يوحنا مضىي الفم (بالإنجليزية: Saint John Chrysostom، باليونانية: Ιωάννης ο Χρυσόστομος، و.347 - 407) أسقف القسطنطينية وأحد آباء الكنيسة المبكرين. عـُرف بفصاحته في التبشير والخطابة ومعارضته لإساءة استعمال السلطة في الكنيسة والسياسة. كما عهد بزهده. بعد وفاته اطلق عليه لقب Chrysostom أي "مضىي الفم".الكنيسة الارثوذوكسية الشرقية والكنائس الكاثوليكية الشرقية تكرمانه كقديس.

ولد يوحنا في أنطاكية نحوسنة 347 من والدين حسيبين وقد سموا أباه ساكوندوس وكان رئيساً في الجندية وسموا أمه اننوزا وكانا كلاهما مسيحيين ومات أبوه وهووقع فربته أمه خير تربية ودرس الفصاحة والخطابة متتلمذاً لليبانيوس الأنطاكي الشهير واستمر صديقاً له ثم اعتكف على تفهم الشريعة فنبغ فيها واشتهر بمحاماته في النادىوى ولم تكن العلوم العالمين تلذ له فرغب عنها وانصب على تفهم الأسفار المقدسة على كريتاريوس وديودوس الذي صار بعد أسقفاً على طرسوس ثم اعتزل العالم منفرداً في أحد جبال سورية وهناك خط كتابه في سيرة المتوحدين وحمل اثنين من رفقائه في تفهم الفهم على حتى يحذوا حذوه أحدهما توادوروس الذي صار بعد أسقفاً على المصيصة وثانيهما مكسيموس الذي صار بعد أسقفاً على سلوقية بايسورية. ثم عاد يوحنا إلى أنطاكي سنة 381 فرقاه القديس ملاتيوس بطريرك أنطاكية إلى درجة الكهنوت سنة 385 وعهد إليه حتى يخطب في الكنائس فطارت شهرة فصاحته وسطعت أنوار غيرته وألقى وقتئذٍ كثيراً من خطبه الغراء ومواعظه خلابة العقول وخط كثيراً من منطقاته البليغة فكان في مدة الخلاف بين ملاتيوس وبولينوس بعيداً عن التشيع لأحدهما وسقمياً لكليهما ولما توفي نقطار البطريرك القسطنطيني واختلفت آراء الاكليرس والشعب في اختيار خليفة له أجمع المنتخبون والملك اركاديوس بأن يؤتي بيوحنا من أنطاكية ويقام بطريركاً في القسطنطينية فاستنادىه الملك ورقي إلى المقام البطريركي سنة 398 بحضرة كثير من الأساقفة حتى توافيلوس البطريرك الإسكندري الذي بذل قصارى جده ليقيم ايسيدورس أحد كهنته مقام يوحنا فتعسر عليه إدراك شأوه وطفق يوحنا يجاهد في إتمام فروض مقامه غير مراعٍ في ذلك كبيراً أوغنياً أوصاحب سلطة أوأسقفاً أيضاً وصرف جده أولاً في استئصال بعض العادات السيئة التي كان بعض الاكليريكيين استطرقوها منها اعتياد بعضهم حتى يعيشوا مع نساء تقيات يتخذونهن اخوات لهم وخط في ذلك كتابين وقد ندد تنديداً عنيفاً بطمع الكهنة في خطبة في رسالة بولس الرسول إلى أهل أفسس التي كان يلقيها في القسطنطينية حيث كان يقرع أيضاً أصحاب الخصال الذميمة وكان شديد القسوة على كهنته آملاً حتى تصلح القسوة حالهم أكثر من الحلم والرقة ولاعتماده على برارته وحسن طويته لم يكن يبالي بمسيء ولوعظم قدره ولا يغضي على زلة أياً كان فاعلها فكثر مبغضوه ومخالفوه وكان لديه شماس إسمه سرابيون يحثه على الصرامة في تدبير كهنته ونطق له ذات يوم بحضرة كثير منهم لا تستطيع حتى تسوسهم إلا بقضيب من حديد فحنق السامعون على أسقفهم. وبعد مدة بتر كثيرين من شركة الكنيسة لأسباب متنوعة فتآمروا عليه وطفقوا ينمون به للشعب ولم يقتصر فم المضى على مغالظة الكهنة بل جافى كثيرين من الكبراء أيضاً غيرة على سنة الله من ذلك أنه كان عند الملك اركاديوس خصي إسمه اوترب رفيع المنزلة نافذ الحدثة حتى كانوا يسمونه أبا الملك فهذا بعث الملك على حتى ينسخ الشريعة الآمرة باحترام الكنائس وأن يبطل التاتى المجرمين إليها ولكن بقضاء الله العادل تغير الملك عليه وأراد قتله فهرب اوترب إلى الكنيسة لاجئاً إليها فعارض فم المضى الملك بإخراجه منها وألقى على مسمع اوترب خطبة عنفه بها وأبان له سوء تصرفه فشق على بعض السامعين معاملته كذلك في حين محنته وأسخط الملك.

