قرةخانات

عودة للموسوعة

قرةخانات

خانية القرةخانيون
Kara-Khanid Khanate

840–1212
خانية القرةخانيون، ح. 1000.
المكانة امبراطورية
العاصمة قشغر
الدين الإسلام
الحكومة Monarchy
Kara Khan  
التاريخ  
• تأسست
840
• انحلت
1212
Area
1025 est. 3,000,000 kم2 (1,200,000 ميل2)
Preceded by
Succeeded by
امبراطورية الاويغور
امبراطورية المنغول
سلطنة السلاجقة العظام
هذه الموضوعة تشير إلى خانية القرةخانات، الدولة التوركية . إذا أردت خانية الخيطان، انظر خانية قرةخيطان.

خانية القرةخانات Kara-Khanid Khanate كانت خانية توركية أسسها القرةخانيون أوالقراخانات، ويسموا أيضاً إلـِك خانات (بالهجرية: Karahanlılar, بالصينية: 黑汗, 桃花石)، التي كانت أسرة حاكمة توركية. حكمت الخانية ما وراء النهر في آسيا الوسطى من 840-1211. عواصمهم تضمنت قشغر وبلسگون واوزگن ثم قشغر، مرة أخرى. اسم الدولة يتكون من حدثتين هجريتين، "قرة" و"خان". "قرة" تعني "أسود" بالهجرية، وهوإشارة إلى النبل، و"خان"، في الواقع كاغان، هولقب هجري يـُعطى إلى حاكم دولة مثل هاكان, تانهو, يابگووإلبـِيْ.

القراخانات، القاراخانات، الخانات السود، آل أفراسياب، آل خاقان: سلالة هجرمية (اليوغور) حكمت في بلاد ما وراء النهر، سنوات 840-1212 م.

المقر

الهجرات المبكرة

Kara-Khanid Khanate in 1025 AD.

تنحدر هذه الأسرة من قبائل القرلق الهجرمانية، والتي تنمي إلى إتحاد كبير كان يضم أكثر القبائل الهجرمانية التي استوطنت منغوليا. نزحت القبيلة إلى منطقة كشغر منذ القرن الـ8 م. كانوا في أول أمرهم من رعايا الأباطرة الاويغور. تولوا حكم المناطق التي استقروا فيها ثم استقلوا بالأمر، أصبحت مملكتهم مجزأة إلى قسمين (خاقانيتين) يحكم جميع منها خاقان كبير (أعظم)، القسم الشرقي وعاصمته قرة اوردو، القسم الغربي وكانت حاضرته في طراز أولا ثم قشغر.

أحداث

دخل حكام دولة القراخانات الإسلام منذ القرن الـ10 م. قام أبوموسى هارون (982-993 م) بغزوبخارى سنة 992 م. ضم خلفاؤه من بعده وحتى سنة 999 م جميع المناطق التي كانت خاضعة لدولة السامانيين. دخلوا منذ سنة 1008 م في صراع مع الغزنويين أولا ثم السلاجقة منذ 1040 م. سنة 42/1041 م اكتملت عملية تقسيم المملكة إلى جزئين مستقلين (خاقانيتين) في الشرق والغرب. عهدت خاقانية الشرق فترة من الاستقرار تحت حكم جميع من أبي شجاع أوفدان (1032-57/1056 م) ثم طغرل الأول (1057-75/1074 م). منذ عهد هارون الثاني (75/1074 -1102 م) أصبحت دولة القراخانات تحت وصاية السلاجقة. سقطت الخانية الشرقية سنة 1130 م تحت ضربات القبائل القراخطائية المنغولية، ثم قام الخوارزميون سنة 11/1210 م بالقضاء على آخر القراخانات في كشغر.

عهدت الخاقانية الغربية عهدا من الرخاء أثناء حكم إبراهيم الأول (1038-1067 م) والذي استقر في سمرقند منذ 1042 م. ازدهرت حركة العمران في عهد نصر الثاني (1067-1080 م). بعد قيام السلاجقة بالاستيلاء على بخارى وسمرقند، صار الخاقان أحمد الأول (1081-95/1089 م) تحت وصايتهم. أصبح الحكام السلاجقة يقومون بعزل وتولية الخاقانات من أسرة القراخانات. منذ 1141 م تحول هؤلاء عن وصاية السلاجقة إلى القراخطائيون، ثم إلى الخوارزمشاهات منذ 1180 م. سنة 1212 م أنهى الخوارزمشاهات حكم القراخانات وقاموا بخلع آخر حكامهم "ألغ سلطان عثمان" (1200-1212 م).

الحضارة

الأويغور أقاموا دولة جديدة -بعد دولة الأورخون الأويغورية- في بلدهم الحالية في القرن التاسع الميلادي ثم انقسموا إلى دولتين بسبب الاختلاف الدينى وذلك بإسم الدولة القراخانية الإسلامية(850م-1212م) والدولة الإديقوتية(850م-1335م) غير الاسلامية. إن الحضارة ازدهرت عند الأويغور في عهود دولة القراخانيين وخانية إديقوت ووصلت إلى مستوى الحضارة التقليدية، وهذا ما قررته دراسات الفهماء في داخل هجرستان وخارجها.

عملى سبيل المثال يقول: العالم الإنجليزي أ، ستاين: "لقد تجاوز الأويغور القبائل الهجرية الأخرى في آسيا الوسطى في الحضارة بزمن طويل"(1). ويقول المستشرق الفرنسي ر، جروست: "قد كان الأويغور أساتذة الحضارة في آسيا الوسطى"(2). ويقول عالم فرنسي آخر وهوهاملتون مؤكدا: "إن الأويغور كانوا أصحاب حضارة متقدمة منذ القرن التاسع الميلادي....ومع تقدم الأويغور في الحضارة تقدما كبيرا استحقوا قبل القرن الثالث عشر لقب «أساتذة الحضارة» بالنسبة للقبائل الهجرية والمنغولية".(3) وحضارة الأويغور التي وصلت إلى مستوى الحضارة التقليدية في العصور الوسطى تتمثل في أي مجالات،يا ترى؟ فيوضح هذا الباحث الصيني لي يونغ هذا في منطقته بعنوان: "الأويغور أساتذة الفهم الذين حققوا المجد التاريخي" إذا الحضارة النموذجية للأويغور ترتكز في خمس نقاط: 1- استخدام الكتابة ونشرها. 2- تصدير اللغة الأدبية للغرب (يقصد بها غرب آسيا الوسطى). 3- تصدير الطباعة للغرب. 4- ثراء الوثائق الحضارية التاريخية. 5- نشر الثقافة الدينية.(4). إن معظم القبائل المتحدث بالهجرية في آسيا الوسطى قضت حياتها في الخيام المصنوعة من اللبد جريا وراء المياه متنقلين يتتبعون أفواج الأنعام، ومعظم القبائل المتحدثة بالهجرية لم تهجر عاداتهم هذه حتى بعد حتى وصلوا إلى عهد خانية الهجرية. ويمكن حتى تلاحظ مستوى الحضارة عند الأويغور في عهود القراخانيين وخانية إديقوت في النقاط التالية:

