المماليك الشركسية
المماليك البرجية أوالمماليك الشركسية، هي أسرة مملوكية شركسية حكمت مصر من 1382 حتى 1517، أثناء سلطنة المماليك. كانت فترة حكمها مضطربة للغاية، في ظل سلاطين عاشوا لفترة قصيرة. كان للقوى السياسية دوراً هاماً في تعيين السلطان الجديد. في ذلك الوقت قاتل المماليك تيمور لنك وغزوا قبرص. يشير اسم المماليك البرجية إلى ممارستهم الحكم من قلعة القاهرة.
التاريخ
سُميت بالدولة البرجية لأن مماليكها كانوا يسكنون أبراج قلعة الجبل لكن هناك رأي آخر يقول حتى أبراج القلعه كانت للحراسة وليست للسكن وكانوا ينتسبون لقبيلة " برج " الشركسية التي ينطق حتى السلطان المنصور قلاوون - الذي كان من المماليك البحرية - كان في الأصل منها. وتُسمى شركسية - أوجركسية - لأن مماليكها كانوا من الشركس سكان المرتفعات الجنوبية في بلاد القبجاق ، وهذه منطقة ما بين البحر الأسود وبحر قزوين. كانت تُأسر منهم أعداد كبيرة وقت الغارات والحروب واقتنى السلطان قلاوون أعداد كبيرة منهم وسكنهم في قلعة الجبل حتى يبعدهم عن المماليك الهجريين ( هجريين بمعنى عام وليسوا أتراك هجريا )، ومنح مناصب لعدد منهم مثل " السلحدارية " ( ماسك السلاح ) و" الجقمقدارية " ( المسؤول عن ملابيس السلطان )، " الجاشنكيرية " ( ذواق طعام السلطان ) و" الأوشاقية " ( مسؤول ركوب السلطان للأحصنة للمتعة والرياضة). استخدام تسمية " البرجية " أصح من " الشركسية " لأن من جهة لفظ شركسيه يشير لجنس وليس لنظام سياسة ، ومن جهه أخرى هناك سلاطين من أصول شركسية حكموا في فترة دولة المماليك البحرية.
الحكم
حكم الدولة البرجية خمسة وعشرون سلطانا، اتضمنوا الخليفة العباسي القاهري المستعين بالله العباس والظاهر قانصوه الأشرفي الذي حكم ثلاثة أيام فقط.
تميز عصر الدولة المملوكية البرجية بتولي عدد كبير من الأطفال للسلطنة وكان أصغرهم شهاب الدين أبوالسعادات الذي بلغ من العمر أقل من سنتين. تُسمى الفترة التي جلس فيها الأطفال على العرش فترة حكم الأوصياء، وتميز أيضاً بحدوث تمردات كثيرة في الشام التي ظلت عبئاً على مصر والدولة المملوكية، وكانت حصيلتها استنزاف مصر وإضعاف الدولة المملوكية وإيصالها لنهايتها بعدما استولى العثمانيون بالخيانات والمؤامرات على الشام عام 1516 م وعلى مصر ذاتها بعد عام واحد.
لم يكن لسلاطين الدولة البرجية بوجهٍ عامٍ نفوذٌ مطلقٌ فكانوا يتعرضون للخلع، وكان المماليك يتمردون عليهم من وقت لآخر ويحاصرون القلعة ويهددون السلطان، حتى عندما كان يضطر السلطان للهرب كما وقع للسلطان احمد بن اينال والسلطان الظاهر قانصوه الأشرفي. معظم السلاطين المعزولين كانوا أطفالاً يوصي أباؤهم السلاطين قبل وفاتهم لهم بالسلطنة ، فكان هؤلاء الأطفال السلاطين مجرد دمى في أيدي الأوصياء، والوصى في العادة كان الأتابك وكان يقوى مركزه ويأخد الأمراء في صفه ويستولي على السلطة العملية ، ويظل يرتب وينظم أوضاعه حتى يتمكن من خلع السلطان الطفل كما وقع مع السلطان " جمال الدين يوسف بن برسباي ".
كانت العادة حتى جميع سلطان حديث كان يقوى مركزه ويثبت نفسه على العرش عن طريق الإغداق على رجال الدولة وخاصةً أنصاره بالمنح والهدايا والإقطاعات و" نفقة البيعة " التي كانت نقود تُصرف على رجال الجيش ، كلٌ حسب رتبته.
الخليفة العباسي في القاهرة كان ضرورىاً حيث كان يعطي الموافقة للسلطان وبالتالي شرعية الحكم ، لكن رغم ذلك كان الخليفة مجرد صورة يتحكم بها السلطان يستطيع إبقائه أوعزله وقتما يريد ، فقد عزل السلطان الظاهر سيف الدين برقوق الخليفة " المتوكل على الله " وعين مكانه " الواثق بالله " والسلطان " إينال " عزل الخليفة وسجنه .
