گاوتاما بوذا

عودة للموسوعة

گاوتاما بوذا

گاوتاما بوذا
Gautama Buddha
مثال لبوذا من سارناث، القرن أربعة ق.م.
وُلـِد ح. 563 ق.م
لومبيني (نيپال حالياً)
توفي ح. 483 ق.م (عمره 80) أو411 و400 ق.م
كوشي‌نگر، اوتار پرادش (الهند حالياً)
العرق شاكيا
مبعث الشهرة مؤسس البوذية
سبقه كاساپا بوذا
لحقه مايتريا بوذا

جزء من  عن
البوذية


تاريخ البوذية

خط زمني للبوذية
المجالس البوذية

الأسس

الحقائق النبيلة الأربع
السبيل الثماني النبيل
Buddhist Precepts
نرڤانا · الجواهر الثلاث

المفاهيم الأساسية

علامات الوجود الثلاثة
سكاندا · Cosmology
سمسارا · اعادة الميلاد · دارما
Dependent Origination · كارما

الشخصيات الرئيسية

گاوتاما بوذا
الحواريون · البوذيون اللاحقون

الطقوس والبلوغ

البوذوية · بوذي‌ساتڤا
المراحل الأربعة للاستنارة
پاراميتا · التأمل · Laity

المناطق

جنوب شرق آسيا · شرق آسيا
الهند · سري لانكا · التبت
بهوتان · البلدان الغربية

الأفرع

ثراڤادا · ماهايانا
ڤاجرايانا · المدارس المبكرة
Pre-sectarian Buddhism

النصوص

شريعة پالي · سوترات الماهايانا
الشريعة التبتية

دراسات مقارنة
الثقافة · قائمة الموضوعات
بوابة: البوذية

     

گاواتاما بوذا Gautama Buddha أوبوذا (و. 563 ق.م. - ت. 483 ق.م.)، اسمه الأصلي الأمير سيدهارتا مؤسس الديانة البوذية إحدى الديانات الكبرى. أبوه كان حاكماً لإحدى المدن في شمال الهند على حدود مملكة نيپال. تزوج في السادسة عشرة من عمره إحدى قريباته وفي مثل سنه .


حياته

المكان الذي وُلد فيه گاوتاما في بومبيني. This is a holy shrine also for Hindus, who believe Buddha is the 9th ofعشرة Dashavataras of Vishnu


الرحيل والتقشف في الحياة

بوذا
This scene depicts the "Great Departure" of Siddhartha Gautama, a predestined being. He appears here surrounded by a halo, and accompanied by numerous guards, mithuna loving couples, and devata, come to pay homage. Gandhara art, Kushan period(1st-3rd century CE)
Prince Siddhartha shaves his hair and become an ascetic. Borobudur, 8th century.

وعندما بلغ الحادية والعشرين من عمره وبعد ميلاد ابنه، قرر حتى يهجر هذه الحياة ويتفرغ تماماً للتأمل في أمر الدنيا والبحث عن الحقيقة. هجر جميع شيء وتحول إلى متسول مفلس ، ودرس على أيدي عدد من رجال الدين ، وبعد حتى أمضى بعض الوقت اكتشف حتى الحلول التي يقدمونها لمشاكل الحياة ليست كافية . وكان من المعتقد في ذلك الوقت حتى الحل الوحيد لمتاعب الدنيا هوالزهد فزهد في جميع شيء. وأمضى سنوات لا يأكل ولا يشرب إلا القليل . ولكنه عاد فاكتشف حتى تعذيب الجسد يملأ العقل ضباباً ويحجب عن النفس رؤية الحقيقة فعدل عن الزهد إلى حياته العادية يأكل ويشرب ويجلس إلى الناس . وفي العزلة أخذ يتأمل مشاكل الناس .

The Buddha sitting in meditation, surrounded by demons of Māra. Sanskrit manuscript. Nālandā, Bihar, India. Pāla period.

ويذكر عنه تابعوه أنه في إحدى الليالي بينما كان يجلس تحت شجرة تين ، تساقطت عند قدميه هموم الدنيا كلها وعهدها واهتدى إلى حلها، وأمضى الليل كاملاً يتأمل فلما طلع النهار أيقن تماماً أنه عهد الحقيقة، وأنه أصبح بوذياً أي إنساناً مستنيراً .

وبعد وفاة بوذا انتشرت الديانة البوذية على مهل . ففي القرن الثالث قبل الميلاد تحول الإمبراطور الهندي أشوكا إلى الديانة البوذية مما أدى إلى انتشارها في الدول المجاورة . كما أنها دخلت الصين وأصبح لها أتباع كثيرون. ومن الصين انتقلت إلى كوريا واليابان . ولم تسجل تعاليم بوذا إلا بعد وفاته بوقت طويل. كما حتى ديانته هذه قد انشقت بعضها على بعض .

مبادئ السلام وهجر العنف قد كان لهما أعمق الأثر في الحياة السياسية لكل الدول التي آمنت بالبوذية.

" لوعاد بوذا إلى الحياة لوجد حتى أشياء كثيرة قيلت على لسانه ، وحتى أساليب في الحياة قد اتخذها أتباعه ، لم يكن ليستريح هولها .

تشكيل سانگا

first teaching of the Buddha, in which the Buddha taught the Four Noble Truths to his first five disciples at Sarnath, India.


الرحلات والتدريس

Buddha with his protector Vajrapani, Gandhāra, 2nd century CE, Ostasiatische Kunst Museum
Viṣṇu as Buddha making gesture of dharmacakrapravartana flanked by two disciples
Devadatta tries to attack the Buddha. Picture of a wallpainting in a Laotian monastery.


محاولات الإغتيال

ماها‌پاري‌نيرڤانا

The Buddha's entry into Parinirvana. Sanskrit manuscript. Nālandā, Bihar, India. Pāla period.
The sharing of the relics of the Buddha, Zenyōmitsu-Temple Museum, Tokyo

الوصف الجسدي

Gandhāran depiction of the Buddha from Hadda, Central Asia. Victoria and Albert Museum, لندن.

تعاليم بوذا

Reclining Buddha in Jade Temple, Shanghai

كانت وسيلة بوذا في نشر تعاليمه - شأنه في ذلك شأن سائر المفهمين في عصره - هي المحاورة والمحاضرة وضرب المثل ؛ ولما لم يدر في خلده قط - كما لم يدر في خلد سقراط أوالمسيح - حتى يدون ممضىه ، فقد لخصه في "عبارات مركزة" أريد بها حتى يسهل وعيه على الذاكرة ؛ وهذه المحادثات - على الصورة التي إحتفظ لنا بها الرواة من أتباعه - تصور تصويراً لا شعورياً أول شخصية واضحة الحدود والمعالم في التاريخ الهندي: رجل قوى الإرادة ، صادق الرواية ، مزهوبنفسه ، وديع المعاملة ، رقيق الكلام ، محسن إحساناً لا ينتهي عند حد معلوم ؛ ولقد زعم لنفسه "الإستنارة" لكنه لم يدّعِ الوحي ، فما زعم قط للناس حتى إلهاً كان يتحدث بلسانه ؛ وهوفي جدله مع خصومه أكثر صبراً ومجاملة من أي مفهم آخر ممن شهدت الإنسانية من أعلام المفهمين ؛ ويصوره لنا أتباعه - وربما كانوا يضيفون إليه ما ليس فيه لتكمل صورته - يصورنه لنا مصطنعاً ل"أهمسا" على أتم درجاتها (والأهمسا هي الإمتناع عن اغتال الكائنات الحية على إختلافها) ؛ فيقولون عنه: "أن جوتاما الذي إعتزل الناس قد حمل نفسه عن الفتك بالحياة ، بأن كف عن اغتال الأحياء ؛ لقد خلع عن نفسه الهراوة والسيف (مع أنه كان يوماً من طبقة الكشاترية - أي طبقة المقاتلين) وهويزورُّ عن غلظة المعاملة إزوراراً ، ويمتلئ قلبه بالرحمة ، فهورحيم شفوق بكل كائن تدب فيه بالحياة... وتحمل عن النميمة ، أوحمل نفسه عن دناءة الغيبة ... هكذا كان يعيش رابطاً لما إنحلت عراه ، مشجعاً لدوام الصداقة بين الأصدقاء ، مصلحاً ذات البين عند الخصوم ، محباً للسلام ، متحمساً للسلام ، متحدثاً بحدثات تهيئ للسلام" ؛ لقد كان مثل "لاوتسي" ومثل "المسيح" يود حتى يرد السيئة بالحسنة ، والكراهية بالحب ؛ وإذا أسيء إليه في النقاش أوأسيء التفاهم بينه وبين من يحاوره ، آثر الصمت: "إذا أساء إلي إنسان عن حمق ، فسأرد عليه بوقاية من حبي إياه حباً مخلصاً ، وحدثا زادني شراً ، زدته خيراً" ؛ فإذا اتىه غر وإهانة ، إستمع إليه بوذا وهوصامت ، حتى إذا ما فرغ الرجل من حديثه ، سأله بوذا: "إذا رفض إنسان يا بني حتى يقبل منحة تقدم إليه فمنقد يكون صاحبها؟" فيجيبه الرجل: "إن صاحبها عندئذ هومن قدمها" ؛ فيقول له بوذا: "إني أرفض يا بني قبول إهانتك ، وألتمس منك حتى تحفظها لنفسك". إذا بوذا- على خلاف الكثرة الغالبة من القديسين - كانت له روح الفكاهة ، لأنه استوعب حتى البحث الميتافيزيقي بغير ضحك يصاحبه ، من ضروب الكبرياء.