التحول من البداوة للزراعة

اشتغال الأويغور بالزراعة، وتحولهم من حياة التنقل إلى حياة الاستقرار، واعتيادهم الحياة المدنية كانت قد سبقت الآخرين. وفي هذا الصدد يقول العالم الروسي أ، ي، ياكووسكي: "إن الغالبية العظمى للأويغور بدأوا الاشتغال بالزراعة المستقرة قبل القبائل المتحدثة بالهجرية... وأبدعوا الكتابة الخاصة بهم قبل القبائل الهجرية ومن ثم أصبحوا أرقى الشعوب تقدما في الحضارة بين الشعوب القاطنة في آسيا الوسطى".(5) إذن، كان معظم الأويغور في عهد القراخانيين يشتغلون بالزراعة، وأصبحت مناطق يته سووما وراء النهر وبساتين كاشغر وخوتان أفضل بيئة للفلاحة والزراعة، وكانت الرعي شيء ثانوي وإضافي بجانب الفلاحة.


الحياة الحضرية

ضريح عائشة بيبي (بعد الترميم) بالقرب من طرز.

وما ورد في كتاب محمود الكاشغري من حتى الأويغور كانت لهم المدن الخمس في وادي تنغري تاغ، هذه المقولة تصل إلى القرن الرابع قبل الميلاد. وبناء على ما ورد في وثيقة مانية، ذكر حتى في داخل حدود دولة إديقوت توجد 22 مدينة. وفي عهد القراخانيين تم بناء الكثير من المدن في رياض كاشغر ويته سووما وراء النهر. إذن، إذا مفهوم الحياة المدنية لدى الأويغور لها خلفية تاريخية موغلة في القدم.

التجارة

اتجهت المهن اليدوية وأمور التجارة نحوالمجال، فمهن الأويغور اليدوية أظهرت مهارتهم وتفننهم في إعداد أنواع الأطعمة والأشربة والملابس المتنوعة للرجال والنساء، وفي فن العمارة وصياغة مواد الزينة وصناعة أدوات الحياة اليومية. إن الأويغور قد لعبوا دورا نشطا ورياديا في حركة التجارة على طريق الحرير ابتداء من عهد خانية أويغور. تقول الباحثة الألمانية السيدة جابائن وهي بصدد الحديث عن التجارة عن الأويغور: «اشتغل الأويغور بالتجارة، واستفادوا منها كثيرا، وكان الحاسة التجارية لديهم عالية جدا تجاه حاجة الشعوب الأخرى إلى البضائع وقدرتها على الشراء»(6). وخط المؤلف الروسي ج. وردانسكي قائلا:"إن دور الأويغور كبير جدا في تاريخ آسيا الوسطى في العصور الوسطى سواء في السياسة أوالحضارة. إذا الأويغور الذين سيطروا على وسط طريق التجارة الممتد من الصين حتى بحر الكاسبي، قد لعبوا دور الوسيط في التبادل الحضاري بين الصين والهند وإيران في مجالات مختلفة"(7). إذن، يمكن القول إذا الأويغور اعتمدوا على التجارة كنادىمة أساسية للتنمية الإجتماعية. واستفادوا من الشعوب المجاورة التكنولوجيا الجديدة والفكرالجديد ونشروا هذا التكنولوجيا الجديد والفكر الجديد إلى الدول المجاورة (8).

الطب

ما زال المؤلفات التي خطها الأويغور قبل 1000 سنة في علوم الطب محفوظة حتى الآن. ويتبين من خلال النظر في هذه المؤلفات حتى الطب قد اكتملت ونضجت عند الأويغور منذ زمن بعيد، كما تدل هذه المؤلفات على مستوى التقدم الحضاري لدى الأويغور. يقول الدكتور الهجري أ. سهيل الذي تفهم الآثار الطبية في مدينة طورفان في تقييمه لإنجازات أويغور(اديقوت) في المجال الطبي: «إن حضارة الأويغور التي حققت إنجازات ليس في مجال الفهم وحده، بل في مجال الطب أيضا تأتي في مقدمة الحضارات المعاصرة في مختلف النواحي، ولقد حافظ الأويغور على الفهم والفهم والطب في آسيا من بين الشعوب الهجرية"(9). حقق الأويغور في دولة القراخانية والإديقوتية نجاحا مرموقا في الفنون الطبيعية والطب والفلك والتقويم والعمارة وفن التصوير والنقاش والتحنيط(10).

الوعي القومي

ارتفع لدى الأويغور الوعي القومي ومفهوم القومية منذ خانية الأويغور منذ القرن السابع بوضوح تام. ولقد عهد اسم «الأويغور» العرقي أولا قبل الشعوب والقبائل المتحدثة بالهجرية. وما ورد في «أوغوزنامه» من تسمية أوغوزخان القبيلة الرئيسية التي ساندته بإسم «الأويغور» توضح كون القبائل الأويغورية قد استحقت هذا الاسم منذ أواخر المجتمع الابتدائي. كما توضح سبب افتراض بعض اللغويين حتى اسم «أغور-الأويغور» قد وجدت في عهد لغات آلتاي.(11)

إن قبائل الأويغور وإن توحدت تحت اسم «دنغلينغ» في القرن الثالث قبل الميلاد، إلا أنهم منذ القرن الخامس الميلادي عهدوا باسم «الأويغور العشرة» وبإسم «الأوغوز التسعة». ومنذ ذلك الحين بدأت قبائل «الأويغور العشرة» و«الأوغوز التسعة» في صناعة تاريخهم القومي كقبيلة رئيسة للقبائل الأويغورية. إن اسم الأويغور في عهد خانيات الأويغور وإن استخدمت كإسم قومي عام للقبائل الأويغورية التي انضمت تحت لواء القبيلة الرئيسة «الأويغور العشرة» و«الأوغوز التسعة»، إلا أنه في أحيان كثيرة قد استخدمت اسم «الأويغور العشرة» و«الأوغوز التسعة» اسم جميع واحدة على حدة أومقترنة. وما زال اسم «الأويغور» تستعمل كإسم قومي عام منذ عهد الدولة القراخانية والإديقوتية حتى يومنا هذا.

