تاريخ روسيا

عودة للموسوعة

تاريخ روسيا

تمثال ألفية روسيا، أقيم في 1862، نوڤگورود
جزء من عن
بلغار الڤولگا (ق.7–13)
الخزر (7th–10th)
خاقانية روسء (ق.8-9)
روسء الكييڤية (ق.9-12)
ڤلاديمير-سوزدال (ق. 12-14)
جمهورية نوڤگورود (ق. 12-15)
الغزوالمنغولي (ع.1220-ع.1240)
القبيل المضىي (ق.13-15)
دوقية موسكوالعظمى (1340-1547)
خانية قازان (1438-1552)
قيصرية روسيا (1547-1721)
الامبراطورية الروسية (1721-1917)
الحكومة المؤقتة / الجمهورية الروسية (1917)
روسيا السوڤيتية / الاتحاد السوڤيتي (1917-1991)
الاتحاد الروسي (1991-الحاضر)
بوابة روسيا

قبل التاريخ

فرضية كورگان: جنوب روسيا بصفتها أورهايمات الشعوب الهندو-أوروپية

في 2006، تم اكتشاف أدوات من حجر الصوان، عمرها 1.5 مليون سنة من حضارة أولدوان في داغستان، بشمال القوقاز، مبينة وجود البشر المبكرين منذ زمن بعيد. اكتشاف بعض أقدم الأدلة على وجود البشر المعاصرين السليمين تشريحياً في أي مكان في أوروبا قد أعرب عنه في 2007 من أقصى أعماق مسقط كوستنكي الأثري بالقرب من نهر الدون في روسيا، الذي سُنن إلى نحو40,000 سنة مضت.روسيا القطبية وصلها البشر منذ 40,000 سنة. كما كانت روسيا مقراً لبعض آخر النياندرتال كما دل اكتشاف هيكل عظمي جزئي لرضيع من النياندرتال في كهف مزمايسكايا في أديغيا، والذي سـُنـِّن لعمر 29,000 سنة فقط. وفي 2008، Russian فهماء الآثار الروس من معهد الآثار والأعراق في نوڤوسيبيرسك، العاملون في مسقط كهف دنيسوڤا في جبال ألطاي في سيبريا، اكتشفوا شظية عظم صغيرة عمرها 40,000 سنة من الإصبع الخنصر (الخامس) لـأشباه البشر، والذي دل تحليل الدنا على أنه نوع لم يكن معروفاً من قبل من البشر، والذي أُطلِق عليه اسم أشباه بشر دنيسوڤا.

وطيلة عصور ما قبل التاريخ كانت سهوب جنوب روسيا موئلاً لقبائل من الرعاة الرحل. وفي القِدم الكلاسيكي، كانت السهوب الپنطية تُعهد بإسم سكوذيا. بقايا تلك الثقافات التي بادت منذ زمن بعيد تم اكتشافها في القرن العشرين في أماكن مثل إيپاتوڤو،سينتاشتا،أركايم، وپازيريك.


التاريخ المبكر

القِدم

In the latter part of the 8th century BC, Greek merchants brought classical civilization to the trade emporiums in Tanais and Phanagoria.Gelonus was described by Herodotos as a huge (Europe's biggest) earth- and wood-fortified grad inhabited around 500 BC by Heloni and Budini. At about the 2nd century AD Goths migrated to the Black Sea, and in the 3rd and 4th centuries AD, a semi-legendary Gothic kingdom of Oium existed in Southern Russia until it was overrun by Huns. Between the 3rd and 6th centuries AD, the Bosporan Kingdom, a Hellenistic polity which succeeded the Greek colonies, was also overwhelmed by successive waves of nomadic invasions, led by warlike tribes which would often move on to Europe, as was the case with the Huns and Turkish Avars.

A Turkic people, the Khazars, ruled the lower Volga basin steppes between the Caspian and Black Seas through to the 8th century. Noted for their laws, tolerance, and cosmopolitanism, the Khazars were the main commercial link between the Baltic and the Muslim Abbasid empire centered in Baghdad. They were important allies of the Byzantine Empire, and waged a series of successful wars against the Arab Caliphates. In the 8th century, the Khazars embraced Judaism.

السلاڤ الشرقيون المبكرون

خريطة عامة للثقافات في روسيا الأوروبية حين وصل الڤرنگ وقبل بداية الاستعمار السلاڤي.

أقدم وصف أجنبي لروسيا خطه بن فضلان عام 922 م. فقد زار أحمد بن فضلان روسيا برسالة من الخليفة العباسي إلى ملك الصنطقبة.

وصل بن فضلان إلى بلقاريا (بشمال القوقاز) يوم 12 مايو922 م، وقد اتخذت تتارستان المعاصرة من تلك المناسبةً يوم عطلة دينية.

مولد الروسيا (509-1054)

لم يكن الصنطقبة إلا آخر الأقوام الكثيرين الذين كانوا يمرحون ويطربون في تربة الروسيا الخصبة، وسهولها الرحبة، وأنهارها الكثيرة الصالحة للملاحة، ويأسون لمناقعها العفنة، وغاباتها المانعة، وافتقارها إلى المعاقل الطبيعية التي تصد الأعداء الغازين، وصيفها الحار، وشتائها البارد. فلقد أنشأ اليونان منذ القرن السابع قبل الميلاد على أقل سواحلها جدباً أي شواطئ البحر الأسود الغربي والشمالي نحوعشرين بلدة-ألبيا Albia، وتانيس Tanais، وثيودوسيا Theodosja، وبنتيكبيوم Panticapium (كرتش Kerche). واقتتلوا مع السكوذيين الضاربين وراء هذه البلاد أوناصروهم. وسرت إلى هؤلاء الأقوام-وأكبر الظن أنهم من أصل إيراني-بعض عناصر الحضارة الفارسية واليونانية، بل إنهم قد خرج من بينهم فيلسوف-أناخارسيس Anacharsis 600 ق. م-قدم إلى أثينة وتناقش مع صولون.

ثم أقبلت في القرن الثاني قبل الميلاد قبيلة إيرانية أخرى هي قبيلة السرماتيين، وهزمت السكوذيين وسكنت ديارهم؛ واضمحلت المستعمرات اليونانية في هذا الاضطراب. ودخل البلاط القوط من الغرب في القرن الثاني بعد الميلاد، وأنشئوا مملكة القوط الشرقيين، ثم قضى الهون على هذه المملكة حوالي عام 375، ولم تكد سهول روسيا الجنوبية تشهد بعد هذا الغزوأية حضارة، بل شهدت هجرات متتابعة من أقوام بدو- هم البلغار، والآفار، والصنطقبة، والخزر، والمجر، والبتزيناك Patzinaks، والكومان Cumans، والمغول. وكان الخزر من أصل هجري زحفوا في القرن السبع مخترقين جبال القفقاس إلى جنوبي روسيا، وأنشأوا مُلكاً منظماً امتد من نهر الدنبير إلى بحر قزوين (بحر الخزر)، وشيدوا عاصمة لهم في مدينة إتيل itil على مصب نهر الفولجا Volga بالقرب من أستراخان الحاضرة، واعتنق ملكهم هووالطبقات العليا منهم الدين اليهودي وكانت تحيط بهم الدولتان المسيحية والإسلامية، ولكنهم فضلوا في أكبر الظن حتى يغضبوا الدولتين بدرجة واحدة عن حتى يغضبوا واحدة منهما غضباً يعرضهم للخطر، وأطلقوا في الوقت عينه الحرية الكاملة لأصحاب العقائد المتنوعة، فكانت لهم سبع محاكم توزع العدالة بين الناس- اثنتان للمسلمين، واثنتان للمسيحيين، واثنتان لليهود، وواحدة للكفر الوثنيين. وكان يسمح باستئناف أحكام المحاكم الخمس الأخيرة إلى المحكمتين الإسلاميتين، إذ كانوا يرون أنهما أكثر عدالة من المحاكم الأخرى(37). واجتمع التجار على اختلاف أديانهم في مدن الخزر تشجعهم على ذلك هذه السياسة المستنيرة، فنشأت هناك من ذلك تجارة منتعشة بين البحر البلطي وبحر قزوين، وأصبحت إتيل في القرن الثامن من أعظم مدن العالم التجارية. وهاجم الأتراك البدوخزاريا Khazaria في القرن التاسع؛ وعجزت الحكومة عن حتى تحمي مسالكها التجارية من اللصوصية والقرصنة، وذابت مملكة الخزر في القرن العاشر وعادت إلى الفوضى العنصرية التي نشأت منها.

واتىت من جبال الكربات في القرن السادس هجرة من القبائل الصقلبية إلى هذا الخليط الضارب في روسيا الجنوبية والوسطى. واستقرت هذه القبائل في وادي الدنيبر والدن، ثم انتشرت انتشاراً أرق إلى بحيرة إلمن Ilmen في الشمال، وظل أفرادها عدة قرون يتضاعفون، وهم في جميع عام يبترون الغابات ويجففون المستنقعات، ويقتلون الوحوش البرية، وينشئون بلاد أكرانيا. وانتشروا فوق السهول بفضل حركة من الإخصاب البشري لا يضارعهم فيها إلا الهنود والصينيون. ولقد كان هؤلاء الأقوام طوال التاريخ المعروف لا يقر لهم قرار- يهاجرون إلى بلاد القفقاس والهجرستان، وإلى أنطقيم أورال وسيبيريا، ولا تزال عملية الاستعمار هذه في مجراها في هذه الأيام؛ ولا يزال البحر الصقلبي العجاج يدخل جميع عام في خلجان عنصرية جديدة.


وأقبلت على العالم الصقلبي في بداية القرن التاسع غارة بدت وقتئذ أنها لا يؤبه بها. ذلك حتى أهل الشمال الإسكنديناويين كان في وسعهم حتى يوفروا بعض الرجال وبعض النشاط يقتطعونهما من هجماتهم على اسكتلندة، وأيسلندة، وأيرلندة، وإنجلترا، وألمانيا، وفرنسا، وأسبانيا، وأن يوجهوا إلى روسيا الشمالية عصابات مؤلفة من مائة أومائتين من الرجال، ينهبون بها الجماعات الضاربة حول للبحر البلطي، والفنلنديين، والصنطقبة، ثم يعودون بجر الحقائب بالغنائم. وشاء هؤلاء الفيرنج جار Vaerlnjar أوالفرنجيون Varangians أوالڤارنگ ("أتباع" الزعيم) حتى يحملوا تلصصهم بالقانون والنظام فأقاموا مراكز محصنة في طرقهم، ثم استقروا بالتدريج وكانوا أقلية اسكنديناوية من التجار المسلحين بين زراعين خاضعين لهم. واستأجرتهم بعض المدن ليكونوا حماة للأمن والنظام الاجتماعي. ويبدوحتى أولئك الحراس قد أحالوا أجورهم جزية، وأضحوا سادة من استخدموهم(38)، ولم يكد ينتصف القرن التاسع حتى أضحوا هم حكام نفجورود "الحصن الجديد"، وبسطوا ملكهم حتى وصلوا إلى كيف من الممكن أن في الجنوب، وارتبطت الطرق والمحلات التي كانوا يسيطرون عليها برباط غير وثيق فتألفت منها دولة تجارية وسياسية، سميت روس Ros أوRus وهي حدثة لا يزال اشتقاقها مثاراً للجدل الشديد. وربطت الأنهار العظيمة التي تحترق البلاد البحرين الأبيض في الشمال والأسود في الجنوب بالقنوات والطرق البرية القصيرة، وأغرت الفرنجيين بأن يوسعوا تجارتهم ويبسطوا سلطانهم نحوالجنوب. وسرعان ما أخذ هؤلاء التجار المحاربون البواسل يبيعون بضائعهم أوخدماتهم في القسطنطينية نفسها. ثم وقع ما يناقض هذا، وقع أنه لما أضحت التجارة على أنهار الدنيبر، والفلخوف Volkhov، ودوينا الغربي أكثر انتظاماً مما كانت قبل، أقبل التجار المسلمون من بغداد وبيزنطية، وأخذوا يستبدلون الفراء، والكهرمان، وعسل النحل، وشمعه، والرقيق، بالتوابل، والخمور، والحرير والجواهر، وهذا منشأ ما نجده من النقود الإسلامية والبيزنطية الكثيرة العدد على ضفاف تلك الأنهار وفي اسكنديناوة نفسها. ولما حالت سيطرة المسلمين على البحر المتوسط الشرقي دون وصول الحاصلات الأوربية مجتازة المسالك الفرنسية والإيطالية إلى ثغور البلاد الواقعة في شرق هذا البحر، واضمحلت مرسيليا، وجنوا وبيزا في القرنين التاسع والعاشر، وازدهرت في لقاء هذا في الروسيا مدائن نفجورود، وسمولنسك Smolensk، وشرينجوف Shernigov، وكيف، ورستوف Rostov بفضل التجارة الاسكنديناوية، والصقلبية، والإسلامية، والبيزنطية.

