نور الدين زنكي

عودة للموسوعة

نور الدين زنكي

نور الدين زنگي
أمير دمشق وحلب
العهد حلب 1146-1174
دمشق 1156-1174
سبقه عماد الدين زنگي
تبعه الملك الصالح إسماعيل
Born 1118
Died 15 مايو1174
دمشق، سوريا
Burial
مدرسة نور الدين
Full name
الملك العادل نور الدين أبوالقاسم محمود بن عماد الدين زنگي
الأسرة المالكة زنگيون
الأب عماد الدين زنگي

نور الدين محمود زنكي ((511 هـ) 11 فبراير 1118 -(569 هـ) 15 مايو1174) وهوأبوالقاسم محمود بن عماد الدين زنكي بن آق سنقر. يلقب بالملك العادل، ومن ألقابه الأخرى ناصر أمير المؤمنين، تقي الملوك، ليث الإسلام، كما لقب بنور الدين الشهيد، رغم وفاته بسبب السقم. هوالابن الثاني لعماد الدين زنكي. حكم حلب بعد وفاة والده، وقام بتوسيع إمارته بشكل تدريجي، كما ورث عن أبيه مشروع محاربة الصليبيين.

ضمت إمارته معظم الشام، وتصدى للحملة الصليبية الثانية، ثم قام بضم مصر لإمارته وإسقاط الفاطميين والخطبة للخليفة العباسي في بغداد، وبذلك مهد الطريق أمام صلاح الدين الأيوبي لمحاربة الصليبيين وفتح القدس بعد حتى توحدت مصر والشام في دولة واحدة. تميز عهده بالعدل وتثبيت الممضى السني في بلاد الشام ومصر، كما قام بنشر التعليم والصحة في إماراته.

أسس أبوه عماد الدين زنكي دولة في الموصل ضمت جزيرة الفرات وحلب. وعند وفاته اقتسم مملكته ابناه سيف الدين ونور الدين الذي استولى على حلب. حرر الرها من الصليبيين وخربها سنة 1146م. هزم جيوش الحملة الصليبية الثالثة لدى محاولتها الاستيلاء على دمشق سنة 1148، واستولى على الكثير من معاقل الصليبيين وأهمها قلعة حارم بين حلب وأنطاكية. أوفد جيوشه إلى مصر بقيادة أسد الدين شيركوه، فضمها إلى مملكته. كان يشك بولاء بن أخي شيركوه صلاح الدين الأيوبي الذي تولى مصر بعد شيركوه، واعتزم السير إليه إلا أنه توفي قبل ذلك. كان مثالاً للحاكم الفاضل. بنيت في عهده المدارس والمساجد والبيمارستانات، وازدهرت في أيامه دمشق عمرانياً واقتصادياً. من آثاره فيها دار الحديث والبيمارستان النوري وحمام نور الدين.

الأصول وبداياته

وصول الزنكيين إلى الإمارة

ينتسب نور الدين إلى السلاجقة الأتراك، فجده آق سنقر بن إل ترغان يعود نسبه إلى قبيلة ساب يوب. كان جده مملوكًا للسلطان جلال الدولة ملك شاه، وكان عسكريًا وملاصقًا للسلطان.

وفي سنة 480 هـ / 1087 م، أصدر السلطان السلجوقي جلال الدولة ملك شاه أمرًا بتعيين آق سنقر على حلب بسبب إخلاصه للسلطان أثناء حروبه، وخشية من أطماع أخيه تتش بن ألب أوفدان في بلاد الشام. كما أوصى سائر الأمراء بطاعته، فسار آق سنقر إلى حلب على رأس جيش كبير، وأقام فيها بعض الوقت ريثما يدبر أمورها ويصلح أحوالها. لكن بعد وفاة جلال الدولة ملك شاه حصل قتال بين تتش بن ألب أوفدان وآق سنقر انتهى بأسر وقتل آق سنقر.

كان عمر عماد الدين زنكيعشرة أعوام عند وفاة والده آق سنقر. مكث عماد الدين في حلب عامًا واحدًا عند مماليك وقادة أبيه، وما لبث حتى استنادىه والي الموصل كربوقا بعد استلامه الولاية ليقوم برعايته لإدراكه مكانة آق سنقر في نفوس الهجرمان، وما يكنونه له من ولاء وطاعة. وبقي عماد الدين مواليا لولاة الموصل الذين عينهم السلطان محمد بن ملكشاه، ورافقهم في معاركهم. ثم ولاه السلطان محمود بن محمد على ولاية الموصل سنة 521 هـ / 1127 م، فاستطاع ضم جزيرة ابن عمر وإربل وسنجار والخابور ونصيبين وجزء من ديار بكر، وعبر الفرات فملك منبج وحلب وحماة وحمص وبعلبك، وبذلك نجح في التوسع بإمارته لتضم مناطق شاسعة.

نشأته

ولد نور الدين في فجر يوم الأحد من 17 شوال 511هـ، وهوثاني أولاد عماد الدين زنكي بعد سيف الدين غازي. لا تذكر المصادر التاريخية شيئاً عن نشأة نور الدين وشبابه، ولكنها جميعًا تؤكد أنه تربى في طفولته تحت رعاية وإشراف والده، وأن والده كان يقدمه على إخوانه ويرى فيه مخايل النجابة. بقي ملازمًا لوالده حتى وفاته. كان أسمر اللون طويل القامة حسن الصورة لا يوجد في وجهه شعر سوى ذقنه، كما كان حنفيّ الممضى. يرى بعض المؤرخون الحديثون أنه كان أشعري، في حين يرى آخرون أنه كان متبع للطريقة القادرية، ويرى آخرون أنه وفق بين القادرية والأشعرية. حكم نور الدين محمود حلب في حين حكم سيف الدين غازي الموصل. كان الحد الفاصل بين أملاك الأخوين هونهر الخابور في الجزيرة السورية.

تزوج نور الدين عام 541 هـ / 1146 م من عصمة الدين خاتون ابنة الأتابك معين الدين أنر حاكم دمشق، وخط العقد في دمشق في 23 شوال. أنجب ولدين وبنت، الأكبر إسماعيل الذي تولى الحكم من بعده، والأصغر أحمد توفي طفلاً.

إمارة حلب

كان نور الدين برفقة أبيه حين قُتل سنة 541 هـ (الموافق لسنة 1146 م) عند قلعة جعبر، في حين كان أخوه الأكبر سيف الدين مقيمًا في شهرزور. أخذ نور الدين خاتم والده، ومضى مع جنده إلى حلب فملكها هي وتوابعها في ربيع الآخر 541 هـ (الموافق فيه سبتمبر 1146 م)، وكان عمر نور الدين زنكي آنذاك ثلاثين عامًا.

انقسمت الدولة الزنكية بذلك إلى قسمين، الأول في الموصل والجزيرة وحمص التي سارع إليها سيف الدين غازي لتثبيت حكمه فيها، والثاني في حلب وما جاورها تحت إمرة نور الدين. كما حكم أخوهما نصرة الدين أمير أميران منطقة حران تابعاٌ لنور الدين، في حين بقي الأخ الرابع قطب الدين مودود تحت رعاية سيف الدين.

توسع الإمارة في بلاد الشام والعراق

توسع الدولة النورية في بلاد الشام والعراق.

قام نور الدين بضم الكثير من المدن والمقاطعات خلال مسيرة حياته على حساب الأسر العربية الحاكمة.


ضم الرها

بعد وفاة عماد الدين زنكي خضعت الرها إلى حكم سيف الدين غازي، وبقيت حامية صغيرة في المدينة للدفاع عنها. فحاول جوسلين الثاني أمير كونتية الرها استعادة المدينة مستغلا تمردًا للأرمن قام بالتحريض عليه بعد وفاة عماد الدين. فخرج على رأس قوة عسكرية متجهًا إلى الرها وسانده في ذلك بلدوين حاكم مرعش في حين رفض ريموند الثاني حاكم أنطاكية مساعدته. استطاع جوسلين الثاني الدخول إلى البلدة في ربيع الآخر 541 هـ الموافق شهر سبتمبر من سنة 1146، لكنه لم يستطع دخول القلعة التي احتمت فيها الحامية بسبب قلة عدد قواته وأوفد طالبًا المساعدة من إمارتي أنطاكية وطرابلس. أوفدت الحامية طلبًا بالمساعدة. فخرج جيشان، جيش من حلب وجيش من الموصل بأمر سيف الدين، لكن الأخير وصل متأخرا.

خرج نور الدين من حلب على رأس جيش تعداده عشرات الآلاف من الفرسان وحاصر قوات جوسلين الثاني في جمادى الآخرة / نوفمبر من نفس العام مما اضطر جوسلين إلى الهرب. طارده نور الدين وسقطت معركة في سميساط ونجح جوسلين الثاني في الفرار بعد فوز نور الدين. عاقب نور الدين أهالي الرها المتمردين بأن جعلهم نهبًا لجيشه وطرد من بقي فيها من الفرنج، وقد أقر سيف الدين غازي بحكم نور الدين على الرها بعد حتى سيطر عليها.

ضم دمشق

باب شرقي، دمشق عام 1880.

كانت أول محاولة لنور الدين للسيطرة على دمشق في سنة 545 هـ (1150م) حين أوفد قواته لهناك لكن مسيرها تأخر بسبب هطول الأمطار فسارع مجير الدين أبق بالاستنجاد بالصليبيين، فقرر نور الدين فك الحصار عن دمشق بعد حتى وعده مجير الدين بأن ينقش اسمه على النقود وأن يدعوله في المساجد. سيطر الصليبيون على عسقلان سنة 548 هـ / 1153م، وانتزعوها من يد الفاطميين واعترضت دمشق بين نور الدين وبينها، وخشي نور الدين على دمشق خاصة بعد حتى استطال الصليبيون على دمشق بعد ملكهم عسقلان ووضعوا عليها الجزية واشترطوا عليهم تخيير الأسرى الذين بأيديهم في الرجوع إلى وطنهم. فقام نور الدين بتكليف نجم الدين أيوب الذي كان حاكم بعلبك آنذاك، بكسب بعض القواد في دمشق وبث الشائعات ضمن دمشق وتحريض الشعب على الثورة، حتى مضى نجم الدين مع بعض من حرسه للقاءة مجير الدين والذي خشي بدوره من اللقاءة ورفضها. فاعتبرها نور الدين إهانة فسير جيشه إلى دمشق. فاستنجد مجير الدين بالصليبيين على حتى يعطيهم الأموال ويسلم لهم بعلبك فجمعوا واحتشدوا‏.‏ في خلال ذلك عمد نور الدين إلى دمشق في محرم سنة 549 هـ (أبريل 1154 م) ومحرر جماعة من أحداثها ووعدهم من أنفسهم فلما وصل ثاروا بمجير الدين ولجأ إلى القلعة‏. وفتح أحد أبواب دمشق وهوباب شرقي ليدخل نور الدين منه‏ وملك نور الدين المدينة وحاصر مجير الدين في القلعة وبذل له إقطاعاً منها مدينة حمص‏.‏ فسار إليها مجير الدين وملك نور الدين القلعة‏.‏ ثم عوضه عن حمص ببالس فلم يرضها فرحل إلى بغداد وابتنى بها داراً وأقام بها إلى حتى توفي.