أشهر الحكام القرةخانيون

غزوقرةخيطان

آسيا في 1200 م، تبين قرةخيطان وجيرانها.


الثقافة

أضرحة قرةخانية من القرنين 11، 12 في اوزگن، قيرغيزستان.

الأسرة القرةخانية

ضريح السلطان ساتوك بغرا خان في أرتوش، شين‌جيانگ
  • بيلگه جميع قادر خان (840-893)
  • Bazir Arslan Khan (893-920)
  • Oghulcak Khan (893-940)
  • ساتوك بغرا خان 920-958، اعتنق الإسلام في 932، وفي 940 استولى على Karluks
  • Musa Bughra Khan 956-958
  • سليمان أوفدان خان 958-970
  • علي أوفدان خان - القاغان الأعظم 970-998
  • أحمد أوفدان قرةخان 998-1017
  • الاطاحة بالسامانيين 1005
  • منصور أوفدان خان 1017-1024
  • Muhammad Toghan Khan 1024-1026
  • يوسف قادر خان 1026-32
  • علي تگين بغرا خان - القاغان الأعظم في سمرقند, ح.1020-1034
  • أبوشجاع سليمان 1034-1042
  • انشقاق القرةخانيين إلى فرعين غربي وشرقي

القرةخانيون الغربيون

  • محمد أوفدان قرةخان ح.1042-c.1052
  • Ibrâhîm Tabghach Bughra Khan c.1052-1068
  • نصر شمس الملك 1068-1080
  • خضر 1080-1081
  • أحمد 1081-1089
  • يعقوب قادر خان 1089-1095
  • Mas'ud 1095-1097
  • Sulayman Qadir Tamghach 1097
  • Mahmud Arslan Khan 1097-1099
  • Jibrail Arslan Khan 1099-1102
  • Muhammad Arslan Khan 1102-1129
  • Nasr 1129
  • Ahmad Qadir Khan 1129-1130
  • حسن جلال الدنيا 1130-1132
  • Ibrahim Rukn ad-Dunya 1132
  • Mahmud 1132-1141
  • هزيمة السلاجقة، واحتلال قرةخيطان، 1141
  • Ibrahim Tabghach Khan 1141-1156
  • Ali Chaghri Khan 1156-1161
  • Mas'ud Tabghach Khan 1161-1171
  • Muhammad Tabghach Khan 1171-1178
  • Ibrahim Arslan Khan 1178-1204
  • Uthman Ulugh Sultan 1204-1212
  • فتح خوارزم، 1212

القرةخانيون الشرقيون

  • أبوشجاع سليمان 1042-1056
  • Muhammad bin Yusuph 1056-1057
  • İbrahim bin Muhammad Khan 1057-1059
  • Mahmud 1059-1075
  • Umar 1075
  • Ebu Ali el-Hasan 1075-1102
  • Ahmad Khan 1102-1128
  • İbrahim bin Ahmad 1128-1158
  • Muhammad bin İbrahim 1158-?
  • Yusuph bin Muhammad ?-1205
  • أبوالفتح محمد 1205-1211
  • فوز قرةخيطان، 1211

كتاب عبد الرحمن الكاشغري

الأويغور والشعوب الهجرية في الدولة القراخانية


د.عبدالرحمن جمال الكاشغرى

خانية الأويغور والشعب الأويغور

هنا يجب التيقن والتأكيد لنقطة مهمة وهي حتى شعب الأويغور قد عاش ويعيشون في بلدهم الحالية (مهد الأتراك) الذي يقع حول وادى تاريم منذ أكثر من أربعة ألاف سنة. ولم يرتحلوا عن أرضهم هذا كليا، بل كان بعضهم كان يعيش حول "وادى تاريم" قبل الميلاد بصفة دائمة، ولوكان جزء منهم ارتحل للشرق والغرب لظروف متنوعة. وفى عام 840م سقط دولة الأويغور الأورخونية(740-840م) بسبب النزاع الداخلى والآفات الطبيعية وهجوم القرغيز. وعلى إثر ذلك ارتحل جزء كبير من الأويغور للغرب (حوض تاريم) منقسما إلى عدة فروع. وقد وضعت خمسة عشر من قبائل الأويغور تحت قيادة القائد "فانتجِن" الأساس لخانية الأويغور الجديدة. وبعد فترة وجيزة انقسمت جماعة فانتجن إلى قسمين، فأسس قسم منهم خانية إديقوت (850-1335م) الأويغورية، والقسم الآخر أسس خانية القراخانية الإسلامية(850-1212م) الأويغورية.(1) كانت استراتيجية المكان الذى اتبعتها خانية اديقوت الأويغورية مهمة للغاية، فحدودهم الجنوبية وصلت إلى مدينة كوجا، وحدودهم الغربي كانت واسعة جدا. عندما زادت قوتها ضمت إليها أطراف مناطق يدى سو(جنوب وشمال حوض بالقاش) وما وراء النهر. وقد ذكر كتاب "حدود العالم" الذى كُتب في القرن العاشر بالفارسية: "إن مدينة جينانجكنت (طورفان) كانت عاصمة الأوغوز التسعة"، وذكر أيضا:" بلدهم أكبر بلاد الهجر بين الشعوب الهجرية، والأوغوز التسعة قوم أكثر عددا من قديم الزمان. وقد خرج ملوك هجرستان كلهم من الأوغوز التسعة.وسكانها أشداء أقوياء مقاتلون مدججون بالسلاح الكثير"(2).

وذكر في كتاب "زين الأخبار" لكردزى حتى مدينة فرغانة وطاشقند منطقة تابعة للأوغوز التسعة"(3). وذُكر أيضا في كتاب "مروج المضى" للمسعودى:" إذا الأوغوز التسعة كانوا مستوطنين في منطقة ما بين خراسان والصين... وليس في أجناس الهجر وأنواعهم في وقتنا هذا وهوسنة اثنتين وثلاثين وثلثمائة أشد منهم بأساً، ولا أكثر منهم شوكة، ولا أضبط ملكاً، وملكهم معروف بلفظ "أيرخان" (الأويغور) "uyghurkhan"، ولايجرؤ أحد من الشعوب الهجرية في خوض المعركة مع هذا الخاقان"(4).