وخلع السجل القديم الروسي (القرن الثاني عشر) على هذا التسرب الاسكنديناوي شخصية تاريخية بقصته عن "الأمراء الثلاثة": وخلاصتها حتى السكان الفلنديين والصنطقبة في نفجورود وما حولها أخذوا يتقاتلون فيما بينهم بعد حتى طردوا سادتهم الفرنجيين، وبلغ من هذا التناحر حتى دعوا الفرنجيين حتى يرسلوا لهم حاكماً أوقائداً (862)، فاتىهم، كما تروي السيرة، ثلاثة أخوة-روريك Rurik، وسنيوس Sinues، وتروفور Truvor-وأنشئوا الدولة الروسية. وقد تكون هذه السيرة صادقة رغم تشكك المتأخرين فيها، وقد تكون طلاء وطنياً لفتح نفجورود على يد الاسكنديناويين. ويضيف السجل بعد ذلك حتى روريك أوفد اثنين من أعوانه هما أسكولد Ascold ودير Dir ليستوليا على القسطنطينية، وأن هذين الشماليين وقفا في طريقهما ليستوليا على كيف، ثم أعربا استقلالهما عن روريك والخزر جميعاً.

وبلغت كيف من الممكن أن في عام 860 من القوة مبلغاً أمكنها حتى تسير عمارة بحرية من ألف سفينة تهاجم القسطنطينية؛ وأخفقت الحملة في مهمتها، ولكن كيف من الممكن أن بقيت كما كانت مركزاً لروسيا التجاري والسياسي، وجمعت تحت سلطانها بلاداً واسعة ممتدة خلفها- وفي وسعنا حتى نقول بحق إذا حكامها الأولين- أسكولد Ascold، وأولج Oleg، وإيجور Igor لا روريك حاكم نفجورود-هم الذين أنشئوا الدولة الروسية. ووسع أولج، وإيجور، وألجا Oelga-الأميرة القديرة أرملة أولج-وابنها المحارب اسفياتسلاف Sivatoslav (962-972) مملكة كيف من الممكن أن حتى انضوت تحت لوائها القبائل الصقلبية كلها تقريباً، ومدائن بولوتسك Polotsk، واسمولنسك وشرنجوف، ورستوف. وحاولت الإمارة الناشئة بين عامي 860، 1043 ست مرات حتى تستولي على القسطنطينية. ألا ما أقدم زحف الروس على البسفور، وتعطش الروس إلى مخرج أمين إلى البحر المتوسط.

واعتنقت روس، كما سميت الإمارة الجديدة نفسها، تحت حكم فلديمير الخامس (972-1015) "دوق كيف من الممكن أن الأكبر"، الدين المسيحي (989). وتزوج فلاديمير أخت الإمبراطور باسيل الثاني، وظلت الروسيا من ذلك الوقت إلى عام 1917 ابنة للدولة البيزنطية في دينها، وحروفها الهجائية، وعملتها، وفنها. وشرح القساوسة اليونان لفلاديمير منشأ الملوك وحقهم الإلهيين، وما لهذه العقيدة من نفع في تثبيت النظام الاجتماعي واستقرار الملكية المطلقة(39). وبلغت دولة كيف من الممكن أن أوج عزها في عهد يروسلاف Yaroslav (1036-1054) بن فلاديمير، واعترفت بسلطانها اعترافاً غير أكيد جميع البلاد الممتدة من بحيرة لدوجا Ladoga والبحر البلطي إلى بحر قزوين، وجبال القفقاس، والبحر الأسود، وكانت الضرائب تجبي إليها من هذه البلاد. وامتصت في جسمها الغزاة الاسكنديناويين وغلب على هؤلاء الدم الصقلبي واللغة الصقلبية. وكان نظامها الاجتماعي أرستقراطياً صريحاً، فكان الأمراء يعهدون بمهام الإدارة والدفاع إلى طبقة عليا من النبلاء، وطائفة أخرى مثلهم ولكنها أقل منهم مقاماً يعهدون بالديتسكي dietski أوالأوتروكي Otroki أي الخدم أوالأتباع. ويلي هؤلاء في المنزلة طبقة التجار، وأهل المدن، ثم الزراع نصف العبيد، ثم العبيد أنفسهم. وأقر كتاب القانون المعروف باسم الرسكايا برافدا Raskaya Pravda أوالحق الروسي، الثأر الشخصي والمبارزة القانونية، وتبرئه المتهم بناء على إيمان الشهود، ولكنه أوجد نظام المحاكمة على أيدي اثني عشر محلفين من المواطنين(40). وأنشأ فلاديمير مدرسة للأولاد في كيف، وأنشأ باروسلاف مدرسة أخرى في نفجورود. وكانت كيف من الممكن أن وهي ملتقى السفن النهرية الآتية من أنهار يلخوف، ودفينا، ودنبير الأدنى تجبي الضرائب على المتاجر المارة بها، وسرعان ما بلغت من الثراء درجة أمكنتها من حتى تشيد أربعمائة كنيسة، وكاتدرائية كبيرة-تضارع أيا صوفيا-على الطراز البيزنطي. وجيء بالفنانين اليونان ليزينوا هذه المباني بالفسيفساء، والمظلمات وغيرها من ضروب الزينة البيزنطية، ودخلت فيها الموسيقى اليونانية لتمهد السبيل إلى نصرة الأغاني الروسية الجماعية. وأخذت الروسيا تحمل نفسها على مهل من غمار الأوحال والتراب، وتبني القصور لأمرائها، وتقيم القباب فوق أكواخ الطين، وتستعين بقوة أبنائها وجلدهم على بناء جزائر صغرى من الحضارة في بحر لم يخرج بعد من مظلمات الهمجية.


روسيا والمغول (1054-1315)

كانت قبائل نصف همجية تسيطر في القرن الحادي عشر على بلاد روسيا الجنوبية، وهذه القبائل هي الكومان Cumans، والبلغار، والخزر Khazars، والبلوفتسي، والبتزيناك Patzinaks... أما ما بقي من روسيا الأوربية فكان مقسماً إلى أربع وستين إمارة- أهمها كييف Kiev، وفلهينيا Volhynia، ونفجورود، وسزداليا Suzdalia، واسمولنسك Smolensk، وريازان Ryazan، وشرنيجوف Chernigov، وبرياسلافل Pereyaslavl. وكانت معظم هذه الإمارات تعترف بسيادة كييف عليها؛ ولما قربت منية يارسلاف Yaroslav أمير كييف الأكبر (1054) وزع هذه الولايات بترتيب أهميتها بين أبنائه حسب سنهم؛ فمنح أكبرهم إمارة كيف، ثم وضع نظاماً دورياً فذاً يقضي بأنه إذا توفي أمير ينتقل الباقون من الأمراء جميع منهم إلى الولاية التي تلي ولايته في الأهمية. وانقسمت طائفة من هذه الإمارات في القرن الثالث عشر إلى عدد من الإقطاعيات وراثية على مر الزمن، فكانت أساساً للنظام الإقطاعي المعدل الذي تعاون فيما بعد هووغارات المغول على إبقاء بلاد الروسيا بحالها التي كانت عليها في العصور الوسطى بعد حتى خرجت أوربا الغربية من هذه العصور. على حتى بلاد الروسيا كان لها في هذه الفترة صناعات يدوية نشيطة، وتجارة أغنى مما أصبح لها في كثير من القرون المتأخرة.

وكانت سلطة جميع أمير وراثية في العادة، ولكنها كانت تحددها جمعية شعبية تسمى الفيشي Veche ومجلس من أعيان البلاد يدعى بويارسكايا دوما Boyarskaya duma. وهجرت معظم الشئون الإدارية والقانونية في أيدي رجال الدين، وكادت فهم القراءة والكتابة تقتصر على هؤلاء هم وعدد قليل من الأعيان، والتجار، والمرابين. وقد استعان هؤلاء بالنصوص أوالنماذج البيزنطية، فأنشئوا للروسيا آدابها، وقوانينها، ودينها، وفنونها. وبفضل جهودهم هذبت وحددت الحقوق أوالقوانين الروسية Russkaya Pravda التي وضعت أول مرة في أيام يارسلاف، وصيغت صياغة قانونية (حول 1160). وجعلت للكنيسة الروسية الولاية النامة على شئون الدين ورجاله، وشئون الزواج والأخلاق والوصايا، وكان لها سلطان مطلق على الأرقاء وغيرهم من الموظفين الذين يعملون في أملاكها الواسعة. وارتفعت بفضل جهودها منزلة العبيد في الروسيا من الوجهة القانونية إلى حد ما، ولكن تجارة الرقيق ظلت قائمة حتى بلغت ذروتها في القرن الثاني عشر(7).

