نظيف القس الرومي
نظيف القس الرومي كان خبيراً باللغات وكان ينقل من اليوناني إلى العربي ، وكان يعد من الفضلاء في صناعة الطب وإستخدمه عضد الدولة في البيمارستان الذي أنشأه ببغداد. وكان عضد الدولة يتطير منه وكان الناس يولعون به. إذا ولج إلى مريض حتى حكي في بعض الأوقات حتى عضد الدولة أنفذه إلى بعض القواد في سقم كان عرض له فلما خرج من عند القائد، إستدعى بثقته وأنفذه إلى حاجب عضد الدولة يستفهم منه نية الملك فيه ، ويقول إذا كان ثم تغير نية فليأخذ له الإذن بالانصراف والبعد فقد قلق لما جرى فسأل الحاجب عن ذلك وسببه فنطق الغلام ما أعهد أكثر من أنه اتىه نظيف الطبيب ونطق له يا مولانا الملك أنفذني لعيادتك. فمضى الحاجب وأعاد بحضرة الملك عضد الدولة هذا الحديث فضحك وأمره حتى يمضي إليه ويفهمه بحسن نيته فيه، وإن ذلك أشغل قلبه به فأنفذه إليه ليعوده، وحملت إليه خلع سنية فسكنت بها نفسه وزال عنه ما كان أضمر من شغل القلب وكان دائماً يولع به بسببها.