وفي خريطة العالم التى رسمها ابن حوقل وضع تعبير "الأوغوز التسعة" على أراضى واسعة من نهر سيحون حتى الصين المركزية. ونطق ابن حوقل:" أما الأوغوز التسعة فقبائل عظيمة لهم دار واسعة ما بين التبت ومملكة الصين".(5) وكانت تعبير "الأوغوز التسعة" التى ذُكرت هنا هي شكل آخر لتعبير عن اسم "الأويغور". ذكرت معلومات حول أويغور إديقوت والأوغوز التسعة واشتمال حدودهم الغربية منطقة آسيا الوسطى الغربية. الأويغور هم أغلب الأتراك الذين وجدهم الغزاة المسلمون من العرب ببلاد ما وراء النهر حين دخلوها أواخر القرن الأول الهجرى. وهم مع الأوغوز التسعة كانوا صاحبة النفوذ في المنطقة بين منغوليا وبحر الخزر(6).

وكان تأسيس خانية القراخانية الأويغورية يشبه تأسيس خانية اديقوت الأويغورية وترتبط بالقبائل الأويغورية التى هاجرت للغرب بعد انقراض خانية الأويغور الأورخونية، فقد كانت:"عشيرة القراخانيين والإديقوت خانية واحدة، وهي حاكمية الأوغوز التسعة أوالأويغور التسعة على السواء"، "وانقسمت خانية الأويغور الموحدة إلى قسمين عندما قويت النزاع الديني في بداية القرن الحادى عشر"(7).

وعلى ذلك، فعندما كان خانية الأوغوز التسعة الأويغورية الموحدة في مسقط القوة، ضمَّ مناطق يدى سووفرغانة فضلا عن وادى آلتاي. بعدما انقسمت الخانيتان خضعت منطقة آسيا الوسطى أحيانا لخانية الإديقوت الأويغورية، وأحيانا إلى خانية القراخانية حسب قوة جميع منهم، خصوصا بعد القرن الحاد عشر تفوق فيه تأثير خانية القراخانيين في منطقة آسيا الوسطى على ما عداه.

الأسرة الملكية للقراخانيين

يجب هنا التأكد على نقطة مهمة وهي أن: السلالة الملكية (الأسرة الحاكمة) للقراخانيين هي الأويغور. فلفظ "الأويغور" اسم مشهجر للقبائل المتحدة، وأيضا هواسم لقبيلة رائدة وقائدة ضمن القبائل المتحدة للأويغور العشرة والأوغوز التسعة. ومع ذلك سمي القبائل الأويغورية في أراضى خانية الأويغور الغربية بلفظ "الأوغوز التسعة" غير الإسم المشهجر" الأويغور"(8). وقد استخدمت كذلك قبيلة "الأويغور" الحاكمة ضمن القبائل المتحدة للأوغوز التسعة لقب "الأوغوز التسعة"(9). سمى محمود الكاشغرى الأوغوز التسعة (الأويغور) في أراضى الدولة القراخانية بلقب "الهجر"، وكذلك سمى السلالة الملكية للقراخانيين بلقب" الهجر" بسبب الافتراق والانفصال التى حدثت بين أويغور القراخانيين في الجنوب، وبين أويغور إديقوت في الشمال. ولا يوجد حول هذا خلاف في آراء المؤرخين المعاصرين. الدولة القراخانية خانية تأسس من قِبل الأويغور. ورأى البعض حتى هذه الخانية قد تأسست على يد قبيلة "ياغما"، ولكن أساس هذا الرأي ضعيف.

وقد أجمع الباحث القازاقى محمد آخونو(10)، والباحث الأويغورى إبراهيم مطيعي(11)، والباحث الصينى وانغ ريفى وفنغ جياشنغ(12)، ومعهم عشرة من الباحثين(13) الصينين على رأي واحد مفاهد حتى قبيلة الأويغور هي سلالة الملكية للقراخانيين. وأكد هذا بعض فهماء الغرب من قبل. وقد أكد هذا الرأي كذلك من فهماء اليابان كواتا روكو(14)، آبي تاكو(15)، مورى ياسو(16) وغيرهم. في كتاب المستشرق الكبير منورسكى (minoriskuy) بعنوان:"كلام المروزى حول الصين والهجر والهند" نجد جملة في الصفحة 12 و21 تقول:"إن العلاقة بين سلالة القراخانيين وسلالة القرخطاي (*)(القتان) كان قريبة. فخاقان سلالة القرخطاي "تيبنغ" عندما أوفد وفدا إلى دولة الغزنويين سنة 1024م، حمل الوفد برسالة إلى السلطان محمود الغزنوى (930-998). وفى ذلك الرسالة جملة تتحدث عن حتى أميرة سلالة القرخطاي قد تزوجت إلى جاغرتكين ابن قادرخان(kadirhan) سلطان الدولة القراخانية الأويغورية"(17). وعلى ذلك، فليس من الصعب حتى نفهم حتى لفظ "القراخان الأويغورية" قد نطقه المروزى في كتابه، وأنه خط هذا الكلام على أساس بيان خاقان القرخطاي. كذلك فإن حديث خاقان القرخطاي عن القراخانية بـ:" القراخانية الأويغورية" ليس كلاما قيل من فراغ. فهويفهم تاريخ الأويغور جيدا. عندما أقام الأويغور خانية الأورخون الأويغورية في وادى أورخون، كانت قبيلة القرخطاي عاشت تحت قيادة الأويغور حوالى 100 سنة. بعد انقراض خانية الأورخون الأويغورية سنة 840م شكل الأويغور الذين حصلوا على المناصب العليا في أرض القرخطاي عديدا من العشائر. أسرة شولوالأويغورية أصبحت صاهرت مع سلالة القرخطاي الملكية. وعاش في خانية القرخطاي تسعة أميرات شهيرة و22 الحكام من ذوى المناصب العليا. كما سبق، ذُكر في كتاب "مروج المضى" للمسعودى بأن خاقان الأوغوز التسعة يسمى بـ «uyghurhan». بما حتى أساس أهالى خانية إديقوت الأويغورية وخانية القراخانية من الأوغوز التسعة يتناسب تاريخيا حتى يسمى خاقان الأويغور بلفظ «أويغورخان».

