عبد الكريم قاسم

عودة للموسوعة

عبد الكريم قاسم

عبد الكريم قاسم
رئيس وزراء الجمهورية العراقية
في المنصب
14 يوليو1958 –ثمانية فبراير 1963
الرئيس المجلس السيادي
سبقه أحمد مختار بابان (مملكة العراق)
خلفه أحمد حسب البكر
تفاصيل شخصية
وُلِد 21 نوفمبر 1914
بغداد، الدولة العثمانية
توفي 9 فبراير 1963
بغداد، العراق
القومية عراقي
الحزب مستقل، بدعم من الحزب الوطني الديمقراطي والحزب الشيوعي العراقي
الدين مسلم سني

عبد الكريم قاسم (و. 21 نوفمبر 1914 - ت.تسعة فبراير 1963)، هوقومي وعميد في الجيش العراقي تولى السلطة في انقلاب 1958، الذي أطاح بالملكية في العراق. حكم البلاد كرئيس للوزراء حتى سقوطه ووفاته أثناء ثورة رمضان 1963.

كان عضوا في تنظيم الضباط الوطنيين "أوالأحرار" وقد رشح عام 1957 رئيسا للجنة العليا للتنظيم الذي أسسه العقيد حملت الحاج سري الملقب بالدين عام 1949.

ساهم مع قادة التنظيم بالتخطيط لحركة أوثورة 14 يوليو 1958 التي قام بتطبيقها زميله في التنظيم عبد السلام محمد عارف والتي أنهت الحكم الملكي وأعربت قيام الجمهورية العراقية. هوعسكري عراقي عهد بوطنيته وحبه للطبقات الفقيرة التي كان ينتمي لها. ومن أكثر الشخصيات التي حكمت العراق إثارةً للجدل حيث عهد بعدم إفساحه المجال للآخرين بالإسهام معه بالحكم واتهم من قبل خصومه السياسيين بالتفرد بالحكم حيث كان يسميه المقربون منه وفي وسائل إعلامه "الزعيم الأوحد".

حكم العراق أربعة سنوات و6 أشهر و15 يوماً، تم إعدامه دون تحقيق ومن خلال محكمة صورية عاجلة في دار الإذاعة في بغداد يومتسعة فبراير 1963.

حياته المبكرة وعمله

قاسم عام 1937.

وُلد قاسم بمحلة المهدية في منطقة الرصافة في مدينة بغداد بالدار المرقمة 12-159 وذلك في 21 نوفمبر 1914 . كان والده جاسم محمد البكر من عشيرة الزبيد وكان يمتهن النجارة اما والدته فكانت تدعى كيفية من عشيرة تميم . وعبد الكريم هوالإبن الرابع من بين أخوته وله اخوان هما حامد والذي كان يعمل في تجارة الحبوب وعبداللطيف والذي كان نائب ضابط في الجيش العراقي إلى قيام إنقلاب 14 تموز 1958 والذي اطاح بالنظام الملكي في العراق.

وله اختان هما أمينة زوجة ياسين محمد صالح القيسي والذي شغل وظيفة رئيس كتاب محكمة الكاظمية والثانية نجية زوجة إبن عمته اللواء عبد الجبار جواد . في سنة 1919 أدخل عبدالكريم إلى الكتاتيب وهناك تفهم الحروف الأبجدية وقام بحفظ قصار سور القرآن . وفي سنة 1921 انتقلت عائلة عبدالكريم إلى بلدة الصويرة وهناك ولج قاسم مدرسة الصويرة الإبتدائية وإستمر في الدراسة حتى الصف الرابع حين غنقلت عائلته مجددا إلى بغداد وكان ذلك في عام 1926 . وواصل قاسم الدراسة في بغداد بمدرسة الرصافة الإبتدائية والتي تخرج منها في سنة 1927 م. تخرج قاسم من الثانوية (الفرع الأدبي) في سنة 1931 وفي يوم 22 تشرين الأول - أكتوبر من نفس العام عين قاسم مفهما في مدرسة الشامية الإبتدائية للبنين الواقعة في مدينة الشامية التابعة للواء الديوانية في جنوب العراق . وقضى قاسم في السلك التعليمي في الشامية سنة واحدة وفي منتصف سنة 1932 أعربت وزارة الدفاع العراقية عن حاجتها لضباط جدد وفتح القبول بالكلية العسكرية فأستشار قاسم بخصوص هذا الأمر صديقه السيد مصطفى علي (اصبح بعد إنقلاب 14 تموز 1958 وزيرا للعدل) حول الإلتحاق بالكلية العسكرية فأثناه عن عزمه ونصحه بأن مهنة التدريس لأنها أفضل من مهنجة الجيش غير إذا قاسم ولج إلى الكلية العسكرية وذلك بعد نصيحة إبن عمته عبدالجبار جواد . وفي يوم 15 أيلول - سبتمبر من سنة 1932 التحق قاسم بالكلية العسكرية وتخرج من الكلية في 15 أبريل 1934 .

بدأ حياته العسكرية برتبة ملازم ثاني في كتيبة للمشاة وتم تعيينه لاحقا كمدرس في الكلية العسكرية وفي عام 1941 تخرج من كلية الأركان العسكرية وفي عام 1955 وصل قاسم إلى رتبة مقدم ركن وبعد حتى أصبح عقيدا تم نقله آمراًً للواء المشاة 20.


ثورة تموز 1958

Qasim (back row, centre) and other leaders of the revolution, including Abdul Salam Arif (back row, second from left) and Muhammad Najib ar-Ruba'i (back row, fifth from left). Also included is Ba'athist ideologue Michel Aflaq (front row, first from right).

