ابن أمية
معمد بإسم فيرناندودي بالور (بالإسبانية: Fernando de Valor) ومحمد بن أمية بعد الجهر بإسلامه، ويعهد في المصادر الإسبانية اختصارًا باسم ابن أمية (بالإسبانية: Abén Humeya) ـ (1520 ـ 1569) هوقائد أندلسي مسلم قاد ثورة مسلمي الأندلس ضد الملك فيليب الثاني، التي عهدت بحرب البشرات.
مولده ونشأته
ولد فرناندوسنة 1520 لأسرة مورسكية، وكان المورسكيون يُجبرون على تعميد أبنائهم. وعمل فريناندوقبل حرب البشرات عضوًا ببلدية غرناطة، وقيل إنه وُضع لفترة رهن الإقامة الجبرية لأنه استل خنجرًا ذات يوم في مبنى البلدية.
حرب البشرات (1568 ـ 1571)
نقض الملك فيليب الثاني تعهداته السابقة التي بترها على نفسه في معاهداته مع المسلمين (ربما ليشعل عمدًا جذوة ثورة إسلامية يتخذها ذريعة لطرد المورسكيين من جنوب إسبانيا)، وأصدر مرسومًا يفرض على المورسكيين نبذ أسمائهم العربية وزيهم المورسكي التقليدي، بل ويحرم التحدث بالعربية والأمازيغية، ويجبر المسلمين على تسليم أطفالهم إلى قساوسة مسيحيين لتنشئتهم على الدين المسيحي.
أدى تصاعد الاضطهاد ضد من بقي من المورسكيين في مملكة غرناطة السابقة إلى اندلاع ثورة مسلحة خطط لها من فرج بن فرج (سليل بني الأحمر، آخر من حكموا غرناطة من المسلمين) ومحمد بن عبو(واسمه المسيحي دييغولوبيث)، مستغلين تذمر أهل البشرات من المرسوم الأخير، ومستعينين بملوك شمال إفريقيا.
وفي ليلة عيد الميلاد سنة 1568، اجتمع سرًا ممثلون عن مسلمي غرناطة والبشرات وغيرهما في وادي الإقليم (بالإسبانية: Vale de Lecrin) وأعربوا تبرؤهم من المسيحية وبايعوا فرناندودي بالور ملكًا لهم، واختار اسم ابن أمية كونه ينحدر من سلالة أموية، فتلقب به. وتم ذلك تحت شجرة زيتون المورو وتقع اليوم في مغرسة (بالإسبانية: La haza del moro).
اتخذت الانتفاضة التي قادها ابن أمية شكل حرب عصابات ضد القوات القشتالية في جبال البشرات، وتزايد عدد الثوار باضطراد من أربعة آلاف رجل سنة 1569 إلى 25 ألف رجل في العام التالي (بينهم جنود من البربر والأتراك).
اغتياله
عندما قام الإسبان بمذبحة سجن غرناطة حقنوا دم والد وأخ ابن أمية للضغط عليه، فأوفد ابن أمية رسالة إلى خوان النمساوي يعرض فيها عليه تسليمهما له لقاء ثمانين أسيرا مسيحيًا، وإلا انتقم من المسيحيين الذين تحت سلطته. فاتفق المجلس الحربي في غرناطة على عدم الإجابة، وأرغموا والد ابن أمية بالكتابة لابنه ناهيًا إياه عن متابعة الثورة ونافيا أية إساءة أوتعذيب.
فاغتنم ذلك بعض المسلمين المتعاملين مع الإسبان للعمل على قتله (وعلى رأسهم دييغوالوزير (بالإسبانية: Diego Alguazir)، أخ زوجة ابن أمية، وكانت بينه وبين ابن أمية ضغينة) فأخذوا يبثون الشك بين ابن أمية والمتطوعين القادمين من الجزائر. فطلب ابن أمية إلى قائده محمد بن عبوضم الأتراك إلى قوته والسير بهم إلى البنيول وانتظار أوامره. وكانت غاية بن أمية تحرير ميناء مطريل دون حتى يتسرب خبر اتجاه قواته إليها إلى عدوه. فمر حامل الرسالة على أجيجر، عملم دييغوالوزير منه مضمونها، فتامر مع محرر ابن أمية في تزوير رسالة أخرى يأمر فيها بقتل حامل الرسالة الأولى. فوصلت الرسالة المزورة إلى ابن عبوهذا الأمر، وآمن بالشائعات التي نشرها العدوحول نية ابن امية مهادنة الإسبان لتحرير والده وأخيه. واعتقد المتطوعون حتى ابن أمية قد خان، فقرروا عزله وإعدامه دفاعا عن الثورة.
وسار ابن عبووالمتطوعة الأتراك إلى مقر ابن أمية في لوشر، فقبضوا عليه وقابلوه بالتهم التي يتهمونه بها، وأطلعوه على الرسالة التي بيدهم. فتبرأ ابن امية من التهم الموجهة ضده، مؤكدًا لهم حتى الرسالة مزورة، لكن دفاعه هذا لم يفده، فسجنوه في غرفة وكلفوا بحراسته دييغوالوزير ودييغوأركش ـ محرره ـ الذين قتلاه خنقًا في ليل 20 أكتوبر 1569.
عقب اغتيال ابن أمية بويع ابن عبوقائدًا للثورة واتخذ لقب مولاي عبد الله، ورغم حتى الثوار حققوا بعض الفوزات تحت قيادة ابن عبو، إلا أنهم سرعان ما خسروا ما كسبوه وقُتل ابن عبوبيد بعض أتباعه في مؤامرة دبرها الإسبان في أحد كهوف البشرات في 13 مارس 1571.
بعد نجاح الإسبان في قمع الثورة سنة 1571، نُقل جميع سكان البشرات تقريبًا إلى قشتالة وغرب الأندلس، وأخليت حوالي 270 قرية من سكانها المسلمين ووُطن في بعضها مسيحيون من الشمال الإسباني بينما تُرك البعض الآخر خاويًا على عروشه. وقد ترتب على هذا التغير الديموغرافي تدير صناعة الحرير لقرون تالية.
كما أمر فيليب الثاني بتشتيت ضم 80 ألفًا من مورسكيي غرناطة في أنحاء متفرقة من مملكته لتفتيت وحدة المجتمع الموريسكي وتسهيل دمجهم في المجتمع المسيحي، إلا حتى العكس هوما حدث، إذ كان لمورسكيي غرناطة المهجرين تأثير كبير في المورسكيين الذين سبقوهم بالتوطن الإجباري في المناطق التي نُقلوا إليها، والذين كانوا على وشك الاندماج عمليًا في تلك المجتمعات.
انظر أيضا
- بلاس إنفانتي
- منصور إسكوديرو
- رودولفوخيل بن أمية
- قومية أندلسية
مراجع
- ^ الإسلام في إسبانيا بعد سقوط غرناطة علي الكتاني، تاريخ الولوج 2 يناير 2013
- ^ L. P. Harvey, Muslims in Spain, 1500 to 1614: 1500 to 1614 (2005), University of Chicago Press, ISBN 0-226-31963-6, pp. 223–224
- ^ El olivo donde Aben Humeya fue coronado rey de los moriscos
مصادر
- Spain and Portugal. Harvard University, 1833
- Harvey, L. P. Muslims in Spain, 1500 to 1614: 1500 to 1614 . University of Chicago Press, 2005. ISBN 0-226-31963-6
- Susan Forsyth, et al. Andalucia. Lonely Planet, 2005. ISBN 1-74059-676-5
خطأ لوا في وحدة:Authority_control على السطر 346: attempt to index field 'wikibase' (a nil value).