وشهد هذا القرن نفسه اضمحلال مملكة كييف وسقوطها، فقد كان للفوضى الإقطاعية السائدة في غرب أوربا ما يماثلها من الفوضى السائدة بين القبائل والأمراء؛ وشبت بين عامي 1054،1224 ثلاث وثمانون حرباً أهلية في الرسيا، وأغير عليها ست وأربعون مرة، وشنت دول روسية ست عشرة حرباً على شعوب غير روسية، وتنازع 293 أميراً عرش أربع وستين إمارة(8). وحدثت في عام 1113 اضطرابات ثورية في كيف من الممكن أن كان سببها ما حل بالأهلين من فقر من جراء الحروب، وارتفاع ثمن الفائدة على الديون، والاستغلال، والتعطل. وهاجمت الجماهير الحانقة الثائرة بيوت رجال الأعمال والمرابين ونهبتها، واحتلت دواوين الحكومة وبسطت سيادتها عليها لحظة من الزمان. واستدعت الجمعية البلدية مونوماخ Monomakh أمير برياسلافل ليكون أمير كييف الأعظم؛ واتى الأمير وهوكاره، وقام فيها بما قام به صولون في أثينا عام 594 ق.م.، فخفض ثمن الفائدة على القروض، وقيد بيع المدينين المفلسين أرقاء من تلقاء أنفسهم، كما قيد سلطة أرباب الأعمال على العمال والموظفين؛ فاستطاع بفضل هذه الوسائل وأمثالها- التي لم يرض عنها الأغنياء ووصفوها بأنها بمثابة مصادرة لأموالهم، وعابها الفقراء لأنها في نظرهم غير كافية- حتى ينجي المدينة من الثورة ويعيد تنظيم السلام في ربوعها(9). وبذل جهوداً كبيرة للقضاء على نزاع الأمراء وحروبهم، وتوحيد بلاد الروسيا من الوجهة السياسية. ولكن هذا العمل كان أكبر من حتى يقوم به في حكمه الذي لم يدم أكثر من اثني عشر عاماً.

وعاد النزاع بيم الأمراء وبين الطبقات بعد موته إلى ما كان عليه من قبل. وفي هذه الأثناء كانت سيطرة القبائل الأجنبية سيطرة مستمرة على المجاري الدنيا لأنهار الدنيستر، والدنيبر، والدن؛ وكان نموالتجارة الإيطالية في القسطنطينية، والبحر الأسود، وموانئ الشام، قد حولا إلى خلجان البحر المتوسط كثيراً من التجارة التي كانت تنتقل قبل ذلك الوقت من بلاد الإسلام وبيزنطية إلى دويلات البحر البلطي مارة بأنهار الروسيا. ونقصت من جراء ذلك ثروة كيف من الممكن أن وضعفت وسائلها المادية وروحها المعنوية، وأخذ جيرانها الهمج منذ عام 1096 يغيرون على ما وراءها من الأصقاع وما حولها من الضواحي، ينهبون الأديرة ويبيعون من يأسرونهم من الفلاحين بيع الرقيق. وأضحت كيف من الممكن أن مكاناً غير أمين، فنقص سكانها، وأدى هذا إلى نقص الأيدي العاملة فيها. وهاجم جيش أندرى بجوليوبسكي Andrey Bogolyubski كيف من الممكن أن في عام 1169، ونهبها وخربها تخريباً كاملاً، واسترق آلافاً من أهلها حتى كادت "أم المدائن الروسية" يعفوذكرها من التاريخ مدى ثلاثة قرون. وأتم هذه الخراب الذي حل بكييف استيلاء البنادقة والفرنجة على القسطنطينية في عام 1204، وغارات المغول التي امتدت من عام 1229 إلى عام 1240.

وانتقلت زعامة الروسيا في النصف الثاني من القرن الثاني عشر من "الروس الصغار" أهل أكرنيا إلى "الروس الكبار" الأكثر منهم غلظة وأقدر منهم على تحمل المشقة، وهم أهل الإقليم المحيط بموسكووالممتد على ضفتي الفلجا الأعلى. وكانت موسكوقد أنشئت في عام 1156، ولم تكن في ذلك الوقت إلا قرية صغيرة تستخدمها سوزداليا Suzdalia (التي كانت تمتد في الجهة الشمالية من موسكو) مركزاً أمامياً على حدودها على الطريق الذي يصل مدائن فلادمير Vladimir وسزدال Suzdal بكييف. وحارب أندري بجوليوبسكي (1157-1174) ليجعل إمارة سوزداليا الجالس هوعلى عرشها صاحبة السيادة على الروسيا بأجمعها. ولكنه اغتيل وهويقاتل ليخضع نفجورود لسلطانه كما اخضع كيف من الممكن أن من قبل.

وكانت مدينة نفجورود واقعة في الشمال الغربي من الروسيا على ضفتي نهر فلخوف Volkhav قرب مخرج هذه النهر من بحيرة إلمن Ilmen. وإذ كان نهر فلخوف يصب في بحيرة لدوجا Lagoga في الشمال، وكانت أنهار أخرى تخرج من بحيرة إلمن متجهة نحوالجنوب والغرب والى البحر البلطي عن طريق بحيرة لدوجا، فإن هذه المدينة لم تكن قريبة من الحدود قرباً يهدد أمنها، ولا هي بعيدة عنها بعداً يضر بتجارتها، ولهذا نشأن فيها تجارة داخلية وخارجية نشيطة، وأضحت هي المركز الشرقي لتجارة مدن العصبة الهانسية. فكانت تتجر عن طريق نهر الدنيبر مع كييف وبيزنطية، وعن طريق نهر الفلجا مع بلاد الإسلام. وكادت تحتكر تجارة الفراء الروسية لأن سلطانها كان يمتد من بسكوف Pskov في الغرب إلى المحيط الجامد الشمالي، ويكاد يصل إلى جبال أورال في الشرق. وسيطر تجار نفجورود الأقوياء الأشراف بعد عام 1196 على الجمعية التي كانت تحكم الإمارة عن طريق أميرها المنتخب. فقد كانت هذه المدينة- الدولة جمهورية حرة تطلق على نفسها اسم "سيدي نفجورود الأكبر". فإذا لم ينل أمير لها رضاء أهلها فإن "سكانها يقدمون له واجب الاحترام ويرشدونه إلى طريق الخروج" من المدينة؛ فإذا قاومهم زجّوه في السجن؛ ولما أراد اسفياتوبولك Sviatopolk أمير كيف من الممكن أن الأكبر حتى ينصب ابنه أميراً عليهم رغم أنوفهم (1015) نطق له أهل نفجورود: "ابعثه إلى هنا إذا كان له رأس ليس هوفي حاجة إليه"(10). ولكن الجمهورية لم تكن ديمقراطية، لأن العمال وصغار التجار لم يكن لهم صوت في حكومتها، ولم تكن في وسعهم حتى يؤثروا في سياستها إلا بالعصيان المتكرر.

وبلغت نفجورود ذروة مجدها في عهد الأمير ألكسندر نفسكي Alexander Nevsky (1238-1263) فقد أراد البابا جريجوري التاسع حتى يخرج الروسيا من الممضى المسيحي اليوناني إلى الممضى اللاتيني، ونادى إلى حرب صليبية على نفجورود؛ وظهر جيش سويدي على نهر النيفا، فهزمه ألكسندر بالقرب من مدينة ليننغراد الحالية (1240) واشتق لقبه من اسم هذا النهر. وكان نصره هذا أعظم من حتى يبقيه رئيساً لجمهورية، فنفي بسببه من المدينة، فلما حتى تولي الألمان الحرب الصليبية، واستولوت على بسكوف وتقدموا حتى أصبحوا على بعد سبعة عشر ميلاً من نفجورود، توسلت الجمعية المرتاعة إلى ألكسندر حتى يعود، فعاد، واسترد المدينة، وهزم فرسان ليفونيا Livonine على جليد بحيرة بيبوس (1242) وقضي سنيه الأخيرة ذليلاً مهيناً يتزعم أهل بلده تحت نير المغول.

ذلك حتى المغول دخلوا الروسيا بقوات لا حصر لها. اتىوا من الهجرستان، واخترقوا جبال القفقاس، وأبادوا عندها جيشاً من الكرج، ونهبوا بلاد القزم. واستنجد القومان، الذين ظلوا عدة قرون يحاربون كيف، بالروس ونطقوا لهم: "لقد امتلكوا اليوم ديارنا، وسيملكون دياركم غداً"(11) وعهد بعض المراء الروس صدق قولهم وقادوا عدة فرق يريدون حتى ينضموا بها للدفاع عن القومان. وبعث المغول رسلاً منهم يعرضون على الروس حتى يحالفوهم ضد القومان، فقتل الروس الرسل ودارت معركة على شاطئ نهر كلك Kalak بالقرب من بحر آزوف Azov، هزم فيها المغول جيش الروس والقومان، وأسروا عدداً من قواد الروس بالخيانة، وكبلوهم بالأغلال، وأقاموا فوقهم طواراً جلس عليه كبار رجال المغول ليطعموا وليمة النصر، بينا كان الأسرى الأشراف يموتون اختناقاً (1223).

ثم ارتد المغول إلى منغوليا، وصرفوا جهودهم في فتح الصين، وعاد الأمراء الروس إلى الحرب فيما بينهم، ولكن المغول عادوا في عام 1237 بقيادة باتوBatu ابن ابن أخي جنكيز خان؛ وكانت عدتهم 500.000كلهم تقريباً من الفرسان؛ وكان الطريق الذي اتىوا منه حول الطرف الشمالي من بحر الخزر، وأعملوا السيف في رقاب الضاربين على ضفتي نهر الفجا، وخربوا مدينة بلغار Bolgar عاصمتهم. وبعث باتوبرسالة إلى أمير ريازان يقول فيها: "إن كنت تبغي السلم فأعطنا عشر ما عندك"، فرد عليه بقوله: "إن في وسعك حتى تأخذ جميع ما عندنا بعد حتى نموت"(12)، واستنجدت ريازان بالإمارات الروسية، فأبت حتى تنجدها؛ فقاتلت وحدها قتال الأبطال، وخسرت جميع ما تملكه، فقد نهب المغول الذين لا يغلبون جميع مدن ريازان، وحاصروا فلدمير؛ واجتاحوا سورذاليا، وبددوا جيشها، وحرقوا مسكو، وحاصروا فلدمير؛ وقص النبلاء شعرهم واختبئوا في الكنائس ولبسوا مسوح الرهبان، فلما أحرقت الكنيسة والمدينة كلها قتلوا عن آخرهم؛ ودمرت النيران سوزال، ورستوف، وعدداً كبيراً من قرى الإمارة (1238). وزحف المغول على نفجورود، فلما وقفت في سبيلهم الغابات الكثيفة، والأنهار الغزيرة المياه، خربوا شرنجوف Chernigov وبريسلافل، وبلغوا في زحفهم مدينة كييف وبعثوا برسلهم يطلبون إلى المدينة الاستسلام؛ ولما اغتال أهل كييف الرسل، عبر المغول نهر الدنيبر، وتغلبوا عليها بالقوة بعد مقاومة ضعيفة، وخربوا المدينة، وقتلوا آلافاً مؤلفة من أهلها؛ ولما حتى رأى جيوفني ده بيانوكربيني هذه المدينة بعد ست سنين من ذلك الوقت، وصفها بأنها بلدة تحتوي على مائتي كوخ، وأن الأرض التي حولها كانت تتناثر فيها الجماجم. ولم تكن الطبقات الوسطى والعليا تجرؤ في يوم من الأيام على حتى تسلح الفلاحين أوالعامة من سكان المدينة، فلما حتى اتى المغول كان الأهلون ضعافاً عاجزين عن الدفاع عن أنفسهم. فأخذ الفاتحون يقتلون أويسترقونهم كما يحلولهم.

