الإمام شامل (1797 - مارس 1871) قائد سياسي وديني آفاري في شمال القوقاز وأحد أشهر المقاومين للوجود الروسي في القوقاز قاد المقاومة ضد الروس خلال حروب القوقاز وهوثالث أئمة الشيشان وداغستان من 1834 إلى 1859 لقب بأسد القفقاس وصقر الجبال.

عائلته ونشأته

ولد والد الإمام تام علي بن دينغو. في قرية غيمري (Gimry) في داغستان عام 1796 م آفاري الاصل. والدته باهوميسادوووكانت آفاريه أيضا.

أطلق عليه اسم تام حسب العادة القفقاسيه باعتباره كان كثير السقم، وتغيير الاسم كان لابعاد الأرواح الشريرة فلقّب بتام أوصامويل. له أخت وحيدة وله صديق مميز واحد هوكوناك الذي اشتهر فيما بعد باسم غازي مولا وهويكبر تام ببضع سنين.

كان طول تام 190 سم وكان له حصان أسود اللون ومن سلالة أصيلة. تميز تام بلبس أبيض وأسود مع معطف فضفاض وعمامته حشفتها حمراء أما رايته فكانت سوداء اللون. تفهم تام العربية والفلسفة والفقه والأدب العربي على يد أستاذه جمال الدين وتعمق في الصوفية. تفهم الصوفية مع صديقه غازي محمد في بلدة براغل مركز المريدية.

حياته الخاصة

احب شامل فاطمه بنت عبد العزيز وهي ابنة شخصية مشهورة في القفقاس وتزوجها. ولدت في أنيستيكول عام 1810 م وتوفيت عام 1845 م في الوسيندا. وكان له منها خمسة أولاد. ثم تزوج من دجافارات ولدت في غومري عام 1821 وتوفيت في أخولكوعام 1839 م وكان له منها سعيد وتوفي صغيراً. ثم تزوج من زايدات بنت جمال الدين ولدت في غازي كموخ عام 1823 م وتوفيت في المدينة المنورة عام 1870م وله منها ثلاثة أولاد. زوجة تام الرابعة كانت شوانيت أرمنية الأصل مواليد عام 1821م وتوفيت عام 1876م وله منها بنت هي صوفية. وأخر زوجاته كانت أمينة وهي شيشانية الأصل من قبيلة الكيست ولكنه طلقها لأنها عاقر.

في عام 1870 م حصل تام على إذن بالسفر إلى مكة وقد بلغ من العمر 74 عاما. أبحر من عنابة إلى إسطنبول فاستقبله السلطان العثماني عبد العزيز استقبالا رسمياً وعرض عليه القصور ليختار منها واحدا. لكنه رفض وطلب منه السلطان الذهاب للقاهرة للتوسط في النزاع الحاد بين هجريا ومصر وأدى المهمة بنجاح ثم توجه مع أسرته ومرافقيه إلى مكة التي كانت تحت سيطرة العثمانيين القضائية وفي نهاية 1870 م غادر مكة إلى المدينة المنورة وعاش فيها في بيت الشيخ أحمد الرفاعي، وفي نهاية عام 1872 م توفيت صوفية ابنة شوانيت وبعدها بقليل توفيت زايدات في الطائف وبقيت عنده شوانيت وكامل الصغير وتزوجت ناجافات في هجريا من داود محمد أمين ابن خائن تام محمد أمين والذي انشق عن أبيه وانضم لتام في المدينة وفي أربعة فبراير 1871م الموافق 25 ذي القعدة 1287 هـ بعد المغرب وقبل العشاء نهض تام من غفلته وبدا حتى قواه عادت إليه في آخر لحظه فصرخ مهلهلا (الله) ثم توفي ودفن في مقبرة جنة البقيع في المدينة المنورة.

الإمام تام في ذاكرة الداغستان

ما زالت ذكرى الإمام تام تعيش في وجدان وذاكرة الداغساتانيين، فلا يخلومكان من صوره، ويسمون كثير من أبنائهم باسمه تيمنا به حتى اليوم. فهم يعتبرونه بطلا قوميا خاض محاولة بدت محالة لوقف الزحف الروسي على أراضي مسلمي القوقاز.

