معركة الجسر

عودة للموسوعة

معركة الجسر

معركة الجسر
جزء من الفتوحات الإسلامية
التاريخ أكتوبر 634
المسقط
على الفرات بالقرب من الكوفة, العراق
النتيجة فوز الساسانيين
الخصوم
الخلفاء الراشدون الامبراطورية الساسانية
القادة والزعماء
بهمان (ويعهد كذلك باسم: مردان شاه)
القوات
9,000 10,000
الخسائر
6,000 600

معركة الجسر (23 شعبان 13 هـ/اكتوبر 634م) خسر فيها المسلمون أمام الفرس. .

أجواء الإعداد للمعركة

نتيجة للتطورات العسكرية على الجبهة مع الرومان تم نقل قسم كبير من الجيش إلى الجبهة اللقاءة للرومان، عندها ركز الفرس جهدهم على تصفية الوجود الإسلامي في العراق، فارتأى القائد المثنى بن حارثة تجميع الجيش المسلم على حدود العراق، ومضى مسرعاً لعرض الأمر على القائد العام للجيش الخليفة أبي بكر الصديق فوجده يحتضر، وسرعان ما توفي وتولى الخلافة بعده عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فعرض عليه المثنى الوضع العسكري في العراق .

كانت المهام كثيرة أمام عمر بن الخطاب بعد استلامه الخلافة، ومع ذلك أولى الجهاد ضد الفرس في العراق اهتمامه، فنادى على الناس داعياً إياهم للجهاد ضد الفرس، ولكن الوضع لم يكن واضحاً تماماً بالنسبة للمسلمين في تلك الفترة الانتنطقية بين حكم خليفتين، فتردد الناس في تلبية الدعوة، وبعد محاولات متكررة منه استجاب حوالي ألف رجل، فجمعهم وأمَّر عليهم أبا عبيد الثقفي، ووجههم للعراق . وبحسب إجماع المؤرخين، لم يكن أبوعبيد الثقفي مؤهلاً تماماً للقيادة، ولكنه كان معروفاً بشجاعته وإخلاصه وتقواه، حتى إذا المثل كان يُضرب بشجاعته بين العرب وقتها، وهوما كان يدركه عمر ابن الخطاب رضي الله عنه، ولكن في تلك الفترة العصيبة لم يكن أمامه خيار آخر سوى تسليم قيادة الجيش لأبي عبيد، الذي ما إذا ولج العراق حتى نظم الصفوف، واستطاع بفضل الله ثم بشجاعته وإقدامه حتى يستعيد جميع الأراضي التي تخلى عنها المسلمون، وبجيشه الذي لا يزيد عن عشرة آلاف مقاتل استطاع حتى ينتصر في ثلاث معارك كبيرة هي النمارق والسقاطية وباقسياثا، وكان الخليفة عمر يتابع باهتمام وبشكل مباشر أخبار أبي عبيد، فاطمأن إلى أهليته في قيادة الجيش بعد الفوزات التي حققها(1).


الوضع عند الفرس

كان لهذه الفوزات التي حققها المسلمون بقيادة أبي عبيد أثر مدوعلى الفرس، فتزعزعت الجبهة الداخلية الفارسية بقوة، حتى إذا خصوم رستم ثاروا عليه، واتهموه بالتقصير والتخاذل عن قتال المسلمين، وبدأ الانهيار المعنوي في صفوف الجيش الفارسي، وكان لابد على رستم حتى يتحرك لوقف التدهور على الجبهة الداخلية من جهة، وتحقيق أي نصر على جيش المسلمين يحمل من الحالة المعنوية لجيشه، فعقد اجتماعاً على أعلى المستويات القيادية، واستدعى القائد ألجالينوس الذي فر من قتال المسلمين، وغضب عليه بشدة وحكم عليه بالقتل مع وقف التطبيق، وأنزل رتبته من قائد عام إلى مساعد القائد العام، ثم تشاور مع كبار قادة جيوشه في كيفية تحقيق النصر على المسلمين ولومرة واحدة في محاولة منه لحمل الحالة المعنوية لجنود الفرس الذين هزموا في جميع لقاءاتهم مع المسلمين. وكان رستم داهية، فاختلى بجالينوس، القائد السابق للجيش، وتشاور معه حول نقاط القوة في جيش المسلمين، ونقاط الضعف في جيشه، فشرح له الجالينوس حتى كثرة العدد لا تفيد مع جيش المسلمين؛ لأن أسلوبهم القتالي يعتمد على الكر والفر، وانهم يبدعون في قتال الأماكن المنبسطة التي تماثل بيئتهم الصحراوية، وغير ذلك من النقاط التي وضعها رستم في حسبانه واستفاد منها في إعداده للجيش( 2).

