حرب الفجار

عودة للموسوعة

حرب الفجار

حرب الفِجَار
جزء من حروب الجاهلية
التاريخ 43 ق هـ / 580م - شوال 33 ق هـ / 590م
المسقط
الحجاز وتهامة
النتيجة الصلح بين الطرفين ودية القتلى
الخصوم
قبيلة كنانة
قبيلة بني أسد
بني الهون بن خزيمة (عضل والقارة والديش)
قبائل قيس عيلان ومنها:
قبيلة هوازن
قبيلة غطفان
قبيلة سليم
قبيلة ثقيف
قبيلة فهم
قبيلة عدوان
قبيلة بني محارب
القادة والزعماء
سيد كنانة:
حرب بن أمية، عبد الله بن جنادىن
سيد قريش:
ذوالعمامة سعيد بن العاص، هشام بن المغيرة
سيد بني بكر من كنانة:
بلعاء بن قيس، جثامة بن قيس
سيد بني الدؤل من كنانة:
معاوية بن عمرو، نوفل بن معاوية
سيد الأحابيش من كنانة:
الحليس بن علقمة الحارثي
سيد بني هاشم من قريش:
الزبير بن عبد المطلب
سيد بني عبد شمس من قريش:
كريز بن ربيعة
سيد بني المطلب من قريش:
عبد يزيد بن هاشم
سيد بني نوفل من قريش:
مطعم بن عدي
سيد بني زهرة من قريش:
مخرمة بن نوفل، صفوان بن نوفل
سيد بني عبد الدار من قريش:
عكرمة بن هاشم
سيد بني أسد من قريش:
خويلد بن أسد، عثمان بن الحويرث
سيد بني جمح من قريش:
أمية بن خلف، معمر بن حبيب
سيد بني سهم من قريش:
العاصي بن وائل
سيد بني عدي من قريش:
زيد بن عمروبن نفيل، الخطاب بن نفيل
سيد بني عامر من قريش:
عمروبن عبد شمس
سيد بني محارب بن فهر من قريش:
ضرار بن الخطاب
سيد بني الحارث بن فهر من قريش:
عبد الله بن الجراح
سيد بني فراس من كنانة:
عمير بن قيس
سيد بني أسد بن خزيمة:
مهير بن أبي خازم
سيد قيس عيلان:
ملاعب الأسنة أبوالبراء
سيد غطفان:
عوف بن أبي حارثة المري، حصن بن حذيفة الفزاري
سيد هوازن:
مسعود بن معتب
سيد سليم:
عباس بن حي الأصم الرعلي، عباس بن زعل
سيد ثقيف:
وهب بن معتب، مسعود بن معتب
سيد فهم وعدوان:
كدام بن عمير الجديلي
سيد بني نصر من هوازن:
عطية بن عفيف، أبوأسماء بن الضريبة، سبيع بن ربيعة
سيد بني جشم من هوازن:
الصمة بن الحارث، دريد بن الصمة
سيد بني جشم وبني سعد من هوازن:
الخنيسق الجشمي
سيد بني البكاء:
سلمة بن سعلاء البكائي
سيد بني هلال من هوازن :
ربيعة بن أبي ظبيان الهلالي
سيد بني ربيعة بن عمرومن هوازن:
خالد بن هوذة
سيد بني محارب:
سبيع بن المؤمل

حرب الفِجَار (43 ق هـ / 580م - 33 ق هـ / 590م)، هي إحدى حروب العرب في الجاهلية وحصلت بين قبيلة كنانة (ومنها قريش) وبين قبائل قيس عيلان (ومنهم هوازن وغطفان وسليم وثقيف ومحارب وعدوان وفهم). وهي الحرب الوحيدة التي شارك بها النبي صلى الله عليه وسلم في الجاهلية قبل بعثته بدين الإسلام. وسميت بالفجار لما استحل فيه هذان الحيان من المحارم بينهم في الأشهر الحرم ولما بتروا فيه من الصلات والأرحام بينهم.

الفِجَار الأول

ويعهد باسم فجار الرجل وخبره حتى أوس بن الحدثان النصري الهوازني باع من رجل من كنانة ذودا له إلى عام قابل يوافي السوق فوافى سنة بعد سنة ولا يعطيه وأعدم الكناني، فوافى النصري سوق عكاظ بقرد فوقفه في السوق ثم نطق: "من يبيعني مثل قردي هذا بمالي على فلان الكناني ،يا ترى؟ " يريد حتى يخزي الكناني بذلك، فمر رجل من بني كنانة فضرب القرد بالسيف فقتله آنفا مما عمل النصري، فصرخ النصري في قيس عيلان وصرخ الكناني في بني كنانة فتحاور الناس حتى كادقد يكون بينهم قتال ثم كفوا ونطقوا: " أفي رَباح -أي قرد- تريقون دماءكم وتقتلون أنفسكم"، فيسر الخطب في أنفسهم وكف بعضهم عن بعض.


الفِجَار الثاني

وبعهد باسم فجار الفخر أوفجار الرجل وخبره حتى أبومنيعة، وقيل أبومعشر بن مكرز وقيل بدر بن معشر، وكان رجلا من بني غفار بن مليل بن ضمرة بن بكر بن عبد مناة بن كنانة، وكان عارما منيعا في نفسه قدم سوق عكاظ فمد رجله ثم نطق يرتجز: (الرجز)

نحن بنومدركة بن خندف من يطعنوا في عينه لا تطرف
ومنقد يكونوا قومه يغطرف كأنهم لجة بحر مسدف

ثم نطق: "أنا والله أعز العرب فمن زعم أنه أعز مني فليضرب هذه بالسيف"، فضربها رجل من بني قشير بن كعب بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن فخدش بها خدشا غير كبير فتحاور الناس عند ذلك حتى كادقد يكون بينهم قتال، ثم تراجع الناس ورأوا أنه لم يكن كبير قتال ولا جراح فنطق ابن أبي أسماء بن الضريبة النصري الهوازني: (الخفيف)

سائلي أم مالك أي قوم معشري في سوالف الأعصار
نحن كنا الملوك من أهل نجد وحماة الذمار عند الذمار
ومنعنا الحجاز من جميع حي ومنعنا الفخار يوم الفخار
وضربنا به كنانة ضربا حالفوا بعده سوام العشار

فأجابه أمية بن الأسكر الليثي الكناني قائلا:

أبلغا حمة الضريبة أنا قد قتلنا سراتكم في الفجار
وسقيناكم المنية صرفا ومضىنا بالهب والابكار

وقيل بل ضرب رجل الغفاري الكناني رجل من بني دهمان بن نصر بن معاوية بن بكر هوازن ونطق يرتجز: (الرجز)

نحن بنودهمان ذوالتغطرف بحر بحور زاخر لم ينزف
من يأته من العباد يغرف نحن ضربنا قدم المخندف
إذ مدها في أشهر المعهد فخرا على الناس خلاف الموقف
ضربة حر مثل عط الشعف مجهرة حقا برغم الأنف
بصارم يفري الشؤون مرهف يمر في السنور المضعف

الفِجَار الثالث

ويعهد باسم فجار المرأة وخبره حتى امرأة من بني عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن وافت عكاظ وكانت امرأة جميلة طويلة عظيمة فأطاف بها فتيان أهل مكة ينظرون إليها وعليها برقع مسير على وجهها فسألوها حتى تبدي عن وجهها فأبت عليهم، وكان النساء إذ ذاك لا يلبسن الأزر، إنما تخرج المرأة فضلا في درع بغير إزار، فلما امتنعت عليهم وقد رأوا خلقها وشمائلها لزموها، فقعدت تشتري بعض حاجتها فاتى فتى من أولئك الفتيان رجل ينطق له أبوالغشم بن عبد العزى بن عامر بن الحارث بن حارثة بن سعد بن تيم القرشي الكناني وهي قاعدة فحل أسفل درعها بشوكة إلى ظهرها، فلما فرغت من حاجتها قامت فإذا هي عريانة، فضحك الفتية منها ونطقوا: " منعتنا وجهك فقد نظرنا إلى سفلتك "، فكشفت المراة عن وجهها فاذ وجه وضيء فكانوا أشد إغراما عما كانوا بها، وصاحت: " يا لقيس انظروا ما عمل بي "، فاجتمع الناس واجتمع إليها عشيرتها ودنا بعضهم من بعض، وحملوا السلاح وحملته كنانة ثم ترادوا بعد شيء من مناوشة وقتال وسقطت بينهم دماء فتوسط حرب بن أمية سيد كنانة ودفع ديات القتلى وأرضى بني عامر بن صعصعة..

