سومر

النطاق الجغرافي الشرق الأدنى - الشرق الأوسط
الفترة العصر الحجري الحديث المتأخر - العصر البرونزي الوسيط
التواريخ 4500ح. 4500
جزء من عن
العراق القديم
  • سومر
  • الامبراطورية الأكادية
  • بابل
  • آشور
  • الامبراطورية الآشورية الجديدة
  • الامبراطورية البابلية الجديدة
العصر الكلاسيكي
  • آشور الأخمينية
  • بابل السلجوقية
  • بابل الپارثية
  • مـِزوپوتاميا الرومانية
  • آشورستان الساسانية
العصور الوسطى
  • الخلافة العباسية
  • العراق العثماني
  • العراق المملوكي
العراق المعاصر
  • الانتداب البريطاني
  • مملكة العراق
جمهورية العراق
  • القومية العربية
  • حكم حزب البعث
  • العراق منذ 2003
بوابة العراق

سومر دولة قديمة بالعراق وقد عهد تاريخها من شذرات الألواح الطينينة المدونة باللغة المسمارية. وظهر إسم سمر في بداية الألفية الثالثة ق.م. لكن كان بداية السومريين في الألفية الخامسة ق.م. حيث إستقر شعب العبيديين بجنوب العراق وكونوا المدن السومرية الرئيسية كأور ونيبور ولارسا ولجاش وكولاب وكيش وإيزين وإريدووأدب. واختلط العبيديون بأهل صحراء الشام والجزيرة العربية عن طريق الهجرة أوشن غارات عليهم. وبعد عام 3250ق.م. هاجر إليهم السومريون من شمال شرق بلاد مابين النهرين بشمال العراق. وهؤلاء الوافدون الجدد كانوا يتحدثون لغة ليس لها صلة بأي لغة أخري معروفة وقتها. وكانت خاصة بهم وابتكروا الكتابة علي مخطوطات ألواح الطين (انظر مسمارية). وظلت الكتابة السومرية 2000 عام, لغة الإتصالات بين دول الشرق الأوسط وقتها.

وخلال القرون التي تلت الهجرة السومرية نمت الدولة وتطورن في الفنون والعمارة والعلوم. ويعتبر الحاكم السومري الملك إيتانا (Etana) ملك مدينة كش أول من وحد بلاد سومر منذ عام 1800ق.م. وبعده ظهر (ميسكياجاشر) ملك مدينة أوروك (وركاء) جنوب مدينة كش, وقام بالسيطرة علي منطقة تمتد من البحر الأبيض المتوسط حتي جبال زاجروس. وخلفه ابنه إنمركار عام 2750 ق.م. واستولى على مدينة أراتا بشمال شرق بلاد الرافدين. وفي عام 2700 ق.م. قام إنمبارجاسي Enmebaragesi ملك دولة إتانا بكش, بالسيطرة علي بلاد سومر. وانتصر علي دولة عيلام Elam. وأقام معبدا للإله إنليل بمدينة نيبور التي أصبحت المركز الديني والحضاري لسومر. وفي سنة 2670 ق.م. إنتهى حكم إتانا بكش بعد سقوطه علي يد ميزنباد ملك مدينة أور التي جعلها عاصمة بلاد سومر. لكن بعد موته بسطت مدينة أرك نفوذها السياسي عليها بواسطة جلجاماش (2700 ق.م. –2650 ق.م.) الذي دارت حوله الملحمة الشهيرة، ملحمة جلجامش.

وقبل القرن 25 ق.م. قامت الإمبراطورية السومرية بقيادة لوجلالمند وبمدينة أدب (2525 ق.م. – 2500 ق.م.). وكانت تمتد من جبال طوروس حتي جبال زاجروس ومن الخليج العربي وحتي البحر الأبيض المتوسط. وعاشت سومر فترة إضطرابات داخلية حتى القرن 23 ق.م. وحتى إجتاحها الملك السامي سارجون الأول (2335 ق.م. –2279 ق.م.) وأسس عاصمة جديدة سماها آجاد بأقصى شمال بلاد سومر. وكانت أيامه أقوى وأغنى مدينة في العالم وقتها. واندمج الغزاة وأهل شمال يلاد سومر وانصهروا مكونين شعب آكاد. وأصبح يطلق عليها بلاد سومر وآكاد. واستمر الحكم الآكادي حوالي قرن. وكان عهد الأكاديين قد إستغرق قرنا. أثناء حكم حفيد سارجون الملك نارامسين (3355 ق.م. –2218 ق.م.) نزح الثوار الجوتيين من جبال زاجروس واستولوا علي مدينة آكاد وبقية سومر. لكن السومريين بعد عدة أجيال طردوهم. وحصلت سومر علي إستقلالها علي يد ملك مدينة أوروك يوتوهيجال (حكم من 2120 ق.م.- 2112 ق.م.). وأعقبه أحد قواده أور- ناموبالعهد الثالث بمدينة أور. وخلفه إبنه شلجي (2095 ق.م.-2047 ق.م.). وكان قائدا عسكريا ومصلحا إجتماعيا كأبيه وأديبا. ووضع قانونا قبل قانون حمورابي بثلاثة قرون. وفتح المدارس والجامعات. وفي بداية الألفية الثالثة ق.م. اتى العلاميون الرعاة من الصحراء غربي بلاد سومر وأكاد. وإستولوا على أبرز مدنها, كإيزين وسيركا وأور واسروا حاكمها. وأصبحت البلاد في فوضى. حتى اتى حمورابي ملك بابل وطرد العلاميين عام 1763 ق.م. وأصبح الحاكم الوحيد لبلاد سومر وأكاد بعدما ضمهمها لبابل لتظهر الحضارة البابلية. والحضارة السومرية خلفت آلاف الألواح المسمارية باللغة الأكادية. ومنذ أوائل الالف الخامس ق.م.، شهد ما بين النهرين السهل الرسوبي في العراق ( دلتا الرافدين ) الانتنطق من القرى الزراعية إلى حياة المدن. ففي هذا السهل قامت المدن الاولى مثل أريدووأور والوركاء(وركا). وفي هذه المدن كانت بدايات التخطيط للسيطرة على الفيضانات، وانشاء السدود وحفر القنوات والجداول. وفي هذا السهل كانت فيه شبكة القنوات معجزة من معجزات الري. مما جعل السومريون هم بناة أقدم حضارة في التاريخ. وفي حدود سنة 3200 ق. م. ابتكر السومريون الكتابة ونشروها في عدة بلدان شرق أوسطية. وقامت في بلاد سومر أولى المدارس في التاريخ.

المدن الدول

المدن السومرية
خريطة سومر

المواقع السومرية الرئيسية (من الشمال إلى الجنوب) كانوا تلك المدن:

  • ماري --
  • Agade --
  • كش (تل أحيمير & Ingharra) --
  • Borsippa (Birs Nimrud) --
  • نيبور (نـُفـّار) --
  • Isin (Ishan al-Bahriyat) --
  • Adab (Tell Bismaya) --
  • Shuruppak (Fara) --
  • Girsu (تلو) --
  • Lagash (Al-Hiba) --
  • Bad-Tibira (المدينة) --
  • اوروك (الورقاء) --
  • Larsa (تل السنكرة) --
  • اور (المقيـّر) --
  • إريدو(أبوشهرين) --

المدن الصغرى:

  • Sippar (Abu Habba) --
  • Kutha (Tell Ibrahim) --
  • Dilbat (Tell ed-Duleim) --
  • Marad ( Tell Wannat es-Sadum) --
  • Kisurra (Tell Abu Hatab) --
  • Zabala (تل إبزيخ) --
  • Umma (Tell Jokha) --
  • Kisiga (تل اللحم) --
  • Awan
  • Hamazi
  • إشنونا
  • أكشك
  • Zimbir


