أبومحمد زيادة الله بن إبراهيم
أبومحمد زيادة الله بن إبراهيم أوزيادة الله بن إبراهيم أوزيادة الله الأول بعد وفاة البوالعباس في سنة 201هـ/817م. تولى الإمارة بعده أخوه زيادة الله بن إبراهيم (201- 223هـ/ 817 -837م) وكان أفصح أهل بيته لساناً وأكثرهم أدباً، وكان يقول الشعر، ويرعى الشعراء.
سياسته
كثرت حركات الخروج عن الطاعة في أيام زيادة الله حتى إنه لم يعد يسيطر في بعض السنوات إلا على حاضرته وما يحيط بها، وترجع مسببات الاضطراب إلى استمرار زيادة الله على سياسة أخيه الجائرة مع الناس واستخفافه بالجند. ومن الثورات التي قامت في وجهه ثورة ابن الصقلبية في سنة 207هـ/ 822م في باجة التي قضى عليها بسهولة، وثورة عمروبن معاوية القيسي سنة 208هـ/ 823م التي عهدت بثورة القصرين، فقضى عليها أيضاً، ثم ثورة منصور الطَنْبذي سنة 209هـ/ 824م في تونس التي كادت تودي بالدولة الأغلبية. واستطاع زعيمها إلحاق هزيمة قوات زيادة الله أكثر من مرة، حتى خرجت مدن كثيرة عن طاعته، واستبد بها القواد الذين دخلوا في طاعة الطنبذي، ومنها باجة والجزيرة وصَطْفورة وبنزرت والأرس وغيرها. ولم يبقَ في يد زيادة الله سوى عدد قليل من المدن، كما حاول الطنبذي احتلال القيروان نفسها، وإنهاء حكم زيادة الله سنة 209هـ/ 824م فلم ينجح، وضرب منصور الطنبذي السكة باسمه.
حاول فهماء إفريقية التوسط بين زيادة الله والطنبذي كأبي محرز وأسد بن الفرات، ولكن الحرب لم تتوقف، إلى حتى قام زيادة الله بهجوم كبير في منتصف جمادى الآخرة سنة 209هـ/ 12 أكتوبر 824م، فانهزم الطنبذي إلى قصره بتونس، ولاذ رجاله بالفرار، ولكنه ما لبث حتى استجمع قواه، وعاود القتال من جديد، وتضعضع حال زيادة الله ثانية، حتى كاد يخسر جميع شيء، ولم يبق في يده إلا قابس ونفزاوة وطرابلس، ولم ينقذه إلا خلاف نشب بين منصور الطنبذي وعامر بن نافع أحد قادته، إذ انقلب عامر على الطنبذي واعتقله وسجنه في جزيرة جَرْبة ثم قتله. ولم تنتظم الأمور لعامر بن نافع فاضطر إلى الفرار بسبب التمزق في صفوف جنده، ولم تنته الفتنة إلا بوفاته، بعد مدة من الاضطراب دامت ثلاثة عشر عاماً.
بعد حتى استتب الأمر لزيادة الله الأغلبي قرر الشروع بفتح صقلية سنة 212هـ/ 827م، فجهز حملة أسند قيادتها إلى القاضي الفقيه أسد بن الفرات الذي كان على فهمه فارساً شجاعاً، ونزلت الحملة في مَزارة على أقصى الشاطئ الجنوبي الغربي، وهي أول عملية إنزال في صقلية من سلسلة عمليات طويلة استمرت مدة اثنين وخمسين عاماً، وانتهت بفتح سرقوسة سنة 264هـ.
سيرة الطاغية
الملك الطاغية زيادة الله بن ابراهيم الاغلبي التميمي
جدة إبراهيم الاغلبي التميمي من اجود الملوك بناء المساجد وقتل من يشرب الخمر وعزم على الحج فرد المظالم وأظهر الزٌهد والنٌسك وفهم أنه جعل طريق إلى مكه على مصر ومنعه صاحبها ابن طولون فمضى ليحاربه. فجعل طريقه على جزيرة صقلية ليجمع بين الحج والجهاد.
وسار إلى مدينة يرطونوا في إيطالياء فملكها واظهر العدل واحسن إلى الرعيه وسار إلى حصن طبرمين فاستعد اهلها للقتال وفقراء القاريء (( إنا فتحنا لك فتحاً مبيناً )) ونطق الملك (( اللهم اني اختصم انا والكافر إليك في هذا اليوم ! )) وحمل عليهم فهزم الكفار وقتل المسلمين منهم كيف من الممكن أن شاؤوا. كان جده عالم تقي نقي توفي وهويجاهد في شواطئ إيطاليا توفي وهوفي ميادين القتال. أصابه انزلاق في المعدة وحمله جيشه إلى القيروان في تابوت وكانت مدة حكمه ( 25 سنة) خمسه وعشرين سنه رحمه الله وادخله جنات النعيم.
وتملك ابنه عبد الله بن إبراهيم التميمي فكان ديناً عالماً بطلاً مجاهداً شاعراً فقتله ابنه زيادة الله التميمي بعد عام من حكمه!
بعد ما حكم زيادالله أقام في اول ولايته سته اعوام ماكان عليه اسلاف من حسن السيره وحميد الافعال ثم تغيرت الاحوال واخذ في جمع المال وفي جميع سنه يزداد تغيراً وسوء حال.
ثم اشتد نكره فأخذ يقتل في اصحابه حتى انه اغتال ابنه المُكنى ( بأبي الأغلب ) رحمة الله وقتل بناته وأتى بأمور لم يأت بها أحد من قبله كثير الملك شديد الحسد.
ففقد منديلاً صغير كان يمسح به أنفه وكان سقط من يد بعض جواريه فأصابه خادم له فقتل بسببه ثلاثمائة رجل! وكان سبب قتله ولده ظناً منه به فضربت رقبته بين يديه وقتل ثمانية من إخوانه وضربت أعناقهم بين يديه.
وكانت أمه إذا ولدت له ابنه اخفتها وربتها له , لئلا يقتلها حتى اجتمع عندها منهن ست عشر طفل كأنهن البدور , فنطقت له يوماً وقد رات منه رقه :
- يا سيدي قد ربيت لك وصائف ملاحاً وأُحب ان تراهن .
نطق : نعم فلما رآهن نطقت له : هذه بنتك من فلانة، وهذه بنتك من فلانة، حتى عدتهن . فلما خرج من عند أمه نطق لخادمه له أسود: امض إليهن وجئني بروؤسهن.
فوقف استعظاماً لذالك . فنطق : امضِ وإلا قدمتك قبلهن .
فمضى الخادم ودخل على أمه كبر ذلك عليها وعظم في قلبها ونطقت : راجعه فنطق لها : لاسبيل إلى ذلك
فقتلهن وأخذ رؤوسهن واتى بها إليه معلقه بشعورهن فطرحها بين يديه وأدخل كثيراً من فتيانه الحمام وأغلق عليهم باب البيت الساخن فماتوفيه جميعاً قبحه الله .
ان الجنون بحد ذاته مصيبه خاصه اذا كان ينتج عنه الاذا وعمل الشر . إن مثل هؤلاء كارثة على الشعب ووبال على الجميع. مأساة من مآسي تاريخنا ستبقى اللعنة تلاحقهم، وللجنون فنون.
وفاته
توفي زيادة الله سنة 223هـ/ 838م بعد ولاية حافلة بجلائل الأعمال والخطوب، استمرت أكثر من إحدى وعشرين سنة، وخلفه في الإمارة أخوه الأغلب أبوعنطق المعروف بخَزَر أوخزرون.