برغواطة
| ||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| ||||||||||||||||||||||||||||||||||||
بورغواطة هي إمارة أمازيغية نشأت في القرون الوسطى على الساحل الأطلسي للمغرب، وضمت الإمارة إتحادا من مجموعة من قبائل مصمودة. بعد فشل التحالف مع مُتمردي الخوارج السفريين في المغرب ضد العباسيين ، اقاموا مملكة لهم (744 - 1058) في منطقة تامسنا على الساحل الاطلسي بين آسفي وسلا بقيادة طريف المطغري.
أصل الحدثة
يعتقد بعض المؤرخين ان حدثة بورغواطة هوتشويه صوتي لمصطلح برباتي، وهواسم الشهرة الذي ذاع عن طريف. ومن المعتقد أنه ولد في منطقة برباط barbate قرب قادس في إسبانيا . لكن جيروم كاركوبينووغيره من المؤرخين افترض حتى الاسم أقدم من تلك القبيلة نفسها التي سماها الرومان «باكاتيس»، الذين كانوا يعيشون قرب فولوبيليس حتى القرن السابع .
التاريخ
لا توجد تفاصيل وافية مُدونة عن بورغواطة، لكن معظم المصادر التاريخية المُتواجدة هي عن حكامها ، وغالبا ما تأتي متناقضة وغامضة في السياق التاريخي. بيد حتى أحد المصادر يظهر أكثر إثارة للاهتمام. يأتي المصدر من قرطبة في اسبانيا حوالى منتصف القرن العاشر، والمحرر هومن أبرز المُدونين لبورغواطة والسفير البورغواطي لدى قرطبة أبوصالح زمور. هذا المصدر يعتبر الأكثر تفصيلا بشأن بورغواطة . وتم سرده من طرف أبوعبيد البكري، ابن حزم وابن خلدون، ورغم تفسيراتها تضم بعض وجهات النظر المتضاربة.
عهد البرغواطيون كذلك باسم بنوطريف، نسبة إلى مؤسس الإمارة طريف المطغري. التحق هذا المقاتل المغربي عام 710 بجنود العرب القادمين من الشرق، الذين زحفوا على إسبانيا. وقد حصل لقاء جهاده على أراض بريوبرباطي بالأندلس. ويجمع أغلب المؤرخين حتى هذا هوأصل تسمية برغواطة. لا أحد يفسر كيف من الممكن أن انتقل المغاربة من بربط إلى برغط، ولكن تلك سنة الحدثات الأعجمية الأصل. مقام طريف بإسبانيا خلق إلتباساً لدى المؤرخين بخصوص أصله، فهناك من اعتبره أمازيغياً، وهناك من مضى إلى أنه أندلسي، بدليل حتى مدينة طريفة تحمل اسمه. لكن أبوصالح زمور، الذي أصبح لاحقاً سفيرا لبرغواطة في قرطبة، ذكر أنه ينحدر من أصل يهودي، إذ كان أحد أجداده يحمل اسم شمعون بن يعقوب. شكك ابن خلدون في هذا النسب إذ اعتبر حتى «العصبية القبلية هي السبيل الوحيد إلى السلطة» وأنه لا يمكن ليهودي حتى يحكم دون مقاومة قبلية شرسة. بعضهم مضى إلى حتى تهويد طريف في الكتابات التاريخية ما إلا وسيلة للتقليل من شرعيته. لكن لا سبيل للتأكد من أصله العملي، والأهم ليس هومن أين أتى، ولكن ماذا عمل. بعد عودة طريف من الأندلس، تمت توليته قائداً عسكرياً على قبائل زناتة وزواغة، فصاحَب ميسرة المطغري المعروف بانتمائه للخوارج، في حملته ضد الفاتحين، وعلى رأسهم موسى بن نصير. «نظراً لانشغال الخلفاء عن المغرب، لم يكن يهم الفاتحين تحويل المغاربة إلى الإسلام بقدر ما كان يهمهم نهب أموالهم وهتك أعراضهم»، يذكر الباحث التونسي محمد الطالبي.
