ناصر الدين شاه قاجار (عاش 16 يوليو1831 – 1 مايو1896) كان ملك إيران من 17 سبتمبر 1848 وحتى 1 مايو1896 حين اُغتيل. وكان ابن محمد شاه قاجار وملك جهان خانم، مهد العليا وثالث حكام إيران من حيث طول مدة الحكم، بعد شاپور الثاني من الأسرة الساسانية وطهماسپ الأول من الأسرة الصفوية. وقد احتفظ بالسيادة على إيران لنحو50 عاماً، كما كان أول عاهل فارسي يخط وينشر يومياته.

سيرته

وقد كان في تبريز حين توفي والده في 1848، وارتقى عرش الطاووس بمساعدة أمير كبير. أظهر ناصر الدين ميولاً اصلاحية مبكرة، لكن كان له طرازاً ديكتاتوراً في حكومته. بموافقته، قُتل بعض البابات بعد محاولة لاغتياله. استمرت هذه المعاملة في عهد رئيس وزرائه أمير كبير، الذي حتى أمر بإعدام الباب – الذي يُعتبر تجسيداً للرب في الديانتين البابية والبهائية، والذي يعتبره المؤرخون مؤسس الديانة البابية.

في ظل عدم قدرته على استعادة الأراضي المفقودة في روسيا في أوائل القرن 19، سعى ناصر الدين للتعويض بالاستيلاء على هرات، أفغانستان، عام 1856. اعتبرت بريطانيا العظمى هذا التحرك أنه تهديد للهند البريطانية وأعربت الحرب على إيران، لتجبرها على التنازل عن هرات وكذلك حتى تعترف إيران بمملكة أفغانستان.

كان ناصر الدين أول ملك إيراني معاصر يزور اوروپا عام 1873 وقام بزيارة أخرى عام 1878 (عندما شهد استعراض أسطول البحرية الملكية)، ومرة أخيرة عام 1889 وقيل أنه دهش بالتكنولوجيا التي رآها هناك. أثناء زيارته للمملكة المتحدة عام 1873، عُين ناصر الدين شاه من قبل الملكة ڤكتوريا فارس رتبة الوشاح، أعلى رتبة فروسية إنگليزية. وكان أول ملك إيراني يحظى بهذا التكريم. نشرت يوميات رحلته عام 1873 بمختلف اللغات، مثل الفارسية، الألمانية، الفرنسية والهولندية.

أثناء زيارته، قابل ناصر الدين الزعماء اليهود البريطانيين، بما فيهم السير موزس مونتفيوره. في ذلك الوقت، اقترح العاهل الفارسي حتى يشتري اليهود أراضي ويؤسسوا دولة للشعب اليهودي.

عام 1890 التقى بالبريطاني جرالد تالبوت وسقط عقداً يمنحه فيه ملكية صناعة التبغ الإيرانية، لكنه أُجبر فيما بعد على إلغاء العقد بعدما أصدر آية الله مرزا حسن شيرازي فتوى ترم زراعة، التجارة، واستهلاك التبغ. أثر هذا حتى على حياة الشاه الشخصية حيث لم تسمح له زوجاته بالتدخين.

ولم تكن هذه نهاية لمحاولته لمنح المزايا لاوروپا؛ فيما بعد منح ملكية عائدات الجمارك الإيرانية إلى پول جوليوس رويتر.

نجح ناصر الدين في إدخال مختلف التأثيرات الغربية إلى إيران. كبح من النفوذ الفهماني لرجال الدين، أدخل التلغراف وخدمات البريد، أعطى الطرق، وافتتح أول مدرسة تقدم التعليم على الطراز الغربي، وافتتح أول صحيفة. وكان أول إيراني يلتقط له صور، وكان راعياً للتصوير الفوتوغرافي وصور نفسه مئات المرات. وكان آخر رؤساء وزراءه علي أصغر خان، الذي قام بعد إغتيال الشاه بتأمين انتنطق العرش إلى مظفر الدين.

إلا أنه في السنوات الأخيرة من حكمه، رفض بعناد التعامل مع الضغوط المتزايدة المطالبة بالاصلاح. ومنح أيضاً مجموعة من الحقوق ميسرة للأجانب لقاء مبالغ كبيرة مضىت إلى جيبه الخاص. أجبره الضغط الشعبي عام 1872 على سحب أحد الاحتيازات الخاص بالسماح بإنشاء المجمعات مثل أعمال السكك الحديدية والري في إيران. عام 1890 اقترف أكبر أخطاؤه حيث منح امتياز لمدة 50 عام لشراء، بيع، والتعامل في جميع التبغ في البلاد، مما أدى إلى مقاطعة وطنية للتبغ ودفع به إلى سحب الامتياز. كان هذا آخر وقع يعتبره الكثير من القوى أنه أصل الوطنية الإيرانية الحديثة.

