درب الحج الشامي

عودة للموسوعة

درب الحج الشامي

قبل استخدام وسائط النقل الآلية (براً وبحراً وجواً)، كانت بلاد الشام بمسقطها الجغرافي مركز تجمع للحجاج المسلمين القادمين من هجريا وسائر البلدان الإسلامية الشرقية، نظراً لأن الطريق البري بين دمشق والحجاز هي الأقصر لقوافل الحجاج المتوجهين لأداء فريضة الحج، وكذلك للقوافل والرحلات التجارية منذ القديم وقبل الإسلام. وقد كرم الله تعالى هذه الرحلات بذكرها في القرآن الكريم برحلة الصيف إلى بلاد الشام.

المردود الإقتصادى

  • كان لتجمع الحجاج في دمشق مردود اقتصادي جيد لأهلها.
  • وقد ذكر بدر الحاج في كتابه (دمشق صور من الماضي 1840 1918) حتى هذا المردود يقدر في حينه بما لا يقل عن ربع مليون من الدنانير المضىية.
  • بفتح قناة السويس سنة 1869م تراجع هذا المردود إذ فضل الحجاج الطريق البحري، نظراً لأن قافلة المحمل الشامي كانت تتعرض لهجمات قطاع الطرق.
  • بفتح خط سكة حديد الحجاز بين دمشق والمدينة المنورة عام 1908تراجع الإقبال على التوجه بواسطة القوافل البرية إلى الأماكن المقدسة.


الصعوبات في الرحلة

عن الصعوبات والمشقات التي كان يلاقيها الحجاج في رحلتهم خط محمد كرد علي في كتابه: «إن المسلمين يلاقون صعوبات ومشقات في ذهابهم وإيابهم إلى الأرض المقدسة لأداء فريضة الحج جميع سنة،

فكان يستغرق سفر الحاج الشامي أربعين يوماً من دمشق إلى المدينة المنورة وعشرة أيام من المدينة إلى مكة المكرمة، وعشرون يوماً على الأقل يمضيها في القيام بالمناسك وزيارة قبر النبي المعظم (صلى الله عليه وسلم)، ويقضي خمسين يوماً في عودته. فهذه أربعة أشهر كاملة للحج الشامي.

أما الهجري والإيراني وغيرهما من أهالي الممالك الإسلامية النائية فقد كان يحول الحول على أحدهم دون الوصول إلى بغيته».

حماية القافلة

لحماية قافلة الحج الشامي من هجمات قطاع الطرق، كانت الحكومة العثمانية تعين أميراً للحج يصحب معه عدداً من الجنود والمدافع. وفي هذا المجال يذكر عبد العزيز محمد عوض في كتابه (الإدارة العثمانية في سورية 1864 1914م): «تقديراً من الدولة لأهمية الخطر، أُسندت إمارة الحج إلى والي دمشق بعد حتى كانت تعهد به لحاكم نابلس وعجلون. بدأ والي الشام يتولى إمارة الحج اعتباراً من عام 1671 حتى عام 1866. حين رأت الدولة حتى غياب الوالي عن مقر ولايته مصحوباً بعدد كبير من الجند بضعة أشهر من جميع عام يؤدي إلى اضطراب الأمن في المدينة، فقررت الفصل بين منصبي الولاية وإمارة الحج، وعينت قائد الجندرمة أميراً أومحافظاً للحج. وكان قائد الجندرمة عادة من الضباط الأكراد من بيوت معينة.... ).

التحضيرات والإجراءات لقافلة الحج الشامي

  • الدورة: هي جولة تفتيشية يقوم بها الباشا مع بعض جنوده في أواخررجب أوفي أوائل شعبان لجمع المال من سكان المناطق الجنوبية من الولاية ليستعين بهذه الأموال في إعداد قافلة الحج والمحمل، ثم يعود إلى دمشق في أوائل شوال.
  • الصرة: في منتصف شهر رمضان أوالأسبوع الثالث منه يصل ركب (الصرة أميني) أوأمين الصرة من استانبول، وهي المال الذي ترسله الدولة العثمانية لأشراف الحجاز ولرؤساء القبائل المرابطة في طريق الحج. وتتضمن الصرة أيضاً التي تدعى (الصرة السلطانية) والتي تُجهز بدمشق زيوتا وشموعا وماء الورد والزهر التي ترسل لغسل الكعبة والحجرة النبوية.
  • المحمل الشريف: كان تجهيز المحمل وانطلاقه من دمشق يبدأ من عيد الفطر ويستغرق الاحتفال بتجهيزه ثلاثة أيام.


