ثورة 26 سبتمبر اليمنية

عودة للموسوعة

ثورة 26 سبتمبر اليمنية

ثورة 26 سبتمبر اليمنية
جزء من الحرب الباردة العربية

قوات ملكية يمنية في محاولة لصد هجوم مدرعة مصرية.
التاريخ 1962–1970
المسقط
اليمن الشمالي
النتيجة

فوز الجمهوريين

  • الدعم السعودي لمحمد البدر والفصيل الملكي يستسلم عام 1965.
  • انسحاب القوات المصرية عام 1967
  • تشكيل حكومة جمهورية في اليمن الشمالي تضمن أعضاء من الفصيل الملكي لكن ليس من العائلة الملكية
الخصوم
مملكة اليمن
 السعودية
بدعم من:
 الأردن
 المملكة المتحدة
 اليمن الشمالي
مصر
القادة والزعماء
محمد البدر
الحسن بن يحيى
عبد الرحمن بن يحيى
محمد بن الحسين
عبد الله بن الحسن
فيصل بن عبد العزيز
عبد الله السلال
جمال عبد الناصر
عبد الحكيم عامر
القوات
20,000 فرد شبه نظامي (1965)
200,000 من رجال القبائل(1965)
مئات المرتزقة
3,000 جندي(1964)
70,000 جندي (1965)
الخسائر
1,000 قتيل 26,000 قتيل
100,000–200,000 قتيل

ثورة 26 سبتمبر أوحرب اليمن أوحرب شمال اليمن الأهلية هي ثورة قامت ضد المملكة المتوكلية اليمنية في شمال اليمن عام 1962 وقامت خلالها حرب أهلية بين الموالين للمملكة المتوكلية وبين المواليين للجمهوريّة العربية اليمنية واستمرت الحرب ثمان سنوات (1962 - 1970). وقد سيطرت الفصائل الجمهورية على الحكم في نهاية الحرب وانتهت المملكة وقامت الجمهورية العربية اليمنية. بدأت الحرب عقب انقلاب المشير عبد الله السلال على الإمام محمد البدر حميد الدين وإعلانه قيام الجمهورية في اليمن. هرب الإمام إلى السعودية وبدأ بالثورة المضادة من هناك.

تلقى الإمام البدر وأنصاره الدعم من السعودية والأردن وبريطانيا وتلقى الجمهوريين الدعم من مصر جمال عبد الناصر. وقد جرت معارك الحرب الضارية في المدن والأماكن الريفية، وشارك فيها أفراد أجانب غير نظاميين فضلاً عن الجيوش التقليدية النظامية.

أوفد جمال عبد الناصر ما يقارب 70,000 جندي مصري وعلى الرغم من الجهود العسكرية والدبلوماسية، وصلت الحرب إلى طريق مسدودة واستنزفت السعودية بدعمها المتواصل للإمام طاقة الجيش المصري وأثرت على مستواه في حرب 1967 وأدرك جمال صعوبة إبقاء الجيش المصري في اليمن.

انتهت المعارك بفوز الجمهوريين وفكهم الحصار الملكي على صنعاء في فبراير 1968 وسبقها أيضاً انسحاب بريطانيا من جنوب اليمن وقيام جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية.

مقدمة

الامام البدر

قامت المملكة المتوكلية اليمنية عام 1918 بقيادة الإمام يحيى حميد الدين. كانت مملكة منغلقة على العالم وتبنى سياسة إنعزالية خوفاً من حتى تسقط بلاده لسلطة القوى الإستعمارية المتحاربة عقب الحرب العالمية الأولى وبالذات إيطاليا وبريطانيا وكذلك لإبعاد المملكة عن التيارات القومية التي ظهرت في المنطقة العربية تلك الفترة وساعده في ذلك حتى جل المجتمع اليمني على أيامه كانومن المزارعين يعيشون في قرى مكتفية ذاتيا. منع الإمام يحيى السفارات والبعثات الدبلوماسية من دخول البلاد وأي زائر أجنبي كان بحاجة إلى إذن شخصي منه أسس الإمام يحيى حميد الدين حكماً ثيوقراطيا زيدياً تجاهل أبناء المذاهب الأخرى مثل الشافعية والإسماعيلية واعتبر يهود اليمن ذميين ظهرت حركات معارضة للمملكة بعضها نتيجة احتكاك تيارات فكرية معينة بالخارج مثل محمد محمود الزبيري وبعضها إعتراضا على نية الإمام يحيى توريث ابنه أحمد بن يحيى، وكان عبد الله الوزير من أبرز معارضي التوريث وانتخب إماما دستوريا ليقود ثورة الدستور عام 1948. قُتل الإمام يحيى خلالها وتمكن ابنه أحمد من انقاذ المملكة.

وفي 31 مارس عام 1955، وقع انقلاب قام به المقدم أحمد يحيى الثلايا. وقد قام المقدم أحمد بقيادة فرقة من الجنود لمحاصرة الإمام في قصره في مدينة تعز. وطالبوا الإمام تسليم نفسه وهوما حدث. وقد اختلف قادة الانقلاب فيما بينهم على مصير الإمام. فبعضهم اقترح قتله. والبعض الآخر اقترح حتى يستبدل به أخيه الأمير سيف الله عبد الله. وفي أثناء ذلك قام الإمام بفتح خزائن قصره واقتنى جنود الثلايا. كما قامت سيدات الأسرة المالكة بقص شعورهن ووضعوها في أظرف وأوفدوها إلى القبائل وخطوا لهم "يا غارة الله بنات النبي". فهجمت القبائل على تعز وفشل الانقلاب. ( أنظر انقلاب 1955 )

وفي صيف عام 1959، سافر الإمام أحمد إلى روما للعلاج من التهاب المفاصل الرثياني. فاعتقد البدر أنها نهاية أبوه. فقام بإنشاء مجلس نيابي برئاسة القاضي أحمد الصياغي. كما قام بإلقاء خطاب ضد الإمام في احتفال للجيش اليمني. فثار أفراد الأسرة الحاكمة ضد البدر مما دفعه للاستعانة بالقبائل لإخماد ثورتهم. ورغم حتى عيون البدر في روما تخبره حتى أبوه يحتضر. إلا حتى الإمام أحمد أفاق من سقمه ورجع إلى اليمن وقام بإلغاء جميع ما قام به البدر من إصلاحات. كما أمر باسترجاع الأموال والسلاح التي أعطاها البدر للقبائل التي أيدته في الإصلاحات. وهرب شيوخ القبائل إلى السعودية ولكن الملك سعود بن عبد العزيز ضمنهم عند الإمام أحمد. ولما رجعوا، أعطاهم الإمام لابنه البدر فقام بذبحهم ترضية لأبيه. وكانت هذه الحادثة دليلاً للذين عقدوا الآمال على البدر أنه لا يختلف كثيراً عمن سبقوه. ( أنظر تمرد مشائخ حاشد 1959 )

وعندما اغتال الإمام أحمد في 19 سبتمبر عام 1962، خلفه ابنه الإمام البدر في الحكم. وكان قرار تعيين عبد الله السلال قائداً للحرس الملكي من أولى القرارات التي اتخذها الإمام.


أحداث سنة 1962

التخطيط

خريطة تاريخية لليمن سنة 1962 ██ المملكة المتوكلية اليمنية ██ محمية عدن ██ اتحاد الجنوب العربي ██ ولاية عدن
صورة بعد قيام ثورة 26 سبتمبر يظهر فيها الرئيس عبد الله السلال والدكتور البيضاني مع امين نعمان وسنان أبولحوم وعبدالله الضبي ومحمد الفسيل واحمد المروني امام القصر الجمهوري.

أدرك اليمنيون منذ البداية أنه يجب الاعتماد على ضباط عسكريين للقيام بالإطاحة بحكم الإمام ثم يُدعمون بالقبائل بعد ذلك. وعلى الرغم من ذلك فإن العقل المدبر للانقلاب كان مدنياً وهوالدكتور عبد الرحمن البيضاني الذي كان يعتقد بضرورة وجود خمسة ركائز أساسية للقيام بثورة في اليمن وهي:

  • الجيش الذي سيقوم بالانقلاب.
  • بناء ميناء الحديدة لاستيراد الأسلحة الثقيلة التي تختلف عن الأسلحة الموجودة في أيدي القبائل.
  • إنشاء طريق بين الحديدة وصنعاء لضمان الوصول للعاصمة سريعاً لحمايتها.
  • دولة تساند الثورة.
  • إعلام قادر على التبشير بمبادئ الثورة.

وفي سنة 1962، كانت هناك نواة للجيش كما تم بناء ميناء الحديدة وشُق الطريق بين الميناء وصنعاء وبُنيت الإذاعة في الأخيرة وبقي فقط الدعم الدولي.

تم وضع خطة الانقلاب في مدينة جرمش بألمانيا (بالألمانية: Garmisch-Partenkirchen) عندما أجتمع البيضاني وعبد الغني مطهر. ثم بعد ذلك سافر البيضاني إلى القاهرة لعرض الخطة على المسؤولين المصريين هناك وكان من ضمنهم أنور السادات، صلاح نصر مدير المخابرات العامة ونائبه علي سليمان والرئيس المصري جمال عبد الناصر. وكان يصاحب البيضاني في بعض هذه اللقاءات محمد قائد سيف الذي شارك في انقلاب سنة 1948 الذي قاده عبد الله الوزير. ورغم تردد عبد الناصر في بداية الأمر، إلا أنه وافق على دعم الأحرار اليمنيين.

وكانت خطة الثورة مقسمة على ثلاثة خلايا: الأولى في تعز حيث يقيم الإمام أحمد والثانية في العاصمة صنعاء والثالثة في الحديدة حيث يوجد الميناء. وكانت بداية الخطة من تعز حيث يوجد 800 جندي منهم 530 مجندين لصالح الأحرار وكان من ضمن قادة أفرع الجيش المجندين أيضاً قائد المدرعات وقائد المدفعية. وكانت تنقص خلية تعز بعض الأسلحة فقام عبد الغني مطهر بنقلها لهم من صنعاء. وكانت على خلية تعز القيام باغتيال الإمام أحمد داخل قصره وهوما وقع على يد محمد العلفي وعبد الله اللقية.

وبعد حتى تنتهي مهمة تعز تبدأ مهمة صنعاء، وكانت الخطة تقتضي بأن يعلن قادة الخلية هناك إدانتهم للانقلاب في تعز ثم يستدركون البدر ولي العهد والشخصيات الهامة خارج مقارهم للتخلص منهم أوالتحفظ عليهم بدون مشقة القتال مع حرسهم الخاص مستغلين صفاتهم الرسمية عملى سبيل المثال كان عبد الله السلال قائد الحرس الإمامي. وكانت حادثة اغتيال يحيى محمد عباس رئيس الاستئناف خير مثال.