اغتياله

ناصر الدين اغتاله مرزا رضا كرماني، أحد أتباع جمال الدين الأفغاني، أثناء زيارته وصلاته في ضريح شاه عبد العظيم. وينطق حتى المسدس الذي أغتيل به كان قديماً ويعلوه الصدأ، وأن كرماني كان يرتدي معطفاً سميكاً، أوأنه أطلق الرصاص من مسافة بعيدة، لينجوبحياته بعد محاولة الاغتيال. وقبيل وفاته، يُروى عنه أنه نطق "لونجوت، سأحكمكم بشكل مختلف!" قاتل ناصر الدين حاكمه وزير الدفاع نظم الدولة.

وقد دُفِن في مقبرة شاه عبد العظيم، في الري بالقرب من طهران، حيث أُغتيل. شاهد قبره المصنوع من بترة رخام واحدة، يحمل تصويراً كاملاً له، وهومحفوظ الآن في متحق قصر گولستان في طهران وتُعتبر تحفة من نحت العصر القاجاري.

القاتل

قام ميرزا رضا كرماني، من طلاب العلوم الدينية بتاريخ الأول من مايو1896 باغتيال أشهر ملوك السلالة القاجارية الحاكمة في إيران، ناصر الدين الشاه، وذلك بأمر من السيد جمال الدين الأفغاني الذي كان يرابط في اسطنبول حينها. هل يمكن اعتبار ذلك أول فتوى دينية أسست للاغتيالات السياسية، ووضعت اللبنات الأولى للحركات الجهادية المسلحة،يا ترى؟ لاسيما حتى صاحب الفتوى، أي جمال الدين الأفغاني أوسيد جمال الدين الأسد آبادي - نسبة إلى أسد آباد بالقرب من مدينة "همدان" في وسط إيران – يعد أول المجددين الإسلاميين في نهايات القرن التاسع عشر.

دوافع الإسلام السياسي

يذكر حتى الصور القليلة المتبقية لـ"ميرزا رضا كرماني"، قاتل ناصر الدين شاه، والتي التقطت إحداها سويعات قبل إعدامه، تظهره في ملابس رجال الدين الشيعة، وكان مرجعه، أي سيد جمال الدين الأفغاني الذي حثه على الانتقام من الملك القاجاري، بلغ درجة الاجتهاد حسب الممضى الشيعي، وهذا ما يدعم النظرية التي تعزوعملية الاغتيال إلى تيار الإسلام السياسي المبكر، لاسيما حتى العملية تمت في أحد الأضرحة الشيعية المقدسة بالقرب من طهران التي كان يطلق عليها باللغة الفارسية "دار الخلافة" بدلاً من "پایتخت" أي العاصمة.

إن أفكار وآراء سيد جمال الدين الأفغاني كانت ولاتزال تجد قبولاً بين الكثير من التيارات الإسلامية السنية والشيعية، والجميع يعهده إلى جانب كونه مجدداً ومفكراً وناشطاً مدنياً، ولكن تظل شخصية هذا الرجل في هالة من الغموض من مسقط رأسه إلى ممضىه وارتباطاته بالحكام إلى انضمامه إلى الماسونية، فأعداؤه يتهمونه بالتجسس لصالح بريطانيا، في حين يمجده محبوه من الهند إلى هجريا مروراً بإيران ومصر كمصلح ومجدد إسلامي، حيث أسس تلاميذه مجلة "المنار" في مصر، ويمكن البحث عن جذور حركة إخوان المسلمين في أفكارهم.

وكان البلاط الإيراني طرد جمال الدين الأفغاني بشكل مهين من البلاد، إثر حثه الجماهير على الثورة ضد إخفاقات ناصر الدين شاه في محاربة الفقر من جهة، وسعيه لفتح أبواب إيران على الحضارة الغربية.

وأقسم الأفغاني حتى ينتقم من الملك القاجاري إلى حتى التحق به تلميذه البسيط ميرزا رضا كرماني في اسطنبول بعد خروجه من السجن، وتحمله أقسى العذاب والتعذيب في السجون القاجارية، وعندما قص رواية العذاب الطويل الذي ذاقه لأستاذه، رد عليه جمال الدين الأفغاني: "حين تعرضت للظلم كيف من الممكن أن ترضخ له،يا ترى؟ المظلوم هوالذي يشجع الظالم في ظلمه"، فسأله كرماني: "كيف أقابل الظلم"، فرد عليه سيد جمال الدين الأفغاني: "امضى واقلع الظلم من جذوره".

