لعنة حام هي لعنة على كنعان، ابن حام، أطلقها نوح. اللعنة مذكورة في سفر التكوين وتتعلق بسـُـكـْر نوح وما صاحبه من عمل مخزي قام به ابنه حام، أبوكنعان (Gen. 9:20–27). الجدل الذي أثارته السيرة حول طبيعة العدوان الذي قام به حام، والسؤال حول سبب توجيه نوح للعنة على كنعان في حين حتى العدوان قام به حام، ومازال ذلك الجدل قائمة بعد ألفي عام.

ويجادل بعض الدارسين المعاصرين حتى الغرض الأصلي للسيرة هوتبرير سلب أراضي وأملاك الكنعانيين على يد بني إسرائيل، إلا أنه في القرون اللاحقة، فـٌسـِّرت السيرة من قِبل اليهود والمسيحيين على أنها شرح للبشرة السوداء، وكذلك للعبودية. إلا حتى معظم المسيحيين واليهود يختلفون الآن مع تلك التفسيرات، لأنه في النص التوراتي، حام نفسه ليس ملعوناً، كما حتى عرق ولون البشرة ليسا مذكورين. إلا حتى التلمود البابلي يربط لعنة حام بالبشرة السوداء والملامج الزنجية بالتفصيل.

الأصول

مفهوم لعنة حام تعود أصوله إلى سفر التكوين الإصحاح 9:

20 وبدأ نوح في العمل فلاحاً، وغرس كرماً:

21 وشرب النبيذ فسكر وتعرى في خيمته.

22 فأبصر حام أبوكنعان عورة أبيه، وأبلغ أخويه بالخارج.

23 فأخذ سام ويافث الرداء ووضعاه على أكتافهما ومشيا إلى الوراء، وسترا عورة أبيهما ووجهاهما إلى الوراء. فلم يبصرا عورة أبيهما.

24 فلما استيقظ نوح من خمره، فهم ما عمل به ابنه الصغير.

25 فنطق: ملعون كنعان عبد العبيدقد يكون لإخوته.

26 ونطق: مبارك الرب إله سام. وليكن كنعان عبدا له.

27 ليفتح الله على يافث فيسكن في خيام سام، وليكن كنعان عبدا له.

– التكوين 9:20–27

وقد اقترح كايل ودليتش (1885) حتى اللعنة كانت نبوءة حول القبائل من نسل كنعان، بينما يرى روبرت ألتر حتى الهدف العام من السيرة هوتبرير معاملة الكنعانيين، نسل حام، كأشخاص أوكائنات أقل درجة من بني إسرائيل، نسل سام. إلا أنه حسب ناحوم سارنا، فإن سيرة اللعنة على كنعان مليئة بالصعوبات. ولا نعهد على وجه الدقة جرم حام الذي أوجب اللعنة على ابنه. الجملة 22 ظلت موضع جدال، حول ما إذا كان يجب أخذها على محمل تفسير حرفي، أم كانت "كناية عن فاحشة كبرى".

في الجملة 25، يسمي نوح سام ويافث "أخوين" لكنعان، بعد سبعة جمل من الإشارة لأنهما أعمام كنعان. ويقدم جدول الأمم كنعان ومصرايم (مصر) بين أبناء حام (10:6). وفي المزامير، فإن مصر هي مرادف لـحام. تناول يافث في الجملتين 26–27 يثير الأسئلة: لما سُمي يهوى إله سام، وليس إله يافث،يا ترى؟ وما معنى حتى الرب يفترض أن "يفتح على" يافث"،يا ترى؟ ولماذا يفترض أن "يسكن يافث في خيام سام"،يا ترى؟ وثمة مزيد من المصاعب بما فيها الإشارة إلى حام بأنه "الابن الأصغر"، بينما جميع القوائم الأخرى تجعل منه ثاني أبناء نوح. وحسب سارنا، فإن أكبر التحديات للرواية هي لما لـُعـِن كنعان، بدلاً من حام، والتفاصيل المخفاة للعمل المشين الذي يشبه التحفظ الذي ذُكِر به الاعتداء الجنسي الذي قام به روبن.

الجمل الخمس القصار للرواية تشير إلى حتى الأبوة الحامية لكنعان لابد وأن كان لها قدراً كبيراً من الأهمية في نظر محرر السيرة أومختصرها، حسب سارنا، الذي يضيف: "إطلاق اللعنة على كنعان، رداً على عمل مشين، هوأول إيحاء بفكرة فساد الكنعانيين، والذي يُعرَض في التوراة كمبرر لسلبهم أرضهم ولنقل ملكية تلك الأرض إلى نسل ابراهيم."