في اليوم الأول يبدأ العمل بإخراج السنجق وهوتعبير عن بترة من القماش المتين زهري اللون، وقد خط عليه بالخيوط المضىية الآيات القرآنية ويمر بحي الميدان باتجاه ضاحية القدم، حيث يوضع في مكان يسمى «العسالي»

وفي اليوم الثاني تحتفل الهيئات الدينية والشعبية بأجمعها مع البشوات ومشايخ الطرق، ويجمعون كميات كبيرة من الشموع والزيوت ويحملونها إلى مسقط «العسالي» وتوضع في الصناديق تمهيداً لإرسالها مع موكب الحج.

وفي اليوم الثالث تشهجر الحكومة المحلية بصورة رسمية، فيحضر المشير والوالي وكبار الضباط والفهماء والموظفين ومشايخ الطرق وقطاعات مختلفة من الجيش والمدارس بأجمعها وذلك لوداع المحمل الشريف، الذي يحمله جمل عظيم في ضخامته ونظافته. ويكون الاحتفال أمام قصر المشيرية الذي كان قائماً في شارع النصر بدمشق ومكانه الآن القصر العدلي. وينطلق هذا الموكب مع السنجق الذي أُعيد في اليوم السابق من العسالي، وكان المحمل يودع في جامع السنجقدار، ماراً بطريق الميدان.

أما الكسوة الشريفة فقد كانت تصنع من قِبل صنّاع مهرة يقيمون بدمشق ويتقاضون رواتبهم من الدولة.

  • الجردة: تتخذ الدولة العثمانية أحد وزرائها أوأحد ولاتها ويدعى (سردار الجردة) لإعداد قافلة الجردة، وهي قافلة مؤن تُعد لإسعاف الحجاج في طريق عودتهم إلى بلاد الشام خشية حتىقد يكون ما عندهم منها قد نفد، ويصحب الجردة عدد من الجند لحراستها.
  • الجوخدار: هوأحد رجال أمير الحج ويُعهد بالجوقدار أوالجوخدار يسبق قوافل الحجاج إلى دمشق ليبشر أهلها بسلامة القافلة إذا عادت سالمة، أويطلب إليهم النجدة إذا تعرضت للعدوان وهوينفصل عن الركب في تبوك باتجاه دمشق في حراسة بعض الجنود متقدماً القافلة بسبعة أيام وفي إثر الجوخدارقد يكون الكَتَّاب - وهوإنسان يكلفه أمير الحج - ليحمل خط الحجاج إلى ذويهم فيصل إلى دمشق بعد الجوخدار بثلاثة أيام وقد يحدث لدمشق ولكل منحماه وحلب كَتَّاب آخر. وفي إثر الكَتَّاب بعد يومين أوثلاثة يبدأ وصول الحجاج إلى دمشق فيصلونها بين 2 وخمسة صفر ويستمر دخولهم إلى المدينة نحوخمسة أيام، وفي إثرهم يدخل أمير الحج وسردار الجردة.

الكادر ووسائط النقل في رحلة الحج

إن التنقل والسفر إلى مسافات بعيدة قبل استخدام وسائط النقل الآلية، استدعى نشوء مهن وحرف ومعدات تُخفف المشقة عن المسافرين. فرحلات الحج من بلاد الشام إلى الديار المقدسة، كان لها كادر متخصص في خدمة الحجاج وتأمين راحتهم من ركوب وإقامة وطعام.

ومما ذُكر في هذا المجال ما اتى في كتاب (قاموس الصناعات الشامية الجزء الأول. لمحمد سعيد القاسمي الشهير بالحلاق) ما يلي:

  • «المقوم»: هومن يتعهد بمشال الركب الحجازي حين قصده السفر لجهة الحرمين الشريفين. وصاحب هذه الحرفةقد يكون مستعداً لوجود عدد وافر من الجمال تكون عنده من جميع ما يلزمها من عِدَد، وهي الخيم ومعداتها، التخوت، والمحاير، والشباري وغيرها، للركوب بها. مع وجود أنواع الخَدَمة، من عكّامة وغلمان، وطباخين، ومهاترة، وسقاية، وغير ذلك من أصحاب هذه الحرفة، المذكور بحرفته مما لا يستغنى عن جميع منهم.

