
أسرتـــــه
زوجاتــــه :
- منيره بنت سليمان ابن عبدالعزيز الحجي من قبيلة هذيل - رحمها الله .
- نوره بنت عبدالعزيز ابن عبدالرحمن العيسى من قبيلة بني زيد - حفظها الله .
أبنـــــاءه وبناتـــه :
( هيله ، ساره ، محمد ، لولوه ، عبدالعزيز ، نوره ، خالد ، عبداللطيف ، نوال ، الجوهره ، اسماء ، ماجد ، مضاوي ).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اقول وما أحرى القريض المزوقا
………………………....… بمدح كريمٍ للمعالي تعشقا
هو ابن فريج القرم من كان دائماً
………………..…….... بهدي الرسول المصطفى متعلقا
تحلى بأخلاق الكرام وإنه
………………...….....…. تحلى بها طبعا وليس تخلقا
وداوم تحصيل العلوم بهمه
………………..……...... إلى ان غد ا حبرا بها متعمقا
كريمٌ متى مازرته اولقيته
………..……...….….... فإنك تلقاه بشوشاً ومشرقا
له هيبه تدعو القلوب لحبه
…………….......………. وجود يُنسّي حاتماً والمحلقا
ومنزله مأوى ضيوفٍ وقاصدٍ
………….....….……. إلى جميع محتاجٍ ، فقد كان منفقا
ونعم الإمام السيد الشهم صالح
……………......……. حميد السجايا، دأبه البر والتقى
كم ارشد الأجيال شيخاً معلّما
……………...…........……. وداعيةً لله أخلص واتقى
ولم يأل في الارشاد والوعظ جهده
………………...…......…. وقدم للاسلام جهداً محققا
مواعظه تسبي القلوب بحسنها
.
……………..….....……. ومنطقه يزهو جمالاً ورونقا
له الفقه والتفسير والنحوأُشرعت
……...…………..……. كذاك الحديث والمواريث مطلقا
عطوف على طلابه معتن بهم
…………………...….. وكان على العافين برّاً ومُشفقا
لمحضِ تميمٍ ، والنواصر ينتمي
……………...........……. فلله أصلٌ ، ماأجلّ ، وأعرقا
تراث جدودٍ ، من طريفٍ وتالدٍ
………..…….…......…. روى لهم التاريخ مجداً موثقا
فأعظم بشأوٍ قد حواه من العلا
…………......…..…. يُكلف غير الشيخ أصعب مرتقى
مآثره يعلوعلى الحصر قدرها
………...…….……... وإحصاؤها يعيي يراعاً ومنطقا
حباه إله العرش عزاً وسؤدداً
………...…....……….. وأسبغ من فضل عليه واغدقا
ومدّ له في عمره وأعانه
………..………........….. ولازال من رب الأنامِ موفقا
وبارك في ابنائه وبناته
………………..…....… نجوم سماءٍ ضوؤها قد تألقا
فكلٌ له في حلبة المجد صولة
........................................ جميع سما للمكرمات وحلّقا
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