كانت طريقته في التعليم فريدة لا يماثلها نظير، ولوأنها مدينة بشيء "للجوالين" أوالسوفسطائيين المتنقلين الذي عاصروه في بلده ؛ فكان ينتقل من بلد إلى بلد ، وفي صحبته تلاميذه المقربون ، وفي أثره ما يقرب من ألف ومائتين من أتباعه المخلصين ؛ ولم يكن أبداً يهتم لغده ، فكان يكتفي بالزاد يقدمه له أحد المعجبين من سكان البلد الذي يحل فيه ؛ ولقد وصم ذات يوم أتباعه بالعار ، لأنه أكل في منزل إمرأة فاجرة ؛ كانت طريقته دائماً حتى يقف السير عند مدخل قرية من القرى ، ويضرب خيامه في حديقة أوغابة أوعلى ضفة نهر؛ وكان يخصص ساعات العصر لتأملاته ، وساعات المساء للتعليم ؛ وكانت محادثاته تجري في صورة سقراطية من الأسئلة وضرب الأمثلة الخلقية والتلطف في الحوار ، أوكان يسوق تعاليمه في عبارات مقتضبة يرمي بها إلى هجريز آرائه هجريزاً يجعلها في صورة من الإيجاز والترتيب بحيث تقر في الأذهان ؛ وأحب "عباراته التعليمية المقتضبة" إلى نفسه هي "الحقائق السامية الأربع" التي بسط فيها رأيه بأن الحياة ضرب من الألم ، وأن الألم يرجع إلى الشهوة ، وأن الحكمة أساسها قمع الشهوات جميعاً:

- تلك- أيها الرهبان- هي الحقيقة السامية عن الألم: الولادة مؤلمة ، والسقم مؤلم ، والشيخوخة مؤلمة ، والحزن والبكاء والخيبة واليأس كلها مؤلم.

- وتلك أيها الرهبان- هي الحقيقة السامية عن سبب الألم: سببه الشهوة ، الشهوة التي تؤدي إلى الولادة من حديث ، الشهوة التي تمازجها اللذة والإنغماس فيها ، الشهوة التي تسعى وراء اللذائذ تتسقطها هنا وهناك ، شهوة العاطفة ، وشهوة الحياة ، وشهوة العدم.

- وتلك- أيها الرهبان هي الحقيقة السامية عن وقف الألم: حتى نجتث هذه الشهوة من أصولها فلا تظل لها بقية في نفوسنا ، السبيل هي الإنقطاع والعزلة والخلاص وفكاك أنفسنا مما يشغلها من شئون العيش.

- وتلك- أيها الرهبان- هي الحقيقة السامية عن السبيل المؤدية إلى وقف الألم: إنها السبيل السامية ذات الشعب الثماني ، ألا وهي: سلامة الرأي ، وسلامة النية ، وسلامة القول ، وسلامة العمل ، وسلامة العيش ، وسلامة الجهد ، وسلامة ما نعني به ، وسلامة الهجريز.

كانت عقيدة بوذا التي يؤمن بصدقها ، هي حتى الألم أرجح كفة من اللذة في الحياة الإنسانية ، وإذن فخير للإنسان ألا يولد ؛ وهوفي ذلك يقول حتى ما سفح الناس من دموع لأغزر من جميع ما تحتوي المحيطات العظيمة الأربعة من مياه ؛ فعنده إذا جميع لذة تحمل سمها في طيها ، لمجرد أنها لذة عابرة قصيرة: "أذلك الذي يزول ولا يقيم هوالحزن أم السرور،يا ترى؟ "ألقى هذا السؤال على أحد تلاميذه ، فأجابه هذا بقوله: "إنه الحزن يا مولاي" ؛ إذن فأس الشرور هو"تامبا"- وليس معناها الشهوة كائنة ما كانت ، بل الشهوة الأنانية ؛ الشهوة التي يوجهها صاحبها إلى صالح الجزء أكثر مما يريد بها صالح الكل ؛ وفوق الشهوات كلها الشهوة الجنسية ، لأنها تؤدي إلى التناسل الذي يطيل من سلسلة الحياة إلى ألم حديث بغير غاية مقصودة ؛ وقد إستنتج أحد تلاميذه من ذلك أنه - أي بوذا- بهذا الرأي يجيز الإنتحار ، لكن بوذا عنفه على إستنتاجه ذاك ، قائلاً: إذا الإنتحار لا خير فيه ، لأن روح المنتحر - بسبب ما يشوبها من أدران - ستعود فتولد من حديث في أدوار أخرى من التقمص ، حتى يتسنى لها نسيان نفسها نسياناً تاماً. ولما طلب تلاميذه منه حتى يحدد معنى الحياة السليمة في رأيه لكي يزيد الرأي وضوحاً ، صاغ لهم "قواعد خلقية خمسة" يهتدون بها - وهي بمثابة الوصايا لكنها بسيطة مختصرة ، غير أنها قد تكون "أضم نطاقاً وأعسر إلتزاماً ، مما تقتضيه الوصايا العشر": وأما وصاياه الخمس فهي:

1- لا يقتلن أحد كائناً حياً.

2- لا يأخذن أحد ما لم يعطه.

3- لا يقولن أحد كذباً.

4- لا يشربن أحد مسكراً.

5- لا يقمن أحد على دنس.

وترى بوذا في مواضع أخرى يضيف إلى تعاليمه عناصر يتسلف بها تعاليم المسيح على نحويدعوإلى العجب: "على الإنسان حتى يتغلب على غضبه بالشفقة ، وأن يزيل الشر بالخير ... إذا النصر يولد المقت لأن المهزوم في شقاء ... إذا الكراهية يستحيل عليها في هذه الدنيا حتى تزول بكراهية مثلها ، إنما تزول الكراهية بالحب". وهوكالمسيح لم يكن يطمئن نفساً في حضرة النساء ، وتردد كثيراً قبل حتى يسمح لهن بالإنضمام إلى الطائفة البوذية ؛ ولقد سأله تلميذه المقرب "أناندا" ذات يوم:

"كيف ينبغي لنا يا مولاي حتى نسلك إزاء النساء؟".

"كما لولم تكن قد رأيتهن يا أناندا".

"لكن ماذا نصنع لوتحتمت علينا رؤيتهن؟".

"لا تتحدث إليهن يا أناندا"

"لكن إذا ما تحدثن إلينا يا مولاي فماذا نصنع؟"

"كن منهن على حذر تام يا أناندا"

كانت فكرته عن الدين خلقية خالصة ؛ فكان جميع ما يعنيه سلوك الناس ، وأما الطقوس وأما شعائر العبادة ، وما وراء الطبيعة واللاهوت ، فكلها عنده لا تستحق النظر ؛ وحدث ذات يوم حتى هم برهمي بتطهير نفسه من خطاياها بإستحمامه في "جايا" ، فنطق له بوذا: "إستحم هنا ، نعم هاهنا ولا حاجة بك إلى السفر إلى جايا أيها البرهمي ؛ كن رحيماً بالكائنات جميعاً ؛ فإذا أنت لم تنطق كذباً ، وإذا أنت لم تقتل روحاً ، وإذا أنت لم تأخذ ما لم يعط لك ، ولبثت آمناً في حدود إنكارك لذاتك - فماذا تجني من الذهاب إلى "جايا"،يا ترى؟ إذا جميع ماءقد يكون لك عندئذ كأنه جايا" ، إنك لن تجد في تاريخ الديانات ما أغرب من بوذا يؤسس ديانة عالمية ، ومع ذلك يأبى حتى يدخل في نقاش عن الأبدية والخلود والله ؛ فاللانهائي أسطورة - كما يقول - وخرافة من خرافة الفلاسفة ، الذين ليس لديهم من التواضع ما يعترفون به بأن الذرة يستحيل عليها حتى تفهم الكون ؛ وإنه ليبتسم ساخراً من المحاورة في موضوع نهائية الكون أولا نهائيته ؛ كأنما هوقد تسلف بنظره إذ ذاك ما يدور بين فهماء الطبيعة والرياضيات اليوم من مناقشة حول الموضوع مناقشة ما أقربها من حديث الأساطير؛ لقد رفض حتى يبدي رأياً عما إذا كان للعالم بداية أونهاية ، أوإذا كانت النفس هي هي البدن أوشيئاً متميزاً منه ، أوإذا كان في الجنة ثواب للناس حتى أقدس القديسين من بينهم ؛ وهويسمي هذه المشكلات "غاية التأمل النظري وصحراءه وبهلوانه وإلتواءه وتعقيده". ويعتزم ألاقد يكون له شأن بأمثال هذه المسائل ، فهي لا تؤدي بالباحثين فيها إلا إلى الخصومة الحادة ، والكراهية الشخصية والحزن ؛ ويستحيل حتى تؤدي بهم إلى حكمة أوسلام ؛ إذا القدسية والرضى لاقد يكونان في فهم الكون والله ، وإنماقد يكونان في العيش الذي ينكر فيه الإنسان ذاته ، ويبسط كفه للناس إحسانا ؛ ثم يضيف إلى ذلك تهكماً بشعاً فيقول حتى الآلهة أنفسهم ، لوكان لهم وجود ، لما كان في وسعهم حتى يجيبوا عن أمثال هذه المسائل. وقع ذات مرة يا "كفاذا" حتى طاف الشك بزميل من طائفة الزملاء هذه ، حول النقطة الآتية: "أين تمضي هذه العناصر الأربعة الكبرى: التراب والماء والنار والهواء ، بحيث لا تهجر وراءها أثرا؟" وجعل ذلك الزميل يقدح زناد عقله حتى أخذته حالة من الوجد إتضحت له معها السبيل المؤدية إلى الله.

وعندئذ يا "كفاذا" صعد هذا الزميل إلى مملكة الملوك الأربعة الكبار ، وخاطب آلهتهم قائلاً: "أين يا أصدقائي تمضى العناصر الأربعة الكبرى - التراب والماء والنار والهواء - بحيث لا تهجر وراءها أثرا؟" فلما حتى فرغ من سؤاله هذا ، أجابه آلهة في سماء الملوك الأربعة الكبار: "إننا يا أخانا لا ندري من ذلك شيئاً ، لكن هنالك الملوك الأربعة الكبار ، هم أقوى منا وأعظم ، سلهم يجيبوك". وعندئذ يا "كفاذا" مضى ذلك الزميل إلى الملوك الأربعة وسأل نفس السؤال فأحيل بمثل ذلك الجواب إلى "الثلاثة والثلاثين" الذي أحالوه بدورهم إلى ملكهم "ساكا" الذي أحاله إلى آلهة "ياما" ، وهؤلاء أحالوه إلى ملكهم "سوياما" الذي أحاله إلى آلهة "توسيتا" ، وهؤلاء أحالوه إلى ملكهم "سانتوسيتا" ، الذي أحاله إلى آلهة "نمانا- رتى" ، وهؤلاء أحالوه إلى ملكهم "سوني ميتا" الذي أحاله إلى آلهة "بارانيميتا فاسافاتى" ، وهؤلاء أحالوه إلى ملكهم "فاسافاتى" الذي أحاله إلى آلهة العالم البرهمي).