في مايو 1935 اشهجر قاسم مع الجيش العراقي في قمع التمرد الذي وقع في منطقة الفرات الأوسط ، في سنة 1940 حصل قاسم على قدم مدة سنتين لتخرجه من كلية الأركان بدرجة (أ) أي بدرجة ممتاز ،. وفي عام 1941 تخرج من كلية الأركان العسكرية.وخلال الفترة الممتدة ما بين ما بين ثلاثة سبتمبر إلى 20 أكتوبر 1945 ساهم قاسم في حرب البارزاني في كردستان العراق ، واشهجر قاسم كذلك في حرب فلسطين ما بينخمسة مايو1948 إلى 11 يونيو1949 ،. وبعد عودة الجيش العراقي من حرب فلسطين إلى العراق قمت رئاسة الأركان العراقية بترشيح قاسم بدورة عسكرية في المملكة المتحدة حيث التحق قاسم بالدورة التي امتدت ما بين (أكتوبر إلى ديسمبر 1950) ،. وفي شهر أبريل من سنة 1955 أوفد عبد الكريم قاسم إلى هجريا ضمن البعثة العسكرية ألتي حضرت مناورات الجيش الهجري وقد أحب قاسم بإنجازات أتاتورك خلال مدة إقامته بهجريا ، وصل قاسم إلى رتبة زعيم(عميد) ركن في يوم ثلاثة مايومن عام 1955 ، وبعد حتى أصبح عقيدًا تم نقله آمرًا للواء المشاة 20. وصف قاسم سياسته الخارجية بمصطلح "الحيادية الإيجابية" ولكن مع تطور الأحداث السياسية إبان السنة الأولى من حكمه ظهرت بوادر تقارب بينه وبين الحزب الشيوعي العراقي والكتلة اليسارية. تغير الحال مع إطلالة عام 1959 حيث ظهرت للعيان بوادر محاولاته لكبح جماح بعض التيارات الشيوعية بسبب تسلطها على مراكز القرار وضغوطها على قاسم من أجل تبني إجراءات أكثر ماركسيةً. إتخذ قاسم إجراءات للحد من سلطة بعض التيارات الشيوعية في المناصب الحكومية وقوات الشرطة وسحب السلاح من ميليشيا الحزب الذي كان يعهد بالمقاومة الشعبية.

من جهة أخرى، لعبت الإتهامات التي قابلها قاسم من الأوساط المحلية والعربية والدولية بالارتماء في أحضان الماركسيين في زمان ومكان محافظ يحترم التنطقيد الدينية والعشائرية التي لم يكن يأبه بها الشيوعيون دوراً في تحوله ضد الشيوعيين.

عند تشكيل نخبة من الضباط المستنيرين لتنظيم الضباط الوطنيين (الذي أسماه الإعلاميون لاحقًا بتنظيم "الضباط الأحرار" أسوةً بتنظيم الضباط الأحرار في مصر)،انضم الزعيم عبد الكريم قاسم إلى حركة الضباط الأحرار بعد حرب فلسطين 1948 وبعد العودة من الحرب قام بتكوين خلية للضباط الأحرار المعروفة باسم تنظيم المنصورية وفي عام 1952 تم توحيد خلية عبد الكريم قاسم والخلية الأخرى التي كانت بقيادة العقيد محي الدين عبد الحميد وناجي طالب ومن ثم تم اجراء انتخابات وبسبب قدم رتبة عبد الكريم قاسم أصبح قائد للتنظيم الضباط الأحرار وفي عام 1955 قام عبد الكريم قاسم باحضار العقيد عبد السلام عارف لاحد اجتماعات تنظيم الضباط الأحرار بدون سابق إنذار مما قد فوجئ التنظيم به وقد رفض التنظيم انضمام عبد السلام عارف وذلك لكونه ثرثار ومتسرع وغير متزن. تردد التنظيم في ضمهما في باديء الأمر لأسباب تتعلق بوصفه "بالمزاجية والتطلعات الفردية". وبسبب تأجيل تنظيم الضباط الوطنيين بالقيام بالحركة لأكثر من مرة إتفق عبد السلام عارف مع عبد الكريم قاسم وبالتنسيق مع بعض الضباط من أعضاء التنظيم وهم الفريق نجيب الربيعي والعميد ناظم الطبقجلي والعقيد حملت الحاج سري والعميد عبد الرحمن عارف والعقيد عبد الوهاب الشواف على الشروع بالتحرك للإطاحة بالحكم الملكي دون الرجوع للتنظيم، مستغلين فرصة قيام الإتحاد الهاشمي وتحرك البترات العراقية لإسناد الأردن ضد تهديدات إسرائيلية لقيام الإتحاد.

نجح التنظيم في الاستيلاء على السلطة، وتولى العميد عبد الكريم قاسم منصب رئيس الوزراء ووزير الدفاع والقائد العام للقوات المسلحة بينما استلم الفريق نجيب الربيعي منصب رئيس مجلس السيادة ريثما يتم انتخاب رئيس للجمهورية. أما العقيد الركن عبد السلام عارف فتولى منصبي نائب رئيس الوزراء ووزير الداخلية. ووزعت باقي الوزارات على أعضاء التنظيم حسب إسهامهم بالثورة.

رئاسة الوزراء

قاسم مع الرئيس المستقبلي الكردي مسعود بارزاني.
فهم العراق من 1959 حتى 1963، الذي ارتبطت رزميته بحكم قاسم.
شعار الدولة أثناء حكم قاسم تجنب بعناية الرمزية العربية.

تولى العميد عبدالكريم قاسم بعد نجاح الثورة منصب رئيس الوزراء ووزير الدفاع والقائد العام للقوات المسلحة والفريق نجيب الربيعي منصب رئيس مجلس السيادة ريثما يتم انتخاب رئيسا للجمهورية. أما العقيد الركن عبد السلام عارف فتولى منصبي نائب رئيس الوزراء ووزير الداخلية. ووزعت باقي الوزارات على أعضاء التنظيم حسب إسهامهم بالثورة.

حدثت إبان حكم قاسم مجموعة من الإضطرابات الداخلية جعلت فترة حكمه غير مستقرة على الصعيد الداخلي أما على الصعيد الإقليمي فقد أثار موقف عبدالكريم قاسم الرافض لكل أشكال الوحدة مع الأقطار العربية ومنها رفضه الإنضمام إلى الإتحاد العربي الذي كان يعهد بالجمهورية العربية المتحدة التي كانت في وقتها مطلبا جماهيريا، ولد خيبة أمل لجماهير واسعة من العراقيين ولمراكز القوى والشخصيات السياسية العراقية والعربية ومنها الرئيس المصري جمال عبد الناصر الذي أشيع أنه في سبتمبر 1959 ساند ومول المعارضين لقاسم والذي أدى إلى محاولة انقلاب عسكري على حكم قاسم في الموصل.