لم يولد محمد تام لأسرة معدمة فقيرة، حتى يفسر البعض قتاله من أجل الحرية بأنه قتال الفقراء ضد الأغنياء. فقد كان ملايين الفلاحين الروس يعانون في نهاية القرن الثامن عشر في روسيا من استعباد الإقطاعيين لهم بينما كان عليّ بن ديغنو والد الإمام تام فلاحا من الأحرار، أما أمه فهي ابنة سيد الآفار.

الملكة فيكتوريا

الملكة فيكتوريا ارسلت إلى تام فهماً طرز عليه ثلاث نجمات تمثل الشركس – الداغستان – جورجيا.

الحرب مع روسيا

في عام 1828 م عمت الحرب سائر أراتى القفقاس واستمرت مقاومة المسلمين في داغستان تحت زعامة جميع من الإمام غازي مولا والإمام حمزة بيك. وفي عام 1834 تابع الإمام تام تزعم المقاومة بعد مقتل الإمام حمزة، كما انضمت قوات تاسوحجي إلى الإمام تام أيضاً، وفي عام 1839م استمر القيصر الروسي باتباع سياسة الضغط على الأراضي الشيشانية بهدف الاستيلاء على القفقاس، وبدأت جميع شعوب شمال القفقاس النضال تحت زعامة الإمام شامل. حسب التاريخ الروسي فقد استمر القتال في القفقاس 25 عاما، وعند سفح جبل جوينب دارت آخر المعارك بين تام والروس. وخلال المعركة حاول بارياتنسكي إقناع تام بالاستسلام. وبعد معركة فيدنو في بلاد الشيشان، تمكنت قوات روسيا من اقتحام جوينب، فاضطر الشيخ إلى الاستسلام فيستة سبتمبر 1859، إلى الجنرال بارياتنسكي.

البداية

في نهاية القرن 15 كانت الشيشان وداغستان وباقي الأراضي بين البحر الأسود وبحر قزوين تداعب مخيلة القيصر الروسي إيفان الثالث، فاتفق مع قبائل الكوزاك الموالية للدولة الروسية الوليدة بالغزوالتدريجي لأراضي المسلمين في إقليم القوقاز. وأدى الكوزاك المهمة بنجاح، فأقاموا أول مخفر أمامي على نهر تيريك، وصار هذا المخفر مدينة "غروزني" العاصمة الشيشانية فيما بعد. وخلال حكم إيفان الرابع (إيفان الرهيب) في منتصف القرن 16 قام الكوزاك ببناء مجموعة من الحصون في شمال داغستان والشيشان، عاقدين تحالفات مع بعض شعوب الإقليم. ومع بداية القرن 18 كانت آلاف الأسر الكوزاكية قد تجمعت في الإقليم، وامتزجت مع القبائل المحلية، وتزاوجوا منهم وإن احتفظوا بالمسيحية دينا وبالروسية لغة.

قيادة الإمام منصور

وخلال حكم بطرس الأكبر وفي عام 1722 م سقط أول صدام بين القوات الروسية والشيشانيين الذين كسبوا المعركة أمام قوة فتية مستكشفة. وسرعان ما تنتظم صفوف المقاومة تحت زعامة الإمام منصور (ولد في عام 1732 م) الذي استطاع بفهمه العميق للقرآن حتى يحول شيوخ القبائل إلى الإسلام، ونظم عبر مجالس الصوفية على الطريقة النقشبندية حركة من الأتباع والمريدين للقاءة التوغل الروسي في القوقاز. وحقق مجموعة من الفوزات حتى أسقط به الروس ومات في الأَسر سنة 1794 م. غير حتى المسرح الشيشاني لم يهدأ بعد موت الإمام منصور إلا لعقدين من الزمان، بعدها كان الغازي مولا قائدا للمريدين يكمل الطريق.

قيادة الإمام غازي مولا

في عام 1829 بدأ الإمام غازي ملا في تحريك شعوب الجبال نحوحرب مقدسة للقاءة روسيا، وإن عهد عنه عدم مشاركته في المعارك، بل اشتهر بقدرته في التأثير على جنوده بسحر الحدثة وبلاغتها. كما بتر شوطا كبيرا في إرسال النادىة من داغستان إلى سكان الجبال الشيشانية لتحويلهم من الوثنية إلى الإسلام.