الفِجَار الرابع

ويعهد باسم فجار البراض أوفجار اللطيمة ولهذا نطق الشاعر أبوتمام حبيب بن أوس الطائي:

والفتى من تعرقته الليالي والفيافى كالحية النضناض
كل يوم له بصرف الليالي فتكة مثل فتكة البراض

ونطقت العرب في الأمثال: أفتك من البراض لفتكه، وكان البراض بن قيس بن رافع الضمري الكناني فتاكا من فتاك العرب في الجاهلية وخليعا خلعه وطرده قومه بنوضمرة من كنانة، فحالف بني سهم من قريش، فعدا على رجل من قبيلة هذيل فقتله، فقام الهذليون إلى بني سهم يطلبون دم صاحبهم، فنطقت بنوسهم: "قد خلعناه وتبرأنا من جريرته"، فنطقت هذيل: "من يعهد هذا؟"، فنطق العاص بن وائل: "أنا خلعته كما يخلع الكلب"، فأسكت الهذليون، ولم يروا وجه طلب، فأتى البراض إلى حرب بن أمية العبشمي القرشي وكان سيد كنانة يطلب حتى يحالفه، فنطق حرب: "إني قد رايت حلفاءك خلعوك وكرهوك"، فنطق البراض: "وأنت إذا رأيت مني مثل ما راوا فأنت بالخيار إذا شئت أقمت على حلفك وإن شئت تبرأت مني"، نطق حرب: "ما بهذا بأس"، فحالفه حرب بن أمية فعدا البراض على رجل من قبيلة خزاعة فقتله وهرب في البلاد فطلب الخزاعيون دمه فلم يقدروا عليه.

فأقام البراض باليمن سنة ثم دنا من مكة فإذا الهذليون يطلبونه وإذا الخزاعيون يطلبونه وقد خلع، فنطق: "ما وجه خير من النعمان بن المنذر، نلحق به"، فانطلق حتى قدم الحيرة فقدم على وفود العرب حين وفدوا على النعمان بن المنذر ملك الحيرة، فأقام يطلب الإذن معهم فلم يصل إلى النعمان حتى طال عليه المقام وجفي، وحان بعث النعمان بلطيمة كان يبعث بها إلى سوق عكاظ، فخرج النعمان فجلس للناس بفنائه بالحيرة وعنده وفود العرب وكانت عير النعمان ولطائمه إذا دخلت إلى تهامة لا يهيجها أحد حتى عدا النعمان بن المنذر على أخ بلعاء بن قيس الليثي الكناني وكان سيد بني بكر من كنانة فقتله، فجعل بلعاء بن قيس يتعرض للطائم التي للنعمان بتهامة فينهبها، قد عمل ذلك بها مرتين، فخاف النعمان على لطيمته، واللطيمة هي العير التي تحمل المتاع للتجارة، فنطق النعمان يومئذ: "من يجيز هذه العير؟" فوثب البراض وعليه بردة له صغيرة ومعه سيف له قد أكل غمده من حدة فنطق: "أنا أجيزها لك"، فنطق عروة بن عتبة بن جعفر بن كلاب العامري الهوازني وكان سيدا من سادات قيس عيلان ينطق له الرحال لرحلاته إلى الملوك: "أكلب خليع يجيزها لك؟، أبيتَ اللعن، أنا أجيرها لك على أهل الشّيح والقَيْصوم من أهل نجد وتهامة"، فنطق البراض: "أعلى بني كنانة تُجيرها يا عُروة؟"، فنطق: "وعلى الناسِ كلِّهم". فدفع النعمان اللطيمة إلى عروة الرحال وخرج الرحال بالعير، وخرج البراض في أثر عروة الرحال حتى إذا كان في بعض الطريق أدركه البراض فتقدم أمام عيره وأخرح الأزلام يستقسم بها، فمر به الرحال فنطق له: "ما تصنع؟" فنطق: "إني أستخير في قتلك"، فضحك الرحال وهولا يَخشى منه شيئاً، لكونه بين ظَهراني قومه من غطفان وهم من قيس عيلان دون الجريب إلى جانب فدك بأرض ينطق لها أوارة قريب من الوادي الذي ينطق له تيمن فأنزل عروة اللطيمة وسرح الظهر، فدخل البراض على عروة نصف النهار وهوفي قبة من أدم فناشده عُروة قائلا: "كانت مني زلّة، وكانت العملة مني ضلّة". فضربه البراض بالسيف حتى برد، وخَرج يرتجز قائلا:

قد كانت الفَعلة مني ضَلّة هلا على غيري جعلتَ الزلّة
فسوف أَعْلوبالحُسام القُلّة

ونطق البراض في ذلك أيضا:

وداهية يهال الناس منها شددت لها بني بكر ضلوعي
هتكت بها بيوت بني كلاب وأرضعت الموالي بالضروع
جمعت لها يدي بنصل سيف أفل فخر كالجذع الصريع

ويعني ببني بكر قومه بني ضمرة بن بكر بن عبد مناة بن كنانة، وأما بنوكلاب قوم عروة فهم بنوكلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان.

ونطق البراض أيضا:

نقمت على المرء الكلابي فخره وكنت قديما لا أقر فخارا
علوت بحد السيف مفرق رأسه فأسمع أهل الواديين خوارا

ثم خط البراض إلى أهل مكة وهم بعكاظ قائلا:

لا شك يجني على المولى فيحملها إذا بحي أبت يحملها الجاني

" أما بعد ذلكم فإني قتلت عروة بن عتبة الرحال بأواره يوم السبت، حين وضح الهلال من شهر ذي الحجة فررت، ومن أجرى ما جاء فقد أجرى ما عليه، إذا غدا حيث يثور الريح ينكثني الأمر لك القبيح".