وقد راج في القرن العاشر والحادى عشر لقب "أوفدان" بين الأويغور.وهذا اللقب أُطلق على خاقان الأويغور كلهم. وقد سمي القراخانيين كذلك بـ"آرسلان قراخان" و"آرسلان إيلك "(18) وإضافة لفظ "آرسلان" إلى خاقان الأويغور لم يحدث مصادفة. فإضافة هذا اللقب إلى خاقان الأويغور قد بدأته خانية الأورخون الأويغورية. فضلا عن ذلك فتاريخ إضافة هذه الحدثة إلى لقب السلطان أوالخاقان يمتد إلى قرون عديدة قبل الميلاد.(19). ففي خط التاريخ الصينية القديمة توجد معلومات كثيرة بأن سلالة القراخانيين هي قبيلة الأويغور. وقبل انقراض خانية الأورخون الأويغورية كانت مساحتها تضم وادى جونغارية وكوجا ومنطقة الحوض الساخن في غرب جبال فامير. وكان يعيش في هذه المناطق قبائل القارلوق والياغما وجيكل وجزء من الأويغور. وهذه القبائل كانت تابعة للأويغور، والأويغور كانوا يرسلون حكاما مراقبين إلى هذه القبائل. وبناء على هذا سُجل في كتاب "حدود العالم": بأن جميع الملوك في هجرستان كانوا من الأوغوز التسعة (الأويغور).(20)

وكان رأي المؤرخ أنور بايتور وخيرالنساء صديق حول نشاة لفظ "قراخان" أن:" هذا اللفظ قد وُضع للقراخان بايانجور(759-774) الذى وَضع أساسا لخانية الأورخون الأويغورية وجعلها تزدهر. كذلك من المحتمل حتى استخدام هذا اللفظ كان ملائما لمن يرون بأن خانية الأويغور الجديدة امتداد لخانية الأوخون الأويغورية. فقد اعتبر هؤلاء بأن أجداد السلطان سوتوق بوغراخان قد لقب نفسه بلقب "قراخان" بمجرد حتى سيطر على مدينة بالاساغون".(21) أيضا المؤرخ الصينى شوذكر أن:" وحدة خانية القراخانيين مع خانية إديقوت الأويغورية كانت نتيجة لحقبة من التاريخ المتميز من حيث وجود قاعدة قومية مشهجرة مستقلة أووحدة مجمعة. وهاتان الوحدتان جزء من تاريخ شعب الأويغور. فهم بِنيتان عظيمتان شكلتا شعب الأويغور حديثا. خصوصا نظام الثقافة للقراخانيين أصبح نقطة البداية لأصالة الثقافة للشعب الأويغور في الزمن القريب.(22)

القبائل الأخرى في عصر القراخانيين

كان يعيش في أراضى خانية أسرة القراخانيين قبائل أخرى من غير الأويغور قبائل أمثال قارلوق وياغما(23) وجيكل وهجرش وسوغدى. ويرى البعض حتى القبيلة الحاكمة للقراخانيين كانت قبيلة ياغما أوقارلوق أوجكيل. وهؤلاء يريدون بكلامهم عن حتى قبيلة قارلوق كانت قبيلة حاكمة هوالسعي لتأسيس رؤية مفادها حتى قبيلة قارلوق كان قاعدة لتكوّن قبائل القازاق والأوزبك أوالقرغيز. وكذلك يريدون حتى يضعوا أساسا لدعواهم مفادها حتى الميراث الأدبي للقراخانيين مثل "قوتادغوبيلك" و"ديوان لغة الهجر" ثروة مشهجرة للقبائل السابقة. لذا ينبغى علينا حتى نتعهد على هذه القبائل بشكل موجز.

القارلوق

نشأة قبيلة القارلوق من صُلب المتأخر لقبيلة "فولو" لأصحاب العربات الطويلة(24)، وهم أجداد الأويغور المباشرين. والويغور فرع من الهون العظيم.

في عام 742م أسس الأويغور خانية الأورخون الويغورية متحدين مع القارلوق في القسم الشرقى. بعد عشرة سنوات خاقان الأويغور "قاراقاغان" أخضع القارلوق في القسم الغربى في أطراف بشباليق (أورومچي). منذ ذاك الحين بدأ نشاط القارلوق لإنشاء تاريخهم المشهجر مع الأويغور. ومن ذلك الحين أصبح القارلوق جزءا مكملا لقومية الأويغور.

بعد انقراض خانية الأورخون الويغورية انتمى جزء منهم لأراضى الويغور الغربية للسلالة القرخانية. والجزء الآخر انتقل إلى منطقة كوجا وأسس خانية قارلوق (25).

ويرى البعض حتى القارلوق قد شكَّلوا القازاق، والبعض الآخر يرى حتى القارلوق شكَّل الأوزبك، ولكن لا يوجد لهذا الرأي برهان كافي. كما أنه لا يوجد مرشد في المصادر الويغورية والهجرية والفارسية والصينية على وجود أية علاقة بين القارلوق وبين القازاق والأوزبك. لذا فإن محاولة المؤرخين المعاصرين لربط نشأة القازاق والأوزبك بقبيلة القارلوق تعبير عن وهم. وهذا لا يثبت إطلاقا في مجال البحث التاريخي الفهمي. ولكننا نجد كثيرا في المصادر التاريخية علاقة القارلوق بالأويغور. وهولاء اشهجروا بنشاط لتكوين قومية الأويغور الواحدة في البداية وفى عصر القراخانية.

في بداية فترة خانية القراخانية حدثت بعض الخلافات بين القارلوق والويغور. بعدما أقام القراخطاي الحاكمية تحولت الخلافات بين القارلوق والويغور إلى خلاف الأويغور مع القراخطاي. في هذه اللحظة بالذات تحولت القارلوق تماما إلى عنصر من عناصر الويغور، وانضم إلى الوحدة المشهجرة لقومية الويغور. بذلك حل لفظ "الأويغور" مكان لفظ "القارلوق" بشكل تدريجي.(26)

وفي ذلك الزمان أصبح القارلوق عضوا للأوغوز التسعة يعنى لإتحاد القبائل الويغورية، واستوطنوا بعدد لا بأس بها في مناطق يدى سووالقسم الغربي لوادي تاريم في أوائل عصر سلالة القراخانيين. يخط محمود الكاشغري حول هذا الأمر فيقول:" القارلوق رهط للأتراك الرحل، وهم غير الأوغوز. وهم أيضا يُعتبر من الهجرمان".(27)

ولفظ هجرمان الذى ذكر هنا يشير الأوغوز، وهؤلاء الأوغوز كانوا جزءا من الأوغوز التسعة.