وفي اللقاء كانت تصريحات عبدالكريم قاسم لها آثار متناقضة والخاصة بأنه كان وراء انفصال مشروع الوحدة بين مصر وسوريه من خلال تمويله ودعمه للعميد السوري عبدالكريم النخلاوي والعقيد موفق عصاصة الذين قادا الإنقلاب في الشطر السوري من الوحدة، كما كانت لمطالب قاسم بضم الكويت تداعيات تسببت برد عمل عبدالكريم قاسم وغضبه انتهت بانسحابه من عضوية العراق في الجامعة العربية في وقت كانت للجامعة العربية هيبتها وأهميتها في تلبية مطالب الدول العربية. كما حدثت إبان حكم قاسم أيضا حركات تمرد أوإنتفاضة من قبل الأكراد في سبتمبر 1961 مما أدى إلى إضعاف أكثر للهيمنة المركزية لقاسم على حكم العراق وكانت آخر الحركات المعارضة ضد حكمه حركة أوانقلاب أوثورةثمانية شباط 1963 التي قام بها مجموعة من الضباط العسكريين العراقين الذين كان معظمهم ينتمي إلى حزب البعث.


الصراع على السلطة

صورة نادرة لقاسم وهويزور المرجع الشيعي محسن الحكيم في المستشفى ويظهر في الصورة محمد باقر الحكيم
قاسم مع مصطفى بارزاني

الثورات الكردية

قاسم مع مصطفى بارزاني.


انتفاضة الموصل والاضطرابات اللاحقة

عرض عسكري في بغداد، يوليو1959


السياسة الخارجية

اتسمت علاقات العراق الخارجية في عهد رئيس الوزراء عبدالكريم قاسم بالعزله عن المحيط العربي والابتعاد عن العالم الغربي والتقارب من المعسكر الشرقي الاشتراكي بسبب التأثير الشيوعي على مركز القرار في بداية حكومة قاسم حيث سقط اتفاق دفاع مشهجر استراتيجي مع الاتحاد السوفيتي والمعسكر الشرقي ولم تتميز علاقاته مع الرؤساء العرب سوى بالتخبط والخلاف الذي وصل أحيانا إلى حد التجريح وأخطر خلافاته كانت مع الرئيس المصري جمال عبد الناصر والرئيس السوري ناظم القدسي وعاهل الأردن الحسين بن طلال وفيصل بن عبد العزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية وأمير الكويت الشيخ عبد الله السالم الصباح. إلا أنه في اللقاء احتفظ ببعض العلاقات مع المغرب وثورة الجزائر.

وكان أخطر قرار اتخذه عبدالكريم قاسم على صعيد السياسة العربية هوإلغاء عضوية العراق من الجامعة العربية وفسر بعدم إيمانه بأي تقارب أوتضامن أومشروع وحدوي عربي، ذلك القرار الذي وضع العراق في عزلة مطبقة إلا مع إيران ومنظومة الدول الشيوعية بزعامة الاتحاد السوفيتي.

أما علاقته مع بريطانيا فكانت ظاهريا وإعلاميا متوترة إلا حتى دار الوثائق البريطانية أماطت اللثام عن الكثير من الوثائق التي تشير إلى وجود تنسيق من نوع ما للحفاظ على المصالح البريطانية في العراق والمنطقة منها عدم تأميم حقول النفط في فترة تعالت الأصوات الداعية للتاميم بعد تأميم مصدق في إيران للنفط وتأميم قناة السويس في مصر. كانت لقاسم مطالب عديدة من ضمنها ضم الكويت للعراق سنة 1961 مدعيا بأنها امتداد طبيعي لأرض الرافدين وإحدى الإمارات التابعة إداريا لولاية البصرة منذ العهد العثماني.


إعدامه

عبد الكريم قاسم على الأرض مقتولاً بالرصاص في مبنى الاذاعة

انقلاب عسكري في العراق يطيح بعبد الكريم قاسم ويؤدي إلى تولي عبد السلام عارف رئاسة الجمهورية. قبيل ذلك، تباهى اللواء الركن عبد الكريم قاسم بأنه نجا من ثماني عشرة مؤامرة ومحاولة انقلابية. وعندما استوعب هذه المرة أنه لن يستطيع مقاومة المتمردين سلم نفسه أملاً في الحفاظ على حياته. إلا أنهم حاكموه على عجل ثم أعدموه رمياً بالرصاص. كان من بين المدبرين للإنقلاب عبد السلام عارف وأحمد حسن البكر.

أعدم عبد الكريم قاسم اثر انقلابثمانية فبراير عام 1963 وكان حين نفذ فيه حكم الاعدام رمياً بالرصاص في مبنى إذاعة دجلة في العاصمة بغداد.

عهده

اتخذ العميد عبد الكريم قاسم بوصفه رئيساً للوزراء عددا من القرارات المهمة التي تعد من الإنجازات التي حققها منها:

  • شروعه ببناء المساكن للطبقات الفلاحية الفقيرة التي هاجرت إلى بغداد ومن بينها قرية (الثورة) شرق بغداد والتي سميت لاحقاً (مدينة صدام ثم مدينة الصدر).
  • تبنى قاسم مشروع زراعي إصلاحي يقوم على تأميم الأراضي الزراعية وتوزيعها على الفلاحين.
  • دعى الشعب للتوجه نحوالفهم والتفهم. ودعى إلى تحرير المرأه وسن قوانين لضمان حقوقها ومشاركتها الرجل في حياته العمليه في كافة المجالات.
  • في المجال النفطي أصدر القانون رقم 80 الذي حدد بموجبه الإستكشافات المستقبلية لاستثمارات شركة نفط العراق البريطانية لحقول النفط.
  • في عهده حدثت طفره بالمستوى الصحي والتعليمي فشهد عهده تشييد الكثير من المستشفيات في أراتى محافظات العراق علاوةً على تأسيس مجموعة مستشفيات الجمهورية في جميع المحافظات وببغداد التي كانت أكبر مجمع طبي في العراق في حينها كما شهد عهده تشييد عدداً كبيراً من المدارس وفي جميع أنحاء البلاد.قاسم الرشيد غليص سليل الاناي أبومنخار
  • عقد الإتفاقية الأولية لبناء ملعب الشعب الدولي في عهده نتيجة إتفاق بين الحكومة العراقية وشركة كولبنكيان البرتغالية، التي صاحبها ومؤسسها كالوست سركيس كولبنكيان التي مقرها في لشبونة عاصمة البرتغال ويعد الملعب الرئيسي في العراق ويتسع إلى 50 ألف متفرج. ومن الجدير بالذكر حتى بناء الملعب وافتتاحه تم في عهد عبد السلام عارف.


