الفرد والمجتمع فى مصر فى العصر العثمانى
الفرد والمجتمع في مصر في العصر العثمانى هوكتاب صدر في 2005 من الجمعية المصرية للدراسات التاريخية بالتعاون مع مركز البحوث والدراسات الاجتماعية ، وذلك في إطار مشروع دراسة تاريخ مصر الاجتماعى في العصر العثمانى الذى ينظمه سمنار الباحثين الشبان في التاريخ العثمانى في رحاب النشاط الفهمى للجمعية المصرية للدراسات التاريخية.
موضوع الكتاب
اتى موضوع "الفرد والمجتمع" الذى يضم هذا الكتاب بعض ما قدم فيه من بحوث ساهم بها باقة من الباحثين الشباب، كما ساهم فيها بعض الأساتذة الكبار؛ وهى جميعاً تمثل إضافة متميزة في مجال الدراسات التاريخية عامة، وتاريخ مصر الاجتماعى خاصة.
ولعل أول ما يلفت نظر القارئ في هذا الكتاب إشكالية المفاهيم المتصلة بالفرد والنزعة الفردية في مجتمع "تقليدى" من وجهة النظر المستقرة في فهم الاجتماع. فمن المعروف حتى دور الفرد والنزعة الفردية يرتبطان بالمجتمع الرأسمالى على وجه الخصوص، وهى درجة من درجات التطور الاجتماعى لم يعهدها العصر العثمانى فيما بين القرنين السادس عشر والتاسع عشر. ولا يعنى ذلك حتى دور رأس المال التجارى قد غاب عن الحياة الاقتصادية في بلاد الدولة العثمانية طوال تلك القرون، بل كان هناك فترات معينة شهدت نموا لرأس المال التجارى، جعلت فيه عاملاً فعالاً في التنمية الاقتصادية، عندما اهتم رأس المال التجارى بالزراعة والصناعة الحرفية عن طريق الاستثمار في إنتاج محاصيل معينة وإدارة ما اتصل بها من صناعات لإنتاج سلع تحتاجها الأسواق الإقليمية والدولية، مثلما وقع بالنسبة لزراعة قصب السكر وصناعة السكر، وزراعة القطن والكتان وصناعة النسيج، وزراعة الحبوب الزيتية وصناعة الزيوت، إلى غير ذلك من مظاهر تتجير الزراعة. ولكن تتجيز الزراعة لم يؤد على تطوير أدوات الإنتاج ليحدث الانتنطق إلى الفترة الصناعية في تطور الرأسمالية، من الممكن لأن السوق الإقليمية والدولية لم تشهد توسعاً كبيراً في الطلب، يوجد الحاجة على البحث عن سبيل لزيادة الإنتاج، على نحوما وقع في أوربا الغربية بعد اكتشاف العالم الجديد. لذلك لم تشهد وسائل الإنتاج "انقلاباً" يغير البنية الهيكيلية للاستثمار الرأسمالى، رغم عدم خلوالساحة من ابتكارات في هذا المجال لم تلق التشجيع والرعاية من رأس المال التجارى.
ولعل من بين الأسباب الأساسية لإعاقة التطور الرأسمالى ذلك الضعف فـى ظاهرة التراكم نتيجة غلبة الصفة العائلية على النشاط التجارى، وتقسيم رأس المال (باعتباره هجرة) بين الورثة حسب الشريعة الإسلامية، ومن ثم يتم تفتيت المشروع التجارى الكبير إلى عدد من المشروعات الصغيرة، مما يؤدى إلى تبديد ما تحقق من تراكم، وتجميد قوى الإنتاج وعلاقاته على مستوى المجتمع ككل. ولعل ما تعرض له كبار التجار من المصادرة من جانب الحكام، وما تحملوه من مكوس باهظة وما اضطروا إليه من تقديم الرشى للحكام كان أيضاً من معوقات التراكم. أضف إلى ذلك حبسهم لجانب من ثرواتهم على شكل أوقاف ليضمنوا عدم تعرضها للمصادرة، إلى غير ذلك من ظروف حالت دون دفع عجلة التطور الرأسمالى قدماً إلى الإمام، بما يترتب عليها من تغيرات اجتماعية وسياسية تدور حول الفرد لا الجماعة (الطائفة) وتقود إلى بروز النزعة الفردية.
ورغم غياب تلك الفترة من مراحل التطور في العصر العثمانى إلا حتى بنية المجتمع المصرى عندئذ كانت تسمح للفرد بالتعبير عن نفسه: مصالحه، وآماله، وآلامه في إطار الهياكل الاجتماعية التى انتمى إليها، وهوما تتناوله بحوث هذا الكتاب، وخاصة ما اتصل منها بالقرن التاسع عشر. كما إذا معظم بحوث الكتاب تلقى مساحات من الضوء على ظواهر وجدت هنا وهناك تلفت النظر إلى أهمية البحث في التاريخ الاجتماعى لذلك العصر.
تقسيم الكتاب
- مقدمة: رءوف عباس.
- البحث عن "الفرد" اصطلاحاً في مصر العثمانية (محاولة للاقتـراب والفهم): عاصم الدسوقي.
- الفرد التقليدى والفرد الحديث (مدخل منهجى): مجدي عبدالحافظ.
- الرؤية النقدية للمجتمع الريفى عند الشربينى في هز القحوف: همفرى ديفيد.
- الفتاة المصرية بين الشريعة والقانون والعهد (حق اختيار الزوج في النصف الثانى من القرن التاسع عشر): عماد هلال.
- وعى الفرد بالقانون التجارى في مصر (1844-1876): خالد الناغية.
- الفرد والفهم في مصر في القرن الثامن عشر "رضوان أفندى الفلكى وتأسيس المدرسة الفلكية": صبرى العدل.
- الفرد والمؤسسة الصحية في القرن التاسع عشر "الحكيم" نموذجاً: عزة عبدالله.
- عائلة الشرايبى: حسام عبدالمعطي.
- المزيكاتى والوعى بتمصير الفن الغنائى في النصف الثانى من القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين: عبدالمنعم الجميعي.
أنظر أيضا
- الجمعية المصرية للدراسات التاريخية
- مركز البحوث والدراسات الاجتماعية
المصادر
- ^ الفرد والمجتمع في مصر