حديقة الأزبكية

عودة للموسوعة

حديقة الأزبكية

صورة قديمة لحديقة الأزبكية.
صورة قديمة لجنايني يسقي نباتات حديقة الأزبكية.

حديقة الأزبكية أحد أعرق الحدائق النباتية في مصر. في عام 1864م تم ردم البركة التي كانت تتوسط الميدان، وأنشئ في نفس مكانها عام 1872م حديقة الأزبكية على يد المهندس الفرنسي "باريل ديشان بك"، على مساحة 18 فداناً أحيطت بسور من البناء والحديد وفتحت بها أبواب من الجهات الأربع.

التاريخ

في عام 1872 كلَّف الخديوي إسماعيل المهندس الفرنسي باريل ديشان بك الذي كان مسؤولا عن حدائق باريس، بتخطيط وإنشاء حديقة على مساحة 20 فدانا محاطة بأسوار من الحديد وفتحت بها أبواب من الجهات الأربع ستعهد فيما بعد بحديقه الأزبكية وتم تزويد الحديقة بـ2500 مصباح غاز وغرس بها ما يقارب الـ150 نوعا من الأنواع النادرة للأشجار جلبت خصيصا من الهند وأوروبا وإفريقيا والبرازيل وكوبا.

وبعد الانتهاء من تشجير الحديقة وتزيينها وإنارتها عين الخديومسيوباريليه الفرنسي ناظرًا لها، وتم حفر بحيرة صناعية في قلب الحديقة مع بحيرات أخرى أصغر في أماكن متفرقة وخصصت مراكب بالبدال للتنزه في البحيرات، كما أنشئت قنوات تجرى بها المياه تمر من تحت جسور شيدت بمنتهى الأناقة هذا بخلاف جبلاية صناعية مثل الموجودة في حديقة الأسماك وكشك للموسيقى تعزف فيها الفرقة الخديوية الموسيقية (النحاسية) الموسيقى مرتين أسبوعيا.

وأقام الخديوي إسماعيل في طرف الأزبكية الجنوبي المسرح الكوميدي الفرنسي الذي أنشئ في 2 نوفمبر 1867م وافتتح في أربعة يناير 1868م تحت إدارة الخواجة منسي والذي عهد بتياتروالأزبكية وفي عام 1869 أنشأ الخديوي إسماعيل دار الأوبرا الخديوية بمناسبة الاحتفال بافتتاح قناة السويس التي عرضت عليها أوبرا عايدة لفردي، وأمر بإعداد حديقة الأزبكية لاستقبال الضيوف، وأقيم تمثال لإبراهيم باشا بن محمد علي والذي صنعه المثال كورديه وتكلف 18 ألفا و320 جنيهًا.

أما التياتروفكان لتقدم عليه العروض المسرحية والتي جاء بعضها الخديوي، وهذا التياتروقدمت عليه أوائل العروض المسرحية التي قدمها يعقوب صنوع وما تلاه من فرق مسرحية مثل فرقة فاطمة رشدي وعكاشة وغنى عليه أشهر المطربين مثل الشيخ يوسف المنيلاوي وعبده الحامولي ومحمد عثمان وأيضا أم كلثوم التي كانت تقدم منه حفلتها الشهرية إلى الستينيات تقريبا قبل انتنطقها لمسرح قصر النيل ليتسع لضعف عدد المقاعد، حيث كان مسرح الأزبكية به 600 مقعد فقط وفي سنة 1899م أنشئ فندق الكونتننتال، كما أنشئ بها مكان للزحلقة بالقباقيب (الباتيناج) في الشتاء.

فكانت الحديقه مثار إعجاب الأجانب قبل المصريين وأصبحت الحديقة ليست فقط متنزه ترفيهي ولكن مركزا ثقافيا فبخلاف العروض المسرحية والموسيقية ينطق إذا جمال الدين الأفغاني كان يلقي بخطبه هناك وكانت تقام بالحديقة الكثير من الاحتفالات الرسمية والشعبية الكبرى للأجانب والمصريين.

