ثورة الدروز
ثورة الدروز في حوران | |||||||
---|---|---|---|---|---|---|---|
جزء من الحرب المصرية العثمانية | |||||||
| |||||||
الخصوم | |||||||
مصر محمد علي | الدروز | ||||||
القادة والزعماء | |||||||
ابراهيم باشا علي أغا البصيلي أحمد باشا المنكلي شريف باشا، حكمدار الشام |
يحيى الحمدان حسين أبوعساف حسين درويش |
||||||
القوات | |||||||
20,000 | |||||||
الخسائر | |||||||
أكثر من 5,000 قتيل |
ثورة الدروز في حوران (1836-1838)
ما حتى استتب الأمر بعد هدوء الأحوال في الشام، حتى نشبت ثورات في فلسطين ثم جبل حوران احتجاجاً على فرض محمد علي التجنيد الإلزامي استعداداً لمعركته القادمة ضد العثمانيين. ولم تكن اوروبا بعيدة عن الساحة، فقد كان القناصل البريطاني Moore والفرنسي والإيطالي في بيروت على اتصال مع الدروز في جبل لبنان، ويشجعون استيطانهم جبل حوران ويرصدون جميع حركة للجيش المصري في الشام. والدور الضخم التي قامت به الليدي هستر ستانهوپ العميلة البريطانية المقيمة في جون، لبنان، التي طالبها جميع من ابراهيم باشا والأمير بشير شهاب الثاني بالكف عن تأليب الدروز.
سبب الثورة
شبت ثورة الموحدين الدروز في حوران لأن ابراهيم باشا كان قد أعفاهم من التجنيد ، ثم ارتأى تطبيق قانونه عليهم لحاجته إلى زيادة جيشه ، استعدادا لملاقاة العثمانيين . لذلك فقد أوفد ابراهيم باشا أمراً بتجنيد 175 - 180 من دروز جبل حوران. استدعى شريف باشا، حكمدار الشام، يحيى الحمدان، شيخ دروز جبل حوران لاستلام أمر التجنيد. في اللقاء، طلب الحمدان من شريف باشا إستمرار إعفاء الدروز من التجنيد على حتى يدفع الدروز بدلية من القمح. رفض شريف باشا العرض ولطم يوسف الحمدان على وجهه. وما حتى عاد الحمدان إلى حوران، حتى جمع مجلساً عاماً في السويداء، حضره أيضاً شبلي العريان من وادي التيم، فكان مجلس حرب. بدأت الاستعدادات بعد استشارة زعيمهم الديني شيخ العقل ابراهيم الحجري. تم تعيين قائدين عسكريين حسين أبوعساف وحسين درويش. وصدر أمر بإخلاء قرى جبل حوران والإنسحاب إلى لجى، حيث سيتحالف الدروز مع قبيلة السلوط.
أحداث الثورة
انفد ابراهيم باشا ثلاث حملات لكفاح تلك الثورة واخمادها، فالحملة الاولى الفها من 459 من فرسان الهوارة، ففازت في بدء القتال على الثوار في بصرى ولكن الثوار استدرجوها الى الجهات الجبلية الوعرة فيبلاد اللجاة، وامر قائد الحملة بالزحف عليها، حتى اذا بلغ الوعر وانحصر فيه، انقض عليه الدروز، فدارت بين الفريقين معركة بطش فيها الدروز بالحملة المصرية، فقتل قائدها وبادت الحملة قتلا واسرا وتشريدا.
ولما ابلغ ابراهيم باشا نبأ هذه الواقعة وكان في انطاكية اجمع لحملة جديدة يقودها بنفسه، لكنه فهم باحتمال تقدم الهجر نحوالحدود الشمالية، فاضطر الى البقاء في حلب وارسل الى ابيه يستمده. وطلب منه ان ينفذ اليه احمد باشا المنكلي وزير الحربية المصرية لقيادة الحملة، فاتى هذا على جناح السرعة، وقاد الحملة الجديدة وكان فيها 6000 مقاتل، وزحف على حوران، فاخذ الثوار يستدرجونها كما استدرجوا الحملة الاولى من قبل الى ان توغلت في الجهات الوعرة، فقاتلها الثوار في معركة انتهت بهزيمة الحملة، وخسرت من رجابها نحواربعة آلاف بين قتيل وجريح، وجرح قائدها احمد باشا المنكلي جراحا بالغة. تصدعت هيبة الجيش المصري بفوزات الدروز، واستشرت الثورة من حوران الى وادي التيم فثار الدروز فيها بقيادة (شبلي العريان) وبتروا مواصلات الجيش.
وجهز ابراهيم باشا حملة ثالثة من عشرين الف مقاتل اطبق بها على ثوار حوران ووادي التيم.
ونشبت الحرب وكانت سجالا. الى ان انتهت بتسليم دروز (وادي التيم)، ثم تسليم شبلي العريان وانحصار الثورة في اللجاة ثم انتهت باخماد ثورة اللجاة (أغسطس سنة 1838).
فشبت ثورتهم في حوران (نوفمبر 1837) ولقد شرحت معارك هذه الثورة بحملاتها الثلاث التي قاد واحدة منها إبراهيم بنفسه في منطق نشره الأمير عمر طوسون في مجلة الجيش ونوجز أبرز حملات هذه الثورات الثلاثة فيما يلي:
|
النتيجة النهائية
قضى إبراهيم باشا في النهاية على ثورة حوران عقب امتدادها تسعة أشهر، بعد حتى تكبد خسائر باهظة.