مقتل غازي مولا

وأمام تماسك قوة المريدين اتخذ الروس أسلوب حرق البيوت على ساكنيها كي يجبروا المقاومين على الخروج. وشنوا هجوما واسعا إلى حتى سقط الإمام غازي مولا في معركة غيمري بين جثث آلاف المريدين. وفى معركة غمري. لم ينجُ إلا القليل، وتمكن اثنان منهم من الفرار، كان أحدهما تام الذي كان قد أصيب إصابة بالغة كادت تقتله. تمكن من الاختفاء حتى شفيت جراحه.

قيادة حمزة بيك

وبعد مقتل غازي مولا واعتقاد المريدين بمقتل الإمام تام في معركة غمري ولم يعهدوا أنه نجى بالرغم من جراحه البليغة، اختير "حمزة بيك" من قبل المريدين قائدا بعد تزكية من كبار الشيوخ. وأفنى حمزة العامين التاليين في ترتيب الصفوف وتدعيم قوة الجيش، إلا أنه لقي الهزيمة. ثم اغتيل وهويؤم المصلين في المسجد الجامع بمعقل المقاومة في هونزا بداغستان وكان للحاج مراد ضلع في عملية الاغتيال، حيث يعتقد أنه كان انتقاما لمقتل زوجة أخيه عمر وأبنائها الستة بأمر من الإمام حمزة بيك بالرغم من حتى عمر استشهد في معركة غيمري.

قيادة الإمام شامل

اختار المريدون تام إماما، بعد وفاة حمزة بيه في عام 1834م. أعاد تام تنظيم جيش المريدين على نمط أعدائه الكوزاك بشكل أشبه إلى التنسيق الاتحادي الحديث. كما نظم العمل البريدي في دولته، ونسق الإنفاق على الجيش من ريع الأراضي الزراعية التي ضُمت إلى المساجد، كما نظم جمع الزكاة لتجهيز الجيش. وفى اللقاء طرد الدراويش، ولم يقبل عودتهم إلا كجند في جيشه.

إجراءات الإمام شامل

• 1. هجريز أسس الدولة:

بدأ الإمام تام في دعم ركائز نفوذه في القفقاس المعتمد على الشيشان وداغستان وحلفائهم الأديغة، وامتدت منطقة نفوذه من بحر قزوين شرقا إلى البحر الأسود غربا.

كان السعي دءوبا للمساواة بين القوميات، بغض النظر عن اللغة والعرق والطبقة، في وقت كانت العبودية ما زالت مطبقة في روسيا. واستمد تام من القوانين الإسلامية المنهج الذي نظم به الحياة الاجتماعية، وبصفة خاصة شؤون القصاص والعقاب في الجرائم المدنية، بل إنه تشدد في بعض القوانين التي كان القانون في بعض المذاهب الإسلامية أكثر اعتدالا؛ رغبة منه في الحفاظ على أركان دولته.

• 2. تنظيم الجيش:

يقوم على أساس النظام العشري. في الأول يأتي المائة نائب وهم أعلى ضباطه رتبة. ثم النواب ويعهدون بالمرشدين ويصل عددهم حوالي الألف وكان هناك الحرس الخاص. وكان المريدون يشكلون معظم جيش تام ومقسومين إلى فرق العشرات والمئات والخمس مئات ولكل فرقه قائد. الجنود يلبسون التشركيسكا بلون بني واللون الأسود للضباط والبعض يضع عمامه خضراء ومعطف أسود والرايات سوداء.

• 3. استخباراته أتصالاته مع مصر:

كما استفاد من الأسرى من الضباط الروس ومن المرتدين عن التعاون مع الروس، وهم قد خبروا القدرات العسكرية الروسية في تطوير قدراته العسكرية على نمط أوروبي حديث. وحاول تام حتى يستفيد من القوى الدولية لمساعدته، غير حتى عزلة الميدان الذي يقاتل فيه حالت دون تحقيق خطته. ففي منتصف القرن التاسع عشر سعى تام إلى فتح خط اتصال بين جميع من هجريا وإنجلترا وفرنسا بهدف حتى تقدم هذه الدول لتام الدعم العسكري في لقاء تحالفه معها في عِدائها لروسيا. وقبل ذلك وفى عام 1840 م تداول المريدون في داغستان خطابا يحمل توقيع الخاتم الملكي لمحمد علي باشا، يفوض فيه تام بقيادة سكان الإقليم ويعد بوصول الجيش المصري المتوغل في الأراضي الهجرية إليهم لتقديم العون العسكري في لقاءة الروس، غير حتى فشل مشروع محمد علي في هجريا بدد آمال المريدين في وصول مدد مصري.