وتقدم المغول إلى وسط أوربا يغلبون ويُغلبون، ثم عادوا أدراجهم مخترقين الروسيا يعيثون فيها فساداً، فأقاموا على أحد روافد الفلجا مدينة سراي Sarai واتخذوها عاصمة لعشائر مستقلة تعهد باسم الحشد المضىي. وظل باتووخلفاؤه يسيطرون على الجزء الأكبر من الروسيا مدة مائتي عام وأربعين عاماً من ذلك الوقت؛ وسمح للأمراء الروس بأن يحتفظوا بأرضهم على شرط حتى يؤدوا عنها جزية سنوية لخان الحشد المضىي، أوللخان الأعظم لقرقورم المغولية، وأن يقدموا من حين إلى حين بزيارة لهذا أوذاك يقدمون لهما فروض الولاء، ويبترون فيها مسافات طويلة. وكان المراء يجمعون هذا الخراج ويفرضونه على الأهلين بالمساواة القاسية، يدفع الغني منه بقدر ما يدفع الفقر، ومن عجز عن الدفع بِيْع بَيْع الرقيق. واستسلم الأمراء وخضعوا لسيادة المغول لأنها حمتهم من الثورات الاجتماعية، وانضموا إلى المغول في هجومهم على الشعوب الأخرى ومن بينها الإمارات الروسية نفسها. وتزوج كثيرون من الروس مغوليات، ولربما دخلت بعض ملامح الوجوه، والأخلاق المغولية، في السلالات الروسية(13). وأخذ بعض الروس عن المغول أساليبهم في التحدث والملبس. ولما أصبحت الروسيا تابعة لدولة أسيوية انفصلت إلى حد كبير عن الحضارة الأوربية، وتعاون استبداد الخان مع استبداد أباطرة بيزنطية على إيجاد "حاكم جميع الروس المطلق" في الدولة المسكوفية المتأخرة.

وعهد زعماء المغول أنهم لا يستطيعون إخضاع الروسيا بالقوة وحدها، فاصطلحوا مع الكنيسة الروسية، وحموا لها ممتلكاتها ورجالها، وأعفوا هذه الممتلكات وأولئك الرجال من الضرائب، وجعلوا الإعدام عقاباً لمن ينتهك حرماتها. وقابلت الكنيسة هذا الجميل بمثله- أولعلها أرغمت على رده إرغاماً- فأوصت الروس بالخضوع للسادة المغول، ودعت الله جهرة حتى يهبهم السلامة(14). وأراد آلاف من الروس حتى يضمنوا لأنفسهم الأمن والسلام وسط عواصف الرعب فترهبوا؛ وتوالت الهبات على المؤسسات الدينية، حتى أثرت الكنيسة الروسية ثراء فاحشاً وسط الفقر السائد في جميع البلاد. ونمت في الشعوب روح الخضوع والاستسلام، ومهدت السبيل إلى الاستبداد الذي سلط عليها قروناً طوالاً. لكن الروسيا ظلت مع ذلك هي الروسيا وإن حنت رأسها لعاصفة المغول الهواتى، ووقفت سداً منيعاً تصد عن أوربا سيل الغزاة الأسيويين، فقد تحطمت قوة التيار البشري الجارف على صخرة الأجناس الصقلبية- الروس، والبوهيميين، والمورافيين، والبولنديين- والمجرية؛ وقضت أوربا الغربية فترة من الزمن ترتجف من الهول ولكنها لم تكد يمسها أذى. ولعل بقية أوربا استطاعت حتى تسير في طريقها نحوالحرية والسياسة والعقلية، ونحوالثروة، والنعيم، والفن، لأن الروسيا ظلت مائتي عام مغلوبة، ذليلة، راكدة، فقيرة.


روسيا المقدسة 1584 - 1645

الشعب

نطق نادزدين في 1831: "ما عليك إلا حتى تلقي نظرة على خريطة العالم ليتولاك الرعب إزاء قدر روسيا وما قسم لها". وكانت قد وصلت في 1638 إلى المحيط الهادي عبر سبريا، وإلى بحر قزوين عبر نهر الفولجا، ولم تكن على أية حال، فقد وصلت بعد إلى البحر الأسود، فقد اقتضى هذا حروباً كثيرة. ولم يجاوز عدد السكان عشرة ملايين في 1571(99). وكان يمكن حتى توفر الأرض الغذاء لهذه الملايين في سهولة ويسر، ولولا حتى الفلاحة الطائشة المهملة أنهكت المغرسة تلوالأخرى، فانتقل الفلاحون إلى أرض أقوى وأخصب.

ويبدوحتى هذه النزعة إلى الهجرة أسهمت في نشأة الرقيق. ذلك حتى معظم المستأجرين كانوا يحصلون من النبلاء ملاك الأرض على سلفيات لتنظيف المغرسة وتجهيزها بالأدوات وإعدادها للغرس. وكانوا يدفعون على هذه القروض نحو20%(40)، فلما عجز الكثير منهم عن سداد ما اقترضوا صاروا أرقاء لهؤلاء الملاك. لأن قانونا صدر في 1497 نص على حتىقد يكون المدين المقصر في الدفع عبداً لدائنه حتى يوفي الدين.وتفادياً لهذه العبودية هرب بعض الفلاحين إلى معسكرات القوازق في الجنوب. وحصل بعضهم على حريته بالموافقة على استصلاح أراضي جديدة غير ممهدة. وبهذه الطريقة استوطنت سيبيريا، وهاجر بعضهم إلى المدن حيث اشتغلوا ببعض الحرف، أواشتغلوا في المناجم أوصناعة المعادن أوصناعة الذخيرة، أوخدموا التجار، أوتجولوا في الشوارع يبيعون السلع. وشكا الملاك من حتى هجرة المستأجرين عن المزارع- دون دفع ديونهم عادة- قد عوقت الإنتاج الزراعي؛ وجعلت من المتعذر على الملاك دفع الضرائب المتزايدة التي تطلبها الدولة. وفي 1581 وضماناً لاستمرار غرس الأرض؛ حرم إيفان الرهيب على المستأجرين لدى طبقة الأوبرشنيكي- رجال الإدارة- حتى يهجروا المزارع دون موافقة الملاك؛ وعلى الرغم من حتى هذه الطبقة كانت تفقد الآن مركزها الممتاز شيئاً فشيئاً. فقد بقي الرقيق الذي نشأ بهذه الطريقة يعمل في ضياعها. وسرعان ما طلب النبلاء ورجال الدين الذين تملكوا الجزء الأكبر من أرض روسيا؛ مستأجريهم بهذا. فكان الفلاحون الروس في الحقيقة؛ إذا لم يكن بمقتضى القانون؛ أرقاء مرتبطين بالأرض(41).

روسء الكييڤية في القرن 11

وكانت روسيا لا تزال لاصقة بالهمجية. فالسلوك فظ غليظ؛ والنظافة ترف نادر؛ والأمية امتياز طبقي؛ والتعليم بدائي، والأدب في معظمه حوليات رهبانية أوعظات دينية أونصوص طقسية، والخط الخمسمائة التي نشرت في روسيا بين عامي 1613 و1682 كانت كلها تقريباً دينية(42). ولعبت الموسيقى دوراً هائلاً في الدين وفي البيت. وكان الفن خادماً للعقيدة الأرثوذكسية، وشادت الهندسة المعمارية كنائس معقدة زاخرة بأماكن الصلوات والمعابد الصغيرة الملحقة بها. وبالمباني الناشئة عنها، وبالقباب البصلية الشكل، مثل كنيسة عذراء الدون في موسكو. وزين فن الرسم جدران الكنائس والأديار بالرسوم الجصية التي حجب الآن معظمها، أوبالصور الدينية والأيقونات الغنية بالإبداع التصويري لا المهارة الفنية(43)، كما هوالحال في كنيسة معجزة سان ميكاييل في كراكاو. وفي 1600 لم يعد رسم الأيقونات فناً بل أصبح صناعة تنتج بتراً متماثلة على نطاق واسع، للتعبد والتبتل والتقوى داخل البيوت أما الإنتاج الفني البارز في هذا العصر فهوبرج الناقوس الذي يبلغ ارتفاعه مائة متر- وهوبرج إيفان فلكي (جون الأكبر) الذي أقامه أحد المهندسين الألمان في ميدان الكرملين (حوالي 1600) كجزء من برنامج بوريس جودونوف في الأشغال العامة لتخفيف حدة التعطل.

وفي الكنائس الفخمة المـتألقة بالزخارف الثمينة، المعتمة بالكآبة المتعمدة والتي تجلب النعاس بالطقوس المهيبة والتراتيل والصلوات الجهورية الرنانة، طبع رجال الدين الأرثوذكس الناس على التقوى والطاعة والأمل المتواضع. وقل حتى تعاونت عقيدة ما مع الحومة مثل هذا التعاون الوثيق. وضرب القيصر المثل في التمسك المخلص الصادق بالدين وفي البر بالكنيسة، ولقاء هذا أحاطته الكنيسة، بدورها، بهالة من القداسة الرهيبة، وجعلت من عرشه حرماً منيعاً لا تنتهك حرمته، وغرست في الأذهان حتى الخضوع له وخدمته واجب يلتزم به الناس أمام الله. وأسس بوريس جودونوف البطريركية الروسية مستقلة عن القسطنطينية (1598) ولمدة قرن من الزمان نافس مطران موسكوالمقام السامي للقيصر ومكانته العالية، وفي بعض الأحيان تحدى سلطانه. وفي 1594 عندما أوقد البابا كليمنت الثامن إلى موسكو، بعثة تقترح اتحاد الكنيسة الأرثوذكسية واللاتينية تحت زعامة البابا، رفض بوريس الاقتراح قائلاً: "إن موسكوهي الآن رومة ذات الممضى القديم الحق (الأرثودكسي)". وجعل الجميع يوجهون الدعوات ويقيمون الصلوات من أجله وهووحده بوصفه "الحاكم المسيحي على الأرض"(44).

Sacking of Suzdal by Batu Khan in February, 1238: a miniature from the sixteenth century chronicle

بوريس جودونوف 1584 - 1605

لم يكن بوريس في الواقع بعد إلا حاكماً فقط. أما القيصر فكان فيودور الأول إيفانوفتش (1584- 1598)، الابن الهزيل لإيفان الرابع الرهيب وآخر أفراد "آل روريك" (مؤسس روسيا). وكان فيودور قد شهد موت أخيه الأكبر بضربة شيطانية من أبيه، فلم يشأ حتى يتشبث بإرادته أويعارض في شيء، وانزوى هرباً من مخاطر القصر، منصرفاً إلى العبادة والتبتل، وعلى الرغم من حتى شعبه لقبه "بالقديس" فإنه أيقن أنه كانت تعوزه القوة والصلابة ليحكم الرجال. وكان إيفان الرابع قد عين مجلساً لتوجيه الشاب وتقديم النصح والمشورة له. ولكن أحد أعضائه، وهوأخوزوجة فيودور- بوريس جودونوف- سيطر وقبض على زمام الأمور، وأصبح حاكم البلاد.

وكان إيفان الرابع قد خلف من زوجته السابعة والأخيرة، ابناً آخر، هوديمتري إيفانوفتش الذي كان آنذاك (1584) في الثالثة من عمره، ورغبة من المجلس في حتى يجنب الطفل أخطار الدسائس- بخلاف دسائسه هو، أي المجلس- أوفد الطفل وأمه للإقامة في أوجليبش، على بعد نحو120 ميلاً إلى الشمال من موسكو. وهناك في 1591 قضى ابن القيصر نحبه بطريقة لم يتم التحقق منها بعد. وتصدت إلى هذه البلدة لجنة للتحقيق في الحادث، يرأسها الأمير فاسيلي شويسكي أحد أعضاء المجلس، واتى تقريرها يقول بأن الصبي بتر حلقومه في نوبة صرع ألمت به. ولكن أم ديمتري وجهت الاتهام بأنه اغتال بأمر من جودونوف(45). ولكن جريمة بوريس لم تثبت قط، ولا تزال مثار جدل بين بعض المؤرخين(46). وأجبرت الأم على الترهب، ونُفي أقرباؤها من موسكو، وأضيف ديمتري إلى قائمة القديسين الأرثودكس، وطواه النسيان إلى حين.

