هبة سليم

هبة سليم
هبة سليم
توفي	1973; القاهرة، مصر
القومية	مصرية
مبعث الشهرة	جاسوسة للموساد

صورة هبة سليم وخطيبها فاروق الفقي والتي تم الكشف عنهما في برنامج (حدثة وطن)

هبة عبد الرحمن سليم عامر (و. 1974)، هي جاسوسة مصرية جندتها الموساد أثناء دراستها بالعاصمة الفرنسية باريس. نجحت في تجنيد المقدم مهندس صاعقة فاروق عبدالحميد الفقي الذي كان يشغل منصب مدير مخط قائد سلاح الصاعقة العميد (وقتها) نبيل شكري ورئيس الفرع الهندسي لقوات سلاح الصاعقة في بداية السبعينيات، وقد أمدها بمعلومات حساسه جداً عن خطط الجيش المصري الدفاعية ولا سيما حائط الصواريخ الذي كان يحمي العمق المصري. تم تصوير قصتها في فيلم الصعود إلى الهاوية.

نشأتها

عاشت هبة حياة مرفهة، في بيت أسرتها الفاخر الكائن في ضاحية المهندسين الراقية، تقضي معظم وقتها في نادي الجزيرة الشهير، وسط مجموعة من صديقاتها اللاتي لم يكن يشغلهن حينذاك، سوى الصرعات الجديدة في الملابس،

لم تكن هبة قد تجاوزت العشرين من عمرها عندما سقطت نكسة 1967 وكانت قد حصلت على شهادة الثانوية العامة، في عام 1968 ألحت على والدها الذي كان يعمل وكيلاً لوزارة التربية والتعليم، في السفر إلى باريس لإكمال تعليمها الجامعي، وأمام ضغوط الفتاة، وافق الأب من دون حتى يخطر على باله ولوللحظة واحدة، ما يفترض أن تتعرض له ابنته في فرنسا، في البداية كانت تسعى للحصول على وظيفة لدى السفارة المصرية في باريس ولكنهم رفضوا توظيفها وحاولت لدى الملحق العسكري وقوبل طلبها بالرفض.

تجنيدها

جمعتها مدرجات الجامعة بفتاة يهودية من أصول بولندية وأعطتها زميلتها البولندية فكرة عن الحياة في إسرائيل وأنهم ليسوا وحوشاً وأنهم يكرهون الحرب وأنهم يريدون فقط الدفاع عن مستقبلهم ومستقبل أجيالهم القادمة ويريدون الإمان، وتم تجنيدها لصالح المخابرات الإسرائيلية.

وقد كان لها أستاذ بالجامعة فرنسي الجنسية أقنعها بالالتحاق بالسوربون في فرنسا لاكمال دراسة اللغة الفرنسية، ونطق لها أنه يفترض أن يسهل لها الاجراءات، وقد كانت هذه هي نقطة البداية.

وقد كانت من الذكاء حتى استطاعت بنشاطها في فرنسا حتى تمد مدة إقامتها من بضعة أسابيع للدراسة إلى عامين كاملين، وفي هذه المدة تم تجنيدها للموساد تدريجياً، حيث كانت فرنسا في هذا الوقت مليئة بعناصر الموساد السرية.

في أول أجازة لها في مصر كانت مهمتها الأساسية تنحصر في تجنيد فاروق الفقي الذي كان يلاحقها ووافقت علي خطوبته وبدأت تسأله عن مواقع الصواريخ الجديدة التي وصلت من روسيا. كانت ترسل جميع المعلومات الي باريس واستطاعت تجنيده ليصير عميلاً للموساد وتمكن من تسريب وثائق وخرائط عسكرية بها منصات الصواريخ سامستة المضادة للطائرات.

تجنيد المقدم فاروق الفقي

روت هبة ذات يوم لضابط الموساد الإسرائيلي عن المقدم مهندس فاروق عبد الحميد الفقي الضابط في الجيش المصري، ومطارداته الساذجة لها في أروقة النادي ولا يكف عن تحين الفرصة للانفراد بها، وإظهار إعجابه الشديد ورغبته الملحة في الارتباط بها. لقد ملت كثيراً مطارداته لها من قبل في النادي وخارج النادي، وكادت يوماً ما حتى تنفجر فيه غيظاً في التليفون عندما تلاحقت أنفاسه اضطراباً وهويرجوها حتى تحس به. ولكنها كانت قاسية عنيفة في صده. تذكرت هبة هذا الضابط الولهان، وتذكرت وظيفته الهامة في مكان حساس في القوات المسلحة المصرية.

