جاكومي جروبي
جاكومي جروبي (1863- [[]]) أول صانع آيس كريم في مصر في العصر الحديث.
جروبي ولد "جاكومي جروبي" عام 1863 في سويسرا لأسرة ريفية متواضعة، وفي سن السادسة عشر بدأ تفهم مهنة صناعة الحلويات وبعدها سافر للعمل إلى مارسيليا وهناك تعهد على رجل الأعمال "جيانولا" والذي نصحه حتى يسافر معه إلى القاهرة للعمل هناك، حيث كانت مصر في تلك الفترة يسكن بها الكثير من الجاليات الأوروبية المتنوعة، وشهدت تطورا اقتصاديا هائلا إلى جانب الانفتاح الذي كانت تعيشه بعد افتتاح قناة السويس.
سافر معه وعمل في مصنعه لعمل الحلويات في شارع البواكي بالأزبكية ثم انتقل بعد عامين إلى الإسكندرية للعمل في فرع حديث لمصنع جيانولا، وهناك تعهد على زوجته "أيجوني بينكالاني" التي كانت لها فضل كبير في مساعدته حتى يصبح واحدا من أشهر مؤسسي محلات الحلوى في مصر، بفضل الدعم المادي الذي حصل عليه من أسرة زوجته استطاع حتى يشتري مصنع جيانولا بعد القصف الإنجليزي على الإسكندرية عام 1882.
ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهيه السفن حيث تعرض جاكومى الى خسارة فادحة بعد ان ولج فى ثفقة مشروعات برج العرب وباع مصنعه وكل ممتلكاته فهجر الاسكندرية وانتقل الى القاهرة عام 1891، وبدعم زوجته وأسرتها قام بشراء مبنى في شارع عدلي بوسط القاهرة وأنشأ محله الأول هناك باسم "جروبي" وسكن بنفس مبنى المحل مع عائلته وأسس مخطا في إحدى طوابقه، أما الدور الأرضي فأسس فيه ابنه "أكيلي" حديقة وصالون للشاي والحلويات حيث يعتبر جروبي أول مقهى ذوطابع أوروبى.
يعتبر جروبي أول من جلب إلى مصر الكريمة المخفوقة "الكريم شانتي" في القاهرة كما كان أول محل بداخله ثلاجة مخصصة لذلك الاختراع الجديد في ذلك الوقت وهوالآيس كريم.
يعد جروبى أول صانع للآيس كريم في مصر، وكان يطلق عليه "جيلاتى" ويقتصر على نوعين، اللبن والشوكولاتة، كما جلب إلى مصر أنواعا جديدة من أطيب وأجمل الحلوى التي عهدها المجتمع مثل "الميل فوي" و"إكلير" و"مارون جلاسيه" و"بول دى شوكولاه" وغيرها من الحلويات الأوروبية إلى جانب أطباق الحلوى المصرية مثل "أم علي"، وفي عام 1925 افتتح مع ابنه أكيلى فرع جروبي الثاني، باسم "J. Groppi" في وسط ميدان سليمان باشا "طلعت حرب حاليا" ثم فرع آخر في هليوبوليس بميدان روكسي.
في عام 1922، أسس جروبي في بولاق أحد أكبر مصانع الثلج الذي كان يمد القاهرة بأكثر من 3000 لوح ثلج يوميا، وتوسع فيما بعد في إنتاج الشيكولاتة والآيس كريم والأنواع المتنوعة من المربى والعصائر الطبيعية.
كان يوجد ثلاثة طهاة يعملون في المطبخ، وكل واحد منهم مسؤول عن فترة واحدة فقط من الطهي، وكانت وصفات الأطباق كلها باللغة الفرنسية التي لم يكن العمال يفهمونها، وحينما عين جروبى مديرا سويسريا للمصنع، اضطر إلى حتى يأخذ دروسا في الفرنسية ليتمكن من قراءتها.
جروبي كان يخاطب صفوة المجتمع، يجتمع به المثقفون والأدباء وكبار رجال الأعمال والعائلات الأرستقراطية في تلك الفترة، يمضىون إليه بكامل أناقتهم، والنساء ترتدي فساتين السهرة الطويلة والفرو، ويبدوكأنهم ذاهبون إلى حفلة، كان يجتمع به كبار السياسين والوزراء وتقام به الحفلات الخاصة بالرئاسة في عهد الرئيس جمال عبدالناصر.
صورت به الكثير من الأفلام الشهيرة داخل جروبي منها "العتبة الخضرا" لإسماعيل ياسين و"يوم من عمري" لعبدالحليم حافظ و"حلاق السيدات" لعبدالسلام النابلسي، وفي الوقت الحالي تم تصوير مشاهد من فيلم "عمارة يعقوبيان" كما اعتاد الكثير من الفنانين والمشاهير الارتداد على المحل حتى الآن.
ومن الداخل لا يزال جروبي يحتفظ ببعض الآثاث القديم في أفرعه الثلاثة الذي يرجع لمطلع القرن العشرين، كما حتى العاملين به حتى الآن محتفظين بالملابس الكلاسيكية الأنيقة وكأن الزمن يعود بك إلى أجواء مصر في فترة سبعينات القرن الماضي، وبداخل المحل تنطلق الموسيقية الفرنسية الكلاسيكية في أراتى المكان ليصبح مكانا محتفظا بطابع خاص حتى يومنا هذا.
وفي عام 1981، اشترت الشركة العربية للأغذية جروبي من آخر ورثة للمحل وهم "بيانكى" و"شيزار" بعد حتى قررا تصفية جميع أموال العائلة في مصر والعودة إلى سويسرا، وقد فضل مالك المحل عبد العزيز لقمة حتى يظل جروبي بنفس الاسم ومحتفظا بأصالته وطرازه طوال تلك السنين الماضية حتى يومنا هذا.