سوريا (مقاطعة رومانية)

عودة للموسوعة

سوريا (مقاطعة رومانية)

الامبراطورية الرومانية في عهد هادريان (حكم 117-138 م)، توضح، في غرب آسيا، المقاطعة الإمبراطورية سوريا، وفيها أربعة فيالق منشورة في 125.
مقاطعة سوريا مشروحة
فسيفساء رومانية من أنطاكية (تفصيل)، متحف اللوڤر.

تقوم على شاطئ البحر الأبيض المتوسط في جزئه الشمالي مُدن فينيقيا القديمة التي كانت هي وفلسطين جزءاً من ولاية سوريا الرومانية. وقد ظلّت هذه المُدن حية طوال الحقبة التي دامت ألف عام مليئة بالأحداث الجسام وذلك بفضل عمالها المجدّين البارعين في الصناعات اليدوية، وبفضل مسقطها الذي جعل فيها على مر الأيام مرافئ تجارية هامة، وتجّارها المهرة الأغنياء الذين كانوا يرسلون سفنهم وعمّالهم إلى جميع مكان معروف على ظهر الأرض. وكان في صور مبانٍ أعلى من مباني روما(49). وأحياء أقذر من أحيائها تفوح منها روائح مصانع الصباغة الكريهة، ولكنها كانت تُعزّي نفسها باعتقادها حتى العالم كله يبتاع منسوجاتها ذات الألوان المتعددة الجميلة، وبخاصة حريرها الارجواني. والراجح حتى صيدا قد كشفت طريقة خلق الزجاج بالنفخ، وأنها تخصصت وقتئذ في صناعة الزجاج والبرنز، واشتهرت برنيس (بيروت) بمدارس للطب والبلاغة والقانون، وأكبر الظن حتى أبيان وبابنيان المشترعين العظيمين قد تخرّجا في جامعتها ثم انتقلا منها إلى روما.

ولم يكن في الإمبراطوريّة كلها ولاية تفوق سوريا في صناعاتها ورخائها، وكان يعمرها في زمن تراجان عشرة ملايين من الأنفس وإن كان سكانها الآن لا يزيدون على ثلاثة ملايين ولا يكادون يجدون ما يكفيهم من مسببات العيش(50). وكان في الولاية نحوخمسين مدينة تستمتع بالماء النقي، والحمّامات العامة، والمجاري الممتدة تحت الأرض، والأسواق النظيفة، ومدارس التدريب الرياضي، وساحات الألعاب، والمحاضرات، والموسيقى والمدارس، والحياكل، والباسلقات، والأروقة المعمّدة، والأقواس، والتماثيل العامة، ومعارض الفن العمومية، وهي المظاهر التي كانت تمتاز بها المُدن الهلنستية في القرن الأول بعد الميلاد(51). وكانت أقدم هذه المُدن كلّها مدينة دمشق القائمة وراء جبال لبنان اللقاءة لصيدا، وكانت تحميها الصحراء المحيطة بها. وقد أحالتها إلى حديقة غناء روافد وفروع لذلك المجرى الذي سمّاه الأقدمون "نهر المضى" اعترافاً منهم بفضله. وكانت تلتقي عندها كثير من طرق القوافل، وتفرّغ في أسواقها غلات قارات ثلاث.