اتبع تحالفُ البورغواطيين مع طائفة الخوارج المسلمة ممضىا متوازنا في معارضة الارستقراطية القريشية التي نمت أكثر فأكثر في ظل خلافة الأمويين. بعد هزيمة الخوارج في القيروان، بتونس سنة 741، تراجع البورغواطيون في المغرب إلى منطقة تامسنا حيث أسسوا فيها مملكتهم.
قبل الثأر بالسيف، مضى ميسرة البربري عند الخليفة الأموي هشام بن عبد المالك وهجر له كتابا مستفسرا عن تعامل أصحابه مع المغاربة: «أميرنا يمضى في حملة وحين يحصل على غنيمة يستثنينا، فنقول جاهدنا في سبيل الله. حين نحاصر مدينة من المدن، يقول لنا تقدموا ويهجر الجيوش العرب إلى الخلف، ونقول مرة أخرى إذا أجرنا عند الله سيكون أكبر. أما حين يخطف جميع بنت جميلة من بناتنا، فنود حتى نفهم هل جميع ذلك يتم تلبية لطلبكم». لم تجد الرسالة نفعا، وتعاظمت قيمة المكوس والجبايات التي فرضها المسلمون على البربر، واختطف الفاتحون نحو13 ألف بنت بربرية خارقة الجمال وقدموها هدية لحكامهم، آنذاك مضى ميسرة وطريف إلى قيروان لمنازلة مسلمي المشرق عام 740. هناك انهزمت قوات ميسرة واستطاع طريف حتى يفلت بجلده فركن إلى منطقة تامسنا. منذ ذلك الحين أصبحت برغواطة تشير إلى مجموع القبائل، وأغلبها من مصمودة وزناتة، التي انضوت تحت لواء القائد العائد. يقول أبوعبيد البكري، «قدم البربر طريف على أنفسهم وتولى أمرهم. وكان على ديانة الإسلام». هذا التوضيح مهم، لأنه بقدر ما كان طريف مؤسس الدولة العملي، بقدر ما اعتبر ابنه، صالح بن طريف، هومؤسسها الروحي وصاحب ديانتها.
حكم البورغواطيون في منطقة تامسنا لأكثر من ثلاثة قرون (744 - 1058). تحت حكم صالح بن طريف، إلياس بن صالح (792 - 842) ؛ يونس (842 - 888) وابوغُفيل (888 - 913)، ضلت المملكة القبلية موحد، وأوفدت بإستمرار ببعثات إلى القبائل المجاورة. لم تدم العلاقات الطيبة مع خلافة قرطبة طويلا حيث قُطعت في مع حكام الأمويين القرن العاشر . هجومين للأمويين، فضلا عن الهجمات التى شنتها الفاطميون قد صُدت من قبل بورغواطة. نشبت حرب عصابات مكثفة مع بنويفران من القرن الحادي. مما أضعف بورغواطة كثيرا ، إلا انها ما زالت قادرة على صد هجمات المرابطين (سقط الزعيم الروحي للمرابطين ، عبد الله بن ياسين في معركة ضد البورغواطيين سنة 1058). سنة 1149 تمكن الموحدون من القضاء على قوه بورغواطة السياسية والدينية.
الأفول والآثار
مع بداية القرن الحادي عشر، فقد البرغواطيون بعضا من سيادتهم على شالة والرباط مثلا، وأصبحت على ما يظهر فضالة آخر منافذهم الشمالية إلى البحر. يتحدث ليون الإفريقي عن 180 مدينة، كما حتى ابن خلدون يحدثنا عن تمدن أهل برغواطة، لكن لا أثر لهذه الحكايات في الواقع. لا ريب حتى الغزوالمتتالي على المملكة والذي أدى إلى اندحارها على يد عبد المومن بن علي الگومي الموحدي عام 1148 أتى على الكثير من المدن والحواضر، لكن لا سبيل للتأكد من ذلك. أكيد كذلك حتى تحالف المرينيين فيما بعد مع قبائل زناتة على أساس نشر الإسلام السني ساهم في محوآثارهم . لكن لا سبيل لفهم متى استطاع الموحدون تفريق القبائل الموالية لبرغواطة، وهل تم أولا القضاء على دولة بني طريف أم على الهجربية القبلية التي كونت قوتهم الضاربة. وكأنها سيرة سحرة، عمروا، حكموا فمضىوا إلى حال سبيلهم. ونبوءتهم،يا ترى؟ أصبحت سيرة من قصص الدجالين، تقرأ في الخط الصفراء لا غير. أما تاريخهم، فأخيرا سيخط له الخروج من الظل، إذ يؤكد لنا مدير المعهد الملكي للدراسات التاريخية، محمد قبلي، حتى موجز تاريخ المغرب الذي هوقيد التحضير "سيضم لأول مرة جميع ما نتوفر عليه عنهم، على قلته».
