إكهارت من هوخ‌هايم Eckhart von Hochheim ‏O.P. ولد ح. 1260 - ح. 1327)، ويشيع تسميته [مايستر إكهارت Meister Eckhart ‏ ˈmaɪ̯stɐ ˈɛkʰaʀt] كان فيلسوف وعالم لاهوت صوفي ألماني.

ولد بالقرب من گوتا في مارگرافية ثورنگيا في الامبراطورية الرومانية المقدسة.

درس في احد المعاهد الدينية وتخرج وحصل على رتبة عالية في الكنيسة، وعمل في فرنسا كمفهم لاهوتي، أثارت أفكاره بعض الارثوذكسيين المتخوفين من جميع حديث وأدى ذلك لاتهامه بالهرطقة, كما ان فكره كان مشابها أحيانا لفكر جماعة أخوية الروح الحرة والتي كانت الكنيسة تحاربها بشدة، خط دفاعا عن نفسه وأعرب انه يتراجع مقدما عن أى من كتاباته التى ترفضها الكنيسة، وقبل صدور الحكم توفى لياتى الحكم بتحريم عدة اقوال له والتحفظ على بعض اخر مع اعتبار ايكهارت توفى مسيحيا طاهرا لانه كان اعلن انه سيسحب أى أقوال ترفضها الكنيسة. وبالرغم من رفض الكنيسة له إلا حتى تلاميذه ظلوا يحترمونه ويلقبونه بالمفهم المقدس, كان له عدة اتباع مثل تاولر وسوزووزويسبرويك وغيرهم ممن عهدوا بباطنى الراينلاند او(اصدقاء الله). ظل ايكهارت احد اهم رموز الاصلاح إلى لوثر. ولكن شهرته خفتت بعد ذلك وظل منسيا الا ان احيا الثيوصوفى فرانز بفايفر فكره الافلاطونى الجديد وقام بنشر مقاطع كثيرة له باللاتينية والالمانية.

فكر إكهارت

كان إكهارت يعتمد فكرا باطنياً افلاطوني الطراز. كان يرى حتى الإله الأعلى godhead من المحال ادراكه بالعقل والحواس، لأنه لا يدخل في عالم الحواس أوالكثرة. فهوالواحد فقط, ليس الها "شخصيا" أي أنه لا يفكر أويشعر أويتحدث, مجرد نوع من "النور الصافى" اذا ما استخدمنا لغة الرمز. ويتجلى الاله اللاشخصى في صورة الله، أي حتى الله هوصورة شخصية للإله الأعلى اللاشخصي، فالله يفكر ويحب ويكره ويعهدنا، الله هوالأب ونحن الابناء، من هنا يأتي تفسير إكهارت للثالوث المسيحي، كيف من الممكن أنقد يكون الله أباً وابناً وروحاً قدس ومع ذلك هوإله واحد،يا ترى؟ الاجابة بسيطة من وجهة نظر الفلسفة الايكهارتية. الاله الاعلى واحد فقط, الاب هوالاله الشخصى في السماء اما الابن فهوبداخل جميع واحد منا كلنا ابناء الله لكننا لا ندرك جوهرنا الإلهي الكائن بنا ( يحب إكهارت تسمية ذلك الجوهر بقمة الروح) وقمة الروح ليست هى الروح، فلكل واحد منا روحا تختلف عن روح الاخر أما القمة فهي كيان لاشخصي أي أنه يتطابق فينا كلنا، تخيل اننا صفحات مختلفة مكتوب على جميع واحدة منها كلاما مختلفا عن الصفحة الاخرى، فبياض الصفحة وحد بنا أما الاختلاف فهوبالحروف وترتيبها. لكن عندما تصل الروح لقمتها تنسى جميع ما بها من معلومات وحروف وحدثات ولا يبقى بها إلا البياض فقط، ومن ثم أستطيع حتى أقول أنني أصير جميع الناس عندما لا أعود نفسي، انظروا لهذه العبارة:

