البازي الأشهب
نطقب:صندوق معلومات مجرم
البازي الأشهب أوالبازي الأزرق هوسارق أندلسي من إشبيلية اشتهر في عهد المعتمد بن عبَّاد خلال القرن الخامس الهجري (الحادي عشر الميلادي). عُرِفَ البازي الأشهب بمهارته ودهائه في السرقة والاحتيال، وكان يستهدف في سرقاته البدوالرحل على وجه الخصوص.
في خلال عهد المعتمد بن عباد كثرت سرقات البازي الأشهب واحتيالاته، وتلقَّى المعتمد الكثير من الشكاوى حوله من عامة الناس. وعندما قُبِض عليه أخيراً أمر المعتمد بصلبه على طريقٍ بالبادية، ليراه الناس ويعهدوه. ويُقَال أنه بينما كان مصلوباً على الطريق مرَّت به امرأته وبناته يبكين ويشتكين له بقولهن: «لمن تهجرنا بعدك؟»، وقد كان هناك في الآن ذاته بدويٌّ يمشي على الطريق مع بغله، فناداه البازي ونطق: «يا سيدي، انظر في أية حالةٍ أنا، ولي عندك حاجة فيها فائدة لي ولك»، فأجابه: «وما هي هذه الحاجة؟»، فنطق: «انظر إلى تلك البئر القريبة، فإنّي لمَّا أرهقني الشرط في الطَّلب ألقيت فيها مائة دينار، فعسى تحتال في إخراجها، وهذه زوجتي وبناتي يمسكن بغلك خلال ما تخرجها». وقد هبط البدوي بالعمل البئر بحبل، لكن عندما وصل قاعه بترت زوجة البازي الحبل، وسرقت بغله وفرَّت مع بناتها، ولأن الوقت كان صيفاً، فإنَّ المارة بالطريق كانوا قليلين، ومضى وقتٌ طويل بعد هروبهم حتى اتى من ينقذ البدوي.
انتشرت سيرة البازي الأشهب مع البدوي الذي سرقه وهومصلوب، وذاعت بين عامة الناس حتى وصلت مسامع المعتمد، فاستغرب من ذلك، وأمر بأن يُحضَر إليه البازي. وعندما وضع أمام المعتمد سأله: «كيف عملتَ هذا مع أنَّك في قبضة الهلكة؟»، فأجابه: «يا سيّدي لوفهمتَ قدر لذَّتي في السرقة خَلَيْتَ ملكك واشتغلت بها»، فضحك المعتمد ولعنه، لكنه قرَّر استغلال دهائه في نفع الدولة، فنطق له: «إن سرَّحتك وأحسنت إليك وأجريت عليك رزقاً يقلُّك، أتتوب عن هذه الصنعة الذميمة؟»، فأجاب البازي: «يا مولاي، كيف من الممكن أن لا أقبل التوبة وهي التي تخلّصني من القتل؟». وقد كان ذلك، فعفى المعتمد عن البازي الأشهب، وعيَّنه مع حراس قرى إشبيلية.
المراجع
- المعتمد بن عبَّاد. الإدارة العامة للثقافة، وزارة الثقافة والإرشاد القومي، القاهرة - مصر.
الهوامش
- ^ أدهم 2000, p. 129
- ^ أدهم 2000, p. 130
- ^ أدهم 2000, p. 131