الدين
بعد اعتناق قبائل مصمودة الاسلام في بداية القرن الثامن وإنتفاضة ميسرة (739 - 742)، أقام بربر بورغواطة دولتهم على الساحل الاطلسي بين آسفي وسلا.
إتبعت مملكة بورغواطة المعتقدات الدينية المستوحاة من الاسلام (ربما بتأثير من اليهودية) مع عناصر دينية سنية وشيعية ومن الخوارج. اختلطت مع الاسلام تنطقيد وثنية ذات علاقة بالتنجيم. يُفترض أنه كان لهم "قرآن" يضم 80 سورة باللغة البربرية وذلك تحت قيادة الحاكم الثاني من سلالة صالح بن طريف الذين شاركوا في انتفاضة ميسرة. وأعرب نفسه نبياً . وادعى أيضا أنه المهدي المنتظر، وأنه سيُرافق عيسى (عليه السلام) في النبوة.
يضم قرآنهم بحسب أبي صالح زمور المدعو«القائم بصلاتهم» ثمانين سورة. أسماء أغلبها منسوبة للأنبياء (آدم، أيوب، يونس...) وبعضها للقصص (فرعون، ياجوج وماجوج، الدجال، العجل...) وسور أخرى منسوبة للحيوانات (الديك، الجمل، الجراد، الحنش...). لم توجد في منطقة تامسنا التي استوطنوها أية صيغة مكتوبة لهذا القرآن، لكن البكري أورد مقتطفا من سورة أيوب اللقاءة للفاتحة عندهم. يقول النص «بسم الله الذي أوفد كتابه إلى الناس هوالذي بين لهم به أخباره، نطقوا فهم إبليس القضية، أبى الله، ليس يطيق إبليس». وحدثة «الله» هنا ترجمة لحدثة «ياكوش» الذي اعتبره البعض إلاه البرغواطيين، والبعض الآخر اعتبره ترجمة لله، كما آمن به الخوارج من قبل من ضمن الأمازيغ المسلمين. هذا الرأي يسانده محمد الطالبي، إذ يرى حتى دين بني طريف «لم يتحرر من الإسلام وإنما أعطاه صيغة أمازيغية محلية ومستقلة عن الشرق، بقرآن محلي ونبي محلي». الأمر لا يقف عند حد النصوص، فالبرغواطيون، حسبما نادىهم إليه يونس نسبة إلى جده صالح، كانوا يصومون رجب بدل رمضان ويجتمعون الخميس بدل الجمعة، ويصلون بعض الصلوات، دون ركوع ولا سجود مثل النصارى، ويغسلون الصرة والخاصرتين أثناء الوضوء ويصلون خمس مرات يوما وخمسا ليلا. أوجه المغالاة هذه، الممزوجة بالبريكولاج الديني، قد تعني أنهم أرادوا الظهور كمسلمين حقيقيين وليسوا في حاجة لدروس من أهل الشرق الجائرين، وأنهم قادرون على إنتاج قواعدهم، ذلك ما يمضى إليه الطالبي. لكن تشددهم في الدين كان يوازي تحليلهم لملذات الحياة، فقواعد التشريع البرغواطي تبيح الزواج من النساء بقدر ما استطاع الرجل مباعلتهم كما يبيح العود بعد الطلاق، دون قيد. ولعل ما كان يثير الأغراب لبلادهم، حسب ليون الإفريقي، جمال نسائهم البارع. على المستوى الشعبي، تمتزج طقوس البرغواطيين بشكل ملفت مع معتقدات وثنية موروثة ومع ممارسات «سحرية» مكتسبة من قبل تقديس الديك. هذا الاعتقاد ما زال قائما بمنطقة زمور، حيث وصل نفوذ البرغواطيين في نهاية القرن التاسع، فالزموريون ما زالوا يقولون في الفجر «لا يتودان أفلوس» )يؤذن الديك(، أما في ما يخص استبعاد أكل رأس الحيوانات ومنها الحوت، ومنع أكل البيض فما زالت قائمة عند بعض أعضاء قبائل مصمودة الذين لجؤوا إلى سوس. تحريم لحم الديك وأكل البيض يربطه المستشرق ناحوم سلوش في مجلة العالم الإسلامي بتأثير اليهودية على الديانة البرغواطية، حيث يلعب الديك كحيوان مقدس دورا مهما في محوالخطيئة والمعصية لدى يهود المشرق بالصحراء. سلوش يلاحظ حتى ديانة صالح بن طريف تعطي لموسى مكانة أرقى عن عيسى ومحمد.