وإذا عاد المسافر في هذه الأيام فعبر تلال لبنان الصغرى واتجه نحوالشمال في طرق متربة أدهشه حتى يجد في قرية بعلبك الصغيرة بقايا هيكلين فخمين ومدخل عظيم، كانت في يوم من الأيام مما تفخر به هليوبوليس مدينة الشمس اليونانية-الرومانية-السوريّة. وأسكن أغسطس في ذلك المكان جالية رومانية صغيرة، ثم نمت المدينة وازدهرت وصارت مركز عبادة بعل إله الشمس وملتقى الطرق الذاهبة إلى دمشق، وصيدا، وبيروت، وأقام المهنسون والبنّاءون الرومان، واليونان، والسوريّون في مكان هيكل بعل الفينيقي القديم مزاراً فخماً لجوبتر الهليوبوليسي، أقاموا جميع جدار من جدرانه من حجر واحد ضخم بتروه من محجر يبعد عن موضعه مسافة ميل. وكانت إحدى كتله الحجرية تبلغ اثنتين وستين قدماً في الطول وأربع عشر في العرض، وإحدى عشرة في الارتفاع، وفيها من المادة الحجرية ما يكفي لبناء بيت رحب. وكانت إحدى وخمسون درجة من الرخام يبلغ عرض الواحدة منها مائة وخمسين قدماً تؤدي إلى المدخل الكورنثي العظيم، فإذا اجتاز الإنسان البهوالأمامي والبهوالذي يليه المعمّدين عثر البناء الرئيسي للهيكل، وقد بقي منه حتى الآن ثمانية وخمسون عموداً تعلوفي الجواثنتين وستين قدما. وبالقرب من هذا الهيكل الكبير بقايا هيكل أصغر منه، يُنطق أحياناً إنه كان هيكل فينوس وأحياناً باخوس، وأحياناً دمتر. وقد أبقى الزمان على تسعة عشر عموداً من عُمَده، وعلى باب جميل دقيق النقش. وتتألق هذه العُمَد الفخمة المنعزلة في شمس السماء الصافية، وهي من أجمل ما بقي من مخلّفات العصور السالفة. وإن المرء حين يشاهدها ليحس، أكثر مما يحس حين يشاهد أي أثر من آثار روما، بعظمة الإمبراطوريّة الرومانية، وبما فيها من ثراء، وشجاعة، ومهارة، وذوق جميل أمكنها بها حتى تشيّد في مُدنها الكثيرة المتفرّقة هياكل أعظم وأكثر فخامة مما عهدته العاصمة المزدحمة في أي عصر من عصورها.

وتقع على منظر كهذا عين السائح الذي يتجه نحوالشرق ويعبر الصحراء من حمص، إمسا Emessa القديمة، إلى تَدمُر التي ترجم اليونان اسمها إلى پالميرا Palmyra أي المدينة ذات الألف نخلة. وقد كانت أرضها الخصبة المحيطة بعينين نضاختين، ومسقطها الحسن على الطريقين الممتدّين من حمص ودمشق إلى نهر الفرات، سبباً في ثرائها، فلم تلبث حتى أصبحت من أكبر مدائن الشرق؛ وقد أمكنها بُعدها عن غيرها من المحلات حتى تحتفظ باستقلالها العملي رغم تبعيّتها الاسمية للملوك السلوقيين أوللأباطرة الرومان. وكان على جانبي شارعها الأوسط الرئيسي أروقة ظليلة تحتوي على 454 عموداً، وفي مواضع تقاطعه الأربعة أقواس فخمة بقي منها واحد حتى الآن شاهداً على ما كانت عليه بقية هذه الأقواس من عظمة وجلال. وكان أجمل مباني المدينة كلها وأعظمها هيكل الشمس الذي شُيّد في عام 30م. للثالوث الأعظم: بعل، وبرهبول (الشمس) وأجلبول (القمر). وكان حجمه أطراداً لتنطقيد الأشوريين في الضخامة، وكان بهوه، وهوأكبر الأبهاء في الإمبراطوريّة الرومانية، يحتوي على صف من العُمَد لا مثيل له في بلد من بلادها، طوله أربعة آلاف قدم، وكان الكثير منها عُمَداً كورنثية مرتّبة صفوفاً في جميع منها أربعة. وكان في داخل البهووالهيكل رسوم ملوّنة ومنحوتة يدلّ ما بقي منها على اقتراب تدمر من بارثية في الفن كقربهما في المكان.