كانت المستوى الأولى التي قام بها رستم هي اختيار قائد قوي للجيش، فاختار أمهر القادة الفرس وأدهاهم، وهو(ذوالحاجب بهمن جاذويه)، وكان من أشد قادة الفرس كبراً وحقداً على المسلمين والعرب، وإنما تسمى بذي الحاجب لأنه كان يعصب حاجبيه الكثيفين ليحملهما عن عينيه تكبراً، فأسند له رستم قيادة الجيش، كما اختار رستم بنفسه أمراء الجند وأبطال الفرسان، وليتغلب على أسلوب المسلمين في قتال الكرّ والفرّ زودالجيش ولأول مرة بسلاح المدرعات الفارسي، وهي الفيلة، وليضفي رستم أهمية خاصة على هذا الجيش المدرع أعطاه راية الفرس العظمى واسمها (دارفن كابيان) ، وكانت مصنوعة من جلد النمور، وكانت هذه الراية لا تخرج إلا مع ملوكهم في معاركهم الحاسمة. وكان أبوعبيد يتابع عبر استخباراته التحركات العسكرية للفرس، فوصلته أخبار الجيش الجرار الذي أعده رستم لمحاربة جيش المسلمين، وكانت المنطقة صالحة للقتال وتلائم الأسلوب القتالي لجيش المسلمين، ، ولكن أبا عبيد رأى حتى يعبر الفرات ناحية الحيرة، وعسكر على مقربة من نهر الفرات على أطراف الصحراء، وهذا المكان أفضل مكان للقتال؛ لخبرة المسلمين في قتال الصحراء ولسهولة الكر والفرّ(3).

القرار الخاطئ

نزل الفرس بقيادة بهمن جاذويه على الشاطئ الشرقي لنهر الفرات اللقاء، وأوفد برسول من عنده إلى القائد أبي عبيد، وكان هذا الرسول من دهاة الفرس ومسماه (مرادتشاه) قائد سلاح الدروع، وكانت فحوى الرسالة (إما حتى تعبروا إلينا وندعكم تعبرون وإما حتى تدعونا ونعبر إليكم)، فعقد أبوعبيد مؤتمرًا مع قادة جيشه للتشاور في عرض الفرس، فأجمع قادة الجيش على هجر الفرس يعبرون لهم؛ لأن أرض المعركة ستكون أوسع وأسهل لحرب الصاعقة التي يجيدها المسلمون، وحتى يسهل قدوم الإمدادات للمسلمين، وكان الاتفاق تاماً على حتى المسلمين لوعبروا للفرس فسوف يحشرونهم في مكان ضيق حيث سيكون من ورائهم حاجز مائي خطير هونهر الفرات والزاخر بالمياه الهادرة؛ ولكن أبا عبيد القائد العام فاجأ الجميع برفض هذا الرأي، والإصرار على العبور إلى الفرس وتحجج بحجة واهية عندما نطق "لاقد يكونون أجرأ منا على الموت بل نصير إليهم" !!

لقد صدم قرار أبي عبيد قادته، فهوقرار مبني على الشجاعة فقط دون النظر لباقي المعطيات والظروف المحيطة بالأمر، فناشدوه، ومنهم الصحابي الجليل سليط بن قيس البدري، ألا يعبر لهم لخطورة العبور ولكن أبا عبيد أصر على رأيه ونطق لسليط الذي ناقشه: "لا أعمل، قد جبنت يا سليط" فنطق له سليط "والله أجرأ منك نفساً وقد أشرنا عليك بالرأي فستفهم"(4).

