موضوع دينى

عودة للموسوعة

موضوع دينى

فقه الدعوه

فضل الدلالة على الخير أبومعاذ محمد الطايع

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبيَّ بعده، أما بعد..

نطق - صلى الله عليه وسلم -: ) من دل على خير فله مثل أجر فاعله (، ونطق -صلى الله عليه وسلم-: ) من نادى إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا (.

فمن أعان على عمل صالح أوكان سببًا فيه أودل عليه ينال مثل أجر فاعله، مثل جمع التبرعات لوجه الله، وتربية الأبناء على أركان الإسلام، وإعانة الحاج بالمال.. إلى غير ذلك. وكذلك الدال على الشر كفاعله، كبيع الأفلام ونشرها، وكذلك بيع الأغاني وترويجها، أونشر الصور الجنسية وهذا ابتلي به كثيرٌ من شبابنا نسأل الله العافية.

وقد نطق رسول الله – صلى الله عليه وسلم – في بيان هذا المعنى: ) من سن سنة حسنة عمل بها بعده كان له أجره ومثل أجورهم من غير حتى ينقص من أجورهم شيء، ومن سن سنة سيئة فعمل بها بعده كان عليه وزرها ومثل أوزارهم من غير حتى ينقص من أوزارهم شيء (.

مُرْ بالمعروف وانْهَ عن المنكر بفهمٍ وحلم، ورفقٍ وصبرٍ، مستعملا جميع وسيلةٍ مباحة متاحة، سواء كان ذلك عن طريق الحدثة الهادفة، أوالكتيِّب المناسب، أوالنَّشرة الصغيرة، أوالشريط المفيد، أوالهاتف أوالجريدة أوالرسالة الشخصية، أوغير ذلك من الوسائل التي تبتر المنكرَ أوتخفِّفه، والدال على الخير كفاعله، والمسلمون نَصَحَة، والمنافقون غَشَشَة، ومن يتحر الخير يُهْدَ إلى طريقه، ومن عمل صالحا فلأنفسهم يُمَهِّدُون.

هذا... والحمد لله الذي تتم بنعمته الصالحات، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