ويبدأ من تدمر طريق رئيسي يتجه نحوالشرق ويصل إلى نهر الفرات عند دورا اوروپوس Dura-Europus. وهنا اقتسم التجار (عام 100م) مكاسبهم مع الثالوث التدمري بأن شيدوا له هيكلاً كان مزيجاً من الفن اليوناني والهندي؛ وزيّن مصور شرقي جدرانه بمظلمات تدل أوضح دلالة على حتى الفن البيزنطي والفن المسيحي الأول من أصل شرقي(52). وكان على النهر الأعظم شمال هذه المدينة مدينتان أخريان ذواتا شأن عند مُلتقى طريقين بريين كبيرين وهما مدينتا ثبساكس Thapsacus وزئوگما Zeugma. وإذا اتجه المسافر من ثبساكس نحوالغرب مرّ بمدينتي بروئيا Beroea (حلب) وأپاما Apamea ووصل إلى البحر الأبيض المتوسط عند لاوديقيا Laodicea - التي لا تزال تحتفظ باسمها القديم اللاذقية مع تحريف قليل فيه، ولا تزال أيضاً ثغراً ناشط الحركة. وبين هذه البلدة وأباميا يتجه نهر العاصي نحوالشمال وتمتدّ على شاطئيه ضياع غنية حتى يصل إلى إنطاكية عاصمة سوريا في ذلك الوقت. وكان النهر تعاونه شبكة عظيمة من الطرق البرية يحمل بضائع الشرق إلى إنطاكية، بينما كانت سلوقيا پييريا Seleucia Pieria ثغر البلاد الواقع على البحر الأبيض على بُعد أربعة عشر ميلاً من أنطاكية نحومصب النهر تأتي إليها بحاصلات الغرب. وكان الجزء الأكبر من المدينة يقوم على سفح الجبل ويشرف على نهر العاصي الذي يجري من تحته. وكانت المدينة ذات مسقط جميل استطاعت إنطاكية بفضله حتى تنافس رودس في حتى تكون أجمل مدائن الشرق الهلنستي. وكانت شوارعها تضاء بالليل فتكسبها بهجة وجمالاً، وتؤمن سكانها على أنفسهم وأموالهم، وكان شارعها الرئيسي البالغ طوله أربعة أميال ونصف ميل مرصوفاً بالحجر الأعبل، ويقوم على جانبه صفّان من العُمَد المسقّفة، فكان في وسع الإنسان حتى يسير راجلاً من أحد طرفي المدينة إلى طرفها الآخر وهوآمن من المطر وحر الشمس. وكان الماء النقي يصل بمقادير موفورة إلى جميع بيت من بيوتها. وقد اشتهر سكانها البالغ عددهم 600.000 والذين كانوا خليطاً من اليونان، والسوريين، واليهود بإفراطهم في اللهووالمرح، يعبون اللذات عباً، ويسخرون من الرومان المتباهين الذين اتىوا ليحكموهم، والذين يقضون أوقاتهم بين حلبة الألعاب، والمدرج، والمواخير، والحمّامات، ويستمتعون بكل ما يتيحه لهم دافنه Daphne بستانهم الشهير القائم في ضاحية المدينة. وكان للأهلين أعياد كثيرة، تستمتع أفرديتي بنصيب فيها كلها. وفي عيد بروماليا Brumalia الذي كان يدون معظم شهر ديسمبر، كانت المدينة كلها، كما يقول محرر معاصر، تبدوكأنها حالة واحدة، وكانت الشوارع تعجّ طول الليل بالغناء والقص والمرح(52). وكان فيها مدارس لتعليم البلاغة، والفلسفة، والطب، ولكنها لم تكن مركزاً فهمياً، ذلك حتى أهلها كانوا يقضون يومهم كله في العمل، فإذا احتاجوا للذين لجأوا إلى المنجّمين، والسحرة، وصنّاع المعجزات، والمشعوذين.

والصورة التي تطالعنا لسوريا تحت حكم الرومان هي صورة البلد الرخي رخاء أدوَم من رخاء أي ولاية أخرى من ولايات الدولة الرومانية. وكان معظم أهلها من الأحرار إلا مَن كان يقوم منهم بالخدمة في البيوت. وكانت الطبقات العليا مصطبغة بالصبغة اليونانية، أما الطبقات الدنيا فقد احتفظت بطابعها الشرقي. وكان الفلاسفة اليونان يختلطون في المدينة الواحدة بعاهرات الهياكل والكهنة الفنيين، وقد ظلّ الأطفال حتى أيام هدريان يُضحّى بهم قرباناً للآلهة(54). وكانت التماثيل المنحوتة والصور الملونة ذوات وجوه وأشكال نصف شرقية، وعليها طابع العصور الوسطى. وكانت اللغة اليونانية اللغة السائدة في دور الحكومة وفي الأدب، ولكن لغات البلاد -وأهمّها الآرامية - لغة التخاطب بين الأهلين. وكان الفهماء فيها كثيرين، وقد طبقت شهرتهم العالم كله فترة قصيرة من الزمان. فقد كان منهم نقولوس الدمشقي الناصح الأمين لأنطونيووكليوبطرة، وهيرود، والذي أخذ على عاتقه ذلك الواجب الثقيل المُمِل واجب كتابة تاريخ عام، وهوواجب يُشفق منه هرقل نفسه، على حد قوله. وقد أشفق الدهر عليه فدفن جميع مؤلّفاته، كما سيدفن مؤلّفاتنا هذه على مهل.