Prince Michael of Chernigov was ordered to worship fire at the camp of باطوخان. Mongols stabbed him to death for his refusal to renounce Christianity and take part in the pagan ritual.
ألكسندر نڤسكي في القبيل المضىي

وكان بوريس - مثل ريتشارد الثالث في إنجلترا- أكثر توفيقاً في الحكم أثناء وصايته على العرش، منه بعد تربعه عليه فيما بعد. وعلى الرغم من أنه كان ينقصه التعليم الرسمي النظامي، بل من الممكن كان أمياً، فقد أوتي مقدرة جبارة، ويبدوأنه بذل جهود مضنية للقاءة مشاكل الحياة في روسيا. فأصلح الإدارة الداخلية، وحد من فساد القضاء، وأولى الطبقات الدنيا والوسطى عطفاً ورعاية، وكلف الأشغال العامة بتهيئة فرص العمل للفقراء من سكان المدن، وخفف من أعباء الأرقاء والتزاماتهم، وكان- كما يقول أحد كتاب الحوليات المعاصر- "محبوباً لدى جميع الناس"(47). وحظي باحترام الدول الأجنبية وثقتها(48). ولما توفي القيصر فيودور الأول (1598) طلبت الجمعية الوطنية من جودونوف بالإجماع حتى يتولى العرش. فقبله مع تظاهره بالمعارضة خجلاً من أنه غير جدير به، ولكن ثمة شبهة بأن عملاءه كانوا قد مهدوا السبيل في الجمعية الوطنية. ونازع جماعة من النبلاء من الذين كرهوا منه دفاعه عن طبقة العامة(49). نازعوا في حقه في اعتلاء العرش. تآمروا على خلعه، فأودع بوريس بعضهم السجن ونفى آخرين، وأرغم فيودور رومانوف (والد أول قيصر من أسرة رومانوف). على حتى يدخل في سلك الرهبنة. ومات نفر من هذه المجموعة المغلوبة على أمرها. في ظروف مواتية لبوريس إلى حد اتهامه بتدبير قتلهم. ولما كان يعيش آنذاك في جومن الشك والفزع. فإنه بث العيون والأرصاد هنا وهناك. وأبعد المشتبه فيهم وصادر أملاكهم. وأعدم الرجال والنساء. وانهارت شعبيته الأولى. وهجرته السنوات العجاف من (1600- 1604) بغير تأييد ومساندة من الأهالي الذين يتضورون جوعاً في لقاءة المكائد التي كان يديرها النبلاء في تصميم وعناد.

أثناء حكم دانيال

وثمة مكيدة أصبحت ذات شهرة في التاريخ، والأدب والموسيقى. ففي 1603 ظهر في بولندة شاب ادعى أنه ديمتري المفروض أنه مات. والوريث الشرعي لعرش فيودور إيفانوفتش. واعتبر بوريس الواثق من نفسه(50)، حتى هذا الشاب ليس إلا جريشكا أوتربيف الراهب الذي جرد من ردائه الكهنوتي، والذي كان من قبل في خدمة آل رومانوف. أما البولنديون الذين كانوا يخشون توسع روسيا، فقد سرهم حتى يجدوا بينهم وفي متناول يدهم، من يطالب بالتاج المسكوفي، وابتهجوا أكثر من ذلك بزواج "ديمتري" هذا من بنت بولندية، واعتناقه الكاثوليكية. وتغاضى سجسمند الثالث الذي كان قد سقط لتوه (1602) هدنة مدتها عشرون عاماً مع روسيا، عن حشد ديمتري لمتطوعين بولنديين. وناصر الجزويت بشدة قضية هذا المدعي. وفي أكتوبر 1604 عبر ديمتري نهر الدنيير مع أربعة آلاف رجل. فيهم المنفيون الروس، وجنود مرتزقة ألمان، وفرسان بولنديون. وأيده النبلاء الروس سراً، ولوأنهم تظاهروا بالحياد. وانضم الفلاحون الآبقين إلى القوات المتقدمة، ورجب الشعب الجائع الذي طال انتظاره للتعلل بأمل كاذب، بديمتري الجديد، وحمل لواءه رمزاً للملكية الشرعية والأماني اليائسة. ووسط الهتاف تحرك الجمهور المتضرع نحوموسكومن الغرب، وانقض من الجنوب القوازق المستعدون دوماً للنزال. وانقلبت الحركة إلى ثورة.

إيڤان الثالث يمزق رسالة الخان، أمام الرسول الذي أحضرها، وطانت تطالبه بالجزية.

ولما رأى بوريس حتى هذا بمثابة غزوبولندي، بعث بجيشه إلى الغرب، وهزم فصيلة من قوات ديمتري، ولكنه لم يدرك البقية. ولم يتلقى جودونوف وهوقابع في قصر الكرملن إلا أنباء جمهور الرعاع الزاحف المتزايد عدده. والسخط الذي ينتشر، والأنخاب التي يشربها البويار (النبلاء) حتى في موسكو، في صحة ديمتري الذي أعربوا على الشعب أنه ابن القيصر المقدس الذي اختاره الله ليكون قيصراً. وفجأة، وبعد شكوك وآلام مبرحة معروفة لدى بوشكين وموسور حسكي، ولا يفهم التاريخ عنها شيئاً- توفي بوريس (13 إبريل 1605) وأوصى البطريك بسمانوف والنبلاء خيراً. ولكن البطريك والنبلاء تحولوا إلى المدعي، وقتل ابن جودونوف وأرملته، وفي غمرة النشوة الوطنية رحب، بديمتري الزائف، وتوج قيصراً على روسيا بأسرها.

زمن الشدائد 1605 - 1613

سقوط جمهورية نوڤگورود عام 1478. إلى اليمين تقف مارفا بورتسكايا.
إيڤان الرابع.

لم يكن القيصر الجديد حاكماً غير صالح، كما هي شيمة الملوك، ولم يكن ذا قوام يبعث على الرهبة ولا بهي الطلعة، ولكنه كان برغم هذا وذاك قادراً على امتشاق الحسام وامتطاء الخيل، مثل أي نبيل كريم المحتد. وتحلى القيصر الجديد برجاحة العقل وسعة الإدراك وفصاحة اللسان وحلاوة الشمائل، وبساطة غير متكلفة صدمت فواعد السلوك والتشريفات في حياة القصور. وأدهش موظفيه باهتمامه الجاد بالإدارة، كما أدهش جيشه بتولي تدريبه بنفسه. ولكن تعاليه على بيئته كان متعمداً واضحاً أكثر مما ينبغي. فأبدى احتقاره صراحة لخشونة النبلاء وأميتهم وجهلهم، واقترح إرسال أبنائهم لتلقي الفهم في الغرب، وسعى إلى استقدام مفهمين أجانب لتأسيس مدارس ثانوية في موسكو. وسخر من العادات الروسية، وأغفل الطقوس الأرثوذكسية، وأهمل تحية صور القديسين، وتناول طعامه دون حتى ترش مائدته بالماء المقدس، وأكل لحم العجل الذي اعتبرته الطقوس نجساً. وأخفى- وربما لم يأخذ يوماً بمأخذ الجد- تحوله إلى الكاثوليكية، ولكنه أحضر إلى موسكوزوجته البولندية الكاثوليكية، يحف بها أخوة فرنسيسكان وممثل البابا. وكان في بطانته هونفسه نفر من البولنديين والجزويت، وأنفق في سخاء من أموال الخزانة، فضاعف رواتب ضباط الجيش، وخصص لأصدقائه الضياع المصادرة من أسرة جودونوف. ولما كان لا يهوى السكون، كما كان رجلاً عسكرياً فإنه دبر حملة ضد خان القرم وأعرب الحرب عملياً بإرساله سترة من جلد الخنزير إلى الحاكم المسلم. وربما كاد حتى يخلي موسكومن الجنود تماماً، بإصداره أوامره إليهم بالتحرك نحوالجنوب، وخشي النبلاء أنه كان يفتح العاصمة لغزوٍ بولندي.

وبعد اعتلاء ديمتري عرش روسيا ببضعة أسابيع تآمرت زمرة من النبلاء بزعامة شويسكي على خلعه. واعترف شويسكي بأنه لم يقر أويعترف "بالمدعي" إلا لمجرد التخلص من جودونوف، أما الآن فيجب إبعاد الإدارة التي اصطنعت لهذا الغرض، وإجلاس نبيل أصيل على العرش(51). وكشف ديمتري المؤامرة، وأعتقل زعماءها، وبدلاً من الإسراع بإعدامهم، كما تقضي بذلك التنطقيد، منحهم الحق في حتى يحاكموا أمام الجمعية الوطنية التي اختير أعضاؤها لأول مرة من بين جميع الصفوف والطبقات. فلما أصدرت حكمها على شويسكي وآخرين بالإعدام خفف ديمتري الحكم إلى النفي، وبعد خمسة أشهر أباح للمنفيين العودة. وكان كثير من الناس يعتقدون أنه ابن إيفان الرهيب، ولكنهم شعروا الآن- بعد تصرفه على هذا النحو- حتى مثل هذا الاعتدال أوالرفق غير التقليدي يلقي ظلالاً من الشك على أبوته الملكية. وعاد المتآمرون المعفوعنهم إلى تدبير المؤامرات من جديد. واشهجرت فيها أسرة رومانوف التي احتمى ديمتري بظل الانتساب إليها. وفي 17 مايو1606 اقتحم شويسكي الكرملن بأتباعه المسلحين. ودافع ديمتري عن نفسه دفاعاً مجيداً، وقتل بيده كثيراً من مهاجميه، ولكنه في النهاية غلب على أمره وذبح. وعرضت جثته في ساحة الإعدام، وألقى على وجهه قناع حقير، ووضع في فمه مزمار، ثم بعد ذلك أحرقت الجثة، وأطلق عليها مدفع حتى تذروالرياح رمادها فلا تبعث من حديث بعد الآن.

كوزما مينين يناشد سكان نژني نوڤگورود ليشكلوا جيش من المتطوعين لصد الغزاة البولنديين.

ونادى النبلاء المنتصرون بشويسكي قيصراً تحت اسم فاسيلي الرابع: وآلى على نفسه ألا يعدم أحداً ولا يصادر أملاكاً، دون موافقة "الدوما" (مجلس النبلاء). وأقسم في كاتدرائية أوسبنسكي أغلظ الإيمان بأنه "لن يلحق بأي إنسان أذى دون موافقة المجلس "أي الجمعية العمومية التي تضم جميع الطبقات". وغالباً ما انتهكت هذه الضمانات، ولكنها كانت على أية حال خطوة تاريخية على طريق تطوير الحكومة في روسيا.