التفسير الموضوعى للقران

محمد بن عبد العزيز الخضيري إن أجلَّ فهم صرفت فيه الهمم، فهم الكتاب المنزل ، إذ هوكلام الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيـم حميد فيه الهدى والشفاء، والرحمة والبـيان، والموعظة الحسنة والتبيان، فلوأنفقت فيه الأعمار ما أدركت جميع غوره، ولوبذلت الجهود كلها مـا أنـضـبــت مـن معينه شيئاً يذكر، ومن هنا اجتمعت حدثة فهماء الأمة على العناية بتفسيره، وبيانه ودراسته، واستدرار كـنـــوزه ، والـنهل من معينه العذب النمير، ولأجل انكبابهم على دراسته، تنوعت طرائقهم فـي عـرض علومه، واختلفت مشاريعهم في إيضاح مكنوناته، وكان القدح المعلى لفهم التفسير مـن ذلك كله، ولهم في تناول هذا الفهم والكتابة فيه أربعة أساليب: أولاً: التفسير التحليلي : يتولى فيه المفسرون بيان معنى الألفاظ في الآية، وبلاغة الهجريب والنظم، وأسباب النزول، واختلاف المفسرين في الآية، ويذكر حكم الآية وأحكامها، وقد يزيد بتفصيل أقوال الفهماء في مسألة فقهية أونحوية أوبلاغية، ويهتم بذكر الروابط بين الآيـات والمـنـاســبـات بين الـســور ونـحــوذلك. وهذا اللون من التفسير هوأسبق أنواع التفسير وعليه تعتمد بقيتها، ويتفاوت فيه المـفـسـرون إطناباً وإيجازاً، ويتباينون فيه من حيث المنهج ، فمنهم من يهتم بالفقهيات ، ومنهـم من يهتم بالبلاغيات ، ومنهم من يطنب في القصص وأخبار التاريخ ، ومنهم من يستطرد فـي سرد أقوال السلف ، ومنهم من يعتني بالآيات الكـونـيـة أوالصور الفنية أوالمقاطع الوعـظـيـة أوبيان الأدلة العقدية. وبذلكقد يكون هذا اللون من التفسير هوالغالب على تواليف الفهماء وأكثر خط التفسير على هذا النمط. ثانياً: التفسير الإجمالي : وهوبيان الآيات القرآنـيــة بالتعرض لمعانيها إجمالاً مع بيان غريب الألفاظ والـربــط بين المعاني في الآيات متوخياً فـي عرضها وضعها في إطار من العبارات التي يصوغها مـن لفظه ليسهل فهمها وتتضح مقاصدها، وقد يضيف ما تدعوالضرورة إليه من سبب نزول أوسيرة أوحديث ونحوذلك. وهذا اللون أشبه ماقد يكون بالترجمة المعنوية للقرآن الكريم،وهوالذي يستخدمه من يتحدث بالإذاعة والتلفاز لصلاحيته لعامة الناس ومن أمثلته (تفسير الشيخ عبد الرحمن السعدي ). ثالثاً: التفسير المقارن : وهـــوبـيــــان الآيات القرآنية باستعراض ما خطه المفسرون في الآية أومجموعة الآيات المترابطة، والموازنة بين آرائهم ، وعرض استدلالاتهم ، والكرّ على القول المرجوح بالنقض وبيان وجهه ، وتوجيه أدلته ، وبيان الراجح وحشد الأدلة وغير ذلك. رابعاً: التفسير الموضوعي : وهذا اللون من التفسير هومجال بحثنا، ومدار حديثنا، ولأجله خطت هذه الخلاصة: أولاً: تعريفه : يتألف مصطلح (التفسير الموضوعي ) من جزأين ركبا هجريباً وصفياً فنعهد الجزأين ابتداء ثم نعهد المصطلح المركب منهما. فالتفسير لغةً : من الفسر وهوكشف البيان ، نطق الراغب : "هوإظهار المعنى المعقول ". واصطلاحاً: الكشف عن معاني القرآن الكريم.. والموضوع لغةً: مــن الـوضـع ؛ وهوجعل الشيء في مكان ما، سواء أكان ذلك بمعنى الحط والخفض ، أوبمعنى الإلقاء والتثبيت في المكان ، تقول العرب : ناقة واضعة : إذا رعت الحمض حول الماء ولم تبرح ، وهذا المعنى ملحوظ في التفسير الموضوعي ، لأن المفسر يرتبط بمعنى معين لا يتجاوزه إلى غيره حتى يفرغ من تفسير الموضوع الذي أراده. أما تعريف (التفسير الموضوعي ) فهماً على فن معين ، فقد عرِّف عدة تعريفات نختار منها ما نظنه أجمعها وأخـصـــرهـا وهو: فهم يتناول القضايا حسب المقاصد القرآنية من خلال سورة أوأكثر.. ثانياً: نشأة التفسير الموضوعي : لم يظهر هذا المصطلح عَلَمَاً على فهم معين إلا في القرن الرابع عشر الهجري ، عندما قُرِّرت هذه المادة ضمن مواد قسم التـفـسـير بكلية أصول الدين بالجامع الأزهر، إلا حتى لبنات هذا اللون من التفسير كانت موجودة مـنــذ عهد النبوة وما بعده ، ويمكن إجمال مظاهر وجود هذا التفسير في الأمور التالية : 1- تفسير القرآن بالقرآن : لا ريب حتى تفـسـيـر الـقـرآن بالقرآن هولب التفسير الموضوعي وأعلى ثمراته. وجميع الآيات التي تناولت قضية واحــدة والجمع بين دلالاتها والتنسيق بينها كان أبرز ألوان التفسير التي كان النبي -صلى الله عـلـيــــه وسلم- يربي أصحابه عليها، فقد روى البخاري حتى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فسر مفاتح الغيب في قوله تـعـالـى: ((وعِندَهُ مَفَاتِحُ الغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إلاَّ هُوَ))[الأنعام 59] ، فـقــــال : مفاتح الغيب خـمـســة: ((إنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ ويُنَزِّلُ الغَيْثَ ويَعْلَمُ مَا فِي الأَرْحَامِ ومَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَداً ومَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ)) [لقمان 34]. ومن