ضم شيزر

تملك شيزر مسقط استراتيجي، فهي تقع على الخطوط التجارية بين حلب ودمشق وحمص، رغم ذلك لم يحاول نور الدين ضمها عسكريا. لكن وقع زلزال سنة 552 هـ دمر الحصن وقتل معظم أل منقذ. خشي نور الدين على شيزر من حتى تقع تحت أيدي الصليبيين فوقف بجيشه في أطراف البلاد ورمم ما تضرر من أسوارها.‏ وبذلك دخلها بعض أمراء نور الدين ومن ثم دخلها وملكها بعد حتى توفي جميع آل منقذ الذين اجتمعوا عند أميرها في دعوة فأصاحبتهم الزلزلة مجتمعين فسقطت عليهم القلعة ولم ينج منهم أحد‏.

ضم بعلبك

بعلبك سنة 1906.

بعد حتى نجح نور الدين في ضم دمشق، أعرب الضحاك بن جندل البقاعي والذي كان تابعا لإمارة دمشق عصيانه على نور الدين. لكن نور الدين لم يقم بأي عمل ضده خوفا منه بأن يستنجد بالصليبيين. وانتظر ثلاث سنوات حتى عقد اتفاق هدنة مع الصليبيين. وفي سنة 552 هـ / 1154م ضم نور الدين بعلبك دون أي مقاومة من الضحاك.


ضم حران

كان نصرة الدين الزنكي حاكم حران وخاضعًا في نفس الوقت لسلطان نور الدين. استمرت العلاقة هذه حتى سنة 552 هـ حيث ازدادت الطموحات السياسية لنصرة الدين وأراد السيطرة على حلب مستفيدًا من سقم نور الدين، ودعم الإسماعيلية له، فقام بالسيطرة على المدينة إلا حتى القلعة استعصت عليه. بعد فشل هذه المحاولة قرر نور الدين إخضاع حران لسيطرته المباشرة فقام بحصارها شهرين وسقطت في يده سنة 554 هـ / 1159م ولاذ أخوه بالفرار. إلا حتى نور الدين استمال أخوه فيما بعد وشارك معه في حروبه ضد الصليبيين.

ضم قلعة جعبر

حاول نور الدين ملاينة شهاب الدين العقيلي بعد حتى تم أسرة من قبل قبيلة بني كلاب وإكرامه أثناء أسرة لتسليمه القلعة. لكن رفض شهاب الدين دفع نور الدين إلى محاصرة القلعة لكنه فشل عن فتح القلعة. فلجأ هذه المرة إلى أسلوب الإغراء بأن عرض عليه مناطق غنية وذات موارد زراعية تابعة لحلب إضافة إلى عشرين ألف دينار فوافق شهاب الدين. استلم نور الدين قلعة جعبر سنة 564 هـ الموافقة سنة 1168م.

ضم الموصل

استلم إمارة الموصل قطب الدين زنكي بعد وفاة سيف الدين غازي سنة 554 هـ. شارك مع نور الدين في معظم حروبه وأصبح يخطب له في إمارته طواعية دون كراهية. بعد وفاة قطب الدين استلم الإمارة ابنه سيف الدين غازي الثاني بدلا عن ابنه عماد الدين زنكي الثاني حسب وصية قطب الدين، وذلك بمساعدة الوزير فخر الدين عبد المسيح بمساعدة الخاتون والدة سيف الدين. استطاع فخر الدين حتى يصبح المسيطر والمتحكم بالإمارة. ضاق هذا الأمر على نور الدين فتوجه إلى الموصل على رأس جيشه فضم الأراضي الخاضعة لإمارة الموصل في طريقه مثل الرقة ونصيبين وضرب الحصار على سنجار حتى سقطت وأعطاها لابن أخيه عماد الدين وبدأ بفرض حصار على الموصل حتى استجاب فخر الدين عبد المسيح بتسليم الموصل مشترطًا منحه إقطاعًا في أي مكان يراه نور الدين مناسبًا وببقاء سيف الدين غازي الثاني على إمارة الموصل. وافق نور الدين على ذلك وسيطر على الموصل في سنة 566 هـ.

الحروب ضد الصليبيين

منبر نور الدين والمعروف بمنبر صلاح الدين.

وضع نور الدين نصب عينيه قتال الصليبيين منذ بداية استلامه لإمارة حلب وإنهاء جميع معاقل الصليبيين في بلاد الشام، وكان هدفه تحرير القدس، حتى أنه أمر ببناء منبر سنة 563 هـ / 1168م ليضعه في المسجد الأقصى بعد حتى يقوم بفتح المدينة وقد خلق هذا المنبر في دمشق بواسطة مهرة الحرفيين من دمشق وحلب. نُقل هذا المنبر بالعمل إلى القدس بعد فتحها على يد صلاح الدين الأيوبي ودعي هذا المنبر فيما بعد بمنبر صلاح الدين.

قبل الحملة الصليبية الثانية

بدأ نور الدين بمقاتلة الصليبيين مباشرة بعد استلامه الحكم وأولى المعارك كانت محاولة الصليبيين استرجاع الرها، والتي انتهت بسيطرة نور الدين على تلك الإمارة. في نفس العام تمرد توتنتاش والي بصرى على معين الدين أنر أمير دمشق والتي كانت تابعة إلى إمارة دمشق. طلب توتنتاش مساعدة الصليبيين في تمرده وتحركت جيوش الصليبيين بناءا على ذلك متجهة إلى دمشق. فما كان من معين الدين إلا حتى يطلب المعونة من نور الدين، رغم القلق الذي كان ينتاب معين الدين من أطماع نور الدين في دمشق. أوفد نور الدين الرسل لطلب الزواج من أبنة معين الدين خاتون، ليبث الطمأنينة في قلب الأخير. التقى الجيش الحلبي والدمشقي في بصرى واستطاعوا حتى يقضوا على التمرد بسرعة. من ثم توجهوا لملاقة الجيش الصليبي الذي تراجع إلى القدس من دون حدوث أي لقاءة تذكر. حصل نور الدين على مدينة حماة مكافأة له على مساعدته لدمشق.

في سنة 542 هـ سيطر نور الدين على مناطق واسعة في بلاد الشام وخصوصا تلك التابعة لإمارة أنطاكية مثل ارتاح ومابولة وبصرفوت وكفر لاثا والبلاطة وبسرفوت.

الحملة الصليبية الثانية

تحرك الصليبيين حتى حصارهم لدمشق.

سبب سقوط الرها صدمة لدى الصليبيين، وخشية من سقوط المزيد أصدر البابا إيجين الثالث أمرا بابويا بتجنيد حملة صليبية جديدة. استجاب لهذا الأمر جميع من لويس السابع ملك فرنسا وكونراد الثالث ملك ألمانيا. تحركت جحافل الجيوش الصليبية في صيف سنة 542 هـ (1147م) وبلغ تعداد الجيشين الألماني والفرنسي نحو70 ألف فارس، والتحقت بهم جموع ضخمة من الفلاحين والفقراء.

تحرك الجيش الألماني إلى القسطنطينية سنة 542 هـ / 1147م ومنها إلى نيقية ليبدأ تحركه إلى بلاد الشام. لكنه أصبح عرضة لضربات السلاجقة الروم وخسر عدد كبير من الجنود والعتاد بالإضافة إلى تعرضه للمجاعة والأمراض. أجبر هذا الملك الألماني حتى يطلب من ملك فرنسا حتى يلتحق بقية جيشه بالجيش الفرنسي، حينما التقى الجيشان في نيقية. ومن ثم انتقل الجيش إلى مدينة أنطاكية بعد حتى هجر الملك الألماني الحملة متوجها نحوالقسطنطينية بسبب سقم جلدي خطير، وبعد شفاءه توجه إلى القدس مباشرة. قام الملك لويس السابع بإعادة تنظيم الجيش بسبب كثرة هجمات السلاجقة أثناء المسير إلى أنطاكية وسرعان ما غادر أنطاكية متجها نحوالقدس.

بعد اجتماع الصليبيين في القدس، تم عقد اجتماع آخر في مدينة عكا برعاية الملكة ميليسندا فيخمسة ربيع الأول 543 هـ / 24 يونيو1148م ليقرورا خطة التحرك المستقبلية وليتفقوا على احتلال دمشق. لتتحرك الجيوش الصليبية بتعداد قدره ستين ألف فارس وثمانية آلاف راجل بينهم أربعة آلاف رامي نحودمشق، في 27 ربيع الأول 543 هـ / 15 يوليو1148م. وصلت هذه الجيوش أسوار دمشق في 1 جمادى الأولى / 19 يوليو1148م فارضة حصار عليها.

قابلت الحملة الصليبية مقاومة قوية من قبل الجند والشعب الدمشقي. وسرعان ما استنجد معين الدين أنر بسيف الدين غازي وبنور الدين الزنكي ليلتلقي الجيشان في حمص. أوفد سيف الدين رسالة إلى معين الدين يطالبه بأن يجعل قادته يحكمون دمشق أثناء الحروب من أجل التحصن بدمشق في حالة هزيمته وفي حالة النصر فإنه لن يحكم دمشق وسيبقيها تحت سيطرة معين الدين، في نفس الوقت أوفد التهديدات إلى قادة الحملة الصليبية. خشي معين الدين من طموح سيف الدين وأخيه نور الدين في السيطرة على دمشق فأوفد يهدد الصليبيين بتسليم دمشق لهم، وخسارتهم لحليف فيها، وعرض عليهم تسليمهم قلعة بانياس كتعويض لهم، مما أدى إلى تفتت لحمة الصليبيين وقبول هذا العرض الذي عارضه ملك ألمانيا.