وكان من ضمن مهام خلية صنعاء أيضاً احتلال الإذاعة وكانت هذه المهمة بقيادة العقيد حسن العمري نائب وزير المواصلات ومدير اللاسلكي. وكان يجب عليهم إما احتلالها أوتدميرها لأنه كان يوجد هناك إذاعة أخرى في أسوان. فإذا بقت إذاعة صنعاء تحت سيطرة الملكيين أصبح هناك محطتين للإذاعة. ثم تبدأ بعد ذلك مهمة الحديدة التي يقودها العميد حمود الجيفي وكان عليهم تأمين الميناء لوصول القوات المصرية.

التطبيق

عندما اغتال الإمام أحمد في 19 سبتمبر عام 1962 على أيدي الثوار، خلفه ابنه الإمام بدر. وفي هذه الأثناء، تناقش ضباط الجيش إذا كان هذا هوالوقت المناسب للقيام بالانقلاب أوالانتظار حتى عودة الأمير الحسن من الخارج للقبض عليهما معاً في وقت واحد.

ولكن العقيد عبد الله السلال قرر التحرك وأمر بإعلان حالة التأهب القصوى في الكلية الحربية بصنعاء وفتح جميع مستونادىت الأسلحة وتوزيعها على جميع الضباط الصغار والجنود. وفي مساء 25 سبتمبر، جمع عبد الله السلال القادة المعروفين في الحركة القومية اليمنية والضباط الذين تعاطفوا معها أوشاركوا في محاولة انقلاب الثلايا عام 1955. وكان جميع ضابط وكل خلية بانتظار تلقي الأوامر وبدء التحرك بمجرد بدء قصف قصر الإمام بدر. وتضمنت الأماكن الهامة التي يجب تأمينها قصر البشائر (قصر الإمام)؛ قصر الوصول (قصر استقبال الشخصيات الهامة)؛ الإذاعة؛ الاتصالات التليفونية؛ قصر السلاح (مخزن السلاح الرئيسي)؛ ومقرات الأمن الداخلي والمخابرات. وتم تطبيق الثورة بواسطة 13 دبابة من اللواء بدر،ستة عربات مصفحة، مدفعين متحركين، ومدفعين مضادين للطائرات. وكانت الكلية الحربية هي مقر القيادة والسيطرة على القوات التي تقوم بالانقلاب.

توجهت وحدة من الضباط الثوريين مصحوبة بالدبابات إلى قصر البشائر. وقاموا باستخدام مكبرات الصوت لدعوة الحرس الملكي للتضامن القبلي وتسليم الإمام بدر الذي تقرر إرساله للمنفى بسلام. ولكن الحرس الملكي رفض الاستسلام وفتح النار على وحدة الضباط، مما دفع الثوريين إلى الرد بقذائف المدافع والدبابات. حيث كانوا قد قرروا استخدام الدبابات والمدفعية منذ البداية.

وقد استمرت معركة القصر حتى استسلم الحرس الملكي في صباح اليوم التالي. وكانت الإذاعة قد سقطت منذ البداية بعد مقتل ضابط ملكي واحد وانهيار المقاومة. أما مخزن السلاح فكان أسهلها، فكان يكفي أمر مكتوب من العقيد السلال لفتح المنشأة ثم تنحية الملكيين منها وتأمين البنادق، المدفعية والذخيرة. وقد سقطت الاتصالات التليفونية أيضاً بدون أي مقاومة. وفي قصر الوصول، فقد ظلت الوحدات الثورية آمنه تحت ستار حماية وتأمين الدبلوماسيين والشخصيات الهامة التي اتىت لتبارك لولي العهد الجديد.

وفي صباح 26 سبتمبر، تم تأمين جميع المناطق في صنعاء وأعربت الإذاعة أنه قد تمت الإطاحة بالإمام بدر وحلت محله حكومة ثورية جديدة. ثم بدأت الوحدات الثورية في مدن تعز، حجة، وميناء الحديدة تأمين ترسانات السفن، المطارات ومنشآت الميناء. وكان عهد الإمام أحمد عهد معارضة وثورات، وقد تعرض الإمام إلى 12 محاولة اغتيال، منها محاولة فاشلة لاغتياله وهوعلى فراش الموت. وما كانت الثورة التي قام بها الضباط عبد الله السلال وعبد الرحمن البيضاني والدكتور محسن العيني إلا هجريز النشاطات الثورية في جهد منظم واحد للإطاحة بحكم الإمام. وقد كان قائد المجموعة، السلال، متأثراً بقراءاته عن الثورة الفرنسية وكتاب عبد الناصر "فلسفة الثورة".


توابع الانقلاب

خريطة توضح محافظات اليمن.

لم يُشارك البيضاني - وهومثقف يحمل درجة الدكتوراه - رؤية عبد الناصر على الرغم من أنه كان يريد خلق جمهورية على أرض اليمن ولكن بدون انتهاج الخط الناصري، وهوالخط الذي اختاره عبد الله السلال. وقد حدثت منافسه بين الإثنين انتهت لصالح السلال. وفي 28 سبتمبر، أعربت الإذاعة موت الإمام بدر على الرغم من إنه كان لا يزال على قيد الحياة. وفي هذه الأثناء، غادر الإمام العاصمة صنعاء وهرب إلى مدينة حجة في الشمال وكان ينوي حتى يعمل ما عمله أجداده من قبل: الاستنجاد بالقبائل في الشمال وفي جبال حضرموت وشن حرب لاستعادة العاصمة. وفي 30 سبتمبر، وصل العميد المصري علي عبد الخبير على متن الطائرة لتقييم الموقف وتقدير احتياجات مجلس قيادة الثورة اليمني. وعلى الفور تقرر إرسال كتيبة قوات الصاعقة المصرية، وكانت مهمتها العمل على حراسة العقيد عبد الله السلال، ووصلت هذه الكتيبة إلى مدينة الحديدة فيخمسة أكتوبر.

وكان أنور السادات يعتقد حتى لواء مدعوم بالطائرات يمكنه تأمين السلال ومجموعة الضباط الأحرار اليمنيين. ولكن تسارعت الأحداث وقامت السعودية - التي كانت تخشى المد الناصري - بإرسال قوات إلى الحدود اليمنية. وأوفد ملك الأردن رئيس أركان جيشه إلى الأمير حسن لإجراء مباحثات. وفي الأيام الممتدة بين 2 وثمانية أكتوبر، غادرت أربع طائرات شحن سعودية محملة بالسلاح لإرساله إلى القبائل اليمنية الموالية للإمام. ولكن الطيارون اتجهوا إلى مدينة أسوان المصرية. وقد أعرب سفراء ألمانيا، المملكة المتحدة، الولايات المتحدة، والأردن، دعمهم لنظام الإمام بينما أعربت مصر، إيطاليا، وتشكوسلوفاكيا، دعمها للثورة الجمهورية.

الدوافع الإستراتيجية المصرية

خريطة طبوغرافية للبحر الأحمر والدول المحيطة به.
عبد الحكيم عامر في صنعاء في ثورة 26 سبتمبر اليمنية
القوات المصرية في صنعاء 1962
القوات المصرية في اليمن لتدريب القوات الجمهورية

ذكر السير أنتوني نتنغ (بالإنجليزية: Sir Anthony Nutting) في كتاباته عن سيرة حياة عبد الناصر عوامل عديدة دفعت الرئيس المصري لإرسال قوات مصرية إلى اليمن. ومن بين هذه الأسباب كان انفصال سوريا عن الجمهورية العربية المتحدة عام 1961 مما يعني حتى هذه الجمهورية التي قامت عام 1958 لم تدم سوى 43 شهراً فقط. وكان عبد الناصر يريد استرجاع هيبته بعد انفصال سوريا. وكان فوز عسكري سريع وحاسم يمكن حتى يرجع له قيادته للعالم العربي. وكانت لعبد الناصر سمعته المعروفة كمعادي للاستعمار وكان يريد طرد البريطانيين من جنوب اليمن ومن ميناء عدن الاستراتيجي المطل على مضيق باب المندب.

ويظهر كتاب دانا آدمز شميدت (بالإنجليزية: Dana Adams Schmidt) - "اليمن، الحرب المجهولة" - حتى عبد الناصر كان ينوي في البداية انتظار سقوط الإمام أحمد والعمل مع الإمام بدر. ولكن كانت العلاقات العدائية بين عبد الناصر والإمام العجوز واضحة في شعر خط بواسطة الإمام هاجم فيه الاشتراكية عام 1961. ورد عبد الناصر عليه بواسطة إذاعة صوت العرب. ولكن الكتاب الذي يمكن حتىقد يكون قد وضح الأسباب والدوافع التي جعلت عبد الناصر يرسل القوات المصرية إلى اليمن هوكتاب اللواء محمود عادل أحمد الذي نُشر عام 1992 ومسماه "ذكريات حرب اليمن 1962-1967". ويوضح المحرر أنه في 29 سبتمبر تم مناقشة القرار في مجلس قيادة الثورة. وقد افترض المجلس أنه من الضروري إرسال قوات مصرية لردع الممالك العربية التي تحاول إجهاض الانقلاب اليمني، وخصوصاً المملكة العربية السعودية.

وخط المؤرخ السياسي والصديق المقرب من عبد الناصر - محمد حسنين هيكل - في كتاب "لمصر لا لعبد الناصر"، أنه قد تناقش مع عبد الناصر في موضوع دعم الانقلاب في اليمن وكانت وجهة نظره حتى وضع ثورة السلال لا يمكنها من احتواء العدد الكبير من القوات المصرية التي سترسل إلى اليمن لدعم نظامه. وإنه من الأفضل التفكير في إرسال متطوعين عرب من جميع أنحاء العالم العربي للقتال بجانب القوات الجمهورية اليمنية. وقد ضرب هيكل مثال الحرب الأهلية الإسبانية للتطبيق في اليمن. ولكن عبد الناصر رفض وجهة نظره وكان مصراً على ضرورة حماية الحركة القومية العربية. وكان عبد الناصر يعتقد حتى لواء من القوات الخاصة المصرية مصحوباً بسرب من القاذفات المقاتلة يمكنه حتى يحمي الجمهوريين في اليمن. وكان جمال عبد الناصر يتطلع إلى تغيير النظام اليمني منذ سنة 1957، وفي يناير من عام 1962 عثر الفرصة سانحة لتحقيق تطلعاته وذلك بدعم حركة الضباط الأحرار اليمنيين بالإيواء والمال وعلى موجات إذاعة صوت العرب.