هذا القـبـيل ما كان يلجأ إليه الصحابة -رضوان الله عليهم- من الجـمـع بين الآيات الـقـرآنية التي يُظنُّ بينها تعارضٌ. وقد وضع الفهماء بعده قاعدة في أصول التـفـسير تقتضي بأن أول مــا يرجع إليه المفسر القرآن الكريم ، إذ ما أجمل في مكان قد فصل في آخر، وما أطــلـق فـي آيــة إلا قد قيد في أخرى، وما ورد عاماً في سورة، اتى ما يخصصه فـي سورة أخــرى، وهــذا اللون من التفسير هوأعلى مراتب التفسير وأصدقها إذ لا أحد أفهم بكلام الله من الله. 2- آيات الأحكام : قام الفقهاء بجمع آيات جميع باب من أبواب الفقه على حدة، وأخذوا في دراستها واستنباط الأحكام منها، والجمع بين ما يظهر التعارض ، وذكروا ما نص عليه ومـــــا استنبط من القرآن بطريق الإشارة والدلالة الخفية، ونحوذلك ، وكله داخل تحت مسمى التفسير الموضوعي. 3- الأشـبــاه والنظائر: وهواتجاه نحاه بعض الفهماء في تتبع اللفظة القرآنية، ومـحـاولة مـعـرفة دلالاتـهـــا المتنوعة، مثال ذلك : حدثة (خير) وردت في القرآن على ثمانية أوجه حـسـبـما ذكره الدامغاني في كتابه (إصلاح الوجوه والنظائر) ، وهي : المال : كقوله ((إذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ المَوْتُ إذا تَرَكَ خَيْراً))[البقرة 180] ، والإيمان كقوله : ((ولَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْراً لأَسْمَعَهُمْ))[الأنفال 23] ، والإسلام كقوله : ((مَّنَّاعٍ لِّلْخَيْرِ))[القلم 2] ، وبمعنى أفضل كقوله : ((وأَنتَ خَـيْــرُ الرَّاحِمِينَ))[المؤمنون 109]، والعافية كقوله : ((وإن يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إلاَّ هُـــــوَ وإن يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ))[الأنعام 17]، والأجر كقوله : ((لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ))[الحج 36]، والطعام كقوله : ((فَقَالَ رَبِّ إنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ))[ القصص 24]،، وبمعنى الظفر والغنيمة والطعن في القتال كقوله : ((ورَدَّ اللَّهُ الَذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْراً))[الأحزاب 25] وهذا كما ترى لون من التفسير الموضوعي ، وهوأول وسيلة يلجأ إليها الباحثون في البحث عن مـوضـــوعات القرآن حيث يجمعون ألفاظ ذلك الموضوع من سور القرآن ثم يتعهدون على دلالة اللفظ في أماكن وروده. 4- الدراسات في علوم القرآن: اهـتــم الفهماء بموضوعات علوم القرآن فأشبعوها، ومن بين هذه الموضوعات والدراسات،لون ينصبُّ على دراسة وجمع الآيات التي لها رابطة واحدة، كآيات النسخ والقسم والمشكل والجـــدل والأمثال وغير ذلك ، ومؤلفاتهم في ذلك يعز على الباحث حصرها وهي أشهر من حتى تذكر. كل هذه الأمور والحقائق تدلنا على حتى التفـسـيـر الموضوعي ليس بنادىً من العلوم أفرزته عقول المتأخرين ، وغفلت عن الاهتمام به أفـهـام الأولين. لكن بروزه لوناً من التفسير له كيانه وطريقته لم يوجد إلا في العُصُر الأخيرة - تلبية لحاجات أهلها - التى عثر فيها من المذاهب والأفكار كما عثر فيها من الآراء والمــوضـوعـات ما اضطر فهماء الشريعة إلى بحثها من وجهة النظر القرآنية ليقينهم بأنه الكتاب الـــــذي يحوي دراسة وعلاج جميع موضوع يطرأ في حياة الناس ، فهمه من فهمه ، وجهله من جهله ، ((أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وهُوَ اللَّطِيفُ الخَبِيرُ))[الملك 14] . ومن ثم كثرت الدراسات القرآنية، وأصبحت المخطة القرآنية تستقبل جميع يوم مواداً جديدة من عالم المطبوعات ، ونظرة خاطفة إلى فهارس المخطة تنبيك بكثرة ما خط في هذا المجال ، وإن كان في الحقيقة قليلاً على مادة القرآن. ولشدة عناية المحررين بهذا الفن من التفسير قام جمع من الباحثين بخدمة هذا اللون من التفسير بوضع فـهـرســـة للقرآن على حسب الموضوعات منها ما في عداد المخطوطات ، ومنها ما طبع ككتاب المستشرق "جون لابوم " والذي عنوانه (تفصيل آيات القرآن الكريم )، وقد ترجمه إلى الـعـربـيـة محمد فؤاد عبد الباقي وترجم المستدرك الذي وضعه (إدوار مونتيه ) وخرجا في كتاب واحــد، وهوخطوة أولى في طريق طويل لا بد وأن تجد مستدركاً ومعقباً كعادة ما يخط أولاً. ثالثاً: ألوان التفسير الموضوعي : الأول : حتى يتتبع الباحث لفظة من حدثات القرآن الكريم ، ثم يـجـمــع الآيات التي ترد فيها اللفظة أومشتقاتها من مادتها اللغوية. وبعد جمع الآيات والإحاطة بتفسيرها يحاول استنباط دلالات الحدثة من خلال استعمال القرآن الكريم لها. وقد أصبح كثير من الحدثات الـقـرآنية مصطلحات قرآنية كـ(الأمة، والجهاد، والذين في قلوبهم سقم، والخلافة.. )، وهذا اللون كما ترى قد اهتمت به خط الأشباه والنظائر إلا أنها بقيت في دائرة الحدثة في موضوعها، ولكن يحاول مؤلفوها حتى يربطوا بينها في مختلف السور، ممـا أبـقـى تفسيرهم للحدثة في دائرة الدلالة اللفظية..