" من عثر نفسه يضلها اما من اضل نفسه فهويجدها " كيف من الممكن أنقد يكون هذا،يا ترى؟ إذا وجدت نفسك التجريبية (اى الروح فقط) فانت بذلك تهتم بالمعلومات والكلام المكتوب فيك ، لكنك تنسى بياضك الاصلى ، تنسى روحك الترانسندنتالية. وعندما تنسى نفسك, عندما تمحوالحروف والحدثات ، فانك ترى بياض الصفحة الذى كان تختبىء وراء الكلام، أي أنك تعود طفلاً. ومن هنا فعبارة المسيح هذه تصبح واضحة جداً في ظل الفكر الإكهارتي (أوالباطني عموماً):

"لحق اقول لكم ان لم ترجعوا وتصيروا مثل الاولاد فلن تدخلوا ملكوت السموات" اما الروح القدس فهورابطة الابن بالاب ، اى انه اشتياق الانسان للعودة لله, ولذلك اذا لم يشعر الانسان بالرغبة في الاتحاد بالله, فلن يخلص ابدا ومن هنا ايضا يظهر معنى آية كهذه :

"كل من نطق حدثة على ابن الانسان يغفر له.واما من جدف على الروح القدس فلا يغفر له."

ولا يرى ايكهارت خلق العالم كعمل كاى عمل, الله ياتى ، يقول للكون كن فيكون, ثم يمضى الله لعمل اى شىء والكون يظل موجودا, فايكهارت يرى ان الله لابد ان يبقى بالكون ليظل الكون موجودا, اى انه اذا ما خرج الله من جوهر اى شىء, لعاد هذا الشىء للاشىء الذى كانه قبل انقد يكون ومن هنا يقول ايكهارت :

God is not only a Father of all good things, as being their First Cause and Creator, but He is also their Mother, since He remains with the creatures which have from Him their being and existence, and maintains them continually in their being. If God did not abide with and in the creatures, they must necessarily have fallen back, so soon as they were created, into the nothingness out of which they were created.

" الله ليس فقط ابا لكل الاشياء الخيرة ، لانه سببها الاول وخالقها, لكنه ايضا ام لكل الاشياء ،لانه يبقى بالمخلوقات التى تستمد كيانها ووجودها منه ، ويبقيها دوما في وجودها. لولم يبق الله مع وفي المخلوقات, لكانت المخلوقات قد عادت ثانية بمجرد خلقها للعدم التى خلقت منه"

وقد دفع هذا ايكهارت إلى رفض فكرة الشيطان رغم ذكرها في الانجيل مما جعل الكهنة يفتحون افواههم ذهلا وغضبا ، فلقد راى ايكهارت ان الشيطان بمجرد ما حاول الانفصال عن الله تلاشى وزال, فلقد جرد نفسه من العنصر الاهم في (وصفة الوجود) اذا ما جاز التعبير

ومن هنا قد يقول البعض ان ايكهارت كان يؤمن بوحدة الوجود بلاشك pantheism الا ان لى راى اخر, فايكهارت قد امن ان الله موجود بمعزل عن الكون وفي الكون اى ان الكون بكل موجوداته كائنة في حضن الاب ولكن لله ايضا وجودا ترانسندنتاليا عليها ، بل ان الاله الاعلى لا يظهر للروح الا عندما تتخلص من جميع التفرقة والتثنية إلى توحيد الكل, حتى توحيد الذات مع الاله. ومن ثم يتضح ان إكهارت كان اقرب للـpanentheism منه لوحدة الوجود بمفهومها المحدد. الله لامتناهى في بساطته وبسيط في لا تناهيه، وبالتالى فهوفي جميع مكان وفي جميع مكان كامل. هوفي جميع مكان لانه متناهى وهوتام في جميع مكان لانه سهل (اى ان جوهر الله شيئا واحدا بسيطا فاذا ما اخذت من الله قطرة كانك اخذته كله,) الله فقط يسرى في جميع الاشياء, لجوهرها الاعمق. لا يوجد شىء اخر يسرى في الاشياء. الله هواعمق جزء في جميع واى شىء, فقط في اعمق جزء.