وبعدئذ يا "كفاذا" جعل ذلك الزميل يركز تفكيره في نفسه هجريزاً إستنفذ جميع ذرة من إنتباهه ، وإنتهى به ذلك التفكير المركز إلى شهوده بعقله الذي أمسك هكذا بزمامه ، طريق العالم البرهمي واضحاً ؛ فدنا من الآلهة التي تتألف منها حاشية براهما ، ونطق: "أين يا أصدقائي تمضى العناصر الأربعة الكبرى- التراب والماء والنار والهواء - بحيث لا تهجر وراءها أثرا؟". "فلما فرغ من سؤاله أجابته الآلهة التي تؤلف حاشية براهما قائلاً: "إننا يا أخانا لا ندري من ذلك شيئاً ، لكن هنالك براهما ، براهما العظيم ، الواحد العلي ، الواحد القدير ، الواحد البصير ، من بيده الأمر وله التدبير في جميع الشئون ، فهوضابط جميع شئ وخالق جميع شئ وسيد جميع شئ. هوالسابق للزمان ، وهووالد جميع ما كائن وكل ما سيكون! إنه أقوى منا وأعظم ، سله يجبك". "أين إذن هذا البراهما العظيم؟". "إننا يا أخانا لا ندري أينقد يكون براهما ، ولا لما كان ولا من أين اتى ؛ ولكن يا أخانا إذا ما بدت لنا بوادر مجيئه ، إذا ما أشرق الضوء وسطع المجد ، عندئذ سيبتدي للناظرين ، لأن بادرة ظهور براهما هي إشراق الضوء وسطوح المجد". ولم يمض طويل وقت بعد ذاك يا "كفاذا" حتى تبدى براهما العظيم ، فدنا منه أخونا ذاك وسأله: "أين يا صديقي تمضى العناصر الأربعة الكبرى- التراب والماء والنار والهواء- بحيث لا تهجر وراءها أثرا؟". فما فرغ من سؤاله أجابه براهما العظيم: "أنا يا أخي براهما العظيم العلي القوي البصير ، بيدي الأمر والتدبير في جميع شئ ، وأنا ضابط جميع شئ وخالق جميع شئ وسيد جميع شئ ، أعين لكل شئ مكانه ، أنا السابق للزمان ووالد جميع ما كائن وكل ما سيكون!". عندئذ أجاب الأخ براهما قائلاً: "أنا لم أسألك يا صديقي هل أنت حقاً جميع هذا الذي ذكرت من صفات ، لكني سألتك أين تمضى العناصر الأربعة الكبرى- التراب والماء والنار والهواء- بحيث لا تهجر وراءها أثراً؟". فأجابه براهما نفس الجواب مرة أخرى يا "كفاذا". وأعاد أخونا سؤاله للمرة الثالثة إلى براهما. فأخذ براهما العظيم- يا "كفاذا"- أخانا ذاك ونحاه جانباً ونطق: "إن هذه الآلهة التي منها تتألف حاشية براهما ، تعتقد أني- يا أخي- أرى جميع شئ وأفهم جميع شئ وأتبين حقيقة جميع شئ ؛ ولهذا لم أجبك في حضرتهم ؛ ولكنني ، أيها الأخ ، لست أدري أين تمضى هذه العناصر الأربعة الكبرى - التراب والماء والنار والهواء- بحيث لا تهجر وراءها أثراً. فإذا ما نطق لبوذا بعض تلاميذه ، إذا البراهمة يزعمون الإلمام بحلول هذه المسائل ، أجابهم بوذا ساخراً: "هنالك يا إخواني بعض الرهبان وبعض البراهمة يتلوون مثل ثعابين الماء ، فإذا ما ألقيت عليهم سؤالاً في هذا الموضوع أوذاك ، عمدوا إلى غموض القول ، وإلى تلوي الثعابين" ؛ ولوبدت من بوذا حدة إزاء أحد إطلاقاً ، فإنما كان حاداً تجاه كهنة عصره ، فهويهزأ بدعواهم حتى أسفار الفيدا من وحي الإله ، ويفضح البراهمة المعتزين بطبقتهم بقبوله في طائفته أعضاء الطوائف جميعاً بغير تفريق ؛ إنه لا يهاجم نظام الطبقات مهاجمة صريحة ، لكنه يقول لتلاميذه في وضوح وجلاء: "انتشروا في الأرض كلها وإنشروا هذه العقيدة ؛ قولوا للناس إذا الفقراء والمساكين ، والأغنياء والأعيان ، كلهم سواء ، وكل الطبقات في رأي هذه العقيدة الدينية تتحد لتعمل عمل الأنهار تصب كلها في البحر" ، وهويرفض الأخذ بفكرة التضحية في سبيل الآلهة ، ويفزع أشد الفزع لرؤية الحيوان يذبحونه ليقيموا أمثال هذه الطقوس ؛ ويرفض جميع اعتقاد وكل عبادة لكائنات أعلى من هذه الطبيعة ، ويربأ بنفسه عن التعزيم والرقى والتقشف والنادىء ، ويقدم للناس في هدوء وبغير محاجة ولجاج ديناً حراً أكمل الحرية من جمود الفكر ومن صناعة الكهنوت ، ويفتتح طريقاً للخلاص ، للكافرين والمؤمنين حتى يسلكوه على السواء.


وقد يتحول هذا القديس أحياناً ، الذي هوأشهر من عهد الدهر من قديسي الهندوس ، قد يتحول من اللا أدرية إلى إلحاد صريح ؛ إنه لا ينحرف عن جادته لينكر وجود الله ، بل إنه حيناً بعد حين يذكر براهما كأنما هوحقيقة واقعة أكثر منه مثلاً أعلى ، ثم هولا يحرم عبادة الآلهة الشائعة بين الناس لكنه يسخر من فكرة إرسال الدعوات إلى "المجهول" ، وفي ذلك يقول "إنه لمن الحمق حتى تظن حتى سواك يستطيع حتىقد يكون سبباً في سعادتك أوشقائك. لأن السعادة والشقاء دائماً نتيجة سلوكنا نحن وشهواتنا نحن ؛ وهويأبى حتى يبني تشريعه الخلقي على عقوبات تفرضها قوة وراء الطبيعة ، كائنة ما كانت تلك العقوبات ، ولا يجعل جزءاً من عقيدته جنة ولا مطهراً ولا جحيماً ؛ وهوأرهف حساسية للألم والقتل الذي ينزل بالكائنات الحية بحكم العملية البيولوجية في الحياة ، من حتى يفرض حتى هذا القتل وذاك الألم قد أرادهما إله مشخص إرادة عن عمد وتدبير ، وهويرى حتى هذه الأغلاط في نظام الكون ترجح ما فيه من آيات تدل على تدبير وتنسيق ؛ إنه لا يرى على هذا المسرح الذي تمتزج فيه الفوضى والنظام ، والخير والشر ، مبدأ ينم عن الدوام ، ولا مركزاً لحقيقة أبدية خالدة ، وكل ما يراه في الحياة دوامة تدور وحركة ما تنفك في تغير ؛ إذا الحقيقة الميتافيزيقية النهائية في هذه الحياة هي التغير. وكما أنه يقترح لاهوتاً بغير إله ، فكذلك يقدم لنا فهم النفس بغير النفس ؛ فهويرفض الروحانية في شتى صورها حتى في حالة الإنسان ؛ وهويوافق هرقليطس وبرجسن في رأيهما عن العالم ، كما يوافق هيوم في رأيه عن العقل ، فكل ما نعهده هوإحساساتنا ، وإذن ، فإلى الحد الذي نستطيع حتى نبلغه بفهمنا ، لا نرى سوى حتى المادة كلها ضرب من القوة ، والعناصر كلها نوع من الحركة ، الحياة تغير ، هي مجرى دافق محايد من صيرورة وفناء ؛ إذا "الروح" أسطورة من الأساطير ، فرضناها بغير مبرر يؤديها ، لنريح بهذا الفرض أذهاننا الضعيفة ، فرضناها قائمة وراء سلسلة الحالات الشعورية المتعاقبة(64) إذا هذا "الرابط الذي يربط المدركات دون حتىقد يكون واحداً منها" ، هذا "العقل" الذي ينسج خيوط إحساساتنا وإدراكاتنا في نسيج من الفكر ، إذا هوإلا شبح توهمناه ؛ وكل ما موجود حقاً هوالإحساسات نفسها والإدراكات نفسها ، تتكون بصورة آلية في هيئة تذكرات وأفكار ؛ حتى هذه "الذات" النفسية ليست كائناً قائماً بذاته متميزاً من سلسلة الحالات العقلية ؛ ليست الذات سوى إستمرار هذه الحالات ، وتذكر الحالات اللاحقة للحالات السابقة ، مضافاً إلى ذلك ما يتعوده الجسم العضوي من عادات عقلية وسلوكية ، وما يتكون لديه من ميول وإتجاهات ؛ إذا تعاقب هذه الحالات لا تسببه "إرادة" أسطورية تضاف إليها من أعلى ، بل تقررها الوراثة والعادة والبيئة والظروف ، فهذا العقل السائل الذي لا يعدوحتىقد يكون مجموعة من حالات عقلية ، هذه النفس أوهذه الذات التي ليست إلا ميلاً نحوسلوك معين أوهوى إلى إتجاه بذاته ، كونته الوراثة التي لا حول لها ولا قوة ، كما كونته كذلك الخبرة العابرة خلال تجارب الحياة ، أقول إذا هذه النفس أوهذه الذات أوهذا العقل يستحيل حتى ينطبق عليه معنى الخلود ، إذا فهمنا من هذا المعنى إستمرار الفرد في وجوده فليس القديس ، بل ليس بوذا نفسه بخالد بعد موته خلوداً يحفظه بشخصه. ولكن إذا كان ذلك كذلك ، فكيف يمكن حتى يعود الحي إلى الحياة من حديث في ولادة ثانية،يا ترى؟ إذا لم يكن هناك روح ، فما الذي يتقمص أجساداً أخرى في ولادات تالية ، ليلقي عذابه على خطاياه إذ هوحال في صورة الجسد،يا ترى؟ تلك هي أضعف الجوانب في فلسفة بوذا ، فهولا يحاول أبدا حتى يزيل التناقص الكائن بين فهم نفسه العقلي وبين قبوله لممضى التقمص قبولاً أعمى ؛ إذا هذا الإيمان بحقيقة التناسخ أوتقمص الروح في أجساد متتالية ، له في الهند قوة وشمول بحيث يعتنقه جميع هندوسي على أنه بديهية أوفرض لا بد من التسليم بصحته ، ولا يكاد يكلف نفسه عناء التدليل عليه ؛ فتعاقب الأجيال هناك تعاقباً سريعاً متلاحقاً بسبب قصر الأعمار وكثرة النسل ، يوحي إلى الإنسان إيحاء لا يستطيع حتى يفر منه ، بأن القوة الحيوية تنتقل من جسد إلى جسد - أوبأن الروح تحل بدناً بعد بدن ، إذا عبرنا عن الأمر بعبارة لاهوتية -؛ ولقد طافت الفكرة برأس بوذا مع مر الهواء في أنفاسه ؛ فهذا الهواء يدخل شهيقاً ويخرج زفيراً هوالحقيقة الواحدة التي لم يشك فيها قط على ما يظهر ؛ إنه سلم تسليماً بعجلة التناسخ في دورانها وبقانون "كارما" وتفكيره كله إنما يدور حول سبيل الفرار من هذه العجلة الدوارة ، كيف من الممكن أن يمكن للإنسان حتى يحقق لنفسه النرفانا في هذه الحياة الدنيا ، والفناء التام في الحياة الآخرة.

