البهي عيسوي

عودة للموسوعة

البهي عيسوي

البهي عيسوي

محمد البهي عيسوي (23 أغسطس 1934) جيولوجي مصري، الرئيس الأسبق للإدارة المركزية للمساحة الجيولوجية.

ولد في 23 أغسطس 1934 بطنطا، محافظة الغربية. حصل على بكالوريوس علوم 1955 ، ماجستير علوم 1964 ، مدير عام الجيولوجيا 1968. تقلد المناصب الآتية: مدير عام الجيولوجيا الاقليمية 1980 ، رئيس الادارة المركزية للمساحة الجيولوجية 1982 ، وكيل وزارة البترول والثروة المعدنية 1986.

عضوبالكثير من لجان وزارة الصناعة ، والبترول والثروة المعدنية ، وأكاديمية البحث الفهمي ، والهيئة العامة للتصنيع ، وهيئة البترول ، وهيئة المساحة الجيولوجية ومشروع الاستثمار عن بعد. خبير جيولوجي عالمي اكتشف حديد الواحات البحرية ، فوسفات أبوطرطور ، كولية كلابشة ، وأشرف على تنظيم وتحديث المساحة الجيولوجية والمتحف الجيولوجي. له الكثير من المؤلفات ، شارك في عدة مؤتمرات فهمية عالمية وأفريقية. حصل على جائزة الدولة التشجيعية في العلوم الجيولوجية 1973 ، ووسام العلوم والفنون من الدرجة الأولى 1976.

لقاء الأهرام 2 ديسمبر 2016

د. البهى عيسوى شيخ الجيولوجيين فى العالم لـ «الأهرام»: أطالب بإحياء «نهر الكونغو» ليصبح واديا جديدا يوازى النيل

أثرى شيخ الجيولوجيين د. البهي عيسوي الحياة المصرية. وساهم باكتشافاته فى باطن الأرض للفوسفات والحديد والمياه فى تنمية الاقتصاد وبناء صناعات تميزت، وكان له فى خريطة مصر التعدينية عام 1981 أكبر المساهمات فى تحديد ثروات مصر الطبيعية وفرص استغلالها، وكذلك فى ليبيا التى أنشأ بها «المساحة الجيولوجية» بالشكل المتعارف عليه فهمياً ودولياً ، وأنقذت فكرته معبد رمسيس الثانى فى «أبوسمبل» من الغرق، وها هوبعد حتى تخطى الثمانين – أمد الله فى عمره – يختص «الأهرام» بعدد من الأفكار التى طرح بعضها أمام الرئيس عبدالفتاح السيسي فى اجتماعاته بمستشاريه الفهميين ومنها: مشروع الإنقاذ والتنمية فى سيوة لاستصلاح ما يقرب من نصف مليون فدان ، والتواصل التنموى فى سيناء بناء على دراسات أعدها منذ سنوات تكاملاً مع المشروع العملاق الذى تقوم به الدولة حاليا بإنشاء الأنفاق الأربعة أسفل قناة السويس.

‎يتمنى شيخ الجيولوجيين فى العالم تحقيق مشروع «نهر الجلف» القديم وإعادة إحيائه بتحويل نهر الكونغولتنمية الصحراء الغربية وتوفير احتياجات مصر من المياه ، مؤكدا أنه ليس بديلاً عن مياه النيل ، ولكن للقاءة التزايد السكانى المطرد الذى يصل إلى 2.8% سنوياً، ومواكبة التوسع الزراعى والصناعي.

‎وهوأول من أعرب عنه وبشر به ونادى إلى إتمامه فى منطق نشره فى الأهرام فى سبتمبر عام 1991، لكن الأحداث التى جرت فى مصر وأسبابا أخرى أوقفت الحديث فيه حتى تعالت به بعض الأصوات مؤخراً كبديل عن تناقص حصة مصر من نهر النيل ، فنطق الدكتور محمد البهى عيسوي: هذا ليس بديلاً لأن حصتنا من إيراد النيل لن تتناقص ولن تسمح مصر بتناقصها، ولكن إذا كنا نعانى من الفقر المائى حالياً ، ونصيب الفرد من المياه أصبح أقل من 600 متر (حد الفقر المائى 1000 متر)، فما سيكون عليه حال البلاد بعد التوسع فى التنمية الزراعية سواء فى سيناء أوفى الأراضى المشاطئة للزراعة على جانبى النهر من أسوان وحتى القاهرة ،يا ترى؟ فضلاً عن التزايد الكبير فى التصنيع وغيرها من احتياجات الحياة وتعداد مصر يزيد سنوياً أكثر من 2 مليون نسمة ، بما يعنى حتى مصر فى عام 2030 سيصل تعداد السكان فيها إلى أكثر من مائة وعشرين مليونا ، إلى غير ذلك ستتزايد الاحتياجات للمياه.