الواحد يهبط لكل شىء بالرغم من بقاؤه الواحد الذى يوحد جميع ما متفرق (لاحظ ترانستندنتالية الاله الاسمى بالرغم من تجليه وحلوله في الكون)

لا شىء يعارض الله كالزمن ، لا توجد عمليات كينونة في الله, توجد فقط لحظة الحاضر انها صيرورة من دون صيرورة ، صيرورة من دون اى شىء حديث . جميع ما في الله هولحظة حاضر ازلية ، زمان من دون تجدد . ( من هنا يتضح ان الزمن يستخدم للتعبير عن الاختلاف وتتابع الاحداث, فاذا نظرنا لاى وقع على حدة, راينا الزمن, لكننا اذا نظرنا للزجود ككل, نرى ان جميع الاحداث في النهاية لا توجد شيئا جديدا ، كلها حركة داخل الكون, الاجزاء زمنية اما الكل الموجود في الاله الاعلى فلا يطرا عليه تجديد ، انما هوالشىء ذاته. الكل لازمانى ) 1- الله خلق العالم بمجرد ان كان الله. لا دهشة في ان تعبير كهذه احتلت المركز الاول في الادانة, فهى تظهر الله غير ازلى, بدا ببداية الكون لكننى اراها طبيعية تماما اذا ما فهمنا معناها. التفسير معقدا لحد ما, فارجوممن ليس متبحرا في الفلسفة القفز للنقطة التالية

قلنا ان الله في ذاته وحدة خالصة, وجودا لا شخصى فوق جميع ادراك حسى, هذا هوالإله الأعلى. ولا يمكن لهذا الاله انقد يكون زمانيا ، ولا يمكن له ان يخلق شيئا, فهوالسكون المطلق، ومن هنا يظهر تجليه في الاله الشخصى, الزمانى الذى يخلق. فالاله بصورته المطلقة لم يخلق شيئاً لأن لا حركة فيه، ولا يمكن للكون حتى يوجد بجانبه إنما يوجد فيه، أما الإله الذى يقف بمعزل عن شيئا ليخلقه فهذا هوالاله الشخصى. الموضوع اشبه بفكر كانط عندما يتحدث عن العالم، فهويرى العالم في ذاته عالما nominal لا يمكننا ادراكه لكن يمكننا ادراك (ظاهره). يظهر ان ايكهارت يعتمد فكرا مشابها فالله (في ذاته) لا شخصى لا يفكر أويعمل أويتحرك، لكن ادراك الانسان الحسى له (أى لظاهر الله دون باطنه) يجعلنا نراه بصورة شخصية وبما حتى الله لم يدركه احدا قبل وجود الكون، فلم يكن شخصيا ابداً، إنما نحن من إنسان الله بادراكنا المعهدي العادي له. ولا نراه في لا شخصيته إلا في لحظة التجربة الباطنية. ومما يحرك العقل ويثير الاعجاب وصول الباطنيين الهنود لنفس الفكرة قبل إكهارت رغم عدم فهم إكهارت بهم، وقاموا بتسمية الاله اللاشخصى تماماً nirguna Brahman اى براهمن الأعلى أما عندما يصير الهة شخصية ذات أجسام (ورؤوس) أفيال احيانا!! فالاله هنا شخصي، يسمى براهمن الأسفل saguna Brahman.

