توكيد
التوكيد في اصطلاح أهل العربية يطلق على معنيين: أحدهما التقرير أي جعل الشيء مقررا ثابتا في ذهن المخاطب. والآخر اللفظ الدال على التقرير (تسمية بالمصدر)، أي اللفظ الموكد الذي يقرر به. نطق التفتازاني: التوكيد لفظ يفيد تقوية ما يفيده لفظ آخر.
تقسيم
مجازي
قد يطلق التوكيد مجازا على حتىقد يكون اللفظ لإفادة معنى كان حاصلا بدون ذكره، نحولم يقم جميع إنسان، فإن لفظ كل توكيد على رأي لأنه كما يفيد لم يقم إنسان عموم النفي كذلك يفيده لم يقم جميع إنسان، وليس توكيدا على الأول لأن الإسناد حينئذ إلى كل لا إلى إنسان. وإنما كان هذا المعنى مجازا؛ لأن إفادة معنى كان حاصلا بدونه لازمة للتوكيد لا نفس معناه، إذ التوكيد يقتضي سابقية مطلوب مذكور.
فالتوكيد بالمعنى المجازي أعم منه بالمعنى الاصطلاحي [أي لفظ يذكر لإفادة معنى كان حاصلا بدون ذكره]. وضد التوكيد التأسيس.
التوكيد تابع يذكر في الكلام ليؤكد معنى سابقا وليحمل الغموض عن ذهن السامع
يطابق التوكيد المؤكد في حكمه الإعرابي: حملا ونصبا وجرا وجزما
صناعي
التوكيد الصناعي، أي الاصطلاحي، أقسام ثلاثة: التابع المطلق وهوالتابع للاسم ولغيره، والتابع للاسم، وغير التابع.
تابع مطلق
التابع المطلق، سواء كان تابعا للاسم أوتابعا لغيره، هوالتوكيد اللفظي، ويسمى توكيدا صريحا أيضا. وهوتكرار اللفظ الأول أواللفظ المكرر. والتكرار يمكن حتى قد يكون بلفظه حقيقة، نحو﴿قوارير، قوارير من فضة﴾ ونحو﴿فمهل الكافرين أمهلهم رويدا﴾ ونحو﴿هيهات هيهات لما توعدون﴾ ونحو﴿ففي الجنة خالدين فيها﴾ ونحو﴿فإن مع العسر يسرا، إذا مع العسر يسرا﴾؛ أوحكما، نحوضربت أنت، فإن تكرار الضمير لا يجوز متصلا؛ أوقد يكون بمرادفه، نحو﴿ضيقا حرجا﴾ بكسر الراء.
تقسيم المطلق
نطق الرضي: اللفظي ضربان:
- إعادة اللفظ الأول، نحواتىني زيد زيد.
- تقوية اللفظ الأول، بموازنه مع اتفاقهما في الحرف الأخير؛ ويسمى إتباعا. وهوعلى ثلاثة أضرب:
- إما حتىقد يكون للثاني معنى ظاهر، نحوهنيئا مريئا،
- أولاقد يكون له معنى أصلا، بل ضم [التابع المهمل] إلى الأول لتزيين الكلام لفظا وتقويته معنى، وإن لم يكن له حال الإفراد معنى، كقولك حسن بسن وشيطان ليطان،
- أوقد يكون له معنى متكلف غير ظاهر، نحوخبيث نبيث من نبث الشر أي استخرجه.
عملى هذاقد يكون الإتباع داخلا في اللفظي الحكمي.
- فائدة
- الموكد إما نطقب:أنجر مرئي، يجوز الابتداء به والوقف عليه، أوغير مستقل. وغير المستقل إذا كان على حرف واحد وكان مما يجب اتصاله بأول نوع من الحدث وبآخر نوع منها يكرر بتكرار عماده من السعة نحوبك بك، وضربت ضربت، وإن لم يكن على حرف واحد ولا واجب الاتصال جاز تكراره وحده نحوإن إذا زيدا قائم.
تابع للاسم
التابع للاسم يقصد منه أحد التوابع الخمسة للاسم وهوتابع يقرر أمر المتبوع في النسبة والشمول، أي يقرر حاله وشأنه عند السامع بجعل حاله ثابتا متقررا عنده في النسبة أي في كونه منسوبا أومنسوبا إليه، نحوزيد قتيل قتيل وضرب زيد زيد، ويثبت عنده أنه المنسوب والمنسوب إليه في هذه النسبة هوالمتبوع لا غيره، ويقرر شمول المتبوع أفراده نحواتىني القوم كلهم، وهذا التقرير هوالغرض من جميع ألفاظ التوكيد. فبقولنا يقرر أمر المتبوع خرج البدل وعطف النسق، وكذلك الصفة لأن وضعها للدلالة على معنى في متبوعها وإفادتها توضيح متبوعها في بعض المواضع. وقولنا في النسبة والشمول قيد به خرج عطف البيان فإنه وإن كان يوضح ويقرر متبوعه لكن لا يوضح في النسبة أوالشمول. فإن قيل حتى زيد في نحويا زيد زيد من البدل ويصدق عليه هذا الحد، قيل إذا ذكر زيد بهذه الحيثية فلا شك أنه توكيد وإن ذكر زيد أول بحيثقد يكون توطئة لذكر غيره ثم بدا له حتى يقصده دون غيره فذكره ثانيا بهذا الطريققد يكون بدلا لكونه مقصودا دون الأول، ولا ضير في كون الشيء الواحد مقصودا وغير مقصود لاختلاف الزمان.
ثم إذا هذا التوكيد قسمان: لفظي ويسمى صريحا وقد سبق، والآخر المعنوي ويسمى غير الصريح، وهوبخلافه، سمي به لحصوله من ملاحظة المعنى كما سمي اللفظي لحصوله بمن تكرار الفظ. والتوكيد غير الصريح مختص بألفاظ محصورة وهي: نفسه وعينه وكلاهما وكله وأجمع وأكتع وأبصع وأبتع.
غير تابع
غير تابع للاسم ولا لغيره:
- منه توكيد العمل بمصدره وهوعوض من تكرار العمل مرتين نحو﴿وسلموا تسليما﴾، فيسمى المصدر مؤكدا لنفسه والتوكيد خاصا
- ومنه الحال المؤكدة نحو﴿ويوم أبعث حيا﴾
- ومنه الوصف المؤكد نحوأمس الدابر.
انظر أيضا
- معاد
- طلبي
- أجل
مراجع
- ^ كشاف اصطلاحات الفنون