وأخفقوا في تهدئة تلك العناصر الكبيرة من السكان التي تولاها الحزن والأسى لخلع ديمتري. فاندلعت ثورة في الشمال، ونصب زعيماً لها "ديمتري" زائف آخر، أمده سجسمند الثالث ملك بولندة بعون غير رسمي. فالتمس شويسكي العون من شارل التاسع ملك السويد، عدوسجسمند، وأوفد شارل قوة سويدية إلى روسيا، فأعرب سجسمند الحرب عليها، واستولى قائده زلكوسكي على موسكو، وخلع شويسكي (1610) وحمل إلى وارسوحيث أرغم على الترهب في أحد الأديار. واتفقت زمرة من النبلاء على الاعتراف بلادلاس- ابن سجسمند، البالغ من العمر أربعة عشر عاماً قيصراً على روسيا، شريطة المحافظة على استقلال الكنيسة الأرثوذكسية، ومساعدة الجيش البولندي للنبلاء في إخماد الثورة الاجتماعية التي كانت تهدد الحكومة الأرستقراطية في روسيا.

وكانت الثورة في بداية أمرها استنكاراً دينياً ووطنياً لتنصيب قيصر بولندي، ومنع هرموجنس بطريك الأرثوذكسية الشعب من حلف يمين الولاء لملك كاثوليكي. وقبض البولنديين عليه، وسرعان ما قضى نحبه في سجنه، ولكن نداءه جعل من المتعذر على لادسلاس حتى يحكم البلاد. ونادى الزعماء الدينيون الشعب إلى طرد البولنديين بوصفهم كاثوليك مهرطقين. وبدا حتى الحكومة نهار، وعمت الفوضى روسيا. واستولى الجيش السويدي على نوفجورود واقترح حتى يتولى عرش روسيا أمير سويدي. ورفض الاعتراف بلادسلاس الفلاحين في الشمال والجنوب، والقوازق في الجنوب، وأقاموا حكماً خاصاً بهم في المقاطعات. وأعملت عصابات قطاع الطرق السلب والنهب في القرى والمدن، ونكلت بكل من يقاوم، وتعطلت الزراعة ونقص إنتاج الأغذية، واختلت وسائل النقل، وعمت المجاعة، واضطر السكان في بعض الأقسام إلى أكل لحوم البشر(52). ودخل جمهور ثائر موسكو، وفي غمرة الفوضى والشغب أشعل الحريق فأتت النار على معظم المدينة (9 مارس 1611) وتقهقرت الحامية البولندية إلى الكرملن، ترقب عبثاً قدوم سجسمند لنجدتها.

انتخاب ميخائيل رومانوڤ ابن الستة عشر ربيعاً، ليكون أول قيصر من أسرة رومانوڤ

وفي نژني نوڤگورود نظم قصاب يدعى كوزما مينين، جيشاً ثورياً آخر؛ يحدوه الإخلاص للأرثوذكسية، ونادى جميع أسرة إلى التنازل عن ثلث ما تملك لتمويل الهجوم على العاصمة. وتم هذا بالعمل، ولكن الناس لن ينقادوا إلى زعيم غير ذي لقب. فنادى منين الأمير ديمتري بوجاركسي ليتولى القيادة، فقبل المهمة، وانطلق رجال الجيش الجديد إلى موسكوصائمين ضارعين، وما حتى وصلوا حتى حاصروا الحامية البولندية في الكرملن، وصمدت الحامية إلى حد أنهم أكلوا الفئران ولحم البشر، وكانوا يغلون المخطوطات اليونانية ليحظوا على المرق، ثم استسلموا وفروا (22 أكتوبر 1613) وظلت ذكرى هذا العام حية عزيزة في أذهان الروس، على أنه عام التحرير، وعندما أجلي الفرنسيون بعد ذلك بقرنين من الزمان، عن موسكوالتي جللها رماد الحريق مرة ثانية، أقام الروس المنتصرون نصباً تذكارياً لمنين وبوجارسكي، الجزار والأمير اللذين ضربا لهما أروع مثل للبطولة في 1612.

Patriarch Nikon's reform of the Church Service caused schism in the Russian Orthodox Church and appearance of Old Believers

ونادى بوجارسكي والأمير ديمتري تروبتسكوي ممثلين فهمانيين ودينيين عن جميع أجزاء الإمبراطورية إلى مجلس لانتخاب ملك جديد. واستخدمت مختلف الأسرات نفوذها بطريقة خفيفة لتحقيق أغراض خاصة، ولكن كانت الغلبة آخر الأمر لأسرة رومانوف، واختار المجلس ميخائيل الذي لم يتجاوز الخامسة عشرة من العمر آنذاك، وفي 21 فبراير 1613 نادى به قيصراً سكان موسكوالذين يمكن تجميعهم وتوجيههم بسرعة. وبعد حتى أنقذ الشعب الدولة، نسب الفضل في ذلك، تواضعاً إلى النبلاء.

وقضت الحكومة الجديدة على الخلل الاجتماعي والثورة، وثبتت نادىئم الرق وتوسعت فيه وهدأت من روع السويد بالتخلي عن انجريا، وسقطت مع بولندة هدنة مدتها أربعة عشر عاماً، وفكت الهدنة أسر فيودور رومانوف، والد ميخائيل، الذي طال أمد أسره. وكان بوريس قد أرغمه على الترهب، وأطلق عليه اسم الراهب فيلات. وعينه ابنه ميخائيل بطريريك موسكو، ورحب به مستشار له وبلغ من القوة والنفوذ حداً أطلق معه الشعب عليه اسم "القيصر الثاني". وتحت الحكم المزدوج الذي شارك فيه الوالد والولد وبرغم المزيد من الثورات والحروب؛ حققت روسيا يعد جيل من الفوضى، سلاماً مزعزعاً مقروناً بالسخط والاستياء. حتى زمن الشدائد والمتاعب الذي بدأ بموت بوريس، اختتم باعتلاء ديمتري العرش، وهذا بدوره كان ابتداء عهد أسرة رومانوف التي قدر لها حتى تحكم روسيا حتى عام 1917.

الإمبراطورية الروسية

Peter I disbanded the old streltzi army; thousands of streltzi were executed after their mutiny.
Peter the Great leading the Russian army in the Battle of Poltava

منطق رئيسي إمبراطورية روسية

الإمبراطورية الروسية هومصطلح يشار به إلى الفترة من تاريخ روسيا الواقع بين توسع روسيا تحت حكم بطرس الكبير إلى توسع الإمبراطورية الروسية من بحر البلطيق حتى المحيط الهادي إلى خلع نيقولاس الثاني آخر القياصرة الروس في بداية الثورة الروسية عام 1917م. وخلال الفترة من 1721م وحتى 1917 كان الاسم الرسمي للدولة الروسية هوالإمبراطورية الروسية (بالروسية: Росси́йская Импе́рия).

روسيا تتجه إلى الغرب 1645-1699

استطاع جميع من المتآمرين الثلاثة حتى يختلق عذراً ويدعي استفزازاً ما. فشارل العاشر ملك السويد كان قد حاصر كوبنهاجن وحاول فتح الدنمرك، وغزا بولندة واستولى على عاصمتها، وكان جوستافس أدولفس قد دعم قوة السويد في ليفونيا واينجريا دعماً أعطى له حتى يتحدى روسيا حتى تنزل زورقاً في البلطيق دون موافقة السويد. أما الدب الروسي الحبيس فكان يحرق الأرم لمرأى المخارج كلها مغلقة في الغرب، والمنافذ إلى البحر الأسود كلها يسدها التتار والهجر. ولم يبق غير الشرق مجال لتحرك روسيا-إلى سيبيريا، وذلك يظهر الطريق إلى الشدائد والهمجية. لقد كانت مسببات الراحة ومفاتن الحياة تؤمي لروسيا حتى تتجه غرباً، وكان الغرب مصمماً على حتى يبقي روسيا بلداً شرقياً.

وحين اعتلى ألكسيس ميخايلوفتش رومانوف عرش القياصرة كانت روسيا لا تزال يطغى عليها طابع العصر الوسيط. فهي لم تعهد القانون الروماني، ولا إنسانية النهضة الأوربية، ولا إصلاح الحركة البروتستنتية. وفي عهد ألكسيس صيغ القانون الروسي من حديث (أولوزيني 1649) لكن هذه الصياغة لم تكن أكثر من جمع وتنسيق للقوانين القائمة المبنية على الحكم المطلق واستقامة العقيدة الدينية. فمثلاً ظل القانون يرى من الجريمة حتى يتطلع إنسان إلى الهلال الجديد أوحتى يلعب الشطرنج أويغفل الذهاب إلى الكنيسة في الصوم الكبير. وهذه الجرائم وعشرات غيرها تعاقب بالجلد. وكان ألكسيس ذاته متعصباً في تدينه رغم ما في طبعه من لطف وسماحة، وكثيراً ما كان ينفق خمس ساعات جميع يوم في الكنيسة، وقد انحنى في إحدى المناسبات ألفاً وخمسمائة انحناءه(13). وكان يبتهج بإطعام الشحاذين الذين يتجمعون حول قصره، ولكن كان يعاقب جميع انشقاق سياسي أوديني عقاباً صارماً، ويفرض الضرائب الباهظة على شعبه، ويسمح لاستغلال الفلاحين وفساد الحكومة حتى يستشريا إلى درجة أشعلت الثورة في موسكو، ونوفجورود، وبسكوف، وأهم من ذلك بين قوزاق نهر الدون. وقد ألف قوزاقي من هؤلاء يدعى ستينكا رازين عصابة لصوص، وسلب الأغنياء وقتلهم، ونصب نفسه سيداً على استراخان وزارتسين (التي أصبحت ستالنجراد). ثم أقام جمهورية قوزاقية على الفولجا، وهدد مرة بالاستيلاء على موسكو. وانتهى أمره بأن أسر وعذّب حتى توفي (1671)، ولكن الفقراء حفظوا له ذكرى عزيزة تعدهم بالانتقام من الملاك والحكومة.

على حتى بعض المؤثرات العصرية سرت حتى إلى هذه البيئة الوسيطة فقد اقتضت الحروب مع بولندة اتصالات أكثر مع الغرب. وأقبل الدبلوماسيون والتجار في أعداد متزايدة من بلاد أطلق عليها الروس اسم "أوربا". وشهد نهر دوينا وثغراً ريجا وأركانجل تجارة نامية مع الدول الغربية. ودعى الفنيون الأجانب لتطوير المناجم، وتنظيم الصناعة، وصنع السلاح. ونمت مستوطنة كاملة للمهاجرين حوالي 1650 في أحد أحياء موسكو، وجلب الألمان والبولنديون مسحة من الأدب والموسيقى الغربيين إلى هذه المستوطنة، وزودوا الأسر الروسية بمدرسين خوصيين للاتينية. وكان لألكسيس نفسه أوركسترا ألماني. وقد جاز لوزيره أرتامون ماتفيف باستيراد الأثاث الغربي والعادات الفرنسية، إلى حد إباحة اختلاط النساء بالرجال في المجتمع. ولما بعث السفير الروسي لدى دوق توسكانيا الأكبر إلى ألكسيس أوصافاً للدرامات والأوبرات والباليهات الفرنسية، جاز ألكسيس في بناء مسرح في موسكووبعض المسرحيات، لا سيما المقتبسة من الكتاب المقدس. وقد سبقت إحداها، وهي "استير"، تمثيلية راسين التي تحمل هذا الاسم بسبعة عشر عاماً. ولما شعر ألكسيس أنه أذنب باختلافه إلى هذه الحفلات التمثيلية، ذكرها لكاهن اعترافه، فأباح له هذه المتع الجديدة(14). وتزوج ماتفيف سيدة اسكتلندية تنتمي لأسرة هاملتن الشهيرة، وقد تبنيا وربيا يتيمة روسية تدعى ناتاليا نارويشكينا، وقد اتخذها ألكسيس زوجة ثانية له.