وخرج الجيش المصري من نصره وفوزه الختامي في تلك المعارك باكتسابه مزايا لاحصر لها، في التدريب والقيادة. فقد كانت هذه حروباً مع خصم عنيد مسلح. يكافح لطرد المصريين من بلاده.
وإبان انشغال المصريين في هذه الحرب ، كان الباب العالي يعمل ما في وسعه لتخليص سورية وإقليم أدنة من محمد علي ، بينما حاول هذا اكتساب ود السلطان وعملا أوفد في عام 1827 مندوبه صارم ليفاوض محمد علي لتسوية الخلاف بطريقة ودية ، ولكن أخفقت المحادثات ، ولم يتفق الطرفان على شروطهما .
حيال عناد الحكومة العثمانية، اعتزم محمد علي إعلان استقلال مصر، واستدعى وكلاء الدول في مصر وحدثهم بعزمه هذا في مايوعام 1838 معتمدا على حق مصر.
وتدخلت الدول لحل الخلاف بين البلدين، فباءت مساعيها بالفشل، لأن إنجلترا كانت من وراء هجريا تحرضها على قتال محمد علي، واسترداد مصر أيضا من حوزته.
ومن المؤكد حتى إعلان استقلال مصر تأتى متأخراً، بالرغم عن حتى إبراهيم عقب فوزه في معركة قونية كثيرا ما ألح على أبيه في كتاباته أني علن هذا الإستقلال. والخط التي أورد فهيا هذا الإلحاح جد كثيرة – كذلك تناولت تصريحاته لرجال الحكومات الأوروبية الشيء الكثير من هذه الرغبة. وفي السابع من المحرم فهم 1251هـ (1835)، أي بعد أربع سنوات انصرمت على اتفاقية كوتاهية، خط ابراهيم إلى أبيه رسالة كانت على قصرها تنم عن الحسرة والألم، لأن أباه لم يأخذ برأيه لما طلب إليه إعلان الإستقلال ... نطق :
” |
"لا بد أنك تذكر حين وقفت بجنودي في قونية وخطت أطلب إليك بإلحاح وفي خضوع وتواضع حتى ننتهز الفرصة ونعلن استقلالنا فخطت إلي تقول إنك قانع حتى تكون "محمد علي" وكفى. مع أننا كنا منتصرين. وكانت الفرصة سانحة ولكنك لم تشأ. والآن وقد مضى وقت طويل على تسوية النزاع وتعيين الحدود تطلب الإستقلال" . |
“ |
وقد كان إبراهيم على حق. لأن الإستقلال يؤخذ ولا يطلب. وعنى عن البيان انه كان في امكان مصر ان تتفادى هذه التضحيات الاليمة والخسائر الفادحة لولم يتشدد محمد علي باشا في تجنيد السوريين ونزع اسلحتهم، اذ لم يكن من الحكمة ولا من حسن السياسة ان تبادر دولة فاتحة الى تجنيد الاهالي في بلاد حديثة عهد بفتحها ولما يستقر بعد حكمها فيها، وخاصة اذا كان اهلها قد اعتادوا من قديم الزمن حمل اسلحتهم ولم يألفوا نظام التجنيد الاجباري، لما استهدف الجيش المصري لهذه الثورات الى اودت بحياة عشرة آلاف مقاتل ونيف، وذلك اكثر من العدد الذي استطاع تجنيده من السوريين، واكثر مما خسرته مصر في المعارك الحربية بسورية والاناضول، هذا فضلا عن ان اخماد الثورات بالقوة والجبروت قد اوغر صدور السوريين على الحكم المصري، فبعد ان استقبلوه في بدء الفتح بقبول حسن وفضلوه على الحكم الهجري جنحوا بعد ذلك الى قديمهم ولقيت النادىية الهجرية بينهم مرعى ومأوى.
على أنه يجب الا يغرب عن البال ما كان للدسائس الانجليزية والهجرية من الاثر الكبير في تحريض السوريين على الثورة كما قدمنا، ولكن مما لا نزاع فيه ان هذه الدسائس ما كانت لتفلح لولم تلجأ الحكومة المصرية الى اثارة الخواطر بنزع سلاح الاهلين وتجنيدهم جبرا، ومن جهة أخرى فان الحكومة المصرية رغبة منها في منع ورود الاسلحة الى البلاد امرت بمنع دخول جهة اخرى فان الحكومة المصرية رغبة منها في منع ورود الاسلحة الى البلاد امرت بمنع دخول السفن الهجرية الى الثغور السورية، وصدت ورود القوافل من جهات الاناضول، فاصاب التجارة من هذه وتلك ضرر كبير، وقد كان للدسائس الانجليية وسوء الحالة الاقتصادية في اواخر عهد الادارة المصرية اثر كبير في الحرب السورية التي شبت بين مصر وهجريا وحلفائها عقب ابرام معاهدة لوندره، فان الجيش المصري قد لقى فيها من مقاومة السوريين ما زاد مركزه جرحا كما سيجئ بيانه.
انظر أيضاً
- الليدي هستر ستانهوپ ودورها في اضرام الثورة.
المصادر
-
^ قيس فروKais Firro (1992). "A History of the Druze". BRILL. p. 395. ISBN Check
|isbn=
value: invalid character (help). - ^ الرافعي, عبد الرحمن (2009). عصر محمد علي. القاهرة، مصر: دار المعارف.