التاريخ

Fragment of Eannatum's Stele of the Vultures

سومر هي احدى أقدم الحضارات. أسست وتطورت في منطقة ذات تراب خصبة الواقعة على طول الضفاف النهرين دجلة والفرات، لقد سميت ميزوبوتاميا من قبل اليونانيين. سكن الانسان هذه المنطقة قبل سبعة آلاف سنة قبل الميلاد المسيح، وإلى الان يعهد هؤلاء بأسم الآراميون، ولكن السومريون هم قوم وصلوا الى أرض الرافدين من آسيا الوسطى الداخلية واكثر ترجيحا هم من المنغول الذين هم وصلوا على شكل مجموعات القبلية المتنقلة وصلت الى الشرق الاوسط واستقرت في اناضول وبلاد الشام وعلى طول هلال الخصيب وبكثافة في القسم الجنوبي من البلاد الرافدين خاصة في تل العبيد، هؤلاء لم يفهموا لغة اهل الرافدين من الاراميين احفاد سام بن سيدنا نوح عليه السلام ، ولكن بعد مرور الزمن تفهموا لغة بعضهم البعض . اما العبيديون م اسلاف الاكاديين والاشوريين والاموريين والكلدانيين والفنيقيين جميع هؤلاء هم اراميون ويسمى ايضا السريان. لقد عثرت على مجموعة من الكنوز في المقابر الملوك في اور يظهر حتى السومريون كانوا يصوغون المضى والفضة وكانوا يستعملون الاحجار الكريمة في صناعة المجوهرات من المحابس والقلادات والحليات الاخرى. لقد عثرالاثاريون على بعض الموبليات والادوات المنزلية بالاضافة الى بعض الالات الموسيقية مثل القيثارة والناي وكل المواد التي كانت تستعمل في صناعة ما ذكرناه سالفا تستورد من خارج المنطقة وخاصة من الاسيا الوسطى، لان السومريون كانوا يملكون القصب والحبوب والطين ،للفهم كانت صناعة الفخاريات هي احدى اكبر السومرية ومتشابهة مع الفخاريات التي وجدت في الاسيا الوسطى مع الموميائات . اما الكتابة كشفت ٣٢٠٠ سنة قبل الميلاد سيدنا المسيح عليه وفي بداية كانت الكتابة تعبير على شكل رموز صورية وبعض الارقام لان الملوك والرجال الدين اجبروا لابتكار الكتابة والارقام المقايس الطول والوزن لجرد السنوي من الاموال المملكة من المضى والفضة والمجوهرات والمواد الغذائية وكل الكتابات والحسابات كانت تدون على الالواح الطينية ، ثم تطورت الى الحروف المسمارية وفي الارقام والاعداد تطورت كتابة الارقام وتشكلت نظام الستين.. ٦٠ .. ومنذ مهد الحضارة السومر والى يومنا هذا نحن الانسان نستعمل نظام ستين مثل الساعة هي ٦٠ دقيقة ودقيقة هي ٦٠ ثانية إلى غير ذلك ان الدائرة تعبير عن ٣٦٠ درجة . هناك صناعة الروائح والمراهم والعطور والمجوهرات والادوية وصناعة المركبة والعجلات والاسلحة والملابس والاحذية والادوات المنزلة وحتى السومريون كانوا يستعملون الاسفلت تبليط داخل الابلام والقوارب المائية ثم بدأوا يستعملون الاسفلت لتبليط الطرق داخل المدن. اما بناء الزقورات بدأت في عهد الملك اور ناموملك الاور، لقد امر هذا الملك لبناء اول معبد اي ما يسمى الزقورة في مدينة اور تقريبا في ٢١٠٠ سنة قبل الميلاد المسيح عليه السلام باستعمال الطين وكانوا يعملون الطابوق من الطين ويضعونه امام الشمس حتى يجف ثم يستعملونه في بناء المعابد والقصور إلى غير ذلك.. لقد تفهم السومريون بناء الاكواخ من القصب من العبيديون ولازال لحد يومنا هذا اهل الجنوب في العراق الحبيب يستعملون القصب لبنا الاكواخ. اما اسطورة الكلكامش الشهيرة التي تتحدث عن اسطورة الملك كلكامش ملك الاور الذي يحاول ان يصل الى ثمرة الحياة الابدية الموجودة في قاع البحر لربما قاع الخليج القريب من الاور، عندما تمكن الوصول الى هذه الشجرة وقطفها وقبل ان يتناوله كلكامش تاتي حية وتلتهم الشجرة وتبلعها وتحرم كلكامش من امنته إلى غير ذلك تنتهي السيرة . كانت بيت النهرين تمر بظروف قاسية وتعاني من قلة الامطار التي دفعت الاهل الرافدين ان تتفهم كيفية الارواء الاراضي الزراعية عن طريق بناء القنوات المائية لايصال المياه من النهرين دجلة والفرات والانهار الصغيرة الاخرى الى الاراضي الزراعية والبساتين وتفهموا ايضا حفر الآبار في المدن والقرى.

Gudea of Lagash

كل هذه الاعمال جعلت ارض السومر زراعي وخضراء بحقولها واشجارها المثمرة لسد حاجات اهل السومر. اما عدد النفوس بلاد السومر زادت بسرعة بعد الانتاج الزراعي والحيواني جيد نعم تفهم اهل الرافدين اكل المنتوجات الحبوبية والفواكه واللحوم، وفي حوالي ٣٥٠٠ سنة قبل الميلاد سيدنا المسيح عليه السلام تحولت القرى الى المدن كبيرة نتيجة هذه الزيادة في عدد النفوس، وهذا ادى الى ظهور الاسماء المدن مثل اور ، اواك وظهور ملامح الانظمة والسلطات التي بدأت تحكم المناطق واستعمرت المدن والقرى المجاورة وحتى المدن والقرى البعيدة. في البداية كانت الانظمة تتكون من كبار السن والشيوخ وهؤلاء كانوا ينتخبون الرجل الاكبر اوالقائد والذي يسمى.. لونطق .. باللغة السومرية لقيادة الجيش. بعد تأسيس السلطات في المدن بدأت الصراعات القوى فيما بينها وبدأت المدن تنمووتتوسع جعلت القادة العسكريين من اللونطق ان تملك سلطة وقوة اكثر ومن سنة ٢٩٠٠ قبل الميلاد المسيح عليه السلام اصبح جميع القائد العسكري ..لونطق.. ملك يحكم مملكته مدى الحياة . كانت في وسط جميع مدينة معبد لاله الحرب . وكان سومريون يؤمنون بعدة الهه ويعتقدون ان هذه الالهة يقررون مصير الطبيعة والحياة الانسان وكانوا يقدمون هدايا الى المعابد يوميا .كان السومريون يعتقدون ان آلهة هي تقررالحرب والفياضانات والكوارث والامراض لمعاقبة الناس . هكذا كانت سومر مهد الحضارة.

Great Ziggurat of Ur, قرب الناصرية, العراق
  • Ubaid period 5300-3900 ق.م.
  • Uruk IV period 3900-3200 ق.م.
  • Uruk III period 3200-2900 ق.م.
  • Early Dynastic I period 2900-2800 ق.م.
  • Early Dynastic II period 2800-2600 ق.م.
  • Early Dynastic IIIa period 2600-2500 ق.م.
  • Early Dynastic IIIb period 2500-2334 ق.م.
  • Lagash dynasty period 2550-2380 ق.م.
  • Akkad dynasty period 2450-2250 ق.م.
  • Gutian period 2250-2150 ق.م.
  • Ur III period 2150-2000 ق.م.

السكان

أول الفلاحين المهاجرين منسامراء إلى سومر، قاموا ببناء معابد ومدن في Eridu


الثقافة

الحياة الاجتماعية والأسرية

A reconstruction in the British Museum of headgear and necklaces worn by the women in some Sumerian graves

كانت الأسرة هي اللبنة الأساسية في تكوين المجتمع ومن مجموع الأسر يتكون المجتمع، وغالبًا ما يعكس نظام الأسرة نظام المجتمع والدولة العام. وتتكون الأسرة من الأب والأم والأولاد وغيرهم. كان المجتمع العراقي، يتألف من فئات وشرائح منها الحاكمة والمتنفذة سياسيا أواقتصادياً أودينياً، ومنها المحكومة والتي ضمت عامة الناس. وفي مقدمة الفئات الحاكمة الأسرة المالكة وفئة النبلاء وأصحاب الإقطاعات الكبيرة والملاك وكبار الكهنة والموظفون وقادة الجيش والحكام وغيرهم، وكان لهذه الفئات جميع الحقوق والامتيازات. وكانت الفئة المحكومة تضم عامة الناس من الفلاحين والتجار الصغار والعمال، كما كانت هناك طبقة الرقيق التي تعامل معاملة خاصة غير معاملة الطبقتين الأوليين.

ونتيجة لتطور الحياة اليومية تعقدت علاقات الأفراد واستقرت العادات والتنطقيد وغدت أعرافًا يسير عليها أفراد المجتمع. وما لبثت حتى تطورت إلى قوانين صادرة عن السلطة الحاكمة.


الكتابة أروع ما خلفه السومريون ، ويبدوهذا الفن عندهم فناً عظيم الرقي صالحاً للتعبير عن الأفكار المعقدة في التجارة والشعر والدين. والنقوش الحجرية أقدم ما عثر عليه من النقوش ، ويرجع عهدها إلى عام 3600 ق. م. ؛ وتبدأ الألواح الطينية في الظهور حوالي 3200 ق. م. ويلوح حتى السومريين قد بدءوا من ذلك الوقت يجدون في هذا الكشف العظيم ما ترتاح له نفوسهم وما يفي بأغراضهم. ولقد كان من حسن حظنا حتى سكان ما بين النهرين لم يخطوا بالمداد السريع الزوال على الورق السريع العطب القصير الأجل ، بل خطوا على الطين الطري ونقشوا عليه ما يريدون نقشه بسن آلة حادة كالإسفين. وكانوا في ذلك جد مهرة ، فإستطاع كتابهم بفضل هذه المادة اللينة حتى يحتفظوا بالسجلات ، ويدونوا العقود والمشارطات ، ويخطوا الوثائق الرسمية، ويسجلوا الممتلكات والأحكام القضائية والبيوع، ويخلقوا من هذه كلها حضارة لم يكن القلم فيها أقل قوة من السيف. وكان المحرر إذا أتم ما يريد كتابته جفف اللوح الطيني في النار أوعرضه لحرارة الشمس ، فجعله بذلك مخطوطا أبقى على الدهر من الورق، ولا يفوقه في طول العمر إلا الحجر وحده. وكانت نشأة هذه الكتابة المسمارية وتطورها أعظم ما للسومريين من فضل على الحضارة العالمية.

وتُقرأ الكتابة السومرية من اليمين إلى اليسار ؛ والبابليون على ما نفهم هم أول من خط من اليسار إلى اليمين. ولعل الكتابة في سطور كانت نوعاً من العلامات والصور التي جرى بها العهد والتي كانت تصور أوتنقش على الأواني الخزفية السومرية البدائية. وأكبر الظن حتى الصور الأصلية قد صغَّرت وبسطت في خلال القرون الطويلة وبسبب الرغبة في سرعة كتابتها، حتى أضحت شيئاً فشيئاً علامات تختلف في شكلها اختلافاً تاما عن الأمور التي كانت تمثلها، فصارت بهذا رموزاً للأصوات لا صوراً للأشياء. ولنضرب لهذا مثلاً من اللغة العربية يوضح هذه الطريقة وهوصورة العين. فإذا افترضنا حتى صورة العين قد صغرت وبسطت وصورت حتى لم يعد معناها العين نفسها بل كان هوالصوت الخاص الذي تمثله مع حركتها "وهوالفتحة في هذه الحالة" والذي ينطق به مع حروف أخرى في حدثات مختلفة كالعَسَل مثلاً ، كان هذا شبيهاً بما وقع في اللغة السومرية. ولم يخط السومريون المستوى التالية في هذا التطور فيجعلوا الرسم ممثلاً للحرف وحده دون الحركة عنه حتى يمكن إستخدام العلامة الدالة على العين في ألفاظ مثل عنب وعُرقوب ومعمل تختلف حركة العين فيها عن الفتحة. وظلت هذه المستوى التي أحدثت انقلاباً عظيماً في طرق الكتابة حتى خطاها قدماء المصريين.