على حتى مغامرات التغريب هذه أثارت د عمل وطنياً، فشجب بعض الروس الأرثوذكس دراسة اللاتينية باعتبارها شراً قد يغري الشباب بالأفكار غير الأرثوذكسية. وأحس الجيل المخضرم حتى أي تغيير في العادات أوالإيمان أوالطقوس يزيح حجراً في بناء المجتمع، ويقلقل الأحجار كلها، وقد يهوى بعد حين بالبناء المزعزع كله ويحيله خراباً. وكان الدين في روسيا يعتمد على الطقوس اعتماده على العقيدة. ومع حتى قدرة الجماهير على تفهم الأفكار كانت إلى ذلك الحين محدودة جداً، فقد أمكن تدريبها على الطقوس الدينية التي أعان تكرارها المنّوم على الاستقرار والسلام الاجتماعيين والنفسيين. ولكن التكرار يجب حتىقد يكون دقيقاً حتى يحدث الأثر المنّوم، وأي تغيير في التتابع المألوف قد يحطم التعويذة المهدئة، ومن هنا كان لا بد من بقاء جميع تفاصيل المراسم الدينية، وكل حدثة من حدثات الصلوات، على حالها كما كانت منذ قرون. وقد سقط خلاف من أشد الخلافات والانقسامات مرارة في التاريخ الروسي حين أدخل نيكون، بطريرك موسكو، على الطقوس بعض الإصلاحات المبنية على دراسة للممارسات والنصوص البيزنطية. فقد دله الأكليريكيون الذين درسوا اليونانية على أخطاء كثيرة في النصوص التي تستعملها الكنيسة الروسية، فأمر نيكون بمراجعة النصوص والطقوس وتنقيحها، فمثلاً تقرر حتى يخط اسم يسوع بعد ذلك Jisus بدلاً من Isus، وأن ترسم علامة على الصليب بثلاثة أصابع لا إصبعين، وأن يخفض عدد المطانيات (الركعات) في صلاة معينة من اثنتي عشرة إلى أربع، وأن تحطم الأيقونات التي يظهر فيها التأثير الإيطالي ويستبدل بها أيقونات تتبع النماذج البيزنطية. وتقرر بصفة عامة حتى يطابق مطابقة أوثق بين الشعائر الروسية وأصولها البيزنطية. وقد أنزلت رتب بعض رجال الكنيسة الروس الذين أبوا قبول هذه التغييرات أوأسقط عليهم الحرم أونفوا إلى سيبيريا. وساءت القيصر أساليب نيكون الدكتاتورية، فنفاه في 1667 إلى دير ناء. وانقسمت الكنيسة الروسية إلى حزبين، فأما الكنيسة الرسمية التي يؤيدها ألكسيس فقد قبلت الإصلاحات، وأما المخالفون (راسكولنيكي) أوقدامى المؤمنين (ستاروفيرتسي) فقد تطوروا إلى هيئة منشقة اضطهدتها الأرثوذكسية الجديدة بالنار والحديد. وقد أحرق زعيمهم أفاكوم على الخازوق (1681) بأمر القيصر فيودور. وقتل كثيرون من قدامى المؤمنين أنفسهم مؤثرين الموت على دفع الضرائب لحكومة كانت في نظرهم عدواً للمسيح. وهذه الفوضى الدينية كانت بعض الهجرة التي ورثها بطرس الأكبر.

ومهد موت ألكسيس (1676) لصراع عنيف بين أبنائه. فقد خلف من زوجته الأولى ماريا ميلوسلافسكي ولداً عليلاً يدعى فيودور (المولود في 1662)، وآخر أعرج نصف أعمى ونصف معتوه يدعى ايفان (المولود في 1666)، وست بنات كانت أكفأهن وأشدهن طموحاً صوفيا ألكسيفنا (المولودة في 1657). وخلف من زوجته الثانية ناتاليا نارويشكينا ولده الأشهر بطرس (المولود في 1672). وورث فيودور العرش، ولكنه توفي في 1682. وأراد البويار (النبلاء الروس) حتى يولوا بطرس عرش القيصرية، بوصاية أمه، لما رأوه من عجز إيفان الشديد. ولكن أخوات بطرس لأبيه كان يكرهن ناتاليا ويخشين حتى يهملن تحت حكمها، حرضن جنود حامية موسكو(السترلتسي)، تتزعمهن صوفيا، على حتى يغزوالكرملين ويصروا على تنصيب ايفان. وناشد ماتفيف، حاضن ناتاليا، الجند حتى ينسحبوا، فانتزعوه من قبضة بطرس، وقتلوه على مرأى من الصبي ذي العشرة الأعوام، وقتلوا أخوه ناتاليا ونفراً من أنصارها، وأكرهوا البويار على قبول إيفان قيصراً، يشاركه بطرس تابعاً له، وصوفيا وصية عليه. ولعل هذه الفظائع أسهمت في إصابة بطرس بتلك التشنجات التي نغصت حياته فيما بعد، وهي على أي حال أعطته دروساً لا تنسى في العنف والوحشية.

واعتكفت ناتاليا مع بطرس في إحدى ضواحي موسكوالمسماة بريوربرازينسكي. وحكمت صوفيا البلاد بكفاية. وقد استنكرت عزل النساء في مساكنهن (التيريم أي الحريم terem)، وظهرت أمام الناس سافرة، ورأست في غير خشية اجتماعات الرجال حيث راح الشيوخ يهزون رءوسهم أسفاً وحسرة على هذه الوقاحة، ولكنها كانت قد تلقت من التعليم أكثر من معظم الرجال المحيطين بها، وكانت ميالة إلى الإصلاح وإلى الأفكار الغربية، واختارت رئيساً لوزرائها، وربما عشيقاً لها، رجلاً افتتن بحياة الغرب. وكان هذا الرجل، وهوالأمير فازيلي جوليتسين، يخط اللاتينية، ويعجب بفرنسا، ويجمل قصره بالصور وبتر نسيج جوبلان المرسومة، ويقتني مخطة كبيرة تضم خطاً لاتينية وبولندية وألمانية. والظاهر حتى قدوته وتشجيعه كان لهما الفضل في بناء ثلاثة آلاف مسكن حجري بموسكوفي سنوات وصايته السبع، في حين كانت جميع البيوت تشاد قبل ذلك بالخشب. ويبدوأنه كان يخطط لعتق أرقاء الأرض(15). وفي عهده ألغي الاسترقاق بسبب الدين، وكفّت الحكومة عن دفن القتلة أحياء، وألغيت عقوبة الإعدام على التفوه بعبارات التحريض. على حتى جهوده في الإصلاح أودى بها فشله في قيادة الجيش، فقد أعاد تنظيمه وقاده مرتين ضد الهجر، وفي الحالتين أساء إدارة تموين الجند، فعادوا مهزومين متمردين، ومنح سخطهم بطرس الإشارة للقبض على زمام السلطة.

الامبراطورية الروسية (1721-1917)

التعداد

پطرس الأكبر

قيادة الامبراطورية (1725-1825)

كاترينا الكبرى

تمثال يكاترينا الثانية في سانت پطرسبورگ
القوات الروسية بقيادة الجنراليسيموسوڤروڤ تعبر الألپ في 1799

ألكسندر الأول

مانيفستوإلغاء العبوية يـُقرأ على الشعب.


نيقولاي الأول والثورة الديسمبرية

الديسمبريون في ميدان مجلس الشيوخ.

الجيش الروسي

الراديكاليون والرجعيون

ميخائيل باكونين


نيقولاي الثاني والحركة الثورية الجديدة

روسيا 1894-1905، بقلم إيناس عبد الله السعدي. انقر لمطالعة الكتاب.
خريطة عرقية ودينية لروسيا الأوروپية في نهاية القرن التاسع عشر. هذه الخريطة من العصر الإمبراطوري تبين الروس ("الروس العظام")، البلاروس ("الروس البيض")، والأوكران ("الروس الصغار") بلون واحد؛ بناء على التعداد الروسي في 1897.

ألكسندر خلفه ابنه نيقولاي الثاني (1894–1917). الثورة الصناعية، التي بدأت في هجر أثر بارز في روسيا، كانت في نفس الوقت تخلق قوى ستطيح في نهاية الأمر بالقيصر. فسياسياً، انتظمت تلك القوى المعارضة في ثلاث أحزاب متنافسة: العناصر الليبرالية بين الرأسماليين الصناعيين والنبلاء، الذين آمنوا بالإصلاح الاجتماعي السلمي وبمليكة دستورية، أسسوا الحزب الديمقراطي الدستوري أوKadets في 1905. أتباع تقليد نارودنيك أسسوا الحزب الاشتراكي-الثوري أوEsers في 1901، advocating the distribution of land among those who actually worked it—the peasants. وثمة مجموعة ثالثة راديكالية قامت بتأسيس حزب العمل الديمقراطي الاشتراكي الروسي أوRSDLP في 1898؛ this party was the primary exponent of Marxism في روسيا. Gathering their support from the radical intellectuals and the urban working class, they advocated complete social, economic and political revolution.

مانيفستوأكتوبر يمنح الحريات المدنية ويؤسس أول برلمان.
مذبحة الأحد الدامي في سانت پطرسبورگ.

في 1903، انشق RSDLP إلى جناحين: البلشڤيك الراديكاليين، بقيادة ڤلاديمير لنين، والمنشڤيك المعتدلين نسبياً، بقيادة يولي مارتوڤ. آمن المنشڤيك حتى الاشتراكية الروسية يفترض أن تنموتدريجياً وسلمياً وأن نظام القيصر ستخلفه جمهورية ديمقراطية سيتعاون فيها الاشتراكيين مع الأحزاب البرجوازية الليبرالية. The Bolsheviks advocated the formation of a small elite of professional revolutionists, subject to strong party discipline, to act as the vanguard of the proletariat in order to seize power by force.

الثورة البلشفية

لنين وستالين

الثورة البلشفية أوثورة أكتوبر كانت الفترة الثانية من الثورة الروسية عام 1917 قادها البلاشڤة تحت إمرة فلاديمير لينين وليون تروتسكي في 1917 بناء على أفكار كارل ماركس؛ لإقامة دولة شيوعية وإسقاط القيصرية. تعد الثورة البلشقية أول ثورة شيوعية في القرن العشرين الميلادي.

