سـِتي الثاني Seti II كان خامس حاكم في الأسرة المصرية التاسعة عشر وحكم من 1203 ق.م. - 1197 ق.م.. اسمه الملكي هو: اوسر خپرورع ستپ إذا رع، ويعني "قوية هي تجليات رع، مصطفى رع.' وهوابن مرنپتاح وزوجته إيست‌نوفرت الثانية وجلس على العرش أثناء فترة عـُرفت بالدسائس والعهود القصيرة لملوك الأسرة، ولم يشذ عهده عن ذلك. كان على ستي الثاني حتى يتعامل مع الكثير من المؤامرات الخطيرة، أهمها اعتلاء ملك منافس اسمه آمن‌مسى، الذي هوفي الأغلب ابنه، الذي استولى على طيبة والنوبة أثناء السنوات الثانية حتى الرابعة من عهد ستي.

الصراع على العرش

الدليل على حتى آمن‌مسى كان معاصراً لحكم ستي الثاني - بدلاً من السابق المباشر لستي الثاني - يتضمن حقيقة حتى المقبرة الملكية KV15 لستي الثاني في طيبة قد خـُرِّبت عمداً ومُحي بعناية الكثير من الأسماء الملكية لستي الثاني أثناء عهده. المحوقد أصلحه لاحقاً أعوان ستي الثاني. ويقترح ذلك حتى عهد ستي الثاني في طيبة قد انبتر ببزوغ منافس: الملك آمن‌مسى في مصر العليا. ثانياً، أوضح الدارس الألماني ڤولفگانگ هلك حتى آمن‌مسى لم يشهد على حكمه في مصر العليا بالكثير من الشظايا الحجرية من السنة الثالثة وشظية واحدة من السنة الرابعة؛ كما لاحظ هلك عدم وجود آثار حجرية من السنتين الأولى والثانية من دير المدينة يمكن نسبتها شرعياً إلى عهد آمن‌مسى. يؤكد هذا الدليل الواضح على سيطرة ستي الثاني على طيبا في العامين الأولين من حكمه، وهوما تشهد عليه مختلف الوثائق والبرديات. على النقيض، كان ستي الثاني غائباً عن مصر العليا في عامه الثالث والرابع الأمر الذي بدا واضحاً ومن المرجح بأنه بسبب سيطرة العمارنة على هذه المنطقة في ذلك الوقت.

وأخيراً، والأهم، فقد كان معروفاً حتى كبير العمال في دير المدينة، المدعونفرحوتپ، قد قـُتـِل في عهد الملك آمن‌مسى بأمر من إنسان يُدعى 'مسي' والذي كان إما آمن‌مسى نفسه أوأحد أعوان الملك، حسب بردية سالت 124. ومع ذلك، فقط ذكر حتى نفرحتپ شغل المنصب من خلال قائمة سجلات العمل اوستراكا MMA 14.6.217، والتي تسجل أيضاً ارتقاء ستي الثاني العرش، والذي كان يستخدم لاحقاً لتسجيل غياب العمال في عهد هذا الملك. إذا كان العام السادس من حكم ستي الثاني هونفسه العام السادس لمنافسه آمن‌مسى، فإن رئيس العمال لن يتم ذكره في الوثيقة التي ترجع إلى بداية عهد ستي الثاني حيث حتى نفر حتپ كان متوفى بالعمل. يشير هذا إلى حتى مناطق آمن‌مسى وستي الثاني كانت متداخلة جزئياً فيما بينهما وتقترح بأن كلا الحاكمين كانا متنافسين وكان هناك صراع بينهم على عرش مصر.

أثناء سنوات الحكم من الثانية حتى الرابعة من العهدين المتوازيين لكل من آمن‌مسى/ستي الثاني، كان لآمن‌مسى اليد العليا وسيطر على مصر العليا والنوبة؛ وأمر بتخريب مقبرة ستي الثاني في وادي الملوك. قبل عامه الخامس، هُزم آمن‌مسى في النهاية على يد منافسه، ستي الثاني، الذي كان الوريث الشرعي للعرش حيث أنه كان ابن مرنپتاح. ستي الثاني، بدوره، أطلق حملة damnatio memoriae على جميع النقوش والآثار التي تخص آمن‌مسى وكبار مناصري الملك في طيبة والنوبة، ومن بينهم Khaemter، نائب الملك السابق على كوش، والذي كان وزيراً لآمن‌مسى. قام موظفي ستي الثاني بالمحوالكامل للمشاهد والنصوص من [[KV10)، المقبرة الملكية لآمن‌مسى. مشاهد الوزير Khaemter في النوبة والتي تم نقشها عندما كان نائباً للملك على كوش تم مسحها بدقة، حتى أنه عندما تم نشر منطقات رولف كروس ولبيب حبشي في السبعينيات، كان عمله كنائب للملك مجهول تماماً، الأمر الذي لاحظه فرنك ج. يوركو.

