العلاء بن زياد البصري
العلاء بن زياد البصري، كان من العباد الصالحين من أهل البصرة، وكان كثير الخوف والورع، وكان يعتزل في بيته ولا يخالط الناس، وكان كثير البكاء، لم يزل يبكي حتى عمي، وله مناقب كثيرة.
كان معظم بكاء العلاء بن زياد بعد تلك الرؤيا التي رآها له رجل من أهل الشام أنه من أهل الجنة، فنطق له العلاء: أما أنت يا أخي فجزاك الله عن رؤياك لي خيراً، وأما أنا فقد هجرتني رؤياك لا أهدأ بليل ولا نهار، وكان بعدها يطوي الأيام لا يأكل فيها شيئاً وبكى حتى كاد يفارق الدنيا، ويصلي لا يفتر، حتى اتى أخوه إلى الحسن البصري فنطق: استوعب أخي فإنه قاتل نفسه، يصوم لا يفطر، ويقوم لا ينام، ويبكي الليل والنهار لرؤيا رآها بعض الناس له أنه من أهل الجنة، فاتى الحسن فطرق عليه بابه فلم يفتح، فنطق له: افتح فإني أنا الحسن، فلما سمع صوت الحسن فتح له، فنطق له الحسن: يا أخي الجنة وما الجنة للمؤمن، إذا للمؤمن عند الله ما أفضل من الجنة، فقاتل أنت نفسك،يا ترى؟ فلم يزل به حتى أكل وشرب وقصر عما كان فيه قليلاً.
وروى ابن أبي الدنيا عنه أنه أتاه آت في مقامه فأخذ بناصيته ونطق: يا غلام قم فاذكر الله يذكرك. فما زالت تلك الشعرات التي أخذ بها قائمة حتى مات، وقد قيل إنه كان يحمل له إلى الله جميع يوم من العمل الصالح بقدر أعمال خلق كثير من الناس كما رأى ذلك بعض أصحابه في المنام. ونطق العلاء نحن قوم وضعنا أنفسنا في النار فإن شاء الله حتى يخرجنا منها أخرجنا.
ونطق كان رجل يرائي بعمله فجعل يشمر ثيابه ويحمل صوته إذا قرأ فجعل لا يأتي على أحد إلا سبه، ثم رزقه الله الإخلاص واليقين فخفض من صوته وجعل صلاحه بينه وبين الله، فجعل لا يأتي على أحد بعد ذلك إلا نادى له بخير.
توفي بالبصرة سنة 78 هجرية/698م.
المرجع
البداية والنهاية، للإمام إسماعيل بن كثير الدمشقي.
هذه بذرة منطقة عن حياة شخصية بحاجة للنمووالتحسين، فساهم في إثرائها بالمشاركة في تحريرها. |