وعند دخول موسم الحج يأخذ صاحب هذه الحرفة في الاستعداد وتهيئة جميع ما يلزم من تفقد أحوال جميع ما ذكر، وما يلزم إلى السفر. وحينئذ يقصده من يرغب في الحج، فيستأجر منه ما يلزم لركوبه ومأكله من دمشق إلى المدينة أومكة، جميع على قدر سعته.

فمن كان غنياً استأجر تختاً. وتبلغ أجرته على حسب رواج الموسم، وذلك من ثمانين ليرة إلى مائة ليرة.

والمتوسط يستأجر محارة، وتبلغ أجرتها من خمس وعشرين ليرة إلى أربعين.

والأدنى إما حتى يستأجر شبرية أوجملاً.

وعند دخول وقت السفرقد يكون المسافر متهيئاً لجميع حوائجه. فإن المقوم يقوم بمشالها. وحينئذ يُنقِده المستأجر قسماً من الأجرة، والقسم الثاني عند وصول المحل المقصود.

وفي الإياب أيضاً يعقد المقوم الشرط فيما بينه وبين من يرغب في الاستئجار معه في رجوعه إلى الشام.

  • (العكام): من أهل الجَلَد والقوة على المشي يتسلم جملاً وعليه المحارة يركبها شخصان يسحب الجمل بهما في الطريق ويتولى خدمتهما وكل ما يلزم الراكبين المذكورين من طبخ وغيره.
  • (الشبرية): مثل الصندوق راكبها لا يرى زميله، بخلاف المحارة فإنها أرفه لراكبها وأكثر أُنساً، إذ يأنس برفقته ويتحادث معه وما بينهما إلا قتب الجمل.

والشبرية يرغبها الفقراء من الناس لرخص أجرتها بالنسبة إلى المحارة.

  • (المهتار): ووظيفته القيام على خيم الحجاج الموجودين عند المقوم من أمر نصبها عند نزول الحجاج للراحة، وفكها عند سير الركب وهكذا... وتكون حركته في جميع فترة يسبق الركب، وعند نهاية الفترة ينصب الخيام ويهيئها للحجاج. وهذه وظيفته في الذهاب والإياب، وله أجرة معلومة من المقوم.

أما عبد العزيز العظمة فيذكر في كتابمرآة دمشق، تاريخ دمشق وأهلها عن وسائط الركوب للحجاج ويدعوها (المطايا) ما يلي: «مطايا الحجاج ثلاثة أنواع تخوت ومحائر ورهاوين،

  • التخت كوخ خشبي ذوباب ونافذتين يُحمل على جملين أوبغلين متقابلين ويجلس فيه رجل واحد مرتاحا.
  • المحارة محفة تُحمل على جمل وتُغطى بأقمشة مزخرفة على طراز أقمشة الخيام من نسيج مدينة دمشق، ولها مقعدان يجلس ويرقد فيها حاجان معاً.
  • الرهاوين يختارها بعض الحجاج، ويفضلونها على المحارة، لأنها تساعد على النزول في الطريق، حيث توجد مقاهٍ سيارة ترافق الركب على آخره، لأن طول الركب عند المسير يتجاوز الساعة أوأكثر. وجُل مساحات المراحل طويلة لا يقوى الركب على بترها دفعة واحدة، فيجعلون في منتصف المساحة ساعة استراحة ينزل فيها الحجاج، ويقضون حاجاتهم، ويصلون، ويأكلون، ويشربون، ويطعمون دوابهم، ثم يرحلون على أصوات المدافع أيضاً».

ويتضح مما تجاوز حتى قافلة الحج الشامي كانت تستخدم في سفرها (جمالا خيولا بغالا) دون استخدام العربات التي تجرها الحيوانات لعدم توافر طرق بين دمشق والديار المقدسة تصلح لسير هذه العربات.وكذلك الحال في بلاد الشام.