قاسم وعبد السلام عارف

تمتد علاقة الصداقة والود بين العميد عبدالكريم قاسم والعقيد الركن عبد السلام عارف إلى عام 1938 حيث التقى عبدالسلام عارف بعبدالكريم قاسم في الكلية العسكرية. وبعد حتى تخرج عبدالسلام من الكلية العسكرية التقى بعبدالكريم قاسم في البصرة في إحدى البترات العسكرية بعد نقل عارف بسبب اشتراكه بثورة رشيد عالي الكيلاني باشا عام 1941، وأثناء اللقاءات التي كانت تجمعهما كانا يتداولان موضوعات الساعة يومذاك من سوء الأوضاع التي يعيشها المواطن العراقي من جراء سياسة نوري السعيد باشا رئيس الوزراء والأمير عبد الاله الوصي على العرش، وخضوعهما للسياسة البريطانية في العراق كما التقيا مرة أخرى في كركوك في عام 1947 وجمعتهما مرة أخرى الحياة العسكرية فالتقيا في الحرب الفلسطينية 1948 حيث أوفد قاسم إلى مدينة كفر قاسم وأوفد عارف إلى مدينة جنين وهما قريبتان الواحدة عن الاخرى فكانت تتم بينهما اللقاءات المستمرة واستمرت علاقتهما حتى عام 1951 حيث فارق عبدالسلام عارف رفيق سلاحه لمدة خمس سنوات حيث التحق في ذلك العام بالدورة التدريبية الخاصة بالبترات العسكرية البريطانية ثم مالبث وأن أصبح مفهما للطلبة - الضباط العراقيين المبتعثين للدورات التدريبية والتي كانت تقام في مدينة دوسلدورف الألمانية الغربية واستمر في الخدمة هناك حتى عام 1956.

بعد عودة عارف للعراق نقل إلى اللواء 20عام 1956 حيث انتمى إلى تنظيم الضباط الوطنيين وبعد عام على انتمائه التقيا ثانيةً عام 1957 حين فاتح العقيد عبد السلام عارف قيادة التنظيم لضم زميله العميد عبدالكريم قاسم للتنظيم الذي تردد بضمه باديء الأمر لأسباب عزوها نزعته الفردية ومزاجيته وبعد انضمام قاسم وبعد تغيب الفريق نجيب الربيعي عن اجتماعات التنظيم لأسباب تتعلق بالتحاقة لوحداته في أماكن مختلفة تم تعيينه سفيرا للعراق في السعودية، تم اختيار الضابط الأعلى رتبةً حسب السياقات العسكرية العميد ناجي طالب للرئاسة المؤقتة للتنظيم لحين عودة الفريق نجيب الربيعي إلا حتى تدخل العضوالفاعل في التنظيم العقيد عبدالسلام عارف حال دون ذلك حيث ولج في تفسير وشرح لمبررات طلب ترشيح زميله العميد عبدالكريم قاسم مبرراً إمكانيتهما بالعمل المشهجر للقيام بالثورة كونهما يعملان في مسقط عسكري استراتيجي قرب بغداد ومع وجود كتائب مدفعية ودروع ومشاة وأسلحة وصنوف ساندة أخرى وختم قوله مبتسماً لا زعيم الا كريم ، الامر الذي أحرج المجتمعين مما أدى إلى موافقتهم على مقترحه.

عبدالكريم قاسم (على اليمين) وعبد السلام عارف (على اليسار)

أتاح ترأس عبدالكريم قاسم للجنة العليا للتنظيم لعبدالسلام عارف الفرصة للعمل المشهجر مع قاسم لتحقيق آمالهما في إحداث تغيير في البلد. وبعد ورود بعض المعلومات للقصر الملكي ودار السراي للحكومة العراقية بأن تنظيما سريا قد تشكل هدفه إحداث تغيير في البلد سارعت الحكومة بإصدار تعليماتها لقيادة الجيش بإحداث حركة تنقلات ضم بها العميد عبدالكريم قاسم والعقيد عبد السلام عارف الذين نقلا إلى المنصورية في محافظة ديالى حيث تم تنصيب قاسم آمرا للواء 19وعارف آمرا للواء 20 الذي أصبح مع مجموعة البترات الذاهبة إلى الأردن تحت إمرة اللواء أحمـد حقي.

وفي حركة سياسية لافتة للإنتباه لامتصاص نقمة الضباط على الحكم وإحداث تفرقة في صفوف الضباط المشتبه بانضمامهم للتنظيم قام الوصي على العرش الأمير عبد الاله مع الملك فيصل الثاني وبرفقتهما الفريق نوري السعيد باشا رئيس الوزراء بعدد من الزيارات للمواقع العسكرية المهمة الأولى بضمنها معسكر المنصورية، وفي الزيارة عرض نوري باشا على عبدالكريم قاسم منصب نائب القائد العام للجيش الذي اعتذر عنه وعرض على نجيب الربيعي منصب سفير العراق في السعودية فقبله، وفي الزيارة التالية عرض نوري السعيد على عبد السلام عارف منصب وزير الدفاع والذي كان مرشحا قريبا لرتبة عميد ركن الذي اعتذر عنه هوالآخر حيث كان عارف معروف لديهم من خلال عضويته في القيادة العامة للقوات المسلحة وعمله ملحقا عسكريا وضابط ارتباط في ألمانيا. فما كان من ديوان سراي الحكومة إلا حتى يعالج الأمر بنقل عبدالسلام عارف مع عدد من الضباط المشتبه بإنتمائهم للتنظيم إلى الأردن وهم من المعروف عنهم استيائهم المعلن أومشاركتهم بثورة رشيد عالي الكيلاني باشا عام 1941،

حيث استغلت الحكومة قيام الإتحاد الفيدرالي الهاشمي بين المملكتين العراقية والأردنية عام 1958 وتوتر الحدود الأردنية الإسرائيلية بسبب قيام الإتحاد من جهة وبسبب قيام الجمهورية العربية المتحدة في نفس العام من الجهة الأخرى.