2- مجد الله يظهر في جميع الامور, الجيدة والسيئة على حد سواء

اظن ان اكثر مآخذ الناس على الباطنية هوتناسيها لكل شرور العالم وقساوته . فالباطنى عندما يرى الكون، ينظر فيه تضادات واختلافات ، يوجد الخير والشر ، الحلووالقبيح ، الغث والسمين, الا ان الكل في النهاية مشبع داخليا بالله, الله يسرى في جميع الاشياء, جمال الازل يستعلن حتى في زجاجة مكسورة على جانب الطريق. فيبقى شكل كما هو, يبقى شكل الامور الشريرة قبيحا ويبقى شكل الامور الخيرة حلوا, الا ان الاعماق واحدة ، العمق والباطن هوالواحد المقدس في جميع شىء. وأنا أرى ان مثل هذه التجربة هى ما دفعت قديسى العصور الوسطى للدفاع على ان هناك غرضا مقدسا لله من وجود الشر في العالم. واننا حتى لوراينا الشر والظلم باعيننا فلابد لنا من فهم ان هناك "سبب مبهم" كائن خلف الشر.

3- جميع ما اعطاه الله لابنه الوحيد (يقصد يسوع المسيح) في ناسوته ، اعطاه لى !

هنا يخرج ايكهارت عن المسيحية جهرا ولا ارى اى احتمال لمصالحة هذا القول مع معتقدات الكنيسة من دون ان ينطق انه غنوصى ومهرطق

الا انه بامكانى تعقب سبب هذا القول, وايضاح معضلة رئيسية بين الفكر الباطنى والمسيحية التى هى (نصف باطنية افلاطونية ونصف يهودية في نظرى) . المسيحية ترى ان إنسان المسيح هوالله ، هوالابن . قد يقول الله في الانجيل اننا ابناؤه الا ان هذا لا يجعلنا مساويين للمسيح ، هوالابن بالاصل ونحن ابناء بالتبنى, هذه حدود المسيحية القصوى. اما الفكر الباطنى الاصيل فيرى في جميع واحدا منا ابنا ، ابنا حقيقيا ، قد يحدث ابنا لا يدرك ذلك, ويحتاج مسار روحى ليدرك جوهره الحقيقى, وقد يحدث المسيح احد اعظم من حققوا بداخلهم وعى البنوة ولكنه ليس ابن الله الوحيد, كلنا اولاد الله ، قد يحدث المسيح احد اعظم, اوحتى اعظم من اتحدوا بالله, الا ان ذلك بمقدور الجميع اذا اهتموا وحاولوا ، هذه النقطة في نظرى تعد اكبر خلاف لا يمكن حله بين المسيحية والباطنية, يمكن حلها فقط اذا ما تبنينا نظرة غنوصية مسيحية, اذا ما صح وصف الغنوصية بالمسيحية.

انظر أيضاً

• إخوان الروح الحرة
• Heresy of the Free Spirit
• Sister Catherine Treatise
• Theologia Germanica

الملاحظات

الهامش

وصلات خارجية

مشاع الفهم فيه ميديا متعلقة بموضوع Meister Eckhart.

• The Catholic Encyclopedia, Volume V. Published 1909. New York: Robert Appleton Company. Nihil Obstat, 1 May 1909. Remy Lafort, Censor. Imprimatur. +John M. Farley, Archbishop of New York
• Meister Eckhart's Sermons translated into English by Claud Field, at Christian Classics Ethereal Library.
• Meister Eckhart und seine Zeit German Website, most texts in German translation, some in Latin
• Meister Eckhart Bibliography (1800-1997)
• Meister Eckhart Bibliography (1997-)
• Meister Eckhart entry in the Stanford Encyclopedia of Philosophy by B. Mojsisch & O.F. Summerell
• "Meister Eckhart (1260—1328)" article in the Internet Encyclopedia of Philosophy
• Brown, Arthur, "The Man From Whom God Hid Nothing."
• The Eckhart Society. Research by catholic scholars
• The Meister Eckhart Site, including full text of the papal bull against Meister Eckhart.