ولكن ما "النرفانا"،يا ترى؟ أنه من العسير حتى تجد لهذا السؤال جواباً خاطئاً ، لأن الزعيم قد هجر الموضوع غامضاً ، فاتى أتباعه وفسروا الحدثة بكل ما يستطيع حتى يقع تحت الشمس من ضروب التفسير ؛ فالحدثة في السنسكريتية بصفة إجمالية معناها " منطفئ "كما ينطفئ المصباح أوتنطفئ النار ؛ أما الخط البوذية المقدسة فتستعملها بمعان: 1- حالة من السعادة يبلغها الإنسان في هذه الحياة بإقتلاعه لكل شهواته الجسدية إقتلاعاً تاماً.

2- تحرير الفرد من عودته إلى الحياة.

3- إنعدام شعور الفرد بفرديته.

4- إتحاد الفرد بإلهه.

5- فردوس من السعادة بعد الموت.

أما الحدثة في تعاليم بوذا فمعناها فيما يظهر إخماد شهوات الفرد كلها ، وما يترتب على ذلك الإنكار للذات من ثواب وأعني به الفرار من العودة إلى الحياة.

وأما في الأدب البوذي ، فكثيراً ما تتخذ الحدثة معنى دنيوياً ، إذ يوصف القديس في هذا الأدب مراراً بأنه إصطنع النرفانا في حياته الدنيا ، بجمعه لمقوماتها السبعة وهي: السيطرة على النفس ، والبحث عن الحقيقة ، والنشاط ، والهدوء ، والغبطة ، والهجريز ، وعلوالنفس.

تلك هي مكنونات النرفاثا ، لكنها تكاد لا تكون عواملها التي تسبب وجودها ، أما العامل المسبب لوجودها ، والمصدر الذي تنبثق عنه النرفانا ، فهوإخماد الشهوة الجسدية.

وعلى ذلك تتخذ حدثة "نرفانا" في معظم النصوص معنى السكينة التي لا يشوبها ألم ، والتي يثاب بها المرء على إعدام نفسه إعداماً خلقياً ؛ يقول بوذا: "والآن فهذه هي الحقيقة السامية عن زوال الألم؛ إنه في الحق فناء المرء حتى لا تعود له عاطفة تشتهي ، إنه إطّراح هذا الظمأ اللاهث، والتخلص منه والتحرر من ربقته ، ونبذه من نفوسنا نبذاً لا عودة له". وأعني به هذه الحمى التي تنتابنا من شهوتنا في البحث عن أنفسنا.

إن حدثة "نرفانا" في تعاليم الأستاذ الزعيم تكاد دائماً ترادف في معناها حدثة نعيم ، وهورضى النفس رضى هادئاً بحيث لا يعنيها بعدئذ أمر نفسها ؛ لكن النرفاثا الكاملة تقتضي العدم: وإذن فثواب التقوى في أسمى منازلها هوألا يعود التقي إلى الحياة. ويقول بوذا إننا في نهاية الأمر ندرك ما في الفردية النفسية والخلقية من سخف ؛ إذا نفوسنا المضطرمة ليست في حقيقة الأمر كائنات وقوى مستقلاً بعضها عن بعض ، لكنها موجات عابرة على مجرى الحياة الدافق ؛ إنها عقد صغيرة تتكون وتتكشف في شبكة القدر حين تنشرها الريح ؛ فإذا ما نظرنا إلى أنفسنا نظرتنا إلى أجزاء من جميع ، وإذا ما أصلحنا أنفسنا وشهواتنا إصلاحاً يقتضيه الكل ، عندئذ لا تعود أشخاصنا بما ينتابها من خيبة أمل أوهزيمة ، وما يعتورها من مختلف الآلام من موت لا مهرب منه ولا مفر ، لا تعود هذه الأشخاص تحزننا حزناً مريراً كما كانت تعمل بنا من قبل؛ عندئذ تفنى هذه الأشخاص في خضم اللانهاية ؛ إننا إذا ما تفهمنا حتى نستبدل بحبنا لأنفسنا حباً للناس جميعاً وللأحياء جميعاً، عندئذ ننعم آخر الأمر بما ننشد من هدوء.


أسطورة بوذا

إنه لمن العسير على أبصارنا حتى نرى عبر ألفين وخمسمائة عام ماذا كانت الظروف الإقتصادية والسياسية والخلقية التي إستدعت ظهور ديانتين تدعوان إلى مثل ما تدعوا إليه الجانتية والبوذية من تقشف وتشاؤم؛ فمما لا ريب فيه حتى الهند كانت قد خطت خطوات فسيحة في سبيلها إلى الرقي المادي منذ إستقر بها الحكم الآري ؛ فبنيت مدائن عظيمة مثل "باتاليبُترا" و"فايشالي" ؛ وزادت الصناعة والتجارة من ثروة البلاد ؛ والثروة بدورها خلقت لطائفة من الناس فراغاً ، ثم طَوَّر الفراغ الفهم والثقافة ؛ ومن الجائز حتى تكون الثروة في الهند هي التي أشاعت فيها النزعة الأبيقورية المادية خلال القرنين السابع والسادس قبل الميلاد ؛ ذلك لأن الدين لا يزدهر في حياة تزدهر بالثراء ، إذ الحواس في ظل الثراء تحرر نفسها من قيود الورع وتخلق من الفلسفات ما يبرر هذا التحرر ؛ وكما وقع في الصين أيام كونفوشيوس ، وفي اليونان أيام بروتاجوراس - ولن نذكر في الهند أيام بوذا - حتى أدى الإنحلال العقلي للديانة القديمة إلى شك وفوضى في الأخلاق ؛ فالجانتية والبوذية ، ولوأنهما مترعتان في ثناياهما بلون من الإلحاد الكئيب ، الذي ساد ذلك العصر بعد حتى زالت عن عينيه غشاوة الأحلام وأوهامها ؛ إلا أنهما في الوقت نفسه كانتا بمثابة رد العمل من جانب الدين في مقاومته لمذاهب اللذة التي أخذت بها طبقة من الناس حررت نفسها ونعمت في حياتها بالفراغ.

وتصف الرواية الهندوسية والد بوذا - شُدْ ذُوذانا - بأنه رجل غمس نفسه في الحياة ، وهومن أبناء عشيرة "گاوتاما" التي تنتسب إلى قبيلة "شاكيا" المُدِلَّة بنفسها ؛ كان أميراً أوملكاً على "كابيلافاستو" عند سفح الهمالايا ؛ ولكننا في حقيقة الأمر لا نعهد شيئاً عن بوذا فهم اليقين ؛ فلورأيتنا قد قصصنا عليك هاهنا القصص التي تجمعت حول إسمه ، فليس ذلك لأنها تاريخ نريد إثباته ، ولكننا نرويها لأنها جزء ضروري من الأدب الهندي والديانة الآسيوية ، ويحدد الفهماء مولد بوذا بعام يقرب من سنة 563 ق.م. ثم لا يستطيعون حتى يضيفوا إلى ذلك شيئاً ، فتتناول الأساطير بقية قصته ، وتكشف لنا عن الغرائب التي قد تحدث حين تحمل الأمهات بأعلام الرجال ، فيذكر لنا سفر من أسفار "جاتاكا". أنه في ذلك الوقت:

"في مدينة كابيلافاستو" أعرب عن الإحتفال بالبدر ؛ وبدأت الملكة "مايا" قبل موعد البدر بسبعة أيام تقيم حفلاتها بالعيد دون حتى تقدم فيها المسكرات ، مكتفية بما أغرقت به ولائمها من أكاليل الزهور والعطور ؛ وفي اليوم السابع - يوم إكتمال البدر - إستيقظت مبكرة وإستحمت في ماء عبق بالعطر ، وأحسنت للفقراء بأربعمائة ألف بترة من النقد ؛ ولما أخذت زخرفها وإزينت ، جلست تأكل طعامها من أطيب الطعام ، وبترت على نفسها عهود "أبوساذا" ثم دخلت مخدعها الرسمي المزدان، وإستلقت على سريرها ، فأخذها النعاس ورأت هذا الحلم:

رأت أربعة ملوك عظماء يحملونها في سريرها ويأخذونها إلى جبال الهمالايا ويضعونها على هضبة مانوسيلا ... ثم رأت ملكات هؤلاء الملوك الأربعة، يأتين إليها فيأخذنها إلى بحيرة أنوتانا ، ويغمسنها في الماء ليزلن عنها الصبغة البشرية، ويلبسنها أردية سماوية ويعطرنها بالعطور ويزينها بالزهور القدسية ؛ ولم يكن على مبعدة منها حتى رأت جبلاً من فضة وعليه قصر من مضى ؛ وهنالك أعددن لها سريراً إلهياً رأسه إلى الشرق ، وأرقدنها عليه ؛ وهاهنا إنقلب "بوذيساتڤا" فيلاً أبيض ؛ وكان على مقربة من المكان جبل من مضى ، فلما حتى بلغه هبط منه إلى جبل الفضة آتياً إليه من جهة الشمال ؛ وفي جعبته التي أشبهت حبلاً من فضة ، كان يحمل زهراً أبيض من زهور اللوتس ؛ وبعدئذ نفخ في الصور ودخل قصر المضى ودار تجاه اليمين دورات ثلاثاً حول سرير أمه ، ثم ضرب جنبها الأيمن وظهر لها كأنه يدخل رحمها ؛ وبهذا تلقى ... حياة جديدة.