في 29 مايو526، وقوع زلزال هائل في أنطاكية بشدة XI12 درجة على مقياس مركالي (لقياس الضرر)، مخلفاً نحو250,000-300,000 قتيل، حسب پروكوپيوس.

انظر أيضاً

  • تاريخ سوريا
  • سوريا العثمانية
  • آشوريا (مقاطعة رومانية)
  • قائمة الحكام لسوريا الرومانية


الهامش

نطقب:Timeline of Syriac history

تاريخ النشر: 2020-06-04 17:45:42
التصنيفات: سرويا الرومانية, الهلال الخصيب, دول وأراضي تأسست في 64 BC, الدول اللاحقة للامبراطورية السلوقية

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

ابن كيران: فكرتُ في مراسلة بايدن لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-10-17 15:10:56
مستوى الصحة: 70% الأهمية: 83%

البديل أوبلياكوف ينقذ روسيا من الخسارة أمام كينيا

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-10-17 15:08:32
مستوى الصحة: 92% الأهمية: 94%

ما مصير أوكرانيا بعد هجوم حماس؟

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-10-17 15:08:40
مستوى الصحة: 75% الأهمية: 85%

العيون.. فتح تحقيق حول ترويج طنين من زيت الزيتون غير صالح للاستعمال

المصدر: تيل كيل عربي - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-10-17 15:11:50
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 54%

مجددا.. المغاربة يتصدرون قائمة المسجلين في الضمان الاجتماعي الإسباني

المصدر: تيل كيل عربي - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-10-17 15:11:47
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 51%

حماس يمكن أن تُفشل زيارة بايدن إلى إسرائيل

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-10-17 15:08:38
مستوى الصحة: 94% الأهمية: 88%

وفاة الفنانة إيمان تسونامي

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-10-17 15:11:01
مستوى الصحة: 75% الأهمية: 70%

ملك الأردن: استقبال اللاجئين “خط أحمر”

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-10-17 15:10:35
مستوى الصحة: 65% الأهمية: 78%

طانطان.. توقيف أربعة أشخاص متورطين في تنظيم الهجرة غير الشرعية

المصدر: تيل كيل عربي - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-10-17 15:11:49
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 56%

قمة مرتقبة بين إنقلترا وإيطاليا لحسم التأهل إلى "يورو 2024"

المصدر: جريدة المغرب - تونس التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-10-17 15:13:19
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 62%

نشرة إنذارية: أمطار وهبات رياح قوية مرتقبة من الخميس إلى الجمعة

المصدر: تيل كيل عربي - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-10-17 15:11:48
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 66%

كشف سر غياب مبابي عن المؤتمرات الصحفية للمنتخب الفرنسي

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-10-17 15:08:35
مستوى الصحة: 91% الأهمية: 95%

تسمم حاد يودي بحياة الفنانة الشعبية تسونامي

المصدر: تيل كيل عربي - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-10-17 15:11:52
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 54%

المدرب الجزائري بلماضي يعتدي على بن رحمة

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-10-17 15:10:25
مستوى الصحة: 71% الأهمية: 81%

نائب ألماني يحرّض ضد مزراوي ويطالب بطرده من بايرن ميونخ

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-10-17 15:10:50
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 78%

كتائب القسام تقصف تل أبيب ردا على “المجازر الإسرائيلية”

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-10-17 15:10:45
مستوى الصحة: 69% الأهمية: 70%

نشرة إنذارية.. أمطار ورياح قوية مرتقبة بعدد من أقاليم المملكة

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-10-17 15:10:30
مستوى الصحة: 74% الأهمية: 85%

صرخة استغاثة من أمزميز بسبب الإهمال بعد الزلزال

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-10-17 15:10:39
مستوى الصحة: 74% الأهمية: 83%

الحماية المدنية: تسجيل 8 وفيات و436 إصابة في حوادث مختلف

المصدر: جريدة المغرب - تونس التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-10-17 15:13:11
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 54%

تحميل تطبيق المنصة العربية