ومن بين الأسباب التي أدت بعبد الناصر إلى إرسال القوات المصرية إلى اليمن:

  • تأثير دعمه لحرب تحرير الجزائر من سنة 1954 إلى سنة 1962.
  • انفصال سوريا عن الجمهورية العربية المتحدة عام 1961.
  • تدهور علاقاته من بريطانيا وفرنسا بسبب دعمه للجزائريين وكذلك على الأخص بسبب جهوده لتقويض حلف بغداد الذي أدى سقوطه إلى سقوط الملكية في العراق عام 1958.
  • كان عبد الناصر يعتقد حتى قدر مصر هولقاءة الاستعمار.
  • نُسب إلى وزير الدفاع المصري حينها - المشير عبد الحكيم عامر - قوله حتى وجود جمهورية على أرض اليمن هوأمر حيوي بالنسبة لمصر لضمان السيطرة على البحر الأحمر من قناة السويس إلى مضيق باب المندب.
  • كان ينظر للحرب في اليمن على أنها وسيلة لكسب النقاط في صراعه مع النظام الملكي السعودي الذي آمن عبد الناصر أنه سعى إلى فك الوحدة بين مصر وسوريا.


في ميدان القتال

العقيد كمال حسن علي قائد العمليات المصري على مخطه في صنعاء.

أدرك عبد الناصر خلال ثلاثة أشهر من إرساله القوات إلى اليمن حتى الأمر يحتاج أكثر مما تسقط. وفي بدايات عام 1963 عثر نفسه مضطراً لإرسال المزيد من القوات. وأن ليس هناك بد إلا من مواصلة دعم الثوار مع يقينه بالخلافات التي بدأت بالنشوب بين معسكرالسلال الموالى لناصر وشيوخ الفبائل المؤيدون للثورة لا سيما الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر شيخ مشايخ قبائل حاشد صاحبة الدور الكبير في المعارك، وكان عدد القوات أقل من 5,000 جندي في أكتوبر من عام 1963. وبعد شهرين ارتفع عدد القوات النظامية هناك إلى 15,000. وفي نهاية عام 1963، بلغ عدد القوات 36,000 جندي؛ وفي نهاية عام 1964، وصل إلى 50,000 جندي مصري في البلاد. وبلغ العدد ذروته في نهاية عام 1965 ليبلغ عدد القوات المرابطة هناك 55,000 جندي مصري، تم تقسيمهم إلى 13 لواء مشاة ملحقين بفرقة مدفعية، فرقة دبابات والكثير من قوات الصاعقة وألوية المظلات. وقد أوفد السفير أحمد أبوزيد - الذي كان سفير مصر إلى المملكة اليمنية من سنة 1957 إلى سنة 1961 - الكثير من التقارير الهامة عن اليمن التي لم تصل إلى وزارة الدفاع المصرية ويبدوإنها ظلت مدفونة في أدراج وزارة الخارجية. فقد حذر السفير المسؤولين في مصر - بمن فيهم المشير عبد الحكيم عامر - حتى القبائل اليمنية صعبة المراس ولا تملك أي إحساس بالولاء أوالانتماء للوطن. وعارض السفير إرسال القوات المصرية واقترح دعم الضباط الأحرار اليمنيين بالمال والسلاح. وحذرهم بأن السعوديين سيغرقون اليمن بالمال لتأليب القبائل ضد الثورة.

جندي مصري في الكلية الحربية بصنعاء يفهم طالبا يمنيا استخدام حربة البندقية

لم يتفهم عبد الناصر وأعضاء مجلس قيادة الثورة المصريون حتى تمركز قوات مصرية في اليمن - على أبواب المملكة العربية السعودية - سينظر إليه على أنه مسألة حياة أوموت لعائلة آل سعود، وكذلك فأنه سيعتبر زيادة التهديد على القوات البريطانية الموجودة في محمية عدن. ولم تُأخذ هذه العوامل في الاعتبار عندما تم اتخاذ القرار النهائي بإرسال القوات المصرية إلى اليمن. وكان هناك بعد آخر خفي في هذا الصراع إلا وهورغبة السعودية في حتى تصبح القوة المؤثرة في شبه الجزيرة العربية. وقد شكلت القوات المصرية تهديداً لهذا النفوذ التقليدي التي كانت تمارسه السعودية على اليمن وعلى دول الخليج الأخرى.

الخرائط

كان القادة الميدانيون المصريون يعانون من انعدام الخرائط الطوبوغرافية مما سبب لهم معضلة حقيقية في الأشهر الأولى من الحرب. فلم يستطع القادة وضع الخطط للعمليات العسكرية أوإرسال التقارير الدورية أوالإبلاغ عن الخسائر بدون الإحداثيات الدقيقة للمواقع. وكانت لدى وحدات القتال خرائط تستخدم فقط للملاحة الجوية. وقد أقر مدير المخابرات العامة المصرية صلاح نصر حتى المعلومات عن اليمن كانت شحيحة. ولأن مصر لم يكن لديها سفارة في اليمن منذ سنة 1961، فقد طلبت معلومات من السفير الأمريكي في اليمن ولكن جميع ما أوفده في تقريره كانت معلومات عن الاقتصاد اليمني.

وكان نقص الخرائط الكافية وعدم فهم المصريون بأرض المعركة يؤدي إلى استمرار بقاء القوات المصرية في مستنقع اليمن. وكان من بين القواد الذين تم إرسالهم لتطبيق "العملية 9000" - وهوالاسم الذي أطلقه قادة الجيش المصري على حرب اليمن - لواء مصري واحد من أصل يمني من قبيلة بني سند اسمه طلعت حسن علي. وكان هذا اللواء هوالوحيد الذي يمكن حتىقد يكون له فهم باليمن.

ولم يعاني السعوديون والملكيون من هذه المشكلة بسبب الارتباط والتزاوج بين القبائل السعودية واليمنية على جانبي الحدود. وبالإضافة إلى ذلك فقد قامت السعودية بإرسال آلاف العمال اليمنيين العاملين في المملكة العربية السعودية لمساعدة الإمام بدر. وكانت الزيادة في أعداد القوات المصرية نتيجة مباشرة للتصعيد السعودي البريطاني ولم يكن نتيجة الواقع على أرض المعركة أوحاجات عسكرية صرفة. وقد أوفد العراق أيضاً الكثير من البعثيين اليمنيين على متن الطائرات لزعزعة استقرار نظام الضباط الأحرار اليمني الموالي للمصريين.

دور القوات الجوية

خريطة للمملكة العربية السعودية مشروح عليها مسقط نجران (رقم 11) وجازان (رقم 10).

ومنذ عام 1962 إلى نهاية الحرب، استوعب قادة الأركان العامة المصرية أهمية الجسر الجوي. ولم يدرك المصريون تأثيره جيداً في اليمن حتى أكتوبر من عام 1963. في هذا الوقت، كان الزعيم الجزائري أحمد بن بلة متورطاً في حرب الرمال مع المملكة المغربية الموالية للولايات المتحدة على بترة أرض في الصحراء الكبرى أعطيت للجزائر بعد طرد الاحتلال الفرنسي. وكان الجزائريون يمتلكون جيش يعتمد تكتيكات حرب العصابات في لقاءة قوات مسلحة تقليدية. وطلب بن بلة المساعدة من عبد الناصر التي اتىت في صورة كميات ضخمة من الدبابات والعتاد الذي اتى عن طريق البحر والجسر الجوي، والتي اتىت على حسب كلام نتنغ بسرعة وكفاءة عالية من الجيش المصري ومكنت هذه المساعدات الجزائريين من الاحتفاظ ببترة الأرض المتنازع عليها. في يناير 1964، قام الملكيون بحصار العاصمة اليمنية صنعاء. فقامت ناقلات الأنتونوف إيه إذا - 12 المصرية بعمل جسر جوي لنقل أطنان من الطعام والوقود إلى العاصمة المحاصرة. وقدر المصريون تكاليف تجهيز القوات المصرية والجمهورية اليمنية بملايين الدولارات وبالإضافة إلى ذلك فقد قامت موسكوبتجديد مطار الروضة الحربي خارج صنعاء. فقد رأى القادة السياسيون السوفييت أنها فرصة لكسب موطئ قدم في شبه الجزيرة العربية ولذلك قاموا بتدريب المئات من الطيارين الحربيين المصريين للخدمة في حرب اليمن.

موقف قائد سلاح الجوالأردني

في أثناء الحرب، قامت المملكة العربية السعودية والأردن بعقد اتفاقية للدفاع المشهجر والتعاون العسكري عُرفت باتفاقية الطائف. وبسبب حوادث لجوء بعض الطيارين السعوديين إلى مصر بسبب رفضهم قصف المواقع المصرية في اليمن، التجأ السعوديون إلى الأردن للقيام بالغارات الجوية. وبالعمل مضى وفد عسكري أردني إلى السعودية يرأسه قائد الجيش حابس المجالي ومعه قائد سلاح الجوسهل حمزة للاتفاق على تفاصيل الضربة الجوية التي سيقوم بها طيارون أردنيون. وكانت الأهداف التي يجب ضربها مطارات صنعاء، الحديدة، وتعز، وتدمير الطائرات والمعدات الموجودة، السفن المصرية في البحر الأحمر المتجهة والعائدة من اليمن، إذاعة صنعاء، محطة الاتصالات اللاسلكية، قلعة حجة، إذاعة تعز، وميناء الصليف شمال مدينة الحديدة.

وبسبب طول المسافة وصغر سعة خزان وقود الطائرات، فقد تم الاتفاق على ضرب الأهداف ثم الاتجاه إلى القاعدة العسكرية البريطانية في عدن لإعادة التزود بالوقود وإكمال تسليح الطائرات وفي طريق العودة يتم ضرب أهداف أخرى.

وفي أثناء زيارة الوفد العسكري غادر قائد سلاح الجوالأردني - سهل حمزة - السعودية إلى عمان بدون إبداء الأسباب وكان في نيته لقاءة العاهل الأردني لمناقشته في جدوى الأمر. وعندما لم يستطع لقاءته. قرر التوجه بطائرته إلى القاهرة للقاءة عبد الناصر. وقد ذكر سهل حمزة في إحدى الأحاديث الصحفية أنه فكر في الأمر وتوصل إلى أنه إذا رفض القيام به فسيقوم غيره بالمهمة، وإذا امتثل فهو"عار له ولبلده".

مصلحة إسرائيل في الحرب

خط المؤرخ المصري حسنين هيكل حتى إسرائيل قامت بإعطاء شحنات من الأسلحة كما أقامت اتصالات مع المئات من المرتزقة الأوروبيين الذين يقاتلون بجانب الملكيين في اليمن. وقامت إسرائيل بإنشاء جسر جوي سري بين جيبوتي وشمال اليمن. وأعطت الحرب الفرصة للإسرائيليين لمراقبة وتقييم التكتيكات الحربية المصرية وقدرتها على التكييف مع ظروف المعارك. بعد ثلاثة عقود من الحرب، أكد الإسرائيليون كلام هيكل.