في مطلع يوليوعام 1958 وعند إصدار الأوامر بتحرك البترات للمفرق بالأردن مروراً ببغداد نادى ذلك جميع من قاسم وعارف لعقد اجتماع عاجل للتنظيم حيث ابلغا التنظيم الذي تلكأ كثيرا بالقيام بالثورة بأنهما سيقودا عدداً من ضباط التنظيم لاستغلال هذه الفرصة للإطاحة بالنظام الملكي. ثم اتفق عارف مع قاسم بإعطاء التنظيم فرصة أخيرة للتحرك من خلال ضم الفرق الأربعة العسكرية الموزعة في المحافظات العراقية الأخرى لمساندة تحرك بترات المنصورية فمضى عارف لوحده قائلا "أنا والزعيم نخبركم لآخر مرة بأنه في حالة عدم الإشتراك معنا سنقول لكم هذا حدنه وياكم "

ثم وضعا خطط التحضير والقيام بثورة ثوره يوليو1958 حيث كان توجس العميد عبدالكريم قاسم من تصرفات الحكومة وأي عملية ثورة مضادة فاتفق مع العقيد عبد السلام عارف بإنشاء غرفة عمليات سرية يديرها قاسم من مقرة في معسكر المنصورية من خلالها يتمكن توجيه العمليات والحفاظ على ظهر الثورة وأوكلت لبقية الضباط تطبيق العمليات داخل وخارج بغداد فأوكلت إلى عبدالسلام عارف تطبيق ثلاثة عمليات وهي السيطرة على مقر قيادة الجيش والسيطرة على مركز اتصالات الهاتف المركزي والسيطرة على دار الإذاعة حيث أذاع عارف بنفسه البيان الأول للثورة صبيحة 14 يوليو1958 وبهذا تكون الثورة قد نجحت بالإطاحة بالحكم الملكي.


مع وجود علاقات الصداقة المتينة بين قاسم وعارف إلا انهما كانا مختلفين في بعض التوجهات الفكرية فيعتقد بعض المؤرخون أنه وبعد نجاح الثورة حاول عارف إبراز نفسه كمفجر حقيقي للثورة من خلال دوره فيها حيث كان يدلي بخطابات عفوية وارتجالية والتي رأى فيها بعض المؤرخون وكذلك خصوم عارف بأنها كانت خطابات لامسؤولة. أما قاسم فكان يبرز نفسه على أساس أنه القائد والأب الروحي للثورة والمخطط لها، نحى قاسم نحوالفردية فنادى نفسه بالزعيم الأوحد وجمع السلطات بيده وعطل صلاحيات مجلس السيادة وعلق انتخاب منصب رئيس الجمهورية وألغى تشكيل المجلس الوطني لقيادة الثورة، ثم بدأت هواجسه بالحذر من منافسيه حتى رفاقه في السلاح وأعضاء تنظيم الضباط الوطنيين.

كان هوى عارف مع التيار العروبي المتدين في حين كان هوى قاسم مع التجربة الاشتراكية فتقرب للتيارات الشيوعية مما أبعده عن التوجهات الدينية والتيارات العربية والقومية التي كانت متعاظمة في الشارع وقت ذاك، وعمق ذلك سياسات جميع من الطرفين غير المتحفظة تجاه الطرف الآخر وأدى ذلك إلى تسابق الطرفين على زعامة الثورة بينهما مما منح المبررات للعميد عبدالكريم قاسم لإزاحة العقيد عبدالسلام عارف الذي كانت سلطاته ضعيفة أمام سلطات رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة ووزير الدفاع الأمر الذي سهل مهمة الإطاحة به.

وبسبب بعض الأحداث المؤسفة حيث قامت المليشيات الشيوعية (المقاومة الشعبية) ومساهمة بعض مؤيدي العميد عبدالكريم قاسم من العامة بموجة انتقام عارمة من أهالي الموصل وكركوك بسبب حركة العقيد الشواف الإنقلابية في الموصل وكذلك بسبب سلوكيات محكمة الثورة التي استهانت بالمتهمين حيث تم استغلال الحركة كذريعة لمحاكمة وتصفية خصوم قاسم من الأحرار والوطنيين مثل رشيد عالي الكيلاني باشا والعميد ناظم الطبقجلي وغيرهم ومن جهة أخرى تعمق الخلاف بين قاسم وعارف أدى هذا الخلاف الحاد إلى الاطاحة بزميله عبد السلام عارف كما أطاح بعدد من الزعامات العسكرية والسياسية وزج أسمائهم مع الإنقلابيين والمنتفضين ضده تحت ذرائع شتى التي لم تثبتها محكمة الثورة التي رئسها ابن خالته المقدم فاضل عباس المهداوي ذوالميول الماركسية. وأعفي عبدالسلام عارف من مناصبه عام 1959،

وأبعد بتعينه سفيراً للعراق في ألمانيا الغربية، وبعد عودته للعراق على إثر اجازته المفاجئة بسبب سقم والده لفقت لعارف تهمة محاولة قلب نظام الحكم، فحكم عليه بالإعدام ثم خفف إلى السجن المؤبد ثم بالإقامه الجبرية لعدم كفاية الأدلة مما أدى إلى فوز رئيس الوزراء عبدالكريم قاسم في الجولة الأولى ضد خصمه العنيد بإبعاده عن مسرح السياسة قابعاً تارةً في السجن ينتظر يوم اعدامه، ورازحاً تحت الإقامة الجبرية في منزله تارةً أخرى.

