أبوخالد يزيد الراضي بالله بن المعتمد (،يا ترى؟ - 484 هـ/1091م) هوأحد أبناء المعتمد بن عباد أمير إشبيلية وقرطبة في عصر ملوك الطوائف. تولَّى حكم مدينة رندة نيابة عن والده، وقتله المرابطون غدراً بعد حتى سلَّمها إليهم عام 484 هـ (1091م).
سيرته
ولايته على الجزيرة الخضراء
عندما استدعى المعتمد بن عباد المرابطين إلى الأندلس لمساعدته في لقاءة قشتالة، كان الراضي يتولى حكم الجزيرة الخضراء. لكن الراضي لم يكن قد تلقى بعد أمراً بتسليمها من والده، لذلك عندما بدأ المرابطون بالعبور من سبتة تحصَّن ورفض حتى يتنازل لهم عنها، وأوفد إلى المعتمد بالحمام الزاجل يخبره عن الحال. وعندما سمعَ المعتمد بذلك لم يجد بداً من التنازل عنها، فأسرع بإرسال الأمر إلى الراضي بتسليمها، واستجاب الراضي فأخلاها وانسحب مع جنده نحورندة.
هجوم لورقة
بعد معركة الزلاقة، أراد والده المعتمد حتى يقود حملةً لصدّ جيش مملكة قشتالة الذي كان متوجِّهاً لمهاجمة مدينة لورقة، إلا إنَّ الراضي أعرض عن خوض الحرب، وفضَّل البقاء لحبِّه الأدب والشعر لا خوض المعارك، فقرَّر المعتمد تعيين أخيه المعتدّ بالله مكانه على رأس الجيش. كان عدد الأندلسيّين كبيراً، إلا إنَّهم انهزموا رغم ذلك وخسروا المعركة مع القشتاليين، وأثارت الهزيمة غضباً شديداً في نفس المعتمد، وعاد إلى إشبيلية خاسراً. وعندما سمع الراضي بذلك أراد التخفيف عن والده، فأوفد إليه أبيات:
لا يكرثنك خطب الحادث الجاري
|
|
فما عليك بذاك الخطب من عار
|
ماذا على ضيغم أمضى عزيمته
|
|
أن خانه حد أنيابٍ وأظفار
|
لئن أتوكَ فمن جبنٍ ومن خَوَر
|
|
قد ينهض العير نحوالضيغم الضاري
|
عليك للناس حتى تظل لنصرتهم
|
|
وما عليك لهم إسعاد أقدار
|
لويفهم الناس ما في حتى تدوم لهم
|
|
بكوا لأنك من ثوب الصِّبا عار
|
ولوأطاقوا انتقاصاً من حياتهم
|
|
لم يتحفوكَ بشيءٍ غير أعمار
|
إلا إنَّ المعتمد بقي غاضباً منه، لكنه فضَّل مخاطبته بالأسلوب الساخر الهاجي لا الثائر، فردَّ عليه بأبياتٍ منها:
الملك في طي الدفاتر
|
|
فتخلَّ عن قود العسكر
|
طف بالسرير مسلماً
|
|
وارجع لتوديه المنابر
|
وازحف إلى جيش المعا
|
|
رف تقهر الحبر المغامر
|
واطعن بأطراف الير
|
|
اع -نصرت- في ثغر المحابر
|
واضرب بسكين الدوا
|
|
ة مكان ماضي الحد باتر
|
وردَّ عليه ابنه الراضي من جديدٍ بأبياتٍ فاتحتها:
مولاي قد أصبحت كافراً
|
|
بجميع ما تحوي الدفاتر
|
وفللت سكين الدوا
|
|
ة وظلت للأقلام كاسر
|
وفهمت حتى الملك ما
|
|
بين الأسنة بواتر
|
وأحسن الراضي الاعتذار في قصيدته هذه، فطابت نفس المعتمد وسامحه على عملته.
هجوم المرابطين ومقتله
عندما هاجم القائد المرابطي سير بن أبي بكر مملكة المعتمد بن عبَّاد بهدف ضمِّها إلى المرابطين، كان الراضي يتولَّى أمور مدينة رندة، وهي من مدن الأندلس الحصينة. عسكر المرابطون قريباً من رندة، وظلُّوا كذلك حتى سقوط إشبيلية وأسر المعتمد (والد الراضي)، فأجبره المرابطون هوزوجته اعتماد الرميكية عل ىأن يخطا للراضي يرجواه حتى يستسلم، ويخبراه بأنَّه إذا لم يعمل فإنَّهما سيُقتَلا. وافق الراضي تحت هذا التهديد على التخلي عن رندة بعد عقد ميثاقٍ مع المرابطين، لكن ما إذا خرج منها حتى اغتال غدراً وأخفيت جثَّته. حزن المعتمد على وفاة الراضي حزناً كبيراً، ونطق يرثيه هووأخاه الفتح:
بكت واحداً لم يشجها غير فقده
|
|
وأبكى الآلاف عديدهم كثر
|
بَنِيَّ صغيرٌ أوخليل موافق
|
|
يمزِّق ذا فقرٍ ويغرق ذا بحر
|
ونجمان، زينٌ للزمان، احتواهما
|
|
بقرطبة النكداء أورندة القبر
|
ونطق كذلك في رثائهما:
يقولون صبرا،ً لا سبيل إلى الصبر
|
|
سأبكي وأبكي ما تطاول بي عمري
|
هوى الكوكبانِ: الفتح ثم شقيقه
|
|
يزيد فهل عند الكواكب من خبر
|
ترى زهرها في مأتمٍ جميع ليلة
|
|
تُخمَّش لهفاً وسطه صفحة البدر
|
ينحن على نجمين، أثكلت ذا وذا
|
|
وأصبر ما للقلب في الصبر من عذر
|
المراجع
-
^ عبد الرحمن علي الحجي (1987): التاريخ الأندلسي: من الفتح الإسلامي حتى سقوط غرناطة، ص391. دار القلم، دمشق - سوريا. دار المنارة، بيروت - لبنان.
-
^ أدهم 2000, p. 218
-
^ أدهم 2000, p. 252-253
-
^ أدهم 2000, p. 253
-
^ أدهم 2000, p. 254
-
^ أدهم 2000, p. 255
-
^ أدهم 2000, p. 281
-
^ أدهم 2000, p. 280
-
^ أدهم 2000, p. 282
-
^ أدهم 2000, p. 301
خط
-
المعتمد بن عبَّاد. الإدارة العامة للثقافة، وزارة الثقافة والإرشاد القومي، القاهرة - مصر.