والواقع حتى الذي دفع أبا عبيد لذلك الرأي أيضاً مكر ودهاء الفرس الذين استدرجوه لذلك، وعندما نطق الرسول الفارسي (مراد تشاه) له: إذا أهل الفرس قد عيروكم بالجبن، ازداد أبوعبيد إصراراً على رأيه، فامر بعقد جسر يمر عليه المسلمون للطرف الشرقي من النهر، وكلف بهذه المهمة رجلاً معاهداً في ذمة المسلمين اسمه (ابن صلبان)، فقام ابن صلبان بعقد الجسر ولكن بصورة واهية يجعل من السهل بتره على مجموعة صغيرة من الرجال، ولعله عمل ذلك عمدًا ليقع المسلمون في الكماشة القاتلة، وبدأ المسلمون في العبور إلى الطرف الآخر وهجرهم الفرس حتى تكامل عبورهم فوجد أبوعبيد جيشه محصورًا في ساحة قتال ضيقة حيث نهر الفرات ورافده تحيط بالمسلمين من الخلف واليمين واليسار، والفرس بجيشهم الجرار أمام المسلمين، وسرعان ما ظهرت نتائج هذا القرار الخاطئ (5).

سير المعركة

بمجرد حتى تكامل المسلمون على الشاطئ الشرقي هجم الفرس بكل قواتهم، خاصة سلاح الفيلة على المسلمين، ولم تكن خيل المسلمين قد رأت فيلة من قبل فنفرت منها بشدة وهربت في جميع مكان، وبذلك تعطلت أقوى أسلحة المسلمين وهوسلاح الفرسان، وقامت الفيلة بتمزيق صفوف المسلمين، وأسقطت خسائر بالغة بهم، وعندها أمر القائد العام أبوعبيد بالتعامل مع الفيلة فنادى في أبطال المسلمين (احتوشوا الفيلة) أي أحيطوا بها وابتروا أحزمة بطنها ليقع ما عليها من قادة، وكان أبوعبيد كما قلنا من أشجع الناس فكان هوأول من نفذ ما أمر به المسلمين، وبالعمل تم للمسلمين ما أرادوا وبتروا أحزمة جميع الفيلة .

وقد استمر القتال شديداً بين الطرفين، وبرز تأثير الفيلة على مسير المعركة من خلال أعداد المسلمين الذين قتلتهم الفيلة، وعندها قرر أبوعبيد حتى يقوم بعمل بطولي نادر لا يجرؤ عليه أحد إلا من كان مثله، فسأل عن نقطة ضعف الفيل التي تؤدي إلى قتله، فنطقوا له: خرطومه؛ فاختار فيلاً أبيض اللون كان قائداً للفيلة، ونادى في المسلمين (يا معشر المسلمين إني حامل على هذا المخلوق - يعني الفيل الأبيض - فإن قتلته فأنا أميركم، وإن قتلني فأخي الحكم أميركم، فإن اغتال فولدي وهب) ثم عد سبعة من القادة آخرهم المثنى بن حارثة، ثم حمل في بطولة نادرة على الفيل الأبيض والذي كان مدربًا على فنون القتال فاتقى ضربات سيف أبي عبيد وألقاه على الأرض وداسه بأقدامه فاستشهد القائد أبوعبيد، وقاتل المسلمون على جثته حتى لا يأخذها الفرس، ثم تولى أخوه الحكم مكانه ولكنه سرعان ما استشهد، ثم ولده ثم الذي بعده حتى استشهد ستة من الذين عينهم أبوعبيد، فتسلم الراية أسد العراق المثنى بن حارثة الذي حاول تسليم الوضع حتى وقع ما لم يكن في الحسبان، إذ بينما كان المثنى ينظم صفوف جيشه ويدعوالفارين للثبات سارع رجل متهور من بني ثقيف اسمه (عبدالله بن مرثد الثقفي) إلى الجسر فبتره، وتعصب مجموعة من بني ثقيف لعملته، ونادوا في المسلمين (موتوا على ما توفي عليه أمراؤكم أوتظفروا)، وفرح الفرس بهذه العملة، وركزوا هجومهم على المسلمين ليفنوهم بالكامل، وكان هجريزهم أشد على ناحية الجسر المقطوع حتى لا يصلحه أحد، فسقط الاضطراب الشديد في صفوف المسلمين، وفر الكثير منهم وألقوا بأنفسهم في نهر الفرات، وكان أكثرهم لا يعهد السباحة فغرق منهم ألفان .