كان للدولة المملوكية البرجية لها إنجازات ثقافية وعمرانية فلها ينتمي المؤرخين ابن تغرى وابن إياس ، ويعتبر جامع المؤيد اللى بناه السلطان المؤيد أبوالنصر شيخ المحمودي من أجمل آثار القاهرة التي ترجع لعصر الدولة البرجية.
قائمة السلاطين الشركسية
الحاكم | الحياة | الحكم | |
---|---|---|---|
1 | الظاهر سيف الدين برقوق بن أنس اليبغاوى | ....-.... | 1382-1399 |
2 | الناصر فرج بن برقوق | ....-.... | 1399-1405 |
3 | المنصور عبد العزيز بن برقوق | ....-.... | 1405-1405 |
-2 | الناصر فرج بن برقوق | ....-1412 | 1405-1412 |
3ً | المستعين باللّه أبوالفضل العباسي وهوخليفة عباسي تسلم السلطة مؤقتاُ حلاً للنزاع | ....-.... | 1412-1412 |
4 | المؤيد أبوالنصر شيخ المحمودي | ....-1412 | 1412-1421 |
5 | المظفر أحمد بن الشيخ | ....-.... | 1421-1421 |
6 | الظاهر سيف الدين ططر | ....-.... | 1421-1421 |
7 | الصالح ناصر الدين محمد بن ططر | ....-.... | 1421-1422 |
8 | الأشرف سيف الدين برسباي | ....-.... | 1422-1438 |
9 | العزيز جمال الدين يوسف بن برسباي | ....-.... | 1438-1438 |
10 | الظاهر سيف الدين جقمق | ....-.... | 1438-1453 |
11 | المنصور فخر الدين عثمان بن جقمق | ....-.... | 1453-1453 |
12 | الأشرف سيف الدين إينال العلائي | ....-.... | 1453-1460 |
13 | المؤيد شهاب الدين أحمد بن إينال | ....-.... | 1460-1460 |
14 | الظاهر سيف الدين خُشقدم | ....-.... | 1460-1467 |
15 | الظاهر سيف الدين بلباي المؤيدي | ....-.... | 1467-1468 |
16 | الظاهر تمر بغا الرومي | ....-.... | 1468-1468 |
17 | الأشرف سيف الدين قايتباي | ....-.... | 1468-1496 |
18 | الناصر محمد بن قايتباي | ....-.... | 1496-1497 |
19 | الظاهر قانصوه | ....-.... | 1497-1497 |
-2 | الناصر محمد بن قايتباي | ....-.... | 1497-1498 |
20 | الظاهر قانصوه الأشرفي | ....-.... | 1498-1500 |
21 | الأشرف جنبلاط | ....-.... | 1500-1501 |
22 | العادل طومان باي | ....-.... | 1501-1501 |
23 | الأشرف قانصوه الغوري | 1446-1516 | 1501-1516 |
-2 | العادل طومان باي | ....-.... | 1516-1517 |
التحديات
التحديات العسكرية التي قابلت دولة المماليك البحرية كانت أضخم بكثير من التحديات اللى قابلتها دولة المماليك البرجية، فالبحرية حاربوا بنجاح الصليبيين والمغول في نفس الوقت، وظهر منهم قادة كبار مثل الظاهر بيبرس وسيف الدين قطز والمنصور قلاوون والأشرف خليل والناصر محمد بن قلاوون. شهدت بداية حكم البرجيين تهديدات من المغول بقيادة تيمورلنك لكن كانت الدولة لازالت قوية واستطاع الظاهر برقوق أنه يقابل الموقف ويجعل تيمورلنك يخشى لقاءة مصر.
فترة الضعف
كان السلطان الأشرف برسباى من السلاطين البرجية الأقوياء، فغزا قبرص ودمر مدنها كانتقام للحملة الصليبية على الإسكندرية التي قام بها ملك قبرص بيير دولوزينان (بالفرنسية: Pierre de Lusignan) عام 1365م، ولكن مع تفشى تمردات ومؤامرات الشام وتنافس الأمراء وغارات العربان على القرى المصرية ضعفت الدولة البرجية، وتُعهد تلك الفترة التي تبدأ بالسلطان الناصر محمد بن قايتباي من عام 1496م بفترة سلاطين الضعف والفوضى.
بعدما توسعت الإمبراطورية المملوكية وأصبحت قوة تُهاب من الشرق والغرب بدأت في التدهور ، ففترة حكم الناصر محمد بن قايتباى اتسمت بالضعف والاضطراب وفترة حكم الظاهر قانصوه الأشرفي الذي خلفه زادت التمردات والنزاعات بين الأمراء حتى وصل لدرجة حتى الظاهر قانصوه الأشرفي تآمر مع الأمراء على اغتال ابن أخته " الناصر محمد بن قايتباي " وحكم بعده وثم تآمر عليه الأمراء حتى عزلوه هوالآخر ونصبوا الأتابك الأشرف جان بلاط ثم العادل طومان باي وقانصوه الغورى ، وكان هذا أثناء بروز الدولة العثمانية في آسيا الصغرى ، فهاجموا الشام التي كانت تابعة لمصر واستطاعوا فتحها بسبب قدراتهم العسكرية من جهة، والخيانات والمؤامرات التي كانت تحدث هناك من جهه أخرى ، وكانت الشام في فترة الدولة البرجية تمثل عبءاً على مصر بسبب مشاكلها وتمرداتها ومؤامراتها وضعفها في لقاءة القوى الخارجية.