> وما الحل، كيف من الممكن أن يمكن زيادة الإيراد المائي؟

‎الحلول ممكنة وبسيطة، وتبدأ باهتمام الدولة بالمشروعات الكبري، وأن تعمل جميع الوزارات فى تكامل لتحقيق هدف واحد هولقاءة هذا التزايد من البشر واحتياجاتهم.

‎أولاً، يجب حتى نعمل على ترشيد استهلاك المياه، لأن سلوكياتنا كمصريين تجاه ثروتنا المائية سلبية. أما بخصوص زيادة الإيراد، فهناك مناطق عدة يمكن الاستفادة منها، خصوصاً حتى بعضها تهدر فيه المياه دون الاستفادة منها، بل وتؤثر سلباً مثل سيوة التى إذا هجرناها بعد هذه الجريمة التى حدثت لها فى العقود الأخيرة من القرن العشرين ستموت، وأقصد بالجريمة العمل المشهجر للحكومات السابقة والأهالي. الناس حفرت آبارا عشوائية لدى مساحات بسيطة من الأرض، والحكومات لم تعمل شيئاً، وعندما انتبهت عام 1996 لم تكن الحلول إلا تسكيناً للألم ، ولذلك كثرت المياه بشكل مفزع وكونت بحيرات ملحية واحترق النخيل والأرض «طبلت» فى مناطق عدة ، مما حرم البلاد من زراعة مساحات من الأرض، ولم نعد نملك رفاهية الانتظار للتخلص من معضلة زيادة المياه، بل يجب الإسراع فى حل المشكلة لتوفير المياه والاستفادة منها فى استصلاح أراض شاسعة ولا يجب حتى ننتظر حتى تموت سيوه مثل «الواحات المنسية» القريبة منها نوميسه، وعرج، وبحرين.

> ‎وما هوالحل؟

‎الحل بحمل المياه من سيوه ونقلها شمالاً باتجاه ساحل البحر المتوسط من خلال ترعة أوخط مواسير يمكن زراعة نصف مليون فدان على طول الطريق إلى مطروح، فضلا عن حتى الأمطار التى تتساقط بكميات كبيرة تصل إلى 110 مللى سنوياً فى هذه المنطقة يمكن الاستفادة منها، سليم تكلفته المادية كبيرة ولكنها ستؤمن مصر من الجوع ، إضافة لما يتم استصلاحه الآن ، والأهم حتى الصرف الناتج عن هذه الزراعة سيكون فى البحر، وبالتالى نتفادى تمليح الأرض .

> ‎وهل هناك مناطق أخري؟

‎نعم، فى سيناء، فقد قمت بدراسة عدد من المناطق فيها، خصوصاً فى الجنوب منذ أكثر من عشرين عاماً، وأثبت وجود مياه كثيرة ، بعد تحليل عمر ومسار المياه، وحفرنا 25 بئراً فى وادى الخراف ووادى وتير وعريف الناقة وسهل القاع وجنوب العريش، ووصلنا إلى نتائج جيدة جدا، والأهم أننا بهذه الآبار اعترضنا مياهنا التى تنحدر إلى منطقة النقب وتستفيد منها إسرائيل، ونُشرت وقتها نتيجة الأبحاث فى مجلات فهمية فى ألمانيا التى اشهجر فيها باحثون ألمان كدراسة ميدانية لنيل درجتى الماجستير والدكتوراه.

> ‎وهل تم الاستفادة منها؟

‎لا ، استفدنا جزئياً فى البدايات فقط، بعد حتى حفرناثمانية آبار فى عريف الناقة – الحسنة – وثلاثة فى وادى وتير وأذكر حتى الراحل الدكتور رشدى سعيد بعد حتى قرأ الأبحاث اتصل بى من أمريكا ، ونطق لى : سيخطفك اليهود أويقتلونك، فاحذر، أوعلى الأقل سيفجرون «البريمة» التى تعمل فى حفر الآبار.