بعد أربعة أيام، اضطرت الحملة الصليبية الثانية إلى التراجع بعد اللقاءة الشرسة مع الدمشقيين إضافة إلى الخشية من لقاءة جيش الأخوين زنكي، على الرغم من حتى تعداد هذه الحملة كان أكبر من الحملة الأولى.

ما بعد الحملة الصليبية الثانية

توالت حروب نور الدين مع الصليبيين بعد الحملة الصليبية الثانية والتي ما لبثت حتى بدأت مباشرة بعد فشل الحملة.

حروبه مع مملكة بيت المقدس

ملك بيت المقدس عموري الأول.

شهدت العلاقة مع مملكة بيت المقدس تفاوتًا كبيرًا وكان هناك تنافس كبير على تمدد الرقعة الجغرافية لكلاهما. بعد سقوط عسقلان سنة 548 هـ / 1153م، سارع نور الدين إلى السيطرة على دمشق. كما حصل تنافس كبير بين المملكتين في السيطرة على مصر. كما حصلت هدن قصيرة بين الطرفين امتدت من بضعة أشهر إلى سنتين. يُلاحظ حتى نور الدين اتجه إلى مهادنة المملكة سنة 550 هـ / 1155م لمدة عام وفي العام التالي، أي 551 هـ/ 1156م، تجددت الموادعة فتم إرسال قطيعة للصليبيين قدرها ثمانية آلاف من الدنانير الصورية، وفي نهاية المعاهدة خرقت عندما هاجم بلدوين الثالث مراعي بانياس، كذلك عقدت معاهدة بين الطرفين لمدة عامين في عام 556 هـ / 1160م وعلى أثر الزلازل التي اجتاحت بلاد الشام عام 566 هـ / 1170م اتجه نور الدين إلى عقد هدنة مع عموري الأول، ويضاف إلى ذلك أنه تم عقد هدنة قصيرة مدتها ثلاثة أشهر في عام 568 هـ(1173م).

قلعة بانياس

بعد حتى فتح نور الدين قلعة حارم، عزم على لقاءة بانياس والتي كانت بيد الصليبيين منذ سنة 543 هـ / 1149م فتوجه إليها ثم تقدم باتجاه طبريا، مما أدى إلى تراخي الحامية الصليبية المتواجدة في بانياس. ثم التف ليبدأ حصار قلعتها في 29 ذي الحجة من سنة 559 هـ / 28 أكتوبر 1164م. وكان معه أخوه نصير الدين أمير أميران فاصيب بسهم في إحدى عينيه وأخذ الإفرنج في الجمع لمدافعته فلم يستكملوا أمرهم حتى فتحها وشحن قلعتها بالمقاتلة والسلاح. خافه الإفرنج فشاطروه في أعمال طبرية وضرب عليهم الجزية في الباقي ووصل الخبر بفتح حارم وبانياس إلى ملوكهم الذين ساروا إلى مصر‏.

حروبه مع إمارة طرابلس

حصن عريمة

بعد مغادرة معظم أمراء الحملة الثانية بقي الكونت برتراند كونت تولوز ابن الكونت ألفونسوالذي توفي في قيسارية وشاع حتى ريموند الثاني كونت طرابلس هومن قام بقتله بسبب الخلاف على إمارة طرابلس. أراد برتراند الانتقام لموت أبيه وأعرب انه الوريث الشرعي لإمارة طرابلس، فقام باحتلال حصن عريمة من بين يدي حاكم طرابلس. حاول ريموند التصدي لحملة برتراند لكن جنوده انهزموا، وطلب ريموند المساعدة من أمراء الصليبيين لكنهم رفضوا، فاضطر بالاستنجاد بمجير الدين أنر، وخصوصا أنه لم يساهم في الحملة الثانية. وافق أنر مساعدته وطلب مساعدة نور الدين ليتوجه الجيشان إلى حصار حصن العزيمة ليتم تدمير الحصن بشكل تام وأسر الكثير، ومن بين الأسرى الكونت برتراند وأخته الذي لبث في السجن 12 عاما. تختلف المصادر العربية عن المصادر الصليبية قتذكر المصادر الصليبية حتى نور الدين تزوج من أخت برتراند وأنجبت منه ابنه الصالح ولا يوجد لمثل هذا في المصادر العربية. كما تذكر بعض المصادر العربية حتى من سقط في الأسر هي أم برتراند.

معركة حصن الأكراد (البقيعة)
حصن الأكراد أوقلعة الحصن.

قام نور الدين سنة 558 هـ (الموافق لسنة 1163م) بتجميع جيوشه والتوجه إلى حصن الأكراد وعسكر في منطقة تدعى البقيعة. تفاجأ جيش نور الدين بظهور رايات الصليبيين في معسكرهم وحاول جنودهم دفعهم لكنهم لم يستطيعوا وكثر القتلى والأسرى في صفوف الجيش حتى وصلوا إلى خيمة نور الدين الذي خرج على عجل من خيمته، ولسرعته ركب خيله وفي رجله شبحة. حاول أحد الصليبيين قتله لكنه بتر الشبحة، وسرعان ما أنقذ نور الدين أحد جنوده بقتل من حاول قتله. انسحب نور الدين إلى حمص، ونصب معسكره على بحيرة قدس، وأكرم العطاء لجنده. أما الصليبيين فإنهم كانوا عازمين على قصد حمص بعد هزمهم لنور الدين، لأنها أقرب البلاد إليهم، فلما بلغهم مقام نور الدين عندها نطقوا: "إنه لم يعمل هذا إلا وعنده من القَّوة حتى يمنعنا". ثم أوفدوا إلى نور الدين في المهادنة فلم يجبهم إليها، فهجروا عند الحصن من يحميه، وعادوا إلى بلادهم وتفرَّقوا.

فتح حصن المنيطرة وبعض الحصون

اتجه الجيش النوري إلى الاستيلاء على حصن المنيطرة في عام 561 هـ / 1165م وغنم الغنائم الوفيرة وفي العام التالي 562 هـ / 1166م تمت مهاجمة المناطق المحيطة بحصن الأكراد، وسلب الغنائم، كذلك تَّم الاستيلاء على حصن صافيتا وهومن حصون الإمارة المنيعة، وسقط صدام بين الجيش النوري، وجيش إمارة طرابلس 565 هـ / 1169م فيما عهد بمعركة اللبوة، وبعد عامين أي في عام 567 هـ / 1171م واصل نفس السياسة وتم إرسال القوات لمحاصرة حصن عرقة واستولت عليه في نفس العام.

حربه مع إمارة أنطاكية

معركة أنب
رسم لمعركة قلعة أنب.

قام ريموند الثاني حاكم أنطاكية بعد عام من معركة حصن عريمة بالهجوم على قوات نور الدين المتواجدة قرب أفاميا في سنة 544 هـ (الموافق لسنة 1149 م)، مما أدى إلى تراجع في جيوش نور الدين. نجح نور الدين في إعادة تجميع قواته ليلتقي بالجيش الصليبي عند قلعة أنب لتتم اللقاءة بين جيش نور الدين وجيش ريموند الثاني الذي كان متحالفا مع علي بن وفا زعيم الحشاشين. دهش نور الدين من ضعف جيش ريموند وقد افترض بادء الأمر حتى هناك خديعة. بدأ الهجوم الكامل فيتسعة صفر/ 29 يونيومن نفس العام على جيش ريموند مم أدى إلى سحق الجيش الصليبي، ورفض ريموند الفرار نظرا للمكانة التي كان يتمتع فيها، وقتل في المعركة بضربة سيف من أسد الدين شيركوه، وقام نور الدين بارسال رأس ريموند إلى الخليفة العباسي المقتفي لأمر الله.

استغل نور الدين حالة التخلخل التي أصابت إمارة أنطاكية، ليندفع فاتحا معظم القرى والمدن فعمل على الاستيلاء على عدد من الحصون في جميع الوادي الأوسط لنهر العاصي، ومنها أزمان وأنب، وعم، واجتاح سهل أنطاكية حتى بلغ ميناء السويدية وبذلك قضى على المراكز الصليبية الأمامية الواقعة بين حلب وأنطاكية التابعة لها حتى وصل أبواب أنطاكية. لكنه عثر مقاومة شديدة من أرملة ريموند الثاني كما دفع بالدوين الثالث جيوشه نحوالشمال لتخفيف الحصار عن أنطاكية. هجر نور الدين بعض من جيشه في محاصرة أنطاكية، واتجه إلى حصن أفاميا، فخاف أهلها على نفسهم وأعربوا استسلامهم بعد حتى أمنهم نور الدين على أنفسهم. ولما تناه له حتى بالدوين الثالث قد حرك جيشه باتجاه أنطاكية اتفق مع الإمارة المحاصرة على المهادنة على حتى تكون ما يقرب من الأعمال الحلبية له وما يقرب من أنطاكية لهم.

معركة حارم

قام عموري الأول ملك مملكة بيت المقدس بتحريك جيوشه للقاءة أسد الدين شيركوه الذي أوفده نور الدين في مهمة مساعدة الوزير شاور. فخاف نور الدين على حتى يسيطر الصليبيون على مصر فقرر مشاغلة الصليبيين في دمشق للتخفيف عن حملة أسد الدين. فقام بتجميع جيش وطالب من أخوه قطب الدين إرسال مدد له كما أوفد إليه جميع من فخر الدين قره أوفدان ونجم الدين ألبي قوات أخرى فتجمع لديه جيش كبير. وضرب حصار على مدينة حارم سنة 559 هـ(الموافق لسنة 1164 م)، والتي حاول فتحها في سنة 557 هـ لكنها تمنعت عليه.

في اللقاء تجمع عدد كبير من القوات الصليبية لصد هجوم نور الدين مؤلفة من بوهمند الثالث أمير أنطاكية وريموند الثالث أمير طرابلس وجوسلين الثالث ابن جوسلين الثاني. كما انضم إليهم قسطنطينوس كالمنوس حاكم قيليقية وثوروس الثاني وميلخ أمراء مملكة أرمينيا الصغرى. فقرر نور الدين فك الحصار عن حارم والتوجه إلى قرية أرتاح مفضلا حتى تكون معركة سهلية. افترض بهيموند الثالث حتى جيوش نور الدين لاذ بالفرار فاستعجل الخطا للحاق بجيوش نور الدين، حتى ابتعد عن بقية جيوشه عثر نفسه محاصرا بقوات نور الدين وهزم وسقط في الأسر. كر نور الدين على بقية جيوش الصليبيين فهزموهم وسقط في الأسر معظم القادة مثل ريموند الثالث وقسطنطينوس كالمنوس أما ثوروس فقد نجح في الفرار الذي كان متسقطا وجود مناورة هجرية في ذلك. بعد ذلك توجه إلى حارم وتمكن من السيطرة عليها. كان باستطاعة نور الدين فتح أنطاكية، لكنه خشي من ردة عمل الإمبراطور البيزنطي الذي كان يعتبر نفسه حاميا لهذه المدينة، فانصرف عن هذه الجهة.