وأتى في تلك الأثناء إلى القسطنطينية انطيوكس أسقف عكا وكان خطيباً فصيحاً خطب في كنائس العاصمة فحشد مبلغاً من المال وعاد إلى عكا ولما سمع ذلك سفريانوس أسقف جبلة إنسان إلى العاصمة وكان فصيحاً أيضاً لكنه لم يكن يحسن الكلام باليونانية بل إذا تحدث بها خالط كلامه ألفاظ سريانية على ما روى سقراط (ك6 فصل11) فرحب به فم المضى وأكرم مثواه وأطال سفريانوس مكثه في القسطنطينية وتزلف إلى الملك وكبراء العاصمة فأحبوه وأكرموه واشتهر بخطبه على ما في ألفاظه من الركاكة ومر سفريانوس يوماً وسرابيون شماس فم المضى جالس فلم يقم ولم يبد إمارة الإحترام بل استمر جالساً على كرسيه فلم يتحمل سفريانوس هذه الإهانة بل نطق إذا توفي سرابيون مسيحياً فالمسيح لم يتجسد فشكا سرابيون سفريانوس إلى فم المضى وأخفى عليه عبارته الأولى وهي إذا توفي سرابيون مسيحياً وإدعى أنه نطق إذا المسيح لم يتجسد وأورد شهوداً من المحازبين له شهدوا حتى سفريانوس نطق بهذه العبارة فطرد فم المضى أسقف جبلة من القسطنطينية فعظم الأمر على خلانه ومريديه ولامت الملكة اودكسية فم المضى لوماً شديداً على عملته هذه واستدعت سفريانوس فعاد من خليكدونية إلى العاصمة وقاطعه فم المضى إلى حتى أخذت الملكة ابنها توادوسيوس وهووقع متضرعاً إلى فم المضى ليصالح سفريانوس فاصطلحا وبقيت في قلب أسقف جبلة حزازات من حنقه على فم المضى فكان من أعدائه عند مصابه كما سترى وقد رأيت ما كان له مع ابيفان أسقف قبرص وفهمت أنه قبل الرهبان المصريين الذين أتوا إلى العاصمة يشكون بطريركهم توافيلس الإسكندري.

قد مر حتى الملك اركاديوس كان قد استقدم الأساقفة للاجتماع في العاصمة فتسارع إليها توافيلس البطريرك الإسكندري مع أساقفته عازماً على عزل فم المضى من كرسيه وكان بعض الأساقفة يشايعونه في ذلك منهم بعض أساقفة من آسيا كان قد عزلهم واكاشيوس أسقف حلب وسفريانوس أسقف جبلة وانطيوكس أسقف عكا المشار إليهما آنفاً وثلاثة من كبراء الدولة كان توافيلس قد رشاهم وبعض الاكليرس القسطنطيني الذين كان فم المضى قد أدبهم لإصلاحهم وثلاث أرامل غنيات كان قد انبهن على إسرافهن وسوء سيرتهن، وفوق هؤلاء اودكسية الملكة التي كانت قد استاءت من خطب فم المضى في ذم النساء وبهرجتهن وإسرافهن. فجميع هؤلاء عاونوا توافيلس الإسكندري على حتى الملك يرخص بعقد مجمع على فم المضى فالتأم المجمع وكان فيه ستة وثلاثون أسقفاً من بطريركية توافيلس ودعى فم المضى إليه فأجاب أنه يحضر بشرط حتى يخرج من المجمع من سماهم من أعدائه ولا أقل من حتىقد يكونوا فيه بمنزلة شاكين لا بمنزلة قضاة وبعد جوابه هذا دعي ثانية وإذ لم يحضر حكموا عليه حكماً غيابياً وقد كان الأساقفة خصومه يرغبون في حمل الملك على مجازاته جزاء المعتدين على الملك لأنه شبه الملكة في إحدى خطبه بإيزابيل فاقتصر الملك على نفيه ولما بلغه الأمر نطق إنه لايريد حتى يذعن له إلا مكرهاً بالقوة خصومه الملك حتى يرغمه على المسير وأوفد بعض عماله فأنزلوه في سفينة ليلاً وأوصلوه إلى محل في عبر البصفر.