وإستيقظت الملكة في اليوم التالي وروت حلمها للملك ؛ فنادى الملك إلى حضرته أربعة وستين من أعلام البراهمة ، وخلع عليهم خلع التكريم وأشبعهم طعاماً فاخراً وقدم إليهم الهدايا ؛ فلما حتى رضيت نفوسهم بهذه اللذائذ كلها ، أمر بالحلم حتى تقص عليهم قصته ، وإستفسرهم ما يكنه الغيب ، فنطق البراهمة: لا يأخذنك الهم أيها الملك ، فقد حملت الملكة ، حملت ذكراً لا أنثى ، وسيكون لك إبن ؛ ولوسكن ذلك الولد بيتاً فسيكون ملكاً ، سيكون ملكاً على الدنيا بأسرها ، وأما إذا هجر داره وخرج من أحضان العالم ، فسيصبح بوذا ، وسيكون في هذا العالم رافع الغشاوة عن أعين الناس (غشاوة الجهل)... وحملت الملكة "مايا" "بوذيساتاوا" عشرة أشهر كأنه الزيت في القدح ، ولما حتى اتىها أوأنها رغبت في الذهاب إلى بيت أهلها ، ووجهت الخطاب إلى الملك "شدذوذانا" قائلة: "أريد أيها الملك حتى أمضى إلى "ديفاداذا" مدينة أسرتي" فوافق الملك وأمر بالطريق من "كابيلا فاستو" إلى "ديفاداذا" حتى يمهد وأن يزين بأصص النبات ، وبالرايات والأعلام ، وأجلسها في هودج من مضى يحمله ألف من رجال البلاط ، وأوفدها إلى بيت أهلها في حاشية كبيرة ؛ وبين البلدين حرج يملكه أهل المدينتين جميعاً ، هوحرج يمرح فيه الناس يتألف من أشجار "الملح" ويسمى "حرج لمبيني" ، وكان الحرج إذ ذاك كتلة واحدة من الزهر الذي يغطي الأشجار من جذورها إلى رؤوسها ... فلما رأته الملكة رغبت في حتى تمرح في الحرج ، ومضىت إلى جذع شجرة كبيرة من أشجار "الملح" وأرادت حتى تمسك بغصن من غصونها ، فإنحنى الغصن حتى بات في متناول يدها كأنه الطرف الأعلى من قصبة لينة ، ومدت يدها وتناولته ، وفي هذه اللحظة عينها إهتزت بالمخاض ، فأقامت لها الحاشية ستاراً يسترها ، وأبعدت عنها، فوضعت وليدها وهي لم تزل واقفة ممسكة بغصن الشجرة في يدها؛ ولم ينزل "بوذيساتاوا"- كما ينزل سائر الأطفال من أجواف أمهاتهم - ملوثاً بالشوائب ؛ بل هبط "بوذيساتاوا" كما ينزل الواعظ من منبر وعظه، هبط كأنه الرجل ينزل السلم ، ومد يديه وقدميه ، ووقف لا يلوثه القذر ولا تدنسه شائبة من الشوائب ، وقف مشرقاً بالضوء كأنه جوهرة موضوعة على ثوب بنارسي ، هكذا هبط من جوف أمه".

وفوق ذلك ينبغي حتى تفهم حتى عند مولد بوذا ظهر في السماء ضوء لامع ، وسمع الأصم ، ونطق الأبكم ، وإستقام الأعرج على ساقيه ، وإنحنت الآلهة من علياء سمائها لتمد له أيدي المعونة، وأقبل الملوك من نائي البلاد يرحبون بمقدمه ، وتصور لنا الأساطير صورة زاهية لما أحاط نشأته من مسببات العز والترف ؛ وعاش عيش الأمير الهانئ في ثلاثة قصور "كأنه إله" ، وكان أبوه يقيه ، مدفوعاً بحبه الأبوي ، شر اللإتصال بما تعانيه الحياة البشرية من آلام وأحزان ؛ وكان يقوم على تسليته أربع آلاف راسيرة ، ولما بلغ الرشد، عرضت عليه خمسمائة سيدة ليختار إحداهن زوجة له ؛ ولما كان ينتمي إلى طبقة "الكشاترية"- أي المقاتلين - أحسن تدريبه في الفنون العسكرية ، ولكنه إلى جانب ذلك جلس عند أقدام الحكماء حتى أتقن دراسة النظريات الفلسفية كلها التي كانت شائعة في عصره ؛ وتزوج وأصبح والداً سعيداً بحياته، وعاش في ثراء ودعة وطيب أحدوثة.

ويروى الرواة الصالحون أنه خرج من قصره ذات يوم إلى الطرقات حيث عامة الناس ، وهنالك رأى شيخاً كهلاً ؛ وخرج يوماً ثانياً فرأى رجلاً مريضاً ؛ وخرج يوماً ثالثاً فرأى ميتاً ... فإسمع له يروي السيرة بنفسه - كما نقلها عنه أتباعه في الخط المقدسة - يرويها فيحرك في نفسك كامن الشعور: "وبعدئذ أيها الرهبان جرت خواطري على النحوالآتي - فيما كنت فيه من جلال عيش ورفاهية بالغة - قلت لنفسي: "إن رجلاً جاهلاً من سواد الناس ، ستنال منه الكهولة كما نالت من ذلك الشيخ ، وليس هوبالبعيد عن نطاق الشيخوخة ، يضطرب ويستحي وتعاف نفسه حين يبصر بشيخ كهل ، لأنه يتصور نفسه في مثل حالته ؛ إنني كذلك قابل للشيخوخة ، ولست بعيداً عن نطاقها ؛ أفينبغي لي- وأنا القابل للشيخوخة- إذا ما رأيت شيخاً كهلاً ، حتى أضطرب وأن أستحي وأن تعاف نفسي،يا ترى؟ " لم أر ذلك مما يليق ؛ ولما طاف برأسي هذا الخاطر ، مضى عني بغتة جميع تيه بشبابي ...

إلى غير ذلك أيها الرهبان ، قبل حتى أهتدي سواء السبيل ، لما وجدتني ممن تجوز عليهم الولادة ، بحثت في طبيعة هذه الولادة ماذا تكون ؛ ولما وجدتني ممن تجوز عليهم الشيخوخة بحثت في طبيعة هذه الشيخوخة ماذا تكون ، وكذلك السقم ، وكذلك الحزن ، وكذلك الدنس ؛ ثم فكرت لنفسي: "مادمت أنا نفسي ممن تجوز عليهم الولادة ، فماذا لوبحثت في طبيعتها ... فلما رأيت ما في طبيعة الولادة من تعس ، جعلت أبحث عمن لا يولد ، أبحث عن السكينة العليا ، سكينة النرڤانا".

إن الموت هوأصل الديانات كلها؛ ويجوز أنه لم يكن هناك موت لما كان للآلهة عندنا وجود ؛ هذه النظرات كانت بداية "التنوير" عند بوذا؛ وكما يرتد الإنسان عن دينه في لحظة ، كذلك وقع لبوذا حتى صمم فجأة حتى يهجر أباه وزوجته وإبنه الرضيع ، ليضرب في الصحراء زاهداً ؛ ولما أسدل الليل ستاره ، تسلل إلى غرفة زوجته ، ونظر إلى إبنه "راهولا" نظرة أخيرة ؛ وتقول الأسفار المقدسة البوذية ، ففي فقرة يقدسها أتباع "گوتاما" جميعاً ، أنه في هذه اللحظة عينها:

"كان مصباح يضيء بزيت عبق ، وكانت أم "راهولا" نائمة على سرير مليء بأكداس الياسمين وغيره من ألوان الزهور ، واضعة راحتها على رأس إبنها ؛ فنظر "بوذيساتاوا"- بوذا المنتظر- وقدماه عند الباب ، ونطق لنفسه:

"لوأزحت يد الملكة لآخذ ابني ، فستستيقظ الملكة ، وسيكون ذلك حائلاً دون فراري ؛ إنني إذا ما أصبحت بوذا سأعود لأراه" ونزل من القصر .

وفي ظلمة الصباح الباكر خلف المدينة على ظهر جواده "كانثاكا" يصحبه سائق عربته "شونا" وقد تعلق يائساً بذيل الجواد ؛ وعندئذ تبدى له "مارا" أمير الشر ، وأغواه بمُلك عريض ، لكن بوذا أبى عليه غوايته ، وظل راكباً جواده حتى صادفه نهر عريض فوثب من شاطئه إلى شاطئه بوثبة واحدة جبارة وطافت بنفسه رغبة حتى ينظر إلى بلده لكنه أبى على نفسه اللفتة ليرى ؛ ثم إستدارت الأرض العظيمة حتى لا تصبح أمامه سبيل إلى النظر إلى وراء.