أما المعاصرون فقد تتبعوا الحدثة وحاولوا الربط بين دلالاتها في مختلف المواطن ، وأظهروا بذلك لوناً من البلاغة والإعـجـــاز القرآني ، وقد كان من نتائجها استنباط دلالات قرآنية بالغة الدقة، لم يكن بمـقـدورهم العثور عليها لولا انتهاجهم هذا السبيل ، ومـمــن اعتنى بهذا اللون من المـعـاصرين الدكتور أحـمد حسن فرحات في سلسلة سماها (بحث قـــرآنــي وضرب من التفسير الموضوعي ) أصــدر منها كتاب (الذين في قلوبهم سقم) ، و(فطرة الله التي فطر الناس عليها)، و(الأمة في دلالاتها العربية والقرآنية) وغيرها..

الثاني : تحديد موضوع ما ، يلحظ الباحث تعرض القرآن المجيد له بأساليب متنوعة في الـعــــرض والتحليل والمناقشة والتعليق ، أوتطرأ معضلة أوتطرح قضية فيراد بحثها من وجهة نظر قرآنية وهنا نشير إلى عجيبة من عجائب القرآن الكريم المعجزة، تدلنا على حتى القرآن دستور حياة، ومنهج عمل ، فيه الشمول والعموم والكمال والبيان. خلاصتها: أنه ليس بمستغرب حتى يجد باحث اهتمام القرآن صريحاً بموضوع معين فيرى جوانب مـعـالجـــة الموضوع ودراسته في القرآن كافية وافية، ولكن الغريب حقاً حتى تقترح موضوعاً فتلج إلى عـالــم القرآن كأنما أنزل فيه فيدهشك حتى الموضوع قد استوفيت جوانب دراسته في القرآن كأنما أنزل القرآن من أجله.