لذلك يقول إذا «ديانة برغواطة إسلامية في شكلها، بربرية في طقوسها، يهودية في عمقها وميولاتها». قليل من المؤرخين والباحثين يشاطرن المستشرق سلوش رأيه. مولود عشاق يذكر حتى قبائل الأمازيغ ارتدوا عن الإسلام 12 مرة، وأن جميع من كان يشكك في الخلافة الشرعية وبالأحرى يستقل عنها )مثل برغواطة( كانت تطلق عليه السلطة الرسمية صفة «اليهودي، المجوسي أوالكافر». في الواقع يستنتج محمد الطالبي بأن البرغواطيين تعاملو«مع الإسلام كثقافة دخيلة، كقوة استعمارية سالبة، لكنهم امتلكوها وحولوها لصالحهم». هذا لا يمنع رواة مسلمين مثل بن حوقل من القول إذا دين بني طريف «بدّل عقول الناس وبدّل معارفهم وافترض عليهم طاعته في سنن ابتدعها». وهوحال فرق إسلامية أخرى مخالفة للممضى الرسمي لم توءد في بداياتها، مثل البهائيين والدروز، الذين ألّفوا بدورهم دينا خاصا بهم.
القبائل
يتكون اتحاد قبائل برغواطة من 29 قبيلة. 12 من هذه القبائل كانت تعتنق دين برغواطة بينما 17 منهم اعتقنت الإسلام.
قبائل برغواطة
- جراوة
- زوغوة
- بارنيس
- بنوأبي نصر
- منجسة
- بنوأبي نوح
- بنووغمار
- متغارا
- بنوبورغ
- بنودر
- متمتة
- بنز زكسنت
قبائل الخوارج المسلمة
- زنتا جبل
- بن بليط
- نملة
- عونست
- بنويفرن
- بنوبنغيط
- بنونعمان
- بنوفلوسة
- بنوقونة
- بنوسبقر
- أسدة
- رجانة
- عزمين
- منادة
- مسينة
- رسينة
- ترارة
بعض القبائل الرئيسية، مثل عفرين وترارة، كانت فروع لجماعات قبلية أكبر، والفروع المستقرة في تامسنا فقط هي التي انضمت لاتحاد قبائل برغواطة.