في يونيو1887م تم الاحتفال بعيد الملكة فيكتوريا من قبل الجالية الإنجليزية في مصر، واحتفال الجالية الفرنسية بعيد 14 يوليو، أما الاحتفالات المصرية في الحديقة فكان أبرزها الاحتفال بعيد الجلوس السلطاني واحتفال الجمعيات الخيرية والمحافل الماسونية، وكانت الموسيقى العسكرية تعزف في الاحتفال الأول، إلى جانب إقامة السرادقات في احتفالات الجمعيات وحفلات المطربين، وأصبحت تطل أيضا على فنادق كثيرة انتشرت في ميدان إبراهيم باشا أوالأوبرا فيما بعد مثل فندق شيبرد والكونتيننتال، بالإضافة إلى وندسور وأيدن بالاس.

كان حريق القاهرة في 26 يناير عام 1952م بمثابة بداية العد التنازلي للأزبكية فطرأت عليها تغيرات كثيرة فقد تم نقل ممحرر وشركات الطيران التي كانت موجودة بفندق شبرد الذي احترق وتم تدميره تماما في الحريق إلى ميدان التحرير.

وتم تقسيم ميدان الأزبكية نفسه بمساحته الهائلة إلى أربعة أماكن تضم حاليا مبنى البنك المركزي الجديد، ومحطة بنزين وجراج الجمهورية ومبنيين تابعين لوزارة الشؤون الاجتماعية والتأمين الصحي، أما حديقة الأزبكية فقد قسمت هي الأخرى، وشيد على جزء منها سنترال الأوبرا، واخترقها شارع فؤاد أو26 يوليوفقسمها إلى قسمين وتتقلص مساحة حديقة الأزبكية للنصف والنصف الآخر فيبنى عليه منشآت مثل مسرح العرائس ومسرح 26 يوليوالمسرح القومي فيما بعد.

وظلت حديقة الأزبكية، رغم ما مر عليها من تغيرات تشتهر بسورها الحديدي الأسود، إلى حتى تم هدم السور مع بداية ثورة يوليو1952، وإقامة سور حجري مكانه والذي تحوَّل شيئا فشيئا إلى معرض دائم ومفتوح للخط، أصبحت بمرور الوقت مخطات ثقافية ومنارة إشعاع للفكر والثقافة، وأطلق على سور الأزبكية اسم "جامعة الفقراء"، حيث يحصل الراغبون في القراءة والفهم من أبناء الطبقة الفقيرة على ضالتهم بأسعار زهيدة.

وتصبح الحديقة من بعد حريق القاهرة وحريق دار الأوبرا سنة 1971 من سيئ إلى أسوأ وتعصف بها يد الإهمال من ناحية والسرقة والنهب من ناحية أخرى، فتنحسر الأشجار والنباتات النادرة ويستولي على أسوارها من الخارج الباعة الجائلون، ثم يأتي مشروع متروالأنفاق ليستبتر بدوره جزءا آخر من الحديقة والميدان.

ثم محاولات لتحويل الحديقة لسوق للباعة الجائلين مع الاستغاثات بوقف هذه المهزلة والحفاظ على هذه الحديقة التاريخية وآثارها مثل المسرح ونافورة الخديوي إسماعيل والجبلاية الصناعية وما تحويه من بقايا النباتات النادرة وغيره.


مسرح الأزبكية

كان يطلق عليه "تياتروحديقة الأزبكية" فقدم عروضاً غنائية ومسرحية، وشارك على خشبته كبار الفرق المسرحية في بدايات القرن العشرين مثل فرقتي "أولاد عكاشة" و"رمسيس" ليوسف وهبي وغيرهما من الفرق صاحبة الأسلوب المسرحي المميز وتغير اسم المسرح عام 1958 إلى اسم "المسرح القومي"، وقدمت عليه مسرحيات نعمان عاشور ومحمود دياب ويوسف إدريس وعلى مسرح الأزبكية شدت كوكب الشرق أم كلثوم بأجمل أغانيها مثل "جددت حبك" ثلاثة يناير 1952 و"إلى عهدات الله" و"أهل الهوى" في 29 مايو1952، و"أراك عصي الدمع" 1955، و"دليلي احتار" و"رق الحبيب" 1954، و"هجرتك" و"أنساك" و"حسيبك للزمن" و"عودت عيني" و"لسة فاكر" و"ذكريات" و"سهران لوحدي" فيستة يناير 1955 وغيرها من الروائع التي غنتها أم كلثوم.