غزوهم من قبل العثمانيين
غزا العثمانيون الشام وكالعادة خرج الجيش المصري لحماية الشام كما كان يحميها من المغول والصليبيين على مر العصور الوسطى لكن في هذه المرة فشل قانصوه الغوري في منع قوات العثمانيين، واستنزف الجيش المصرى في معركة مرج دابق دفاعاً عن الشام ومات من الصدمة وقت المعركة وتولى طومان باي الحكم وعمل جميع ما يستطيع كي يحافظ على مصر التي تبدد جيشها في الشام وجمع ما يستطيع من بقايا الجيش وحارب بجيش صغير للغاية ليمنع دخول الجيوش العثمانية مصر، لكنه تعرض للخيانة بعدما غدر به شيخ من العربان ودل العثمانيين على مكانه، فقبضوا عليه وأعدموه، وبذلك انتهت الدولة البرجية والدولة المملوكية بصفة عامة.
دون ابن إياس قصيدة شعرية مؤثرة عن سقوط الدولة المملوكية بعد فتح العثمانيين لمصر ، يقول مطلعها :
” | نوحوا على مصر لأمر قد جرى .:. من حادث عمت مصيبته الورى | “ |
نهاية دولة المماليك
تسببت تمردات الشام وكترة غارات العربان واعتدائتهم على القرى المصرية وبالتالي تدمير البنية الزراعية في مصر والنزاعات بين الأمراء في إضعاف الدولة. آخر السلاطين البرجية كان السلطان الأشرف طومان باى.
انظر أيضاً
مشاع الفهم فيه ميديا متعلقة بموضوع Burji dynasty. |
- تاريخ مصر العربية
- تاريخ مصر العثمانية
- قائمة الأسر المسلمة
المراجع
-
^ McGregor, Andrew James (2006). A Military History of Modern Egypt: From the Ottoman Conquest to the Ramadan War. Greenwood Publishing Group. p. 15. ISBN .
By the late fourteenth century Circassians from the north Caucasus region had become the majority in the Mamluk ranks.
- ابن إياس: بدائع الزهور في وقائع الدهور (5 أجزاء)، تحقيق محمد مصطفى، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة.
- ابن تغرى: النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة (16 جزء)، دار الخط والوثائق القومية، مركز تحقيق التراث، القاهرة 2005
- البدر العينى ، الروض الزاهر في سيرة الملك الظاهر " ططر " ، تقديم العلامه محمد زاهد الكوثرى، دار الانوار ، القاهره 1370هـ
- بدر الدين العيني: عقائد الجمان في تاريخ أهل الزمان، تحقيق د. محمد محمد أمين، مركز تحقيق التراث،الهيئة المصرية للكتاب، القاهرة 1987.
- غاستون ڤييت، القاهرة مدينة الفن والتجارة، عين للدراسات والبحوث الانسانية والاجتماعية، القاهرة2008
- جمال الدين الشيال (أستاذ التاريخ الإسلامي): تاريخ مصر الإسلامية، دار المعارف، القاهرة 1966.
- جمال الغيطاني: تجليات مصرية.. مآذن القاهرة،المصرى اليوم، مؤسسة المصرى اليوم للصحافة والنشر، عدد 1917، 12 سبتمبر 2009.
- حمدي السعداوي ، المماليك، المركز العربى للنشر، معروف أخوان للنشر والتوزيع، الأسكندرية.
- المقريزي: السلوك لفهم دول الملوك (8 أجزاء)، دار الخط، القاهرة 1996.
- المقريزى : المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار (4 أجزاء)، مطبعة الأدب، القاهرة 1968.
- شفيق مهدى (دكتور): مماليك مصر والشام، الدار العربية للموسوعات، بيروت 2008.
- علاء طه رزق، دراسات في تاريخ عصر سلاطين المماليك،ع ين للدراسات والبحوث الانسانية والاجتماعية، القاهرة2008
- قاسم عبده قاسم (دكتور): عصر سلاطين المماليك - التاريخ السياسى والاجتماعى، عين للدراسات الإنسانية والاجتماعية، القاهرة 2007.
- القلقشندي: صبح الأعشى في صناعة الإنشا (15 جزء)، دار الفكر، بيروت.
- Doris Behrens, Cairo of the Mamluks, I.B. Tauris, London, New York 2007 ISBN 978-1-84511-549-4
المصادر
— بيت ملكي —
المماليك البرجية
| ||
سبقه المماليك البحرية |
الأسرة الحاكمة لمصر 1382 – 1571 |
تبعه العثمانيون |