ثم استاق البراض اللطيمة حتى انتهى إلى خيبر، فتبعه إلى خيبر رجلان من قيس عيلان هما المُساور بن مالك الغطفاني وأسد بن خيثم الغنوي، فلقياه بخيبر فلما رأهما نسبهما فانتسبا له إلى سعد بن قيس عيلان فاعتزى هوإلى فزارة فنطقا له: " هل أحسست رجلا ينطق له البراض من بني بكر؟"، فنطق البراض: " سألتما عن لص عاد خليع لبس أحد من أهل خيبر يدخله داره ولكن أقيما ههنا وتلطفا له عسى تظفرا به"، فنطقا: "نعم"، ثم مكث ذلك اليوم واتىهما فنطق: "قد دللت عليه فأيكما أجرأ عليه، وأمضى مَقْدماً، وأحدّ سيفاً؟" نطق أحدهما: "أنا"، فنطق البراض:" انطلق"، ونطق للآخر: "إياك حتى تريم المكان"، ثم أخرجه حتى أدخله خربة من خربات يهود ثم نطق البراض: "هوفي هذه الخَرِبة وإليها يَأْوي، فأَنظرني حتى أنظرُ أثمَّ هوأم لا". فوقف له ودخل البرّاض، ثم خرج إليه البراض ونطق: "هونائم في البَيت الأقصى خلفَ هذا الجدار عن يمينك إذا دخلت، فهل عندك سيفٌ فيه صرامة؟"، فنطق الغنوي: "نعم"، فنطق البراض: " يا أخا غنى! هاتِ سَيفك أنظرُ إليه أصارم هو؟"، فأخذ بقائم السيف فسله والغمد في يد الغنوى فحمل البراض السيف فضربه به حتى قتله، ثم عاد إلى صاحبه فنطق: ما رأيت أجبن ولا أكهم من صاحبك، هجرته قائماً في الباب الذي فيه الرجل، والرجلُ نائم لا يتقدم إليه ولا يتأخَر عنه، فانطلق معي أنت"، فنطق الغطفاني وقيل نطق الغنوي:"يا لَهْفاه، انطلق بي حيث أحببت"، فانطلق الغنويُّ والبراض خلفه، حتى إذا جاوز الغنويّ بابَ الخَرِبة أخذ البرَّاض السيفَ من خلف الباب، ثم ضرَبه حتى قتله وأخذ سِلاحَيهما وراحلتيهما، وخرج رجل من اليهود يريد تلك الخربة لحاجته فوجد الرجلين مقتولين، فخرج فزعا مذعورا إلى قومه، فخرجوا فنظروا إلى القتيلين وطلبوا البراض، ونذر بهم فهرب من ساعته وفرق من يهود خيبر حتى يظفروا به فخرج من خيبر، ثم أوفد إلى بشر بن أبي خازم الأسدي من بني أسد بن خزيمة فأبلغه بقتل الرحال والغطفاني والغنوي واستكتمه وأمره حتى ينهي بهذا الخبر إلى عبد الله بن جنادىن التيمي القرشي الكناني وهشام بن المغيرة المخزومي القرشي الكناني وحرب بن أمية العبشمي القرشي الكناني ونوفل بن معاوية الدؤلي الكناني وبلعاء بن قيس الليثي الكناني وكانوا سادات كنانة وأشرافها، ونطق البراضُ لبشر الأسدي حتى قيس عيلان لن ترضى حتى تقتل بسيدها غير سيد مثله.


يوم نخلة

خرج بشر بن أبي خازم الأسدي من عند البراض حتى قدم سوق عكاظ فوجد الناس بعكاظ قد حضروا السوق والناس محرمون للحج، فذكر الحديث للنفر الذين أمره بهم البراض، فنطقت قريش فيما بينهم: انطلقوا بنا إلى أبي براء عامر بن مالك بن جعفر بن كلاب فنخبره بعض الخبر ونكتم بعضا ونقول: حتى بين أهل نجد وأهل تهامة وقع ولم تأتنا لذلك جلية أمر، فاحجز بين الناس وأقم لهم السوق، ولا ينصرفن ولم تقم السوق وقد ضربوا آباط الإبل من جميع موضع، ونقول: "كن على قومك ونحن على قومنا"، فخرجوا حتى جاؤوا أبا براء فذكروا له ذلك، فأجابهم إلى ما أحبوا، ونطق: "أنا أكفيكم ذلك وأقيم السوق"، ورجع القوم فنطق بعضهم لبعض: "ما هذا برأي حتى نقيم ههنا ونخشى حتى تُخبر قيس عيلان فيناهضونا ههنا على غير عدة منا وهم مستعدون فيكثرونا في هذا الموسم فيصيبوا منا، الحقوا بحرمكم"، فخرجت قريش مولية إلى الحرم منكشفين، وبلغ قيسا الخبر آخر ذلك اليوم،

فنطق لبيد بن ربيعة بن عامر بن مالك العامري الهوازني يحض على الطلب بدم عروة الرحال:

فأبلغ إذا عرضت بني نمير وأخوال القتيل بني هلال
بأن الوافد الرحال أضحى مقيما عند تيمن ذي الظلال

ونطق أبوبراء العامري الهوازني: "ما كنا من قريش إلا في خدعة"، فخرجوا في آثارهم وقريش على حاميتها وهي تبادر إلى حرمها حتى دخلوا الحرم من الليل ونزعت قيس عنهم ولهم عدد كثير، ونادى الأدرم بن شعيب العامري الهوازني بأعلى صوته: "إن ميعاد ما بيننا وبينكم هذه الليالي من قابل فإنا لا نأتلي في جمع"، فنطق حرب بن أمية القرشي الكناني لابنه أبي سفيان: "قل لهم إنّ موعدكم قابِل في هذا اليوم". فاستشرى الخبر وتأهبت كنانة وتأهبت قيس عيلان عاما يجمعون لهذه الحرب ويعدون لها.

ونطق خداش بن زهير بن ربيعة العامري الهوازني: البسيط

يا شدَةً ما شدَدْنا غَيرَ كاذبةٍ على سَخِينةً لولا البيت والحَرمُ
لما رأَوْا خيلَنا تُزْجَى أوائلُها اسادُ غِيل حَمى أشبالِها الأجَم
واستُقبلوا بضِراب لا كِفاءَ له يُبْدِي من العُزل الأكفال ما كَتموا
بأن الوافد الرحال أضحى مقيما عند تيمن ذي الظلال
ولَوا شلالاً وعُظمُ الخيل لاحقة كما تَخُب إلى أوطانها النَّعَم
ولَت بهم جميع مِحْضارٍ مُلَمْلمةٌ كأنَّها لِقْوة يَحْتثها ضَرَم

ولم تقم تلك السنة سوق عكاظ، وكان يوم نخلة كفافا لا على هؤلاء ولا على هؤلاء.

يوم شمطة

توافوا على قرن الحول في الليالي التي واعدت فيها قيس عيلان كنانة من العام المقبل، فسبقت قيس عيلان كنانة بيومين فنزلوا شمطة من عكاظ متساندين على جميع قبيلة منهم سيدها، وفي هذا اليوم اجتمعت كنانة وقيس عيلان كلهم.

