المفعول فيه أوالظرف عند فهماء النحوفي اللغة العربية، هو: "الاسم المنصوب بتقدير في" وهو: أحد المفعولات، وينقسم إلى: ظرف زمان مثل: اليوم والليلة، وظرف مكان مثل: أمام وخلف. وقد ذكره الامام ابن مالك في منظومته المشهورة باسم: ألفية ابن مالك

ظرف الزمان والمكان

المفعول فيه وهوالمسمى ظرفا، عهده الناظم ابن مالك بقوله:

الظرف هواسم زمان -اسم وقت-، أومكان، وهذا يضم الظرف وغير الظرف، فحينئذ احتجنا إلى إخراج غير الظرف، نطق: ضمنا معنى في، ثم نطق: باطراد مراده الاحتراز من المكان المختص المنصوب بدخل ونحوه، وهذا بناء على إعرابه عنده هو— فإنه يرى أنه مفعول به بعد إسقاط الخافض، على وجه التوسع والمجاز، حينئذ بناء على هذا هواشترط باطراد من أجل إخراج ما ذكر، فحينئذ يحتاج إلى قيد الإطراد، فإن نصبه على التوسع والمجاز حكم اللفظ، فلا يخرجه ذلك عن معنى في، وهذا هوالذي اعتبر الناظم إلى قيد الإطراد، كهنا امكث أزمنا. ثم بين العامل فيه، فنطق: فانصبه بالواقع فيه، من عمل أوشبهه، مظهرا كان ذلك الواقع، وإلا فانوه مقدرا، بمعنى أنه قد يحدث ناصبه اللفظ الدال على المعنى الواقع فيه، فقد يحدث عملا، وقد يحدث اسم عمل، وقد يحدث مصدرا، قد يحدث وصفا .. إلى آخره. ثم له ثلاث حالات:

1. أنقد يكون مذكورا كالأمثلة السابقة
2. أنقد يكون محذوفا جوازا، كما إذا سقط في جواب سؤال، بمعنى أنه إذا دل عليه دليل.
3. أنقد يكون محذوفا وجوبا، وهذا في ست مسائل ذكرناها سابقا.

أقسام ظرف الزمان والمكان

ثم نطق:

وكل وقت قابل ذاك: الوقت -اسم الزمان- ينقسم إلى مبهم ومختص، واسم المكان كذلك ينقسم إلى مبهم ومختص، جميع وقت سواء كان اسم زمان أواسم مكان.