أول طريق للعربات

قطار الحجاز
محطة القنوات بدمشق - وكان مهندسها الايطالي (فرديناندودارنكو) - نقطة انطلاق الخط الحديدي الحجازي وفيها كان ينتهي الخط الحديدي الآتي من بيروت الذي افتتح في عام 1894م

كان أول طريق تم إنشاؤه بين دمشق وبيروت لهذه العربات بحصول الكونت (أدمون دوبيرتوي) وهوفرنسي كان يقيم في بيروت في شهر يوليو1857 على امتياز لإنشاء واستغلال طريق للعربات بين بيروت ودمشق وكانت أول قافلة محملة بالبضائع وصلت إلى دمشق من بيروت في الأول من يناير 1862م.

الخط الحديدي الحجازي

وصل أول قطار إلى محطة المدينة المنورة قادماً من دمشق في الثاني والعشرين من شهر أغسطس سنة 1908 ميلادية في رحلة استغرقت زهاء خمس وخمسين ساعة . وجرى الافتتاح رسمياً في الأول من شهر سبتمبر من العام نفسه المصادف لعيد جلوس السلطان عبد الحميد الثاني

كان إنشاء الخط الحديدي الحجازي الذي يصل دمشق بالمدينة المنورة عملاً مهماً لخدمة الحجاج المسلمين وتطوير العلاقات الاقتصادية بين بلاد الشام والحجاز.


فكرة إنشاء خط حديدي

درب الحج الشامي أيام العباسيين وبعدهم (من أطلس تاريخ الاسلام)
  • بدأت هذه الفكرة في عام 1864 أثناء العمل في شق قناة السويس، حيث تقدم الدكتور زامبل الأمريكي (ألماني الأصل) باقتراح تمديد خط حديدي يربط بين دمشق وساحل البحر الأحمر ولكن هذه الفكرة لم تجد آذاناً صاغية آنذاك.
  • ولكن هذه الفكرة سرعان ما عادت للظهور وذلك في عام 1880 عندما قدم وزير الأشغال العامة في الأستانة مشروعاً أوسع من السابق، إذ يقضي بمد خط حديدي من دمشق إلى الأراضي المقدسة وأيضاً هذا المشروع لم يجد صدى كالسابق وذلك بسبب الصعوبات المالية التي حالت دون تحقيقه من ناحية وسهولة المواصلات بالوسائط البحرية ورخصها من ناحية ثانية. وبقي هذا المشروع مهملاً .


إعلان فكرة الخط الحديدي

أتى عزت باشا العابد العربي السوري، والذي كان يحتل مركز الأمين الثاني للسلطان عبد الحميد وطرح الفكرة على السلطان ووجدت صدى في عام 1900 عندما تم البحث في هذا المشروع بشكل جدي، وبتدخل من السلطان حيث تبين حتى نفقات إدارة الحج تكلف الدولة نحومائة وخمسين ألف ليرة عثمانية مضىية يضاف إليها نحوستين ألف ليرة قيمة هدايا وعطايا.

أعرب السلطان عبد الحميد عن المشروع من دمشق إلى المدينة المنورة في أوائل أبريل من عام 1900 وبالإضافة إلى خط برقي يمتد بمحاذاته وأقام نادىية واسعة له في العالم، من حيث إنه سإضافة لهذا الهدف الديني كانت هناك أهداف أخرى هي:

الأهداف من الخط الحديدي

أهداف دينية

يسهل سفر الحجاج ويؤمن راحتهم فقد كانوا يلاقيون في كثير من الأحيان من أخطار الطريق، ومن أحوال الطقس القاسية كالحر اللاهب والبرد القارس والسيل الجارف، أومن عدوان بعض العشائر البدوية، فيموت منهم الألوف ويعود الباقون وقد أنهكتهم الرحلة.ولهذافأنه مشروع ديني خيري يجب على المسلمين حتى يعملوا على إنشائه.

أهداف سياسية

ربط البلاد الإسلامية بطريق حيوي وسهل وإزالة مظهر الدولة العثمانية بمظهر العاجز أمام الدول الأجنبية.

أهداف عسكرية

تشديد قبضة السلطان عبد الحميد على الولايات العربية التي يمر بها الخط وجعلها تحت السيطرة بأسرع وقت.