ومنح عبد الله بن جنادىن خاصة من ماله مئة رجل من كنانة أسلحة تامة وأداة، وجعلت كنانة لكل قبيلة رأسا يجمع أمرهم، عملى بني عبد مناف حرب بن أمية ومعه أخواه سفيان وأبوسفيان وهوعنبسة ابنا أمية وعلى بني هاشم الزبير بن عبد المطلب ومعه النبي صلى الله عليه وسلم والعباس بن عبد المطلب، ومعهم بنوالمطلب عليهم عبد يزيد بن هاشم بن المطلب، وعلى بني نوفل بن عبد مناف مطعم بن عدي بن نوفل، وعلى بني أسد بن عبد العزى خويلد بن أسد وعثمان بن الحويرث بن أسد، وعلى بني زهرة مخرمة بن نوفل بن أهيب، وعلى بني مخزوم هشام بن المغيرة، وعلى بني جمح أمية بن خلف بن وهب ومعمر بن حبيب، وعلى بني عدي زيد بن عمروبن نفيل، وعلي بني عامر بن لؤي عمروبن عبد شمس أبوسهيل بن عمرو، وعلى بني محارب بن فهر ضرار بن الخطاب بن مرداس، وعلى بني الحارث بن فهر عبد الله ابن الجراح أبوأبي عبيدة بن الجراح، وعلى بني سهم العاص بن وائل، وعلى بني عبد الدار عامر بن عكرمة بن هاشم، وعلى بني تيم عبد الله بن جنادىن، وعلى الأحابيش وهم الحارث بن عبد مناة وعضل والقارة والديش والمصطلق من خزاعة نحلفهم بالحارث بن عبد مناة الحليس بن يزيد الحارثي وسفيان بن عويف فهما قائداهم، وعلى بني بكر بن عبد مناة بلعاء بن قيس بن عبد الله الليثي، وعلى بني فراس بن غنم عمر بن قيس جذل الطعان، وعلى بني أسد بن خزيمة بشر بن أبي خازم، وأمر الناس إلى حرب بن أمية، وقيل خرجوا متساندين ليس عليهم أمير يكفهم وقيل كانت إمرتهم إلى ابن جنادىن لقول زوجة النبي محمد عائشة بنت أبي بكر: "كان حرب الفجار ولم يك يوم في العرب أذكر منها مكث الناس سنة يجمعون ويتعبون للقتال فخرجت قريش من دار عبد الله بن جنادىن ورأس الناس يومئذ عبد الله بن جنادىن قادهم وسلح الرجال وقسم الأموال"، ولم يحضر من بني تميم أحد إلا من كان محالفا لقريش في مكة كآل زرارة وآل أبي إهاب وأبويعلى أمية بن أبي عبيدة بن همام الحنظلي ولم يحضر من هذيل أحد.

وتجمعت قيس عيلان وجمعوا الجموع وقادوا الخيل فكانت خيلهم كثيرة يومئذ، واستعانت بثقيف وتجمعت هوازن وسليم جميعا وثقيف وجسر بن محارب وغيرهم ممن لحق بهم من قيس عيلان متساندين على جميع قبيلة منهم سيدها، فكان أبوأسماء بن الضريبة النصري وعطية بن عفيف النصري علي بني نصر والخيسق الجشمي على بني جشم وبني سعد بن بكر، وكان وهب بن معتب بن مالك الثقفي وأخوه مسعود على ثقيف؛ وكان على بني عامر بن ربيعة محارب، وعلى الأبناء أبناء صعصعة سلمة بن سعلاء أحد بني البكاء ومعه خالد بن هوذة، وعلى بني هلال بن عامر بن صعصعة ربيعة بن أبي ظبيان بن ربيعة الهلالي، وكان في بني عامر أبوبراء وكان في جشم دريد بن الصمة، وكان في بني نصر سبيع بن ربيعة وفي سليم عباس بن حي الأصم الرعلي، فاختلفوا في الرئاسة، فنطقت بنوعامر: نرأس أبا براء عامر بن مالك بن جعفر، ونطقت بنونصر بن معاوية وسعد بن بكر وثقيف: نرأس سبيع بن ربيعة بن معاوية النصري، ونطقت بنوجشم: بل نرأس دريد بن الصمة؛ حتى كادوا يقتتلون بينهم فسار بينهم أبوبراء فنطق: "اجعلوا من ذلك من شئتم فأنا أول من أطاعه وأجاب"، فكف القوم ورضوا وجعلوا على بني عامر أبا براء وعلى بني نصر وسعد بن بكر وثقيف مسعود بن معتب الثقفي وهورأس ثقيف وأمره إلى سبيع بن ربيعة، وعلى عطفان عوف بن حارثة المري، وعلى بني سليم عباس بن حي الرعلي أبا أنس، وعلى فهم وعدوان كدام بن عمير الجديلي.

فلما نزلوا عكاظ وأقاموا اليوم الثاني نطق سبيع بن ربيعة النصري الهوازني: "يا معشر قيس ما كان مسيركم إلى قريش بشيء"، نطقوا: "ولم؟" نطق: لا ترون لهم جمعا العام"، نطق أبوبراء: " فما تكره من ذلك،يا ترى؟ تقوم سوقنا وننصرف والغلبة لنا"، فنطق له رجل من بني أسد بن خزيمة يسمع كلامه: " بلى والله لتوافين كنانة ولا تتخلف ولا ترى غير ذلك"، فتقاولا حتى تراهنا مائة بعير لمائة بعير فتواثقا على ذلك، فلم يتفرقوا من مجلسهم حتى أوفى موف فنطق: "قد طلع من مكة الدهم واتىت الكتائب يتلوبعضها بعضا"، فقام الأسدي مسرورا وهويرتجز: الرجز

يا قوم قد وافى عكاظ الموسم تسعون ألفا كلهم ملأم

فنطق مسعود بن معتب الثقفي لقيس حين عهد حتى قريشا قد اتىت: "دعوني أنظر لكم في القوم فإن يكن في القوم عبد الله بن جنادىن فلم يتخلف عنكم من كنانة أحد"، فلم يرعه إلا بعبد الله بن جنادىن على جمل معتجرا ببردة حبرة فرجع مسعود بن معتب إلى قيس فنطق: "أتتكم قريش بأجمعها"، وتهيأ الناس وصفوا صفوفهم، وقام حرب بن أمية القرشي يسوي صفوف كنانة ومعه إخوته سفيان وأبوسفيان وهوعنبة بن أمية وأبوالعاص بن أمية ويومئذ سموا العنابس وقد لبس حرب بن أمية درعين وقيد نفسه ولبس سفيان درعين وقيد نفسه ولبس أبوسفيان درعين وقيد نفسه ولبس أبوالعاص درعين وقيد نفسه، وكان معهم العباس بن عبد المطلب في العنابس يومئذ قيد نفسهن معهم أيضا، ونطقوا: " لن نبرح حتى نموت أونظهر عليهم"، وصفت قيس صفوفها وكان الذي يسوي صفوفها أبوبراء عامر بن مالك الكلابي العامري الهوازني وأخذ راية كنانة حرب بن أمية وأخذ راية قيس عيلان أبوبراء، وخرج الحليس بن يزيد الحارثي الكناني وهويومئذ سيد الأحابيش فنادى إلى المبارزة، فخرج إليه أبوحرب بن عقيل بن خويلد العقيلي العامري الهوازني فتطاعنا ساعة حتى كسر العقيلي عضد الحليس بن يزيد ثم تحاجزا ونهض الناس بعضهم إلى بعض فاقتتلوا قتالا شديدا وأبوالعاص يرتجز ويقول: الرجز

هذا أوان الضرب في الأدبار بكل عضب صارم مذكار

فكانت قيس عيلان من وراء المسيل وقريش من دون المسيل وبنوكنانة في بطن الوادي ونطق لهم حرب بن أمية: " إذا أبيحت قريش فلا تبرحوا مكانكم"، وكان على إحدى المجنبتين أبن جنادىن وعلى الأخرى كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس وقيل هشام بن المغيرة وفي القلب حرب بن أمية، فكانت الدبرة أول النهار لكنانة على قيس عيلان حتى إذا كان آخر النهار صبرت قيس فاستحر القتل في قريش، وانهزمت من قريش بنوزهرة وبنوعدي وقتل معمر بن حبيب ورجال من بني عامر بن لؤي فانهزمت طائفة من قريش وثبت حرب بن أمية وإخواته وسائر قبائل قريش، فلما رأى ذلك الذين في الوادي من بني الحارث الأحابيش من كنانة مالوا إلى قريش وهجروا مكانهم، فلما عملوا ذلك استحر القتل بهم وصبروا، فقتل تحت رايتهم ثمانون رجلا، فلما رأت ذلك بنوبكر من كنانة نطق بلعاء بن قيس استبقاء لهم: "ألحقوبرخم "، فاعتزل بهم إلى جبل رخم، ونطق: "دعوهم فوددت أنه لم يفلت منه أحد"، وانهزمت كنانة ولم يقتل من قريش أحد يذكر، وزالت قريش آخر النهار بانزيال بني بكر. فكان حكيم بن حزام الأسدي القرشي يقول: " شهدت عكاظ فبنوبكر كانوا أشد علينا من قيس انكشفوا علينا وهجرونا "، وكان سعيد بن يربوع المخزومي القرشي يقول: " رأيتنا يومئذ وما أتينا أول النهار إلا من بني بكر انكشفوعنا وهجرونا".