> ‎وهل عملوا شيئاً مما حذرك منه؟

‎لا .. ولكن «حسنى مبارك» منح توجيهاته بالتوقف عن هذا المشروع، رغم أنه هوالذى طلبه من المهندس عصام راضى وزير الرى وقتها، وبناء على توجيهاته تلك طلبنى وزير الرى وكلفنى بالمشروع، ولاستكمال عقدى معهم طلبوا منى تحويل مجرى السيل المسمى «وادى العاق» المنحدر إلى شرم الشيخ من غربها، وكان حسين سالم قد بنى فندقه الشهير فيها، وعندما فهم بوجودها فى مجرى السيل باعها لأحمد قذاف الدم بمبلغ 120 مليون جنيه، وعندما حدثه أحد معارفه بإمكانية تحويل مجرى السيل استعاده بمبلغ 80 مليون جنيه فقط ، بعد حتى أوعز لمن ينبه قذاف الدم إلى خطورة مكان الفندق ، واعتراضه السيل الذى سيهدمه ، ولهذا كلفت من وزير الرى بمجاملة حسين سالم، حتى أحول مجرى السيل والحجة هى حماية المنشآت السياحية كتغطية على مجاملة حسين سالم، كما فهمت فيما بعد.

> ‎هل هناك تقدير لكميات المياه فى سيناء؟

‎نعم .. فحسب الدراسات المتعددة، فإن المياه الموجودة فى منطقة (العجمة)، ما بين خليجى السويس، والعقبة، والجبال الغربية، وجبال التيه، والجبال الشرقية (الحزيم)، وغيرها من المناطق فى سيناء تؤكد وجود أرقام هائلة، وهذه نتائج دراسات لعدة سنوات قمت بها بتكليف من وزير الرى الأسبق لحساب معهد بحوث المياه الجوفية، ومازالت الدراسات وخرائط المياه موجودة بها، وهى تكفى لزراعة أكثر من مليون فدان فى سيناء.

‎كما يمكن التوسع فى الاستصلاح غرب وشرق النيل فى بنى سويف والمنيا، وأفضل طريقة لاستصلاح الصحراء هى البدء من القريب – لوادى النيل – إلى البعيد، مثل غرب المنيا لوجود البنية الأساسية القريبة من الوادى والنيل والمصارف والطرق والكهرباء، ثم التوسع منه غربا أوشرقا.

> ‎كيف أسهمت فى إنقاذ معبد رمسيس فى أبى سمبل؟

‎كان عمرى 25 عاما ، وكنت فى بداية عملى فى هيئة المساحة الجيولوجية ، وفى أغسطس 1959 سافرنا إلى أبوسمبل برفقة جورج كيتخصص أستاذ الجيولوجيا الألمانى فى جامعة القاهرة منتدبا من منظمة اليونسكولتحديد كيفية إنقاذ معبد أبوسمبل ضمن فريق مكون منستة خبراء ، وأمام المعبد المهيب لرمسيس فى أبوسمبل وقفنا ننظر إلى عظمة المصريين فى نحته فى الجبل كمعجزة بحفر المعبد فى الجبل فى هذا المكان تحديدا لحماية حدود مصر الجنوبية وإشاعة الرهبة فى قلب من يفكر فى تخطى الحدود ، ولذلك تجد على الجدار الجنوبى للمعبد رسوما لرجال سود إشارة إلى سكان جنوب الحدود المصرية مكبلين ومربوطين بسلاسل حديدية كأسرى ، وعلى الجدار الشمالى المشهد نفسه للحيثيين (سكان الشمال من سوريا وما جاورها) تأكيدا على ما يعمل بمن يفكر فى تجاوز الحدود المصرية سواء من الجنوب أوالشمال.

‎وعندما وقفنا أمام المعبد ودار نقاش حول كيفية إنقاذه من المياه التى ستغمر المكان بعد اكتمال السد العالى تذكرت ما قرأت عن قيام الروس بنقل قصر أحد القياصرة من مكان إلى آخر، وظلت هذه الفكرة تشاغلنى أثناء النقاش الذى استمر طوال وجودنا فى أبوسمبل وتعدد الأفكار لإنقاذ المعبد الذى استقر على إحاطته بصندوق زجاجى ضخم لحفظه من تسرب المياه إليه وغرقه بعد تكون بحيرة السد، خصوصا أنه على حافة النهر ، وأن تتم زيارته عن طريق مصعد «أسانسير» من أعلى الجبل، فطرحت فكرة تقطيعه إلى أجزاء استرشادا بالشقوق والشروخ التى حدثت فيه نتيجة عوامل التعرية، ونقله من مكانه إلى أعلى الجبل، وهوما أسعد الدكتور جورج كينينش مثنيا على الفكرة وأبلغها لليونسكووبعدها بدأت الإجراءات العملية.