ويغلب على الظن حتى الإنتنطق من الكتابة إلى الأدب تطلب عدة مئات من السنين. فقد ظلت الكتابة قروناً عدة أداة تستخدم في الأعمال التجارية لكتابة العقود والصكوك ، وقوائم البضائع التي تنقلها السفن ، والإيصالات ونحوها ؛ ولعلها كانت بالإضافة إلى هذا أداة لتسجيل الشؤون الدينية ، ومحاولة للإحتفاظ بالطلاسم السحرية ، والإجراءات المتبعة في الإحتفالات والمراسم، وبالأقاصيص المقدسة، والصلوات والتراتيل ، حتى لا تبيد أويدخل عليها المسخ والتغيير. ومع هذا فلم يحل عام 2700 ق. م. حتى كان عدد كبير من دور الخط العظيمة قد أنشئ في المدن السومرية. فقد كشف ده سرزاك في مدينة تلومثلاً ، وفي أنقاض عمائر معاصرة لعهد جوديا ، مجموعة مؤلفة من ثلاثين ألف لوح موضوعة بعضها فوق بعض في نظام أنيق منطقي دقيق. وبدأ المؤرخون السومريون من عام 2000 ق. م. يخطون ماضيهم ويسجلون حاضرهم ليخلفوه لمن يجئ بعدهم. ووصلت إلينا أجزاء من هذه السجلات ولكنها لم تصل إلينا في صورتها الأصلية بل اتىتنا مقتبسة في تواريخ المؤرخين البابليين. على حتى من بين ما بقى من هذه الخط في صورته الأصلية لوحاً عثر عليه في نبور خط عليه الأصل السومري البدائي لملحمة جلجميش التي سندرسها فيما بعد في الصورة التي تطورت إليها عند البابليين. وتحتوي بعض الألواح المحطمة على مراثٍ ذات قوة لا بأس بها في أسلوب أدبي خليق بالتقدير. وفي هذه الألواح تبدأ خاصة التكرار اللفظي الذي تمتاز به أغاني الشرق الأدنى ، فترى ألفاظاً بعينها تتكرر في بداية السطور ، كما ترى كثيراً من الجمل تكرر المعنى الذي ذكر في جمل سابقة أوتوضحه. وفي هذه الأثناء التي نجت من عوادى الأيام ترى النشأة الدينية للأدب في الأغاني والمراثي التي يرددها الكهنة. فلم تكن القصائد الأولى إذن أراجيز أوأناشيد غزلية بل كانت صلوات وأدعية دينية.

وما من شك في حتى قروناً طويلة من النماء والتطور في سومر وفي غيرها من البلاد قد سبقت هذه البدايات الثقافية الظاهرة ؛ فهذه الثقافات لم يبتدعها السومريون في هذه الحقبة بل نمت عندهم وتطورت. وكما يظهر في الكتابة حتى السومريين قد ابتدعوا الخط المسماري ، كذلك يظهر في العمارة أنهم ابتدعوا الأشكال الأساسية للمنازل والهياكل والأعمدة والقباب والعقود.

ويخيل إلينا حتى الفلاح السومري كان أول الأمر ينشئ كوخه بأن يغرس الأعواد على هيئة مربع أومستطيل أودائرة ، ويثني أعلاها حتى يجتمع ، ثم يربطها حتى يتكون منها قوس أوعقدة أوقبة. فكان ذلك هوالبداية البسيطة أوالمظهر الأول المعروف لهذه الأشكال الهندسية المعمارية. وقد عثر المنقبون في خرائب نبور على مجرى مائي معقود أنشئ منذ خمسة آلاف من السنين ، وعثر في مقابر أور الملكية على عقود يرجع تاريخها إلى عام 3500 ق. م. وكانت المداخل المعقودة مألوفة في أور منذ عام 2000 ق. م. وكانت عقودها عقوداً حقه أي حتى أحجارها كانت صِنجِية الرص - جميع حجر منها على هيئة إسفين يتجه طرفه الرفيع إلى أسفل محكم الوضع في مكانه.

أما الأغنياء من أهل المدن فكانوا يشيدون قصوراً يقيمونها على ربُى تعلوعن أرض السهل بنحوأربعين قدماً في بعض الأحيان ، وكانوا يجعلونها منيعة لا يمكن الوصول إليها إلا من طريق واحد ، وبذلك يستطيع جميع عظيم سومري حتى يتخذ قصره حصناً له. وإذ كانت الحجارة نادرة الوجود في تلك البلاد فقد كان أغلب هذه القصور يُبنى من الآجر ، وكانت الجدران الحمراء تغطى بحليات من الآجر نفسه ذات أشكال مختلفة- منها لوالب ، ومقرنصات ومثلثات ، ومنها معينات أومشجرات. وكانت الجدران الداخلية تغطى بالجص وتنقش نقشاً بسيطاً. وكانت الحجرات والمرافق تقام حول فناء يقي البيت وهج شمس البحر الأبيض وحرّها. ولهذا السبب عينه مضافاً إليه رغبة القوم في الأمن من الأعداء كانت الحجرات تطل على هذا الفناء الداخلي بدل حتى تطل على العالم الخارجي. أما النوافذ فكانت من الكماليات أولعلهم كانوا في غير حاجة إليها. وكانت المياه تؤخذ من الآبار ، وكان ثمة نظام واسع للمجاري وتصريف الفضلات من الأحياء المأهولة في المدن. وكان أثاث البيوت قليلاً بسيطاً. ولكنه لم يكن يخلومن طابع الفن والذوق ، وكانت بعض الأسِرَّة تطعم بالمعادن أوبالعاج ، وكانت لبعض الكراسي السائدة أحياناً أرجل تنتهي بما يشبه مخالب السباع على النحوالذي نشاهده في كراسي المصريين الأقدمين.

أما الهياكل فكانت تستورد لها الحجارة من الأقطار النائية وكانت تزين بأعمدة وأفاريز من النحاس مطعمة بمواد شبيهة بالحجارة الكريمة. وكان هيكل ناتاوفي أور طرازاً تحتذيه سائر هياكل أرض الجزيرة فكانت جدرانه مغطاة من الخارج بالقرميد الأزرق الشاحب، أما من الداخل فكانت تكسوه ألواح من الأخشاب النادرة ، كخشب الأرز والسروتطعم بالرخام والمرمر والعقيق الظفري واليماني والمضى. وكان أعظم هيكل في المدينة يقام عادةً فوق ربوة يعلوه برج من ثلاث طبقات أوأربع أوسبع في بعض الأحيان، يحيط به سلم لولبي ذوبسطة عن جميع مقلب. وكانت هذه الأبراج أعلى صروح في المدائن السومرية، ومساكن أعظم آلهتها، كان في وسع الحكومة حتى تجد فيها آخر حصن روحي وطبيعي يعصمها من الثوار أوالغزاة.

وكانت الهياكل تزينها أحيانا تماثيل للآلهة وللحيوان وللأبطال من بني الإنسان. وكانت هذه التماثيل ساذجة وغير جميلة في صناعتها ، تمثل القوة والعظمة ولكن ينقصها الصقل والأناقة والدقة الفنية. ومعظم ما بقي منها يمثل الملك جوديا. وهي منحوتة من الحجر الديوريت الصلب نحتاً واضح المعارف ولكنه مع ذلك فج ساذج. وقد عثر في خرائب تنتمي إلى العهد السومري الأول على تمثال صغير من النحاس على شكل ثور عدى عليه الدهر ولكنه لا يزال يفيض حيوية وهمة ثورية. وفي مدينة أور عثر المنقبون على رأس بقرة مصنوع من الفضة في قبر الملكة شب آد وهوآية فنية تشهد بما وصل إليه الفن من رقي عظيم ، وإن كان الدهر قد عدا عليها حتى لم يعد في وسعنا حتى نقدرها التقدير الذي هي خليقة به. وأن هذا الحكم ليؤيده ما بقي من النقوش المحفورة تأييداً لا يكاد يهجر مجالاً للشد فيه كذلك تظهر خشونة الفن السومري في "لوحة الصقور" التي أقامها إينا- نوم ملك لكش ، وإسطوانة إبنشار المصنوعة من الرخام السماقي والصور الهزلية "وهي بلا شك هزلية" التي تمثل أور نينا، وبخاصة في "لوحة النصر" التي أقامها نارام- سِنْ ، ولكنها مع ذلك تنم عن حيوية قوية في الرسم والنحت لا تكاد تهجر مجالاً للشك في وجود فن ناشئ سائر في طريق الإزدهار.