اسم الزمان

المختص من اسم الزمان ما دل على مقدر معلوم، يعني ما دل على مقدار من الزمن معلوم، له أول وله آخر، هذا نسميه مختصا، وإذا لم يشير على زمن معين حينئذ نسميه مبهما، مثل: حين ووقت وساعة ولحظة وزمن، نقول: هذه ألفاظ هي اسم زمان، لكنها ليست مختصة، لأنها لا تدل على وقت له أول وآخر، زمن، لونطق: سرت زمنا، ما هذا الزمن متى يبتديء،يا ترى؟ ومتى ينتهي،يا ترى؟ من أي يوم،يا ترى؟ من أي شهر،يا ترى؟ نقول: هذا غير معلوم. سرت لحظة، سرت وقتا .. ساعة .. -ليس الساعة المعهودة-، ساعة، حينئذ نقول: هذا مبهم؛ لأنه لا يشير على وقت معين. وأما المختص فهوما دل على مقدر معلوما كان، وهوالمعهد بالفهمية: صمت رمضان، رمضان نقول: هذا اسم زمان مختص لماذا،يا ترى؟ لأنه فهم على الشهر المعلوم، واعتكفت يوم الجمعة، هذا فهم عند بعضهم؛ لأن الجمعة المضاف إليه فهم على اليوم المعلوم، فصار من باب إضافة المسمى إلى الاسم، يوم اسمه الجمعة، اليوم هوالمسمى، والاسم هوالجمعة،قد يكون من باب إضافة المسمى إلى الاسم، أوبـ(أل) كان معهدا أومختصا بـ(أل)، نحوسرت اليوم، وأقمت العام، سرت اليوم هذا إذا كان بينك وبين المخاطب عهد فينصرف إليه وإلا يحمل على اليوم الحاضر، كذلك أقمت العام في مكة، يعني مثلا هذا العام، أوبالإضافة جئت زمن الشتاء، وبعضهم يمثل: صمت يوم الخميس، على أنه مضاف ومضاف إليه فتخصص بالإضافة، أوغير معلوم وهوالنكرة نحوصمت يوما أويومين أوأسبوعا أووقتا طويلا، نقول: هذا غير معلوم، لكنه فيه نوع اختصاص لما ذكر معه، إذا نطق: صمت يوما، اليوم له أول وآخر، صمت معلوم الصوم يقع من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، إذا له أول وله آخر، هذا اختصاص، بخلاف زمن ولحظة وساعة ليس لها أول ولا آخر، لكن يوم له أول وآخر، فمن حيث الابتداء والانتهاء فهومختص، وبعضهم عده في المبهم؛ لأنه إذا نطق: صمت يوما، أي يوم هذا،يا ترى؟ يوم السبت أويوم الأحد، مبهم، فيه إبهام، وبعضهم راعى عدم التعيين من حيث اليوم فأعده في المبهم، وهذا الظاهر أنه أولى، وبعضهم راعى أنه مبتدأ له أول وله أخر فعده في المختص. كذلك أسبوعا هذا مبتديء من يوم الجمعة إلى يوم الخميس، هذا هوالأسبوع الشرعي، وأما من السبت إلى الجمعة هذا اصطلاحي، يبتديء من يوم الجمعة، أول يوم في الأسبوع هويوم الجمعة، وينتهي بالخميس، فحينئذ نقول: إذا نطق: صمت أسبوعا، عهدنا أوله وآخره، لكن أي أسبوع هذا،يا ترى؟ من أي شهر،يا ترى؟ هذا فيه نوع إبهام. إذا له ملحظ من جهة الاختصاص من حيث له ابتداء وانتهاء، وله ملحظ من جهة الإبهام في عدم تعيين هذا الأسبوع أي أسبوع هو؟ وكذلك سرت وقتا طويلا حصل اختصاص بماذا،يا ترى؟ سرت يوما طويلا، بالنعت بالصفة، إذا هوفي نفسه نكرة غير معلوم، لكن حصل له نوع اختصاص بالوصف، هذا ما يتعلق بالمختص، اسم زمان مختص، قد يحدث بـ(أل)، قد يحدث بالفهمية، قد يحدث بالصفة .. بالوصف يعني، قد يحدث بالإضافة، هذه أربعة أشياء تفيد الاختصاص. إن لم يكن كذلك بأن لا يشير على شيء معين ليس له أول ولا آخر اعتبرناه مبهما، وقيل: المختص من ظرف الزمان ما يقع جواب متى، متى جئت،يا ترى؟ يوم الخميس، مختص، متى تسافر،يا ترى؟ شهر محرم، إلى غير ذلك، ما سقط في جواب متى فهومختص، وما كـ: يوم الخميس، والمعدود، يقع في جواب كم، كم سرت،يا ترى؟ سرت يومين، هذا معدود، والمبهم ما لا يقع في جواب متى ولا كم، وهذا رأي ابن هشام في قطر الندى؛ قسم اسم الزمان إلى ثلاثة: مختص ومعدود ومبهم، والصواب إدخال المعدود في المختص؛ سرت يوما أويومين أوأسبوعا أووقتا طويلا، هذا معدود بالجملة وهومختص، هذا الظاهر، ولوقسم هذا التقسيم الثلاثي أيضا لا بأس.