عهده

رقى ستي الثاني المستشار باي ليصبح أبرز مسئول في الدولة وبنى ثلاث مقابر - KV13, KV14 وKV15 - لنفسه ولزوجته الكبرى تووسرت ولـباي في وادي الملوك. وكان ذلك عملاً غير مسبوق من جانبه من أجل باي، الذي كان سوري الأصل ولم يكن على صلة تزاوج أوقربى للعائلة المالكة. ولما كان اعتلاء ستي الثاني العرش قد وقع بين يومي II پـِرِت 29 وIII پـِرِتستة بينما سي‌پتاح—ستي (خليفة ستي الثاني) — كان اعتلاؤه العرش حوالي آخر IV آخت إلى مطلع I پـِرِت 2، فإن سادس وآخر سنوات حكم ستي استمرت حواليعشرة أشهر؛ ولذلك، فإن ستي الثاني حكم مصر لمدة خمسة أعوام وعشرة أشهر أوتقريباً ستة أعوام حين توفي.

بسبب القصر النسبي لعهده، فإن مقبرة ستي الثاني لم تكن قدم تم تشطيبها حين مات. ولاحقاً صعدت زوجته توسرت إلى العرش بنفسها بعد وفاة سي پتاح، خليفة ستي الثاني. وحسب شظية حجرية من وثيقة مكتوبة من مجتمع العمال في دير المدينة، فإن وفاة ستي الثاني قد أُعلِنت للعمال من "كبير الشرطة ناخت-مين" في السنة 6، 1 پـِرِت 19 من عهد ستي الثاني. ولما كان خبر وفاة ستي الثاني سيستغرق بعض الوقت ليصل إلى طيبة (حيث تقع مدافن دير المدينة) من العاصمة پي-رعمسيس في مصر السفلى، فإن تاريخ "1 پـِرِت 19" هويوم وصول خبر وفاة الملك إلى دير المدينة. من المحتمل حتى ستي الثاني قد توفي في آخر شهر "2 آخت" أومطلع شهر "1 پـِرِت"؛ وحالياً يقترح جميع من ڤولفگانگ هلك ور.ج. ديماريه "1 پـِرِت 2" كتاريخ عملي لوفاة ستي الثاني، بافتراض حتى ذلك التاريخ يسبق بسبعين يوماً دفنه. فمن گرافيتومكتوب في الرواق الأول لمقبرة توسرت في KV14، فإن ستي الثاني دُفِن في مقبرته KV15 في "السنة 1، ثلاثة پـِرت يوم 11" من عهد سي پتاح.

أول ما اتخذه ستي الثاني من أسماء ملكية في العام الأول من عهده كان 'أوسر-خپرو-رع ستپ-إن-رع' والذي وُجِد مكتوباً فوق نقش مسووي، نائب الملك على النوبة في عهد مرنپتاح، على صخرة ناتئة في جزيرة بيجة. إلا حتى مدفن مسووي في المقبرة S90 في النوبة اِكتـُشـِف أنه يضم فقط الأغراض الجنائزية التي تسمي مرنپتاح مما يقترح أنه 1) مسووي من الممكن قد توفي أثناء عهد مرنپتاح، و2) ستي الثاني مجرد قد قرن اسمه بمسئول كان يعمل في خدمة أبيه كنائب للملك على كوش. وسرعان ما غيّر ستي الثاني اسمه الملكي إلى 'أوسر-خپرو-رع مري‌آمون'، والذي كان أكثر الصيغ شيوعاً لإسمه الملكي.

ثمة برديتان هامتان من عهد ستي الثاني. الأولى هي حكاية أخوين والثانية هي "سجلات محاكمة پانب".

حكاية الأخوين

حكاية الأخوين هي سيرة رائعة للمشاكل التي تنشب داخل أسرة حين يتوفى الوالد، وربما كان مغزاها الجزئي هوالسخرية السياسية من الأخين غير الشقيقين. إلا حتى الحقائق التاريخية عن تلك الفترة غير مؤكدة بدرجة تسمح بالجزم بالإسقاط السياسي. السيرة فيها بعض الملامح المشهجرة مع سيرة يوسف الصديق في بيت العزيز (پوتيفار) في سفر التكوين 39:1-20 بالتوراة وسورة يوسف بالقرآن. إلا حتى العلاقة غير واضحة بين القصتين، إذا كان هناك علاقة في الأصل. بعض العناصر في السيرة تبدومشتقة من أسطورة اوزيريس فيما يتعلق بالموت والبعث.. بطلا السيرة أنپووباتا كلاهما يحمل أسماء آلهة من الإقليم السابع عشر بصعيد مصر.