على الرغم من هذه الخلافات الفكرية والسياسية إلا حتى جذور العلاقة الطويلة الاجتماعية والمهنية بدت وكأنما أزيل عنها الغبار، ففي الوقت الذي يظهر فيه عبدالكريم قاسم لم يكن جاداً باتخاذ المستوى الأخيرة بإعدام عارف وكأن العملية برمتها لعبة إقصاء وردع بين متنافسين، اتخذ عبدالسلام عارف موقف مشابه حين أوفد قادة حركة أوانقلاب أوثورةثمانية شباط 1963 عبدالكريم قاسم للمحاكمة في دار الاذاعة، حيث عثر نفسه مرة ثانية وجها لوجه مع صديقه اللدود فانبرى عارف منعملاً للدفاع عنه أمام معتقليه أعضاء تيار علي صالح السعدي من حزب البعث متوسطا عدم إعدامه والإكتفاء بنفيه إلى هجريا حسب طلب قاسم أوالإكتفاء بسجنه. حيث ان عبد السلام عارف حاول اغتال عبد الكريم قاسم في احدى المرات وتدخل احد الواقفين وكان كردي القومية وطرح عبد السلام عارف على الارض واخذ منه المسدس وبعد ذالك نطق عبد السلام انه حاول الاتنحار وبعد الانقلاب الذي قام بة عبد السلام وكتابة الاخير الى مذكراته ذكر انه حاول اغتال عبدالكيم قاسم.

نقد

يتهمه خصومه السياسيين بأنه أبعد العراق عن محيطه العربي من خلال بتر علاقاته الدبلوماسية مع أكثر من دولة عربية وانتهى به المطاف لسحب عضوية العراق من الجامعة العربية، وكذلك يتهمه خصومه بأنه ابتعد عن الإنتماء الإسلامي للعراق الاسلامي بالتقرب من الشيوعيين وارتكب المجازر في الموصل وكركوك وأعدم الكثير من خصومه السياسيين والعسكريين وقرب أفراد أسرته من الحكم وأسند لبعضهم المناصب ومنح البعض الآخر الصلاحيات كإبن خالته المقدم فاضل المهداوي ذوالإرتباطات الماركسية وأخيه الأكبر حامد قاسم الذي كان يلقب بالبرنس حامد وهوالمشرف عن توزيع أراضي الإصلاح الزراعي للفلاحين والذي جمع أموال طائلة من هذه العملية.

إلا حتى هناك نوع من الإجماع على شعبية قاسم بين بعض الشرائح كالعسكريين ومن ذوي الإنتماءات الشيوعية وكذلك الفلاحين في المدن والمناطق التي تقطنها الطبقات الفقيرة في جنوب العراق.


جانب من محكمة الشعب أوماعهد بمحكمة المهداوي

ينقسم العراقيين بوصفهم لرئيس الوزراء العميد "الزعيم" عبدالكريم قاسم فمنهم من يعتبره بأنه الأكثر عدالة ونزاهة وصدقا من بين حكام العراق الحديث والمخلص وأبوالضعفاء والقائد العملي للثورة، ويرى آخرون أنه قد أبرز نفسه على أنه القائد والأب الروحي للثورة والمخطط لها العوامل التي دعته نحوالفردية والديكتاتورية فنادى نفسه بالزعيم الأوحد وجمع السلطات بيدة وعطل صلاحيات مجلس السيادة وعلق انتخاب منصب رئيس الجمهورية وألغى تشكيل المجلس الوطني لقيادة الثورة، كما تجاوز وأن حل مجلسي النواب والأعيان للحكم الملكي ولم يفسح المجال لانتخابات برلمان حديث وألغى جميع الأحزاب وعطل الصحافة واستبدلها بعدد محدود من صحافة الدولة. ثم بدأت هواجسه بالحذر من منافسيه حتى رفاقه في السلاح وأعضاء تنظيم الضباط الوطنيين الذين لم يسلموا من الإعتنطق والتحقيق والإهانة وتلفيق التهم.

كما يتهمه خصومه أيضا ًبأنه كان يميل لجهة أوحزب على حساب الآخر رغم أنه لم يكن عضوا في أي تنظيم أوحزب بعينه ويستشهدون بإيعازه أوفسح المجال لميليشيات الحزب الشيوعي العراقي التي شاركت الحكم معه منذ عام 1959 بارتكاب أعمال العنف في الموصل وكركوك على أعقاب حركة العصيان العسكري المسلح التي قادها العقيد عبد الوهاب الشواف والتي أحيل على إثرها الكثير من المشتبه فيهم من الأبرياء والوطنيين بضمنهم الشخصية الوطنية قائد ثورة مايس 1941 رئيس الوزراء الأسبق رشيد عالي الكيلاني باشا والعميد "الزعيم" ناظم الطبقجلي وزجهم مع المتهمين في محكمة الثورة التي سميت لاحقا بمحكمة المهداوي. حيث أعرب الكثير من المتهمين أمام المحكمة التي نقلت مباشرة عبر التلفزيون بأنهم قد أهينوا أوعذبوا أوأغتصبوا.

أما على صعيد المحسوبية فقد اتهمه خصومه بأنه آمن بالسلوك الستاليني في الحكم حيث يجب على الحاكم ألا يملك شيئا إلا أنه جزءً من الدولة يصرف على نفسه وعائلته دون التملك الشخصي فقد جاز استغلال أخيه المعدم حامد قاسم والذي كان ذوصلاحيات ونفوذ واسعين والذي لقب بالبرنس حامد حيث كان في السابق يعمل كاسباً بسيطا عند التجار من "الخضيري" تمكن بجمع ثروة قدرت بالملايين من إشرافه على توزيع أراضي الإصلاح الزراعي على الفلاحين مع محامي الإنضمام عبدالكريم الحاج ثم استغلت تحت مسميات تجارية في بيروت وبعد أعتنطقه أحيل إلى محكمة بداءة الرصافة التي أدانته وحكمت عليه بالسجن عامين، خرج بعدها وتوارى عن الأنظار حيث ظهر فجأةً بعد سنتين كواحد من كبار التجار وأصحاب الملايين وقد رشح نفسه عام 1969 لمنصب نائب رئيس غرفة تجارة بغداد. كما وزع قاسم لأفراد عائلته أخوته وأخواته الدور السكنية المجانية في الحي الراقي زيونة مع القادة العسكريين والذين لازالوا يسكنون هذا الحي حتى يومنا هذا. ووزع لأقاربه المناصب مثل ابن خالته المقدم فاضل عباس المهداوي الذي منحه رتبة عميد وعينه رئيسا لمحكمة الثورة.