حربه مع جوسلين الثاني

رسم إفرنجي يُظهر نور الدين زنكي وهويفر عبر الصليبيين.

بعد حتى فشل جوسلين الثاني في ضم الرها، التجأ إلى حصن تل باشر، وبقي في حالة كر وفر مع نور الدين مما اضطر نور الدين إلى مهادنته أكثر من مرة. في عام 544 هـ / 1149م قرر نور الدين التخلص من هذا الجيب الصليبي وأوفد إليه جيشا. لكن جوسلين فهم بذلك فعقد تحالفات مع بعض الحكام الأتراك والأرمن واستطاع الحاق هزيمة كبيرة بحيش نور الدين.

أثارت هذه الهزيمة نور الدين فعمد إلى إغراء البعض من الهجرمان بالمال والإقطاعات لقاء اغتال وأسر جوسلين الثاني. بالعمل نجح هؤلاء بأسر جوسيلين الثاني وذلك أثناء غزوه للهجرمان وسبيه لامرأة واختلاءه بها تحت شجرة فهجم هؤلاء عليه وأسروه واقتادوه إلى نور الدين. تشير بعض المراجع الغربية إلى حتى أسر جوسيلين الثاني كان أثناء توجهه إلى حضور اجتماع في أنطاكية، نتيجة تأخره عن حرسه وسقط بيد بعض الهجرمان. وكانوا على استعداد لإطلاق سراحه لقاء فدية ثمينة إلا حتى نور الدين فهم بذلك وأغرى هؤلاء واقتادوه إلى حلب ليقضي بقية حياته في السجن بعد حتى فقأت عينيه.

بعد أسرة جوسيلين الثاني، تيسر على نور الدين فتح الكثير من إقطاعاته مثل عنتاب، وعزاز، قُوُرس والرَّاوندان، وحصن البارة، وتل خالد، وكفر لاثا، وكفر سود، وحصن بسرفوت بجبل بني عُليم ودُلُوك، ومرعش، ونهر الجوز، وبرج الرصاص. وفيما بعد بيعت تل باشر إلى الأمبراطور البيزنطي عمانوئيل كومنينوس سنة 545 هـ (الموافق لسنة 1150 م) ومالبثت حتى سقطت في يد نور الدين بعد عام.

ضم مصر

معركة عسقلان بين الصليبيين والفاطميين.

بعد نجاح نور الدين في ضم دمشق وأصبحت عاصمة دولته ومنطلق الحكم وأصبح ملك دمشق وموحد الشام لم يعد أمام الصليبيين للغزووالتوسع سوى طريق الجنوب بعد حتى أحكم نور الدين سيطرته على بلاد الشام؛ ولذا تطلع الصليبيون إلى مصر باعتبارها الميدان الجديد لتوسعهم، وشجعهم على ذلك حتى الدولة الفاطمية في مصر تعاني الضعف فاستولوا على عسقلان، وكان ذلك إيذانا بمحاولتهم غزومصر، مستغلين الفوضى في البلاد، وتحولت نياتهم إلى عزم حيث قام عموري الأول ملك بيت المقدس بغزومصر سنة558 هـ / 1163م محتجا بعدم التزام الفاطميين بدفع الجزية له، غير حتى حملته فشلت وأجبر على الانسحاب.

أثارت هذه المستوى الجريئة مخاوف نور الدين، فأسرع بشن حملات على الصليبيين في الشام حتى يشغلهم عن الاستعداد لغزومصر، ودخل في سباق مع الزمن للفوز بمصر وضمها لمملكته في الشام، فأوفد عدة حملات من دمشق تحت قيادة "أسد الدين شيركوه" وبصحبته ابن أخيه الشاب اليافع صلاح الدين الأيوبي، ابتدأت من سنة 559 هـ (الموافق لسنة 1164م) واستمرت نحوخمس سنوات وفشلت عدة مرات بسبب خيانه شاور الوزير الأول للخليفة الفاطمي وتعاونه مع الصليبيين والفساد المتفشي. ولكن أسد الدين لم يتراجع، ففي جميع مرة كان يُعيد تجهيز جيشه وينطلق من حديث بأوامر نور الدين في دمشق حتى نجح بعد سباق محموم مع الصليبيين في الظفر بمصر سنة 564 هـ (الموافق لسنة 1169 م) وتولى شيركوه الوزارة من العاضد لدين الله آخر حكام الفاطميين، على أنه لم يلبث حتى توفي فعين نور الدين زنكي صلاح الدين الأيوبي وزيرا على مصر وضمها لملكه في الشام. كانت شعلة البداية عندما خلع شاور الوزير الفاطمي على يد ضرغام.

الحملة النورية الأولى

بعد حتى خُلع شاور من الوزارة، مضى إلى نور الدين طالبا منه العون في استعادة الوزارة لقاء حتى يدفع له مصاريف الحملة، ويتخلى عن المقاطعات الحدودية، ويدفع ضريبة سنوية تعادل ثلث أيرادات البلد. ولم يتخذ نور الدين القرار إلا بعد حتى استخار أيات من القرآن. أوفد نور الدين أسد الدين شيركوه عبر الصحراء، وقام هوبهجوم على بانياس للتمويه على تحركات أسد الدين. سرعان ما طالب ضرغام المساعدة من الملك عموري الأول، لكن أسد الدين سرعان ما عبر السويس وقابلة قوات ضرغام وقتله قبل حتى تجهز القوات الصليبية. أعيد تنصيب شاور في سنة 558 هـ / 1164م.

تنكر شاور لوعوده وطالب أسد الدين بالرجوع إلى دمشق، لكن أسد الدين رفض وسيطر على بلبيس، فما كان من شاور إلا حتى استعان بعموري الأول واعدا إياه سبع وعشرين ألف دينار وهدايا أخرى. انضمت قوات عموري مع قوات شاور وحاصرت بلبيس لمدة ثلاث أشهر، لكن تدخل نور الدين في الشام وأصداء معركة حارم جعلت الملك عموري الأول يتفاوض على حتى يجلي هووقوات أسد الدين عن مصر.

الحملة النورية الثانية

معركة الإسكندرية.

كانت لمطالبات الخليفة العباسي في بغداد بالقضاء على التشيع الفاطمي في مصر تأثير كبير على إعداد الحملة النورية الثانية. حيث منح نور الدين الإذن لأسد الدين بالتوجه إلى مصر سنة 561 هـ (الموافق 1166 م). تحرك أسد الدين في السنة التالية دون حتى يخفي نواياه، ليطلب شاور المساعدة من عموري الأول، الذي استدعى باروناته للتأكيد على الخطر المحدق بالمملكة طالما سيطر نور الدين على مصر. وكان على قوة المملكة كلهاالمشاركة في القتال وعلى المتخلفين حتى يدفعوا عشر إيرادهم السنوي. اتخذ أسد الدين طريقا مغايرا لطريق الصليبيين وعسكر قرب الجيزة. تقابل جيش شاور وعموري في الشمال الشرقي من القاهرة على بعد ميل من أسوار القاهرة، ليتم عقد اتفاق تحالف رسمي بين الطرفين يحصل بموجبه عموري الأول على مبلغ اربعمئة ألف بيزنطية نصفهم في الحال ويسقط هذا الاتفاق العاضد لدين الله في القاهرة.

بعد شهر من تعسكر الجيشين في لقاءة بعضهما البعض نجح عموري من اجتياز الجزيرة على رأس الدلتا ليفاجئ أسد الدين، والذي عثر حتى جيشه قليل العدد فقرر الانسحاب متحركا باتجاه الجنوب وعسكر في الأشمونين ضمن مدينة خمون الفرعونية. حيث لحق به الجيش الصليبي - المصري. بدأ الاشتباك في 24 جمادى الأولى من سنة 562 هـ (الموافق فيه 18 مارس 1167م). وعلى الرغم من التفوق العددي للجيش الصليبي - المصري استطاع أسد الدين هزيمتهم بأن أوهم جيوش الصليبيين بأن قلب جيشه يتراجع حتى لحقوا بهم وأطبق عليهم من الطرفين. فقد كان جيشه خفيف الحركة بشكل أكثر من الجيش الصليبي- المصري.لينسحب عموري وشاور إلى القاهرة.

توجه أسد الدين إلى مدينة الإسكندرية المعروفة بكرهها لشاور، وفتحت لهم أبوابها. سرعان ما أعاد عموري الأول وشاور ترتيب الجيش، وعلى الرغم من الخسائر الكبيرة التي لحقت بهم فكان لايزال جيشهما أكثر عددا من جيش أسد الدين، وضربوا حصارا قاسيا على الإسكندرية. بدأت ملامح المجاعة تلوح في الأفق فقرر أسد الدين التسلل مع حامية إلى خارج الإسكندرية واستخلف صلاح الدين عليها، متوجها إلى مصر العليا أملا بأن تلحق به جيوش عموري إلا حتى شاور أشار بأهمية الإسكندرية، ليستمر الحصار عليها. ترى المصادر الصليبية حتى أسد الدين تسلل من الإسكندرية لما ساءت الأمور فيها، وأنه أوفد في التفاوض على حتى يخرج كلا الجيشين من مصر، وعن ألا يعاقب أهالي الإسكندرية للدعم الذي قدموه. كان من أبرز مسببات موافقة عموري على هذه الصفقة إغارة نور الدين على إمارة طرابلس، مما أدى إلى خوف عموري الأول على أراضيهم في الشام. في حين ترى المصادر العربية حتى أسد الدين إفترق عن صلاح الدين مباشرة بعد الدخول إلى الإسكندرية، وراح يغير على صعيد مصر. حين اشتد الحصار على الإسكندرية تحرك نحوها، فلقفه الصليبيين في الصلح ووافق على ذلك. ليخرج الجيش النوري من مصر في 29 شوال 562 هـ /18 أغسطس 1167م.

