فيلوستراتوس الأصغر

لأشخاص آخرين اسمهم فيلوستراتوس, انظر فيلوستراتوس (توضيح).

فيلوستراتوس الأصغر أوالثاني Philostratos (نحو170 م - نحو245 م) كان سوفسطائي يوناني في الامبراطورية الرومانية. فيلوستراتوس الثاني هوأشهر من عهد بهذا الاسم، الذي حمله أربعة كتّاب سفسطائيّين عاشوا في القرنين الثاني والثالث الميلاديّين، وكانت تجمع بينهم رابطة القربى الأدبية التي تضمها المجموعة المعروفة باسم «المدونة الفيلوستراتية» Corpus Philostrateum.

ولد فيلوستراتوس في جزيرة لمنوس اليونانية الواقعة في بحر إيجة من أسرة إغريقيّة مرموقة أنجبت عدداً من الفهماء. تلّقى تعليمه الفلسفي في مدينة أثينا على عدد من مشاهير السفسطائيين في ذلك العصر، ومارس عمله فيها مدرساً للبلاغة والخطابة. ثم سلك على عادة السفسطائيين آنذاك طريق الرحلات والأسفار التي قادته إلى روما حيث انضم إلى الحلقة الفلسفية التي كان يرعاها الامبراطور سپتيميوس سڤروس وزوجته السوريّة يوليا دومنا، وكانت تضم نخبة من رجال الفكر والفهم والأدب. وعاد ثانية إلى الشرق بعد موت الامبراطورة (217م) ليعيش من حديث في أثينا التي كان يملك حق المواطنة فيها، وتابع نشاطه الفكري حتى آخر أيامه. وقد كرّمه الأثينيّون، فأقاموا له تمثالاً ذكرت على قاعدته بعض مآثره ونبذة عن حياته دونتها موسوعة سودا البيزنطية.

مؤلفاته

أهم مؤلفات فيلوستراتوس

ـ «سيرة أبولونيوس التيانائي» Apollonios of Tyana التي ألّفها استجابة لرغبة الامبراطورة يوليا دومنا، وصدرت في ثمانية أجزاء بعد عام 217م، وهي تمجّد حياة هذه الشخصية العجيبة المغامرة التي دار حولها كثير من الأساطير، ذلك حتى أبولونيوس، الذي كان من كبادوقيا في آسيا الصغرى ومن أتباع الفيلسوف فيثاغورس، اشتهر بتبحّره بالسحر والتنجيم وفهم الغيب وصنع العجائب التي تفوق قدرات البشر، وكان يحتل مكانة رفيعة لدى الوثنيين، الذين كانوا يرون فيه الندّ الوثني للمسيح. وهذه «السيرة» مهمة لفهم التيارات الصوفية المشرقية في القرنين الأول والثاني الميلاديين، والصراع الفكري بين الوثنية والمسيحية، وقد كانت من الخط المحببة في الأزمنة القديمة حتى أنها ترجمت إلى اللاتينية، وصدرت بأشكال عدة.

ـ «سير السفسطائيين» Bioi Sophiston ألّفها بعد عودته إلى أثينا، وهي في كتابين أهدى ثانيهما إلى الامبراطور گورديانوس A.Gordianus، يفرّق فيها فيلوستراتوس بين المدرسة السفسطائية القديمة، التي أسسها گورگياس Gorgias في القرن الخامس قبل الميلاد، والسفسطائية الثانية (الحديثة) التي ازدهرت خلال العصر الامبراطوري الروماني، وترجم لمجموعة من أعلامها منذ نهاية القرن الأول الميلادي حتى أيامه وفقاً للتسلسل الزمني، مع إبراز بعض الشخصيات المشهورة من أمثال هرودِس أتيكوس Herodes Atticus، ولكنه يغفل ذكر لقيانوس السميساطي Lukianos وبعض السفسطائيين المعاصرين له. ويقدم الكتاب صورة حية عن هذه الطبقة من الفلاسفة المحترفين الجوالين الذين كانوا يعلِّمون أساليب الخطابة والبلاغة، ويعدّ مصدراً مهماً عن أفكار السفسطائية الثانية وسلوكها.

ـ «الصور» أو«الإيقونات» Eikones في كتابين يتضمّنان وصفاً لرسوم في أحد قصور نابولي، وقد حظيت بشعبية كبيرة؛ لأنها كانت بمنزلة تمارين ونماذج مثاليّة في الوصف البلاغي، وقدّمت معلومات قيمة عن الفن الهلنستي.

ـ بحوث متفرقة في «المدونة» أحدها حول طقوس الأبطال وأنصاف الآلهة، وآخر عن جنون نيرون، وثالث عن الرياضة يتضمن مادة غنية عن الألعاب ووصايا للمدربين والرياضيين.

ـ تنسب إليه أيضاً نحوثلاث وسبعين رسالة، معظمها عن الحب، عدا الرسالة الأخيرة الموجهة إلى يوليا دومنا دفاعاً عن السفسطائية.

نالت كتابات فيلوستراتوس إعجاباً كبيراً، وقرئت بكثرة، وقلّدها كثيرون. أما أسلوبه فكان سهلاً وواضحاً واتباعياً (كلاسيكياً) وحظي بتقدير الأدباء البيزنطيين. وقد صدرت معظم مؤلّفاته مع ترجماتها وكثير من الشروح والتعليقات.

المصادر

محمد الزين. "فيلوستراتوس الثاني". الموسوعة العربية.

Côté, Dominique. "La figure d’Eschine dans les Vies des sophistes de Philostrate", Cahiers des études anciennes 42 (2005), p. 389-420.
Côté, Dominique. "Les deux sophistiques de Philostrate", Rhetorica 24 (2006), 1-35.
تحوي هذه الموضوعة معلومات مترجمة من الطبعة الحادية عشرة لدائرة المعارف البريطانية لسنة 1911 وهي الآن من ضمن الملكية العامة.