ويتهمه أكراد العراق بأنه تلاعب بالقضية الكردية ففي عام 1958 ومع إعلان الجمهورية العراقية دعى رئيس الوزراء عبدالكريم قاسم، القائد الكردي الملا مصطفى البارزاني للعودة إلى العراق حيث كان البارزاني لاجئا في الاتحاد السوفيتي عقب إنهيار الجمهورية الكردية القصيرة الأمد التي شكلها أكراد إيران في مدينة مهاباد وشغل فيها البارزاني منصب وزير الدفاع إلا حتى الحكومة إنهارت بعد 11 أشهر من نشوئها حيث تم القضاء عليها من قبل الحكومة الأيرانية بعد انسحاب القوات السوفيتية من الأراضي الإيرانية حيت دخلت القوات السوفيتية جزءا من الأراضي الإيرانية إبان الحرب العالمية الثانية.

كان البارزاني في ذلك الوقت قريبا من الخط الماركسي وعقدت مفاوضات في حينها حول إعطاء الأكراد بعض الحقوق القومية لكن تطلعات البارزاني وتذوق طعم تجربة الجمهورية الكردية في مهاباد جعلته يحلم بتجربة مماثلة في العراق وهذا الطموح فاق ما كان في نية عبدالكريم قاسم بإعطاءه الأكراد من حقوق الأمر الذي أدى إلى نشوب صراع بين الطرفين، حيث قام عبدالكريم قاسم بحملة عسكرية على معاقل البارزاني عام 1961، والتي من تداعياتها، يتهمه الأكراد بأنه إضطهدهم وألب عليهم العشائر العربية في الحويجة والموصل مما أدى إلى وقوع أحداث مؤسفة من إراقة الدماء وتنكيل بين المكونين الإجتماعيين العراقيين.

أما أكثر الناس ارتباطاً به هم من المقربين لديه في الجيش وبعض الشخصيات الشيوعية، أما الآخرون فيتوزع ولائهم حسب مواقفه الوطنية ومنجزاته. وكذلك ارتبطت به بعض الطبقات الفلاحية من جنوب العراق والتي وقف إلى صفها، والذين بالغوا بوصفه إلى حد إطلاق الأحاجي والخرافات التي كانت تنشر في الصحافة يومذاك، فبعضهم إدعى أنه رأى صورة "الزعيم" على بيضة وآخرون نشروا بأنهم رأوا صورته بالمرقب متجلية على سطح القمر. وبقيت هذه الأحاجي يتداولها البسطاء ممن استفادوا من حكمه وبالغ بها الآخرون منهم من المثقفين إلى حد الإطراء وإسناد أحداث غير واقعية لسيرة رئيس الوزراء عبدالكريم قاسم.

ذكراه

تمثال لعبد الكريم قاسم أقيم بعد سقوط نظام صدام حسين يطل على شارع الرشيد وسط بغداد.

بعد سقوط نظام صدام حسين عام 2003 م عاد اسم عبد الكريم قاسم ليبرز في الكثير من المحافل كقائد وطني وزعيم ومؤسس للدولة العراقية وانتشرت صوره في الكثير من البيوت والممحرر وفي الشوارع وأقيمت له النصب والتماثيل في الكثير من المدن العراقية كالبصرة في ساحة الزعيم عبد الكريم قاسم وبغداد في ساحة عبد الكريم قاسم حيث أقيم له تمثال من البرونز بالحجم الطبيعي بتبرعات جماهيرية ووضع التمثال في نفس المكان الذي تعرض فيه عبد الكريم قاسم لمحاولة اغتيال فاشلة عام 1959 م. ودخلت صوره ضمن أعلى نسب الإقبال والشراء في العراق وفق احدى استطلاعات الرأي التي أجرتها قناة العربية.وقد افتتحت الهيئة العامة للآثار عام 2009 م وبمناسبة أعياد ثورة تموز 1958 م قاعة في المتحف الوطني مخصصة للمقتنيات الشخصيه الخاصة بعبد الكريم قاسم والهدايا التي تلقاها خلال فترة حكمه إضافة إلى الأسلحة التي كان يستخدمها ومجموعة من الصور النادره له وبعض اصدارات الصحف وحوت القاعة كذلك على تمثالين له أحدهما من البرونز والآخر من المرمر للنحات خالد الرحال.

المصادر

This article contains material from the Library of Congress Country Studies, which are United States government publications in the public domain.

  1. ^ Benjamin Shwadran, The Power Struggle in Iraq, Council for Middle Eastern Affairs Press, 1960
  2. ^ Dawisha, Adeed (2009). Iraq: A Political History from Independence to Occupation. Princeton University Press. p. 174. ISBN . |access-date= requires |url= (help)
  3. ^ هادي حسن عليوي (عبد الكريم قاسم ...الحقيقة) - ص11،.
  4. ^ هادي حسن عليوي (عبد الكريم قاسم ...الحقيقة) - ص12،.
  5. ^ هادي حسن عليوي (عبد الكريم قاسم ...الحقيقة) - ص13،.
  6. ^ خطأ استشهاد: وسم <ref> غير سليم؛ لا نص تم توفيره للمراجع المسماة هادي حسن عليوي. ص:13
  7. ^ هادي حسن عليوي. ص:15.
  8. ^ هادي حسن عليوي. ص:14.
  9. ^ "Iraqis Recall Golden Age". Institute for War and Peace. Archived from the original on 2 September 2006. Retrieved 2006-09-05. Reporting article on discovery of Qasim's body