الحملة النورية الثالثة

عُقد مجلس للبارونات براعية عموري الأول في القدس للنظر في أمور مصر، نظرا لتخلف شاور من دفع الإتاوة إلى الحامية الصليبية الموجودة في مصر إضافة إلى وجود شائعات تفيد بأن الكامل ابن شاور تقدم للزواج من أخت صلاح الدين. قرر المجمع التحرك نحومصر ليصل في يوم 26 محرم 564 هـ (الموافق فيه 30 أكتوبر من سنة 1168 م)إلى بلبيس. حاول شاور إعادة المعاهدة لكن الملك طلب مليوني دينار إضافيين. قرر شاور المقاومة لكن الجيش الصليبي استطاع دخول قلعة بلبيس بعد أربع أيام وارتكبت مذبحة كبيرة هناك ضمت جميع من الأقباط والمسلمين. بدأ عموري حصار الفسطاط في 13 نوفمبر، مما دفع شاور إلى حرق الفسطاط وبدأ يهدد بأن سيشعل القاهرة طالما استمر عموري في خطته، كما قام في نفس الوقت بمفاوضة عموري على المبلغ الذي سيدفعه.

عظم حريق الفسطاط على العاضد فأوفد إلى نور الدين طالبا النجدة الذي أوفد أسد الدين إلى مصر. قام شاور بتحذير عموري الأول أثناء المفاوضات من تحرك الجيش النوري باتجاه مصر. فقرر عموري مباغتة جيش أسد الدين عند السويس. لكن أسد الدين ادرك ذلك فاتجه نحوالجنوب متجاوزا الصليبيين. فما كان من عموري إلا الجلاء عن أرض مصر في 2 يناير سنة 1169، ليدخل أسد الدين القاهرة فيسبعة ربيع الآخر 564 هـ /ثمانية يناير سنة 1169م وفي 17 ربيع الآخر / 18 يناير ألقي القبض على شاور وأصدر العاضد أمرا بقتله وعين أسد الدين كوزير.

حصار دمياط

بعد سقوط مصر في يدي نور الدين أوفد الملك عموري رسله لأرسال حملة صليبية جديدة شارحا خطورة الأمر والتغير في ميزان القوى في المنطقة، فاستجاب البابا ألكسندر الثالث وبعث رسائل إلى ملوك أوروبا، لكنها لم تجد أذنا صاغية. في حين نجح الرسول المرسل إلى القسطنطينية بسبب ادراك الإمبراطور عمانوئيل اختلال توازن القوى في المنطقة. فعرض تعاون الأسطول الإمبراطوري مع حملة عموري الأول. الذي عثر الفرصة مناسبة بسبب انشغال نور الدين في الشمال بالخلافات الناتجة عن موت فخر الدين قره أوفدان وعصيان حاكم منبج وسقم أخوه قطب الدين زنكي. إضافة إلى وفاة أسد الدين شيركوه وتعيين صلاح الدين مكانا له والذي كان يراه الملك عموري بالشخص غير المحنك.

حصار دمياط من قبل الجيش الصليبي.

نتج عن تأخر الحملة ثلاث أشهر منذ انطلاقها في 13 شوال 564 هـ (10 يوليو1169 م) بسبب عدم حماسة الأمراء والبارونات الصليبيبن للمعركة بعد المعارك الأخيرة، إلى استعداد صلاح الدين بشكل جيد. فقد استطاع التخلص من حرس قصر العاضد واستبداله بحرس موالين له. ليبدأ حصار دمياط في 1 صفر 565 هـ / 25 أكتوبر 1169م، ليرسل صلاح الدين قواته بقيادة شهاب الدين محمود وابن أخيه تقي الدين عمر، وأوفد إلى نور الدين يشكوما هم فيه من المخافة ويقول: "إن تأخرت عن دمياط ملكها الإفرنج، وإن سرت إليها خلفني المصريون في أهلها بالشر، وخرجوا من طاعتي، وساروا في أثري، والفرنج أمامي؛ فلا يبقى لنا باقية".ونطق نور الدين في ذلك: "إني لأستحي من الله حتى أبتسم والمسلمون محاصرون بالفرنج". فسار نورالدين إلى الإمارات الصليبية في بلا الشام وقام بشن الغارات على حصون الصليبيبن ليخفف الضغط عن مصر. وقامت حامية دمياط بدور أساسي في الدفاع عن المدينة وألقت سلسلة ضخمة عبر النهر، منعت وصول سفن الروم إليها، وهطلت أمطار غزيرة غيرت المعسكر الصليبي إلى مستنقع فتهيأوا للعودة وغادروا دمياط بعد حصار دام خمسين يوماً، بعد حتى أحرقوا جميع أدوات الحصار. وعندما أبحر الأسطول البيزنطي، هبت عاصفة عنيفة، لم يستطيع البحارة الذين كادوا حتى يهلكوا جوعاً من السيطرة على سفنهم فغرق معظمهم.

إسقاط الدولة الفاطمية

أوفد نور الدين إلى صلاح الدين طالبا أياه بإيقاف النادىء للخليفة الفاطمي، والنادىء بدلاً عن ذلك للخليفة العباسي في مساجد مصر. ولم يرغب صلاح الدين من الامتثال لهذا الأمر خوفا من النفوذ الشيعي في مصر. وأخذ يراوغ في تأخير الأمر. إلا حتى نور الدين هدد صلاح الدين بالحضور شخصيا إلى القاهرة. فاتخذ صلاح الدين الإجراءات الشرطية اللازمة، لكن لم يتجرأ أحد على القيام بذلك. إلى حتى اتى شيخ سني من الموصل زائر وقام في الجامع الكبير وخطب للخليفة العباسي المستضيء بأمر الله في أول جمعة من سنة 567 هـ / سبتمبر 1171م. لتحذوالقاهرة كلها حذوه. في حين كان العاضد لدين الله على فراش الموت مريضا.

العلاقة مع الإمبراطورية البيزنطية

الإمبراطور البيزنطي عمانوئيل كومنينوس.

عاصر نور الدين الإمبراطور عمانوئيل كومنينوس، والذي كان سياسيا محنكا وراغبا في فرض السيطرة على العالم المسيحي. وتمثلت علاقة نور الدين مع الإمبراطورية البيزنطية بالسلام والرغبة في تحييدها عن الصراع مع الإمارات الصليبية. فقد حاول نور الدين استثمار الخلافات القائمة بين الإمبراطورية البيزنطية والإمارات الصليبية. كما احتاج الإمبراطور البيزنطي نور الدين لاستمرار الصراع مع الإمارات، وبالتالي يطلبون العون منه فلا تغيب سطوته عنهم. إضافة إلى تعزيز علاقة التبادل التجاري بينهم.

حاول نور الدين فض التحالف الذي حصل بين بالدوين الثالث وعمانوئيل في أنطاكية من سنة 554 هـ (الموافق لسنة 1159م) والهادف إلى توجيه جيش مشهجر لضرب القوة النورية المتزايدة. عن طريق عقد تحالف مع الإمبراطور البيزنطي ينص على إطلاق نور الدين للأسرى المسيحين لديه وعددهم ستة آلاف وكانوا معتقلين في حلب منذ الحملة الصليبية الثانية. إضافة إلى تعهد نور الدين في مساعدة الإمبراطور في حروبه ضد سلاجقة الروم.

فيما بعد قام نور الدين بإطلاق سراح قسطنطينوس كالمنوس الذي أسرة في معركة حارم كبادرة لحسن النية مع الإمبراطورية وعدم كسب العداء معها.

أهم صفاته الشخصية

حرصه على تطبيق الشريعة

كان نور الدين محمود يقول: "نحن شحن (شرطة) الشريعة نمضي أوامرها" ونطق أيضاً: "نحن نحفظ الطريق من لص وقاطع طريق والأذى الحاصل منهما قريب أفلا نحفظ الدين ونمنع عنه ما يناقضه، وهوالأصل".

نطق عنه ابن كثير: "كان يقوم في أحكامه بالمعاملة الحسنة واتباع الشرع المطهر.. وأظهر ببلاده السنة وأمات البدعة".

أمر بإلغاء جميع الضرائب والمكوس التي كانت تؤخذ من الشعب وذلك عندما قص عليه وزيره موفق الدين خالد بن محمد بن نصر القيسراني الشاعر أنه رأى في منامه كأنه يغسل ثياب الملك نور الدين، فأمره بأن يخط مناشير بوضع المكوس والضرائب عن البلاد، ونطق له‏:‏ "هذا تأويل رؤياك‏".‏ وخط إلى الناس ليكون منهم في حل مما كان أخذ منهم، ويقول لهم‏:‏ "إنما صرف ذلك في قتال أعدائكم من الكفرة والذب عن بلادكم ونسائكم وأولادكم"‏.‏ وخط بذلك إلى سائر ممالكه وبلدان سلطانه، وأمر الوعاظ حتى يستحلوا له من التجار، وكان يقول في سجوده‏:‏ "اللهم ارحم المكاس العشار الظالم محمود الكلب‏".‏

عدله

يقول عنه ابن الأثير في عدل نور الدين: "قد طالعت سير الملوك المتقدمين، فلم أر فيهم بعد الخلفاء الراشدين وعمر بن عبد العزيز أحسن من سيرته، ولا أكثر تحريا منه للعدل".

وصف ابن الأثير نور الدين بأنه: "كان يتحرى العدل وينصف المظلوم من الظالم كائناً من كان، القوي والضعيف عنده في الحق سواء، فكان يسمع شكوى المظلوم ويتولى كشف ذلك بنفسه، ولا يكل ذلك إلى حاجب ولا أمير، فلا جرم حتى سار ذكره في شرق الأرض وغربها".

نطق ابن الأثير‏:‏ "وهوأول من ابتنى داراً للعدل، وكان يجلس فيها في الأسبوع مرتين، وقيل‏:‏ أربع مرات، وقيل‏:‏ خمس‏.‏ ويحضر القاضي والفقهاء من سائر المذاهب، ولا يحجبه يومئذ حاجب ولا غيره، بل يصل إليه القوي والضعيف، فكان يحدث الناس ويستفهمهم ويخاطبهم بنفسه، فيكشف المظالم، وينصف المظلوم من الظالم‏"‏‏.

الدولة الزنكية والإمارات والدول المحيطة بها عند نهاية عهد نور الدين زنكي.