ياگما

قبيلة ياگما هم أصلا أحد القبائل التى تعهد بلفظ "تللار أوتولَس"، انتمى هؤلاء في البداية للقسم الغربي لقبيلة تللار. أصلهم يمتد إلى عصر الهون.(28)

لفظ "ياگما" اسم القبائل المتحدة، فضلا عن كونهم شكَّلوا خانية مستقلة، فقد قاموا بنشاط في نطاق خانية الهجر والهجرش. بعدما وحَّد خانية الأورخون الأويغورية الديار الغربية، انتمى معظم قبيلة ياگما لخانية الأويغور. كذلك انتقلوا بشكل تدريجي إلى منطقة كاشغر وخوتن. وقبيلة ياگما كانت موجودة أيضا في أرض خانية إديقوت. بعد خانية الأورخون الأويغورية أصبح ياگما أحد العناصر للقبائل الموجودة في خانيات الأويغور. زعيمهم سمي بلفظ "توتوق". ويحتمل أنهم استخدموا لفظ "بوغراخان" فيما بعد.

في الكتاب "مجموع التواريخ والقصص" الذى كُتب أوائل القرن الثانى عشر بالفارسية ذكر في هذا الصدد: " يسمى سلطان ياگما "بوغراخان"(29). وفى حدود العالم:" إذا ملك ياگما كان من أولاد الأوغوز التسعة يعنى من أولاد الأويغور".

خلاصة الكلام، أنه قد عاش في أوائل عصر السلالة القرخانية في منطقة بارجوق (مارالبشى الحالية) قبائل ياگما والقارلوق والأوغوز التسعة. وقد هجرت قبيلة ياگما بعض الوثائق المكتوبة أثناء معيشتهم في منطقة بارجوق. ويسمي فهماء عصرنا لغة هذه الوثائق بلغة ياگما أولغة بارجوق. ولكن قبيلة ياگما التى كانت في عصر السلالة القراخانية ليست قبيلة محورية، وليست كذلك قبيلة تخرج منهم الأسرة الحاكمة.

وبيان محمود الكاشغرى البسيط حول ياگماقد يكون دليلا واضحا: "ياگما اسم أحد القبائل الهجرية. وهؤلاء يسمون أيضا "قرة ياگما"..." لفظ ياگما اسم لقرية قريبة من الطراز. وهذه الحدثة اتىت من الحدثة السابقة".(30) محمود الكاشغرى الذى على فهم جيد لتاريخ السلالة القرخانية لم يذكر قبيلة ياگما كقبيلة أساسية أومحورية. اعتبر صاحب كتاب" حدود العالم" قبيلةَ ياگما أحد الفروع للأوغوز التسعة، ورُئى أيضا حتى خاقان ياگما من أسرة واحدة مع خاقان الأوغوز التسعة.

قد انضم ياگما إلى الأويغور في آخر السلالة القرخانية ببتر النظر عن علاقتهم مع الأوغوز التسعة(31)، واختفى اسمهم عن ساحة التاريخ لآسيا الوسطى تحت تأثير لفظ "الأويغور" الشهيرة. ولا توجد في المصادر القديمة معلومات حول انضمامهم إلى القازاق والقرغيز والأوزبك.

مصير الأويغور بعد انقراض السلالة القراخانية

تطوّرُ السلالة القراخانية قد عجَّل تطور المجتمع الإنسانية. وذلك أنه رسَّخ أولا محور القومية لشعب الأويغور الذى كان شعبا مهما في عصره، وشكَّل قبائل القارلوق وياغما وجيكل وغيرهم -الذين عاشوا في محيط الدولة القراخانية- شخصية القومية الأويغورية الموحدة في آخر الدولة القراخانية.

ويمكن الاستدلال على ذلك بعدد من البراهين والحجج، فمثلا: بعد عشر سنوات من انقراض الدولة القراخانية عندما سافر السائح الصيني جوجوجى إلى آسيا الوسطى في بداية القرن الثالث عشر رأى كثيرا من الأويغور في وادى إيلى، ويدى سو(*)، وشمال جبل تنرى، وجنوب الحوض الساخن وماوراء النهر (أطراف سمرقند)(32). وذكر نحوذلك السياح الصينيون لآسيا الوسطى الذين زاروا آسيا الوسطى مثل السائح سون جوندونغ وجاندى وغيرهم.

وفي العصر الذى حكم فيه القرخطاي في آسيا الوسطى تم استيعاب شعب القرخطاي بين الشعوب الهجرية. لذا سميت منطقة آسيا الوسطى كلها بـ "منطقة أويغورية" في الفترة التى حكم فيها القرخطاي (33).

خط صاحب "مذكرة ملحقة لأراضى في الشمال الغربي" التابع لعصر سلالة اليوان(1260-1368م) المغولية في الصين عن الأويغور وذكر أن:"منطقة الأويغور كانت تضم مدينة غزنة وكابول وبدخشان وتوس وترمذ وبخارى ونخشاب وسمرقند وخوجند ومرغلان وكاشغر وخوتن وأترار وأوزكند وكوجا وكاسان وطاشقند وإيلى وآلماليق وأورومجى وتوقسون وجانبالق (سانجى الحالية). واستخدم الشعوب الهجرية في آسيا الوسطى في عصر إديقوت والقراخانيين، وفى عهد القرخطاي والمغول أيضا اسم "الأويغور" بدل من اسم "الهجر" نظرا للظروف المناسبة لعصرهم (34). ولحقبة من الزمن ضعف لفظ "الهجر" تحت تأثير لفظ "الأويغور.

واختفى في هذه السنوات الحاسمة أسماء قبائل قارلوق وياغما وجيكل وأوغوز وتوخسى وجومول وجاروق وهجرش وسوغدى والقرخطاي عن مسرح تاريخ آسيا الوسطى، ولم يخلد إلا اسم "الأويغور". وكذلك قبائل القرغيز والتتار كانت تعيش في تلك هذه العهود في وادى المغول، فعددهم كان قليلا في منطقة خانات الأويغور في آسيا الوسطى، ونشاطاتهم كانت ضعيفة لدرجة أنها لم تكن تجذب انتباه الناس(35). ولم يكن قد سُجل بعدُ لقب القازاق والأوزبك في صفحة التاريخ. فقد "تشكلت قومية القازاق والأوزبك وظهرت للتاريخ في القرن الخامس عشر"، وأكد هذه النقطة بارتولد.(36) ولكن ثمة سؤال لما ذابت واستُوعب بعض القبائل الهجرية في آخر عهد الدولة القراخانية،يا ترى؟ ولماذا خط البقاء للأويغور،يا ترى؟ ولعل الإجابة تكمن في عدة أسباب:

  • أولا: تاريخ الأويغور طويل، فالأويغور أعرق شعب في التاريخ بين الشعوب الهجرية.
  • ثانيا: كان الأويغور أكثر عددا وأكثر شجاعة في خانية إديقوت والقراخانية قياسا للشعوب الهجرية الأخرى.