وبعد تلقي هذه الفتوى عاد ميرزا رضا كرماني إلى طهران وابتاع مسدساً روسياً. وفي اليوم الذي كان الملك القاجاري ناصر الدين شاه في طريقه لحضور الحفل الخمسين لتتويجه ملكاً على إيران، تقدم رضا كرماني إلى موكبه بذريعة تقديم عريضة له، وأطلق النار من مسدسه ليغتال ناصر الدين شاه في 1 مايو1896.

اهتماماته الفنية والأدبية

حب الغلمان: ملیجک الأول والثاني

مليجك الأول (ملیجک اول 1859-1920) ثم مليجك الثاني (ملیجک دوم 1879-1941) كانا غلامي السلطان القاجاري ناصر الدين شاه، على التوالي. وكان ذلك الغلام لا يفارقه أينما حل أوارتحل.

يحكي ملیجک في مذكراته ان حب الشاه له وصل الى درجة كبيرة جدا مما يمنعه من الدخول في تفاصيل العلاقة التي كانت تجمعهما . عند السؤال عن طبيعة هذه العلاقة كان ملیجک يجيب : « لماذا في رأيكم كان السلطان محمود يشتهي أياز؟ » (اشارة منه إلى ملك أياز المملوك الجورجي عشيق السلطان محمود الغزنوي).

قبل الزيارة التاريخية للشاه الى اوروبا كان أكبر مأزق يقابله هواختيار من من الحريم سيرافقه مع زوجته "أنيس الدولة". ناصر الدين اختار امرأتين وملیجک مما أزعج "أنيس الدولة" التي خافت من حتى تكتشف الصحافة الاوروبية العلاقة بين الشاه وملیجک.

عند وصول ناصر الدين إلى اسطنبول أهداه أحد المسؤولين الكبار طفلة شركسية عمرها 12 سنة! مما أزعج "أنيس الدولة" التي كانت ترغب اعطاء صور عصرية عن إيران عند وصول الشاه إلى اوروبا. زوجة الشاه أجبرت الطفلة الشركسية على ارتداء النقاب لتفادي الفضيحة في الاعلام الاوروبي.

انظر أيضاً

• أسرة قاجار
• Order of Aftab
• الفن القاجاري
• احتجاجات التبغ
• لواء القوقاز الفارسي
• صمد خان ممتاز السلطنة
• Marjane Satrapi

الهامش

المراجع

• Amanat, Abbas (2004). Pivot of the universe. Tehran: Karnameh. ISBN .
• Clay, Catrine (2006). King, Kaiser, Tsar. London: John Murray. ISBN .
• Mo'ayeri, Dustali (1982). Some notes from private life of Nasser al-Din Shah. Tehran: Nashr-e Tarikh-e Iran.

وصلات خارجية

مشاع الفهم فيه ميديا متعلقة بموضوع Naser al-Din Shah Qajar.

• Nasser-al-Din Shah's Portrait
• Nasseredin Shah and his 84 wives
• His visit to England(select from list)
• Statue of Nasseredin Shah in Golestan Palace
• Side view of Nasser-al-Din Shah's marble tombstone
• Coins, banknotes and medals of Qajar period
• Window on an Era: A Qajar Royal Album. Selected photographs from a private album of Nasser al-Din Shah, with an introduction by Kaveh Golestan,
• Mohammad-Reza Tahmasbpoor, History of Iranian Photography: Early Photography in Iran, Iranian Artists' site,
• History of Iranian Photography. Postcards in Qajar Period, photographs provided by Bahman Jalali, Iranian Artists' site, .
• History of Iranian Photography. Women as Photography Model: Qajar Period, photographs provided by Bahman Jalali, Iranian Artists' site, .
• Sir James William Redhouse, The Diary of H.M. the Shah of Persia during His Tour through Europe in A.D. 1873, A Verbatim Translation (John Murray, London, 1874), (Digitized by Robarts at University of Toronto).
• Sir Albert Houtum Schidler and Baron Louis de Norman, A Diary Kept by His Majesty the Shah of Persia during His Journey to Europe in 1878, in English (Richard Bentley & Son, London, 1879), (Digitized by Google).
• Photos of qajar kings