المراجع

  • دراسة في حركة الضباط الأحرار في العراق 1948-1958 . د. عقيل الناصري . ميدل إيست أونلاين
  • مناقشات نقدية من أجل الكشف عن حقائق تاريخية جديدة. العراق وعبدالناصر في مذكرات أمين هويدي. جريدة الزمان . العدد 1549 . التاريخ 6/سبعة / 2003.
  • في الذكرى 47 لثورة 14 تموز 1958. ابن شقيقة الزعيم الراحل عبدالكريم قاسم. المجلة
  • " تشريع قانون للأحوال الشخصية يوم استبد بالحكم طاغية تلاعب بشريعة الله سبحانه". مذكرة الفهماء الشيعة إلى عبدالسلام عارف. المركز الوثائقي لتراث أهل البيت ع 2/2/1964.
  • صفحات مطوية من تاريخ العراق السياسي، كاظم السعدي، البينة صحيفة تصدر عن حزب الله في العراق
  • الشيعة والحكم في الدولة العراقية الحديثة. د موسى الحسيني. المغترب العربي
  • كرونولوجيا ثورة أيلول الكردية 1961-1975. صلاح برواري .مسقط نوروز 12/10/2004
  • مذكرات وأسرار هروب نوري السعيد. د. صالح البصام. دار الانتشار العربي في بيروت 2005.
  • الأحزاب السياسية في العراق السرية والعلنية. د. هادي حسن عليوي. دار رياض الريس للنشر/ بيروت.
  • الجيش والدولة في العراق. سامح رشيد القبج.
  • من هوعبد الكريم قاسم. رياض الحسيني.
  • الامام الصدر ودوره في الصراع السياسي في العراق. سامي العسكري.
  • عارف عبدالرزاق برنامج شاهد على العصر. قناة الجزيرة الفضائية.
  • رئيس الاركان اللواء فؤاد عارف. برنامج ذاكرة. قناة الشرقية الفضائية.
  • صفحات من تاريخ العراق مع كمال مظهر. برنامج ذاكرة. قناة الشرقية الفضائية.
  • د.عدنان الباجه جي. برنامج ذاكرة. قناة الشرقية الفضائية.
  • تايه عبدالكريم. برنامج ذاكرة. قناة الشرقية الفضائية.
  • عبدالكريم هاني. برنامج ذاكرة. قناة الشرقية الفضائية.
  • حتى لا ننسى ثورةثمانية شباط المباركة. د. فاضل بدران.
  • قيام الجمهورية العراقية - لعبة الأمم [1]
  • تاريخ العراق [2]
  • مجموعة منطقات عن مأثر رئيس الوزراء العميد عبدالكريم قاسم [3]

وصلات خارجية

اقرأ اقتباسات ذات علاقة بعبد الكريم قاسم، في فهم الاقتباس.
  • Recording of Qasim's last speech, which was broadcast hours before his death at YouTube
  • Qasim, Abd al-Karim (1959). Principles of 14th July revolution; a few collections of the epoch-making speeches delivered on some auspicious and historical occasions after the blessed, peaceful and miraculous revolution of July 14, 1958, Baghdad; Times Press.
مناصب سياسية
سبقه
أحمد مختار بابان
رئيس وزراء العراق تبعه
أحمد حسن البكر


تاريخ النشر: 2020-06-04 18:21:52
التصنيفات: صفحات بأخطاء في المراجع, Pages using citations with accessdate and no URL, CS1 errors: deprecated parameters, صفحات بها أخطاء في البرنامج النصي, Commons category link from Wikidata, رؤساء وزراء العراق, القرن 20 في العراق, مواليد 1914, وفيات 1963, قوميون عراقيون, زعماء استولوا على السلطة بإنقلاب, زعماء أطاحت بهم انقلابات, رؤساء وزرء معدمون, أشخاص من بغداد, سنة عراقيون, قادة عسكريون عراقيون

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

بوتين يقول إن الحرب الروسية في أوكرانيا ستحقق "أهدافاً نبيلة"

المصدر: BBC News عربي - بريطانيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-04-12 18:16:15
مستوى الصحة: 75% الأهمية: 99%

إصابة 13 شخصاً في حادث إطلاق نار داخل محطة لمترو الأنفاق في نيويورك

المصدر: BBC News عربي - بريطانيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-04-12 18:16:13
مستوى الصحة: 76% الأهمية: 94%

رئيس بلدية نيويورك: حادث الدهس عمل "إرهابي" أوقع ثمانية قتلى

المصدر: فرانس 24 - فرنسا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-04-12 18:16:17
مستوى الصحة: 81% الأهمية: 91%

آية قزقز: غرق البطلة الأولمبية التونسية الشابة أثناء التدريب

المصدر: BBC News عربي - بريطانيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-04-12 18:16:15
مستوى الصحة: 79% الأهمية: 97%

رسميا/ تعيين إيهاب جلال مدربا لمنتخب مصر الأول

المصدر: البطولة - المغرب التصنيف: رياضة
تاريخ الخبر: 2022-04-12 18:16:07
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 70%

زكرياء عبوب يقود الشباب السالمي خلفا للحيمر

المصدر: البطولة - المغرب التصنيف: رياضة
تاريخ الخبر: 2022-04-12 18:16:09
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 68%

مارين لوبان تقول انها تعارض فرض عقوبات على الغاز الروسي

المصدر: BBC News عربي - بريطانيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-04-12 18:16:14
مستوى الصحة: 87% الأهمية: 99%

3 حصص تدريبية للرجاء في القاهرة قبل مواجهة الأهلي المصري

المصدر: البطولة - المغرب التصنيف: رياضة
تاريخ الخبر: 2022-04-12 18:16:07
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 52%

العامل بنشيخي يؤكد على ضرورة احداث ملحقة للوكالة الحضرية بالحوز

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-04-12 18:15:35
مستوى الصحة: 42% الأهمية: 47%

الولايات المتحدة: عدة إصابات في إطلاق نار بمحطة مترو بنيويورك

المصدر: فرانس 24 - فرنسا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-04-12 18:16:15
مستوى الصحة: 94% الأهمية: 93%

تحميل تطبيق المنصة العربية