أما صناعة الخزف فليس في وسعنا حتى نحكم عليها هذا الحكم السهل الذي أصدرناه على صناعة النحت ولعل عوادى الزمن من مسببات الخطأ في هذا الحكم ، فقد لاقد يكون ما بقي لنا من آثار هذه الصناعة إلى أقلها شأنا. ولعل هؤلاء الناس كانت لديهم بتر منه لا تقل في إتقانها عن الأواني المنحوتة من المرمر التي عثر عليها في أريدو، ولكن معظم الخزف السومري- وإن كانت عجلة الفخراني قد إستخدمت فيه- لا يعدوحتىقد يكون آنية ساذجة من الفخار لا تسموإلى مستوى مزهريات عيلام. وأما صناعة المضى فقد بلغت مستوى رفيعا كما يشير على ذلك ما عثر في أقدم مقابر أور التي يرجع تاريخ معظمها إلى عام 4000(66) ق.م من أوانٍ من المضى تنم عن ذوق راقٍ ومصقولة أجمل صقل. وفي متحف اللوفر مزهرية من الفضة ضخمة كجسم جوديا ولكنها مزينة بطائفة كبيرة من صور الحيوانات المنحوتة نحتاً جميلاً. وأجمل ما عثر من هذه البتر الفنية غمد من المضى وخنجر مطعم باللازورد قد عثر عليها المنقبون في أور. وإذا كان لنا حتى نحكم على هذه الآية الفنية من صورها الشمسية حق لنا حتى نقول إذا الفن يكاد يسموفيها إلى ذروة الكمال. وقد كشف في هذه الخرائب عن عدد كبير من الأختام الأسطوانية معظمها مصنوع من المعادن الثمينة أوالأحجار الكريمة، وعليها نقوش منحوتة فيما لا يزيد على بوصة مربعة أوبوصتين. ويلوح حتى السومريين كانوا يستخدمون هذه الأختام فيما نستخدم فيه نحن الإمضاءات ، وكلها تشهد بما بلغته الحياة والأخلاق في تلك الأيام من رقي وتهذيب ينقض ما لدينا من فكرة ساذجة عن تقدم الإنسان المتواصل من ثقافات الأيام الخوالي المنحوسة إلى ثقافات هذه الأيام التي بلغت الحد الأقصى من الكمال!

ويمكن حتى نلخص الحضارة السومرية تلخيصاً موجزا في هذا التناقض بين خزفها الفج الساذج وحليها التي أوفت على الغاية في الجمال والإتقان. لقد كانت هذه الحضارة مزيجاً مركباً من بدايات خشنة وإتقان بارع في بعض الأحيان. وفي تلك البلاد- على قدر ما وصل إليه فهمنا في الوقت الحاضر- نجد أول ما أسسه الإنسان من دول وإمبراطوريات ، وأول نظم الري ، وأول إستخدام للمضى والفضة في تقويم السلع ، وأول العقود التجارية ، وأول نظام للإئتمان ، وأول خط القوانين ، وأول استخدام للكتابة في نطاق واسع ، وأول قصص الخلق والطوفان ، وأول المدارس والمخطات ، وأول الأدب والشعر ، وأول أصباغ التجميل والحلي ، وأول النحت والنقش البارز ، وأول القصور والهياكل ، وأول استعمال للمعادن في الترصيع والتزيين. وهنا نجد في البناء أول العقود والأقواس وأول القباب؛ وهنا كذلك تظهر لأول مرة في التاريخ المعروف بعض مساوئ الحضارة في نطاق واسع: يظهر الرق والإستبداد وتسلط الكهنة وحروب الإستعمار. لقد كانت الحياة في تلك البلاد متنوعة، مهذبة، موفورة النعم ، معقدة. وهنا بدأت الفوارق الطبيعية بين الناس تنتج حياة جديدة من الدعة والنعيم للأقوياء ، وحياة من الكدح والعمل المتواصل لسائر الناس. وفي تلك البلاد كانت بداية ما نشأ في تاريخ العالم من إختلافات يخطئها الحصر.


اللغات والكتابة


الديانة

Tell Asmar votive sculpture 2750-2600 B.C

نشر أور أنجور في البلاد شرائعه بإسم الإله الأعظم شمش ، ذلك حتى الحكومة سرعان ما رأت ما في الإلتاتى إلى الدين من فوائد سياسية. فلما حتى أصبح الآلهة ذوي فائدة من هذه الناحية تضاعف عددهم مراراً حتى أصبح لكل مدينة، ولكل ولاية، ولكل نوع من النشاط البشري ، إله موح مدبر. وكانت عبادة الشمس قد تقادم عهدها حين نشأت بلاد سومر ، وكان مظهرها عبادة شمس "نور الآلهة" الذي كان يقضي الليل في الأعماق الشمالية حتى يفتح له الفجر أبوابه فيصعد في السماء كاللهب ويضرب بعربته في أعماق القبة الزرقاء. ولم تكن الشمس إلا عجلة في مركبته النارية. وشيدت مدينة نبور المعابد العظيمة للإله إنليل ولصاحبته ننهيل ، وأكثر ما كانت تعبد أوروك إلهة إينني العذراء إلهة الأرض والمعروفة لدى أهل أكد الساميين بإسم إستير ، والتي تشبه عند أهل الشرق الأدنى أفرديتى دمتر الفاجرة الغمليجة عند الغربيين. وعبدت مدينتا كش ولكش أمّاً لهما حزينة هي الإلهة ننكر ساج التي أحزنها شقاء البشر فأخذت تشفع لهم عند الآلهة الذين كانوا أشد منها قسوة ؛ وكان ننجرسوإله الريّ و"ربّ الفيضانات". وكان أبوأوتموز إله الغرس ؛ وكان سِنْ إله القمر ، وكانوا يمثلونه في صورة إنسان يعلورأسه هلال أشبه شيء بالهلالات التي تحيط برؤوس القديسين في العصور الوسطى؛ وكان الهواء كله في زعمهم مملوءً بالأرواح- منها ملائكة خيرين لكل سومر ملك منهم يحميه، ومنها أرواح خبيثة أوشياطين تعمل جاهدة لطرد الروح الخيرة الواقية وتقمص جسم الآدمي وروحه.

وكانت كثرة الآلهة تسكن المعابد حيث يقرب لها المؤمنون القرابين من مال وطعام وأزواج ، وتنص ألواح جوديا على الأمور التي ترتاح لها الآلهة وتفضلها عن غيرها ، ومنها الثيران ، والمعز ، والضأن ، واليمام ، والدجاج ، والبط ، والسمك ، والبلح ، والتين ، والخيار ، والزبد ، والزيت ، والكعك. ولنا حتى نستدل من هذا الثبت على حتى الموسرين من أهل البلاد كانوا يتمتعون بالكثير من أصناف الطعام؛ ويلوح حتى الآلهة كانوا في بادئ الأمر يفضلون لحم الآدميين فلما إرتقى أخلاق الناس لم يجدوا بدا من الإقتناع بلحم الحيوان. وقد عثر في الخرائب السومرية على لوح نقشت عليه بعض الصلوات واتىت فيها هذه النذر الدينية الغريبة: "إن الضأن فداء للحم الآدميين ، به لإفتدى الإنسان حياته" ، وأثرى الكهنة من هذه القرابين حتى أصبحوا أكثر الطبقات مالاً وأعظمها قوة في المدن السومرية، وحتى كانوا هم الحكام المتصرفين في معظم الشئون ، حتى ليصعب علينا حتى نحكم إلى أي حد كان الباتيسى كاهنا- وإلى أي حد كان ملكاً.

فلما أسرف الكهنة في إبتزاز أموال الناس نهض أوروكاجينا كما نهض لوثر فيما بعد ، وأخذ يندد بنهمهم وجشعهم ، ويتهمهم بالرشوة في توزيع العدالة ، وبأنهم يتخذون الضرائب وسيلة يبتزون بها من الزراع والصيادين ثمرة كدهم. وأفلح وقتا ما في تطهير المحاكم من هؤلاء الموظفين المرتشين الفاسدين ، وسن قوانين لتنظيم الضرائب والرسوم التي تؤدى للمعابد ، وحمى الضعفاء من ضروب الإبتزاز ، ووضع الشرائع التي تحول دون إغتصاب الأموال والأملاك. لكن العالم كان قد عمر حتى شاخ ، وتأصلت فيه الأساليب القديمة التي غشاها الزمان بشيء من التبجيل والتقديس. وإستعاد الكهنة سلطانهم بعد موت أوروكاجينا كما إستعادوا سلطانهم في مصر بعد موت إخناتون ؛ ذلك حتى الناس لا يترددون في حتى يؤدوا أغلى الأثمان لكي يعودوا إلى ما خطته لهم أساطيرهم ؛ وكانت جذور الأساطير الدينية حتى في ذلك العهد السحيق قد أخذت تتأصل في العقول. ومن حقنا حتى نفترض حتى السومريين كانوا يؤمنون بالحياة الآخرة ، لأن الطعام والأدوات كانت تدفن مع الموتى في القبور ، ولكنهم كانوا يصورون الدار الآخرة ، كما صورها اليونان من بعدهم ، عالماً مظلماً تسكنه الأطياف التعسة ويهوى إليه الموتى أياً كان شأنهم من غير تمييز بينهم.

