معاهدة التحالف الهجري الروسي (1799)

القيصر ألكسندر الأول

معاهدة التحالف الهجري الروسي في 1799 كانت معاهدة تحالف تاريخية أبرمت في ثلاثة يناير 1799 بين القيصر ألكسندر الأول من الامبراطورية الروسية والسلطان سليم الثالث من الدولة العثمانية.

الغرض من التحالف كان التعاون العسكري ضد التمدد الفرنسي في بحر إيجة وشرق المتوسط الذي بدأ يظهر بعد إبرام معاهدة كامپوفورميو(1797)، التي انتقلت فيها ملكية الجزر الأيونية إلى فرنسا، والحملة الفرنسية على مصر والشام.

أهم شرط في المعاهدة كان بنداً سرياً يقضي بحرية مرور الأسطول الروسي عبر المضائق الهجرية طالما استمرت الحرب ضد فرنسا. وقبل تطبيق المعاهدة بين الامبراطوريتين، بدأت التحركات الروسية. ففي 16 نوفمبر 1798، "تصادف" وصول أميرال المؤخرة فيودور أوشاكوڤ بأسطوله إلى الجزر الأيونية، وبدأ بالاستيلاء أولاً على كيثرا قبل شهر (في 12 أكتوبر 1798)، ولفهمه المسبق بردود أفعال أهالي الجزر ضد الحكم الفرنسي في الجزر الأيونية، فقد نادى أهالي كورفولحمل السلاح ضد الغزاة "الملحدين" الفرنسيين، في منشور شهير (باليونانية) وجهه الأميرال إلى الأهالي.

السلطان سليم الثالث

وفي تلك الأثناء كان الإنگليز يراقبون ما يحدث في البحر الأيوني، فبعد يومين من إبرام التحالف الهجري الروسي، تحديداً فيخمسة يناير، وقد أبرمت في اسطنبول معاهدة التحالف الإنگليزي الهجري التي بمقتضاها أعطت بريطانيا العظمى ضمان وحدة أراضي الدولة العثمانية لثمان سنوات.

أثر تلك البنود كان طرد الفرنسيين من الجزر الأيونية بقوات التحالف الهجري الروسي وهزيمة بوناپرت أمام الإنگليز في معركة حملته ضد عكا.

عواقب المعاهدة

استفادت الدولة العثمانية من تطور الأحداث لأن المعاهدة سمحت لها بضم القواعد الفرنسية في پرڤزا وبوترنت وڤونيتسا.
استفادت الامبراطورية الروسية بالمرور الحر للسفن الروسية في بحر إيجة، من ناحية، ومنع التوسع الفرنسي في البلقان.
بعد شهرين من إبرام المعاهدة تم توقيع هدنة سانت پول التي أنهت التعاون الروسي-الهجري ضد الفصائل الفرنسية التي هجرتها فرنسا في الجزر الأيونية. وفي العام التالي، سقطت الإمبراطوريتان المتحالفتان معاهدة اسطنبول (1800) التي ضمت أساساً المعاهدة الأساسية لتأسيس الدولة الأيونية، التي كانت أول بارقة لاستقلال الأراضي اليونانية.