جيم جونسون، زعيم المرتزقة الأوروبيين كان يفكر بشراء طائراتهم الخاصة توجه إلى طهران ليقنع الإيرانيين (تحت حكم الشاه وقتها) للقيام بإسقاط جوي نجحت الجهود بعد سفر مستشار المرتزقة نيل بيلي مكلين إلى تل أبيب ولقاء موشي ديان وأميت مائير، رئيس الموساد شهد الإسقاط الجوي الأول للأسلحة الكولونيل جوني كوبر والتي كانت 180 بندقية، 34،000 طلقة من ماوزر و72 قذائف مضادة للدبابات و68 كيلومن المتفجرات البلاستيكية. قد أخفى الإسرائيليين مصدر الأسلحة كانت الطائرات الإسرائيلية تحلق على طول السواحل السعودية تلقي الأسلحة في اليمن وتتزود بالوقود في الصومال وجيبوتي وتعود إلى إسرائيل وأسمى الإسرائيليين عملياتهم (إنجليزية:Operation Porcupine عملية النيص ) واستمرت الطائرات الإسرائيلية بتزويد المرتزقة الأوروبيين والملكيين بالأسلحة لمدة سنتين.

القوات الملكية اليمنية وحلفاؤها

صعدة في الأيام الأولى لثورة 26 سبتمبر اليمنية
مرتزقة بريطانيون في جبال اليمن الشمالي.
الأمير الحسن رئيس وزراء الإمام، يتحدث مع رجال القبائل خارج كهفه، ديسمبر 1962.

وفي عام 1963 وحده، أنفق السعوديون 15 مليون دولار لتجهيز القبائل اليمنية الموالية للملكيين بالسلاح، تأجير المئات من المرتزقة الأوروبيين وإنشاء محطة إذاعية خاصة بهم. وقامت باكستان ببيع بنادق للملكيين وكانت قد رأت فيها فرصة للتكسب من الحرب. وكان يوجد بعض عناصر الحرس الوطني السعودي تقاتل في جيش الإمام. وقامت إيران بدعم الملكيين بالمال فقد عثر الشاه محمد رضا بهلوي أنه يجب عليه دعم الإمام محمد البدر حميد الدين الشيعي الزيدي. وسمح البريطانيون بمرور قوافل السلاح عبر أراضي أحد حلفائهم في الجنوب العربي وهوشريف بيحان الذي كان تحت حماية الإدارة البريطانية في عدن. وقامت الطائرات الحربية البريطانية بعمليات نقل جوية لإعادة إمداد قوات الإمام.

قام الإمام البدر بتشكيل جيشيين - واحد تحت قيادة الأمير حسن في الشرق والثاني تحت قيادته في الغرب. وسيطر الجيشان على معظم شمال وشرق اليمن، بما فيه من مدينتي حريب ومأرب. ولكن عاصمة الشمال، صعدة - التي كانت لتعطي للإمام طريقا إستراتيجيا هاما للعاصمة صنعاء - كانت تحت سيطرة الجمهوريين. وكانت هناك مناطق مثل مدينة حجة، حيث كان الملكيون يسيطرون على الجبال بينما سيطر المصريون والجمهوريون على المدينة وقلعتها. وقد تم إرسال مرتزقة من فرنسا، بلجيكا، وإنجلترا، من الذين حاربوا في روديسيا، شبه الجزيرة المالاوية، الهند الصينية، والجزائر، لمساعدة الإمام في التخطيط للحرب، التدريب وإعطاء للقوات غير النظامية التابعة للإمام القدرة على الاتصال بالسعوديين وفيما بينهم.

كما قام أولئك المرتزقة بتدريب رجال القبائل على استخدام الأسلحة المضادة للدبابات مثل المدفع عيار 106 مليمتر، وكذلك قاموا بتدريبهم على غرس الألغام. ولا يزال عدد المرتزقة الأوروبيين مجهولاً وقدرته المصادر الغربية بالمئات بينما قدرته المصادر المصرية بخمسة عشر ألف مرتزق. وكانت تكتيكات الملكيين محصورة في طرق حرب العصابات لعزل القوات التقليدية المصرية - الجمهورية العربية اليمنية، والقيام بهجمات على خطوط الإمداد.

مراحل القتال

هجمات حملة رمضان (الخطوط المستقيمة) ، وحملة حرض (الخطوط المنقطة) .
عبد الرحمن البيضاني في زياة لمعسكرات الحرس الوطني

قسمت قيادة الأركان العامة المصرية حرب اليمن إلى ثلاثة أهداف عملياتية. الأول كان الشق الجوي، وبدأ هذا الشق بطائرات تدريب قامت بعمليات تمشيط كما قامت أيضاً بحمل القذائف وانتهى بثلاثة أسراب من القاذفات المقاتلة، تمركزت بالقرب من الحدود اليمنية السعودية. وقام المصريون بطلعات جوية على طول ساحل تهامة وفي مدن نجران وجازان السعوديتين. وكان هدف هذه الطلعات قصف تشكيلات الملكيين الأرضية وتعويض قلة التشكيلات المصرية على الأرض بالقوة الجوية. وبجانب الغارات الجوية المصرية، كان الشق العملياتي الثاني هوالسيطرة على الطرق الرئيسية المؤدية للعاصمة صنعاء والطرق التي تربطها بالمدن والقرى الرئيسية. وكانت حملة "رمضان" هي أكبر هجوم نُفذ من أجل هذه الشق العملياتي الذي بدأ في مارس من سنة 1963 ودام حتى فبراير سنة 1964، وركز على فتح وتأمين الطرق من صنعاء إلى صعدة في الشمال، وطريق صنعاء-مأرب في الشرق. وكانت نتيجة نجاح المصريين حتى الملكيين سيتخذون الهضاب والجبال ملجأ لإعادة التجمع والقيام بالكر والفر.

وكان الشق العملياتي الثالث هوإخضاع القبائل وإغراءهم لتأييد الجمهوريين. وتطلب ذلك إنفاق أموال كثيرة لإمداد القبائل بالمساعدات بل ورشوة زعماء القبائل.

وبقدوم عام 1967، تمركزت القوات المصرية في مثلث الحديدة - تعز - صنعاء للدفاع عنه. وقامت بعمل طلعات جوية لقصف جنوب المملكة العربية السعودية وشمال اليمن. وقد أراد عبد الناصر انسحاباً متزامناً للقوات المصرية والسعودية من اليمن لحفظ ماء الوجه. ولكن هذه الانسحاب اتى عند اندلاع حرب يونيولسنة 1967، فبسبب طلب عبد الناصر سحب قوات الأمم المتحدة من سيناء ووجود عدد كبير من القوات المصرية في اليمن، تشجعت إسرائيل على القيام بهجوم جريء على ثلاثة دول عربية هي مصر، سوريا، والأردن. وبعد نكسة 67، بدأ العرب في الإتحاد ضد إسرائيل. وقد منح ذلك عبد الناصر الفرصة للخروج من اليمن في قمة الخرطوم. ومن سنة 1968 إلى سنة 1971، انسحبت مصر والسعودية ومعهم مئات المرتزقة من اليمن.

حملة رمضان

دمار ناتج عن قصف مصري على مدينة مأرب.
مروحية تم اصطيادها من قبل الملكيين في بداية الحرب.

بدأت حملة رمضان في فبراير من سنة 1963 عندما وصل المشير عبد الحكيم عامر وأنور السادات إلى صنعاء. وقد طلب عبد الحكيم عامر من القاهرة مضاعفة عدد القوات الموجودة إلى 40,000 جندي ووصل منهم 5,000 كدفعة أولى. وفي 18 فبراير تحركت فرقة من 15 دبابة، عشرين عربة مدرعة، 18 شاحنة، والكثير من سيارات الجيب من صنعاء متجهة إلى صعدة في الشمال. وتبعتها الكثير من القوات. وبعد بضعة أيام، توجهت فرقة أخرى يتقدمها 350 جندي في دباباتهم وعرباتهم المدرعة من صعدة إلى مأرب في الجنوب الغربي. ولم تتجه الفرقة الأخيرة إلى مأرب مباشرة. بل قاموا بالعبور إلى صحراء الربع الخالي داخل الأراضي السعودية حيث تم تجهيزهم بواسطة جسر جوي ثم توجهوا إلى الغرب. وفي 25 فبراير احتلوا مأرب ثم حريب فيسبعة فبراير. وقد فشلت قوة ملكية من 1,500 رجل تم جمعهم في نجران في وقف الهجوم عند خروجه من صعدة. وقد هرب قائد الملكيون في حريب إلى بيحان، إلى داخل اليمن الجنوبي الذي كان يحتله البريطانيون. وفي معركة العرقوب، التي تقع على بعد 25 ميل جنوب شرق العاصمة صنعاء، قام 500 ملكي يقودهم الأمير عبد الله بالهجوم على مسقط مصري على قمة أحد الهضاب، وكان المسقط يحرسه ست دبابات سوفيتية من نوع تي-54، دستة من العربات المصفحة، ومدافع آلية. فقام المصريون بالرد على الهجوم بالمدفعية وقذائف المورتر وطائرات التمشيط. بينما قام الملكيون بالرد بالبنادق، وقاذف مورتر واحد معه عشرين قذيفة ومدفع بازوكا معه أربعة قذائف. واستمرت المعركة أسبوعاً وكلفت المصريون ثلاثة دبابات، سبع عربات مدرعة و160 قتيلاً. ولكن المصريون كانوا في مواقع تمكنهم من منع الملكيين من الإمدادات في الجبال شمال وشرق صنعاء. وفي بداية أبريل عقد الملكيون اجتماعاً مع الملك فيصل بن عبد العزيز في الرياض. وقرروا تطبيق تكتيكات جديدة، ومنها الحصول على الإمدادات بالدوران حول المواقع التي يحتلها المصريون باستخدام الجمال بدلاً من الشاحنات لعبور الجبال والوصول لمواقعهم شرق صنعاء. ويمكن لقوافل الجمال حتى تدخل الربع الخالي من بيحان إلى اليمن شمال مأرب. وقد تقرر أيضاً تكثيف عمليات الملكيين شرق الجبال بواسطة ثلاثة "جيوش". وفي نهاية أبريل، بدأ الملكيون في استعادة قوتهم وادعوا استرجاع المواقع التي أخذها منهم المصريون في الجوف في الجبال وإنهم أزالوا جميع المواقع المصرية ماعدا مسقط الحزم كما أدعوا أيضاً استرجاع مدينة البطانة في الغرب.