ولم تكن فكرة الجنة والنار والنعيم الدائم والعذاب المخلد ، قد استقرت بعد في عقولهم ، ولمقد يكونوا يتقدمون بالصلاة والقربان طمعا في "الحياة الخالدة" ، بل كانوا يتقدمون بهما طمعاً في النعم المادية الملموسة في الحياة الدنيا. وتصف إحدى الأساطير المتأخرة كيف من الممكن أن فهمت إي إلهة الحكمة أدابا حكيم إريدوجميع العلوم ، ولم تخف عنه من أسرارها إلا سراً واحداً- هوسر الحياة الأبدية التي لا تنتهي بالموت. وتقول أسطورة أخرى حتى الآلهة خلقت الإنسان منعما سعيدا ، ولكنه أذنب وإرتكب الخطايا بإرادته الحرة ، فأوفد عليه طوفان عظيم عقاباً له على عمله ، فأهلك الناس كافة ولم ينج منه إلا رجلاً واحد هوتجتوج الحائك ، وأن تجتوج هذا خسر الحياة الخالدة والعافية لأنه أكل فاكهة شجرة محرمة. وكان الكهنة يفهمون الناس العلوم ويلقنونهم الأساطير ، وما من شك في أنهم كانوا يتخذون من هذه الأساطير سبيلاً إلى تعليم الناس ما يريدونه هم ، وإلى حكمهم والسيطرة عليهم. وكانت تلحق بمعظم الهياكل مدارس يفهم فيها الكهنة الأولاد والبنات الخط والحساب ، ويغرسون في نفوسهم مبادئ الوطنية والصلاح ، ويعدون بعضهم للمهنة العليا مهنة الكتابة. ولقد بقيت لنا من أيامهم الألواح المدرسية وعليها جداول للضرب والقسمة ، والجذور التربيعية والتكعيبية ، ومسائل في الهندسة التطبيقية.ويستدل من أحد الألواح المحتوية على خلاصة لتاريخ الإنسان الطبيعي على حتى ما كان يتلقاه أطفال ذلك العهد من هذا الفهم لم يكن أسخف كثيرا مما تلقاه أبناؤنا في هذه الأيام. فقد اتى في هذا اللوح: "إن الإنسان في أول خلقه لم يكن يعهد شيئاً عن خبز يؤكل أوثياب تلبس ، فكان الناس يمشون منكبين على وجوههم ، يقتلعون الأعشاب بأفواههم ليقتاتوا بها كما تقتات بها الأغنام ، ويشربون الماء من حفر في الأرض". ومن أعظم الشواهد الناطقة بما بلغه من هذا الدين- وهوأول الأديان التي عهدها التاريخ- من نبل في التعبير والتفكير، ذلك النادىء الذي يتضرع به الملك جوديا للإلهة "بو" راعية لكش ونصيرتها:


أي ملكتي ، أيتها الأم التي شيدت لكش

إن الذين تلحظينهم بعينيك ينالون العزة والسلطان ،

والعابد الذي تنظرين إليه تطول حياته؛

أنا ليس لي أُم- فأنت أمي ،

وليس لي أب- فأنت أبي... ؛

أي إلهتي بو،يا ترى؟ إذا عندك فهم الخير،

وأنت التي وهبتني أنفاس الحياة،

وسأقيم في كنفك أعظّمك وأمجّدك ،

وأحتمي بحماك يا أُمّاه

وكان يتصل بالهياكل عدد من النساء منهن خادمات ، ومنهن سراري للآلهة أولممثليهم الذين يقومون مقامهم على الأرض ؛ ولم تكن الفتاة السومرية ترى شيئا من العار في حتى تخدم الهياكل على هذا النحو، وكان أبوها يفخر بأن يهب جمالها ومفاتنها لتخفيف ما يعتري حياة الكاهن المقدسة من ملل وسآمة ؛ وكان يحتفل بإدخال إبنته في هذه الخدمة المقدسة، ويقرّب القرابين في هذا الإحتفال ، كما كان يقدم بائنة إبنته إلى المعبد الذي تدخله. وكان الزواج قد أصبح وقتئذ نظاماً معقداً تحوطه شرائع كثيرة. فكانت البنت إذا تزوجت تحتفظ لنفسها بما يقدمه أبوها من بائنة ؛ ومع حتى زوجها كان يشهجر معها في القيام بهذه البائنة، فقد كان لها وحدها حتى تقرر من يرثها بعد وفاتها. وكان لها من الحقوق على أولادها ما لزوجها نفسه، وإذا غاب زوجها ولم يكن لها إبن كبير يقيم معها كانت تدير هي المزارع كما تدير البيت. وكان لها حتى تشتغل بالأعمال التجارية مستقلة عن زوجها ، وأن تحتفظ بعبيدها أوحتى تطلق سراحهم. وكانت تسموأحياناً إلى منزلة الملكة كما سمت شوب - آد وتحكم مدينتها حكماً رحيماً رغداً قوياً. غير حتى الرجل كان هوالسيد المسيطر في الأزمات جميعها وكان من حقه في بعض الظروف حتى يقتل زوجته أويبيعها أمة وفاء لما عليه من الديون. وكان الحكم الأخلاقي على الرجل يختلف عن الحكم الأخلاقي على المرأة حتى في ذلك العهد السحيق ، وكان ذلك نتيجة لأزمة لاختلافهما في شئون الملكية والوراثة. فزني الرجل كان يعد من النزوات التي يمكن الصفح عنها ، أما زني الزوجة فكان عقابه الإعدام ، وكان ينتظر منها حتى تلد لزوجها وللدولة كثيرا من الأبناء ؛ فإذا كانت عاقرا جاز طلاقها لهذا السبب وحده ، أما إذا كرهت حتى تقوم بواجبات الأمومة ، فكانت تقتل غرقاً. ولم يكن للأطفال شئ من الحقوق الشرعية، وكان للآباء إذا تبرءوا منهم علناً حتى يحملوا ولاة الأمور على نفيهم من المدينة. غير حتى نساء الطبقات العليا كن يحيين حياة مترفة، وكان لهن من النعم ما كاد يعدل بؤس أخواتهن الفقيرات ، شأنهن في هذا شأن النساء في جميع الحضارات. فالأدهان والأصباغ والجواهر من أظهر العاديات في المقابر السومرية وقد كشف الأستاذ ولي في قبر الملكة شوب - آد عن مدهنة صغيرة من دهن أزرق مشرب بخضرة، وعلى دبابيس من مضى رؤوسها من اللازورد ، كما عثر أيضا على مثبنة عليها قشرة من المضى المخرم. وقد عثر في هذه المثبنة التي لا يزيد حجمها على حجم الخنصر ملعقة صغيرة لعلها كانت تستخدم في أخذ الصبغة الحمراء من المدهنة. وكان فيها أيضا عصا معدنية يستعان بها على ملوسة الجلد، وملقط لعله كان يستعمل لتزجيج الحاجبين أولنزع ما ليس مرغوبا فيه من الشعر. وكانت خواتم الملكة مصنوعة من أسلاك المضى وكان أحدها مطعما بفصوص من اللازورد، وكان عقدها من المضى المنقوش واللازورد. وما أصدق المثل القائل أنه لا حديث تحت شمس وأن الفرق بين المرأة الأولى والمرأة الأخيرة ليتسع له سم الخياط.


العمارة

الرياضيات

الاقتصاد

قام الاقتصاد العراقي في العصور القديمة المتنوعة على نادىمات ثلاث، هي الزراعة أولاً ثم التجارة ثانيًا ثم الصناعة ثالثا، ومن الصعب حتى تفصل بين هذه النادىمات الثلاث لارتباط جميع منها بالأخرى، وازدياد أهمية هذه أونقصانها تبعًا للظروف. فالزراعة التي تبدوأقل أهمية من الصناعة في الوقت الحاضر كانت أهميتها تفوق أهمية الصناعة والتجارة في العصور السومرية والبابلية.

الزراعة

كانت الزراعة تعتمد في بادئ الأمر على مياه الأمطار، كما كانت الزراعة محدودة وتحقق الاكتفاء الذاتي واستخدمت فيها الآلات الزراعية البسيطة، إلا حتى الإنسان بدأ يتفهم وسائل الري الصناعية ليوسع من مساحة الأرض المزروعة. ومن أبرز الزراعات الحبوب على اختلافها كالقمح والشعير والذرة والسمسم والعدس، والأشجار المثمرة كالتين والزيتون والكروم والرمان والكمثرى والتفاح إضافة إلى أشجار النخيل. ونتيجة لتوسع الأراضي الزراعية وزيادتها أصبح الإنتاج أكثر من الاستهلاك فبدأت فترة المقايضة وكانت بداية التجارة.

التجارة

لم تكن شهرة العراق القديم بالتجارة أقل من شهرته بالزراعة أوالصناعة؛ فقد كان لمسقط العراق الجغرافي الاستراتيجي أثره الواضح في نشوء وتطور التجارة الخارجية، ونتيجة لاهتمام العراق بالتجارة اخترعت الوسائل التي تساعد على نموالتجارة وازدهارها كالعربات والسفن واستخدام الموازين والمكاييل، وكذلك استخدام الحبوب والمعادن كوسيلة لتقويم أثمان السلع والأجور بدلاً من النقود. وشرعت القوانين لتنظيم المعاملات التجارية الداخلية منها والخارجية.

الصناعة

ومن أبرز الصناعات والحرف اليدوية التي عهدت منذ عصور ما قبل التاريخ والعصور التاريخية أيضًا كانت صناعة الأدوات الحجرية كالسكاكين والفؤوس والآلات الزراعية والأواني الفخارية وصناعة السلال والغزل والحياكة، كما برع العراقيون في صناعة التماثيل والنصب والمسلات ونحت الألواح الحجرية. وأصبح لكل حرفة جماعة أوطائفة، ولكل جماعة رئيس من أمهر الحرفيين ويخلفه ابنه في هذه الحرفة. وهناك حرف الدباغة والبناء والنجارة والحدادة وصيد الأسماك ورعي الأغنام وغيرها.


