النعمان بن مقرن المزني

النعمان بن مقرن المزني (ت. 21هـ/642م) هوأبوعمرو، النعمان بن عمروبن مُقَرِّن ابن عائذ المزني، الأمير القائد، المجاهد، أول مشاهده الخندق «الأحزاب»، شهد بيعة الرضوان، وكان إليه لواء مزينة يوم الفتح، وعندما قرر الخليفة أبوبكر محاربة المرتدين من أهل ذي القَصّة (موضع بينه وبين المدينة 24 ميلاً وهوطريق الرّبَذة) وكان عليهم حِبال أخوطليحة في بني أسد ومن انضم إليهم من ليث والديل ومدلج. خرج أبوبكر على تعبئة من أعجاز ليلته وعلى ميمنته النعمان بن المقرّن وعلى ميسرته عبد الله بن مقرّن وعلى الساقة سويد بن مقرن، فما طلع الفجر إلا وهم والعدوفي صعيد واحد، فما إذا بزغت الشمس حتى ولوهم الأدبار وغلبوهم على عامة ظهرهم (الركاب التي تحمل الأثنطق) وقُتل حبال، وهجر أبوبكر النعمان بن مقرن في ذي القصّة مع عدد من الرجال وعاد إلى المدينة.

إسلامه

نطق لقومه مرة يا قوم واللّهِ ما عَلِمْنا عن محمدٍ إِلاَّ خيراً، ولا سَمِعْنَـا من دَعْوَتِهِ إِلاَّ مَرْحَمَةً وِإحْساناً وعَدْلاً، فما بالُنا نُبْطِئُ عنه، والناسُ إليه يُسْرِعون؟! ثم أتبعَ يقول: أما أنا فقد عَزَمْتُ على حتى أغدُوَ عليه إِذا أصْبَحْتُ، فمَنْ شاءَ منكم أنْقد يكونَ مَعي فَلْيَتَجَهَّزْ. قدم على النبي صلى الله عليه وسلم مع قومه ومعه الهدايا معلناً إسلامهم جميعاً ففرحت المدينة أشد الفرح بهذا الخبر إِذ لم يسبِق لِبيت مِن بيوت العربِ حتى أسلم منه أحد عَشَرَ أخاً من أبٍ واحد ومعهم أربع مائة فارِس.

نزل فيهم قوله تعالى :{{وَمِنَ الأعْرَابِ مَنْ يُؤمِنُْ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الاَخِر، وَيَتَّخِذُ مَا يُنْفِقُ قُرُبَاتٍ عِنْدَ اللّهِ، وَصَلَوات الرَّسُولِ، ألاَ إِنَّها قُرْبَةٌ لَهُمْ سَيُدْخِلُهُمُ اللّهُ في رَحْمَتِهِ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَحيمُ

معاركه

شارك النعمان في معركة القادسية، ولما فتحت المدائن سنة 16هـ ولىّ عمر بن الخطاب سعد بن أبي وقاص صلاة ما غلب عليه وحربه، وولى الخراج النعمان وسويداً ابني مقرّن، سويداً على ما سقى الفرات والنعمان على ما سقى دجلة، ولكن النعمان لم يلبث حتى استعفى، فخط عمر بن الخطاب سنة 17هـ إلى سعد بن أبي وقاص حتى يبعث إلى الأهواز بعثاً كثيفاً مع النعمان بن مقرّن وأن يبعث سويد ابن مقرّن مع عدد من القادة لينزلوا إزاء الهرمزان حتى يتبينوا أمره، وكان عمر قد بلغه حتى يزدجرد كسرى فارس قد عمد إلى إثارة أهل فارس وأهل الأهواز وتعاقدوا وتعاهدوا وتواثقوا على النصرة.

خرج النعمان بن مقرّن في أهل الكوفة فبتر دجلة بحيال ميسان ثم أخذ البرّ على الأهواز، ثم اتى مَنَاذر وسوق الأهواز، ثم سار نحوالهرمزان وهويومئذ برامهرمز، فلما سمع الهرمزان بمسير النعمان إليه، بادره بالقتال ورجا حتى يهزمه، وقد طمع في نصرة أهل فارس الذين نزلت أوائل إمدادهم بتُستَر، فالتقى النعمان والهرمزان بأربُك (بلد من نواحي الأهواز) فاقتتلوا قتالاً شديداً، وهُزم الهرمزان وأخلى رامهرمز وهجرها ولحق بتُستَر وبها جنوده من أهل فارس وأهل الجبال والأهواز، فخط القادة إلى عمر فأمدهم بأبي موسى الأشعري، فسار نحوهم وعلى أهل الكوفة النعمان، وعلى أهل البصرة أبوموسى، وعلى الفريقين جميعاً أبوسبرة.