القوة الاقتصادية والعسكرية
الفرق الحاصل مع الأقليات الأخرى حتى البرغواطيين أصبحوا قوة سياسية مهابة الجانب. فبعد حدوث مجزرة وادي بهت ومذبحة قرية تيماغين التي جعلتهم يوسعون من نفوذهم مع بداية القرن العاشر، وصل إلى سدة الحكم رجل مسالم اسمه عبدالله أبوالأنصار، مثقف، معطاء، استطاع بخلاف أسلافه حتى يجمع الكثير من الحلفاء دون إراقة دماء. يقول البكري «كان يجمع جنده وجيشه في جميع عام ويظهر أنه يغزومن حوله فتهاديه القبائل وتستألفه، فإذا قبل هداياهم وألطافهم فرق أصحابه». هذا الوصف يظهر كيف من الممكن أن أصبحت القبائل من حول مملكة برغواطة تهابها وتود مهادنتها. أما حين وصل أبومنصور عيسى إلى الحكم حوالي عام 953، فقد جدد نبوة جده وتبعته، بحسب ما يرويه سفيره إلى قرطبة، قبائل غزاوة وزاوغة والبرانس وبنوأبي نصير ومنغنيســة وبنومغـمور ومطغرة، مما جعله يتوفر على 10000 فارس. أما القبائل الأخرى التي ظلت على ممضى الخوارج، فقد وضعت رهن إشارته 10000 فارس احتياطي. ما الذي يفسر هذا التعاضد،يا ترى؟ «لم يكن ما يجمعهم قبلي، يقول محمد الطالبي، ولكن قومي. تفهموا حتى السلطة المركزية التي تضطهدهم وتهينهم ليست مشروعة وأن الثورة عليها ليست فقط حق وإنما واجب».
لكن بعد قرنين من وجود البرغواطيين، لم يعد دافع الثورة وحده يفسر استمراريتهم وقوتهم العسكرية. عملا، يظهر حتى هناك أربع طبقات تحدد البنية القبلية عندهم، بحسب ما توصل إليه مولود عشاق. نجد في الطابق الأول ذرية بني طريف، أصحاب الملك وقائدي الحلف البرغواطي إيديولوجيا وروحيا. يتبعهم المصامدة، الذين كانوا يتمتعون بمكانة اجتماعية مرموقة، ثم القبائل المنحدرة من زناتة وصنهاجة، والتي حصلت على مكانة في المجتمع بفضل التجارة، وأخيرا قبائل ذات أصل سوداني، حليفة للبرغواطيين بحكم تحكمها في قوافل الصحراء. تكونت مع الزمن هوية الانتماء إلى الإمارة. أصبحت حدودها، يقول أحمد سراج، مكونة من قبائل ومحاربين وليس فقط من أنهار وغابات. لكن ما الذي جعل البرغواطيينقد يكونون قوة ضاربة فيما لم يفلح أندادهم (إمارات النكور بالشمال ومكناسة في سجلماسة) من تحقيق ذلك،يا ترى؟ ليس هناك تفسير واحد لهذا الانفراد. على المستوى السيكولوجي، كما يقول محمد الطالبي، يجب حتى نعي ما قدمه بنوطريف للقبائل من حولهم «قرآن بلسانهم، نبي من قومهم وشعائر خاصة بهم»، كأنما أصبح البرغواطيون أهل البيت، مع الفارق طبعا. مولود عشاق يمضى إلى تفسير عقلاني أكثر، معتبرا حتى منطقة تامسنا منطقة ذات منعة واعتصام، فهي مكونة من غابات ووديان ومغارات. عين السبع وعين الذئاب بآنفا، لم تكن مجرد تسميات، والبحر من الخلف كان يظهر لللفسة والمرابطين من بعدهم كبحر الظلمات. إضافة إلى جميع ذلك بنى بنوطريف ما يناهز 400 حصن في مدنهم الاستراتيجية، شالة، فضالة، آنفا الخ. لكن القوة الضاربة وراء جميع هذا تظل هي القوة الاقتصادية. فقد ظل التصدير إلى إسبانيا هوسلاحهم الأنجع. بل إذا قوتهم أوصلتهم كذلك إلى الجنوب. يقول ابن حوقل «وقد يصل إليهم أهل أغمات وسوس بالتجارة وكذلك قوم من أهل سجلماسة». جميع ذلك يعني، حسب المؤرخين، حتى البرغواطيين كانوا يمتهنون الوساطة التجارية بإتقان. مما يعني حتى القوافل كانت سالكة، فالعلاقة حتى مع فاس، حيث كان حكم اللفسة بين أعطى وجزر، لم تنبتر إلا في حالات الحرب.