أهداف اقتصادية

تعمير وتطوير المناطق الواقعة في مسار الخط وتطوير الزراعة وتنشيط اقتصاد الجزيرة العربية باتصالها ببلاد الشام وساحل البحر الأبيض المتوسط.

أهداف اجتماعية

تموين التجمعات السكانية والقبائل الواقعة على مسار الخط.

التمويل والاكتتابات

  • بعد الإعلان عن المشروع وأهدافه افتتح السلطان عبد الحميد الثاني الاكتتابات حيث تبرع بثلاثمائة وعشرين ألف ليرة عثمانية مضىية.
  • وتبرع شاه إيران بمبلغ خمسين ألفاً.
  • وخديومصر بكميات هائلة من الأخشاب ومواد البناء.
  • وتشكلت جمعيات عديدة لمساندة المشروع، ففي الهند تشكلت مائة وست وستون جمعية لمساندته وجمع التبرعات له، فقد أوفد أهالي مدينة لكناومبلغ اثنين وثلاثين ألف ليرة عثمانية، وأهالي رانجون ومدراس مبلغ ثلاثة وسبعين ألف ليرة.
  • وأوفد الميرزاعلي من كلكوتا مبلغ خمسة آلاف ليرة ومثله جريدة الوطن في لاهور.
  • ثم أعرب السلطان عن منح أوسمة وشارات وألقاب لمن يتبرع للخط, ووضعت الضرائب لمصلحة الخط.

وتبرع الموظفون براتب شهر تام ثم حسم من راتبهم عشرة بالمائة لمدة عام وأحدثت الطوابع التذكارية له.

وجمعت جلود الأضاحي وبيعت لمصلحة الخط كما أوقفت عليه أراض ومشروعات أهمها ينابيع الحمة المعدنية ومرفأ حيفا.

وقد نجح المشروع نجاحاً كبيراً لم يكن أشد المتفائلين يتسقطونه ولولا تبدل الأوضاع السياسية، وخاصة خلع السلطان عبد الحميد الثاني لوصل الخط إلى مكة المكرمة وينبع وجدة واليمن كما خطط المشرفون عليه آنذاك.

تطبينطقخط الحديدي

  • أصدر السلطان عبد الحميد أمره بانتقاء مساحين لتحديد مسار الخط.
  • قام مهندس هجري يدعىمختار بك بهذه المهمة، واستخدم لتحقيق غايته قافلة من الإبل كانت تنقله من مكان إلى آخر، وينطق إذا الفرصة لم تسنح له باستقصاء أي اتجاه آخر سوى المسار والاتجاه الذي سلكته القوافل منذ القدم.
  • وفي عام 1901 عين مهندس ألماني يدعى (مايسنر) منح فيما بعد لقب باشا للإشراف على تطبيق المشروع وانضوى تحت لوائه 43 مهندساً من جنسيات مختلفة: 17 هجرياً 12 ألمانياخمسة إيطاليينخمسة فرنسيين نمساويان بلجيكي واحد يوناني واحد، وقام بأعمال المساحة ضباط أتراك.
  • كانت محطة القنوات بدمشق وكان مهندسها الإيطالي (فرديناندودا رنكو) نقطة انطلاق الخط الحديدي الحجازي وفيها كان ينتهي الخط الحديدي الآتي من بيروت الذي افتتح في عام 1894م بعرض1050 مم لذلك اختار (مايسنر) عرض الخط الحديدي الحجازي نفسه أيضاً لتمكين الحجاج من السفر مباشرةً من بيروت إلى الأماكن المقدسة في الحجاز.
  • كان العمل شاقاً ومرهقاً في ظروف جوية قاسية تجاوزت درجة الحرارة الخمسين درجة في بعض الأحيان،
  • وقدلجاؤا إلى الجيش لتوفير اليد العاملة لبناء الخط الحديدي وهجريب الخط البرقي المحاذي له، ولقد بلغ أحياناً عدد الجنود الذين أعارتهم الدولة لبناء الخط (7500 جندي) دفعة واحدة،
  • وكان مايسنر يتولى الإشراف على أعمال المقاولين النمساويين والإيطاليين والعرب فضلاً على إشرافه على الجنود الذين يحضرون من سورية والعراق.