ووقف عند مكان إسمه "يوروفيلا" يقول: "قلت لنفسي إذا هذا المكان رائع ، وإن هذه لغابة جميلة ؛ فالنهر ينساب صافياً ، وأماكن الإستحمام تبعث في النفس السرور ، وكل ما حولي مروج وقرى". وهاهنا في هذا الموضوع أخضع نفسه لأشق أنواع التقشف ؛ ولبث ستة أعوام يحاول أساليب "اليوجا"- رياض النفس- التي كانت قد ظهرت قبل ذاك في ربوع الهند ؛ وعاش على الحبوب والكلأ ، ومضى عليه عهد إقتات فيه بالروث ، وإنتهى به التدرج إلى حتى جعل طعامه حبة من الأرز جميع يوم ، ولبس ثياباً من الوبر وإنتزع شعر رأسه ولحيته لينزل بنفسه العذاب لذات العذاب ؛ وكان ينفق الساعات الطوال واقفاً أوراقداً على الشوك ، وكان يهجر التراب والقذر يتجمع على جسده حتى يشبه في منظره شجرة عجوزاً ؛ وكثيراً ما كان يرتاد مكاناً تلقى فيه جثث الموتى مكشوفة ليأكلها الطير والوحش ، فينام بين هذه الجثث العفنة. ثم إسمع له مرة أخرى يروي لك قصته:

"قلت لنفسي: ماذا لوزممت الآن أسناني ، وضغطت لساني إلى لهاتي ، وألجمت عقلي وسحقته وأحرقته بعقلي (إلى غير ذلك عملت) ونضح العرق من إبطي ... ثم قلت لنفسي: ماذا لوإصطنعت الآن غيبوبة شعورية يقف فيها التنفس،يا ترى؟ إلى غير ذلك أوقفت النفس شهيقاً وزفيراً من أنفي وفمي ؛ ولما عملت ذلك سمعت صوتاً عنيفاً للهواء يخرج من أذني ... وكما يحدث للرجل إذا ما أراد حتى يهشم لإنسان رأسه بسن سيفه ، فكذلك رجت الرياح العنيفة رأسي ... ثم قلت لنفسي: ماذا لوقللت من طعامي ، فلا آكل اكثر مما تسع راحتي من عصير الفول أوالعدس أوالبسلة أوالحمص ... فضمر جسدي ضموراً شديداً ، وكان من أثر تقليل الطعام حتى أصبحت العلامة التي أهجرها على الأرض إذا ما جلست، في هيئة أثر الخف يهجره البعير على الرمال ؛ وكان من أثر تقليل الطعام حتى برزت عظام فقراتي إذا ما حنيتها أوفردتها حتى أشبهت صفاً من رؤوس المغازل ؛ وكان من أثر تقليل الطعام حتى أصبحت عيني تبرقان عميقتين وطيئتين في محجريهما ، كما يبرق الماء عميقاً وطيئاً في بئر عميقة ؛ وكان من أثر تقليل الطعام حتى ذبل جلد رأسي كما تتشقق وتذوي القرعة المرة المفصولة عن فرعها وهي فجة ، بعمل الشمس والمطر ؛ ولما كنت أمد يدي لأمس جلدة بطني ، كنت أجدني في حقيقة الأمر أمسك بفقرات ظهري ؛ وكان من أثر تقليل الطعام أني إذا ما أردت برازاً وجدتني أنبطح على الأرض سطيحاً ، وكان من أثر تقليل الطعام أني إذا أردت راحة لجسمي وأخذت أدلكه بكفي ، كانت الشعرات الذاوية تساقط منه".

لكن فكرة أشرقت على بوذا ذات يوم وهي حتى تعذيب النفس ليس هوالسبيل لما يري د؛ وربما كان في ذلك اليوم أشد جوعاً منه في سائر الأيام ، أومن الممكن ثارت في نفسه إذ ذاك ذكرى من ذكريات الجمال ؛ ذلك أنه لم يلحظ تنويراً جديداً يأتيه من هذه الحياة القاسية بزهدها ؛ "إنني بمثل هذه القسوة لا أراني أبلغ الفهم والبصيرة الساميتين على مستوى البشر ، وهما الفهم والفهم اللتان تتصفان بالحملة الحقيقية" ؛ بل الأمر على نقيض ذلك ، إذا تعذيبه لنفسه قد ولد فيه شعور الزهوبنفسه مما يفسد أي نوع من أنواع التقديس التي كان من الجائز حتى تفيض من نفسه ؛ فأقلع عن زهده ومضى ليجلس تحت شجرة وارفة الظل وجلس هناك جلسة مستقيمة لا حركة فيها ، مصمماً ألا يبرح ذاك المكان حتى يأتيه التنوير ؛ وسأل نفسه: ما مصدر ما يعانيه الإنسان من أحزان وآلام وأمراض وشيخوخة وموت،يا ترى؟ وهنا أشرقت عليه فجأة صورة للموت والولادة يتعاقبان في مجرى الحياة تعاقباً لا ينتهي ؛ ورأى حتى جميع موت يزول أثره بولادة جديدة ؛ وكل سكينة وغبطة تقابلها شهوة جديدة وقلق حديث وخيبة أمل جديدة وحزن حديث وألم جديد. "إلى غير ذلك ركزت عقلي في حالة من نقاء وصفاء ... ركزته في فناء الكائنات وعودتها إلى الحياة في ولادة جديدة ؛ وبنظرة قدسية مطهرة إلهية ، رأيت الكائنات الحية تمضي ثم تعود فتولد دنية أوسنية ، خيرة أوشريرة ، سعيدة أوشقية ، حسب ماقد يكون لها من "كارما" وفق ذلك القانون الكامل الذي بمقتضاه سيتلقى جميع عمل خير ثوابه ، وكل عمل شرير عقابه ، في هذه الحياة ، أوفي حياة تالية تتقمص فيها الروح جسداً آخر.

إن رؤيته لهذا التعاقب السخيف سخفاً لا يخفي على الرائي ، هذا التعاقب بين الموت والولادة ، هي التي جعلته يزدري الحياة البشرية إزدراء ؛ فنطق لنفسه: إذا الولادة أم الشرور جميعاً ، ومع ذلك فالولادة ماضية في طريقها لا تقف فيه عند حد ، أنها ماضية إلى الأبد في طريقها تعيد إلى مجرى الأحزان البشرية فيضه إذا فرغ مما يملؤه؛ فلوإستطعنا وقف هذه الولادة ... لما لا نقفها،يا ترى؟ لأن قانون "كارما" يحتاج حالات جديدة من التقمص للروح ، لكي يتاح لها حتى تكفر عما إقترفت من شرور في حيواتها الماضيات ؛ وإذن فإن إستطاع الإنسان حتى يعيش حياة يسودها عدل تام ، حياة يسودها صبر وشفقة لا يمتنعان إزاء الناس جميعاً ، لوإستطاع حتى يحوم بفكره حول ما أبدي خالد ، ولا يربط هواه بما يبدأ وينتهي - عندئذ يجوز حتى يجنب نفسه العودة إلى الحياة ، وسيغيض معين الشر بالنسبة إليه ؛ لوإستطاع الإنسان حتى يخمد شهوات نفسه ، ساعياً وراء عمل الخير دون سواه ، عندئذ يجوز حتى يمحوهذه الفردية التي هي أولى أوهام الإنسانية وأسوأها آثراً ، وتتحد النفس آخر الأمر باللانهاية اللاواعية ؛ فيالها من سكينة تحل بقلب طهر نفسه من شهواته الذاتية تطهيراً تاماً!- وهل ترى قلباً ، لم يطهر نفسه على هذا النحو، قد عهد إلى السكينة سبيلاً،يا ترى؟ إذا السعادة محالة ، فلا هي ممكنة في هذه الحياة الدنيا كما يظن الوثنيون ، ولا هي ممكنة في الحياة الآخرة كما يتوهم أنصار كثير من الديانات ، أما ما يمكن حتى نظفر به فهوالسكينة ، هوالهمود البارد الذي نصيبه إذا ما نفضنا عنا جميع شهواتنا ، هوالنرفانا. إلى غير ذلك بعد سنوات سبع قضاها متأملاً ، استوعب "النبي المستنير" سبب ما يعانيه الناس من آلام فأخذ سمته نحو"المدينة المقدسة" مدينة بنارس ، وهناك في روضة الغزلان عند "سارنات" طفق يبشر الناس بالنرفانا.