> ‎هل الخزان الجوفى غرب أوشرق النيل يكفى مثل خزان الحجر الرملى النوبي؟

‎الاعتقاد حتى مياه غرب النيل فى المنيا أوبنى سويف هى من الخزان الجوفى «اعتقاد خاطيء»، لأن المياه فى هذه المناطق هى من رشح النيل، ولذلك فإن فكرة ترشيد استخدام المياه فى مشروع المليون ونصف المليون فدان وتقنين السحب وإلزام الشركات والأفراد بعدم تجاوز الكميات المحددة لهم والاستفادة القصوى منها أمر جيد جدا حتى لا تنتهى المياه الموجودة.

> ‎ماذا عن مشروع سحب مياه نهر الكونغو؟

‎كنت أول من تحدث عن هذا النهر قبل أعوام بنشر بحثين حوله فى مجلتى «فيلادليفيا»، ومجلة جمعية البحر الأبيض «النيسيس»، وبدأت معهدتى به عندما شاركت عن المساحة الجيولوجية المصرية مع خبراء المساحة الأمريكية عام 1981 عندما أطلق الأمريكان مكوكا فضائيا لتصوير ما تحت الأرض فى أفريقيا وعبر القمر الصناعى من خط طول 29، وخط عرض 22 عند حدود مصر والسودان على بعد 400كم غرب النيل واتجاه طيرانه شمال شرق. وأعتقد حتى الهدف الأساسى كان التجسس على أى نشاط ذرى على عمق 15 مترا من سطح الأرض، وأظهر هذا التصوير ما سُمى بعد ذلك بـ»ردار ريفرز» أى «مجارى أنهار»، كانت موجودة فى العصور الجيولوجية القديمة عندما كان المطر يصل فى مصر إلى 1500 مللى سنويا، وهوما دلت عليه اكتشافات مثل وادى الحيتان فى الفيوم، الذى يُعد أكبر مقبرة للحيوانات الفقارية فى العالم، والفواكه المتحجرة حول جبل قطرانى شمال بحيرة قارون وثبت حتى عددا من الأنهار القديمة كانت تجرى فى مصر منها ما ينبع من هضبة الجلالة القبلية غرب مدينة رأس غارب، ونهر قنا الذى كان يتجه جنوباً ثم ينحرف غرباً إلى منطقة جبل كلابشة ثم يتجه جنوباً إلى المحيط الأطلسى عابراً السودان من دارفور وتشاد وأفريقيا الوسطى حتى الكاميرون، وكان اتساعه فى منطقة جنوب الصحراء الغربية غرب كلابشة أوعرضه يصل إلى 25كم، ومتوسط عرضه 10كم.

‎وهناك نهر طرفه الذى ينتهى جنوباً من الجلالة ويلتقى مع نهر قنا ثم يسير فى المجرى الحالى لنهر النيل وحتى أسوان، ولكن من الشمال إلى الجنوب عكس النيل حالياً، منها ما موجود غرب السودان وشرق تشاد وافريقيا الوسطى والكاميرون والكونغو. وما يهمنا من هذه المسارات النهرية التى تم تصويرها والعمل فيها بالحفريات، إمكانية تحويل نهر الكونغوبدلاً من هجر مياهه لتصب فى المحيط ، والتى تصل داخله إلى 170كم اندفاعاً بشدة بما يعنى قوة سريانه ووفرة تصريفه، وهونهر عفى وقوى ولم يخلف دلتا لحداثته العمرية، وهنا يمكن تحويل مساره عكسياً من الجنوب إلى الشمال.

> ‎هل يمكن إيصاله بمجرى النيل لزيادة إيراده؟

‎لا .. لأن حوض النيل ضيق ولا يمكن إضافة مياه له، ولا يحتمل إضافة كميات جديدة، الحل هوإحياء الأنهار القديمة – التى سجلتها صور القمر الصناعى - باستخدام مجاريها التى طمرتها الرمال بتخليصها من هذه الرمال وأهمها نهر الجلف الذى يمتد من الجلف الكبير وحتى منطقة فهم الروم فى مطروح، الذى إذا وقع سيحقق بشكل آمن إنشاء واد آخر مواز لوادى النيل وضمان صرف المياه المستخدمة منه للرى فى البحر المتوسط.