حملة حرض

عرض لقوات جيش الثورة

في 12 يونيو، قام 4,000 جندي من قوات المشاة المصرية مدعمون بالجيش الجمهوري والمتطوعين من محمية عدن بغزومدينة بيت عداقة التي تقع على بعد 30 ميلاً غرب صنعاء حيث تمتد جبهة يقودها الأمير عبد الله من طريق الحديدة عبر كوكبان إلى جنوب حجة. وفي خلال يومين، تقدم الهجوم حوالي 12 ميلاً، قبل حتى يتم صدهم بهجوم ملكي مضاد. وقد اعترف الملكيون بمقتل 250 من جانبهم. ثم هاجم الجمهوريون مدينة السودة، التي تبعد حوالي 100 ميل شمال غرب صنعاء. وقد استغلوا قلة شعبية الأمير عبد الله بين القبائل لشراء شيوخها ودخلوا المدينة بلا مقاومة. ولكن بعد مرور شهر، بعثت القبائل بمندوبين للبدر يطلبون العفوويطلبون منه المال والسلاح لقتال المصريين. وارسل البدر قوات جديدة واستطاع استعادة المناطق المحيطة بالمدينة ولكن ليس المدينة نفسها.

ملكيون في ناقلة بي تي أر-152 سوفيتية استولوا عليها قرب حرض.

وفي 15 أغسطس، قام المصريون بهجوم من قاعدتهم الشمالية الغربية الرئيسية في حرض. وكان عدد القوات يصل إلى 1,000 جندي مصري يصاحبهم 2,000 جندي جمهوري. وكانت الخطة - على حسب رواية المخابرات البريطانية - هي بتر الطريق الجبلي الذي يبلغ طوله 35 ميلاً الذي يربط بين الخوبة على الحدود السعودية ومقر قيادة البدر في جبال القارة، ثم بعد ذلك قسم القوات إلى قسمين، تتحرك واحدة إلى الشرق إلى مقر قيادة البدر والأخرى تتجه إلى الشمال الشرقي عبر الطريق الجبلي إلى الحدود السعودية تحت جبال رازح. وبداً المصريون تحركهم في صباح يوم السبت عبر وديان حرض وتعشر. وفي عصر يومي السبت والأحد هطلت الأمطار بغزارة وغرست آلياتهم المكونة من 20 دبابة وحوالي 40 عربة مدرعة في الوحل. ولم يهاجمهم الملكيون حتى فجر الإثنين. وغادر البدر مقر قيادته في الثالثة فجراً مع 1,000 من رجاله للقيام بهجوم مضاد في مضيق تعشر، بينما هاجم الأمير عبد الله وادي حرض.

وفي هذه الأثناء، خطط المصريون لتحرك منسق من صعدة إلى الجنوب الغربي، تحت جبال رازح، للانضمام مع القوة القادمة من حرض. وقد اعتمدوا على شيخ قبيلة محلية الذي كان من المفروض حتى تنضم قواته إلى 250 من قوات المظلات المصرية. ولكن الشيخ لم يحضر لاستقبال المظليين. فاضطروا إلى العودة إلى صعدة وقد خسروا بعضهم بنيران قناصة الملكيين. وبعث البدر بمبعوثين ورسائل لاسلكية في جميع أنحاء البلاد يطلب فيها الدعم. وطلب حضور قوات الاحتياط التي تتدرب في الجوف. وقد وصلت هذه القوات على شاحنات تحمل مدافع عيار 55 و57 مليمتر ومدافع مورتر عيار 81 مليمتر بالإضافة إلى مدافع آلية ثقيلة بعد 48 ساعة. وقاموا بضرب الصفوف المصرية الغارقة في الوحل داخل الوادي بالمدافع. وقد أعرب الملكيون فيما بعد أنهم دمرواعشرة دبابات مصرية وحوالي نصف عرباتهم المدرعة كما ادعوا أيضاً إسقاط قاذفة إليوشن. وقام الملكيون بهجومين آخرين أحدهما على جهينة وقتلوا الكثير من ضباط الأركان. والثاني كان محاولة لقصف صنعاء من قمم أحد الجبال القريبة. وقد شارك في هذه العملية خبراء بريطانيون ومرتزقة فرنسيون وبلجيكيون من كاتانغا. وقد قاموا بهجمات خاطفة أخرى من ضمنها غارات على الطائرات والدبابات المصرية في مطار صنعاء الجنوبي وهجوم بقذائف المورتر على أماكن معسكرات المصريين والجمهوريين في تعز.

وعلى الرغم من حتى المصريين استطاعوا إخراج البدر من مقر قيادته إلى كهف في الجبال، إلا أنهم لم يستطيعوا اغلاق الطرق من الحدود السعودية. وقد اعلنوا فوزهم في الحملة في الإذاعة والصحف ولكنهم اضطروا إلى الموافقة على هدنة في مؤتمر اركويت بالسودان في 2 نوفمبر.

هجمات الملكيين

مخيم للملكيين في شمال شرق اليمن.

قام الملكيون بإجهاض أربع محاولات مصرية لفتح طريق مباشر إلى جبال رازح ما بين ديسمبر 1964 وفبراير 1965. وقد خفت حدة هذه المحاولات المصرية تدريجياً، وفقد المصريون 1,000 جندي ما بين قتيل وجريح وأسير. وفي هذه الأثناء كان الملكيون يحضرون للقيام بحملة.

وكان خط المواصلات المصري من صنعاء إلى مأرب يتخذ طريقاً غير مباشر حيث يمر بعمران ثم وادي الخيران حيث يتفرع إلى الشمال الشرقي إلى حرف سفيان. ومن حرف سفيان يتحول جنوباً إلى فرح ثم إلى الجنوب الشرقي إلى وادي الحميدات، المطمة، والحزم. ومن الحزم إلى الجنوب الشرقي إلى مأرب وحريب. وتمر القوافل العسكرية المصرية من هذا الطريق مرتين في الشهر. لأن الملكيين أغلقوا الطريق المباشر عبر الجبال بين صنعاء ومأرب.

وكان هدف الملكيين تحت قيادة الأمير محمد هوبتر هذا الخط لإجبارهم على الانسحاب. وخططوا للتغلب على الحاميات العسكرية المنتشرة على الطريق وإنشاء مواقع لبتر الطريق على المصريين. وقد نسقوا مع قبيلة نهم التي كانت تتظاهر بالتحالف مع المصريين لمساعدتهم على اجتياز طريق الجبال عير وادي الحميدات. ووعد الملكيون قبيلة نهم بإعطائهم الغنائم. وقد شعر المصريون بأنه يوجد لهم مخطط لأنهم قاموا بإرسال طائرة استطلاع إلى المنطقة قبل الهجوم بيوم. وقد قام الملكيون ينصب رشاشات عيار 75 مليمتر ومدافع مورتر على الجبل الأسود والجبل الأحمر المشرفين على الوادي.

وفي 15 أبريل، بعد حتى عبرت آخر قافلة مصرية، قام الملكيون بهجوم مفاجئ. وكان عدد المتحاربين من الجانبين 2,000 لكل منهما. وقامت الرشاشات على الجبلين الأسود والأحمر بفتح النار، وخرج رجال قبيلة نهم من وراء الصخور. ثم خرجت جنود الأمير محمد. وكانت هذه العملية الملكية منسقة باللاسلكي لأول مرة. وقد استسلم بعض الجنود المصريين بلا مقاومة، وهرب آخرون إلى الشمال. ولكن قام الجانبان بإعادة التعبئة والتسليح وتحولت المعركة ما بين حرف سفيان والحزم.

وفي هذه الأثناء، قام الأمير عبد الله بن حسن بغارة على المواقع المصرية في الأعروش شمال شرق صنعاء، وهاجم الأمير محمد بن محسن المصريين بخمسمائة رجل غرب الحميدات، وضرب الأمير حسن بالقرب من صعدة وتحرك الأمير حسن بن الحسين من الجماعة غرب صعدة، إلى مسقط يمكنه من ضرب المطارات المصرية بمدافع المورتر. واستسلم خمسون مصرياً في المطمة بالقرب من الحميدات. واضطر المصريون بعد ذلك إلى إمداد الحاميات في الطرق الجبلية التي كان عددها يتراوح بين 3,000 و5,000 جندي مصري عن طريق الجو.

القمة العربية بالإسكندرية ومؤتمر أركويت

وفي سبتمبر من سنة 1964، تقابل عبد الناصر والملك فيصل في مؤتمر القمة العربية بالإسكندرية. وكان لايزال في اليمن 40,000 جندي مصري وقُتل 10,000 جندي آخر. وفي البيان الختامي للقمة تقرر الآتي:

  • المساهمة في حل الخلافات بين مختلف الفصائل اليمنية.
  • العمل سوياً لوقف القتال المسلح في اليمن.
  • الوصول إلى حل بالطرق السلمية.

وفي 2 نوفمبر من نفس العام عُقد مؤتمر سري في أركويت بالسودان. وأعرب المتحاربون وقفاً لإطلاق النار يسري مفعوله الساعة الواحدة من ظهر يوم الإثنينثمانية نوفمبر. وفي 2 وثلاثة نوفمبر، تناقشتسعة مندوبون من الطرفين ومعهم ملاحظين مصري وسعودي حول شروط الاتفاق. وتم الاتفاق على عقد مؤتمر موسع يحضره شيوخ القبائل في 23 نوفمبر. وكان المؤتمر بالنسبة للملكيين نواة مجلس نواب سيقوم بتعيين لجنة تطبيقية مؤقتة تتكون من اثنيين من جميع طرف بالإضافة إلى إنسان محايد، لحكم البلاد مؤقتاً تمهيداً لأجراء استفتاء عام لتحديد طبيعة نظام الحكم ملكي أم جمهوري. وتقرر تنحية السلال والبدر من أي مناصب رسمية.

ولكن المصريون قاموا بقصف بعض المواقع الملكية يوم أربعة نوفمبر، فتأجل المؤتمر الموسع إلى يوم 30 نوفمبر ثم إلى أجل غير مسمى. وتبادل الجمهوريون والملكيون الاتهامات لعدم الحضور.

التعثر

حاولت الإذاعة الملكية إثارة الشقاق بين الجمهوريين عن طريق وعدهم بالأمان بعد انسحاب القوات المصرية من اليمن. وقد وعد البدر أيضاً بتشكيل "نظام دستوري ديموقراطي" محكوم "بمجلس شعب ينتخبه شعب اليمن". وقد لبى عبد الناصر طلب عبد الله السلال عندما طلب منه الدعم العسكري فبعث له الجنود والسلاح على طائرة شحن من القاهرة.