حكمه

نطق: وكل وقت قابل ذاك، الوقت بنوعيه، اسم الزمان بنوعيه المختص والمبهم، قابل ذاك، الذي هوالنصب على الظرفية. إذا جميع اسم زمان يصح حتى ينصب على الظرفية بشرطه السابق، إذا ضمن معنى: في باطراد، إذا ضمن معنى: في باطراد صح نصبه ولا ينظر إلى التفصيل بين كونه مختصا أومبهما. يعني اسم الزمان يقبل النصب على الظرفية، مبهما كان نحوسرت لحظة، نقول: لحظة هذا ظرف زمان، ما نوعه مختص أومبهم،يا ترى؟ مبهم، هل ضمن معنى في باطراد،يا ترى؟ نعم، ضمن معنى في باطراد، سرت ساعة كذلك مثله، أومختصا إما بإضافة نحوسرت يوم الجمعة، اعتبره مضافا، وبعضهم اعتبره فهما، أوبوصف سرت يوما طويلا، أوبعدد سرت يومين، أدخل العدد في المختص وهوأظهر.

اسم المكان

وما يقبله المكان إلا مبهما: اسم المكان كذلك نوعان: مختص ومبهم، نطق: وما يقبله يعني النصب على الظرفية، المكان يعني اسم المكان، إلا مبهما لا مختصا، والمراد بالمختص هنا ما له صورة وحدود محصورة، أرض لها حدود لها أول وآخر، الدار المسجد البلد المدينة، نقول: هذه مختصة لها أول ولها آخر له أقطار وحدود. إذا ما كان له أقطار وحدود محصورة، نقول: هذا اسم مكان مختص كالمسجد والبلد والدار ونحوذلك، والمبهم ما ليس كذلك ما ليس له أقطار محصورة، مثل أرض، الأرض هذه تصدق على الأرض كلها، ليس لها حدود، وقيل: هوما افتقر إلى غيره في بيان صورة مسماة، وهذا سيأتي في الجهات والمقادير، أنه لا يبين المراد إلا بالتمييز أوما بعدها، حينئذ هومفتقر في بيان صورته وحقيقته ومسماه بما بعده. إذا ما كان مختصا لا يصح نصبه على الظرفية، إذا كان اسم مكان مختص لا يصح نصبه على الظرفية، فإن اتى في لسان العرب ما منصوب وهواسم مكان مختص، قلنا: هذا الذي ذكرناه سابقا: سكنت الشام، الشام هذا محدود، دخلت البلد، نقول: هذا محدود، نقول: هذا يحفظ ولا يقاس عليه، هوشاذ يحفظ ولا يقاس عليه، ولذلك الناظم بقوله: باطراد أخرجه، ولا نقول: هومنصوب على الظرفية، وإنما نقول: هومنصوب على التشبيه بالمفعول به، أوأصله مفعول به ولج عليه حرف جر فأسقط فانتصب على المفعولية، يعني مفعول به، إما هذا أوذاك، وأما كونه ظرفا، وحمل على الظرف المبهم، هذا فيه نوع تكلف، وإلا الأصل حتى اسم المكان المختص لا ينتصب على الظرفية مطلقا. نطق: وما هذه نافية، وكل وقت قابل ذاك، وكل هذا مبتدأ، وقت هذا مضاف إليه، قابل هذا خبر المبتدأ، جميع وقت قابل، والفاعل ضمير مستتر هو، (ذاك)، المشار إليه النصب على الظرفية؛ لأنه نطق: فانصبه بالواقع فيه، فأعاد الضمير على ما سبق، على اسم الإشارة (ذاك)، و(ذاك) مثل الضمير لا بد له من مرجع، والمرجع المراد به النصب على الظرفية المفهوم من قوله: فانصبه بالواقع فيه. ثم نطق: وما يقبله، (ما) نافية، يقبله الضمير يعود إلى النصب على الظرفية، المكان فاعل يقبل، إلا مبهما استثناء، وهذا حصر، يعني إثبات الحكم للمذكور ونفيه عما عداه، فلما كان اسم المكان على نوعين: مبهم ومختص، والذي يقبل النصب على الظرفية هوالمبهم دون المختص حصره فيه، ونفاه عن المختص، فنطق: وما نافية، يقبله المكان إلا مبهما، هذا حال من الفاعل وهوالمكان، إلا مبهما يعني: لا يقبل النصب على الظرفية المكان طالما من الأحوال إلا طالما كونه مبهما.

مراجع

خطأ لوا في وحدة:Authority_control على السطر 346: attempt to index field 'wikibase' (a nil value).