على أنه لم يبق منفياً إلا يوماً واحداً لأن الشعب عندما سمع خبر نفيه أبدى من الهياج ما لا مزيد عليه وعلت الضوضاء والصراخ في الكنائس والساحات والأزقة وحدث في الليل زلزال قوض كثيراً من أبنية المدينة وغرفة الملك نفسها فارتاعت الملكة وسألته حتى يستدعي للحال فم المضى وخطت إلى البطريرك ما نصه "لا يخالن لقداستكم أني دريت بشيء مما كان فأنا بريئة من دمك إذا بعض الأشرار العاثين نصبوا لك هذه الأحبولة والله شاهد لدموعي التي ذرفتها محرقة له من أجلك وهل أنسيّن حتى يديك المقدستين عمدتا أولادي" وتقدمت إلى الملك باكية قائلة لاوسيلة لنا لنجاة المملكة من الدمار الذي يهددها إلا بإعادة فم المضى فأوفد الملك عمالاً تباعاً فلم يهتد إلى موضعه إلا بريزون أحد حاشية الملك ولما دنا من المدينة هب الشعب رجالاً ونساءً كباراً وصغاراً للقياه حتى غطت السفن وجه البصفر وكان الجمهور يرنم ترانيم ألفت لذلك وانتهوا به إلى كنيسة الرسل يصحبه أكثر من ثلاثين أسقفاً وكفوه حتى يرقي إلى المنبر داعياً بالسلام للشعب على عادتهم فتمنع من ذلك قبل حتى يبرئه مجمع آخر يربوأساقفته على عدد أساقفة المجمع الذي حطه بل لم يشأ أولاً حتى يدخل القسطنطينية وتوقف في إحدى ضواحيها المسماة مريان ولكن أكرهه الحاح الشعب على حتى ألقى خطبة موجزة شبه بها كنيسته بسارة وتوافيلس بملك مصر الذي حاول حتى يمس عفافها فمنعه ملاك من ذلك وشكر الله على أنه منّ بعوده ولم يغفل عن ذكر معهدته جمل الملكة أسماها بذلك وأكثر الشعب من إبداء أدلة استحسانهم لكلامه حتى ما تمكن من تكميله ويظهر حتى هذا كان سنة 401.

وسأل فم المضى الملك بعد ذلك حتى يستدعي أساقفة أكثر من الأولين ليفحصوا دعواه فخط إلى جميع جهة يستدعي الأساقفة ولما درى توافيلس بذلك خاف حتى يثبت عليه ما كان ضميره يؤنبه عليه فبرح العاصمة ليلاً لا يفهم إلا أساقفته الذين سافروا معه فلم يبق في القسطنطينية إلا أصحاب فم المضى على حتى فرار كان بينة كافية لبراءة فم المضى لكنه لم يكتف بها ولم ينكف عن سؤال الملك حتى يستدعي الأساقفة إلى المجمع فأمر الملك توافيلس حتى يعود ليجيب على ما خلق فاعتذر ولكن عاد انطيوكس أسقف عكا وسفريانوس أسقف جبلة ويظهر أنه لم يعقد مجمع حافل ولكن الأساقفة الكثيرين الذين اجتمعوا حينئذٍ في القسطنطينية سقطوا على قرار فحواه أنهم يعترفون بأن فم المضى إنما هوالأسقف الشرعي لهذه المدينة ولا عبرة لشيء مام جرى قبلاً.