وبحلول شهر أغسطس، كان لدى الجمهوريون سبعة "جيوش"، يتراوح عدد مقاتلي جميع جيش ما بين 3,000 و10,000 مقاتل، ويصل مجموعهم ما بين 40,000 إلى 70,000 مقاتل. وكان يوجد حوالي خمسة أوستة أضعافهم من رجال القبائل والقوات النظامية تحت قيادة الأمير محمد. وفي بدايات شهر يونيوتحركوا إلى سيروه في شرق اليمن. وفي 14 يونيو، دخلوا القفلة واحتلوا مأرب في 16 يوليو. وطبقاً للإحصاءات المصرية، كانت خسائر مصر من القتلى تصل إلى 15,194 مصرياً. وكانت الحرب تكلف مصر 500,000 دولار يومياً. وخسر الملكيون 40,000 من القتلى.

وفي بداية شهر مايو، عزل السلال رئيس وزراءه الفريق حسن العمري وعين محمد أحمد نعمان بدلاً منه. وكان نعمان يُعتبر معتدلاً ويؤمن بجدوى الحل السلمي. وقد قدم استنطقته من مجلس شورى الجمهورية في ديسمبر للاحتجاج على "فشل السلال في تحقيق تطلعات الشعب". وكان من أول قرارات نعمان هوترشيح 15 شخصية لتولى الحقائب الوزارية التي حرص على حتى يتوزعوا بالتساوي بين الزيديين والشافعيين.

مؤتمر خمر، قمة جدة ومؤتمر حرض

مؤتمر خمر

قام نعمان بدعوة القبائل من جميع الفصائل إلى المصالحة الوطنية. ونطق في دعوته التي بثت على إذاعة صنعاء أنه سيقابلهم في خمر التي تبعد 50 ميلاً شمال صنعاء لتحقيق "السلام من أجل شعب اليمن". ونطق أنه سيرأس وفد الجمهوريين في المؤتمر وأن السلال سيبقى في صنعاء لأقناع البدر بحضور المؤتمر.

ولكن لم يحضر البدر أوأي من قادته الكبار، ولكن جاء بعض من مشايخ القبائل الكبار المؤيدين للملكيين. وعين المؤتمر خمسة شيوخ قبائل وأربعة قيادات دينية في لجنة مكلفة بالمساعدة على الوصول لحل سلمي. وبارك عبد الناصر هذا المؤتمر الذي وعد فيه نعمان الملكيين بانسحاب القوات المصرية. ونطقت إذاعة القاهرة حتى المؤتمر هو"فجر عهد جديد" ونطق السلال حتى المحادثات كانت "ناجحة"، ومن جانب الملكيين نطق البدر "أنه من الضروري إنهاء الحرب التي دمرت وطننا الحبيب بالمفاوضات السلمية بين اليمنيين". ولكن في أوائل يونيوعندما نطق نعمان حتى القوات المصرية ستغادر اليمن وسيحل محلها قوات جمهورية ملكية مشهجرة. عارض الناصريون الاتفاق. وبعد حتى سافر نعمان للقاهرة للاحتجاج لدى عبد الناصر، قام السلال بسجن سبعة وزراء مدنيين في إدارة نعمان. واستنطق نعمان وكان تعليقه على الأمر حتى "من الواضح حتى السلال ورفاقه يريدون الحرب لا السلام". وعين السلال حكومة جديدة من 13 عسكري ومدنيين.

قمة جدة

الشيخ الأحمر يصافح بعضاً من مشايخ بكيل الذين حضروا مؤتمر حرض إلى جانب الوفد الملكي.

كانت رحلة عبد الناصر إلى جدة في 22 أغسطس عام 1965 على متن مركبه الحرية هي أول رحلة له للملكة العربية السعودية منذ عام1956 عندما قام بزيارتها للحج ولقاءة الملك سعود بن عبد العزيز. وقد قام الملك فيصل بالترحيب به ترحيباً كبيراً. وفي خلال 48 ساعة توصل الإثنان إلى اتفاق تام على الآتي:

  • انسحاب القوات المصرية من اليمن تدريجياً خلال عشرة أشهر ووقف جميع المساعدات السعودية للملكيين.
  • تكوين مجلس يمني من 50 عضواً يمثلون جميع الفصائل اليمنية ويكون مكلفاً بتكوين حكومة انتنطقية تمهيداً لاستفتاء عام لتحديد مستقبل اليمن.

مؤتمر حرض

وفي 23 نوفمبر، التقى الجانبان في حرض. وكانت أول نقطة موضع النقاش هي اسم الدولة المؤقتة التي من المفروض حتى تقوم حتى موعد الاستفتاء العام. وأراد جميع من الجانبين فرض الدولة التي يريد، فالملكيون أرادوها مملكة اليمن والجمهوريون جمهورية اليمن. وقد تم تأجيل المؤتمر إلى ما بعد رمضان الذي كان سيبدأ بعد أسبوع.

اعتنطق رئيس الوزراء اليمني في القاهرة

من معارك الدفاع عن الثورة والجمهورية 1967م

كان هناك الكثير من الخلافات والمشاحنات بين عبد الله السلال وبين القادة الجمهوريين الآخرين مثل عبد الرحمن الإرياني، حسن العمري، وأحمد محمد نعمان. فقرر جمال عبد الناصر احتجاز السلال في القاهرة لمدة تصل إلى عشرة أشهر أوأكثر. ولكن عبد الناصر جاز له بالعودة في شهر أغسطس من عام 1966. ووصل السلال إلى مطار صنعاء في 13 أغسطس. وكان حسن العمري ينوي استقباله في المطار بالمدرعات ولكن اللواء حسن طلعت قائد القوات المصرية منعه من ذلك. فسافر قادة الجمهوريون إلى تعز وهم مصممون على إيجاد طريقة لإبعاد السلال واقترح بعضهم الذهاب إلى بيروت وإعلان الأمر في مؤتمر صحفي ووصل التفكير ببعضهم إلى اقتراح تصعيد الأمر للأمم المتحدة. ولكن عبد الرحمن الإرياني اقترح عليهم الذهاب إلى القاهرة للقاءة الرئيس جمال عبد الناصر لعرض المشكلة عليه وطلب حتىقد يكون القرار اليمني قراراً مستقلاً بحكم السيادة بدون انتقاص أوتدخل من القوات المصرية، ووصلوا إلى القاهرة يوم 18 سبتمبر. وقابلوا شمس بدران بدلاً من المشير عبد الحكيم عامر. وحدثهم شمس بدران بأنه توجد معلومات عن التخطيط لانفصال على غرار الانفصال السوري. وحدثت مشادة وانصرف الجميع إلى بيوتهم أوإلى السفارة اليمنية. ثم اتىت سيارات إلى أماكن إقامتهم لتقلهم للقاءة عبد الحكيم عامر - على حسب ما أبلغوا به - ولكن في الحقيقة اتىت هذه السيارات لاعتنطقهم وزجوا جميعاً في السجون المصرية وبقوا معتقلين في مصر إلى ما بعد حرب سنة 1967. سبق حتى احتجزت مصر نائب رئيس الجمهورية اليمنية، الدكتور علي البيضاني عام 1963 "ككبش فداء لعودة القوات المصرية لليمن خلال شهر واحد فقط من عودتها لمصر" وهذا كله ما صرح به الدكتور البيضاني لأحد البرامج الأخبارية.

الوضع الاقتصادي في مصر

بحلول عام 1965، كان الدين الخارجي المصري قد بلغ 400 مليون جنيه مصري. وقد قام عبد الناصر بتلخيص الوضع الاقتصادي في الخطبة التي ألقاها بمناسبة عيد النصر في بورسعيد بتاريخ 21 ديسمبر من نفس العام. فصارح الشعب بأنه يحتاج إلى ثلاثة مليارات جنيه مصري للصرف على الخطة الخمسية الجديدة 1965-1970 وبأنه قام بحمل أسعار بعض السلع مثل السيارات، الثلاجات، التليفزيونات، وأجهزة تكييف الهواء وبعض الكماليات الأخرى. وزادت أسعار بعض الأدوية التكميلية مثل الفيتامينات بنسبة 10%. ونطق حتى حمل الأسعار يوفر 100 مليون جنيه سنوياً. كما اتخذ إجراءات لحمل معدل الإدخار تدريجياً من 15% عام 1965 إلى 25% بحلول عام 1970.

وقد وقع الكثير من التذمر والاعتراض في صفوف الشعب المصري من هذه الزيادات في الأسعار، ولام البعض السياسة الخارجية المصرية ومساندتها لحركات التحرر في العالم العربي وأفريقيا وكانت الحرب في اليمن لها النصيب الأكبر من هذه الاعتراضات لأنها كانت لا تزال تجري على الأرض. واستغلت الصحافة الغربية الوضع الاقتصادي للهجوم على عبد الناصر. ولكن المدافعون عن سياسة حمل الأسعار نفوا حتى تكون السياسة الخارجية أوالتدخل في اليمن له تأثير على الوضع الاقتصادي الداخلي وقد خط محمد حسنين هيكل عام 1965 تعليقًا على خطاب الرئيس حتى حرب اليمن لم تكلف مصر 200 مليون جنيه.

ولكن الوضع الاقتصادي كان قد وصل لفترة سيئة عملاً بعد حرب سنة 1967. فقد تضاعف الإنفاق العسكري، وتم وقف الكثير من المشاريع الصناعية الكبرى، وحملت أسعار الكثير من السلع خصوصًا السلع التكميلية والسجائر وتذاكر دور المسرح والسينما. كما خسرت مصر الكثير جراء قرار إغلاق قناة السويس، بالإضافة إلى آبار النفط في سيناء.

الانسحاب المصري من اليمن

بحلول عام 1967، هجرزت القوات المصرية في مثلث الحديدة، تعز، وصنعاء للدفاع عنه. بينما قامت القوات الجوية بقصف مواقع في جنوب السعودية وشمال اليمن. وفي أغسطس، قام عبد الناصر باستنادىء 15,000 جندي لتعويض الجنود الذين فُقدوا في حرب ذلك العام مع إسرائيل.

وفي مؤتمر القمة العربية بالخرطوم الذي عُقد بعد الحرب، أعربت مصر بأنها مستعدة لسحب قواتها من اليمن. واقترح وزير الخارجية المصري محمود رياض إعادة إحياء اتفاق جدة لعام 1965. وقبل الملك فيصل الاقتراح، ووعد البدر بإرسال قواته للقتال مع مصر ضد إسرائيل. وسقط عبد الناصر والملك فيصل اتفاقية تنص على سحب القوات المصرية من اليمن ووقف المساعدات السعودية للملكيين وإرسال مراقبين من ثلاث دول عربية محايدة هي العراق، السودان، والمغرب. ورفض السلال الاتفاق واتهم عبد الناصر بخيانته. وقامت مصر بإعادة ممتلكات سعودية بقيمة 100 مليون دولار كانت قد جمدتها سابقاً، وتراجعت السعودية عن تأميم ثلاثة مصارف مملوكة لمصريين.