عدوان حام

شعر معظم المعلقين، القدامى والمحدثين، حتى رؤية حام لعورة أبيه لم تكن جريمة بالفداحة التي تفسر جسامة العقوبة التي تلتها. إلا حتى التكوين 9:23، الذي فيه يغطي كلٌ من سام ويافث أباهما برداء بينما يتجنبان النظر إليه، يشي بأن الحدثات يجب حتى تؤخذ بمعناها الحرفي، وقد أشير مؤخراً أنه في بابل الألفية الأولى، كان النظر إلى عورة إنسان آخر تعتبر أمراً جلل..

سفر اليوبيل

وفي سفر اليوبيلات، فإن فداحة لعنة حام يفاقمها عهد من الرب "ألا يسمح لفيضان بالمجيء للأرض مرة أخرى". ورداً على هذا العهد، فقد بنى نوح مذبحاً للأضاحي "طلباً للغفران للأرض".^{[Jub. 6:1–3]} تصرف نوح وشعائره تناظر عيد شڤوعوت كما لوكانت نموذجاً للاحتفال بنزول التوراة. فمهامه "الكهنوتية" تحاكي أيضاً كونه "الكاهن الأول" حسب هالاخاه كما دُرِّست في الأعمال القمرانية. فبتحويله استهلك النبيذ إلى مناسبة دينية، فإن سفر اليوبيلات يزيح أي شكوك قد يثيرها مشهد سـُـكـْر نوح. وبذلك تشكل عملة حام عدم احترام ليس فقط لوالده، بل أيضاً لمراسيم العيد.

يهودية القرون الوسطى

تقسير القرون الوسطى من رشي (ربي شلومويتسحاقي 1040–1105)، الذي استشهد بمصادر قديمة من التوراة الشفهية اليهودية والتي تُستمد من الفهم اليهودية القدمية على أنها أكثر التفاسير الأساسية استخداماً حتى الوقت الحاضر، قدم شرحاً تمهيدياً.

لعنة كنعان

• التكوين 9:25: "ونطق: ملعونٌ هوكنعان؛ عبد العبيد يفترض أنقد يكون لأشقائه"

والجدير بالذكر حتى اللعنة قام بها نوح، وليس الرب. ويزعم بعض دارسي التوراة حتى اللعنة حين يطلقه إنسان، فإنها تكون سارية إلى حتى يدعمها الرب، وهوما لم يحدث في اللعنة على حام ونسله، التي لم يؤكدها الرب أو، على الأقل، فإنه غير مذكور في التوراة حتى الرب قد أكـّدها.

مخطوطات البحر الميت

4Q252، عـُـثـِر على پـِشـِر (تفسير) لسفر التكوين بين مخطوطات البحر الميت، مفسراً أنه مادام حام كان قد باركه الرب (التكوين 9:1)، فلم يكن ممكناً حتى يلعنه نوح. اللفافة 4Q252 التي من الممكن تعود إلى النصف الثاني من القرن الأول ق.م. وبعد قرن من الزمان، جادل المؤرخ اليهودي يوسفوس حتى نوح امتنع عن لعن حام لكونه من نسله مباشرةً، ولذلك لعن ابن حام بدلاً منه.

اليوبيلات

اليهودية الكلاسيكية

ونطق فيلون السكندري، الفيلسوف اليهودي من القرن الأول ق.م.، حتى حام وكنعان كانا متساويين في الذنب، بغض النظر عمن فيهما الذي أساء إلى نوح بجرائم، "لأن كليهما معاً تصرفا بحماقة وسوء وارتكبا خطايا." وقرر الحاخام إلعاز حتى كنعان، في الواقع، كان أول من رأى عورة نوح، ثم مضى وأبلغ أباه، الذي بدوره خرج وأبلغ شقيقيه؛ وهذا، كما يقول إلعازر، "لم يأخذ في الحسبان وصية حتى يـُكرِم المرء أباه." وثمة تفسير آخر هوحتى "أصغر أبناء" نوح لا يمكن حتىقد يكون حام، الذي كان ابناً متوسطاً: "ولهذا السبب، فإنهم يقولون ذلك الابن الأصغر كان في الواقع كنعان."

أصول الفكرة

في الماضي، زعم البعض حتى "لعنة حام" كانت تبريراً توراتياً لفرض العبودية أوالعنصرية على السود، بالرغم من حتى هذا المفهوم هوفي الأساس مدفوع أيديولوجياً. وبالنسبة لهذا الأمر، فقد وصف الزعيم المسيحي مارتن لوثر كنگ، الابن هذه المحاولة بأنها "تجديف" "ضد جميع شيء أتت من أجله الديانة المسيحية."