إنقضى عهد السومريين ، ولكن حضارتهم لم ُيقض عليها، فقد ظلت سومر وأكد تخرجان صناعاً وشعراء وفنانين وحكماء ورجال دين ، وإنتقلت حضارة المدن الجنوبية إلى الشمال على طول مجرى نهر الفرات ودجلة حتى وصلت إلى بلاد بابل وأشور ، وكانت هي التراث الأول لحضارة بلاد الجزيرة. وكان أساس هذه الثقافة وتربة الأرض التي أخصبها فيضان النهرين السنوي ، وهوالفيضان الناشئ من سقوط الأمطار الشتوية. وكان هذا الفيضان ضاراً ونافعاً، فقد هدا السومريين إلى حتى يجروا ماءه جرياناً أميناً في قنوات للري تخترق البلاد طولاً وعرضاً؛ وقد خلدوا أخطاره الأولى بالقصص التي تتحدث عن فيضان عظيم طغى على الأرض ثم انحسر عنها آخر الأمر ونجا الناس من شره. وكان نظام الري المحكم الذي يرجع عهده إلى أربعة آلاف سنة ق.م من أعظم الأعمال الإنشائية في الحضارة السومرية، وما من شك في أنه كان أيضا الأساس الذي قامت عليه. فقد أخرجت الحقول التي عنوا بريها وغرسها محصولات موفورة من الذرة والشعير والقمح والبلح والخضر الكثيرة المتنوعة الأنواع ، وظهر عندهم المحراث من أقدم العصور تجره الثيران كما كانت تجره في بلادنا حتى الأمس القريب. وكان يتصل به أنبوبة مثقوبة لبذر البذور. وكانوا يدرسون المحاصيل بعربات كبيرة من الخشب ركبت فيها أسنان من الظران تفتت القش ليكون علفاً للماشية، وتفصل منه الحب ليكون طعاماً للناس.

ولقد كانت هذه الثقافة بدائية من نواحٍ كثيرة فقد كان السومريون يستخدمون النحاس والقصدير ، وكانوا يخلطونهما في بعض الأحيان ليصنعوا منهما البرونز ، وبلغ من أمرهم أنهم كانوا من حين إلى حين يصنعون من الحديد آلات كبيرة. ولكن المعادن مع هذا كانت نادرة الوجود قليلة الإستعمال ؛ وكانت كثرة الآلات السومرية تتخذ من الظران ، وبعضها، كالمناجل التي يبتر بها الشعير ، يصنع من الطين ؛ أما الدقيق منها كالإبر والمثاقب فكان يصنع من العاج والعظام. وكانت صناعة النسيج واسعة الإنتشار يشرف عليها مراقبون يعينهم الملك على أحدث طراز من الإشراف الحكومي على الصناعات عهد حتى الآن. وكانت البيوت تبنى من الغاب تعلوه لبنات من الطين والقش تعجن بالماء وتجفف بالشمس. ولا يزال من اليسير العثور على منازل من هذا الطراز في الأرض التي كانت من قبل بلاد سومر ، وكان لهذه الأكواخ أبواب من الخشب تدور في أوقاب منحوتة من الحجارة ، وكانت أرضها عادة من الطين ، وسقفها مقوسة تصنع من الغاب المثنى إلى أعلى ، أومستوية مصنوعة من الغاب المغطى بالطين المبسوط فوق نادىمات من الخشب. وكانت البقر والضأن والخنازير تجول في المساكن في رفقة الإنسان البدائية وكان ماء الشرب يؤخذ من الآبار. وأكثر ما كانت تنقل البضائع بطريق الماء. ولما كانت الحجارة نادرة الوجود في بلاد سومر فقد كانت تنقل إليها من خارج البلاد عن طريق الخليج الفارسي أومن أعالي النهرين، ثم تحمل في القنوات إلى أرصفة المدن النهرية.

لكن النقل البري أخذ ينمووينتشر ، وشاهد ذلك ما كشفته بعثة أكسفورد في كش من مركبات هي أقدم ما عهد من المركبات ذات العجلات في تاريخ العالم. وقد عثر في أماكن متفرقة على أختام يستدل منها على وجود صلات تجارية بين سومر وبين مصر والهند. ولم تكن النقود قد عهدت في ذلك الوقت ، ولهذا كانت التجارة تتبادل عادةً بطريق المقايضة ، ولكن المضى والفضة كانا يستعملان حتى في ذلك الوقت البعيد لتقدير قيم البضاعة ، وكانا يقبلان في العادة بدلاً من البضائع نفسها - إما على هيئة سبائك وحلقات ذات قيم محدودة وإما بكميات تقدر قيمتها حسب وزنها في جميع صفقة تجارية. وكانت الطريقة الثانية أكثر الطريقتين إستعمالاً. وإن كثيراً من ألواح الطين التي وصلت إلينا وعليها بعض الكتابات السومرية لهي وثائق تجارية تكشف عن حياة تجارية جمة النشاط. ويتحدث لوح من هذه الألواح في لغة تدل على الملل والسآمة عن "المدينة التي تعج بضوضاء الإنسان". وكان لديهم عقود مكتوبة موثقة يشهد عليها الشهود ، ونظام للإئتمان تقرض بمقتضاه البضائع والمضى والفضة ، وتؤدي عنها فوائد عينية يختلف ثمنها من 15% إلى 33% في السنة.ولما كان إستقرار المجتمع يتناسب إلى حد ما تناسباً عكسياً مع ثمن الفائدة فإن لنا حتى نفترض حتى التجارة السومرية كانت كتجارتنا يحيط بها جومن الإرتياب والإضطراب الإقتصاديين والسياسيين.

وقد وجدت في المقابر كميات كبيرة من المضى والفضة منها ما حلي ومنها ما أوانٍ وأسلحة وزخارف ، بل إذا منها ما عدد وآلات. وكان أهل البلاد الأغنياء منهم والفقراء ينقسمون إلى طبقات ومراتب كثيرة ، وكانت تجارة الرقيق منتشرة بينهم وحقوق الملكية مقدسة لديهم. ونشأت بين الأغنياء والفقراء طبقة أفرادها من صغار رجال الأعمال وطلاب الفهم والأطباء والكهنة. وقد علا شأن الطب عندهم فكان لكل داء دواء خاص ، ولكنه ظل يختلط بالدين ويعترف بأن السقم لا يمكن شفاءه إلا إذا طردت الشياطين من أجسام السقمى، لأن الأمراض إنما تنشأ من تقمصها هذه الأجسام. وكان لديهم تقويم، لا نعهد متى نشأ ولا أين نشأ، تقسم السنة بمقتضاها إلى إثنا عشر شهراً قمرياً يزيدونها شهراً في جميع ثلاثة أعوام أوأربعة حتى يتفق تقويمهم هذا مع فصول السنة ومع منازل الشمس. وكانت جميع مدينة تسمي هذه الأشهر بأسماء خاصة.

الدين

للدين أهمية قصوى في حياة الشعوب القديمة، بل إنه من أبرز العوامل المؤثرة في سير حياتها وأسلوب تطور حضاراتها. فالمعتقدات والأفكار الدينية تحدد الإطار العام لسلوك الإنسان وحياته، عاداته وتنطقيده وأعرافه وقوانينه، وتكون الخلفية المؤثرة في حياته الاجتماعية والفنية والسياسية. لذلك كانت دراسة المعتقدات الدينية العراقية القديمة ذات أهمية كبيرة في فهم حياة العراقيين القدماء. وهناك نصوص مسمارية تشير إلى الكثير من مظاهر المعتقدات الدينية كالقصص والأساطير الدينية والملاحم والتراتيل والصلوات، ونصوص الشعائر والاحتفالات والتعاويذ. كما حتى هناك آثارًا ومخلفات مادية عن المعتقدات الدينية كالمعابد والزقورات، والتماثيل والنصب والألواح والمشاهد الدينية المختومة على الأختام الأسطوانية والأواني الفخارية. غير حتى هذه المعلومات لا تعطينا صورة كافية عن كيفية تطبيق العراقيين لتعاليم الدين وسلوكهم حيال ذلك.


العسكرية

عربات حربية مبكرة على راية أور، ح. 2600 ق.م.
تشكيلات قتالية على شظية من نصب العقبان

التقنية

نظام الحكم

تشير النصوص السومرية إلى حتى الوضع السياسي الذي ساد العراق منذ العصر السومري، تميّز بوجود عدد من دويلات المدن المستقلة عن بعضها، ولذا نشأت أكثر من إدارة مركزية واحدة. ولم يخل التاريخ السومري من محاولات لبعض الحكام لتوحيد تلك الدويلات في دولة مركزية واحدة تسود أرض العراق بكامله، وتمتد أحيانًا إلى البلدان المجاورة.

وكان النظام الملكي الوراثي هوالنظام السائد في العراق منذ عصور فجر السلالات وحتى نهاية التاريخ القديم. واتىت فترات كان هناك اعتقاد بأن الملكية نظام إلهي مقدس.


والحق حتى جميع مدينة كانت شديدة الحرص على إستقلالها، تعض عليه بالنواجذ ، وتستمتع بملك خاص بها تسميه أتيسى أوالملك-الكاهن تدل بهذه التسمية نفسها على حتى نظام الحكم كان وثيق الإتصال بالدين. وما وافى عام 1800 ق.م حتى نمت التجارة نمواً جعل هذا الإنفصال بين المدن أمراً محالاً ، فنشأت منها جميعاً "إمبراطوريات" إستطاعت فيها شخصية قوية عظيمة حتى تخضع المدن والملوك- الكهنة لسلطانها، وأن تؤلف من هذه المدن وحدة سياسية وإقتصادية. وكان هذا الملك الأعظم صاحب السلطان المطلق يحيط به جومن العنف والخوف شبيه بما كان يحيط بالملوك في عصر النهضة الأوربية. ذلك بأنه كان معرضاً في جميع وقت إلى حتى ُيقضى عليه بنفس الوسائل التي قضى بها على أعدائه وإرتقى بها عرشه. وكان يعيش في قصر منيع له مدخلان ضيقان لا يتسع الواحد منهما لدخول أكثر من إنسان واحد في جميع مرة. وكان عن يمين المدخل وشماله مخابئ يستطيع من فيها من الحراس السريين حتى يفحصوا عن جميع زائر أوينقضوا عليه بالخناجر. بل إذا هيكل الملك كان هونفسه مكاناً سرياً مختفياً في قصره يستطيع حتى يؤدي فيه واجباته الدينية دون حتى تراه الأعين، أوحتى يغفل أداءها دون حتى يعهد الناس شيئا عن هذا الإغفال.