ونطق خداش بن زهير بن ربيعة العامري الهوازني:

فأبلغ إذا عرضت بنا هشاما وعبد الله أبلغ والوليدا
أولئك إذا يكن في الناس خير فإن لديهم حسبا وجودا
هم خير المعاشر من قريش وأوراها إذا قدحت زنودا
بأنا يوم شمطة قد أقمنا عمود المجد إذا له عمودا
جلبنا الخيل ساهمة إليهم عوابس يدرعن النقع قودا
فبتنا نعقد السيما وباتوا وقلنا صبحوا الإنس الحديدا
فجاؤوا عارضا بردا وجئنا كما أضرمت في الغاب الوقودا
ونادوا يا لعمرولا تفروا فقلنا لا فرار ولا صدودا
فعاركنا الكماة وعاركونا عراك النمر عاركت الأسودا
فولوا نضرب الهامات منهم بما انتهكوا المحارم والحدودا
هجرنا بطن شمطة من علاء كأن خلالها معزا شريدا
ولم أر مثلهم هزموا وفلوا ولا كذيادنا عنقا مذودا


يوم العبلاء

وهويوم عكاظ الأول، وفيه تجمع الحيان فالتقوا على قرن الحول من اليوم الأول من يوم عكاظ والتقوا بالعَبْلاءِ وهوأعبل صخرة بيضاء إلى جنب عكاظ، ورؤساؤهم هم الذين كانوا عليهم يوم شمطة بأعيانهم، فاقتتلوا قتالا شديدا فانهزمت كنانة، وقتل العوام بن خويلد الأسدي القرشي الكناني، قتله العاقر مرة بن معتب بن مالك الثقفي، فنطق في ذلك رجل من ثقيف:

منَا الذي هجر العوَّام مُنْجدلاً تَنتابه الطيرُ لحماً بين أَحجارِ

ونطق خداش بن زهير العامري الهوازني:

ألم يبلغك بالعبلاء أنا ضربنا خندفا حتى استقادوا
نبني بالمنازل عز قيس وودوا لوتسيخ بنا البلاد

ونطق أيضا:

ألم يبلِغكم أنا جَدَعْنا لَدى العَبْلاءِ خِنْدِف بالقيادِ
ضَربناهم ببطن عُكاظَ حتى تولوا ظالعين من النجادِ

ونطق أيضا:

ألم يبلغك ما لاقت قريش وحي بني كنانة إذ أثيروا
دهمناهم بأرعن مكفهر فظل لنا بعقوتهم زئير
نقوم مارن الخطي فيهم يجيء على أسنتنا الجزير

يوم الشرب

وهوأعظم أيام حرب الفجار وقيل أنه أعظم أيام العرب في الجاهلية، وهورابع أيام حرب الفجار، ويعهد باسم يوم عكاظ الثاني، وفيه احتشد وحضر جميع كنانة وقيس عيلان فالتقوا في استهلك من عكاظ قرب مكة على رأس الحول في اليوم الثاني من يومي عكاظ وعليهم رؤساؤهم الذين كانوا قبل، فحمل يومئذ عبد الله بن جنادىن التيمي القرشي ألف رجل من بني كنانة على ألف بعير، ويُروى حتى زهير بن ربيعة العامري الهوازني والد خداش بن زهير الشاعر قد اغتال في حرب الفجار.

وفي هذا اليوم قيد حرب بن أمية القرشي الكناني وسفيان بن أمية القرشي الكناني وأبوسفيان بن أمية القرشي الكناني فسمي هؤلاء الثلاثة يومئذ العنابس وهي الأسود وأحدها عنبسة وقيد العباس بن عبد المطلب القرشي الكناني عم النبي محمد نفسه معهم ونطقوا: " لا نبرح حتى نموت مكاننا"، وعلى أبي سفيان يومئذ درعان قد ظاهر بينهما وقيل حتى أبا سفيان بن أمية هوالوحيد الذي قيد نفسه، وخرج الحليس بن علقمة الحارثي الكناني وهورئيس الأحابيش بني الحارث من كنانة يومئذ فنادى إلى المبارزة فبرز إليه الحدثان بن سعد النصري الهوازني فطعنه الحدثان فدق عضده وتحاجزا ولم يقتل أحدهما الآخر. فاقتتل الناس يومئذ قتالا شديدا واستحر القتل بينهم وثبت الفريقان ثم همت بنوبكر بن عبد مناة من كنانة بالهرب وكانت بنومخزوم من قريش تلي بني بكر من خلفهم فحافظت بنومخزوم حفاظا شديدا وكان أشدهم يومئذ بنوالمغيرة بن عبد الله وأشد بني المغيرة: أبوعبد مناف هاشم بن المغيرة المخزومي القرشي وذوالرمحين أبوربيعة بن المغيرة المخزومي القرشي إذا صابروا وأبلوا بلاء حسنا فنطق عبد الله بن الزبعري السهمي القرشي يمدح بنى المغيرة من بني مخزوم:

ألا للهّ قومٌ ولدتْ أُختُ بني سَهْم هشامٌ وأبوعَبد مَنافٍ مِدْره الخَصْم
وذوالرُّمحين أشبال مِن القُوَّة والحَزم فهذان يذُودان وذا مِنْ كَثَب يَرْم
أسود تزدهي الأقران مناعون للهضم وهم يوم عكاظ منعوا الناس من الهزم
وهم من ولدوا أشبوا بسر الجسم الضخم فإن أحلف وبيت الله لا أحلف على إثم
لَمَا من إخوة بين قصور الشام والردم بأزكى من بني ريطة أوأوزن في الحلم

فلما رأت بنوبكر بن عبد مناة من كنانة صنيع بني مخزوم تذامروا فعطف بلعاء بن قيس الليثي الكناني وعطفت معه بنوبكر وهويقول :

إن عكاظ مأوانا فخلوه وذا المجاز بعد لن تحلوه

واقتتل القوم قتالا شديدا وحملت قريش وكنانة على قيس عيلان من جميع وجه فانهزمت قيس عيلان كلها، وقد صبر أول الأمر من قيس عيلان بنونصر ثم هربوا فثبت منهم بنودهمان بن نصر فلم يغنوا شيئا فانهزموا وكان عليهم سبيع بن أبي ربيعة الدهماني النصري الهوازني أحد بني دهمان فعقل نفسه ونادى: " يا آل هوازن يا آل هوازن يا آل نصر" فلم يعرج ويعطف عليه أحد وأجفلوا منهزمين، فكر بنوأمية بن عبد شمس من قريش على بني دهمان خاصة فحاول الخنيسق الجشمس وقشعة الجشمي نصرة بني دهمان وقاتلوا فلم يغنوا شيئا. وانهزمت قيس، وقتل من أشرافهم عباس الرعلي في بشر من بني سليم، وانهزمت ثقيف وبنوعامر، وقتل يومئذ من بني عامر عشرة، فلما رأى ذلك شيخ من بني نصر صاح: " يا معشر بني كنانة! أسرفتم في القتل"، فأجابه عبد الله بن جنادىن: " إنا معشر سرف "، ولما رأى أشراف قيس ما تصنع قبائل قيس من الفرار عقل رجال منهم أنفسهم منهم يبيع بن ربيعة وغيره ثم أضطجع ونطق:" يا معشر بني نصر! قاتلوا عني أوذروا"، فعطف عليه بنونصر وبنوجشم وبنوسعد بن بكر وفهم، وهربت قبائل قيس غيرهم، فقاتلوا حتى انتصف النهار ثم انهزموا.