أسطورة وفاته

ننتقل من هذه الفلسفة العالية إلى الأساطير الساذجة التي هي جميع ما لدينا عن بوذا في حياته الأخيرة وفي موته ؛ عملى الرغم من إزدرائه للمعجزات ، إنتحل تلاميذه ألف حكاية عن الأعاجيب التي تمت على يديه ؛ فقد سار عبر نهر الكنج في نظرة بعمل السحر ؛ وأسقط من يده شظية من الخشب كان يزيل بها ما بين أسنانه من فضلات الطعام ، فنبتت الشظية شجرة ؛ وعندما إختتم وعظه ذات يوم "إهتز العالم كله من أقصاه إلى أقصاه" ؛ ولما أطلق عليه عدوه "ديفانداتا" فيلاً مفترساً ، "غلبه بوذا بالحب" حتى خضع الفيل له خضوعاً كاملاً ؛ وقد إنتهى "سِنْارت" وآخرون إلى نتيجة من أمثال هذه المُلَح ، وهي حتى أسطورة "بوذا" قد تكونت على أساس من أساطير الشمس القديمة. ومهما يكن من أمر ، فبوذا معناه عندنا الأفكار التي تنسب إليه في الأدب البوذي ، ولا شك في حتى "بوذا" صاحب هذه الأفكار كان حقيقة تاريخية. إذا الخط البوذية المقدسة تصور لنا بوذا في صورة تشرح الصدور ؛ فقد إلتف حوله أتباع كثيرون ، وذاعت شهرته في مدائن الجزء الشمالي من الهند ؛ ولما سمع أبوه أنه على مقربة من "كابيلافاستوا" أوفد إليه رسولاً يدعوه لتمضية يوم في مَدْرَج طفولته ؛ ومضى بوذا إلى أبيه الذي كان قد حزن على أميره المفقود ، فسُّرَ أبوه لعودة القديس ساعة من الزمن ؛ واتىته زوجته التي أخلصت له طوال غيابه عنها ، فجثت أمامه وأمسكت بعقبيه ، ووضعت قدميه حول رأسها ، وقدسته كما تقدس الله ؛ وقص عليه الملك "شدذوذانا" سيرة حبها له حباً شديداً: "مولاي ، إذا زوجتك حين فهمت أنك تلبس رداء أصفر (وهوثوب الزاهدين) لبست هي الأخرى رداء أصفر ؛ ولما فهمت أنك تأكل وجبة واحدة جميع يوم ، أكلت هي الأخرى وجبة واحدة ؛ ولما فهمت أنك أبيت النوم على سرير كبير ، نامت هي الأخرى على كنبة ضيقة ؛ ولما فهمت أنك رفضت أكاليل الزهور ورفضت العطور ، رفضتها هي الأخرى" فباركها بوذا ومضى إلى سبيله. ثم اتىه إبنه "راهولا" وعبر له عن حبه قائلاً: "إن ظلك أيها الزاهد ليسر النفس" ؛ وضمه بوذا إلى طائفته الدينية ، ولوحتى أم "راهولا" كانت تأمل حتى ترى إبنها ملكاً ؛ لهذا نصبوا أميراً آخر ، وهو"ناندا" ولياً للعهد يتولى العرش حين يحين الحين ؛ لكن "ناندا" هجر حفلة التنصيب - كأنه في غيبوبة - هجرها قبل ختامها وغادر المملكة وقصد إلى بوذا ، طالباً إليه حتى يضمه هوأيضاً إلى طائفته الدينية ؛ فلما سمع بذلك الملك "شدذوذانا" حزن وإلتمس عند بوذا مكرمة ، قائلاً له: "لما طلق مولانا هذه الدنيا ، لم يكن ذلك هين السقط على نفسي ، وكذلك حين غادرنا "ناندا" وقل ما أكثر من هذا عن فراق "راهولا" ؛ إذا حب الوالد لولده يحز الجلد واللحم والمفاصل والنخاع ؛ فرجائي إليك يا مولاي ألا تدع أتباعك الأشراف يضمون إلى طائفتكم إبناً إلا بإستئذان أبيه وأمه" فوافق "بوذا" وجعل إستئذان الوالدين شرطاً لازماً لإنضمام العضوالجديد إلى طائفته. ويظهر حتى هذه العقيدة الدينية التي أرادت حتى تستغني عن الكهنوت ، كانت بالعمل قد كونت لنفسها طائفة من النساك الرهبان لا تقل خطراً عن كهنة الهندوس ؛ ولن يطول الأمد بعد موت بوذا حتى يحيطوا أنفسهم بكل مسببات المجد التي كان البراهمة يحيطون أنفسهم بها ؛ ولا عجب ، فأول المتحولين من البرهمية إلى البوذية ، إنما اتىوا من صفوف البراهمة أنفسهم ، ثم تحول إلى البوذية بعدئذ جماعة من أغنى الشباب في بنارس والمدن المجاورة لها؛ واصطنع هؤلاء الرهبان في حياة بوذا قاعدة بسيطة، فكانوا يحيون بعضهم بعضاً، كما يحيون جميع من يتحدثون إليهم بعبارة جميلة هي: "السلام على الكائنات جميعاً" فلم يكن يجوز لهم حتى يقتلوا كائناً حياً ؛ ولم يكن يجوز لهم حتى يأخذوا شيئاً لم يعطوه ؛ وكان واجباً عليهم حتى يجتنبوا الكذب والنميمة ، وأن يصلحوا ما بين الناس من خصومة ويشجعوهم على الوفاق ؛ وكان حتماً عليهم حتى يظهروا الرحمة دائماً بالناس جميعاً والحيوان جميعاً ، وأن يجتنبوا جميع لذائذ الحس والجسد ، فيجتنبوا الموسيقى ورقصات "ناوتش" والملاهي والألعاب وأسباب الترف واللغوفي الحديث والنقاش والتنبؤ بالغيب ؛ ولم يكن يجوز لهم حتى يؤدوا شيئاً من التجارة بكل صنوف البيع والشراء ، وفوق هذا كله ، كان لا بد لهم حتى يصونوا عفتهم ، وأن يجانبوا النساء ويعيشوا في طهر تام ، ولقد توجهت إلى بوذا التماسات كثيرة ناعمة ، فإستجاب لها وأذن للنساء حتى يدخلن طائفته راهبات ، لكنه لم يوافق أبداً من صميم نفسه على هذا القرار ، وفي ذلك نطق: " إذا لم نأذن يا "أناندا" للنساء بالدخول في طائفتنا ، دامت العقيدة الخالصة حيناً أطول ، فالتشريع الصالح كان ليقاوم الفناء- بغير دخول النساء- ألف عام ؛ أما وقد أذن لهن بالإنضمام إلينا ، فلن يدوم تشريعنا أكثر من خمسمائة عام" ، وكان في ذلك على صواب عملى الرغم من حتى الطائفة العظيمة قد لبثت حتى عهدنا هذا ؛ إلا أنها قد أفسدت تعاليم الأستاذ منذ زمن طويل ، بما أدخلته عليها من سحر وتعدد للآلهة وخرافات لا تقع تحت الحصر. ولما دنت حياته الطويلة من ختامها ، راح أتباعه يؤلهونه ، لم ينتظروا في ذلك موته ، على الرغم من أنه كان دائماً يحفزهم على الشك في صحة ما يقوله لهم ، حتى يفسح جميع منهم مجال التفكير الحر أمام نفسه ؛ وورد في محاورة من أواخر محاوراته:

واتى "ساريبوتا" الوقور إلى حيث كان النبي المعظم ، وحياه وجلس إلى جانبه في إحترام ونطق: "مولاي ، إذا إيماني بالنبي العظيم ليبلغ من القوة بحيث لا أظن حتى أحداً فيما مضى أوفيما هوآت ، أوحتى أحداً فيمن يعاصروننا ، سواء أكان من طائفة المتجولين أوطائفة البراهمة ، أعظم وأحكم من النبي العظيم .... فيما يخص الحكمة العليا". فأجابه الأستاذ: "حدثاتك عظيمة جريئة يا "ساريبوتا" الحق أنك بعبارتك هذه قد رحت تنشد أغنية كما ينشد النشوان أغانيه! وكأني بك- إذن- قد عهدت جميع الأنبياء المعظمين فيما مضى ... وفهمت آراءهم بعقلك ، عملمت كيف من الممكن أن كانوا يسلكون وفيم كانوا يفكرون ... وأي ضروب التحرر قد بلغوا؟" "لا يا سيدي ، لم أبلغ من الأمر جميع هذا". "إذن فلا أقل يا "ساريبوتا" من حتى تكون قد عهدتني ... وأن تكون قد تغلغلت في ضمير عقلي؟"... "حتى ولا هذا يا مولاي". "إذن فها أنت ذا ترى يا "ساريبوتا" إنك لا تفهم أفئدة الأنبياء القادرين المتيقظين الذين ظهروا فيما مضى ، والذين سيظهرون في المستقبل ؛ لما إذن تقول مثل هذه الحدثات العظيمة الجريئة،يا ترى؟ لما تنطلق منشداً لأغنية النشوان؟" وكذلك لقن "أناندا" أعظم دروسه وأشرفها: "إن جميع من صار لنفسه- يا أناندا- مصباحاً يهدي ، وكل من صار لنفسه ملاذاً يؤوي ، سواء في حياتي أوبعد موتي ، فلن يلتمس لنفسه من غير نفسه مأوى ، وسيستمسك بالحق مصباحاً... فلا يطلب من غير نفسه ملاذاً- أمثال هؤلاء ... هم الذين سيبلغون أعلى الذرى! لكن ينبغي حتىقد يكون بهم شغف بالفهم". ومات بوذا عام 483 ق.م ، وهوفي عامه الثمانين ، وكانت آخر حدثاته لرهبانه: "والآن أيها الرهبان ، هاأنذا أوجه إليكم الخطاب؛ إذا جميع ما مركب مصيره إلى الفساد ، فجاهدوا جهاد المخلص الجاد".

الدياناات الأخرى

Buddha depicted as the 9th Avatar of god Vishnu in a traditional Hindu representation.

بوذا في الفنون والإعلام

السينما
  • بوذا الصغير، فيلم من إخراج برناردوبرتولوتشي، 1994.
  • پرم سانياس، فيلم صامت عام 1925، من إخراج فرانز اوسن وهيسمانسوراي.
الأدب
  • ضوء آسيا، كتاب لإدوين أرنولد، 1879.
  • سيدهارثا (رواية)، من تأليف هرمان هسه، 1922.

الرموز البوذية

الرموز المبشرة الثمانية للماهايانا والڤازريانا:

  • المظلة
  • السمك المضىية
  • مزهرية الكنز
  • اللوتس
  • صدفة المحار
  • العقدة اللانهائية
  • راية النصر
  • عجلة دارما

دراسات مقارنة

البوذية أرض خصبة للدراست المقارنة مع مختلف الاعتقادات، االعلوم، الفلسفة، التاريخ والمفاهيم المتنوعة الأخرى للبوذية.

قائمة المواضع المتعلقة بالبوذية في الدراسات المقارنة

  • البوذية والهندوسية
  • البوذية والتعاليم الشرقية (البوذية والتعاليم الآسيوية الشرقية)
  • الله في البوذية
  • البوذية والمسيحية
  • الفلسفة البوذية
  • الأخلاق البوذية
  • البوذية والعلوم
  • البوذية وفهم النفس
  • البوذية والجاينية

انظر أيضاً

  • النقاط الرئيسية لتوحيد الثراڤادا والماهايانا
  • المصطلحات والمفاهيم البوذية
  • قائمة موضوعات البوذية
  • قائمة البوذيين
  • شينبوتسوشوگو
  • ماهايانا
  • أتاماستهانا (الأماكن المقدسة الثمانية في سريلانكا)
  • بوذ گيا
  • بوذا في الديانات الأخرى
  • Buddha as an Avatar of Vishnu
  • Buddhahood
  • تاريخ البوذية
  • تماثيل بوذا
  • جايا سري ماها بوذي، الفرع الجنوبية منشجرة تين مزروعة في Anuradhapura
  • قائمة ال28 بوذا
  • مايتريا بوذا (بوذا المستقبل)

المراجع

  1. ^ "Lumbini, the Birthplace of the Lord Buddha". UNESCO. Retrieved 26 May 2011.
  2. ^ Nagendra Kumar Singh (1997). "Buddha as depicted in the Purāṇas". . Anmol Publications PVT. LTD. pp. 260–275. ISBN . Retrieved 2012-04-16.. List of Hindu scripture that declares Gautama Buddha as 9th Avatar of Vishnu as as follows [Harivamsha (1.41) Vishnu Purana (3.18) Bhagavata Purana (1.3.24, 2.7.37, 11.4.23 Bhagavata Purana 1.3.24 Bhagavata Purana 1.3.24, Garuda Purana (1.1, 2.30.37, 3.15.26) Agni Purana (160.Narada Purana (2.72)Linga Purana (2.71) Padma Purana (3.252) etc. Bhagavata Purana, Canto 1, Chapter ثلاثة - SB 1.3.24: "Then, in the beginning of Kali-yuga, the Lord will appear as Lord Buddha, the son of Anjana, in the province of Gaya, just for the purpose of deluding those who are envious of the faithful theist." ... The Bhavishya Purana contains the following: "At this time, reminded of the Kali Age, the god Vishnu became born as Gautama, the Shakyamuni, and taught the Buddhist dharma for ten years. Then Shuddodana ruled for twenty years, and Shakyasimha for twenty. At the first stage of the Kali Age, the path of the Vedas was destroyed and all men became Buddhists. Those who sought refuge with Vishnu were deluded." Found in Wendy O'Flaherty, Origins of Evil in Hindu Mythology. University of California Press, 1976, page 203. Note also SB 1.3.28: "All of the above-mentioned incarnations [avatars] are either plenary portions or portions of the plenary portions of the Lord [Krishna or Vishnu]"
  3. ^ Guimet.fr[]
المصادر