قد كُتب في كتاب "حدود العالم" عن الأوغوز التسعة(الأويغور):"بلدهم أكبر بلاد الهجر بين الشعوب الهجرية، والأوغوز التسعة قوم أكثر عددا من قديم الزمان..وسكانها أشداء أقوياء مقاتلون مدججون بالسلاح الكثير، وأهلها أغنى الأتراك" (37). وخط المسعودي في كتابه "مروج المضى" عن الأويغور فنطق:" الأوغوز التسعة قوم أشجع الشعوب الهجرية وأغناهم وأمهرهم في أمور السياسة"(38).

ونطق بارتولد عن الأويغور:" يعتبر الأوغوز التسعة من أقوى الشعوب الهجرية كلها في القرن العاشر"(39). ثالثا: كان الأويغور قبيلة تخرج منهم الأسرة الحاكمة في عهد القراخانيين. وتحدثنا عن هذا سابقا. وهنا نضيف نقطة أخرى وهي حتى الأويغور استخدموا في الدولة القراخانية لفترة من الزمن لقب "الهجر" بسبب الفرق في الاعتقاد بين أويغور إديقوت وأويغور القراخانيين. واستخدم محمود الكاشغرى أيضا هذا اللقب بمعنى أوسع ليضم الشعوب الهجرية، وبمعنى أضيق ليعبر عن قوم "الأويغور". وبالنظر إلى الوثيقة التى وُجدت حديثا في مدينة كاشغر فيما يتعلق بعهد الدولة القراخانية، نجد حتى قبائل الأويغور استخدموا لقب "الأويغور" أو"الأوغوز التسعة" قبل تأسيس الدولة القراخانية. وعاش ذلك الشعب وانتشر تحت لقب الأوغوز التسعة حتى مدينة خوتن (40)

المصادر

(1) – دولة "إديقوت" يسمى أيضا بـ "قوجو". فمعنى إديقوت هوسيد الدولة.

ودولة القراخانيين تذكر في المصادر العربية بـ" دولة آفراسياب، أوالإيلكخانية أوالقرخانية". وهي أول دولة اسلامية هجرية.
انظر "تاريخ الأويغور"- يانغ شيمن، ط:1998 بالأويغورية، ص:325 .
انظر" المغول في التاريخ- د. فؤاد الصياد، ط: بيروت 1980، ص: 21،22.
انظر " تاريخ المسلمين في شبه القارة الهندية- د. أحمد الساداتى، ط: القاهرة 1959، ص: 336- 337.

(2) – حدود العالم- لمؤلف مجهول، طبع 1983 بالصينية، ص: 65. وفى النسخة العربية انظر الى صفحة: 61-63. (3) – زين الأخبار- الكردزى. ص: 452. (4) – مروج المضى- المسعودى، ط: 1998 بالصينية، ص: 207. (5) – صورة الأرض- ابن حوقل، ط: دار مخطة الحياة- بيروت، ص: 24، 377

انظر "بحوث حول تاريخ خانية الأويغور الغربية"- للباحث اليابانى آبى آكو، ط: 1986 بالصينية، ص: 267-288

(6) - تاريخ المسلمين في شبه القارة الهندية- د. أحمد الساداتى، ط: القاهرة 1959، ص: 336

وانظر" تاريخ القوميات في سنكيانغ، ط: 1991 بالأويغورية. ص: 463، 473، 474.

(7) – انظر "بحوث حول تاريخ خانية الأويغور الغربية"- للباحث اليابانى آبى آكو، ط: 1986 بالصينية، ص: 237- 376. (8) – الأويغور في الشرق والغرب- غيرتجان عثمان، ط: 2002 بالأويغورية، ص: 250. (9) – تاريخ الموجز للأويغور- لجنة شؤون القومية للدولة، ط: 1989 بالصينية، ص: 15. (10) - تاريخ موجز لتاريخ الأدب الأويغورى- أكاديمية الفنون القازاقية، طبع آلما آتا 1983، ص: 29. (11) - ديوان لغة الهجر وبعض المسائل المتعلقة بها- ابراهيم مطيعي، مجلة القوميات لشمال الغرب، سنة 1996، العدد: 2. (12) - درس حول علاقة سلالة القاراخانيين مع حكماء خوتن- تانغ كيجن، مجموعة دونخوانغ 1984، العدد:1. (13) - الأويغور في الشرق والغرب، ص:251. (14) - الأويغور في الشرق والغرب، ص:252. (15) - بحوث تاريخي لخانية الأويغور الغربية- آبي تاكو، ط:1986 بالصينية. (16) - حول هجرة الأويغور للغرب- مورى ياسو، مجلة مجموعة التراجم حول القوميات، ط: 1980، العدد: 2. (*) – سميت القرخطاي في المصادر العربية باسم: القرخطاي أوالقرا الخطا أوالخطا.

انظر" المغول في التاريخ" – د. فؤاد الصياد، ص: 23.

(17) - مجلة فهمية لمعهد الثقافة (pedagogy) الكاشغرية، سنة 1997، العدد رقم: 2.

وانظر "السلاجقة في التاريخ والحضارة"- د.أحمد كمال الدين حلمى، ط:الكويت 1986، ص:111.

(18) - بيان موجز عن تاريخ القاراخانيين- جنغ شيمن، مجلة العلوم الإجتماعية بالصينية، 1984، العدد رقم: 2. (19) - الأويغور في الشرق والغرب، ص: 255. (20) - حدود العالم- لمؤلف مجهول، طبع 1983 بالصينية، ص: 65. وفى النسخة العربية انظر الى صفحة: 61-63. (21) - تاريخ القوميات والشعوب في سنكيانغ- أنور بايتور وخير النساء صديق، ط: 1990 بالأويغورية ، ص: 652. (22) - تاريخ حياة مجتمع سنكيانغ القديمة- شو، 1997 بالصينية، ص: 380. (23) - القارلوق وياغما ليس لهم ذكر في الواقع المعاصر. فهم اتحدوا وانصهروا مع الأويغور. فهم يعيشون منذ عهد الدولة القراخانية باسم الأويغور في مدينة كاشغر وآرتوش وغيرها.

