إسكنيز من ميلتوس
إسكنيز من ميلتوس Aeschines (باليونانية: Αἰσχίνης) من ميلتوس كان معاصراً لـشيشرون في القرن الأول ق.م.،وخطيباً orator متميزاً بـالأسلوب الآسيوي للبلاغة، والذي كان حسب شيشرون، "يتدفق في تيار قوي. إلا أنه ليس فقط فصيح؛ بل حتى لغته مزخرفة ومشذبة."
إسكنيز، حسب ديوجنيس لرتيوس، خط في السياسة. وقد توفي في المنفى بسبب كلامه بحرية إلى پومپي.
جولاته ضد دمستين
بلغت الخطابة اليونانية أرقى درجاتها في عام 330. وكان تسفون Ctesiphon قبل ذلك العام بست سنين قد اقترح على المجلس مبدئياً حتى يهدي دمستين تاجاً أوإكليلاً من الزهر اعترافاً منه بحسن سياسته، وبما قدمه للدولة من منح مالية كثيرة. ووافق المجلس على هذا الاقتراح وأراد إسكنيز حتى يحول بين منافسه وبين هذا الشرف العظيم فاتهم تسفون بأنه عرض على المجلس اقتراحاً غير دستوري (وهواتهام سليم من الناحية الشكلية) وأجلت القضية المرة بعد المرة، ثم عُرضت أخيراً على هيئة القضاء المؤلفة من خمسمائة من المواطنين. وكانت هذه بطبيعة الحال قضية من أشهر القضايا شهدها جميع من استطاع الحضور إلى أثينة مهما بعد موطنه؛ ذلك بأن أعظم خطباء أثينة في ذلك الوقت كان في واقع الأمر يدافع فيها عن سمعته وعن حياته السياسية. ولم يُضِع إسكنيز في مهاجمة تسفوت إلا قليلاً من الوقت ولكنه وجه هجومه إلى أخلاق دمستين وسيرته، ورد عليه دمستين بخطبة من نوع خطبته هي خطبته الشهيرة المعروفة باسم "في سبيل التاج". ولا نزال نحس في جميع سطر من أسطر الخطبتين بما كان يضطرم في صدر صاحبيهما من اهتياج شديد، وحقد في قلب عدوين التقيا وجهاً لوجه في ميدان القتال. وكان دمستين يعهد حتى الهجوم أفضل من الدفاع، فنطق إذا فليب قد اختار بوقاً له في أثينة أحط خطبائها وأشدهم فساداً، ثم أخذ يرسم صورة لحياة إسكنيز يتجلى فيها الحقد بأوضح معانيه فنطق:
لابد لي حتى أدلكم على حقيقة هذا الرجل الذي يطلق لسانه بالشتائم المقذعة ... وإلى أي الآباء ينتسب. الفضيلة أيها الوغد الخائن! ... ما شأنك أنت أوأسرتك بالفضيلة،يا ترى؟ ... وبأي حق تتحدث عن التربية والتعليم،يا ترى؟ ... هل أقص على الناس كيف من الممكن أن كان أبوك عبداً يدير مدرسة أولية قرب هيكل ثسيوس. وكيف كان مصفداً بالحديد في ساقه، وكيف كان حول عنقه طوق من الخشب، وكيف كانت أمك تقيم حفلات الزواج في مرافق بيت في وضح النهار،يا ترى؟ ... لقد كانت تساعد أباك في كدحه في مدرسة صغيرة، تطحن له الخبز، وتنظف المقاعد بالأسفنج، وتكنس الحجرة، وتقوم بعمل الخادم ... ثم سجلت اسمك في سجل أبرشيتك - وليس في مقدور أحد حتى يعهد كيف من الممكن أن استطعت حتى تعمل ذلك، ولكن ما علينا من هذا - لقد اخترت لنفسك مهنة خليقة بأشرف الرجال المهذبين فكنت محرراً وموصل رسائل لصغار الموظفين. وبعد حتى ارتكبت جميع الجرائم التي تعير بها غيرك من الناس، أعفيت من هذا العمل...والتحقت بخدمة الممثلَين الشهيرَين سميلس Simylus وسقراط المشهورين باسم "المدمدمين". ومثلت أدواراً صغيرة تحت إشرافهم، فكنت تلتقط التين والعنب والزيتون وتعيش على هذه القذائف خيراً مما تعيش من جميع الوقائع التي كنت تخوضها للنجاة من الموت. إذا الحرب التي كانت قائمة بينك وبين النظارة لم تكن فيها هدنة أووقف للقتال ...
وازن إذن يا إسكنيز بين حياتك وحياتي. لقد كنت تفهم مبادئ القراءة وكنت أنا طالباً في المدرسة؛ وكنت أنت راقصاً وكنت أنا رئيس الممثلين ... وكنت محرراً عمومياً، وكنت أنا خطيباً عاماً. وكنت ممثلاً من الدرجة الثالثة وكنت أنا ممن يشهدون التمثيل. وأخفقت أنت في تمثيل دورك وسخرت أنا منك بالصفير(3).
وكانت هذه خطبة عنيفة؛ ولم تكن أنموذجاً للترتيب والأدب ولكنها كانت فصيحة اللفظ شديدة الانفعال إلى حد حملت القضاة على حتى يبرئوا تسفون بأغلبية خمسة أصوات ضد صوت واحد. وفي العام التالي منحت الجمعية دمستين التاج المتنازع. ولما عجز إسكنيز عن أداء الغرامة التي تُفرض حتماً على مَن يعجز عن إثبات جريمة يتهم بها أحد المواطنين، فر إلى رودس، حيث أخذ يكسب الكفاف من العيش بتعليم البلاغة. وتقول إحدى الروايات إذا دمستين كان يرسل إليه المال ليخفف عنه آلام الفاقة.
الهامش
-
ول ديورانت. سيرة الحضارة. ترجمة بقيادة زكي نجيب محمود. Unknown parameter
|coauthors=
ignored (|author=
suggested) (help)
- ^ Smith, William (1867). "Aeschines (2)". In Smith, William (ed.). Dictionary of Greek and Roman Biography and Mythology. 1. p. 40.
- ^ Jebb, Richard Claverhouse (1893). . Macmillan. pp. 444–445.
- ^ شيشرون، بروتس 95
- ^ ديوجينس لرتيوس ii. 64
- ^ استرابون، xiv. p. 635
- ^ سنكا الأكبر، Controversiae i. 8
This article incorporates text from the public domain Dictionary of Greek and Roman Biography and Mythology by William Smith (1867).