أما بخصوص الزراعة، فيكفي حتى نورد ما نطقه ليون الإفريقي «في عهد أولئك المبتدعين، بلغت وفرة القمح درجة جعلت الناس يستبدلون أحيانا حمل جمل بنعلين». تحكم برغواطة في منطقة حساسة ومنافذ بحرية استراتيجية، هوالذي جعلها، بحسب المختصين، وسط صراعات الأمويين السنيين والفاطميين الشيعة وحلفائهم في المغرب. «حاولوا القضاء عليهم لأسباب اقتصادية وسياسية وليس لأسباب دينية»، يقول مولود عشاق. أما قوتهم العسكرية، فستظهر بجلاء مع محاولة مؤسس الدولة المرابطية عبدالله بن ياسين القضاء عليهم عام 1059. «لقد دخل، يقول مولود عشاق، في مغامرة غير محسوبة. افترض أنه يستطيع القضاء عليهم، بينما هوآت من الصحراء والبرغواطيون أدرى بوعورة منطقتهم». والأهم، بحسب أحمد سراج، حتى لهم قوة قبلية لا يستهان بها». اغتال إذن بن ياسين على أيديهم ودفن بقرية نائية تدعى كريفلة، غير بعيد عن ازحيليگة، في قلب "مملكة المجوس".
حكام بورغواطة
- طريف المطغري
- صالح بن طريف المطغري، الذي اعلن نفسه نبيا سنة 744 واختفى في سن ال47، واعدا بالعودة المُنتظرة.
- إلياس بن صالح (792 - 842) ، الذي قيل أنه جاهر علنا بالإسلام لكنه اعتنق دين صالح سرا، وتوفي في السنة الخمسين من حكمه.
- يونس بن إلياس (842 - 888) هوالصانع الرسمي لديانة صالح حيث اغتال جميع الذين لم يعتنقوا ديانته (قتل 7770 شخصا وفقا لمصادر ابن خلدون، في مكان يسمى تاملوكيفت). والملفت للنظر، ما يُنطق من أدائه فريضة الحج. توفي في السنة الرابعة من حكمه.
- أبوغافر محمد (888 - 917)، ووقد سُمي أيضا بالنبي (طبقا لسرد ابن خلدون لأحد القصائد) وكان له 44 زوجة والكثير من الأبناء. توفي في السنة التاسعة والعشرين من حكمه.
- أبوالأنصار عبد الله (917 - 961)، دُفن في أمسلخت. توفي في السنة الرابعة من حكمه.
- أبومنصور عيسى (961 -؟؟؟) ذي الـ 22 عاما عندما أصبح ملكا.
انظر أيضاً
- مملكة نكور
- المغراويون
- بنويفرن
- تامسنا
المراجع
- Ulrich Haarmann, Geschichte der Arabischen Welt. C.H. Beck München, 2001.
- John Iskander, Devout Heretics: The Barghawata in Maghribi Historiography, in The Journal of North African Studies Volume 12, 2007, pages 37-53.
- Stephan und Nandy Ronart, Lexikon der Arabischen Welt. Artemis Verlag, 1972.
- Mohammed Talbi, Hérésie, acculturation et nationalisme des berbères Bargawata, in Premier congrès des cultures Méditerranéennes d'influence arabo-berbère, Alger 1973,217-233.
الحواشي والمصادر
- ويكيبيديا
- ^ by Enrique Gozalbes Cravioto - (بالإسپانية)
- ^ see e.g. and for a contrary view the reference by Mohammed Talbi cited above
- ^ Talbi (ref. cited above) believes, however, that it contains a certain amount of myth or propaganda
- ^ البكري even states they were annihilated in 1029, although this is inconsistent with what he himself states elsewhere regarding their battles with the الموحدونs
- ^ تاريخ المغرب ....برغــواطة : مملكة المجوس، مجلة نيشان المغربية سنة 2006
- ^ It is believed that Salih Ibn Tarif was a Jewish born in the Iberian Peninsula - Kitab Al-Istibsar, transl. of E. Fagnan, L'Afrique Septentrionale au XII siécle de notre Ere, Argel, 1900, p. 157.
- ^ Talbi (ref. cited above) notes that in fact there is no contemporary record of him being anything other than a Sufri Kharijite, and that it may have been a myth propagated by Yunus
- ^ http://www.achaari.ma/Article.aspx?C=5790
- ^ Dates with question marks are calculated on the basis of a secondary source [1]. Other info is from Ibn Khaldun.