انحسار شعبية السلال

كانت شعبية السلال بين جنوده في انحسار، فبعد حتى تعرض لمحاولة اغتيال بواسطة اثنين من جنوده، اتخذ حراسًا مصريين. كما أمر بالقبض على مدير الأمن العام عبد القادر الخطري ووزير الداخلية الأهنومي بعد حتى قامت الشرطة بإطلاق النار على محتجين تظاهروا أمام مقر القيادة المصرية يوم ثلاثة أكتوبر عام 1967 لرفضهم حضور اللجنة العربية المكلفة بتحقيق السلام في اليمن التي رفض السلال الاعتراف بها. كما قام بحل الحكومة وقام بتعيين واحدة جديدة يتولى ثلاثة عسكريون الوزارات المهمة فيها. وتولى بنفسه منصبي وزير الدفاع والخارجية. وفي مصر قام عبد الناصر بإطلاق سراح ثلاثة قادة جمهوريين احتجزهم لأكثر من سنة لأنهم كانوا يريدون التفاوض مع الملكيين، وهم القاضي عبد الرحمن الإرياني، أحمد محمد نعمان، وحسن العمري.

وعندما قام السلال بزيارة القاهرة أوائل نوفمبر، نصحه عبد الناصر بالاستنطقة والذهاب إلى المنفى. ورفض السلال نصيحة عبد الناصر ومضى إلى بغداد طالبًا الدعم من البعثيين. وبعد حتى غادر القاهرة أوفد عبد الناصر إلى قواته تعليمات بعدم الوقوف أمام محاولة انقلاب كانت تجري ضد السلال. وهي المحاولة التي كللت بالنجاح فيخمسة نوفمبر.

حصار صنعاء

جنود مؤيدون للجمهوريين شاركوا في معارك نقيل يسلح أثناء حصار صنعاء.

مثّل انسحاب القوات المصرية من اليمن بعد حرب سنة 1967 نقطة ضعف كبيرة في دفاعات وتماسك الجمهوريين. فقد أخذ المصريون معهم أسلحتهم الثقيلة. وانعكس اتجاه الجسر الجوي عائداً إلى القاهرة بدلاً من حتى يمد صنعاء بالمؤن والسلاح.

كما حتى حركةخمسة نوفمبر والانقلاب على السلال أثناء زيارته لبغداد أضعف من موقف الجمهوريين وأثار شكوك الدول الداعمة للجمهوريين في قدرتهم على الصمود. وقد تشكلت بعد الإطاحة بالسلال حكومة كان بعض أفرادها خارج اليمن أوخرجوا منها بعد تعيينهم.

وعلى الجانب الآخر، كان الملكيون متفوقين عسكرياً من حيث العدة والعدد ويصاحبهم الكثير من المرتزقة الأجانب. فقرروا محاصرة العاصمة صنعاء لحسم الموقف والقضاء على الجمهورية. ولكن الجمهوريين استعادوا تماسكهم وعينوا الفريق حسن العمري رئيساً للحكومة كما حافظ على مسقطه كقائد للجيش. وقد دام الحصار سبعين يوماً شهد معارك عديدة داخل المدينة وعلى أطرافها. وقد أحدث الطيران العسكري والمدني الجمهوري فارقاً كبيراً في المعركة.

وقد ساندت الصين ومصر الجمهوريين عسكرياً واقتصادياً وبعثت سوريا بطيارين لقيادة الطائرات اليمنية المقاتلة التي كانت مكونة بالأساس من طائرات ميج-17. وأفادت بعض التقارير الغربية حتى الاتحاد السوفيتي بعث بطيارين حربيين لمساندة الجمهوريين.

وقد أدى فوز الجمهوريين في معركة الحصار إلى نتائج عديدة منها اعتراف المملكة العربية السعودية فيما بعد بالجمهورية اليمنية. واكتمال انسحاب القوات المصرية من اليمن عام 1971 وصاحب الفوز أيضاً خروج بريطانيا من اتحاد الجنوب العربي في عام 1967.

توابع الحرب

يشير المؤرخون العسكريون المصريون إلى حرب اليمن بأنها فيتنام مصر. وقد خط المؤرخ الإسرائيلي ميخائيل أورين (بالعبرية: מיכאל אורן) حتى "مغامرة" مصر العسكرية في اليمن كانت كارثة لدرجة أنه "يمكن مقارنتها بحرب فيتنام". وبحلول عام 1967، كان هناك 55,000 جنديًا مصريًا مرابطًا في اليمن، من ضمنهم الوحدات الأكثر خبرة وتدريبًا وتجهيزًا في جميع القوات المسلحة المصرية. وبالرغم من قتالهم العنيد ضد الفصائل الملكية، إلا حتى غيابهم عن أرض الوطن خلف فجوة في الدفاعات المصرية. وقد أثر ذلك كثيرًا على مصر خلال حرب يونيو1967.

وبمقارنة الأداء المصري في هذه الحرب مع بقية الحروب التي خاضتها، فإن المصريين أظهروا مستوى عالي من المبادرة والابتكار العسكري. وعلى سبيل المثال، قام المصريون بتعديل طائرات التدريب والناقلات السوفيتية للعمل كطائرات تمشيط وقاذفات. وقاموا بتطوير تكتيكاتهم ولكنها تعثرت في حرب عصابات الفصائل الملكية. وقد استوعب مخططوالحرب المصريون بعد هذه الحرب حتى مضيق باب المندب يعطي عمقًا إستراتيجيًا كبيرًا يمكنهم من منع وصول إمدادات النفط لإسرائيل، وهوما وقع في حرب أكتوبر عام 1973.


انظر أيضاً

  • تمرد الشيعة في اليمن
  • محمد البدر
  • بروس كوند
  • المملكة المتوكلية اليمنية
  • الحرب السعودية اليمنية
  • ثورة 14 أكتوبر
  • قائمة النزاعات الحديثة في الشرق الأوسط