كاد الضابط الإسرائيلي يطير من الفرح بذلك الصيد الثمين وقد تغيرت الخطة، فبدلا من حتى ينحصر دور هبة في اللعب بأدمغة الطلاب العرب الذين يدرسون في الجامعات الفرنسية المتنوعة بات من الممكن حتى تلعب دورا أكبر وأهم، ولم يضيع ضابط الموساد وقتا ولم تمر سوى أيام معدودات حتى رسم لها خطة لاصطياد فاروق وتجنيده بأي ثمن، حتى لوكان هذا الثمن هوخطبتها له.

في أول أجازة لها بمصر كانت مهمتها الأساسية تنحصر في تجنيده، وراحت تتردد على نادي الجزيرة مجددا، وتسأل صديقاتها الذين تعجبوا كثيرا لآرائها المتحررة للغاية عن فاروق الذي ظهر بعد فترة قليلة غير مصدق حتى الفتاة التي طالما تمناها لنفسه تبحث عنه.

كان فاروق دائم التغيب لفترات، وكانت تلك الفترات فرصة لشجار مفتعل تمكنت من خلاله هبة حتى تحصل على بعض المعلومات الأولية عن طبيعة عمل خطيبها العاشق وكانت المفاجأة التي لم تتسقطها أنه يخرج في مهمات عسكرية على جبهة القتال، لتطبيق مواقع جديدة لصواريخ حصلت عليها مصر سرا من روسيا، سيكون لها دور فعال أثناء حرب أكتوبر 1973.

وبدأت تدريجياً تسأله عن بعض المعلومات والأسرار الحربية.وبالذات مواقع الصواريخ الجديدة التي وصلت من روسيا.فكان يتباهى أمامها ، ويجيء بها بالخرائط زيادة في شرح التفاصيل.

كان فاروق يشعر أمام ثقافة هبة الفرنسية الرفيعة ووجهات نظرها شديدة التحرر بنقص شديد، راح يعوضه بالتباهي أمامها بأهميته ويتحدث في أدق الأسرار العسكرية، وهبة من جانبها تسخر مما يقول حتى كانت المفاجأة التي لم تتسقطها ذات يوم، عندما نادىها إلى بيته وتحدث معها في أدق الأسرار العسكرية قبل حتى يفاجئها بعدد من الخرائط العسكرية الخطيرة التي كان يحملها في حقيبة خاصة، ويشرح لها بالتفاصيل أماكن المواقع الجديدة.

أوفدت هبة ما حصلت عليه من معلومات من فاروق إلى باريس حيث ضابط الموساد الذي يتولاها برعايته وأوفد هذه المعلومات من فوره إلى تل أبيب التي سرعان ما توصلت إلى صحة هذه المعلومات وخطورتها فطلبت من رجلها في فرنسا حتى يوليها اهتماما كبيرا، باعتبارها عميلة فوق العادة.

كان جهاز المخابرات المصري يبحث عن حل للغز الكبير، والذي كان يتمثل في تدمير مواقع الصواريخ الجديدة أولاً بأول بواسطة الطيران “الإسرائيلي”، وحتى قبل حتى يجف البناء وكانت المعلومات كلها تشير إلى وجود “عميل عسكري” يقوم بتسريب معلومات سرية جداً إلى “إسرائيل”.

خطة القبض عليها

رسمت المخابرات المصرية خطة برئاسة الفريق أول حملت جبريل من أجل احضار هبة إلى مصر وعدم هروبها إلى إسرائيل إذا ما اكتشفت أمر خطيبها المعتقل ، وكانت الخطة تتضمن حتى يسافر اللواء حسن عبد الغني ومعه ضابط آخر من جهاز المخابرات إلى ليبيا للقاءة والدها الذي كان يشغل وظيفة كبيرة في طرابلس، وإقناعه بأن ابنته هبة التي تدرس في باريس تورطت في عملية خطف طائرة مع منظمة فلسطينية، وأن الشرطة الفرنسية على وشك القبض عليها، وما يهم هوضرورة هروبها من فرنسا لعدم توريطها، لذا يجب السعى لخروجها من فرنسا لمنع الزج باسم مصر في مثل هذه العمليات الارهابية، وطلب الضابطان من والد هبة حتى يساعدهما بأن يطلبها للحضور لرؤيته بزعم أنه مصاب بذبحة صدرية.