معرض الصور

المصادر

  1. ^ الأهرام - مقايسة إنشاء حديقة الأزبكية عام 1869
  2. ^ اليوم السابع - حديقة الأزبكية.. ثالث المناطق الأثرية التى تعتدى عليها المحافظة وتخطط لبناء أكشاك للباعة الجائلين عليها

وصلات خارجية

تاريخ النشر: 2020-06-04 19:47:02
التصنيفات: صفحات بها أخطاء في البرنامج النصي, Commons category link is locally defined, حدائق مصر, معالم القاهرة

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

بحضور كامل .. انطلاق الفصل الدراسي الثالث غدًا

المصدر: صحيفة اليوم - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-05-07 12:25:19
مستوى الصحة: 39% الأهمية: 38%

أسعار المواد الاساسية بأسواق جهة مراكش يومه السبت

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-05-07 15:15:26
مستوى الصحة: 35% الأهمية: 36%

فوز 3 بريطانيين من أصل مغربي بالانتخابات في إحدى مقاطعات لندن

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-05-07 15:15:20
مستوى الصحة: 42% الأهمية: 41%

وزير الموارد المائية: عقد 300 ندوة للتوعية بأهمية الري الحديث

المصدر: الرئيس نيوز - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-05-07 12:25:14
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 61%

دراسة: حوالي ثلث المغاربة يريدون تغيير وظائفهم

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-05-07 15:15:18
مستوى الصحة: 31% الأهمية: 44%

رشوة 2000 درهم تقود موظفا جماعيا إلى الاعتقال

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-05-07 15:15:18
مستوى الصحة: 38% الأهمية: 44%

إسبانيا تسلم المغرب متهما في هجمات 11 مارس الإرهابية

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-05-07 15:15:24
مستوى الصحة: 33% الأهمية: 40%

زوجته وزميله.. الداخلية تكشف ملابسات مقتل رجل بالشرقية

المصدر: الرئيس نيوز - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-05-07 12:25:13
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 56%

عناوين الصحف الوطنية – مراكش 24 | جريدة إلكترونية مغربية مستقلة

المصدر: مراكش 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-05-07 15:15:49
مستوى الصحة: 11% الأهمية: 35%

بالفيديو.. شاهد كيف نفذ لصان سرقة دراجة نارية لمؤذن مسجد بمراكش

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-05-07 15:15:28
مستوى الصحة: 33% الأهمية: 42%

بعد 17 سنة من الاعتقال.. هكذا توفي “سفاح تارودانت” داخل سجنه

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-05-07 15:15:21
مستوى الصحة: 35% الأهمية: 37%

تركيب 10 لوحات ترحيبية وتوديعية على مداخل مكة المكرمة

المصدر: صحيفة اليوم - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-05-07 12:25:21
مستوى الصحة: 38% الأهمية: 40%

رسميا.. بيع نادي تشيلسي لرجل أعمال أمريكي

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-05-07 15:15:25
مستوى الصحة: 44% الأهمية: 47%

بوريطة يستقبل سفير أنغولا حاملا رسالة إلى الملك محمد السادس

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-05-07 15:15:23
مستوى الصحة: 34% الأهمية: 46%

عودة الفنان سعد لمجرد لإحياء الأعراس بالمغرب

المصدر: زاكورة بريس - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-05-07 15:15:14
مستوى الصحة: 24% الأهمية: 18%

تحميل تطبيق المنصة العربية