المصادر

  1. ^ Michael Brecher‏ and Jonathan Wilkenfel. A Study of Crisis: p324-5. University of Michigan Press. 1997. "The four actors in the first phase of the long Yemen War were Jordan, Saudi Arabia, Egypt and Yemen"
  2. ^ خطأ استشهاد: وسم <ref> غير سليم؛ لا نص تم توفيره للمراجع المسماة sandler977
  3. ^ Pollack (2002), p. 54.
  4. ^ Aboul-Enein, Youssef. "The Egyptian-Yemen War (1962-67): Egyptian Perspectives on Guerrilla Warfare". The U.S. Army Professional Writing Collection. Retrieved 2007-11-27.خطأ استشهاد: وسم <ref> غير صالح؛ الاسم "enein" معهد أكثر من مرة بمحتويات مختلفة. خطأ استشهاد: وسم <ref> غير صالح؛ الاسم "enein" معهد أكثر من مرة بمحتويات مختلفة.
  5. ^ Pollack (2002), p. 53
  6. ^ Pollack (2002), p. 55
  7. ^ "B&J": Jacob Bercovitch and Richard Jackson, International Conflict: A Chronological Encyclopedia of Conflicts and Their Management 1945–1995 (1997)
  8. ^ "Mid-Range Wars and Atrocities of the Twentieth Century". Erols. Retrieved August 29, 2008. خطأ استشهاد: وسم <ref> غير صالح؛ الاسم "midrange" معهد أكثر من مرة بمحتويات مختلفة.
  9. ^ Pollack (2002), p. 56
  10. ^ Singer, Joel David, The Wages of War. 1816–1965 (1972)
  11. ^ [1] "Since 1965, the Libyan-backed Front for the Liberation of Occupied South Yemen and the National Liberation Front had unleashed brutal violence on British forces in the south. In the end, the conflict claimed some 200,000 lives."
  12. ^ Dresch, Paul A History of Modern Yemen.. p.115
  13. ^ Kiren Aziz Chaudhry The Price of Wealth: Economies and Institutions in the Middle East p.110
  14. ^ Roy Licklider Stopping the Killing: How Civil Wars End p.96
  15. ^ John Peterson Yemen: The Search for a Modern State P.81
  16. ^ ثورة اليمن ودور مصر كما يراه البيضاني ح2 خطأ استشهاد: وسم <ref> غير صالح؛ الاسم "jaz2" معهد أكثر من مرة بمحتويات مختلفة.
  17. ^ ثورة اليمن ودور مصر كما يراه البيضاني ح4 خطأ استشهاد: وسم <ref> غير صالح؛ الاسم "jaz4" معهد أكثر من مرة بمحتويات مختلفة.
  18. ^ أعياد الثورة اليمنية: «26 سبتمبر» تنشر مذكرات المناضل ناصر الكميم«2»
  19. ^ موسوعة الوطن العربي - تاريخ اليمن
  20. ^ خطأ استشهاد: وسم <ref> غير سليم؛ لا نص تم توفيره للمراجع المسماة naksa
  21. ^ ثورة اليمن ودور مصر كما يراه البيضاني ح5 خطأ استشهاد: وسم <ref> غير صالح؛ الاسم "jaz5" معهد أكثر من مرة بمحتويات مختلفة.
  22. ^ لمصر لا لعبد الناصر,، بقلم محمد حسنين هيكل
  23. ^ عبد الناصر عبد الناصر وكينيدى الآفاق الضائعة -3 بقلم محمد حسنين هيكل
  24. ^ عدن مدينة تولد من جديد
  25. ^ مسقط جمال عبد الناصر - منطقات بصراحة - الأهرام- بتاريخ 29/12/1961
  26. ^ الثورة الجزائرية.. المخاض والميلاد
  27. ^ عملية نقل السلاح من مصر للجزائر
  28. ^ مسقط الفكرة الجمهورية - الأحلاف العسكرية
  29. ^ كتابة التاريخ مسألة موضعية
  30. ^ كمال أدهم : بطاقة تعريف
  31. ^ إنه الاستبداد وليس العروبة
  32. ^ مركز دمشق للدراسات النظرية والحقوق المدنية - جنرالات الجزائر متخوفون من مطالبة المغرب بصحرائه الشرقية
  33. ^ مسقط جمال عبد الناصر - منطقات بصراحة - الأهرام- بتاريخ 01/11/1963
  34. ^ Schmidt (1968), pp. 168–169
  35. ^ مسقط جمال عبد الناصر - منطقات بصراحة - الأهرام- بتاريخ 12/10/1962
  36. ^ سهل حمزة.. إثارة أزمة سياسية كبرى
  37. ^ الجزيرة:وثائق تكشف دور إسرائيل في حرب اليمن إبان الستينيات
  38. ^ Hart-Davis, 2012. Chapter 6: Manna from Heaven. page 136
  39. ^ Hart-Davis, 2012. Chapter 6: Manna from Heaven. page 137
  40. ^ Hart-Davis, 2012. Chapter 6: Manna from Heaven. page 138
  41. ^ Hart-Davis, 2012. Chapter 6: Manna from Heaven. page 148.
  42. ^ Stern, Yoav (2004-07-26). "How Israel Intervened in the Civil War in Yemen". Haaretz. Retrieved October 2, 2008.
  43. ^ Melman, Yossi (2008-10-17). "Our man in Sanaa: A Yemen president was once trainee rabbi". Haaretz. Retrieved October 20, 2008.
  44. ^ مسقط جمال عبد الناصر - منطقات بصراحة - الأهرام- بتاريخ 01/05/1964
  45. ^ المصري اليوم:الفريق عبد المحسن مرتجي: عبد الناصر لم يكن يسمع سوي نفسه.. وكان يتصور حتى إسرائيل لن تحاربه
  46. ^ حربخمسة يونيو1967 م - بقلم: مصطفى محمد الطحان
  47. ^ Schmidt (1968), pp. 164–165
  48. ^ "For Allah & the Imam". Time. 1963-03-08. ISSN 0040-718X Check |issn= value (help). Retrieved August 26 2008. Unknown parameter |dateformat= ignored (help); Check date values in: |accessdate= (help)
  49. ^ Schmidt (1968), pp. 169–170
  50. ^ Schmidt (1968), pp. 178–179
  51. ^ Schmidt (1968), pp. 179–180
  52. ^ Schmidt (1968), p. 180 خطأ استشهاد: وسم <ref> غير صالح؛ الاسم "schimdt180" معهد أكثر من مرة بمحتويات مختلفة.
  53. ^ Schmidt (1968), p. 182
  54. ^ Schmidt (1968), p. 214
  55. ^ Schmidt (1968), pp. 221–222
  56. ^ Schmidt (1968), p. 222 خطأ استشهاد: وسم <ref> غير صالح؛ الاسم "schimdt222" معهد أكثر من مرة بمحتويات مختلفة.
  57. ^ "The Alexandria Duet". Time. 1964-09-25. ISSN 0040-718X Check |issn= value (help). Retrieved August 26 2008. Unknown parameter |dateformat= ignored (help); Check date values in: |accessdate= (help)
  58. ^ Schmidt (1968), pp. 208–209
  59. ^ Schmidt (1968), p. 209
  60. ^ "A Man to End the War". Time. 1965-05-07. ISSN 0040-718X Check |issn= value (help). Retrieved August 26 2008. Unknown parameter |dateformat= ignored (help); Check date values in: |accessdate= (help)
  61. ^ "Appointment in Khamir". Time. 1965-05-14. ISSN 0040-718X Check |issn= value (help). Retrieved August 26 2008. Unknown parameter |dateformat= ignored (help); Check date values in: |accessdate= (help)
  62. ^ "A Preference for War". Time. 1965-07-16. ISSN 0040-718X Check |issn= value (help). Retrieved August 26 2008. Unknown parameter |dateformat= ignored (help); Check date values in: |accessdate= (help)
  63. ^ منتدى بورسعيد - درس تواريخي هام لحرب اليمن
  64. ^ "No Time for Fanfare". Time. 1965-09-03. ISSN 0040-718X Check |issn= value (help). Retrieved August 26 2008. Unknown parameter |dateformat= ignored (help); Check date values in: |accessdate= (help)
  65. ^ Safran (1988), p. 120
  66. ^ "Dialogue of the Deaf". Time. 1965-12-17. ISSN 0040-718X Check |issn= value (help). Retrieved August 26 2008. Unknown parameter |dateformat= ignored (help); Check date values in: |accessdate= (help)
  67. ^ الجزيرة - احتجاجات وتساؤلات أثارها عبد الرحمن البيضاني - اعتنطق قادة الثورة اليمنية في السجن الحربي بمصر
  68. ^ صحيفة 26 سبتمبر اليمنية خطأ استشهاد: وسم <ref> غير صالح؛ الاسم "sep2" معهد أكثر من مرة بمحتويات مختلفة.
  69. ^ مسقط جمال عبد الناصر - خطاب الرئيس جمال عبد الناصر من بورسعيد بمناسبة عيد النصر 21/12/1965
  70. ^ Long Breath in Yemen
  71. ^ Fewer Curses, More Sense
  72. ^ مسقط جمال عبد الناصر - منطقات بصراحة - الأهرام- بتاريخ 31/12/1965
  73. ^ "Divided in Defeat". Time. 1967-06-30. ISSN 0040-718X Check |issn= value (help). Retrieved August 26 2008. Unknown parameter |dateformat= ignored (help); Check date values in: |accessdate= (help)
  74. ^ "Coping in Khartoum". Time. 1967-08-11. ISSN 0040-718X Check |issn= value (help). Retrieved August 26 2008. Unknown parameter |dateformat= ignored (help); Check date values in: |accessdate= (help)
  75. ^ "Beginning to Face Defeat". Time. 1967-09-08. ISSN 0040-718X Check |issn= value (help). Retrieved August 26 2008. Unknown parameter |dateformat= ignored (help); Check date values in: |accessdate= (help)
  76. ^ "A Distant Peace". Time. 1967-09-15. ISSN 0040-718X Check |issn= value (help). Retrieved August 26 2008. Unknown parameter |dateformat= ignored (help); Check date values in: |accessdate= (help)
  77. ^ "Desperation of a Strongman". Time. 1967-10-20. ISSN 0040-718X Check |issn= value (help). Retrieved August 26 2008. Unknown parameter |dateformat= ignored (help); Check date values in: |accessdate= (help)
  78. ^ Schmidt (1968), p. 291
  79. ^ "When Friends Fall Out". Time. 1967-11-17. ISSN 0040-718X Check |issn= value (help). Retrieved August 26 2008. Unknown parameter |dateformat= ignored (help); Check date values in: |accessdate= (help)
  80. ^ Schmidt (1968), p. 294
  81. ^ خطأ استشهاد: وسم <ref> غير سليم؛ لا نص تم توفيره للمراجع المسماة rec
  82. ^ موسوعة مقاتل من الصحراء - حرب عام 1967 من وجهة النظر السورية - نتائج الحرب، النتيجة 19
  83. ^ مسقط اللواء سعد الدين الشاذلي - لقاء برنامج بلا حدود قناة الجزيرة

المراجع

  • Dresch, Paul (1994-01-27). Tribes, Government, and History in Yemen. New York: Oxford University Press. p. 480. ISBN . OCLC 19623719.
  • Dresch, Paul (2000). A History of Modern Yemen. Cambridge; New York: Cambridge University Press. ISBN . OCLC 43657092.
  • Hart-Davis, Duff (2011). The War That Never Was. Random House. ISBN . OCLC 760081166.
--- (paperback edition), London: Arrow Books, 2012. OCLC 772967969. ISBN 978-0-099-55329-8.
  • Jones, Clive (2004). Britain and the Yemen Civil War, 1962–1965: Ministers, Mercenaries and Mandarins: Foreign Policy and the Limits of Covert Action. Brighton ; Portland Or.: Sussex Academic Press. ISBN . OCLC 54066312.
  • Oren, Michael B. (2002). Six Days of War: June 1967 and the Making of the Modern Middle East. Oxford: Oxford University Press. pp. 7–13, 39, 40. ISBN . OCLC 155856672.
  • Pollack, Kenneth M. (2002). Arabs at War: Military Effectiveness, 1948–1991. Studies in war, society, and the military. Lincoln, Nebraska: University of Nebraska Press. p. 698. ISBN . OCLC 49225708.
  • Safran, Nadav (February 1988). Saudi Arabia: The Ceaseless Quest for Security. Ithaca, New York: Cornell University Press. ISBN . OCLC 16833520.
  • Schmidt, Dana Adams (1968). Yemen: The Unknown War. New York: Holt, Rinehart, and Winston. LCCN 68024747. OCLC 443591.
  • Small, Melvin; Singer, J. David (1982) [1972]. Resort to Arms: International and Civil Wars, 1816–1980 (2nd ed.). Beverly Hills, California: Sage Publications. ISBN . LCCN 81018518. OCLC 7976067.
--- Originally published as The wages of war, 1816–1965, 1972.
تاريخ النشر: 2020-06-04 17:12:13
التصنيفات: صفحات بأخطاء في المراجع, Pages with citations using unsupported parameters, CS1 errors: dates, CS1 errors: ISSN, صفحات تستعمل قالبا ببيانات مكررة, Pages using deprecated image syntax, مقالات جيدة, ثورة 26 سبتمبر اليمنية, نزاعات عقد 1960, حروب أهلية لدول وشعوب آسيا, حروب مصر, حروب الأردن, حروب السعودية, حروب اليمن, حروب أهلية بعد-1945, 1962 في اليمن الشمالي, 1963 في اليمن الشمالي, 1964 في اليمن الشمالي, 1965 في اليمن الشمالي, 1966 في اليمن الشمالي, 1967 في اليمن الشمالي, 1968 في اليمن الشمالي, 1969 في اليمن الشمالي, 1970 في اليمن الشمالي

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

شيخ الأزهر: ذو الجلال هو ذو العظمة والسيطرة وذو القوة

المصدر: صوت الأمة - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-08 00:21:30
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 63%

تعيينات جديدة بمصالح المديرية العامة للأمن الوطني

المصدر: أخبارنا المغربية - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-08 00:10:04
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 67%

فوربس تصنف 3 أبناك مغربية ضمن الأكبر بشمال أفريقيا والشرق الأوسط

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-08 00:11:02
مستوى الصحة: 72% الأهمية: 80%

عيد الفطر.. مركز الفلك الدولي يعلن موعد أول أيام شهر شوال

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-08 00:10:44
مستوى الصحة: 70% الأهمية: 76%

لماذا انسحب الجيش الإسرائيلي من جنوب غزة؟

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-08 00:10:41
مستوى الصحة: 68% الأهمية: 81%

صراع بين عملاقي إنجلترا لشراء عقد المغربي دياز نجم ريال مدريد

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-08 00:10:50
مستوى الصحة: 69% الأهمية: 79%

جراحة ناجحة للشحات وطبيب الأهلي لم يحدد فترة الغياب

المصدر: الأهلى . كوم - مصر التصنيف: رياضة
تاريخ الخبر: 2024-04-08 00:10:12
مستوى الصحة: 41% الأهمية: 35%

هل يفعلها بونو ويقصي رونالدو؟

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-08 00:10:57
مستوى الصحة: 75% الأهمية: 73%

مواجهة نارية مرتقبة بين الهلال والنصر في كأس السوبر السعودي

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-08 00:08:01
مستوى الصحة: 83% الأهمية: 94%

تحميل تطبيق المنصة العربية