• 4. استمراره في المقاومة:

استمرت المقاومة بقيادة تام في مسلسل متوالي الحلقات بأسلوب حرب العصابات والكر والفر، إلى حتى نفذ تام انسحابا تكتيكا إلى داخل الجبال، مغريا الروس بالتوغل خلفه عبر الغابات الكثيفة، فانقض عليهم المريدون من جهات مختلفة. واستخدم المقاتلون أحد قارعي الطبول الذين تم أسرهم في العزف لحث الجنود الروس على التوجه نحوشرَك أعدوه، قتلوا فيه أكثر من نصف ضباط الحملة. وتوالت الهجمات على الجيش الروسي المرتبك؛ ففقد أربعة مدافع من خمسة. ويقدر المؤرخون نتاج معارك الغابات التي استمرت أربع سنوات بنحو10.000 قتيل روسي.

• 5. استخدامه للمدافع:

وتمكن تام بالمدافع الأربعة التي غنمها من الروس الهجوم عليهم في حصونهم، فأسقط آلاف القتلى، واغتنم في سنتين 14 مدفعا إضافيا بشكل بدا وكأن جيشا جديدا يبنى لتام من المدافع الروسية التي لم يكن يملكها المريدون.

وخط أحد الجنرالات الروس في مذكراته معلقا على ما يرى: يا لها من مصيبة مفجعة، إذا الرجال الذين تناثرت أشلاؤهم هنا كان بمقدورهم فتح بلاد تمتد من اليابان في الشرق إلى أوكرانيا في الغرب.

• 6. نظرته للغنائم:

حين كان تام يشعر ان قواته قاتلت من أجل الغنائم كان يلقي الغنائم في بحيرة في الجبل ويعتقد سكان قرية آندي أنه في مكان ما تحت مياه بركة جبليه في الجوار توجد صحون مضىيه وأزرار وأغماد سيوف ياقوتيه وأساور وخلاخل زمردية وكاسات شراب مرجانية وكهرمانية. كانت غنائم غارات قفقاسية القيت إلى أسماك البركة للمحافظه على وحدة الصف. وينطق حتى تام كان أعسراً.

مكافأة لقاء رأسه

وحينما رصدت روسيا 45,000 روبل للإيقاع بشامل، خط تام خطابا إلى الجنرال الروسي على خط اللقاءة، يقول فيه: كم كانت سعادتي حين فهمت حتى رأسي تساوي هذا الثمن الضخم، ولكنك لن تكون سعيدا حينما أقول لك حتى رأسك بل رأس القيصر ذاته لا تساوي لدي كوبيكا واحدا.

نهايات الحرب

سقط قتال الإمام تام ضحية التسويات الدولية؛ ففي عام 1856 م انتهت الحرب الهجرية الروسية؛ وهوما جاز لروسيا بالهجريز بقوتها على الجبهة القوقازية بقوة 200,000 رجل، وأوكلت المهمة إلى الجنرال الشاب أليكساندر إيفانوفيتش بارياتنسكي في وقت كان تام قد تخطى من عمره الستين. وعكف بارياتنسكي طويلا على دراسة الجغرافية العسكرية لمعارك الإمام شامل، وخلص إلى حتى أبرز الفوزات التي حققها تام لم تكن في أرض مفتوحة بل حينما كان يحتمي بالغابة والجبل. واختار سياسة أكثر حنكة عمن سبقوه، فتقرب إلى الأهالي، وأحسن معاملتهم، ومنع التعرض للنساء، ولغير المقاتلين؛ فضمن عدم إنقلابهم عليه في حربه الفاصلة مع الإمام.