أوفد والد هبة برقية عاجلة لابنته فاتى ردها سريعا ببرقية تطلب منه حتى يغادر طرابلس إلى باريس، حيث إنها حجزت له في أكبر المستشفيات هناك، وأنها ستنتظره بسيارة إسعاف في المطار،وأن جميع الترتيبات للمحافظة على صحته قد تم اتخاذها. ولكي لا تهجر المخابرات المصرية ثغرة واحدة قد تكشف الخطة بأكملها. فقد تم إبلاغ السلطات الليبية بالسيرة الحقيقية، فتعاونت مع الضابطين من أجل اعتنطقها. قامت المخابرات الليبية بحجز غرفة في مستشفى طرابلس لوالدها وإفهام الأطباء المسؤولين مهمتهم وما سيقومون به بالضبط.، أوفد والدها مجددا لابنته يخبرها بعدم قدرته على السفر إلى باريس لصعوبة حالته. وبالعمل صح ما تسقطته المخابرات المصرية إذ أوفد الموساد شخصين للتأكد من وجود والدها في المستشفى الليبي وعندها فقط جاز لها بالسفر على متن طائرة ليبية في اليوم التالي إلى طرابلس.

عندما نزلت هبة عدة درجات من سلم الطائرة في مطار طرابلس وجدت ضابطين مصريين في انتظارها، صحباها إلى حيث تقف طائرة مصرية على بعد عدة أمتار،

فسألتهما: إحنا رايحين فين؟

فرد اللواء حسن عبد الغني: المقدم فاروق عايز يشوفك.

فنطقت: هوفين؟.

فنطق لها: في القاهرة.

صمتت برهة ثم سألت: أمال أنتوا مين؟!

فنطق: إحنا المخابرات المصرية.

وعندها أوشكت حتى تسقط على الأرض. فأمسكا بها وحملاها حملاً إلى الطائرة التي أقلعت في الحال، بعد حتى تأخرت ساعة عن موعد إقلاعها في انتظار الطائرة القادمة من باريس بالهدية الغالية. لقد تعاونت شرطة المطار الليببي في تأمين انتنطق الفتاة لعدة أمتار حيث تقف الطائرة المصرية. .وذلك تحسباً من وجود مراقب أوأكثر صاحب الفتاة في رحلتها بالطائرة من باريس. قد يقدم على اغتال الفتاة قبل حتى تكشف أسرار علاقتها بالموساد.

إعدامها

مثلت هبة أمام القضاء المصري ليصدُر بحقها حكم بالإعدام شنقا بعد محاكمة اعترفت أمامها بجريمتها، وأبدت ندماً كبيراً على خيانتها بل إنها تقدمت بالتماس لرئيس الجمهورية لتخفيف العقوبة لكن التماسها رفض.

وكان وقتها هنري كيسنجر وزير الخارجية الأمريكي قد جاء إلى أسوان للقاءة الرئيس السادات، في أول زيارة له إلى مصر بعد حرب أكتوبر 1973 وفوجئ السادات به يطلب منه بناء على رغبة شخصية من گولدا مائير حتى يخفف الحكم عليها، التي كانت تقضي أيامها في أحد السجون المصرية. وفطن السادات حتى الطلب سيكون بداية لطلبات أخرى من الممكن تصل إلى درجة إطلاق سراحها.

فنظر إلى كيسنجر قائلاً: “ تخفيف حكم،يا ترى؟ لقد أعدمت ”.

وعندما سأل كيسنجر بإستغراب: “متى؟”.

رد السادات دون حتى ينظر لمدير المخابرات الحربية الذي كان يقف على بعد خطوات وكأنه يصدر له الأمر: “النهاردة.

تم تطبيق حكم الإعدام شنقاً في هبة سليم في اليوم نفسه في أحد سجون القاهرة.

أدب وسينما

قام المحرر صالح مرسي بكتابة رواية الصعود إلي الهاوية التي اقتبست عن سيرة هبة سليم وتحولت لاحقاً إلى فيلم سينمائي وجسدت فيه الممثلة مديحة تام دور هبة التي تغير اسمها إلى عبلة تام أما الممثل محمود ياسين فقد أدى دور ضابط المخابرات المصرية.