انظر "تاريخ القوميات والشعوب في سنكيانغ" ، ص: 370.

(24) - وهم يسمون في التاريخ" أصحاب العربات الطويلة" أو"قانقى". انظر" تاريخ القوميات والشعوب في سنكيانغ، ص: 458. (25) - "قاموس القوميات في سنكيانغ" ص: 72. (26) - تاريخ الأويغور- لى كَن، ط: 1995 بالصينية، ص: 72. (27) - ديوان لغة الهجر- محمود الكاشغرى، 1981 بالأويغورية، المجلد الأول، ص: 618. (28) - "مصدر ياغما"، "الوثائق التاريخية لآسيا الوسطى"- شوزونجنغ، 1984 بالصينية، العدد: 4. (29) - انظر " الأويغور في الشرق والغرب" ، ص: 269.

حدود العالم- ط: القاهرة 1999، ص: 63 .

(30) - ديوان لغة الهجر، المجلد 3، ص: 44. (31) - تاريخ الأويغور- لى كَن، ص: 114. (*) – يدى سو: تضم شمال جبال تنرى تاغ، ، ونهر جوالغربية، والحوض الساخن الغربية، وحتى ساحل حوض بلخاش. يقع الآن في أراضى قزخستان. (32) – توضيح للمختارات حول مذكرات السفر للغرب في العصر القديم- يانغ جينشن، 1987. (33) – سلسلة تاريخ آسيا الوسطى- وانغ جزله ي، ص: 408. (34) - السلالة الملكية للقراخانيين وتطوراتهم- سوبيخه ي، 1983. (35) -ويستدل على هذا كلام المستشرق بارتولد الذى نطق: ظهر القرغيز في منطقة يدى سو(قرغزستان الحالية) في القرن السادس عشر (36) – تاريخ موجز سنكيانغ- أكاديمية العلوم الاجتماعية الأويغورية، ط: 1984، ص: 315، 316.

وتاريخ القوميات في سنكيانغ- أنور بايتور وخير النساء صديق، ص: 1080، 1105.

(37) – حدود العالم- مؤلف فارسى مجهول، ط:1999 بالعربية- القاهرة، ص: 61، 62 (38) - نقللا من كتاب : الأويغور بين الشرق والغرب، ص: 275. (39) – منطق حول تاريخ يدى سو- القراخانيين- بارتولد. ط: 1984 بالأويغورية. ص: (40) – وثيقة عربية للعهد القراخانية- مجلة البحوث التاريخية-بكين، 1955 بالصينة، العدد: 2. ص:99.

انظر أيضاً

  • خانية
  • Göktürks
  • Uyghur Khaganate
  • Uyghur people
  • Karluks
  • Chigils
  • Yaghmas
  • قائمة الأسرات الحاكمة المسلمة

المصادر

  1. ^ Encyclopædia Britannica
  2. ^ د. عبد الرحمن جمال الكاشغري. حضارة الأويغور في عهد الدولة القراخانية والإديقوتية.

وصلات خارجية

  • Crusades
  • http://www.ttk.gov.tr/yayinlar/karahan.htm
  • http://www.enfal.de/starih6.htm
  • http://www.ozturkler.com/data_english/0002/0002_10_05.htm
  • http://www.ozturkler.com/data_english/0001/0001_09_03.htm
تاريخ النشر: 2020-06-04 18:18:18
التصنيفات: Pages using infobox country with unknown parameters, Former country articles categorised by government type, Articles containing non-English-language text, انحلالات 1212, دول وأراضي تأسست في 840, شعوب توركية, دول توركية تاريخية, تاريخ الشعوب التوركية, أسر حاكمة توركية, تاريخ آسيا الوسطى, Islamic history, بلدان سابقة في التاريخ الصيني, ممالك سابقة في آسيا, ولايات سابقة في العالم الإسلامي, أسر حاكمة مسلمة, خانيات, تركستان

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

يوسف القعيد يكشف رد فعل نجيب محفوظ لحظة فوزه بجائزة نوبل - فن

المصدر: الوطن - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-09-02 21:20:22
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 67%

طقس الأحد.. انخفاض طفيف في درجات الحرارة والعظمى بالقاهرة 33 درجة

المصدر: صوت الأمة - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-09-02 21:20:36
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 57%

دراسة: كل ثلاثة أيام تُقتل في فرنسا امرأة

المصدر: تيل كيل عربي - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-09-02 21:10:28
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 68%

أحمد مدياني يكتب: "المخطط الأخضر" سراب يخاف أخنوش تبدده

المصدر: تيل كيل عربي - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-09-02 21:10:25
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 69%

تكريم المتفوقين علميا بمراكز إدارة شباب بنها

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-09-02 21:21:09
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 63%

السوبر ليغ الافريقي.. الوداد يتعرف على خصمه وهذا ما أسفرت عنه القرعة

المصدر: تيل كيل عربي - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-09-02 21:10:26
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 51%

جلسة حول التحكم في الماء بجامع عقبة بن نافع بالقيروان

المصدر: جريدة المغرب - تونس التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-09-02 21:11:29
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 64%

أول تعليق لتشافي بعد رحيل الزلزولي عن برشلونة

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-09-02 21:09:41
مستوى الصحة: 71% الأهمية: 79%

نقص الاستعداد وراء اتساع حرائق اليونان الخارجة عن السيطرة وفق خبراء

المصدر: جريدة المغرب - تونس التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-09-02 21:11:36
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 68%

الكاف يحدد موعد مباراة باهير دار الأثيوبي والنادي الافريقي

المصدر: جريدة المغرب - تونس التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-09-02 21:11:27
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 54%

محافظة القاهرة: انطلاق خطة تطوير ميدان رمسيس قريبا - المحافظات

المصدر: الوطن - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-09-02 21:20:21
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 68%

بطولة أمريكا المفتوحة سابالينكا تتأهّل إلى الدور ثمن النهائي

المصدر: جريدة المغرب - تونس التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-09-02 21:11:31
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 52%

مدن تسجل أقل درجة حرارة اليوم.. العظمى وصلت لـ31 - أي خدمة

المصدر: الوطن - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-09-02 21:20:23
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 63%

تحميل تطبيق المنصة العربية