استراتيجية بريتانسكي

وضغط الجنرال بارياتنسكي على قوات تام حتى التجأ الأخير إلى الاحتماء بالغابات، وهنا سخّر فرقة عسكرية بأكملها لبتر أشجار الغابات. وبعمل دؤوب وبجنود حملوا الفؤوس بدلا من السلاح أزال بارياتنسكي مساحات واسعة من غابات داغستان والشيشان، وذلك على طول الطرق بين القلاع والحصون الروسية، وفشل جيش تام في مهاجمة القلاع الروسية التي صارت أكثر حذرا تحت أعين بريتانسكي الساهرة. وبخطوات واثقة زحفت قوات بريتانسكي على المناطق الخاضعة لشامل، واستمال الروس عشرات القبائل التي أنهكتها الحرب، وبدأت في لوم تام على ما أصابهم من فقر وتشرد.

الاستسلام

وبدأت العقلية العسكرية المسنة تقع في الخطأ القاتل؛ فركن تام إلى تسقط الهجوم الروسي من مصدر محدد في وقت تمسك الروس فيه بسرية المعلومات، وحركوا جزءا من جيشهم أوهم تام أنهم ما زالوا في منتصف الطريق، بينما انقضّوا عليه من اتجاه آخر بحرب خاطفة، وخدعوا الرجل الذي كان بارعا في هذا النوع من الهجوم. وحدث ما كان متسقطا، وأسر الإمام شامل.

وعند استسلامه لبارياتنسكي وعندما سلمه سيفه (ساشقوا) ذي النصل المضىي نطق له: لن اسمح ان يلمس سيفي يداً مجهولة أويداً لاتستحقه أقدمه إليك ايها السردار لانك هزمتني وهزمت جيشي

ونطق الإمام تام للأمير بارياتينسكي، قائد القوات الروسية في القوقاز: "إنني قضيت ثلاثين عاما في النضال من أجل ديني (الإسلامي). وأخيرا خذلني الأعوان كما خذلتني قواي، فأنا شيخ في الثالثة والستين من العمر. وأهنئكم بتولي أمور السلطة في داغستان، وأتمنى لحاكم روسيا دوام التوفيق في إدارة شؤون القوقازيين لصالحهم".

وبعد ذلك نُقل الإمام تام إلى مدينة سانت بطرسبورگ عاصمة الإمبراطورية الروسية حيث استقبله حاكم روسيا الإمبراطور الكسندر الثاني، فأمر بتوفير العيش الكريم لوالي داغستان السابق وزوجاته وأطفاله في مدينة كالوگا.

وجدير بالذكر حتى قائد المقاومة القوقازية السابق ظل يتبادل الرسائل الودية مع الأمير بارياتينسكي حتى وفاته.

ذكراه

وظل تام في كالوگا إلى عام 1869 م حينما لُبّي طلبه بأداء فريضة الحج. ومرت رحلته من موسكوإلى كييف إلى القسطنطينية، ومنها إلى المدينة؛ حيث لقي ربه في 1871 م.

ذكراه

وخطت الباحثة إيرينا جورافسكايا من متحف تاريخ روسيا في صحيفة "ارغومينتي إي فاكتي": لا يزال القوقازيون يحفظون ذكرى الرجل العظيم الذي تمكن من توحيد أقوام داغستان والشيشان تحت لواء الدين الإسلامي.

المؤرخ تورناو

وببلاغة منصفة عبّر المؤرخ تورناوعن الأجواء التاريخية بالقضاء على حركة الإمام تام بوصفه اللحظات الأخيرة من آخر معركة بين الجانبين، قائلا: هكذا أُسدل الستار عن المشهد الأخير في هذا الحدث المأساوي. وتدفق الليل على هذه البقعة الدامية من الأرض. وعاد جميع رجل من الجيش الروسي قانعا نفسه بأنه أدى الواجب. وحصل الممثلون الرئيسيون على الخلود. أما الباقون فقد عادوا إلى خيامهم يسألون أنفسهم: لما وقع جميع هذا،يا ترى؟ أمن المحال حتى يجد جميع إنسان لنفسه مأوى يعيش فيه آمنا بغض النظر عن منطوق لسانه ومبادئ عقيدته؟

تام في ذاكرة القفقاس

بقى تام حياً في التراث الشعبي القوقازي، وفى الأغاني والأهازيج والقصص البطولية إلى اليوم. ويتخذونه رمزا لمعاني الحرية، فقد غرس في الأجيال المتعاقبة بذرة تطلب الحرية.

قراءات اضافية

• ليوتولستوي: حاجي مراد (رواية تولستوي)
• ابن الخطاب
• تام سالمانوفيتش باساييف

مصادر