وطريقة الكتابة في هذا اللون تتم باستخراج الآيات التي تناولت الموضوع ، وبعد جمعها والإحاطة بها تفسيراً وتـأمــلاً يحاول الباحث استنباط عناصر الموضوع من خلال ما بين يديه من آيات ، ثم ينسق بــيـن تلــك العناصر بحيث يقسمها إلى أبواب وفصول حسب حاجة الموضوع ويقدم لذلك بمقدمة حول أسلوب القرآن في عرض أفكار الموضوع. ويكون منطلق العرض والاستدلال والــدراسة هوآيات القرآن الكريم لا غير، مع ربط جميع ذلك بواقع الناس ومشكلاتهم ، وإن ذكر شيء من غير القرآن في الموضوع فيذكر من باب الاعتضاد لا الاعتماد.

وعلى الـبـاحـث حتى يتجنب خلال بحـثـه التعرض للأمور الجزئية في تفسير الآيات ، فلا يـذكـــر القراءات، ووجوه الإعراب ونـحـــــوذلك إلا بمقدار ما يخدم الموضوع ويتصل به اتـصـالاً أسـاسياً مباشراً. والباحث في جميع ذلك يهتم بأسلوب العرض لتوضيح مرامي القرآن وأهدافه ومـقـاصـده ، ليتمكن القارئ من فهم الـمـــوضـوع وإدراك أسراره من خلال القرآن بجاذبية العرض الشائق وجودة السبك والحبك ورصانة الأسلوب ودقة التعبيرات ، وبيان الإشارات بأوضح الـعـبارات. وهذا اللون من التفسير الـمـوضوعي هوالمشهور في عهد أهل الاختصاص ، وحتى حتى اسم (التفسير الموضوعي ) لا يكاد ينصرف إلا إليه ، والمتتبع لهذا يجده جلياً، وسبب ذلك يتلخص في أمرين :

ا - غزارة الموضوعات التي طرقها القرآن وأشبعها دراسة وبحثاً. 2- تجــدد الموضوعـــات والمشكلات التي بحاجة إلى درس من وجهة نظر قرآنية فالأولون صدروا مــن القرآن ، والآخـــرون وردوا إلى القرآن. وكلاهما بحر ولا ساحل له ، لا تكاد تنتهي موضوعاته أوتقـف عند حد. 3- البحـــث عن موضوع من خـــلال سورة من القرآن بتحديد الهدف الأساسي للسورة أوغيره من الأهداف ودراسته من خــلال تلك السورة. وهذا اللون شبيه بسابقه إلا حتى دائرته أضيق.

وطريقة البحث فيه : حتى يحدد الـبـاحث الهدف أوالأهداف الأساسية للسورة ثم يختاره أويختار إحداها إذا كانت ثمة أهداف مـتـعددة ثم يحاول إبراز عناصر درس هذه السورة للموضوع وتـقـسـيـمـهـا وتبويبها، ثم يفهم عـــلاقة جميع المقاطع بهذا الهدف بدءاً بمقدمة السورة، وانتهاءً بخاتمتها، مع التعهد على أسـباب نزولها، ومكان نزولها، وترتيبها من بـيـن ســـور القرآن ويبين علاقة جميع ذلك بهدف السورة عنوان البحث ، وسيجد الباحث الصلة بـيــنــه وبين الرابطة جلية عند إحالة النظر وإمعان الفكر، وسيفهم حتى للسورة هدفاً واضــحــــاً ترمي إلى إيضاحه وبيانه والاستدلال له وبه ، وتفصيل جوانبه وأبعاده ، وكل ســــورة من القرآن لها شخصية مستقلة تفهم عند البحث فيها، بل ويمكن حتىقد يكون للسورة أهــداف متعددة بينها من الترابط والتعاضد والتداخل شيء يصعب معه التفريق بينهما أوإفراد إحداهما بالبحث مع إغفال البواقي.