> ‎ولكن هل يمكن ضمان تعاون الكونغووجنوب السودان وغيرهما من الدول التى سيمر بها النهر المقترح دون ضغوط دولية معادية لمصر؟

‎استفادة هذه الدول من النهر سيجعلها غير قابلة للضغوط خصوصا حتى هذا المشروع المقترح فيه إنقاذ لمساحات شاسعة فيها من البرك والمستنقعات مثل الكونغووغرب دولة جنوب السودان وتوفير المياه فى كردوفان ودارفور، وستسهم مع التنمية فى تجفيف هذه المستنقعات لاستخدامها فى الزراعة، وأيضاً فى إحلال السلام بدرجة كبيرة فى هذه الدول، حيث تشهد بعض مناطقها حروباً قبلية بسبب نقص المياه والرعى والزراعة ، كما فى دارفور بشكل واضح ، وأثر كذلك على العلاقات بين السودان وتشاد.

‎وهنا دور الدبلوماسية المصرية وحتى وزارات أخرى يمكن لها التعاون وتقديم خدمات وخبرات لهذه الدول كجزء من استعادة مصر لمكانتها فى أفريقيا.

> ‎لكن ذلك يحتاج تمويلاً كبيراً فى ظل ظروف اقتصادية صعبة؟

‎ظروفنا الاقتصادية دائماً صعبة ، ولكن الإرادة القوية والعزيمة قادرتان على اللقاءة والنجاح، وهوما تجاوز لمصر حتى حققته فى إنجاز بناء السد العالى فى ظروف أشبه كثيراً بما نحن عليه الآن من نقص العملة الصعبة والافتقار إلى تكاليفه المادية، وامتناع أمريكا والقوى الكبرى عن المساعدة بعد الوعد بها، بل ومحاربتنا لعدم البدء فى المشروع - سياسياً واقتصادياً وعسكرياً بالعدوان الثلاثى عام 1956، بمعنى أننا لوتحججنا بالضعف المادى لن ننجز أى مشروع قومى مهم. وإذا كانت إثيوبيا على فقرها استطاعت توفير 12 مليار دولار لمشروع السد الذى تبنيه، فهل مصر لا تستطيع بمساعدة الدول العربية وليبيا إذا استقر الأمر فيها ، لأن هذا المشروع يمكن حتى يبث حماساً لإنجاز مشروع مماثل فيها وهونهر الكفرة وإحياء المجرى النهرى المماثل لهذا المجرى المصرى على بعد 30 كم فقط غربا، ونهر الكفرة ينبع من هضبة تبستى (امتداد أوباقى جبل العوينات فى امتداده غرباً)، ويمتد حتى مدينة المرج فى منطقة الجبل الأخضر.

> ‎هل تتصور حتى تتحسن علاقة مصر بأمريكا فى ظل إدارة ترامب، وكذلك مع دول أخرى فيسهم هذا التحسن فى إنجاز المشروع؟

‎لا .. هؤلاء لا يمكن الوثوق بهم .. فالغرب حتى وإن لم يعادينا صراحة ، فإن عداءه يتلبس فكرة «المصالح»، فهى فقط التى تحكم العلاقات ، ولذلك فإن أمريكا مثلا أقدمت على إنذار دول العدوان الثلاثى بعد إغلاق القناة نتيجة الحرب لمصلحتها ، لأن البترول تم وقف شحنه إلى أوروبا من الخليج بسبب غلق قناة السويس، فأعيد افتتاحها وخرج الإنجليز واليهود والفرنسيون فى آخر ديسمبر 1956، ولأن مصالحهم قد تقتضى حروبا أخرى ضد مصر – وهوما وقع عام 1967 – فقد نقلوا استثماراتهم وأنفقوا على البحث والتنقيب عن البترول فى أماكن أخرى مثل ليبيا والجزائر والجابون ونيجيريا وباقى دول غرب إفريقيا ، وبذلك وفر لهم المستخرج من جنوب المتوسط وغرب إفريقيا الكميات التى يمكنهم الاعتماد عليها دون تهديد ، كما وقع من الملك فيصل الذى أبلغه السادات بموعد حرب أكتوبر بأيام ، فقام بحمل ثمن برميل النفط من أربعة إلى 40 دولارا، وصنعوا مراكب عملاقة ذات غاطس يصل إلى 50 مترا، واستخرجوا بترول بحر الشمال وألاسكا وبحثوا فى كازاخستان.