على حتى الراحة لم تستتب زمناً طويلاً في العاصمة بعد عود فم المضى فقد أقيم حينئذٍ تمثال من فضة لاودكسية الملكة على باب الندوة وفي جانب كنيسة القديسة صوفيا وعند تدشين هذا التمثال جاوز الشعب حد الوقار والأدب بالرقص والغناء والملاهي فلم يتحمل فم المضى حصول مثل هذا التهتك والخلاعة تجاه باب الكنيسة وشكا من ذلك بخطبة أطال فيها لسانه مندداً بالعاملين والآمرين بمثل هذه الخلاعات فاستشاطت اودكسية من هذا التنديد وعزمت حتى تعقد مجمعاً حديثاً على البطريرك فلم يبال فم المضى بسخطها عليه ولم يجبن بل ألقى خطبة أخرى صرح فيها بكلامه على الملكة وأسهلها على ما روى سقراط (ك6 ف18) بقوله "عادت هيرودية ترقص حنقة متطلبة رأس يوحنا على طبق" فنشأت مكيدة أخرى على فم المضى وخط خصومه إلى توافيلس الإسكندري يسألونه حتى يأتي فيدبرهم أويشير عليهم بما يصنعون فلم يأتِ بل أوفد ثلاثة أساقفة وسلم إليهم قانوناً كان الأساقفة الاريوسيون قد وضعوه في دعوى القديس اثناسيوس في مجمعهم في أنطاكية سنة 341 فحواه "أنه إذا عزل أسقف في مجمع ثم عاد إلى كرسيه من تلقاء نفسه أوبأمر الملك فيستمر معزولاً أبداً ولا يسمح له بأن يبرئ نفسه" وهذا القانون كان مجمع سرديكا (صوفيا البلغار) سنة 347 قد نقضه.

فاجتمع الأساقفة من جميع صوب ولم يقاطع فم المضى خصماؤه لئلا يرد شهادتهم بالعداوة وأتى عيد الميلاد فلم يحضر الملك إلى الكنيسة بحسب عادته وأوفد يقود للبطريرك أنه لا يشهجر معه في العبادات إلى حتى يبرئ ساحته وفتح المجمع وتشبث خصوم البطريرك بالقانون الذي كان توافيلس قد أوفده إليهم فأجاد فم المضى برده ثم انتصب البيديوس أسقف اللاذقية (بسورية) مثبتاً للملك حتى فم المضى لم يعزل عزلاً قانونياً في المجمع الأول وإن هذا القانون سنه الأراطقة ونقضه مجمع سرديكا وإن يوحنا لم يعد إلى كرسيه إلا بأمر الملك نفسه ومع هذا قد حمل انطيوكس أسقف عكا ومحازبوه هذا الملك الضعيف الجبان على لزوم إبعاد البطريرك عن كرسيه قبل عيد الفصح وأوفد الملك يقول للبطريرك أنه يلزمه حتى يخرج من الكنيسة دون إبطاء كما حكم عليه في مجمعين فأجابه "إن الله سلم إليّ هذه الكنيسة للعناية بخلاص شعبها فلا يمكنني هجرها والمدينة لك فإن شئت حتى لا أقيم فيها فاطردني مكرهاً منها لتكون لي معذرة قانونية" وكان هذا في أيام الصوم سنة 404 وفي نهار السبت العظيم أوفد إليه الملك بلاغاً آخر فلم يمتثل له فاستدعى الملك اكاشيوس أسقف حلب وانطيوكس أسقف عكا وسألهما ما ينبغي حتى يصنع فنطقا ما نطقه رؤساء اليهود عن المخلص "عزله على رؤسنا" وبقي اثنان وأربعون أسقفاً يناصرون البطريرك ومضوا للقاءة الملك والملكة في كنيسة الشهداء وخشعوا إليهما باكين ليستعطفوهما على تدارك كنيسة المسيح وراعيها فأعارهم أذناً صماء فهدد أحدهم الملكة بغضب الله قائلاً "خافي أيتها الملكة الله وأشفقي على بنيك ولا تدنسي عيد قيامة المخلص بإراقة الدم" وعاد الأساقفة يائسين فقضي جميع منهم فروض تلك الأيام المقدسة في منزله بالكآبة والدموع أما الكهنة الأمناء لبطريركهم فجمعوا الشعب في منتدى فسيح تلوا فيه الأسفار المقدسة كالعادة وأخذوا يعمدون الموعوظين فطلب اكاشيوس وانطيوكس وسفريانوس إلى المحافظ حتى يفرق جموعهم لئلا يأتي الملك إلى الكنائس فيجدها فارغة ويتأكد ميل الشعب إلى فم المضى فاعتذر بأن الجمع غفير والوقت ليل فيخشى غائلة طردهم وألحوا عليه فأوفد فريقاً من الجند وأوصى رئيسه حتى يفرق الجمع ملايناً لهم أويكلفهم حتى يأتوا إلى الكنيسة فرشا خصوم البطريرك الرئيس ورشوا جنوده ليفتكوا بالجمع إذا لم يمتثلوا بالملاينة فانتضوا سيوفهم ووثبوا على ذلك الجمع وانتهى الرئيس إلى محل التعميد فأقلب آنية الماء ورفس حامل الميرون فأراقه وعلا صراخ النساء المتعريات لقبول العماد وفر الكهنة بملابسهم الكهنوتية وجرح بعض ودخل الجنود إلى محل التقديس ودنسوا الأسرار المقدسة وقبضوا على كثيرين من الكهنة والشمامسة وأودعوهم السجن.