وليفهم أنه ينبغي عند البحث في هذا اللون ألا ينطلق الباحث في دراسة موضوع السورة من آيــات لم ترد فيها، بل يـكـــون مـنطـلقه آيات ومباحث ومقاطع السورة وأما غيرها فتذكر استئناساً لا تأسيساً، وتوكيداً لا تأصيلاً، واستشهاداً لا استناداً. وهذا اللــون ظفر بعناية القدماء بل جــــاءت في ثنايا تفاسيرهم الإشارات إلى بعض أهداف السورة ومحاولة الانطلاق منها لبيان تفسيرها، كالذي عمله البقاعي في كتابه (نظم الدرر في تناسب الآيات والسور). وأما في العصر الحديث فقد أولع به سيد قطب في تفسيره (الظلال) حيث يقدم لكل سورة ببيان أهدافها الرئـيـسـية أوهدفها الوحيد، وينطلق في باقي تفسير السورة من خلال هذا المحور الذي تتحدث السورة عنه، وقد أفردت بحوث كثيرة في هذا اللون من التفسير الموضوعي منها سلسلة (من مواضيع ســــور القرآن ) التي يخطها الشيخ (عبد الحميد طهماز) وقد صدر منها (العواصم من الفتن في سورة الكهف ). رابعاً: أهمية التفسير الموضوعي : ويمكن تلخيص أجدر جوانبها في الأمور التالية: الأول : إبراز وجوه جديدة من إعجاز القرآن الكريم ، فـكـلـمـا جَدّت على الساحة أفكار جديدة - من مُعطيات التقدم الفكري والحضاري - وجدها المفسر جلية في آيات القرآن لا لبس فيها ولا غموض بعد تتبع مواطن ذكرها في القرآن، فيسجل عندها تجاوز القرآن إليها، ويدلل بذلك على كونه كلام الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، وأنه الذي لا تنقضي عجائبه ولا تنتهي غرائبه ودلائل إعجازه. الثاني : التأكيد على أهمية تفسير القرآن بالقرآن ، الذي هوأعلى وأجل أنواع التفسير، إذ قد يوجد من لا يلجأ إلى القرآن عند إرادة إيضاحه وتفسيره لقصور فيه أوتقصير منه ، وبالتفسير الموضوعي ندرك أهمية هذا اللون من التفسير فتزداد عنايتنا به، وتـتـعـاضـــد جهودنا لبيانه ، فَنُكفى بذلك الوقوف عند كثير من مأزق القرآن أومواطن الخلاف بين فهماء الأمة في تفسير آياته ، لورود ما يوضح المراد ويشفي العليل ويروي الغليل بالقرآن نفسه. الثالث : إذا تجدد حاجة البشرية، وبروز أفكار جديدة على الساحة الإنسانية وانفتاح ميادين للنظريات الفهمية الحديثة لا يمكن تغطيتها ولا رؤية الحلول لها إلا باللجوء إلى التفسير الموضوعي للقرآن الكريم. إذ عندما نجابه بنظرة جديدة أوفهم مستحدث فإننا لا نقدر على تحديد الموقف من هذا الفهم وتلك النظرية وحل المشكلة القائمة، وبيان بطلان ممضى إلا عن طريق تتبع آيات القرآن ، ومحاولة استنباط ما يجب نحوجميع أولئك. إن جمع أطراف موضوع ما من خلال نصوص القرآن والسنة يمكن الباحث من القيام بدور اجـتهــادي للتوصل إلى تنظير أصول لهذا الموضوع ، وعلى ضوء هدايات القرآن ومقاصده نستطيع معالجة أي موضوع يَجدّ على الساحة. الرابع: إثــراء الـمعلومات حول قضية معينة. غالباً ما يُطرح موضوع أوقضية أوفكرة أومعضلة للبحث ويبقى أيُّ من ذلك محتاجاً إلى إشباع البحث ومزيد الدراسة، ويتم تحقيق ذلك من خلال التـفـسـيـــر الـمـوضـوعـي بحيث تتبين لذوي الشأن أدلة جديدة، ورؤى مستفيضة، وتفتيق لشيء من أبعاد القضية المطروحة. الخامس : تأصيل الدراسات أوتسليم مسارها : لقد نالت بعض علوم القرآن حظاً وافــــــراً من البحث والدراسة، إلا حتى هناك علوماً أخر برزت جديدة بحاجة إلى تأصيل بضبط مسارها حتى يؤمن عثارها مثل (الإعجاز الفهمي في القرآن )، فـقـد كثر المحررون حوله إلا أنه بحاجة ماسة إلى ضبط قواعده لِيُتَجَنَب الإفراط فـيـــه أوالتفريط ، وهذا إنما يتم عبر دراســـــة موضوعية لآيات القرآن وهداياته في هـذا المجال. وهناك علوم ودراسات قائمة منذ القدم لكن الـمـســــار الذي تنتهجه يحتاج إلى تصـحـيح وتعديل ، وإعادة تقويم كفهم التاريخ الذي أخذ منهجاً في سرد الوقائع والأحداث من غير تعرض لسنن الله في الكون والمجتمع ، فهماً بأن هذه السنن قد أبرزتها آيات القرآن خلال قصصه بشكل واضح ، وهناك انحرافات مبثوثة في خط التاريخ تخالف ما نص عـلـيـه في القرآن الكريم ، ولن يتم تعديلها وتقويم مثل هذه العلوم إلا بطريق استقصاء منهج القرآن في عرضها ودراستها.. - See more at: http://islamayt.blogspot.com.eg/2012/07/blog-post_30.html#sthash.J0nC3c6L.dpuf --ناصرمحروس 12:41، 1 نوفمبر 2010 (ت‌ع‌م)