اليهودية المبكرة

بينما لا يذكر سفر التكوينتسعة حتى حام كان أسود البشرة، إلا أنه أصبح مقترناً بالبشرة السوداء، عبر الأصل الشعبي للحدثات مشتقاً اسمه من حدثة شبيهة، وإن كانت في الواقع غير ذات صلة، وتعني "داكن" أو"بني". الفترة التالية كانت خرافات معينة حسب التنطقيد اليهودية القديمة. فحسب إحدى الأساطير المحفوظة في التلمود البابلي، فإن الرب لعن حام لأنه خالف حظراً على الرفث إلى النساء (ممارسة الجنس) على متن سفينة نوح و"كان مبتلى بلون بشرته"; وفي موضع آخر، لعنه نوح لأنه قام بإخصاء أبيه. وبالرغم من حتى التلمود يشير فقط إلى حام، فإن النسخة جلبت مدراش ليستطرد قائلاً "حام، الذي ينحدر منه كوش" في إشارة إلى سواد البشرة، حتى اللعنة لم تـَنصـَبّ على جميع أبناء حام، بل فقط على ابنه الأكبر كوش، فقد كان كوش هوالأفريقي جنوب الصحراء. ولذلك، تواجدت روايتان مختلفتان، واحدة تشرح حتى البشرة السوداء هي نتيجة لعنة على حام، والأخرى تبرر العبودية وسلب الحقوق والممتلكات بلعنة منفصلة على كنعان.

الإسرائيليات الدخيلة على الإسلام

قـُدِّمت المفاهيم إلى الإسلام أثناء التوسع العربي في القرن السابع، بسبب تلاقح القصص واللاهوت اليهودي والمسيحي مع الإسلام، والذي سُمي "الإسرائيليات". بعض كتاب القرون الوسطى المسلمين—بما فيهم محمد بن جرير الطبري وابن خلدون، وحتى كتاب الزنج اللاحق— دعموا وجهة النظر القائلة بأن لعنة نوح على نسل حام تمثلت في سواد البشرة والعبودية والحاجة لعدم إطالة الشعر بعد الأذنين، بالرغم من حقيقة تعارض ذلك مع تعاليم القرآن والسنة النبوية فيما يتعلق بلون البشرة والمساواة العرقية، وخصوصاً في خطبة الوداع. وهذا أيضاً بالرغم من حقيقة حتى رواية سـُكر نوح ولعنة حام لا وجود لها في القرآن أوالسنة، ولا تتسق مع تعاليم الإسلام حتى نوح هونبي، والأنبياء لا يشربون الخمر. فالإسلام يضع أنبياء الله في مكانة رفيعة، بل يعتقد بعض المسلمين حتى الأنبياء معصومين من الخطأ.

وثمة تفسير مستقل، مازال موجوداً في اليهودية، للعنة التي حلت على جميع نسل حام وخصوصاً حتى جميع أبناء حام الآخرين يتواجدون في القارة الأفريقية؛ وهم مصرايم أبوالمصريين، كوش أبوالكوشيين وفوت أبوالليبيين.

عبودية القرون الوسطى و"بروسوس الكاذب"

في التفاسير المسيحية في القرون الوسطى، فإن خطيئة حام اعتبروا أنها كانت الضحك (استهزاءً بوالده وعدم عمل شيء لتسليم الوضع).

العبودية الأوروبية/الأمريكية، القرنان السابع عشر والثامن عشر

حركة قديسي اليوم الآخر

في 1835، قدّم جوسف سميث، مؤسس حركة قديسي اليوم الآخر، كتاباً يُدعى سفر إبراهيم. وكان يشير بصراحة إلى حتى فرعون كان سليل حام والكنعانيين، الذين كانوا سود، (Moses 7:8) وأن نوح لعن نسله وكل ما يتعلق بكهنوت الكنعانيين، وأن جميع المصريين هم من نسله. ولاحقاً اُعتـُبـِر ذلك الكتاب أحد الخط المقدسة لكنيسة قديسي اليوم الآخر. هذه الفقرة هي الوحيدة الموجودة في الخط المقدسة للمورمون التي تحظر نسلاً معيناً من تولي الكهنوت، ومع عدم وجود شيء في سفر إبراهيم يشير صراحةً إلى حتى لعنة نوح هي نفس اللعنة المذكورة في التوراة أوحتى المصريين هم أقارب الأفارقة السود، فإن بعض  – وليس كل – أتباع قديسي اليوم الآخر يستخدم تلك الفقرة كأساس من النصوص المقدسة لترويج العبودية وحجب الكهنوت عن السود. وفي العام التالي، علـَّم سميث حتى لعنة حام اتىت من الرب، وأنها تطلبت إسباغ الشرعية على العبودية. وحذر أولئك الذين حاولوا التدخل في العبودية حتى الرب قد يقوم بعمله.

انظر أيضاً

• لعنة وعلامة قابيل
• Hamitic

المراجع

الهامش

ببليوگرافيا

وصلات خارجية

• Online reprint of statements about abolition by Joseph Smith, originally printed in the Messenger and Advocate Vol. 2. No. 7. (Kirtland, Ohio, April 1836)
• Sermon on separate heavens and race relations in Mississippi
• Jasherسبعة An account of the theft of the garment by Ham is found in Jasher 7:24–29.