حاصر المسلمون تُستَر أشهراً وزاحفهم المشركون ثمانين زحفاً في حصارهم،قد يكون عليهم مرّة ولهم أخرى، ولم ينجح المسلمون في فتح تستر حتى خرج إلى النعمان رجل فاستأمنه على حتى يدّله على مدخل يؤتون منها، فلما ولج المسلمون المدينة التجأ الهرمزان إلى القلعة، ثم استسلم على حتى يضع يده في أيدي المسلمين على حكم الخليفة عمر بن الخطاب يصنع به ما يشاء، فقبلوا ذلك، فرمى قوسه وأمكنهم من نفسه، ثم حاصر النعمان ومعه أهل الكوفة السوس مع أبي سبرة حتى فُتِحت، ثم ولاه سعد ابن أبي وقاص على كسكر، فخط النعمان إلى عمر يخبره حتى سعد بن أبي وقاص استخدمه على جباية الخراج، وأنه أحب الجهاد، فخط عمر إلى النعمان بأنه ولاه قيادة الجيش الموجه إلى نهاوند، وكانت الأعاجم قد اجتمعت هناك، وأوصاه «أن لا يوطئ المسلمين وعراً فيؤذيهم، ولايمنعهم حقهم فيكفّرهم، ولا يدخلهم غيضة، فإن رجلاً من المسلمين أحب إلى عمر من مئة ألف دينار».

استشهاده

ورد حتى عمراً شاور الهرمزان في أصبهان وفارس وأذربيجان فنطق: أصبهان الرأس، وفارس وأذربيجان الجناحان، فإذا بترت جناحا فاء الرأس وجناح وإن بترت الرأس، سقط الجناحان.

فنطق عمر للنعمان بن مقرن: إني مستعملك. فنطق: أما جابياً فلا، وأما غازياً فنعم. نطق: فإنك غاز. فسرحه، وبعث إلى أهل الكوفة ليمدوه وفيهم حذيفة، والزبير، والمغيرة، والأشعث، وعمروبن معد يكرب. فذكر الحديث بطوله. وهوفي " مستدرك الحاكم " وفيه: فنطق: اللهم ارزق النعمان الشهادة بنصر المسلمين، وافتح عليهم. فأمنوا، وهز لواءه ثلاثا. ثم حمل، فكان أول صريع -رضي الله عنه.

وسقط ذوالحاجبين من بغلته الشهباء، فانشق بطنه، وفتح الله، ثم أتيت النعمان وبه رمق، فأتيته بماء، فصببت على وجهه أغسل التراب، فنطق: من ذا،يا ترى؟ قلت: معقل. نطق: ما عمل الناس،يا ترى؟ قلت: فتح الله. فنطق: الحمد لله. اخطوا إلى عمر بذلك، وفاضت نفسه -رضي الله عنه.

وعن علي بن زيد، عن أبي عثمان نطق: أتيت عمر بنعي النعمان بن مقرن، فوضع يده على وجهه يبكي

سار النعمان إلى نهاوند حيث جَرت السقطة الكبرى التي أطلق عليها العرب اسم فتح الفتوح سنة 21هـ، واستشهد النعمان بن مقرِّن فأخذ الراية حذيفة بن اليمان، وافتتحت نهاوند، فلم يكن للأعاجم بعد ذلك جماعة.

مناقبه

أول مشاهده الأحزاب
شهد بيعة الرضوان
نزل الكوفة
شارك في حروب الردة زمن أبي بكر
شارك في معركة القادسية، وكان من ضمن رسل سعد بن أبي وقاص إلى يزدجرد.
ولي كَسكر لعمر بن الخطاب ثم صرفه وبعثه على المسلمين يوم سقطة نهاوند، فكان يومئذ أول شهيد، وكانت في سنة إحدى وعشرين.