كان سبب ذلك حتى أسد الدين شيركوه بن شاذي كان قد عظم شأنه عند نور الدين، حتى صار كأنه شريكه في المملكة، واقتنى الأملاك والأموال والمزارع والقرى، وكان من الممكن ظلم نوابه جيرانه في الأراضي والأملاك العدل، وكان القاضي كمال الدين ينصف جميع من استعداه على جميع الأمراء إلا أسد الدين هذا فما كان يهجم عليه، فلما فهم نور الدين بذلك ابتنى نور الدين دار العدل تقدم أسد إلى نوابه حتى لا يدعوا لأحد عنده ظلامة، وإن كانت عظيمة، فإن زوال ماله عنده أحب إليه من حتى يراه نور الدين بعين ظالم، أويوقفه مع خصم من العامة، فعملوا ذلك‏.

فلما جلس نور الدين بدار العدل مدة متطاولة ولم ير أحداً يستعدي على أسد الدين، سأل القاضي عن ذلك فأفهمه بصورة الحال، فسجد نور الدين شكرا لله، ونطق‏:‏ "الحمد لله الذي أصحابنا ينصفون من أنفسهم"‏.‏

تدينه وزهده

كان نور الدين يصلي كثيرا بالليل وحكي عنه أنه يصلي فيطيل الصلاة، وله أوراد في النهار، فإذا اتى الليل وصلى العشاء نام، ثم يستيقظ نصف الليل، ويقوم إلى الوضوء والصلاة والنادىة إلى بكرة، ثم يظهر للركوب ويشتغل بمهام الدولة.

نطق عنه ابن كثير في البداية والنهاية: "وقد كان حسن الخط كثير المطالعة للخط الدينية، متبعاً للآثار النبوية، محافظاً على الصلوات في الجماعات، كثير التلاوة، محباً لعمل الخيرات، عفيف البطن والفرج، مقتصداً في الإنفاق على نفسه وعياله في المطعم والملبس، حتى قيل‏:‏ إنه كان أدنى الفقراء في زمانه أعلا نفقة منه من غير اكتناز ولا استئثار بالدنيا، ولم يسمع منه حدثة فحش قط، في غضب ولا رضا، صموتاً وقوراً‏"‏.

نطق ابن الأثير‏: "لم يكن بعد عمر بن عبد العزيز مثل الملك نور الدين، ولا أكثر تحرياً للعدل والإنصاف منه، وكانت له دكاكين بحمص قد اشتراها مما يخصه من المغانم، فكان يقتات منها، وزاد امرأته من كراها على نفقتها عليها، واستفتى الفهماء في مقدار ما يحل له من بيت المال فكان يتناوله ولا يزيد عليه شيئاً، ولوتوفي جوعاً، وكان يكثر اللعب بالكرة فعاتبه رجل من كبار الصالحين في ذلك فنطق‏:‏ إنما الأعمال بالنيات، وإنما أريد بذلك تمرين الخيل على الكر والفر، وتعليمها ذلك، ونحن لا نهجر الجهاد"‏.

وكان لا يلبس الحرير، وكان يأكل من كسب يده بسيفه ورمحه. وكان نور الدين يستقرض من الشيخ عمر الملا من الموصل -وكان من الصالحين الزاهدين- في جميع رمضان ما يفطر عليه، وكان يرسل إليه بفتيت ورقاق فيفطر عليه جميع رمضان. وكان يدعوقائلاً: "اللهم انصر دينك ولا تنصر محموداً، من الكلب محمود حتى ينصر"، وكان يدعوأيضاً: "إنك يا رب إذا نصرت فدينك نصرت، فلا تمنعهم النصر بسبب محمود إذا كان غير مستحق للنصر".

تثبيته للممضى السني

في حلب

كان بنوحمدان يعتنقون الممضى الإمامي وقد أضاف سعد الدولة أبوالمعالي (356-381 هـ/ 944-976 م) للأذان عام 367 هـ/977 م تعبير "حي على خير العمل محمد وعلي خير البشر"، واستمر الآذان على ذلك خلال عهود حكم آل مرداس وآل عقيل في حلب. وهناك قلة من الشيعة الإسماعيلية الذين ازداد نفوذهم زمن رضوان بن تتش، لذا كان الممضى الشيعي متغلغلا في حلب. لذلك فقد قام نور الدين بالمراحل التالية:

  1. أمر الشيعة بهجر حي على خير العمل في الآذان، وأنكر عليهم بشدة الجهر سب الصحابة، وكان ذلك في رجب من عام 543 هـ/1148 م، أي بعد عامين من دخوله حلب واستقراره فيها. فهاج الإسماعيلية وهاجوا ولكن سرعان ما سكنوا خوفا من ردة عمل السلطان.
  2. قام بعد ذلك بإبعاد بعض زعماء الشيعة عن حلب ومنهم والد المؤرخ ابن أبي طي.
  3. أنشأ المدارس لتدريس العلوم الإسلامية إحداهما حنفية وهي المدرسة الحلاوية (543 هـ/1148 م)، واسند بالتدريس فيها إلى برهان الدين أبي الحسن علي بن الحسن البلخي الذي استنادىه من دمشق، والمدرسة النورية الكبرى والمدرسة النورية الصغرى، أوشافعية مثل المدرسة النفرية النورية (544 هـ/1149 م) لتدريس الممضى الشافعي، وتولى التدريس فيها قطب الدين النيسابوري. والمدرسة العصرونية والمدرسة الشعيبية وكليهما مدارس شافعية أيضا.
  • أوقف زاويتين بالمسجد الجامع في حلب وخصص إحداهما لفقهاء الحنابلة والأخرى للمالكية.
  • أنشأ خوانيق للصوفية وكانت في ذلك العصر مكانا للعبادة.
  • كان أول من أنشأ داراً للحديث.

في الموصل

منارة الحدباء، منارة الجامع النوري في الموصل.

بعد احتلاله للموصل سنة 566 هـ، أمر الزنكي بإصلاحات منها تخفيف الضرائب. رأى نور الدين في هذه الفترة ما يُعانيه المصلون من ضيق الجامع، فلم يكن بها جامع يُجمع به سوى الجامع الأموي، ولكن سكان البلدة ازدادوا ورأى بذلك حاجتها إلى جامع جديد. حينها أمر ببناء جامع حديث عُرف فيما بعد بالجامع النوري وأوصى عليه شيخه الملاء.

في مصر

قام صلاح الدين فعزل قضاة الشيعة وألغى مجالس الدعوة وأزال أصول الممضى الشيعي الإسماعيلي. ثم أبطل الأذان بحي على خير العمل محمد وعلي خير البشر. أمر في يوم الجمعة العاشر من ذي الحجة 565 هـ(1169 م) بأن يذكر في خطبة الجمعة الخلفاء الراشدون أبوبكر وعمر وعثمان ثم علي. ثم بتر الخطبة للخليفة الفاطمي وخطب للخليفة العباسي.

دمشق - الشام

بيمارستان نور الدين في دمشق.

كانت دمشق العاصمة واهم المدن في عهد نور الدين زنكي وقد عني بأنشاء الكثير من المباني والتي تحمل اسمه مثل:

  • أنشأ في دمشق مدارس التعليم الشرعي وركز اهتمامه على الممضىين الحنفي والشافعي، فأنشأ للحنفية المدرسة النورية الكبرى والمدرسة النورية الصغرى. كما أنشأ المدارس للممضىين المالكي والحنبلي.
  • بنى أول وأكبر دار للحديث ووكل أمرها إلى الحافظ الكبير ابن عساكر.
  • بنى دوراً للأيتام لتخريج الفهماء وخصص لها الأوقاف الكثيرة.
  • بنى الكثير من البيمارستانات في جميع المدن.
  • رمم سور دمشق وقام بتدعيمه بالأبراج الكثيرة والمنيعة التي منها "برج نور الدين" جنوب باب الجابية.
  • بنى حمامًا عموميًا أصبح يعهد باسم حمام نور الدين، وهويقع في منطقة البزورية بدمشق، ويعتبر مبناه من أقدم حمامات المدينة.

العلاقة مع صلاح الدين الأيوبي

يرى بعض المؤرخين حتى فجوة حدثت بين صلاح الدين ونور الدين بعد استلام صلاح الدين الحكم في مصر. بدأت هذه الفجوة عندما تأخر صلاح الدين في الخطبة للخليفة العباسي في بغداد. حتى هدده نور الدين بالمسير إليه. وازداد الخلاف بينهما في سنة 567 هـ / 1172م وذلك عندما اتفقا على حصار الكرك ورجع صلاح الدين إلى مصر، قبل حتى يلتقي بنور الدين. خوفا من حتى يعزله نور الدين عن مصر فانسحب صلاح الدين متذرعا بالأوضاع الخطيرة في مصر. فعظم الأمر على نور الدين، حتى قرر المسير إلى مصر. لما فهم صلاح الدين بذلك جمع مقربيه وشاورهم بالأمر فمنهم من نصح بمقاتلة نور الدين إلا حتى والده وخاله منعوه من ذلك وطالبه والده بإرسال رسائل الاعتذار والتبرير لنور الدين، إلى حتى قرر نور الدين بتسيير حملة إلى مصر لخلع صلاح الدين لما شاهد منه الفتور في محاربة الصليبيين إلا أنه توفي قبل ذلك.

وفاته

ضريح نور الدين زنكي في المدرسة النورية بمدينة دمشق.