وخط فم المضى إلى البابا اينوشنسيوس يسأله حتى يتدارك هذه الشئون بسلطانه ويكف المعتدين عن خرق قوانين الكنيسة ويأمر إذا شاء بمحاكمته مع خصومه محاكمة قانونية وكذلك خط الإثنان والأربعون أسقفاً المناصرون له وأوفدوا بهذه الرسائل أربعة أساقفة وشماسين وكان توافيلس قد حمل عريضة للحبر الروماني ينبئه بها بعزل البطريرك القسطنطيني ولم يبين لذلك سبباً ولا من كان الحاكم عليه فتردد البابا في الجواب لتوافيلس ولما بلغ الوفد القسطنطيني وأطلعه على جميع ما كان أجابه قائلاً "إنك وأخانا يوحنا البطريرك القسطنطيني في شركتنا وقد خطنا ونخط إليك جميع ما خاطبتنا إننا إذا تفحصنا بحسب القانون جميع ما جرى بالمشاحنة فلا يمكننا حتى نخرج يوحنا من الشركة دون حجة فإن كنت على ثقة من حكمك عليه فاحضر إلى المجمع الذي سيعقد قريباً إذا أحب الله وبين شكاويك بحسب قانون مجمع نيقية فالكنيسة الرومانية لا تعهد قانوناً غيره" يريد أناه لا تعهد قانون مجمع أنطاكية الذي أوردوه على البطريرك.