بدأ العمل

بدأ العمل في الخط في شهر سبتمبر من عام 1900م أي بعد الإعلان عنه بنحوستة أشهر وذلك في القسمين: دمشق درعا ودرعا مزيريب في آنٍ واحد.

استغرقت أعمال الإنشاء لكامل الخط حوالي سبع سنوات إلى عام 1908 حيث تم انجازه إلى المدينة المنورة فقط وكان من المُقرر حتى يصل إلى مكة المكرمة.

وفي الفترة الثانية عن طريق جدة، ثم إلى عدن في اليمن كفترة ثالثة.

إلا حتى هذه الفكرة تم صرف النظر عنها، وبقيت المواد اللازمة لإنشاء المرحلتين الثانية والثالثة في مستونادىت المدينة المنورة حتى عام 1916م واستخدمت فيما بعد لصيانة الخط ولتمديد خط فلسطين مصر الذي أنجزته الحكومة البريطانية.

مراحل الإنجاز

تم إنجاز الخط الحديدي على مراحل متعددة ابتداءً من عام 1900م حتى عام 1908م.

الافتتاح

وصل أول قطار إلى المدينة المنورة قادماً من دمشق في الثاني والعشرين من شهر أغسطس سنة 1908 م في رحلة استغرقت زهاء خمس وخمسين ساعة. وجرى الافتتاح رسمياً في الأول من شهر سبتمبر من العام نفسه المصادف لعيد جلوس السلطان عبد الحميد الثاني. وقد جاء الافتتاح ثلاثون ألف مدعووممثلون عن الصحف الأجنبية.

تخريب الخط وإصلاحه

عند نشوب الحرب العالمية الأولى عام 1914م استخدمت الدولة العثمانية هذا الخط في تنقلات جيوشها وعتادها الحربي، مما نادى الثورة العربية ضد الحكم العثماني، والتي شارك فيها الكولونيل لورنس الانجليزي إلى تدمير معظم أقسام الخط، وخاصةً في الأراضي الحجازية.

وقد قامت الحكومات المتعاقبة بعد الحكم العثماني في جميع من سورية والأردن بإصلاح الأقسام المخربة في أراضي جميع منها (من دمشق وحتى جنوب الأردن). ومازال القسم المتبقي في أراضي المملكة العربية السعودية بحاجة إلى إصلاح وإعادة إنشاء ليتم استخدامه بكامل مساره لخدمة مئات الألوف سنوياً من المسافرين والحجاج والمعتمرين ونقل البضائع، وكواسطة نقل مريحة ورخيصة وأكثر أماناً إضافة لوسائط النقل الأخرى البرية والبحرية والجوية.

المصادر

مجلة العربي الكويتية


تاريخ النشر: 2020-06-04 19:37:53
التصنيفات: طريق الحج الشامي, طرق الحج

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

مقتل 35 شخصاً إثر هجومين جهاديين على جامعي الكمأة ورعاة في سوريا

المصدر: فرانس 24 - فرنسا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-04-16 18:17:15
مستوى الصحة: 90% الأهمية: 91%

قائد لاتسيو إيموبيلي ينجو من حادث سير بعد اصطدامه بـ"الترام"

المصدر: البطولة - المغرب التصنيف: رياضة
تاريخ الخبر: 2023-04-16 18:16:48
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 64%

وسائل إعلام: الدول الأوروبية "طعنت أوكرانيا من الخلف"

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-04-16 18:17:25
مستوى الصحة: 77% الأهمية: 85%

الآلاف يتظاهرون مجددا ضد الحكومة التشيكية في براغ

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-04-16 18:17:29
مستوى الصحة: 85% الأهمية: 85%

قطر تتوقع استقبال أكثر من خمسة ملايين سائح عام 2023

المصدر: فرانس 24 - فرنسا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-04-16 18:17:16
مستوى الصحة: 76% الأهمية: 88%

حريق في دبي: وفاة 16 شخصا بعد اندلاع حريق في مبنى بمنطقة الراس

المصدر: BBC News عربي - بريطانيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-04-16 18:17:06
مستوى الصحة: 94% الأهمية: 93%

سانا: الاحتلال الأمريكي يسرق مئات الأطنان من نفط الجزيرة

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-04-16 18:17:26
مستوى الصحة: 93% الأهمية: 97%

تحميل تطبيق المنصة العربية