ولما رأى المثنى هذه الكارثة المروعة التي حلت بالجيش انتخب كتيبة بقيادته وأسرع لاصلاح الجسر المنهار، وكان المتهور عبد الله بن مرثد الثقفي قد وقف عند الجسر ليمنع المسلمين من الفرار، فالقى المثنى القبض عليه وربطه، فاعتذر عبد الله بن مرثد بأنه إنما أراد حتى يثير حمية المسلمين للقتال، وأخيراً، وبعد جهد شديد استطاع المثنى ومن معه إصلاح الجسر، وأمر المقاتلين حتى يعبروه للجهة الأخرى، وقد بقي المثنى على أول الجسر يشرف على اجتياز جيشه للطرف الآخر مدافعاً عنهم فاصيب إصابة أدت إلى وفاته بعد ذلك بشهرين (6). وانتهت هذه المعركة باستشهاد أربعة آلاف شهيد منهم الأمراء السبعة، لذلك فإن سقطها كان شديدًا على نفوس المسلمين حتى إذا ألفين من الجيش فروا حتى دخلوا البادية فاختفوا فيها خجلاً مما جرى، ولم يبق مع المثنى سوى ثلاثة آلاف هم الذين انتقموا لمصرع إخوانهم في المعارك التالية .


المصادر

  • البداية والنهاية - عماد الدين أبوالفداء إسماعيل بن عمر بن كثير الدمشقي - تحقيق الدكتورعبدالله بن المحسن الهجري - دار هجر - القاهرة - 1998 .
  • حسن محمد الأمين - التاريخ العسكري القديم - دار عبدالقوي ناشرون - القاهرة - 1989م.

نفس المصدر .

  • المنتظم في تاريخ الملوك والأمم: أبوالفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد بن الجوزي- دراسة وتحقيق: محمد عبد القادر عطا- مصطفى عبد القادر عطا- دار الخط الفهمية- بيروت.
  • سمير حلبي - معركة الحصيد وانكسار الفرس - مسقط " إسلام اونلاين "
  • حسن محمد الأمين - مصدر تجاوز ذكره.
تاريخ النشر: 2020-06-04 18:47:18
التصنيفات: الفتح الإسلامي لفارس, Battles involving the Sassanid Empire, Battles involving the Rashidun Caliphate, 634, All stub articles, بذور معركة, بذرة إسلام

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

الفريق السعودي يطلع المجلس الرئاسي اليمني على نتائج لقاءات صنعاء

المصدر: ألشرق الأوسط - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-04-18 03:25:55
مستوى الصحة: 95% الأهمية: 93%

رياضي / الأهلي والزمالك يتأهلان لنهائي كأس مصر لكرة السلة

المصدر: وكالة الأنباء السعودية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-04-18 03:28:04
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 54%

19 بندا لإعادة النظر بمعايير شركات العمرة السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2023-04-18 03:26:46
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 55%

فوز الأهلى والزمالك فى رابع جولات حسم لقب مرتبط اليد

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-04-18 03:23:12
مستوى الصحة: 40% الأهمية: 43%

الصقورية سكن للعمالة وتشوهات بصرية السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2023-04-18 03:26:47
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 62%

وزيرا خارجية السعودية ومصر يبحثان أوضاع السودان

المصدر: ألشرق الأوسط - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-04-18 03:25:57
مستوى الصحة: 76% الأهمية: 85%

عام / عدسة واس توثق اللحظات الروحانية بصلاة التهجد ليلة ال ٢٧ من رمضان

المصدر: وكالة الأنباء السعودية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-04-18 03:28:05
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 61%

السيسي: مصر تسعى لعدم تصعيد الموقف في السودان

المصدر: ألشرق الأوسط - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-04-18 03:25:59
مستوى الصحة: 86% الأهمية: 100%

أعداد غفيرة من الزوار بمسجد عائشة السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2023-04-18 03:26:45
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 68%

الرئيس السيسى: مستعدون للوساطة بين الأطراف السودانية لحقن الدماء

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-04-18 03:23:17
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 42%

تمديد «بينالي الفنون الإسلامية» في جدة حتى 23 مايو

المصدر: ألشرق الأوسط - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-04-18 03:25:56
مستوى الصحة: 94% الأهمية: 92%

شهادة للمباني تراعي المعاقين وتعالج التشوهات السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2023-04-18 03:26:44
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 68%

تفاصيل اجتماع الرئيس السيسى بالمجلس الأعلى للقوات المسلحة.. فيديو

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-04-18 03:23:10
مستوى الصحة: 31% الأهمية: 49%

هداف ليفربول التاريخي ضد ليدز.. أرقام رائعة لـ محمد صلاح

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-04-18 03:23:15
مستوى الصحة: 32% الأهمية: 44%

تحميل تطبيق المنصة العربية