سجلات محاكمة پانب

البردية الثانية هي سجلات محاكمة پانب. نفرحوتپ، أحد كبيري العمال في مدينة الموتى دير المدينة، استـُبدِل بـپانب، صهره المشاكس. ونسب أخونفرحوتپ، آمن‌ناختى، الكثير من الجرائم إلى پانب، في إدانات بأشد الحدثات محفوظة في بردية توجد اليوم في المتحف البريطاني. وإذا كان بالإمكان الوثوق في شهادة آمن‌ناختى، فإن پانب، يُزعم أنه، سرق أحجاراً من مقبرة ستي الثاني أثناء عمله على إكمالها— لتجميل مقبرته الشخصية— بجانب سرقة أوتخريب ممتلكات أخرى تابعة للملك. كما اِتـُهـِم پانب بمحاولة اغتال نفرحوتپ، حماه بالتبني، بالرغم من أنه تفهم على يديه وبعد مقتل نفرحوتپ على يد 'عدو'، وزُعِم حتى پانب رشى الوزير پرع‌إمحاب لكي ليستولي على منصب حميه. بغض النظر عن صدق تلك الاتهامات، فمن الواضح حتى طيبة كانت تمر بأوقات عصيبة. وثمة إشارات في مواضع أخرى إلى 'حرب' نشبت أثناء تلك السنين، ولكن يبقى من الغامض ما تشير إليه الحدثة- فربما كانت إشارة لقلاقل وتململ داخليين. وقد اشتكى نفرحوتپ من هجمات پانب عليه إلى الوزير آمن‌موسى، الذي يُفترض أنه تجاوز پرع‌إمحاب، وبناء عليها عاقب آمن‌موسى پانب. هذا الرجل المثير للمشاكل حمل شكوى إلى 'موسى' (أي 'مسي')، الذي بناء على الشكوى أزاح پرع‌إمحاب من منصبه. من الواضح حتى هذا المدعو"موسى" لابد أنه كان شخصاً بمكانة أعلى من الوزير، من الممكن الملك آمن‌مسى نفسه أوحليف رئيسي للملك.

كما وسـَّع ستي الثاني مناجم النحاس في وادي تمنة في إدوم، فشيّد معبداً هاماً لحتحور، الإلهة البقرة، في المنطقة. وكانت تلك المناجم قد هـُجرت في انهيار العصر البرونزي المتأخر، حيث بدا جزء من المعبد كما لوكان مستعملاً من بدومدين، مرتبطاً بعبادة الأفعى البرونزية المكتشفة في المنطقة. كما أسس ستي الثاني محطة صنادل نهرية أمام باحة العمود الثاني في الكرنك، ومصلّيات ثالوث طيبة – أمون وموت وخونسو.

الزوجات والكنوز

من زوجات ستي الثاني، بدت توسرت وتاخات غير مؤكدتين. فقد حكمت توسرت كوصية على سي پتاح ولاحقاً كفرعون. وإسمها مسجل في مجلد مانيتوبإسم 'تحوريس' المذكور أنها حكمت لمدة سبع سنوات.

تحمل تاخات لقب ابنة الملك مما يجعلها من نسل رمسيس الثاني أومرنپتاح. ترجع قائمة الملكات إلى العام 53 من عهد رمسيس الثاني ولم يكن اسم تاخات مذكوراً في القوائم المبكرة. يجعلها هذا في نفس عمر أوأصغر من ستي الثاني. كان الرأي التقليدي بأن المتنافسين كانا أخوة غير أشقاء، وأن تاخات الملكة الزوجة لمرنپتاح ووالدة لآمن‌مسى بينما والدة ستي الثاني هي إيست‌نوفرت الثانية.

تظهر تاخات على تماثيل مختلفة لآمن‌مسى وعلى إحدى هذه التماثيل، كان يطلق عليها لقب ابنة الملك وزوجة الملك حيث كانت حدثة 'زوجة' منقوشة فوق حدثة 'والدة'. حسب أيدان دودسون فإنه تم اعادة حفر اللقب عندما وصل ستي للحكم واستولى على التمثال. يظهر حتى هذا يشير على حتى تاخاتا كانت زوجة لستي وأن آمن‌مسى كان ابناً لستي وأنه استولى على العرش من والده. يرى دودسون بأنه قد يحدث هناك امرئتين تحملان اسم تاخات، لكن معالجة صورة تاخات لم ترجح ذلك.

لعدة سنوات، كان من المؤكد حتى تيا كانت زوجة ستي الثاني ووالدة سيپبتاح. وكان هذا الاعتقاد مستنداً على عدد من البتر الجنائزية التي عثر عليها في مقبرة سيپبتاح والتي منقوشاً عليها حتى تيا زوجة الملك ووالدة الولك. ومع ذلك فقد اتضح الآن حتى هذه الدلائل تم جلبها إلى مقبرة سي پتاح من المقبرة المجارة، KV32، نتيجة اختراق عرَضي (غير مقصود). المقبرة KV32 تخص زوجة تحتمس الرابع، تي‌عا.

في يناير 1908، عالم المصريات إدوارد ر. أيرتون، في عملية تنقيب عقدت لصالح تيودور م. ديڤيز، اكتشف مدفن صغير في المقبرة رقم KV56 والتي أشار إليها ديڤيز باسم 'المقبرة المضىية' وذلك في منشوره الخاص بكشفه بوادي الملوك؛ والذي ثبت أنه يحتوي على مخبأ صغير لمجوهرات تحمل اسم ستي الثاني. مجموعة "أقراط، خواتم، أساور، وسلسلة تحمل الحلي والتمائم، زوج من القفازات وصندل فضي رقيق" تم العثور عليها داخل هذه المقبرة.

المصادر