ول ديورانت. سيرة الحضارة. ترجمة بقيادة زكي نجيب محمود. Unknown parameter |coauthors= ignored (|author= suggested) (help)

  • Berzin, Alexander (November 2001). "Historical Sketch of Buddhism and Islam in Afghanistan". Berzin Archives.
  • Cousins, L. S. (1996). "The Dating of the Historical Buddha: A Review Article". Journal of the Royal Asiatic Society. Series ثلاثة (6.1): 57–63. Retrieved 2007-7-11. Check date values in: |accessdate= (help)
  • Davidson, Ronald M. (2003). Indian Esoteric Buddhism: A Social History of the Tantric Movement. New York: Columbia University Press. ISBN .
  • Gethin, Rupert (1998). Foundations of Buddhism. Oxford University Press. ISBN 0-19-289223-1.
  • Gombrich, Richard (ed.) (1984). The World of Buddhism. Thames & Hudson. Unknown parameter |coauthors= ignored (|author= suggested) (help)CS1 maint: extra text: authors list (link)
  • Harvey, Peter (1990). An Introduction to Buddhism: Teachings, History and Practices. Cambridge University Press. ISBN 0-52-131333-3.
  • Lamotte, Étienne (trans. to French) (1976). Teaching of Vimalakirti. trans. Sara Boin. London: Pali Text Society. pp. XCIII. ISBN .
  • Skilton, Andrew (1997). . Windhorse Publications. ISBN .
  • Williams, Paul (1989). Mahayana Buddhism: the doctrinal foundations. London: Routledge.

قراءات إضافية

  • Armstrong, Karen (2001). Buddha. Penguin Books. p. 187. ISBN .
  • Buswell, Robert E. (ed.) (2003). Encyclopedia of Buddhism. MacMillan Reference Books. ISBN .CS1 maint: extra text: authors list (link)
  • Coogan, Michael D. (ed.) (2003). The Illustrated Guide to World Religions. Oxford University Press. ISBN 1-84483-125-6.CS1 maint: extra text: authors list (link)
  • نطقب:Web-cite
  • Donath, Dorothy C. (1971). Buddhism for the West: Theravāda, Mahāyāna and Vajrayāna; a comprehensive review of Buddhist history, philosophy, and teachings from the time of the Buddha to the present day. Julian Press. ISBN 0-07-017533-0.
  • Gunaratana, Bhante Henepola (2002). Mindfulness in Plain English. Wisdom Publications. ISBN 0-86171-321-4. Also available on-line: [1] [2] [3]
  • Juergensmeyer, Mark (2006). The Oxford Handbook of Global Religions. Oxford Handbooks in Religion and Theology. Oxford University Press. ISBN .
  • Lowenstein, Tom (1996). The Vision of the Buddha. Duncan Baird Publishers. ISBN 1-903296-91-9.
  • Kohn, Michael H. (trans.) (1991). The Shambhala Dictionary of Buddhism and Zen. Shambhala. ISBN 0-87773-520-4.
  • Morgan, Kenneth W. (ed), The Path of the Buddha: Buddhism Interpreted by Buddhists, Ronald Press, New York, 1956; reprinted by Motilal Banarsidass, Delhi; distibuted by Wisdom Books
  • Nattier, Jan (2003). A Few Good Men: The Bodhisattva Path according to The Inquiry of Ugra (Ugrapariprccha). University of Hawai'i Press. ISBN 0-8248-2607-8.
  • Robinson, Richard H., and Johnson, Willard L. (1982). The Buddhist Religion: A Historical Introduction. Wadsworth Publishing. ISBN 0-534-01027-X.CS1 maint: multiple names: authors list (link)
  • Sinha, H.P. (1993). Bhāratīya Darshan kī rūprekhā (Features of Indian Philosophy). Motilal Banarasidas Publ. ISBN 81-208-2144-0.
  • Smith, Huston (2003). Buddhism: A Concise Introduction. HarperSanFrancisco. ISBN . Unknown parameter |coauthors= ignored (|author= suggested) (help)
  • Thanissaro Bhikkhu (2001). Refuge: An Introduction to the Buddha, Dhamma, & Sangha (3rd ed., rev.). External link in |title= (help)
  • Thich Nhat Hanh, The Heart of the Buddha's Teaching, Broadway Books, 1974. ISBN 0-7679-0369-2.
  • Thurman, Robert A. F. (translator) (1976). Holy Teaching of Vimalakirti: Mahayana Scripture. Pennsylvania State University Press. ISBN 0-271-00601-3.
  • Walpola Rahula, What the Buddha Taught, Grove Press, 1974. ISBN 0-8021-3031-3.
  • White, Kenneth, The Role of Bodhicitta in Buddhist Enlightenment Including a Translation into English of Bodhicitta-sastra, Benkemmitsu-nikyoron, and Sammaya-kaijo, The Edwin Mellen Press, 2005. ISBN 0-7734-5985-5.
  • Yamamoto, Kosho (translation), revised and edited by Dr. Tony Page. The Mahayana Mahaparinirvana Sutra. (Nirvana Publications 1999-2000).CS1 maint: multiple names: authors list (link)
  • Yin Shun, Yeung H. Wing (translator), The Way to Buddhahood: Instructions from a Modern Chinese Master, Wisdom Publications, 1998. ISBN 0-86171-133-5.
  • Wei, Wei Wu,"Why Lazarus Laughed: The Essential Doctrine Zen-Advaita-Tantra", Routledge and Kegan Paul Ltd., London, 1960.[4]
  • Bibliotheca Indo Buddhica Series/ Delhi/ Indian Books Centre

  • Jewels of the Doctrine (Buddhist Stories of the Thirteenth Century)/ Ranjini/ Sri Satguru Publications

الهوامش

وصلات خارجية

  • Buddhism at Open Directory Project
  • Access to Insight
  • BuddhaNet
  • Buddhist texts (English translations)
  • What the Buddha Taught Multi-lingual
اقرأ اقتباسات ذات علاقة بگاوتاما بوذا، في فهم الاقتباس.
Wikisource has original works written by or about:
Gautama Buddha
  • Buddha on In Our Time at the BBC. (listen now)
  • A sketch of the Buddha's Life
  • Critical Resources: Buddha and Buddhism
  • What Was The Buddha Like? by Ven S. Dhammika



ألقاب بوذية
سبقه
كاساپ بوذا
كبير البوذية تبعه
ماهاكاسياپا


تاريخ النشر: 2020-06-04 18:59:54
التصنيفات: صفحات تستعمل قالبا ببيانات مكررة, All articles with dead external links, Articles with dead external links from April 2012, Articles with invalid date parameter in template, صفحات بالمعرفة فيها قوالب حماية خاطئة, صفحات شبه محمية للأبد في المعرفة, صفحات بالمعرفة فيها قوالب حماية خطأ, Articles with hCards, Portal templates without a parameter, Pages with citations using unsupported parameters, CS1 errors: dates, CS1: long volume value, CS1 maint: extra text: authors list, CS1 maint: multiple names: authors list, CS1 errors: external links, مواليد 482 ق.م., وفيات 563 ق.م., بوذية, فلاسفة بوذيون, Consequentialists, البوذية المبكرة, مؤسسو ديانات, گاوتاما بوذا, فلاسفة هندوس, تاريخ بيهار, فلاسفة هنود, شخصيات رحلة إلى الغرب, Ascetics, فلاسفة القرن السادس ق.م., عائلة گاوتاما بوذا

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

أحداث شغب وسرقة تسبق مباراة الوداد والمغرب التطواني

المصدر: تيل كيل عربي - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-01-08 18:21:17
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 61%

الآن رابط الاستعلام عن كارت الخدمات المتكاملة بالرقم القومي 2023

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-01-08 18:21:10
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 60%

«الزراعة» تكشف عن تفاصيل خطة تطوير حديقة حيوان الجيزة

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-01-08 18:21:13
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 70%

رابطة الأندية تعلن أفضل لاعب فى مباراتى اليوم بالدورى

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-01-08 18:21:27
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 58%

بالأسماء.. إصابة 9 أشخاص من بينهم سيدتين وطفل جراء حاث سير بالمنيا

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-01-08 18:21:40
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 57%

توقعات بنمو سياحة الحوافز في الأقصر خلال 2023

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-01-08 18:21:12
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 70%

«مش هسيب حق عيالى».. أول صور للمتهم بذبح زوجته عبر «تيك توك»

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-01-08 18:21:58
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 69%

«أمنى» يكشف تفاصيل مقتل وإصابة أجنبيين فى الأزبكية

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-01-08 18:21:07
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 68%

صدام نارى منتظر.. نتائج قرعة كأس الاتحاد الإنجليزي

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-01-08 18:21:28
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 62%

استقالة جماعية لمجلس الإسماعيلى بعد الهزيمة من الحرس

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-01-08 18:21:06
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 53%

«الزراعة»: ضغط مدة تطوير حديقتى الحيوان والأورمان إلى عام

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-01-08 18:21:06
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 55%

تصنيف..الركراكي ثالث أفضل مدرب في العالم لسنة 2022

المصدر: تيل كيل عربي - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-01-08 18:21:18
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 63%

مجلس الإسماعيلى يتقدم باستقالة جماعية لوزير الرياضة

المصدر: صوت الأمة - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-01-08 18:20:40
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 52%

«التنظيم والإدارة» يبدأ تصعيد قيادات جديدة فى 3 مديريات

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-01-08 18:21:10
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 50%

«الأعلى للآثار» يتابع المشروعات الجارى تنفيذها فى القاهرة

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-01-08 18:21:11
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 68%

ننشر تشكيل مباراة طلائع الجيش والمقاولون فى الدورى

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-01-08 18:21:26
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 64%

قانونى عن قاتل زوجته بالدقهلية: «المتهم ارتكب 4 جرائم»

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-01-08 18:21:57
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 69%

«الرياضة» تجهز كوادر شبابية لتولى أدوار قيادية محلية فى 5 محافظات

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-01-08 18:21:28
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 58%

اليوم.. انتظام أعمال الامتحانات بجميع كليات جامعة طنطا

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-01-08 18:21:34
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 65%

فى مختلف المجالات.. تنوع برامج «المتحدة» لاكتشاف مواهب جديدة

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-01-08 18:21:04
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 59%

تحميل تطبيق المنصة العربية