الحرب العالمية الثانية

Vladimir Lenin speaking to Red Army troops before their departure to the Polish front

انهيار الشيوعية

انظر أيضا

The 1932 Soviet poster symbolizing the reform of "old ways of life" is dedicated to liberation of women from traditional role of the oppressed housekeeper. The text reads: "8th of March is the day of the rebellion of the working women against the kitchen slavery". "Say NO to the oppression and Babbittry of the household work!".
Grief (Ditch of Kerch). The Soviet Union lost around 27 million people during the war, about half of all World War II casualties.
  • Timeline of Russian history
  • Timeline of the Tataro-Mongol Yoke in Russia
  • History of Siberia
  • List of Recipients of Tribute from China
  • Russian colonization of the Americas
  • Caucasian War
  • History of the administrative division of Russia
  • Military history of the Soviet Union
  • World War II casualties

قراءات إضافية

مجمل التاريخ

  • The Cambridge History of Russia. ثلاثة volumes. Cambridge, Eng: Cambridge University Press, 2006.
  • Freeze, Gregory L. (ed.). Russia: A History. 2nd ed. New York: Oxford University Press, 2002. ISBN 0198605110.
  • McKenzie, David & Michael W. Curran. A History of Russia, the Soviet Union, and Beyond. 6th ed. Belmont, CA: Wadsworth Publishing, 2001. ISBN 0534586988.
  • Riasanovsky, Nicholas V. and Mark D. Steinberg. A History of Russia. 7th ed. New York: Oxford University Press, 2004, 800 pages. ISBN 0195153944

روسيا ما قبل الثورة

  • Christian, David. A History of Russia, Central Asia and Mongolia. Vol. 1: Inner Eurasia from Prehistory to the Mongol Empire. Malden, MA: Blackwell Publishers, 1998. ISBN 0631208143.
  • Russia : a country study / Federal Research Division, Library of Congress; edited by Glenn E. Curtis. Washington, DC: Federal Research Division, Library of Congress,1998. DK510.23 .R883 1998
  • Hobsbawm, Eric. The Age of Revolution, 1789-1848 Vintage, 1996, 368 pages. ISBN 0679772537
  • Manning, Roberta. The Crisis of the Old Order in Russia: Gentry and Government. Princeton University Press, 1982.
  • Moss, Walter G. A History of Russia. Vol. 1: To 1917. 2d ed. Anthem Press, 2002.
  • Skocpol, Theda. States and Social Revolutions: A Comparative Analysis of France, Russia, and China. Cambridge U Press, 1988, 448 pages ISBN 0521294991

الحقبة السوفيتية

  • Cohen, Stephen F. Rethinking the Soviet Experience: Politics and History since 1917. New York: Oxford University Press, 1985.
  • Fitzpatrick, Sheila. The Russian Revolution. New York: Oxford University Press, 1982, 208 pages. ISBN 0192802046
  • Gregory, Paul R. and Robert C. Stuart, Russian and Soviet Economic Performance and Structure, Addison-Wesley, Seventh Edition, 2001/
  • Lewin, Moshe. Russian Peasants and Soviet Power. Evanston: Northwestern University Press, 1968.
  • McCauley, Martin. The Soviet Union 1917-1991. 2d ed. London: Longman, 1993, 440 pages. ISBN 0582013232
  • Moss, Walter G. A History of Russia. Vol. 2: Since 1855. 2d ed. Anthem Press, 2005.
  • Nove, Alec. An Economic History of the USSR, 1917-1991. 3rd ed. London: Penguin Books, 1993. ISBN 0140157743.
  • Remington, Thomas. Building Socialism in Bolshevik Russia. Pittsburgh: University of Pittsburgh Press, 1984.
  • Service, Robert. A History of Twentieth-Century Russia. 2nd ed. Cambridge, MA: Harvard University Press, 1999. ISBN 0674403487.
  • Regelson, Lev. Tragedy of Russian Church. 1917-1953. www.apocalyptism.ru/TRCcont.htm

ما بعد الحقبة السوفيتية

  • Cohen, Stephen. Failed Crusade: America and the Tragedy of Post-Communist Russia. New York: W.W. Norton, 2000, 320 pages. ISBN 0393322262
  • Paul R. Gregory and Robert C. Stuart, Russian and Soviet Economic Performance and Structure, Addison-Wesley, Seventh Edition, 2001.
  • Medvedev, Roy. Post-Soviet Russia A Journey Through the Yeltsin Era, Columbia University Press, 2002, 394 pages. ISBN 0231106076
  • Moss, Walter G. A History of Russia. Vol. 2: Since 1855. 2d ed. Anthem Press, 2005. Chapter 22.

المصادر

  1. ^ Chepalyga, A.L.; Amirkhanov, Kh.A.; Trubikhin, V.M.; Sadchikova, T.A.; Pirogov, A.N.; Taimazov, A.I. (2011). "Geoarchaeology of the earliest paleolithic sites (Oldowan) in the North Caucasus and the East Europe". Retrieved 2013-12-18. Early Paleolithic cultural layers with tools of oldowan type was discovered in East Caucasus (Dagestan, Russia) by Kh. Amirkhanov (2006) [...]
  2. ^ http://archaeology.about.com/od/earlymansites/a/kostenki.htm
  3. ^ Igor V. Ovchinnikov; Anders Götherström; Galina P. Romanova; Vitaliy M. Kharitonov; Kerstin Lidén; William Goodwin (30 March 2000). "Molecular analysis of Neanderthal DNA from the northern Caucasus". Nature. Nature 404. 404 (6777): 490–493. doi:10.1038/35006625. PMID 10761915. Retrieved 13 March 2011. Italic or bold markup not allowed in: |publisher= (help)
  4. ^ Mitchell, Alanna (30 January 2012). "Gains in DNA Are Speeding Research Into Human Origins". The New York Times.
  5. ^ Belinskij, Andrej; H. Härke (March–April 1999). "The 'Princess' of Ipatovo". Archeology. 52 (2). Retrieved 26 December 2007.
  6. ^ Drews, Robert (2004). Early Riders: The beginnings of mounted warfare in Asia and Europe. New York: Routledge. p. 50. ISBN .
  7. ^ Dr. Ludmila Koryakova, "Sintashta-Arkaim Culture" The Center for the Study of the Eurasian Nomads (CSEN). Retrieved 20 July 2007.
  8. ^ 1998 NOVA documentary: "Ice Mummies: Siberian Ice Maiden" Transcript.
  9. ^ Esther Jacobson, The Art of the Scythians: The Interpenetration of Cultures at the Edge of the Hellenic World, Brill, 1995, p. 38. ISBN 90-04-09856-9.
  10. ^ Gocha R. Tsetskhladze (ed), The Greek Colonisation of the Black Sea Area: Historical Interpretation of Archaeology, F. Steiner, 1998, p. 48. ISBN 3-515-07302-7.
  11. ^ Peter Turchin, Historical Dynamics: Why States Rise and Fall, Princeton University Press, 2003, pp. 185–186. ISBN 0-691-11669-5.
  12. ^ David Christian, A History of Russia, Central Asia and Mongolia, Blackwell Publishing, 1998, pp. 286–288. ISBN 0-631-20814-3.
  13. ^ Frank Northen Magill, Magill's Literary Annual, 1977 Salem Press, 1977, p. 818. ISBN 0-89356-077-4.
  14. ^ André Wink, Al-Hind, the Making of an Indo-Islamic World, Brill, 2004, p. 35. ISBN 90-04-09249-8.
  15. ^ András Róna-Tas, Hungarians and Europe in the Early Middle Ages: An Introduction to Early Hungarian History, Central European University Press, 1999, p. 257. ISBN 963-9116-48-3.
  16. ^ Daniel H. Frank and Oliver Leaman, History of Jewish Philosophy, Routledge, 1997, p. 196. ISBN 0-415-08064-9.
  17. ^ Chester S. L. Dunning, "Russia's First Civil War: The Time of Troubles and the Founding of the Romanov Dynasty", Penn State Press (2001), ISBN 0271020741, pp. 433-434.
  18. ^ Hugh Seton-Watson, The Russian Empire 1801–1917 (Oxford History of Modern Europe) (1967), pp 598–627
  19. ^ For an analysis of the reaction of the elites to the revolutionaries see Roberta Manning, The Crisis of the Old Order in Russia: Gentry and Government. (1982).
  20. ^ Leaders mourn Soviet wartime dead

ول ديورانت. سيرة الحضارة. ترجمة بقيادة زكي نجيب محمود. Unknown parameter |coauthors= ignored (|author= suggested) (help)

  1. Sergey Solovyov. History of Russia from the Earliest Times, ISBN 5-17-002142-9
  2. Nikolay Karamzin. History of the Russian State, ISBN 5-02-009550-8
  3. Full Collection of Russian Annals, Moscow,2001, ISBN 5-94457-011-3.

تاريخ النشر: 2020-06-04 20:10:45
التصنيفات: CS1 errors: markup, صفحات تستخدم وسوم HTML غير صالحة, Pages with citations using unsupported parameters, تاريخ روسيا

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

الحكومة تكشف حقيقة إلغاء دعم الخبز لأصحاب البطاقات التموينية

المصدر: الرئيس نيوز - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-07-25 15:27:03
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 63%

مدبولي يشهد مراسم انضمام البحرين للشراكة الصناعية التكاملية

المصدر: الرئيس نيوز - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-07-25 15:26:55
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 58%

توقيف أفراد عصابات الإستغلال العشوائي للشواطىء بالشلف

المصدر: صوت الشلف - الجزائر التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-07-25 15:27:16
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 55%

العلمي: حملة المشوشين الافتراضيين لن تنال من “الأحرار”

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-07-25 18:15:32
مستوى الصحة: 32% الأهمية: 47%

الحكومة تعقد مجلسها بعد غد الأربعاء

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-07-25 15:25:18
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 55%

وزير العدل: إحصاء 4073 عقارا مهملا ومعرّضا للاستيلاء والسطو

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-07-25 18:15:33
مستوى الصحة: 35% الأهمية: 43%

سنلتقي بعد حين.. الإعلامي شريف عامر يعلن وفاة والده

المصدر: الرئيس نيوز - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-07-25 15:27:02
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 61%

أسعار القمح تشتعل بعد هجوم صاروخي على أدويسا الأوكرانية

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-07-25 18:15:40
مستوى الصحة: 40% الأهمية: 48%

من جديد.. اندلاع حريق غابوي مهول بإقليم العرائش

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-07-25 18:15:36
مستوى الصحة: 31% الأهمية: 37%

بعد الضجة.. البدراوي رئيس الرجاء يعتذر عن تقبيل شعار الجيش

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-07-25 18:15:41
مستوى الصحة: 42% الأهمية: 36%

الحكومة تعقد مجلسها بعد غد الأربعاء

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-07-25 15:25:21
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 67%

وزير التعليم العالى يكشف موعد بدء تنسيق الجامعات

المصدر: الرئيس نيوز - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-07-25 15:26:57
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 53%

عاجل.. بدء العام الدراسي الجديد بالجامعات والمعاهد 1 أكتوبر

المصدر: الرئيس نيوز - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-07-25 15:26:58
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 54%

المغرب يرصد 254 إصابة جديدة بكورونا وحالتي وفاة خلال 24 ساعة

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-07-25 18:15:37
مستوى الصحة: 42% الأهمية: 46%

الوزير وهبي يقترح السوار الإلكتروني للقاصرين من مثيري الشغب

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-07-25 18:15:31
مستوى الصحة: 33% الأهمية: 46%

أمن مصر المائي.. ماذا قال السيسي للرئيس الصومالي عن سد النهضة؟

المصدر: الرئيس نيوز - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-07-25 15:26:56
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 64%

تحميل تطبيق المنصة العربية