ونطق حرب بن أمية القرشي الكناني لابن أبي براء العامري الهوازني:

متى ما تزرنا تجد حربنا مدربة نارها تسطع
وقوما عليهم من السابغات جياد قوانسها تلمع
مصابيح مثل نجوم السماء وما حمل الله لا يوضع

ونطق ضرار بن الخطاب الفهري القرشي:

ألم تسأل الناس عن شأننا ولم يثبت الأمر كالخابر
غداة عكاظ إذا استكملت هوازن في كفها الحاضر
واتىت سليم تهز القنا على جميع سلهبة ضامر
وجئنا إليهم على المضمرات بأرعن ذي لجب زاخر
فلما التقينا أذقناهم طعانا بسمر القنا العائر
ففرت سليم ولم يصبروا وطارت شعاعا بنوعامر
وفرت ثقيف إلى لاتها بمنقلب الخائب الخاسر
وقاتلت العنس شطر النها ر ثم تولت مع الصاد
على حتى دهمانها حافظت أخيرا لدى دارة الدائر

ونطق جذل الطعان علقمة بن فراس المالكي الكناني:

اتىت هوازنُ أرسالاً وإخوتها بنوسلَيم فهابوا المَوتَ وانصرفوا
فاستُقبلوا بضرِابٍ فَضَّ جَمْعَهم مثلَ الحريق فما عاجُوا ولا عَطَفوا

ونطق أمية بن الأسكر الليثي الكناني:

ألا سائل هوازن يوم لاقوا فوارس من كنانة مفهمينا
لدى شربٍ وقد جاشوا وجشنا فأوعب في النفير بنوا أبينا

ونطقت عاتكة بنت عبد المطلب الهاشمية القرشية الكنانية:

سائل بنا في قومنا وليكف من شر سماعه
قيسا وما جمعوا لنا في مجمع باق شناعه
فيه السنور والقنا والكبش ملتمع قناعه
بعكاظ يعشي الناظرين إذا هم لمحوا شعاعه
فيه قتلنا مالكا قسرا وأسلمه رعاعه
ومجندلا غادرنه بالقاع تنهشه ضباعه
  • مدار قيس:

كان مسعود بن معتب بن مالك الثقفي سيد هوازن وأحد سادات قيس عيلان قد ضرب على امرأته سبيعة بنت عبد شمس القرشية الكنانية خباء وكان يجمع الكبول والجوامع فرآها تبكي حين تدانى الناس فنطق لها: " ما يبكيك"، فنطقت: "لما يصاب غدا من قومي"، فنطق لها: " من ولج خباءك فهوآمن"، فجعلت توصل فيه البترة بعد البترة والخرقة والشيء ليتسع فنطق لها: " لا يتجاوزني خباؤك فإني لا أمضي لك إلا من أحاط به الخباء، لا يبقى طنب من أطناب هذا البيت إلا ربطت به رجلا من بني كنانة وأرجووالله حتى أملأ منها قومك"، فأحفظها فنطقت: "أنت وذاك أما والله لئن رأيتهم لتعهدن غير ذلك وإني لأظن أنك ستود حتى لوزدت في توسعته"، فلما صف القوم بعضهم لبعض والتقت كنانة وقيس عيلان خرجت سبيعة فنادت قومها بأعلى صوتها قائلة: " إذا وهبا يأتلي ويحلف ألا يبقى طنب من أطناب هذا البيت إلا ربط به رجلا من كنانة فالجد الجد"، فلما انهزمت قيس عيلان خرج مسعود بن معتب الثقفي لا يعرج على شيء حتى أتى سبيعة بنت عبد شمس القرشية الكنانية زوجته فجعل أنفه بين ثدييها ونطق: " أنا بالله وبك"، فنطقت: " كلا زعمت أنك ستملأ بيتي من أسرى قومي اجلس فأنت آمن". فدخل من استطاع من قيس عيلان خباءها مستجيرين بها فأجار لها حرب بن أمية القرشي الكناني سيد كنانة جيرانها ونطق لها: " يا عمة من تمسك بأطناب خبائك أودار حوله فهوآمن"، فنادت سبيعة: "من تعلق بطنب من أطناب بيتي فهوآمن من ذمتي"، فاستدارت قيس عيلان بخبائها حتى صاروا حلقة وكثروا جدا فلم يبق أحد لا نجاة عنده إلا دار بخبائها فقيل لذلك الموضع مدار قيس وكان يضرب في الجاهلية بمدار قيس المثل ويعير قيس عيلان بمدارهم يومئذ بخباء سبيعة بنت عبد شمس القرشية الكنانية فتغضب قيس عيلان من ذلك. وأخرج مسعود بن معتب أبناءه: عروة ولوحة ونويرة والأسود، فأمرتهم أمهم سبيعة حتى يدورون وهم غلمان في قيس عيلان يأخذون بأيديهم إلى خباء أمهم الكنانية ليجيروهم فيسودوا بذلك.

ونطق خداش بن زهير بن ربيعة العامري الهوازني وقيل عوف بن الأحوص بن جعفر العامري الهوازني:

فلما دنونا للقباب وأهلها أتيح لنا ذئب مع الليل فاجر
أتيحت لنا بكر وتحت لوائها كتائب يخشاها العزيز المكاثر
واتىت قريش حافلين بجمعهم وكان لهم في أول الدهر ناصر
وكانت قريش لوظهرنا عليهم شفاء لما في الصدر والبغض ظاهر
حبت دونهم بكر فلم نستطعهم كأنهم بالمشرفية سامر
وما برحت بكر تثوب وتدعي ويلحق منهم أولون وآخر
لدن غدوة حتى أتى الليل وانجلت عماية يوم شره متظاهر
وما زال ذاك الدأب حتى تخاذلت هوازن وارفضت سليم وعامر
وكانت قريش يفلق الصخر حدها إذا أوهن الناس الجدود العواثر

يوم الحُرَيرَة

ثم كان اليوم الخامس وهويوم الحُرَيرَة وهي حرة قرب نخلة إلى جانب عكاظ مما يلي مهب جنوبها ثم تقبل ترغب مكة من مهب صباها حتى تنبتر دوين قرن، وكان فيه الرؤساء الذين كانوا عليهم إلا أبومساحق بلعاء بن قيس اليعمري الليثي الكناني سيد بني بكر من كنانة فإنه قد توفي قبل يوم الحُرَيرَة فصار على بني بكر أخوه جثامة بن قيس الليثي الكناني، فاقتتلوا فانهزمت كنانة وقتل يومئذ أبوسفيان بن أمية القرشي الكناني، وممن أبلى بلاء حسنا من قيس عيلان في يوم الحُرَيرَة: عثمان بن أسيد بن مالك العامري الهوازني وابن عمه ورقاء بن الحارث بن مالك العامري الهوازني.