مهارات الحطيب

تاريخ النشر: 2020-06-04 17:26:18
التصنيفات:

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

إمام عاشور يغادر المستشفى ويصل فندق إقامة المنتخب

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-01-25 21:21:31
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 59%

الداخلية الكويتية: إلقاء القبض على 3 أشخاص من جنسية عربية ين

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-01-25 21:22:05
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 68%

“ثقافة القليوبية” تحتفل بثورة يناير وعيد الشرطة المصرية

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-01-25 21:21:34
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 70%

حماس: سنلتزم بوقف إطلاق النار حال صدور قرار من محكمة العدل ا

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-01-25 21:22:23
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 52%

يحيى الدرع أفضل لاعب فى مباراة مصر وتونس بأمم أفريقيا لليد

المصدر: صوت الأمة - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-01-25 21:21:16
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 67%

القاهرة الإخبارية: اتفاق عسكرى أمريكى إسرائيلى يشمل شحنة أسلحة

المصدر: صوت الأمة - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-01-25 21:21:05
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 54%

المحروسة تعلن عن تخفيضات 40٪ على الإصدارات فى معرض الكتاب

المصدر: صوت الأمة - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-01-25 21:21:12
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 56%

مودرن فيوتشر يفسخ تعاقده مع ريكاردو فورموسينيو بالتراضى

المصدر: صوت الأمة - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-01-25 21:21:09
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 56%

محمد صلاح يسابق الزمن في برنامجه العلاجي بـ ليفربول.. صور

المصدر: صوت الأمة - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-01-25 21:21:19
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 59%

المنتخب المصري يفوز على تونس ويتأهل لنهائى كأس الأمم الإفريقية

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-01-25 21:21:32
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 53%

واشنطن ولندن تفرضان عقوبات تشمل مسئولين حوثيين

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-01-25 21:21:28
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 60%

نتنياهو: حماس جاءت للقضاء على إسرائيل لكن نحن من سنقضي عليها

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-01-25 21:22:37
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 52%

أبو عبيدة: قتلنا 53 جنديّا إسرائيليا من مسافة صفر وقنصنا 9 خ

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-01-25 21:22:29
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 52%

25 يناير .. يوم من ذاكرة التاريخ

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-01-25 21:21:26
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 64%

حضور بارز لتنسيقية شباب الأحزاب فى أول أيام معرض القاهرة للكتاب

المصدر: صوت الأمة - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-01-25 21:20:55
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 63%

مسؤول أمريكي: تصريحات نتنياهو المسربة ضد قطر لن تؤثر على الو

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-01-25 21:22:16
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 51%

الخارجية الأمريكية: لا صحة للادعاءات بأن إسرائيل ترتكب إبادة

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-01-25 21:22:11
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 66%

تحميل تطبيق المنصة العربية