وحاول بعض الأثمة الغدر بالبطريرك فأقام الشعب خفراء ليلاً ونهاراً لحراسته وتذرع الأساقفة المناصبون له بهذا ليلحوا على الملك بنفيه تفادياً من الشغب بين الشعب فأوفد الملك أحد عماله في 20 حزيران سنة 404 يبلغ البطريرك أمره القاطع بأن يخرج من الكنيسة فرأى فم المضى حتى لا مناص من تحمل الجور فنطق للأساقفة مناصريه تعالوا نصلي في الكنيسة ولم يبح بسره إلا لقليلين منهم وفي آخر الصلاة نطق امكثوا هنا ريثما أستريح قليلاً وخرج من الكنيسة من الباب الشرقي والشعب ينتظره عند الباب الغربي وانسل خفية مع مفوض الملك وركب سفينة عبر بها إلى نيقية ولما فهم الشعب براحه هاجوا وماجوا حتى في الكنيسة وألقى واحد ناراً في العرش الأسقفي وامتد اللهيب حتى دمر الكنيسة وما حولها من البيوت وهبت ريح من الشمال فقذفت النار إلى القصر الذي كان يجتمع فيه رجال الندوة في جنوب الكنيسة فالتهمته واتصلت إلى قصر الملك المتاخم المنتدى. واتهم رجال الحكومة أصحاب البطريرك بهذه الجريمة فعذبوا كثيرين ولم يظهر الفاعل وعجلوا في إبعاد البطريرك فأخذ من نيقية في أربعة يوليوسنة 404 إلى قيصرية الكبادوك واستكدوه جرياً ليلاً ونهاراً فأنهكه التعب ولم يسترح هناك قليلاً إلا ناصبه برانيوس أسقف تلك المدينة حسداً منه لتقاطر الكبراء والوجهاء لزيارته وبلغ كوكوز المحل المعين لنفيه في ارمينيا بعد سبعين يوماً من سفره وأصابته حمى شديدة كادت تهلكه وخط إليه البابا اينوشنسيوس يعزيه ويشجعه على تحمل مصابه بالصبر الجميل وتتالت التعزيات عليه من جميع فج برسائل الأساقفة والوجهاء والفضلاء منها رسالة من القديس مارون الناسك. وقد أجابه عليها في رسالة هي 36 بين رسائله وسوف نذكر ترجمتها بحروفها عند ذكر القديس مارون من تلك السنة هبط حب الغمام على القسطنطينية وجوارها جميع حبة كالجوزة وماتت الملكة اودكسية نفساء ومات شيرين أسقف خليكدونية وكان من كبار مضادّي فم المضى وغيره واشتهر فم المضى في منفاه بمبراته وفضائله وكده في استرداد غير المؤمنين إلى حظيرة الكنيسة وعنايته في خير المؤمنين فاهتم أعداؤه بإبعاده إلى بلد شاسع خوفاً منه وإن منفياً فالتمس سفريانس أسقف جبلة وبرفير بطريرك أنطاكية وغيرهما من الملك حتى يبعده إلى بنينونت على شاطئ البحر الأسود فأخذ بعنف في هذا السفر الشاق الذي يلزمه ثلاثة أشهر فلم يصل إلى كومان في بنطوس إلا وهنت قواه ولم يبق فيه إلا رمق فأخذ يصلي وعند قوله آمين في آخر صلاته بسط رجليه وفاضت روحه المقدسة ودفنت جثته حذاء جثة القديس باسيليك أسقف تلك المدينة الشهيد وكان ذلك في سنة 407 ثم نقلت جثته في أيام توادوسيوس ابن الملك اركاديوس إلى القسطنطينية ووضعت مع ذخائر الرسل وانتصر له الحبر الروماني بعد وفاته كما انتصر له في حياته فلم يسمح لبطاركة القسطنطينية وإسكندرية وأنطاكية حتى يقبلوا في شركته إلا بعد حتى ذكروا بالتكريم فم المضى وأعادوا الأساقفة الذين كانوا قد نفوهم بسبب دعواه. جميع ما مر ملخص عن بلاديوس في ترجمة فم المضى وسقراط وسوزومانوس في تاريخهما البيعي في فصول شتى.

وأما ما ألفه وصنفه هذا العلامة الذي يسمونه أمير الخطباء فكثير يشذ عن العد فله منطقات كثيرة في العقائد الدينية وخط في تفسير أكثر الأسفار المقدسة وكتاب في الكهنوت وكتاب في سيرة النساك وخطب ومواعظ في مواد متعددة ورسائل إلى كثيرون ونافور للقداس بالسريانية فاتحته أيها الرب الإله القدير على جميع شيء. ذكر السمعاني (مجلد 1 من المخطة الشرقية صفحة 562) حتى منه نسخة في المخطة الواتيكانية وذكره البطريرك اسطفانس الدويهي بين النوافير الكاثوليكية في كتابه المنائر العشر وترجمه رينودوسيوس إلى اللاتينية (مجلد2 في الليتورجيات الشرقية 242) وقد طبع في الكتاب القداس لطائفتنا المارونية سنة 1594 نافور آخر معزوإليه ولكن حقق السمعاني (مجلد ثلاثة من المخطة الشرقية صفحة 26) إذا هذا النافور ليوحنا أسقف حاران ونصيبين. وله نافور آخر سرياني مترجم ترجمة حرفية عن اليونانية يستعمله السريان الملكانيون ونسخة منه في المخطة الواتيكانية بين الخط السريانية في عد 37 و40.