‎وأذكر حتى صديقى الدكتور أحمد جلال عبد الحميد الذى تخرج من علوم القاهرة عام 1962 ثم سافر إلى أمريكا كان كبير خبراء فريق اكتشاف بترول بحر الشمال وكازاخستان ، وأسهم الاحتياج فى نقل بترول كازاخستان – ضمن مسببات عدة – للعمل على تفكيك الاتحاد السوفيتي، فاستغلوا احتلاله لأفغانستان فساقوا العرب للإسهام معهم ثم إعادة الذين تدربوا على القتل والتفجير و«الجهاد» على الطريقة الأمريكية إلى بلادهم ليصلوا بنا إلى الحال الذى أصبحنا فيه من انتشار الجماعات الإرهابية التى رعتها أمريكا وأجهزة المخابرات المعادية لنا لتفتيت المنطقة.


العائلة

الدكتور العيسوي متزوج وله ابنان، "أحمد عيسوي" يقيم في نيويورك، وهومؤسس ألوان للفنون.

الهامش

  1. ^ أيمن السيسي (2016-12-02). "د. البهى عيسوى شيخ الجيولوجيين فى العالم لـ «الأهرام»: أطالب بإحياء «نهر الكونغو» ليصبح واديا جديدا يوازى النيل". صحيفة الأهرام.
تاريخ النشر: 2020-06-04 18:14:18
التصنيفات: مواليد 1934, أشخاص من طنطا, خريجو كلية العلوم، جامعة القاهرة, جيولوجيون مصريون

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

عشرات القتلى في فيضانات عارمة جنوب الفلبين

المصدر: فرانس 24 - فرنسا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-28 18:16:50
مستوى الصحة: 75% الأهمية: 96%

وزير الدفاع الروسي يبلغ بوتين بانتهاء عملية التعبئة الجزئية

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-28 18:17:11
مستوى الصحة: 78% الأهمية: 92%

إيطاليا تؤكد التزامها بتعزيز الشراكة مع الجزائر

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-28 18:17:07
مستوى الصحة: 84% الأهمية: 100%

الكوارث المناخية تهدد الأمن الغذائي أيضاً

المصدر: فرانس 24 - فرنسا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-28 18:16:53
مستوى الصحة: 79% الأهمية: 93%

سوناك وماكرون يتفقان على تعزيز التعاون في ملف الهجرة عبر المانش

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-28 18:17:08
مستوى الصحة: 91% الأهمية: 94%

"من غير المرجح" أن يلعب بوغبا قبل المونديال حسب أليغري

المصدر: فرانس 24 - فرنسا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-28 18:16:54
مستوى الصحة: 91% الأهمية: 100%

ترامب سعيد لأن "تويتر" أصبحت "في أيادٍ أمينة"

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-28 18:17:03
مستوى الصحة: 92% الأهمية: 93%

اليابان تعلن عن رصد بؤرة ثانية لإنفلونزا الطيور

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-28 18:17:05
مستوى الصحة: 92% الأهمية: 90%

إيران توقف مشجعا إسبانيا يرتحل مشيا لحضور مونديال قطر (عائلته)

المصدر: فرانس 24 - فرنسا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-28 18:16:52
مستوى الصحة: 90% الأهمية: 96%

وزارة الخارجية القطرية تستدعي السفير الألماني

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-28 18:17:11
مستوى الصحة: 78% الأهمية: 91%

تقليد السوداني رئيسا للحكومة العراقية رسميا

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-28 18:17:09
مستوى الصحة: 78% الأهمية: 98%

تايوان تستعين بأطباء بيطريين من الصين لعلاج ذكر باندا مريض

المصدر: BBC News عربي - بريطانيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-28 18:16:45
مستوى الصحة: 84% الأهمية: 89%

قراء صحيفة بريطانية معجبون بتصريحات بوتين عن "نهاية هيمنة الغرب"

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-28 18:17:04
مستوى الصحة: 88% الأهمية: 99%

ميشال عون: الدفاع عن لبنان بات صعبا

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-28 18:17:08
مستوى الصحة: 78% الأهمية: 90%

تحميل تطبيق المنصة العربية