وكان الملك يخرج إلى الحرب في عربة على رأس جيش مؤلف من خليط من المقاتلين مسلحين بالقسى والسهام والحراب. وكانت الحرب تشن لأسباب صريحة هي السيطرة على طرق التجارة والإستحواذ على السلع التجارية؛ فلم يكن يخطر لهم ببال حتى يستروا هذا الغرض بستار من الألفاظ يخدعون بها أصحاب المثل العليا. من ذلك حتى منشتوسوملك أكد أعرب في صراحة أنه يغزوبلاد عيلام ليستولي على ما فيها من مناجم الفضة، وليحصل منها على حجر ديوريت لتصنع منه التماثيل التي تخلد ذكره في الأعقاب - وتلك هي الحرب الوحيدة في التاريخ التي تخوضها الجيوش لأغراض فنية. وكان المغلوبون يباعون ليكونوا عبيداً، فإذا لم يكن في بيعهم كسب ذبحوا ذبحاً في ميدان القتال. وكان يحدث أحياناً حتى يقدم عشر الأسرى قرباناً إلى الآلهة المتعطشة للدماء، فيقتلوا بعد حتى يوضعوا في شباك لا يستطيعون الإفلات منها. وقد وقع في هذه المدن ما وقع بعد إذ في المدن الإيطالية في عصر النهضة، فكانت النزعة الإنفصالية التي تسود المدن السومرية حافزاً قوياً للحياة والفن فيها ، ولكنها كانت كذلك باعثاً على العنف والنزاع الداخلي ، فأدى هذا إلى ضعف الدويلات جميعها وإلى سقوط بلاد سومر بأكملها. وكان نظام الإقطاع وسيلة حفظ النظام الإجتماعي في الإمبراطورية السومرية. فقد كان الملك عقب جميع حرب يبتر الزعماء البواسل مساحات واسعة من الأرض ويعفيها من الضرائب. وكان من واجب هؤلاء الزعماء حتى يحافظوا على النظام في إقطاعاتهم ، ويقدموا للملك حاجاته من الجند والعتاد. وكانت موارد الحكومة تتكون من الضرائب التي تجبى عيناً وتخزن في المخازن الملكية وتؤدى منها مرتبات موظفي الدولة وعمالها. وكان يقوم إلى جانب هذا النظام الملكي الإقطاعي طائفة من القوانين تستند إلى سوابق كثيرة من عهد أور أنجور ودنجى اللذين جمعا قوانين أور ودوناها.

فكانت هي المعين الذي إستمد منه حمورابي شريعته الذائعة الصيت. وكانت تلك الشرائع أبسط واكثر بدائية من الشرائع اللاحقة ، ولكنها كانت أيضا أقل منها قسوة. مثال ذلك حتى الشرائع السامية تقضي بقتل الزوجة إذا زنت ، أما الشريعة السومرية فكل ما تجيزه حتى تسمح للزوج بأن يتخذ له زوجة ثانية ، وأن ينزل الزوجة الأولى منزلة أقل من منزلتها السابقة. والقانون السومري يضم العلاقات التجارية كما يضم العلاقات الزوجية والجنسية بوجه عام ، وينظم شئون القروض والعقود ، والبيع والشراء، والتبني والوصية بكافة أنواعها. وكانت المحاكم تعقد جلساتها في المعابد وكان معظم قضاتها من رجال الدين ؛ أما المحاكم العليا فكان يعين لها قضاة فنيون مختصون. وخير ما في القانون كله هوالنظام الذي وضعه لتجنب التقاضي: ذلك حتى جميع نزاع كان يعرض أولاً على محكم عام واجبه حتى يسويه بطريقة ودية دون حتى يلجأ المتنازعون إلى حكم القانون ، فها هي ذي مدينة بدائية يجدر بنا حتى نتلقى منها درسا نصلح به مدينتنا.

القوانين

تعد القوانين العراقية القديمة من أبرز إنجازات الحضارة العراقية في العصور القديمة. فالقوانين المكتشفة في العراق هي أقدم القوانين المكتشفة في العالم. وقد أظهرت القوانين القديمة أنها على درجة كبيرة من النضج والتنظيم. وهناك قوانين سومرية (أور 2113 - 2095ق.م) وقانون لبت عشتار (1934 - 1923ق.م) وقانون أشنونا باللغة الأكادية، ثم قانون حمورابي الذي يعتبر أكمل وأنضج قانون قديم مكتشف حتى الآن. وقد دون باللغة الأكادية في لهجتها البابلية، وبالخط المسماري وخط على مسلة من حجر الديوريت الأسود، وضم حوالي 282 مادة قانونية. وقد تم الكشف عن مسلة حمورابي عام 1901 - 1902م في مدينة سوسا عاصمة العيلاميين، وهي الآن محفوظة في متحف اللوفر في باريس.

وعلى الرغم من قدسية القوانين باعتبارها مستوحاة من إله الشمس عند البابليين، كما تشير إلى ذلك المسلة نفسها، فإن المواد القانونية لم تعالج إلا الشؤون الدنيوية. ويمكن تقسيم ما ورد فيها من مواد إلى خمسة أقسام رئيسية: يعالج الأول الأمور الخاصة بالتقاضي والاتهام الكاذب وشهادة الزور وتلاعب القضاء، في حين اختص القسم الثاني والذي ضم 120 مادة بالمواد الخاصة بالأموال، والجرائم التي تقع على الأموال كالسرقة، والأراضي والعقارات والتجارة والعلاقات التجارية. أما القسم الثالث الذي ضم 87 مادة فهوخاص بالأشخاص، وعالج الأحوال الشخصية من زواج وطلاق وميراث وتبَنٍّ، كما عالج العقوبات على جرائم الاعتداء على الأشخاص. وفي القسم الرابع حددت مسؤوليات أصحاب المهن وأجورهم وأجور الأشخاص والحيوانات ومسؤولية أضرارهم. أما القسم الأخير والذي يضم أربع مواد فقط فهوخاص ببيع الرقيق. وقد كانت هذه القوانين في مجملها أقل قساوة من القوانين الأوروبية في العصور الوسطى؛ فهي لم تعهد تعذيب المتهم ولا التمثيل به وهوعلى قيد الحياة.


الإنتنطق إلى مصر

على إننا إذا ما تحدثنا عن بلاد السومريين نكون جد قريبين من بداية التاريخ قرباً يصعب علينا معه حتى نحكم حكماً دقيقاً أي الحضارات التي نمت في بلاد الشرق الأدنى والتي يتصل بعضها ببعض أوثق إتصال- نقول أي هذه الحضارات كانت أسبق من أختها أوأيها أعقبت الأخرى. إذا أقدم مدونات كتابية وصلت إلينا هي المدونات السومرية وإن كان هذا في حد ذاته لا يقوم دليلاً على حتى الحضارة السومرية أولى الحضارات ؛ فقد لاقد يكون هذا الكشف إلا وليد الظروف المحضة ، وقد يحدث نتيجة عبث الموت والفناء بمخلفات الأقدمين. ولقد عثر على تماثيل صغيرة وآثار أخرى شبيهة بآثار السومريين في بلدتي أشور وسامراء وهما من البلاد التي ضمتها فيما بعد دولة أشور. ولسنا نعهد هل هذه الثقافة القديمة مستمدة من بلاد سومر أوأنها قد إنتقلت إليها من مكان آخر عن طريق نهر دجلة. كذلك تشبه شرائع حمورابي شرائع أور- انجور ودنجى ولكنا لا نستطيع حتى نثبت حتى الأولى تطورت عن الثانية ، وليست تطورا لشريعة أخرى أقدم منهما عهداً وأن كلتا الشريعتين إستمدت أصولها منها. وكل ما في وسعنا حتى نقوله هوأننا نرجح ، ولا نؤكد ، حتى حضارة البابليين والآشوريين مستمدتان من سومر وأكد ، أوحتى سومر وأكد قد لحقتا الحضارتين البابلية والآشورية بلقاحهم. ذلك حتى آلهة بابل ونينوى وأساطيرهما الدينية ليست في كثير من الأحوال إلا آلهة وأساطير سومرية طرأ عليها التحوير والتطور ، وأن العلاقة التي بين اللغتين البابلية والآشورية وبين اللغة السومرية لتشبه العلاقة القائمة بين اللغتين الفرنسية والإيطالية من جهة واللغة اللاتينية من جهة أخرى. ولقد لفت شوينفرت أنظار الفهماء إلى تلك الحقيقة الطريفة العظيمة الخطر ، وهي حتى الشعير والذرة الرفيعة والقمح ، وإستئناس الماشية والمعز والضأن ، وإن ظهرت كلها في مصر وبلاد ما بين النهرين من أقدم العهود المدونة ، لا توجد في حالتها البرية الطبيعية في مصر بل في بلاد آسية الغربية وبخاصة في بلاد اليمن وبلاد العرب القديمة. ويستدل من هذا على حتى الحضارة- وهي هنا زراعة الحبوب وإستخدام الحيوانات المستأنسة- قد ظهرت في العهود القديمة غير المدونة في بلاد العرب ، ثم انتشرت منها في صورة "مثلث ثقافي" إلى ما بين النهرين "سومر ، وبابل وأشور" وإلى مصر. ولكن ما وصل إلى فهمنا عن تاريخ بلاد العرب القديمة حتى الآن ليبلغ من القلة حدا لا نستطيع معه إلا حتى نقول حتى هذا مجرد فرض جائز الوقوع. وأكثر من هذا إحتمالاً حتى عناصر معينة من الثقافة المصرية مستمدة من بلاد السومريين والبابليين. فنحن نفهم حتى مصر وبلاد النهرين كانتا تتبادلان التجارة- وخاصة بطريق برزخ السويس- ولعلهما كانتا تتبادلان أيضا بالطريق المائي طريق مصاب الأنهر المصرية القديمة في البحر الأحمر. وإن نظرة إلى الخريطة لتوضح لنا السبب في حتى مصر كانت طوال تاريخها المعروف تنتمي إلى آسية الغربية أكثر مما تنتمي إلى إفريقيا. لقد كان من السهل حتى تنتقل التجارة والثقافة إلى مصر من بلاد آسية بطريق البحر الأبيض المتوسط. ولكنها لا تلبث حتى تعترضها الصحراء التي تفصل- هي وجنادل النيل- بلاد مصر عن سائر بلاد إفريقية. ومن ثم كان من الطبيعي حتى نجد في الثقافة المصرية عناصر كثيرة من ثقافة ما بين النهرين. وحدثا رجعنا إلى الوراء في دراسة اللغة المصرية القديمة زاد ما نجده فيها من صلات بينها وبين لغات الشرق الأدنى السامية. ويبدوحتى الكتابة التصويرية التي كان المصريون يستخدمونها قبل عصر الأسر الحاكمة قد إنتقلت إلى مصر من بلاد السومريين. والخاتم الأسطواني- وأصله بلا شك من بلاد الجزيرة- يظهر في أقدم العهود المعروفة من تاريخ مصر، ثم يختفي ، وقد كان أسلوبا قديما دخيلا أستبدل به أسلوب وطني أصيل. وليست عجلة الفخراني معروفة في مصر قبل عهد الأسرة الرابعة- أي بعد حتى ظهرت في سومر بزمن طويل ، ولعلها اتىت إلى مصر من أرض النهرين مع العربات والعجلات.ورؤوس الصولج المصرية لا تفترق في شيء عن البابلية. ومن بين الآثار المصرية التي ترجع إلى عصر ما قبل الأسر والتي عثر عليها في جبل الأراك سكين من الظران الجميل الصنع عليه نقوش بارزة هي بعينها نقوش أرض الجزيرة من حيث موضوعها وطرازها. ولعل صناعة النحاس قد نشأت في غرب آسيا ثم انتقلت بعدئذ إلى مصر. وتشبه الهندسة المعمارية الأولى هندسة أرض الجزيرة في إستخدام النقوش الغائرة لتزيين الجدران المتخذة من الآجر. وفخار عهد ما قبل الأسر المصرية وتماثيله الصغيرة وموضوعات زينتها تشبه مثيلاتها في أرض الجزيرة في كثير من الأحوال أوشديدة الصلة بلا ريب. ومن بين الآثار المصرية الباقية من ذلك العهد تماثيل صغيرة لآلهة لا يخطئ الإنسان في أنها من أصل آسيوي. ولقد كان الفنانون في أور ينحتون التماثيل وينقشون النقوش التي يشير طرازها وما جرى عليه العهد في صنعها على قدم هذين الفنين في بلاد سومر، وذلك في الوقت الذي يلوح فيه حتى الحضارة المصرية لم تعد عهد بدايتها.