سقط نور الدين في أوائل شوال من سنة 569 هـ / مايو1174م بالذبحة الصدرية وبقي على فراش السقم أحد عشر يوما ليتوفي في 11 شوال 569 هـ / 15 مايو1174م وهوفي التاسعة والخمسين من عمره، ودفن في البيت الذي كان ملازما فيه في قلعة دمشق، ثم نقل جثمانه إلى المدرسة النورية الواقعة في سوق الخواصين بدمشق. وقد رثاه العماد الأصفهاني بقصيدة مطلعها:

الدَّين في ظُلم لغيبة نوره والدهُر في غُمم لفقد أميره
فليندُبِ الإسلامُ حامَي أهله والشام حافظ ملكه وثغوره
ما أعظم المِقدار في أخطاره إذ كان هذا الخطب في مقدوره
ما أكثَر المتأسَّفين لفقد من قرَّت نواظرُهُم بفقد نظيره
ما أغوصَ الإنسانَ في نسيانه أوما كفاه الموت في تذكيره
من للمساجد والمدارس بايناً لله طوعاً عن خُلُوصِ ضَمِيره
من ينصر الإسلام في غزواته فلقد أصيب بُركنه وظهيره

انظر أيضاً

  • قائمة حكام دمشق
  • قائمة حكام الموصل

المصادر

  1. ^ كمال الدِّين بن العديم (2005). بغية الطلب في تاريخ حلب. p. 525.
  2. ^ صفحات مجهولة من تاريخ الحروب الصليبية من مجلة الأمة
  3. ^ د.سهيل زكار (1995). الموسوعة الكاملة في الحروب الصليبيبة الجزء الأول. p. 525.
  4. ^ الدولة الزنكية. ص:30
  5. ^ شهاب الدين عبد الرحمن بن إبراهيم المقدسي (1991). عيون الروضتين في أخبار الدولتين النورية والصلاحية. p. 386. خطأ استشهاد: وسم <ref> غير صالح؛ الاسم "عيون الروضتين في أخبار الدولتين النورية والصلاحية" معهد أكثر من مرة بمحتويات مختلفة.
  6. ^ أبوعباس شمس الدين أحمد بن محمد بن أبي بكر بن خلكان (1968). وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان. p. 184.
  7. ^ الحافظ عماد الدين أبي الفداء إسماعيل ابن كثير ج16 (1968). البداية والنهاية. p. 329.
  8. ^ أبوعباس شمس الدين أحمد بن محمد بن أبي بكر بن خلكان (1968). وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان. p. 188.
  9. ^ "البداية والنهاية ابن كثير Sheet". Retrieved 2010-. Check date values in: |accessdate= (help) خطأ استشهاد: وسم <ref> غير صالح؛ الاسم "المك2 تبة الإسلامية6" معهد أكثر من مرة بمحتويات مختلفة. خطأ استشهاد: وسم <ref> غير صالح؛ الاسم "المك2 تبة الإسلامية6" معهد أكثر من مرة بمحتويات مختلفة.
  10. ^ كتاب: أهل السنة الأشاعرة، فصل: الأشاعرة والماتردية هم غالب الأمة، تأليف: حمد السنان وفوزي العنجري، دار الضياء، الطبعة الأولى 2006، الكويت.
  11. ^ "الامام عبد القادر الجيلاني تفسير حديث تأليف جمال الدين فالح الكيلاني Sheet". Retrieved 2010-. Check date values in: |accessdate= (help)
  12. ^ "يتساءلون أين صلاح الدين.. فهل يعيد التاريخ نفسه؟! Sheet". Retrieved 2010-. line feed character in |title= at position 50 (help); Check date values in: |accessdate= (help)
  13. ^ الدولة الزنكية ونجاح المشروع الإسلامي لمقاومة التغلغل الباطني والصليبي، د.علي الصلابي، صفحة 163
  14. ^ الدولة الزنكية ونجاح المشروع الإسلامي لمقاومة التغلغل الباطني والصليبي، د.علي محمد الصلابي، صفحة 164
  15. ^ الدولة الزنكية ونجاح المشروع الإسلامي لمقاومة التغلغل الباطني والصليبي، د.علي الصلابي، صفحة 164
  16. ^ ابن الأثير (1963). التاريخ الباهر في الدولة الأتابكية بالموصل. p. 264.
  17. ^ شهاب الدين عبد الرحمن بن إبراهيم المقدسي (1991). عيون الروضتين في أخبار الدولتين النورية والصلاحية. p. 80. خطأ استشهاد: وسم <ref> غير صالح؛ الاسم "عيون الروضتين في أخبار الدولتين النورية والصلاحية صف244" معهد أكثر من مرة بمحتويات مختلفة.
  18. ^ الدولة الزنكية ونجاح المشروع الإسلامي لمقاومة التغلغل الباطني والصليبي. د علي الصلابي. صفحة484
  19. ^ تيسير بن موسى. نظرة عربية على غزوات الإفرنج من بداية الحروب الصليبية حتى وفاة نور الدين ص 151. p. 193.
  20. ^ "تاريخ أبي الفداء، الملك المؤيد إسماعيل بن أبي الفداء Sheet". Retrieved 2010-. Check date values in: |accessdate= (help)
  21. ^ قاسم عبده قاسم (1990 سلسلة عالم الفهم). ماهية الحروب الصليبية الجزء صفحة114. p. 202. Check date values in: |year= (help)
  22. ^ شهاب الدين عبد الرحمن بن إبراهيم المقدسي (1991). عيون الروضتين في أخبار الدولتين النورية والصلاحية. p. 424. خطأ استشهاد: وسم <ref> غير صالح؛ الاسم "عيون الروضتين في أخبار الدولتين النورية والصلاحية صفحة 244" معهد أكثر من مرة بمحتويات مختلفة.
  23. ^ "تاريخ ابن خلدون الجزء الثالث Sheet". Retrieved 2010-8-8. Check date values in: |accessdate= (help)
  24. ^ ابن الأثير (2003). الكامل في التاريخ الجزء التاسع صفحة 419. p. 504.
  25. ^ الدولة الزنكية ونجاح المشروع الإسلامي لمقاومة التغلغل الباطني والصليبي. د علي محمد الصلابي. صفحة463
  26. ^ الدولة الزنكية ونجاح المشروع الإسلامي لمقاومة التغلغل الباطني والصليبي. د علي الصلابي. صفحة463
  27. ^ كمال الدِّين بن العديم (2005). بغية الطلب في تاريخ حلب. p. 120.
  28. ^ "تاريخ ابن خلدون الجزء الثالث Sheet". Retrieved 2010-8-8. Check date values in: |accessdate= (help)
  29. ^ محمد خطيب الكسواني وعمران الرشق. (2002). "القدس تاريخ من الألم النبيل". مجلة العربي. 518 (1): 18. Retrieved 2002. Check date values in: |accessdate= (help)
  30. ^ تيسير بن موسى (2003). نظرة عربية على تاريخ حروب الإفرنج من بداية الحروب الصليبية حتى وفاة نور الدين. p. 99. خطأ استشهاد: وسم <ref> غير صالح؛ الاسم "نظرة عربية" معهد أكثر من مرة بمحتويات مختلفة.
  31. ^ ابن الأثير (2003). الكامل في التاريخ الجزء التاسع صفحة 348. p. 504.
  32. ^ تيسير بن موسى (2003). نظرة عربية على تاريخ حروب الإفرنج من بداية الحروب الصليبية حتى وفاة نور الدين. p. 130. خطأ استشهاد: وسم <ref> غير صالح؛ الاسم "نظرة عربية 2" معهد أكثر من مرة بمحتويات مختلفة.
  33. ^ ميخائيل زابوروف (1986). الصليبيون في الشرق. p. 130. خطأ استشهاد: وسم <ref> غير صالح؛ الاسم "الصليبيون" معهد أكثر من مرة بمحتويات مختلفة.
  34. ^ "المنتظم في التاريخ المجلد الثامن عشر، أبوالفرج عبد الرحمن بن علي بن الجوزي Sheet". Retrieved 2010-. Check date values in: |accessdate= (help)
  35. ^ ابن الأثير (2003). الكامل في التاريخ جتسعة صفحة 354. p. 504.
  36. ^ "تاريخ أبي الفداء، الملك المؤيد إسماعيل بن أبي الفداء Sheet". Retrieved 2010-. Check date values in: |accessdate= (help)
  37. ^ الدولة الزنكية ونجاح المشروع الإسلامي لمقاومة التغلغل الباطني والصليبي. د علي الصلابي. صفحة482
  38. ^ ستيفن رنيسمان (1997). تاريخ الحروب الصليبية ج2 صفحة 332. p. 570.
  39. ^ تيسير بن موسى. نظرة عربية على غزوات الإفرنج من بداية الحروب الصليبية حتى وفاة نور الدين ص 145. p. 193.
  40. ^ ستيفن رنيسمان (1997). تاريخ الحروب الصليبية ج2 صفحة 333. p. 570.
  41. ^ شهاب الدين عبد الرحمن بن إبراهيم المقدسي (1991). عيون الروضتين في أخبار الدولتين النورية والصلاحية الجزء الأول. p. 55.
  42. ^ "تاريخ أبي الفداء، الملك المؤيد إسماعيل بن أبي الفداء Sheet". Retrieved 2010-. Check date values in: |accessdate= (help)
  43. ^ الدولة الزنكية ونجاح المشروع الإسلامي لمقاومة التغلغل الباطني والصليبي. د علي محمد الصلابي. المخطة العصرية. صفحة494
  44. ^ الدولة الزنكية ونجاح المشروع الإسلامي لمقاومة التغلغل الباطني والصليبي. د علي محمد الصلابي. المخطة العصرية. صفحة495
  45. ^ تيسير بن موسى (2003). نظرة عربية على تاريخ حروب الإفرنج من بداية الحروب الصليبية حتى وفاة نور الدين. p. 146.
  46. ^ Smail، R. C (1995). Crusading Warfare 1097-1193. p. 570. خطأ استشهاد: وسم <ref> غير صالح؛ الاسم "The Crusades" معهد أكثر من مرة بمحتويات مختلفة.
  47. ^ Oldenbourg، Zoé page 337 (1995). The Crusades. p. 570.
  48. ^ تيسير بن موسى (2003). نظرة عربية على تاريخ حروب الإفرنج من بداية الحروب الصليبية حتى وفاة نور الدين. p. 147.
  49. ^ أبي شامة المقدسي. عيون الروضتين في أخبار الروضتين. p. 96.
  50. ^ ابن الأثير (2003). الكامل في التاريخ الجزء الحادي عشر صفحة 302.
  51. ^ شهاب الدين عبد الرحمن بن إبراهيم المقدسي (1991). عيون الروضتين في أخبار الدولتين النورية والصلاحية. p. 211.
  52. ^ lords of harem
  53. ^ ابن الأثير (2003). الكامل في التاريخ الجزء الحادي عشر صفحة 304+303.
  54. ^ Oldenbourg، Zoé page 364 (1995). The Crusades. p. 570.
  55. ^ Phillips, Jonathan P. (2008). The Second Crusade: extending the frontiers of Christendom. Yale University: Yale University Press. pp. 208–210. ISBN .
  56. ^ الدولة الزنكية ونجاح المشروع الإسلامي لمقاومة التغلغل الباطني والصليبي. د علي محمد الصلابي. المخطة العصرية. ISBN 9953-34-733-6. صفحة 485
  57. ^ ستيفن رانسيمان (1996). تاريخ الحملات الصليبية 2-مملكة القدس صفحة 380.
  58. ^ شهاب الدين عبد الرحمن بن إبراهيم المقدسي (1991). عيون الروضتين في أخبار الدولتين النورية والصلاحية ج1. p. 121.
  59. ^ ستيفن رانسيمان (1996). تاريخ الحملات الصليبية 2-مملكة القدس صفحة 381+382.
  60. ^ ستيفن رنيسمان (1997). تاريخ الحروب الصليبية ج2 صفحة 425. p. 570. خطأ استشهاد: وسم <ref> غير صالح؛ الاسم "صليبيون ج2" معهد أكثر من مرة بمحتويات مختلفة.
  61. ^ Peter W. Edbury and John Gordon (1991). william of tyre،XIX،page891.
  62. ^ ستيفن رنيسمان (1997). تاريخ الحروب الصليبية ج2 صفحة 426. p. 570.
  63. ^ تيسير بن موسى. نظرة عربية على غزوات الإفرنج من بداية الحروب الصليبية حتى وفاة نور الدين ص 165. p. 193.
  64. ^ Peter W. Edbury and John Gordon (1991). william of tyre،XIX،page893.
  65. ^ ستيفن رنيسمان (1997). تاريخ الحروب الصليبية ج2 صفحة 429. p. 570. خطأ استشهاد: وسم <ref> غير صالح؛ الاسم "صليبيون ج2 ج" معهد أكثر من مرة بمحتويات مختلفة.
  66. ^ Peter W. Edbury and John Gordon (1991). william of tyre،XIX،page901.
  67. ^ شهاب الدين عبد الرحمن بن إبراهيم المقدسي (1991). عيون الروضتين في أخبار الدولتين النورية والصلاحية. p. 238.
  68. ^ ستيفن رنيسمان (1997). تاريخ الحروب الصليبية ج2 صفحة 432. p. 570. خطأ استشهاد: وسم <ref> غير صالح؛ الاسم "صليبيون ج" معهد أكثر من مرة بمحتويات مختلفة.
  69. ^ شهاب الدين عبد الرحمن بن إبراهيم المقدسي (1991). عيون الروضتين في أخبار الدولتين النورية والصلاحية. p. 212.
  70. ^ ابن الأثير (2003). الكامل في التاريخ الجزء الحادي عشر صفحة 325. p. 504.
  71. ^ ستيفن رنيسمان (1997). تاريخ الحروب الصليبية ج2 صفحة 433. p. 570. خطأ استشهاد: وسم <ref> غير صالح؛ الاسم "صليبيون جج" معهد أكثر من مرة بمحتويات مختلفة.
  72. ^ Peter W. Edbury and John Gordon (1991). william of tyre،XIX،page903.
  73. ^ ستيفن رنيسمان (1997). تاريخ الحروب الصليبية ج2 صفحة 436. p. 570. خطأ استشهاد: وسم <ref> غير صالح؛ الاسم "صليبيون جايج" معهد أكثر من مرة بمحتويات مختلفة.
  74. ^ تيسير بن موسى (2003). نظرة عربية على تاريخ حروب الإفرنج من بداية الحروب الصليبية حتى وفاة نور الدين. p. 169.
  75. ^ ستيفن رنيسمان (1997). تاريخ الحروب الصليبية ج2 صفحة 437. p. 570.
  76. ^ Peter W. Edbury and John Gordon (1991). william of tyre،XIX،page948.
  77. ^ Peter W. Edbury and John Gordon (1991). william of tyre،XIX،page960.
  78. ^ ابن الأثير (2003). الكامل في التاريخ ج 11 صفحة 568. p. 504.
  79. ^ الحافظ عماد الدين أبي الفداء إسماعيل ابن كثير ج16 (1968). البداية والنهاية. p. 440.
  80. ^ ستيفن رنيسمان (1997). تاريخ الحروب الصليبية ج2 صفحة 443. p. 570.
  81. ^ ستيفن رنيسمان (1997). تاريخ الحروب الصليبية ج2 صفحة 445. p. 570.
  82. ^ تيسير بن موسى. نظرة عربية على غزوات الإفرنج من بداية الحروب الصليبية حتى وفاة نور الدين ص 1160. p. 193.
  83. ^ الدولة الزنكية ونجاح المشروع الإسلامي لمقاومة التغلغل الباطني والصليبي. د علي محمد الصلابي. صفحة405
  84. ^ ابن الأثير (2003). الكامل في التاريخ الجزء الحادي عشر صفحة 903. Text " pages " ignored (help)
  85. ^ الدولة الزنكية ونجاح المشروع الإسلامي لمقاومة التغلغل الباطني والصليبي. د علي الصلابي. صفحة188
  86. ^ الدولة الزنكية ونجاح المشروع الإسلامي لمقاومة التغلغل الباطني والصليبي. د علي الصلابي. المخطة العصرية. ISBN 9953-34-733-6. وقد نقله من كتاب زبدة حلب تاريخ حلب. كمال الدين أبوالقاسم ابن العديم
  87. ^ التاريخ السياسي والفكري للممضى السني في المشرق الإسلامي. د. عبد المجيد أبوالفتوح بدوي، دار الوفاء المنصورة. ط 2 س 1988
  88. ^ الدولة الزنكية. ص:213
  89. ^ الدولة الزنكية للصلابي، نقلا من: الحياة العامة في العهد الزنكي ص85
  90. ^ الدولة الزنكية ص:213
  91. ^ كتاب الروضتين نقلا عن التاريخ السياسي والفكري. ص:209
  92. ^ الدولة الزنكية. ص:214
  93. ^ الدولة الزنكية للصلابي، نقلا من: القاضي الفاضل ص137
  94. ^ الدولة الزنكية للصلابي، نقلا من: صلاح الدين الأيوبي لقلعجي ص 161
  95. ^ الدولة الزنكية ونجاح المشروع الإسلامي لمقاومة التغلغل الباطني والصليبي. د علي الصلابي. صفحة594
  96. ^ شهاب الدين عبد الرحمن بن إبراهيم المقدسي (1991). عيون الروضتين في أخبار الدولتين النورية والصلاحية. p. 343.
  97. ^ ابن الأثير (2003). الكامل في التاريخ الجزء الحادي عشر صفحة 279. p. 504.
  98. ^ شهاب الدين عبد الرحمن بن إبراهيم المقدسي (1991). عيون الروضتين في أخبار الدولتين النورية والصلاحية. p. 424.
  99. ^ تيسير بن موسى. نظرة عربية على غزوات الإفرنج من بداية الحروب الصليبية حتى وفاة نور الدين ص 151. p. 173.
  100. ^ أبوعباس شمس الدين أحمد بن محمد بن أبي بكر بن خلكان (1968). وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان. p. 187.