ونطق خداش بن زهير بن ربيعة العامري الهوازني:

إنّي مِن النَّفر المُحْمَر أَعْينهمِ أهل السوام وأهل الصَخر واللُّوبِ
الطاعِنين نُحورَ الخَيل مُقْبِلةَ بكل سَمْراء لم تُعْلب ومَعْلوب
وقد بلوتُم فأبلوكم بلاءَهم يوم الحُريرة ضرباً غير مَكذوب
إن توعدوني فإني لابن عمكم وقد أصابوكم منه بشؤبوب
وإن ورقاء قد أردى أبا كنف وابني إياس وعمرا وابن أيوب
وإن عثمان قد أردى ثمانية منكم وأنتم على خبر وتجريب
لاقتْهمُ منهمُ اسادُ مَلْحمة ليسوا بزارعة عُوج العَراقيب
فالآن إذا تُقْبلوا نأخذ نحورَكم وإن تباهوا فإني غيرُ مَغلوب

ونطق الحارث بن كَلَدة الثَّقفيّ:

هجرتُ الفارسَ البَذّأخ منهم تَمُجّ عروقُه عَلقاً غبيطا
دعستُ لبانَه بالرُّمح حتى سمعتُ لِمَتْنه فيه أطيطا
لقد أرديتَ قومَك يا ابنَ صَخْر وقد جَشًمتهم أمراً سَلِيطاً
وكم أسلمتُ منكم من كميِّ جريحاً قد سمعت له غَطِيطاً

انتهاء الحرب والصلح

بعد يوم الحريرة تواعد الحيان من العام المقبل إلى عكاظ فوافوا الموعد واتىت كنانة وقيس عيلان.

وكان عتبة بن ربيعة العبشمي القرشي الكناني يتيما في حجر ابن عمه حرب بن أمية سيد قريش وكنانة فضربه حرب وأشفق من خروجه معه، فخرج عتبة بغير إذن حرب، فلم يشعر إلا وعتبة على بعيره بين الصفين ينادي: " يا معشر مضر علام تفانون ؟" فنطقت له هوازن: "ما تدعوإليه ؟"، نطق: " الصلح، انصرفوا فيعد هذا الأمر إلى أحسنه وأجمله فإنكم في شهر حرام وقد عورتم متجركم وانبترت موادكم وخاف من قاربكم"، نطقوا: " لا ننصرف أبدا ونحن موتورون ولومتنا من آخرنا"، نطق: "فالقوم قد وتروا وقد قتلوا نحوا مما قتلتم وجرحوا حدثا جرحتم"، فنطقت قيس عيلان: " قتلانا أكثر من قتلاهم "، فنطق عتبة بن ربيعة: " فإني أدعوكم إلى خطة هي لكم صلاح ونصفة، عدوا القتلى فإن كان لكم الفضل ودينا فضلكم، وإن كان لهم وديتم فضلهم". نطقوا: " ومن لنا بذلك"، نطق: "أنا"، نطقوا: " ومن أنت ؟"، نطق: " أنا عتبة بن ربيعة بن عبد شمس" فرضيتقيس عيلان بذلك ونطق أبوالبراء العامري الهوازني: " لا يرد هذه الخطة أحد إلا اخذ شرا منها، نحن نعمل "، وأجابوا فاستوثق من رؤساء قيس عيلان من أبي براء وسبيع بن ربيعة، ثم انطلق إلى حرب بن أمية وابن جنادىن وهشام بن المغيرة فاستوثق منهم، فرضت كنانة وتحاجز الناس وأمنوا وعدوا القتلى فوجدوا حتى قتلى قيس عيلان كانوا أكثر من قتلى كنانة بعشرين رجلا فودتهم كنانة ورهن يومئذ حرب بن أمية ابنه أبا سفيان بن حرب ورهن الحارث بن علقمة العبدري القرشي ابنه النضر بن الحارث ورهن سفيان ان عويف الحارثي الكناني ابنه الحارث في ديات القوم عشرين دية حتى يؤدوها وانصرف الناس جميع وجه وهم يقولون: " حجز بين الناس عتبة بن ربيعة فلم يزل يذكر بها آخر الأبد"، ووضعت الحرب أوزارها فيما بينهم وتعاهدوا وتعاقدوا حتى لا يؤذي بعضهم بعضا فيما كان بينهم من أمر البراض وعروة والغطفاني والغنوي، وانصرفت قريش فترافدوا في الديات فبعثوا بها إلى قيس وافتكوا أصحابهم، وقدم أبوبراء معتمرا بعد ذلك فلقيه ابن جنادىن فنطق: " أبا براء! ما كان أثقل على موقفك يومئذ؟"، فنطق أبوبراء: " ما زلت أرى حتى الأمر لا يلتحم حتى رايتك فلما رأيتك فهمت حتى الأمر سيلتحم وقد آل ذلك إلى خير وصلح"، وقيل ودى القتلى حرب بن أمية القرشي الكناني، وزعم بنوكنانة حتى القتلى الفاضلين فتلاهم وأنهم هم ودوهم، وبذلك انقضت حرب الفجار فاجتمعت القبائل على الصلح وتعاقدوا ألا يعرض بعضهم لبعض.

وأبى وهب بن معتب بن مالك بن كعب الثقفي الصلح، وخالف قومه قيس عيلان وجعل لا يرضى بذلك حتى يدركوا بثأرهم، فنطق فيه أمية بن حرثان بن الأسكر بن سربال الموت الليثي الكناني: الكامل

المرء وهب وهب آل معتب مل الغواة وأنت لما تملل
تسعى توقدها وتجزل وقدها وإذا تعاطى الصلح قومك تأتلي

واندس وهب بن معتب حتى أغار بقوم معه من هوازن على بني الملوح وبني مدلج وهما حيان من كنانة بصحراء الغميم بين مكة والمدينة المنورة، وفي القوم سلمة بن سعلاء وقيل ابن سعدي البكائي الهوازني وخالد بن هوذة العامري الهوازني، وناس من بني هلال عليهم ربيعة بن أبي ظبيان الهلالي الهوازني، وناس من بني نصر بن معاوية عليهم مالك بن عوف النصري الهوازني وهويومئذ أمرد وهذا أول يوم ذُكر فيه، فقاتلوهم وجعل مالك يقاتل ويرتجز: الرجز

أمرد يهدي حلمه شيب اللحى

فقتلت بنومدلج يومئذ عبيد بن عوف البكائي الهوازني وسبيع بن المؤمل الجسري المحاربي، وأما بنوالملوح فكان النصر أول النهار لهم ثم انهزموا واستحر فيهم القتل، فقتل منهم ثلاثين رجلا وسيقت البهائم.