ولا غضاضة على مصر في حتى تعترف بالسبق لبلاد سومر. ذلك أنه مهما تكن الأصول التي إستمدتها مصر من أرض دجلة والفرات فإن هذه الأصول سرعان ما نمت وأينعت وأثمرت حضارة مصرية خالصة فذة هي بلا ريب من أغنى الثقافات المعروفة في التاريخ وأعلاها شأناً وأعظمها قوة ؛ وهي مع ذلك من أكثرها رشاقة وجمالاً، حضارة إذا قيست إليها الحضارة السومرية لم تكن هذه إلا بداية فجة، بل إذا حضارتي اليونان والرومان لا تفضلانها في شيء.

انظر أيضا

  • تاريخ العراق
  • الإمبراطورية الأكادية
  • الأسرة الثالثة من أور
  • الامبراطورية العيلامية
  • قائمة ملوك سومر
  • تاريخ كتابة الأرقام
  • ملحمة ملحمة جلجامش
  • وحدات القياس السومرية القديمة
  • تقويم المزارع السومري
  • زقورة

المصادر

  • موسوعة حضارة العالم لأحمد محمد عوف.
  • ول ديورانت. سيرة الحضارة. ترجمة بقيادة زكي نجيب محمود. Unknown parameter |coauthors= ignored (|author= suggested) (help)

قراءات إضافية

  • Ascalone, Enrico. 2007. Mesopotamia: Assyrians, Sumerians, Babylonians (Dictionaries of Civilizations; 1). Berkeley: University of California Press. ISBN 0520252667 (paperback).
  • Bottéro, Jean, André Finet, Bertrand Lafont, and George Roux. 2001. Everyday Life in Ancient Mesopotamia. Edingurgh: Edinburgh University Press, Baltimore: Johns Hopkins University Press.
  • Crawford, Harriet E. W. 2004. Sumer and the Sumerians. Cambridge: Cambridge University Press.
  • Leick, Gwendolyn. 2002. Mesopotamia: Invention of the City. London and New York: Penguin.
  • Lloyd, Seton. 1978. The Archaeology of Mesopotamia: From the Old Stone Age to the Persian Conquest. London: Thames and Hudson.
  • Nemet-Nejat, Karen Rhea. 1998. Daily Life in Ancient Mesopotamia. London and Westport, Conn.: Greenwood Press.
  • Kramer, Samuel Noah (1963). The Sumerians: Their History, Culture and Character. University of Chicago Press. ISBN .
  • Kramer, Samuel Noah. Sumerian Mythology: A Study of Spiritual and Literary Achievement in the Third Millennium BC.
  • Kramer, Samuel Noah. The Sumerians : Their History, Culture, and Character.
  • Roux, Georges. 1992. Ancient Iraq, 560 pages. London: Penguin (earlier printings may have different pagination: 1966, 480 pages, Pelican; 1964, 431 pages, London: Allen and Urwin).
  • Schomp, Virginia. Ancient Mesopotamia: The Sumerians, Babylonians, And Assyrians.
  • Sumer: Cities of Eden (Timelife Lost Civilizations). Alexandria, VA: Time-Life Books, 1993 (hardcover, ISBN 0809498871).
  • Woolley, C. Leonard. 1929. The Sumerians. Oxford: Clarendon Press.

وصلات خارجية

  • Iraq’s Ancient Past — Penn Museum
جغرافيا
  • Map of The Fertile Crescent
  • The History Files Ancient Mesopotamia
  • The History of the Ancient Near East Ancient Sumer
لغات
  • Sumerian Language Page, perhaps the oldest Sumerian website on the web (it dates back to 1996), features compiled lexicon, detailed FAQ, extensive links, and so on.
  • ETCSL: The Electronic Text Corpus of Sumerian Literature has complete translations of more than 400 Sumerian literary texts.
  • PSD: The Pennsylvania Sumerian Dictionary, while still in its initial stages, can be searched on-line, from August 2004.
  • CDLI: Cuneiform Digital Library Initiative a large corpus of Sumerian texts in transliteration, largely from the Early Dynastic and Ur III periods, accessible with images.
تاريخ النشر: 2020-06-04 18:36:32
التصنيفات: صفحات بها أخطاء في البرنامج النصي, Pages with citations using unsupported parameters, Commons category link is locally defined, حضارات, الهلال الخصيب, علم آثار العراق, تاريخ العراق, سومر

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

120 دقيقة متوسط تأخيرات القطارات بمحافظات الصعيد.. 23 مارس 

المصدر: بوابة أخبار اليوم - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-03-23 09:19:51
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 69%

درجات الحرارة على القاهرة والمحافظات فى أول أيام رمضان

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-03-23 09:21:35
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 60%

كريستيانو رونالدو يهنئ المسلمين بشهر رمضان المبارك

المصدر: صوت الأمة - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-03-23 09:21:15
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 69%

رحيل أبلة فضيلة.. نهاية «الغنوة والحدوتة» (بروفايل)

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-03-23 09:21:34
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 60%

حركة القطارات| 90 دقيقة متوسط تأخيرات «بنها وبورسعيد».. الخميس

المصدر: بوابة أخبار اليوم - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-03-23 09:19:54
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 62%

العظمى في القاهرة 27.. الأرصاد تكشف حالة الطقس أول يوم «صيام»

المصدر: بوابة أخبار اليوم - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-03-23 09:19:59
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 53%

حركة القطارات| 45 دقيقة تأخير بين قليوب والزقازيق والمنصورة.. 23 مارس

المصدر: بوابة أخبار اليوم - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-03-23 09:19:53
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 65%

45 دقيقة متوسط تأخيرات القطارات على خط «طنطا - دمياط»..23 مارس 

المصدر: بوابة أخبار اليوم - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-03-23 09:19:56
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 63%

الإفتاء توضح أركان الصوم.. تعرف عليها

المصدر: بوابة أخبار اليوم - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-03-23 09:19:49
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 69%

ماذا كان يفعل النبي صلى الله عليه وسلم في رمضان؟ «المفتي» يجيب 

المصدر: بوابة أخبار اليوم - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-03-23 09:20:04
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 53%

الرئيس السيسي يتفقد مركز مصر الثقافي الإسلامي| صور

المصدر: بوابة أخبار اليوم - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-03-23 09:20:05
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 63%

30 دقيقة تأخر حركة القطارات على خط «القاهرة - الإسكندرية».. 23 مارس 

المصدر: بوابة أخبار اليوم - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-03-23 09:19:57
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 62%

حالة الطقس فى أول 3 أيام من رمضان.. مائل للحرارة نهارًا

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-03-23 09:21:37
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 63%

منها طقوس التطهير.. عادات رمضانية في أنحاء العالم

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-03-23 09:21:34
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 54%

الصحة تطلق قافلة طبية ضمن «حياة كريمة» فى الشرقية

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-03-23 09:21:38
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 57%

تحميل تطبيق المنصة العربية