المراجع

  • أحمد تمام: "نور الدين محمود.. وبناء الوحدة الإسلامية" مسقط إسلام اونلاين
  • ابن كثير: البداية والنهاية
  • ابن الأثير: الكامل في التاريخ- دار صادر- بيروت 1399-1979 م.
  • ابن خلكان: وفيات الأعيان- تحقيق إحسان عباس- دار صادر- بيروت 1978 م.
  • د. علي محمد الصلابي: نور الدين محمود زنكي شخصيته وعصره- دار الأندلس الجديدة-القاهرة 2008
  • حسين مؤنس: نور الدين محمود سيرة مؤمن صادق- الدار السعودية للنشر والتوزيع- جدة- السعودية 1408 هـ = 1987 م.
  • فايد حماد محمد عاشور: جهاد المسلمين في الحروب الصليبية- مؤسسة الرسالة- بيروت 1405 هـ = 1985 م
  • إسلام أونلاين

وصلات خارجية

  • نور الدين زنكي من موسوعة المسلم.
  • الأمير نور الدين زنكي والكاهن اليهودي.
  • رحلة مع القائد نور الدين زنكي من المركز العالمي للوسطية.
ألقاب ملكية
سبقه
عماد الدين زنكي
أمير حلب
1146-1174
تبعه
الملك الصالح إسماعيل
سبقه
مجير الدين
أمير دمشق
1154-1174
تبعه
الملك الصالح إسماعيل
تاريخ النشر: 2020-06-04 19:27:57
التصنيفات: صفحات بأخطاء في المراجع, CS1 errors: dates, CS1 errors: invisible characters, Pages with citations using unnamed parameters, Pages using deprecated image syntax, مواليد 511 هـ, مواليد 1118, وفيات 569 هـ, وفيات 1174, أشخاص من حلب, زنكيون, أتابكة, مسلمو الحملة الصليبية الثانية

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

يوم النكتة العالمى.. 4 أبراج أحسن ناس تقول نكت توقعك من الضحك

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-07-01 12:21:52
مستوى الصحة: 37% الأهمية: 44%

مقتل 18 شخصا في هجوم صاروخي على أوديسا الأوكرانية

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-07-01 12:22:05
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 63%

فى مثل هذا اليوم 1 يوليو.. ذكرى رحيل الجنتلمان عزت أبو عوف.. إنفوجراف

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-07-01 12:21:57
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 35%

تقارير: طرابزون التركى يحسم صفقة تريزيجيه

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-07-01 12:21:59
مستوى الصحة: 43% الأهمية: 41%

«الأوقاف» تفتتح 20 مسجدًا اليوم

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-07-01 12:21:34
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 67%

أطعمة ممنوع وضعها فى الميكروويف.. قد تصبح سامة

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-07-01 12:21:51
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 44%

الصحة تطلق 38 قافلة طبية مجانية فى المحافظات ضمن "حياة كريمة"

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-07-01 12:21:57
مستوى الصحة: 40% الأهمية: 40%

روسيا تلغي كافة القيود المفروضة بسبب كورونا

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-07-01 12:22:08
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 55%

يائير لابيد يتولى رئاسة وزراء إسرائيل مؤقتا قبل انتخابات نوف

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-07-01 12:22:01
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 55%

انقطاع المياه عن عدة مناطق بالجيزة لمدة 6 ساعات غدا.. تعرف على السبب

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-07-01 12:21:54
مستوى الصحة: 31% الأهمية: 35%

روسيا تلغى كافة القيود المفروضة بسبب فيروس كورونا

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-07-01 12:21:52
مستوى الصحة: 41% الأهمية: 37%

فيفا يعلن استخدام تقنية التسلل الآلى فى كأس العالم 2022

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-07-01 12:21:55
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 48%

محافظ القاهرة: 10 آلاف جنيه غرامة لمن يترك مخلفات الأضاحى فى الشارع

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-07-01 12:21:56
مستوى الصحة: 40% الأهمية: 37%

تحميل تطبيق المنصة العربية