ثم كان الرجل من الحيين بعد ذلك يلقى الرجل والرجلان يلقيان الرجلين فيقتل بعضهم بعضا، ومن ذلك ابن محمية بن عبد بن جابر الدؤلي الكناني لقي زهير بن ربيعة العامري الهوازني والد الشاعر خداش بن زهير، فنطق زهير: " إني حرام جئت معتمرا"، فنطق له ابن محمية: " ما تلقى طوال الدهر إلا قلت أنا معتمر"، فقتله ثم ندم فنطق يرتجز: الرجز

لاهم إذا العامري المعتمر لم آت فيه عذرة المعتذر

ونطق في ذلك ربيعة بن علس الشويعر الليثي الكناني:

هجرنا ثاويا يزقوصداه زهيرا بالعوالي والصفاح
أتيح له ابن محمية بن عبد فأعجله التسوم بالبطاح

وبعد انقضاء الحرب أوفد عبد الله بن جنادىن التيمي القرشي ستين بعيرا مع رجل من حضرموت يرعى له بنجد فعدا أهل نجد على الحضرمي فقتلوه وانتهبوا الإبل، وكان عبد الله بن جنادىن قد اتهم خداش بن زهير العامري الهوازني فأمسك خداش عن الحج وخاف قريشا، ثم بعث خداش بعد ذلك بهدي له ينحر بمنى فلما وقف هديه بالمنحر من منى رآه رجال من قريش، فنطقوا: " لمن هذه البدن"، فقيل: " لخداش بن زهير"، فنطقوا: " ألعدوالله المستحل أموال أهل الحرم لا والله لا تنحر ههنا أبدا"، ثم ضربوا وجوهها من منى فبلغ ذلك خداش بن زهير فنطق يهجوابن جنادىن:

إن يك ذوالضرع ابن جنادىن سبني فإني بذي الضرع ابن جنادىن عالم
أغرك حتى كانت ببطنك عكنة وإنك مكفي بمكة طاعم
يسرك حتى يهدى لك البرك مصلحا وتضرط إذا تجنى عليك العظائم
ولولا رجال من قريش أعزة سُلبتم ثياب البيت والبيت قائم
ولولا بني بكر وحد سيوفهم لجالت عليكم في الحجيج المقاسم
أبى لكم حتى النفوس أذلة وأن القرى عن طارق الليل عاتم
وإن الحلوم لا حلوم وأنتم من الجهل طير تحته الماء دائم

مشاركة النبي صلى الله عليه وسلم في حرب الفجار

شهد النبي صلى الله عليه وسلم جميع أيام حرب الفجار الرابع إلا يوم نخلة وكان ضمن بني كنانة لكونه منهم. وكان عمر النبي صلى الله عليه وسلم أول ما شهد حرب الفجار 14 سنة وانتهت وهوابن 20 سنة،.

ونطق النبي: «قد حضرته مع عمومتي، ورميت فيه بأسهم، وما أحب أني لم أكن عملت»، ونطق النبي صلى الله عليه وسلم:«كنت أنبل على أعمامي»، ونطق النبي صلى الله عليه وسلم: « ما سرني أني لم أشهده إنهم تعدوا على قومي عرضوا عليهم حتى يدفعوا إليهم البراض صاحبهم فأبوا» .

المصادر

  1. ^ فهرس شعراء الموسوعة الشعرية (1/1176)
  2. ^ البداية والنهاية - ابن كثير - ج ٢- الصفحة ٣٥٣
  3. ^ المنمق من أخبار قريش (1/43)
  4. ^ الأغاني (22/61)
  5. ^ حرب الفجار، ويكيبديا العربية
  6. ^ المنمق من أخبار قريش (1/44)
  7. ^ الأغاني (22/60)
  8. ^ سمط اللآلي 195
  9. ^ المنمق من أخبار قريش ص 45
  10. ^ العقد الفريد (2/299)
  11. ^ نهاية الإرب في فنون الأدب (4/210)
  12. ^ العقد الفريد 2/300
  13. ^ المنمق من أخبار قريش ص 46
  14. ^ أسواق العرب في الجاهلية والإسلام ص 165
  15. ^ الأغاني (22/67)
  16. ^ المنمق من أخبار قريش ص 47
  17. ^ المنمق من أخبار قريش ص 49
  18. ^ العقد الفريد (2/301)
  19. ^ الأغاني (22/70)
  20. ^ المنمق من أخبار قريش ص 50
  21. ^ معجم ما استعجم (1/265)
  22. ^ فهرس شعراء الموسوعة الشعرية (1/1220)
  23. ^ زهر الأكم في الأمثال والحكم ص 193
  24. ^ الأغاني 22-77
  25. ^ المفضليات (1/66)
  26. ^ الأغاني 22-75
  27. ^ المنمق من أخبار قريش ص 52
  28. ^ العقد الفريد 301
  29. ^ المنمق من أخبار قريش ص 48
  30. ^ البداية والنهاية (2/354)
  31. ^ الآمالي لليزيدي ص 23
  32. ^ الأغاني (22/77)
  33. ^ الطبقات الكبرى - محمد بن سعد - ج ١ - الصفحة ١٢٨
  34. ^ البداية والنهاية – الجزء الثاني
  35. ^ الأغاني للأصفهاني (22/78)
اقرأ نصاً ذا علاقة في

حرب الفجار


اقرأ نصاً ذا علاقة في

حرب الفجار


اقرأ نصاً ذا علاقة في

حرب الفجار


تاريخ النشر: 2020-06-04 18:35:56
التصنيفات: تاريخ مكة, أيام قريش, أيام الجاهلية, جاهلية, معارك العرب

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

العدس بـ50 جنيهًا.. أسعار البقوليات اليوم الجمعة

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-02-03 12:22:07
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 70%

بعد حقن «يوسف» بمضاد حيوي مغشوش.. احذر السرنجة فيها سم قاتل

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-02-03 12:21:43
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 68%

بنسب ملحوظة.. كيف زادت صادرات مصر من منتجات الطباعة والورق (إنفوجراف)

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-02-03 12:21:41
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 66%

زحام على شباك تذاكر معرض القاهرة الدولى للكتاب فى تاسع أيامه

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-02-03 12:21:42
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 67%

خلال اتصال مع السودانى..بايدن يؤكد دعمه الثابت لعراق مستقر وآمن

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-02-03 12:21:57
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 52%

تذكار استشهاد الـ 49 شهيدا شيوخ شيهات

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-02-03 12:22:26
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 57%

في آخر جمعة.. زحام شديد من الزوار و250 رحلة جماعية لمعرض الكتاب

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-02-03 12:22:18
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 54%

الكرملين يعلق على زيارة مدير وكالة الاستخبارات الأمريكية إلى موسكو

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-02-03 12:21:58
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 60%

ضبط 1552 قضية تموينية في حملات بالمحافظات خلال 24 ساعة

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-02-03 12:21:38
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 67%

توصيات تقرير «الشيوخ» لمواجهة العنف الأسري وتعزيز تماسك الأسرة

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-02-03 12:22:02
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 52%

ضبط تاجر عملة في السوق السوداء بالقاهرة

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-02-03 12:21:38
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 51%

بالقاعة المغطاة بزغوان: العثور على جثة تلميذة

المصدر: جريدة المغرب - تونس التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-02-03 12:22:14
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 64%

الدفاع النمساوية: نلتزم الحياد العسكري ونتضامن مع أوكرانيا

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-02-03 12:21:57
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 56%

فى الذكرى الأولى لرحيلها.. محطات فى حياة عايدة عبدالعزيز

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-02-03 12:21:46
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 57%

إسقاط التهم عن لاعب مانشستر يونايتد غرينوود

المصدر: جريدة المغرب - تونس التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-02-03 12:22:21
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 70%

طلب إحاطة بشأن تكرار الحوادث فى الكرنك لعدم وجود مزلقان شرعى

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-02-03 12:22:04
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 54%

البتلو بـ220 جنيهًا.. أسعار اللحوم اليوم الجمعة بالأسواق

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-02-03 12:22:07
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 51%

اليوم.. الموسيقار عمر خيرت يقدم حفلًا فى أوبرا دبى

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-02-03 12:21:47
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 53%

حلمة صغار في عرضها الأول

المصدر: جريدة المغرب - تونس التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-02-03 12:22:19
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 68%

تحميل تطبيق المنصة العربية