وقد ذكر عبد يشوع الصوباوي فم المضى في قصيدته فنطق "فم المضى له تفسير بشارة متى وتفسير وتفسير بشارة يوحنا جميع منهما في مجلدين وتفسير رسائل بولس الرسول وكتاب في الكهنوت وكتاب في المعمودية ومنطقة في الرد على اليهود ومنطقة في رهبان مصر وكتاب في التعزيات ورسالة في التوبة ورسالة إلى يوستنيانس" ونطق السمعاني (في مجلد ثلاثة من المخطة الشرقية صفحة 26 و27) في شرح ذلك أما تفسير بشارتي متى ويوحنا فله فيهما أربعة مجلدات أي في بشارة متى تسمعون منطقة وفي بشارة يوحنا 88 منطقة وكثيراً ما استشهد بها فهماء السريان وأما في تفسير رسائل ماري بولس الرسول فله 245 منطقة وكتابه في الكهنوت مقسوم إلى ستة أسفار. وأما في المعمودية فلا أعهد إلا منطقة في اعتماد المخلص ولعلّ الصوباوي عزا إليه كتابين في المعمودية وهما لباسيليوس الكبير. وله في الرد على اليهود ستة خط وأما منطقته في رهبان مصر فرجح السمعاني حتى تكون الموضوعات في أصل الرهبان الأولين المنسوبة إلى يوحنا أسقف أورشليم وكتاب التعزيات هوكتاب وجهه إلى امرأة شريفة اسمها اولمبياد تحملت كثيراً من الضر بسبب دعواه وافتتحه بقوله لا يضر الإنسان إلا نفسه ورسالته في التوبة خطها إلى توادوروس الذي كان قد هجر التبتل وتزوج وأما الرسالة إلى يوستنيانس فنطق السمعاني فيها حتى لا رسالة له إلى يوستنيانس بل له رسالتان إلى البابا اينوشنسيوس فذكر يوستنيانس خطاً من عبد يشوع أومن الناسخ. وقد طبعت خط فم المضى مرات وقد طبعها الأب مين في باريس بين خط مخطة الآباء اليونانية وروى السمعاني حتى في المخطة الواتيكانية كثيراً من تآليفه مترجمة إلى القبطية والعربية والسريانية.

مأثورات

• "اليهودية كانت سقماً مزروعاً في جسد الكنيسة"، ونادى المسيحيين إلى التحرر من هذا "السقم".

الهامش

وصلات خارجية

مشاع الفهم فيه ميديا متعلقة بموضوع [[commons: Category:John Chrysostom | John Chrysostom ]].

• The Saint John Chrysostom Webpage
• On St. John Chrysostom's Antioch Years by Pope Benedict XVI
• Symposium Commemorating the 1600th Anniversary of St. John's Repose
• St. John Chrysostom article from The Catholic Encyclopedia (Newadvent Website)
• Jewish Encyclopedia: CHRYSOSTOMUS, JOANNES
• Was St. John Chrysostom Anti-Semitic?
• St John Chrysostom and the Anglican Communion
• St John Chrysostom the Archbishop of Constantinople Orthodox icon and synaxarion (November 13 feast day)
• Translation of the relics of St John Chrysostom the Archbishop of Constantinople (January 27 feast day)
• Synaxis of the Ecumenical Teachers and Hierarchs: Basil the Great, Gregory the Theologian, and John Chrysostom (January 30 feast day)

الأعمال

• The Divine Liturgy of St. John Chrysostom
• Writings of Chrysostom in the Christian Classics Ethereal Library edition of the Nicene and Post-Nicene Fathers:
  • On the Priesthood, Ascetic Treatises, Select Homilies and Letters, Homilies on the Statutes
  • Homilies on the Gospel of St. Matthew '
  • Homilies on the Acts of the Apostles and the Epistle to the Romans
  • Homilies on First and Second Corinthians
  • Homilies on the Epistles to the Galatians, Ephesians, Philippians, Colossians, Thessalonians, Timothy, Titus, and Philemon
  • Homilies on the Gospel of St. John and the Epistle to the Hebrews
• Easter Sermon of St. John Chrysostom
• Eight Homilies Against the Jews
• by Migne Patrologia Graeca with analytical indexes